صورة عامة /الشيخ الذهبي/ج1 / الجريمة السياسية
الجريمة السياسية

اغتيال الشيخ الذهبي ج1

تستعيد الحلقة لحظات من التاريخ تختلط فيها أوراق اللعبة السياسية وتذوب الفواصل بين المصالح والإصلاح، لتعرف من هو الشيخ الذهبي وكيف تم اغتياله؟

– وقائع حادثة الاختطاف
– قصة القبض على أمير الجماعة

– أسباب اختطاف الشيخ الذهبي وقتله

الشيخ والأمير

وقائع اغتيال الذهبي (الجزء الأول)

وقائع حادثة الاختطاف

[تعليق صوتي]


undefinedحسين شحادة: الزمان الثانية صباح يوم الأحد الثالث من يوليو / تموز عام 1977، المكان شارع السايس في منطقة حدائق حلوان جنوب القاهرة وتحديدا أمام منزل الدكتور حسين الذهبي وزير الأوقاف السابق، كانت هناك حالة صمت تحيط بالمكان المنعزل فجاءة انقلب الهدوء إلى صخب والصمت إلى توتر إذ توقفت فجاءة سيارتان ونزل منهما ستة شباب مدججين بالأسلحة أحدهم يرتدي زي شرطي برتبة رائد واندفع خمسة منهم نحو مدخل الفيلا بينما بقي سادسهم ليغير إطار السيارة التالف طرق الشباب المسلحون باب الشيخ وطلبوا من ابنه أن يوقظ أباه مدعين أنهم من جهاز مباحث أمن الدولة، حاول الابن ثنيهم عن عزمهم ولكنهم لم يتركوا له فرصة للتحاور معهم، في تلك الأثناء استيقظ الشيخ وطلبت منه ابنته أسماء ألا يذهب معهم، خرج الشيخ لملاقاتهم وجادلهم في البداية طالبا منهم إبراز تحقيق الشخصية لكنهم اقتادوه بالقوة ولم تفلح المناقشة خرج الخاطفون ومعهم الشيخ الذهبي واكتشفوا أن سائق السيارة الثانية مازال يغير إطار السيارة فاندفعوا داخل السيارة الأولى وفروا هاربين تاركين خلفهم السائق الذي واجه ضربا مبرحا من جيران الشيخ ليصبح هذا السائق أحد المفاتيح المهمة والتي حاول من خلاله رجال الأمن التوصل إلى الجناة آثار خبر اختطاف الشيخ الذهبي ضجة وتعاطفا مع الشيخ الجليل وعالم الدين الشهير الذي يكن له أهل المحروسة محبة واحتراما كبيرين بعد مرور نحو ثلاثين عاما على الحادث مازالت هناك بعض التفاصيل الغائبة مازالت تتردد تأويلات وتفسيرات مختلفة للحادث ومازال بعض من شهودها ومعاصريها أحياء يرزقون فهل سنجد لديهم ما يمكننا من نفض الغبار عن الذاكرة الصدئة، هل ستسهم شهاداتهم في إعادة قراءة الحادث بكل تداعياته وخلفياته رجب البنا الصحفي في جريدة الأهرام وصديق للشيخ الذهبي قام البنا آنذاك بالتغطية الصحفية لجريمة الاختطاف ونشرت تحقيقاته في جريدة الأهرام على مدار الأيام التالية للحادث.

رجب البنا – مؤرخ إسلامي: في الليلة دي الفجر لقيت تليفون بيضرب في بيتي ولقيت بنته الكبيرة اسمها أسماء اتصلت بيا قالت لي أبويا خطفوه مين اللي خطفوه قالت لي ما أعرفش في واحد لابس زي ضابط ووراءه واحد لابس مدني معاه مدفع رشاش وأنهم قالوا فين الدكتور الذهبي فطلع لهم ابنه اللي هو أيضا دكتور اسمه مصطفي هو كان نائب في القصر العيني فتصور أنه الناس عاوزه هو قال لهم أنا الدكتور الذهبي قالوا له لا مش أنت إحنا عاوزين الدكتور الذهبي الكبير خرج الشيخ الذهبي بملابس النوم في إيه خطفوه وركبوه في عربية غصب عنه قعد يقاوم وبنته تصرخ المكان لأنه معزول على ما أقرب جيران يسمعوا محتاجين وقت.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: الدكتور محمد الذهبي أستاذ التحاليل الطبية ووكيل كلية الصيدلة جامعة الأزهر والنجل الأكبر للدكتور حسين الذهبي وصل إلى منزل العائلة بعد اختطاف والده بساعات قليلة.

