تحقيق خاص

الرمال المتحركة.. درنة بين تنظيم الدولة وحفتر

تناول فيلم “الرمال المتحركة.. درنة” سيطرة تنظيم الدولة على المدينة الليبية وكشف تفاصيل معارك الثوار وقوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، واتهام حفتر بتسهيل تنقل التنظيم وسيطرته على مناطق ليبية.

تناول الفيلم الوثائقي "الرمال المتحركة.. درنة" قصة انتصار ثوار درنة (شمال شرق ليبيا) على تنظيم الدولة وإخراجه من المدينة التي أحكم السيطرة عليها عام 2015، قبل أن تندلع حرب ضروس لثمانية أشهر.

وعرض الفيلم -وهو من سلسلة "تحقيق خاص" وبثته الجزيرة الأحد (2017/5/28)- قصة درنة التي لا تكتمل دون طرح الجانب الآخر منها، وهو حصار المدينة من قبل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر أثناء المعركة وخروج عناصر التنظيم المنهزم نحو مدينة سرت تحت بصر قوات حفتر دون إطلاق رصاصة عليهم.

يرجع وجود تنظيم الدولة في درنة إلى ما بعد ثورة 17 فبراير/شباط 2011 في ليبيا، إذ سمح سقوط نظام معمر القذافي وفقدان السيطرة على حدود ليبيا -خاصة الجنوبية منها- للمتعاطفين مع التنظيم بالتدفق إلى البلاد، وشكلت المدينة وجهة مفضلة لهم.

السيطرة على درنة
سيطر التنظيم في عام 2015 بشكل كامل على المدينة، واستحوذ على مواقع حساسة فيها ونجح في تجنيد العديد من أبنائها في صفوفه.

وبحسب النائب العام الليبي الصديق الصور، فإن معظم الوقود البشري للتنظيم كان من جنسيات عربية أبرزها تونس ومصر والسودان، إضافة إلى عناصر من بوكو حرام.

لم تحتمل درنة تعسف التنظيم الذي وقعت تحته وبدأت الصدامات تتصاعد إلى أن اشتعلت حرب ضروس لثمانية أشهر، خاضتها ضده كتائب ثوار درنة وقوات تتبع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، انتهت بهزيمة التنظيم.

غير أن الهزيمة كانت بكلفة عالية من الضحايا، حيث تعرضت درنة لموجة من التفجيرات والعمليات النوعية التي نفذها التنظيم، ولم تميز بين مدني ومسلح وبين آلية عسكرية ومدرسة أطفال.

نحو سرت
انسحب مسلحو التنظيم وقطعوا طريقهم نحو سرت في سبعين سيارة مسلحة، وتزودوا بالوقود في مناطق تسيطر عليها ما تعرف بعملية الكرامة التي يقودها حفتر.

يفصل قائد محور الحيلة في درنة العقيد مفتاح حمزة الأمر قائلا إن "عملية الكرامة حاصرتنا بشكل واضح وعلني وأقفلوا علينا البوابات (..) وقبضوا على السيارات التي تأتي محملة بالذخائر لدعمنا وعلى من فيها وأودعوهم في المعتقلات".

ومضى يقول إن الثوار طلبوا من مشايخ وأعيان درنة التواصل مع ضباط الكرامة ومجلس النواب في طبرق، لتبليغ سلاح الجو بإحداثيات أماكن التنظيم "لضربها ومساعدتنا".

أما أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي الذي يتبع خليفة حفتر، فإنه يلخص وجهة نظر فريق حفتر بأنه لا يعترف بمجلس ثوار درنة.

ويقول "نحن مقتنعون بأنهم جماعات إرهابية تنتمي لتنظيمات دولية مثل القاعدة وبقايا تنظيم داعش وبقايا تنظيم الدرع الإخوانية".

طائرات حفتر ودرنة
وبحسب متحدثين في الفيلم فإن قوات حفتر الجوية والبرية ظلت تراقب الحرب الحارقة في درنة على مدار شهور، وما إن فرّ المئات من عناصر التنظيم في ممر آمن نحو سرت، حتى بدأ قصف درنة بطائرات عملية الكرامة.

لماذا تستهدف طائرات حفتر مدينة درنة؟

يقول العقيد مفتاح حمزة إن البراميل المتفجرة بدأت تنهال على المدينة في اليوم الثاني من احتفالات السكان بهزيمة تنظيم الدولة.

وينتهي إلى القول "من يدّعي القول بمحاربة تنظيم الدولة أقول له: كذبت لم تقاتل داعش يوما".