محمد الذهبي- النجل الأكبر للدكتور حسين الذهبي: هو في اليوم دوت أنا طبعا مقيم في مصر الجديدة فأتصل بيا حوالي الساعة الرابعة صباحا أو الثالثة والنصف صباحا مجلس الوزراء وبلغوني أن أنا أتوجه لمنزل الوالد في حلوان لأن حدث عملية اختطاف للوالد، طبعا أنا أخذت عربيتي ورحت طبعا ما كنتش أعرف ما عنديش أي خلفيات عن الموضوع أو إيه اللي حصل بالضبط أو كده ولكن يعني توجهت بسرعة إلى المنزل هناك ودخلت الصالون فلقيت في الوقت ده كان موجود النبوي إسماعيل اللي هو كان نائب وزير الداخلية في الوقت دوت واللواء حسن غباشة رئيس جهاز مباحث أمن الدولة واللواء أحمد رمضي مدير أمن القاهرة وكانوا متحفظين على شخص قالوا أنه ده كان سائق عربية مازدا تعطلت بعد حادث الاختطاف وأن الاختطاف تم في عربية أخرى كان بيسوقها شخص آخر غير اللي كانوا ماسكينه.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: تبين لاحقا أن السائق المقبوض عليه هو عضو الجماعة إبراهيم محمد حجازي ولكن لم تفلح التحقيقات معه في دفعه إلى الاعتراف بأي معلومات تدل على مقترفي حادث الاختطاف، قبل ظهر يوم الثالث من يوليو كانت جماعة المسلمين المعروفة إعلاميا باسم التكفير والهجرة تعلن مسؤوليتها عن الحادث وحددت مطالب عدة لكي تفرج عن الشيخ المختطف وهي الإفراج فورا عن أعضاء الجماعة المقبوض عليهم وكذلك المحكوم عليهم في قضايا سابقة دفع مائتي ألف جنيه مصري كفدية وأن تعتذر الصحافة المصرية عما نشرته من إساءات في حق الجماعة وكذلك نشر كتاب شكري مصطفي الخلافة على حلقات في الصحف اليومية. اللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة المصري سابقا وأحد الضباط الذين تولوا التحقيق في القضية بدأنا معه الحديث عن توقعات جهاز الأمن المبدئية عن منفذي اختطاف الشيخ الذهبي.

"
قبل بيان جماعة التكفير والهجرة وإعلانهم فيه مسؤوليتهم عن اختطاف الشيخ الذهبي لم يكن الأمن يعرف من الذي خطف الشيخ الذهبي
"
فؤاد علام

فؤاد علام- نائب رئيس جهاز مباحث سابقا: لغاية ما جماعة التكفير والهجرة طلعوا بيان وأعلنوا فيه مسؤوليتهم عن اختطاف الشيخ الذهبي ما كنش الأمن يعرف مين اللي خطفوا الشيخ الذهبي وأن كان في معلومات عن أنه أنشط الجماعات اللي في هذه المرحلة كانت هي جماعة التكفير والهجرة إنما ما كنش معروف بالضبط أن هما اللي خطفوا الشيخ الذهبي كان في شكوك حوالين لأن هما كانوا أنشط الجماعات ولأنه كانوا قاموا بمجموعة من عمليات الاعتداءات على بعض عناصر جماعة التكفير والهجرة اللي تركوا نشاطهم في الجماعة أو انفصلوا عن الجماعة.

محمد الذهبي: هو المعلومات اللي إحنا نعرفها أن مفروض الجماعة دي يعني أو الأشخاص دول بالذات كلهم مفروض أن هما متابعين وأعتقد أنه كان مطلوب القبض عليهم قبل هذا الحادث بفترة وكان مفروض يعني أن هما عارفين أماكنهم كويس.

رجب البنا: الفكرة اللي كانت راجحة لدى الداخلية هو على طول كده أن اللي خطفوه جماعة التكفير والهجرة ونشأت فكرة أنه يجب الاتصال بهم بسرعة ورجحوا أن يتم ذلك عن طريق المحامي شوكت التوني وتم الاتصال بشوكت التوني فعلا على أنه يكلمهم وكلمهم وقالوا له أن لهم شروط وإلا هيقتلوا الشيخ الذهبي الساعة 12 الظهر الداخلية أفرجت عن واحد فعلا من أعضاء الجماعة على أنه يكون واسطة ما بين الداخلية وما بين الجماعة فاستطاع الوسيط ده أنه يمد الأجل الإنذار من الساعة 12 إلى الساعة الخامسة بعد الظهر.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: لم تستجب وزارة الداخلية لمطالب المختطفين وأصدرت بيانا طالبت فيه الجماعة بالتزام الحكمة وإطلاق سراح الشيخ الذهبي على الفور وأنها أن فعلت ذلك فسوف تهيئ المناخ المناسب للبت في مطالبها.

رجب البنا: فكرة تقديم مائتين ألف جنيه وكون أن دولة تقبل أن تدفع فدية موضوع يحتاج تفكير النقطة الثانية أنه الإفراج عن متهمين في حوزة القضاء وليسوا في حوزة وزارة الداخلية بالفعل لا تستطيع وزارة الداخلية الإفراج عنهم ما تقدرش وألا تبقى هربت متهمين يعني تبقى هي ذاتها متهمة.

محمد الذهبي: في بعض أصدقاء الوالد وزملائه يعني أفتكر منهم دكتور اسمه دكتور إبراهيم الخولي وكان في دكتور إبراهيم نجدة كان نائب رئيس جامعة الأزهر وأعتقد يمكن شيخ الأزهر نفسه في ذلك الوقت أعتقد كان الدكتور بصار أن هما راحوا يعني حسب ما أنا عرفت أن هما راحوا لعثمان أحمد عثمان لأنه كان برضه علاقته بالوالد كويسة أن هما عرضوا أن عثمان أحمد عثمان عرضوا أنه يدفع المبلغ المطلوب فاللي فهمته أن رئيس الوزراء في ذلك الوقت قال لهم لا يعني دول شوية عيال وكده وإحنا كله ساعة ولا اثنين وهنمسكهم يعني.

فؤاد علام: بصفة عامة كان الأمن متراجعا في هذه المرحلة قبل البيان ده بعدة شهور كوزارة داخلية بصفة عامة لما يكن الأداء من وجهة نظري أنا الشخصية وأنا بأقيم النهارده على المستوى اللي مطلوب إنما بعد البيان اتعملت مجموعات عمل واتعملت خطة للإسراع بإجهاض هذه الجماعة وغيرها من الجماعات الغير شرعية.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: وجه محامي الجماعة شوكت التوني نداء إلى أفراد الجماعة مطالبا إياهم بالإفراج عن الشيخ الذهبي راجيا منهم الاحتكام إلى العقل وعدم ارتكاب أي مخالفة للقانون مؤكدا أن أمر المسجونين من أفراد الجماعة سيحل بالطريق القانوني المشروع مبديا استعداده للتدخل انقضت المهلة الثانية التي حددتها الجماعة وواصلت الداخلية استجواب العديد من عناصر التكفير والهجرة أملا في الحصول على أي معلومات تقود إلى العثور على الشيخ الذهبي داخل أوكار الجماعة وانقضى اليوم الثاني بدون جدوى.

فؤاد علام: أساسا كان في معلومات عن جماعة التكفير والهجرة مسجلة في جهاز.. لما أتحدد أن هما اللي موجودين فبدأت عمليات القبض ولما بيتقبض على مجموعة وبيتم مناقشتها بتدي معلومات عن باقي المجموعات الأخرى ده خط الخط الثاني كان من ضمن المحبوسين في قضية الفنية العسكرية طلال الأنصاري وطلال الأنصاري كان أحد أعمدة جماعة التكفير والهجرة قبل أن يتركها وينضم إلى جماعة الفنية العسكرية ولأنه كان محبوس في هذا الوقت في سجن طره فنقل إلى سجن القلعة وبدأت الضباط تحقق معه عشان تأخذ معلومات أكثر عن جماعة التكفير والهجرة إذا كان في عناصر ماهيش مسجلة.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: طلال الأنصاري المتهم رقم اثنان في قضية تنظيم الكلية الفنية العسكرية وقائد التنظيم في الإسكندرية والناجي من حكم الإعدام بعد قرار رئاسي بتخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة وهو أحد الذين طالبت جماعة التكفير والهجرة بالإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح الشيخ الذهبي.

طلال الأنصاري: في يوم حر جدا من أيام شهر يوليه عام 1977 وكنت أقضي السنة الرابعة من سنوات السجن بعد تخفيف حكم الإعدام عني في قضية الكلية الفنية العسكرية وفوجئت بجلبة وضجة في مكاتب إدارة السجن واستدعيت على عجل حيث فوجئت بمجموعة من كبار ضباط أمن الدولة وفاجئوني بخبر نزل علي نزول الصاعقة أنه مجموعة من جماعة التكفير والهجرة اختطفت الشيخ الذهبي ومن بين طلباتهم الإفراج عن مجموعة من شباب الجماعات الإسلامية الموجودين في السجن وكانوا على حسب ما أتذكر حوالي 25 مطلوب الإفراج عنهم وكان ترتيبي بينهم رقم 6 فالحقيقة أنا أصابني الألم الشديد والانزعاج الأشد لأني أدركت وقتها وللوهلة الأولى أن هذه محنة جديدة قد ألمت بالحركة الإسلامية في مصر وأن التيار الإسلامي كله سيصاب إصابة شديدة من هذا العمل الذي لا يقبله عقل ولا دين ولا منطق ولذلك لم أتردد في أن أعلن براءتي من هذه العملية ورفض اقتران اسمي بها وأنها تسيء إساءة بالغة إلى الإسلام أدركت أن موقفي هذا قد لاقي قبولا وارتياحا لدى كافة الجهات وقتها.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: توصل ضباط الداخلية إلى معلومات تفيد بأن هناك شكوكا تحيط بقاطني إحدى الشقق في مدينة الأندلس في منطقة الهرم فتوجهت قوة من الشرطة نحو العقار أملا في العثور على الشيخ الذهبي محتجزا هناك قام ضابطا الشرطة باقتحام الشقة وعثر على شخصين من أعضاء الجماعة كما عثر على مدفع رشاش وألف طلقة ذخيرة حية وكذلك على عقد إيجار فيلا مفروشة في شارع محمد حسن المتفرع من شارع فاطمة رشدي في منطقة الهرم أثناء التفتيش حضر شخص ثالث ما أن شاهد رجال الأمن حتى حاول ابتلاع ورقة كانت في حوزته وتبين أنها رسالة من أمير الجماعة كانت الرسالة مكتوبة بلغة مشفرة وأثار محتواها قلق رجال الأمن على مصير الشيخ الذهبي قام رجال الأمن بمهاجمة الفيلا الكائنة في شارع محمد حسن في منطقة الهرم عثر على ثلاث نقاط دم متجمدة في الصالة ووجد جثمان الشيخ الذهبي على سرير في غرفة النوم وقد فارق الحياة لقد توصل رجال الداخلية إلى مكان الشيخ الذهبي بعد أن تمكن الجناة من تنفيذ حكمهم الجائر في العالم الجليل ولكن هل تمكنت أصوات رصاصاتهم من إسكات صوت حكمته أم فتحت عليهم أبواب الجحيم بدأت التحقيقات وأعلن عن ضلوع أعضاء جماعة التكفير والهجرة في اختطاف وقتل الشيخ الذهبي وأن واضع الخطة هو أميرها الهارب شكري أحمد مصطفي أو أبو سعد وأن مصدر الأوامر هو نائب رئيس الجماعة وفيلسوفها ماهر بكري أو أبو عبد الله وأن قائد مجموعة الاختطاف هو ضابط الشرطة المفصول الهارب أحمد طارق عبد العليم وأن منفذ الاغتيال وقاتل الذهبي هو مصطفي عبد المقصود غازي المعروف بأبو توبة.

رفعت السعيد – باحث وأستاذ جامعي: ابتدأ هو ما اسموش التكفير والهجرة هذا اسم إعلامي دأبت أجهزة الإعلام المصرية في ذلك الوقت على إطلاقه على المنظمات المثيلة فجماعة الفنية العسكرية ما كنش اسمها جماعة الفنية العسكرية كان اسمها جماعة شباب محمد التكفير والهجرة كان اسمها الجماعة المسلمة هنا تبدأ القضية يعني علشان نعرف بقى التسمية الجماعة المسلمة هي جماعة المسلمين من والها فقد والى صحيح الدين ومن خالفها فقد خالف صحيح الدين وبالتالي فكان كل من هو خارج الجماعة كافر وكل من كان عضو في الجماعة ثم انشق عنها مرتد ويتعين قتله.

مَن هو الشيخ الذهبي؟

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: محمد حسين الذهبي من مواليد التاسع عشر من أكتوبر تشرين الأول عام 1915 في قرية مطوبس في محافظة كفر الشيخ التحق بكلية الشريعة جامعة الأزهر وتخرج منها عام 1939 حصل الذهبي على الدرجة العالمية أي الدكتوراه بدرجة أستاذ في علوم القرآن عام 1946 من كلية أصول الدين في جامعة الأزهر وذلك عن رسالته التفسير والمفسرون التي أصبحت بعد نشرها أحد المراجع الرئيسة في علم التفسير عمل الدكتور الذهبي أستاذا في كلية الشريعة جامعة الأزهر وأعير عام 1968 إلى جامعة الكويت بعد عودته عام 1971 عين أستاذا في كلية أصول الدين ثم عميدا لها ثم أمينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية في الخامس عشر من أبريل / نيسان عام 1975 أصبح وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر وذلك حتى نوفمبر / تشرين الثاني عام 1976 من أهم مؤلفاته التفسير والمفسرون الوحي والقرآن الكريم الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم دوافعها ودفعها تفسير ابن عربي للقرآن حقيقته وخطره الإسرائيليات في التفسير والحديث أثر إقامة الحدود في استقرار المجتمع عناية المسلمين بالسنة ومدخل لعلوم الحديث والإسلام والديانات السماوية.

[فاصل إعلاني]

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: الدكتور عبد المعطي بيومي العميد الأسبق في كلية أصول الدين وأحد الذين تتلمذوا على يد الشيخ الذهبي.

"
استغربت كثيرا لخبر اختطاف واستشهاد الشيخ الذهبي لأن مسار حياته لم يكن ينبئ عن نهايته، كان الرجل هادئ الطبع وديعا مهذبا تشعر معه بالسكينة والإيناس
"
عبد المعطي بيومي

عبد المعطي بيومي – العميد الأسبق لكلية أصول الدين: أنا عرفت أستاذنا العظيم المرحوم الشهيد الدكتور محمد حسين الذهبي من كلية أصول الدين عرفته عندما كنت طالبا أستاذا في قسم التفسير وبعد أن حصلت على الدراسات العليا وعينت مدرسا في الكلية عرفته عميدا لكلية أصول الدين كنت بدرجة مدرس وهو العميد وعرفته من خلال كتبه فاجتمعت لي معرفتي بالدكتور الذهبي أستاذا ثم إداريا عميدا ومؤلفا وعلما من أعلام التفسير للقرآن الكريم كان يدير الكلية الحقيقة إدارة تنسجم مع شخصيته بحيث عندما علمت بخبر اختطافه واستشهاده بلغ مني الاستغراب كل مبلغ لأن مسار حياته لم يكن ينبأ عن نهايته شتان بين مسار الحياة وبين النهاية فمسار الحياة كان الرجل هادئا هادئ الطبع وديعا مهذبا تشعر معه بالسكينة والإيناس إليه والسكون بجانبه وعرفت منه الحب لكل أساتذة الكلية بمختلف تخصصاتهم وطبقاتهم لم يكن يلجأ إلى العنف ولم يكن يختار الخلاف وإنما كان عامل توفيق.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: الشيخ منصور عبيد وكيل وزارة الأوقاف وأحد الذين نهلوا من علوم ومعارف الشيخ الذهبي.

منصور الرفاعي عبيد – وكيل وزارة الأوقاف: عرفناه عالما عرفناه إنسانا عرفناه محبا للخير عرفناه عطوفا على الطلبة الفقراء فكان دائما يأتي بالطلبة ويعطيهم بعض الكتب وأحيانا بعض المصاريف حدثني بذلك أحد أبناء قريتي فذهبت إليه لأشكره فنظر إلي الرجل مليا وقال تشكرني على ماذا فقلت له على ما تصنعه مع الطلبة فقال هذه هي مهمتي في الحياة لا خير في إذا لم أقدم الخدمات تعلقت به وصرنا نتبادل الزيارات على مستوى الكلية وعلى مستوى الوزارة إلى أن جاء وزيرا عندنا في وزارة الأوقاف فتوثقت علاقتي به أكثر خاصة وأنه جاء في فترة كانت فترة حالكة.

رجب البنا: وخصوصا أن هو جاء وزيرا للأوقاف في فترة صعبة جدا كانت ظهرت فيها جماعات إرهابية وكان من بينها جماعة التكفير والهجرة كانت بدأت تظهر وجماعات أخرى وليست التكفير والهجرة وحدها وكان عليه أن يواجه بالفكر وده كان منهجه يعني هو كان معترض تقريبا على تدخل الأمن في معالجة الجماعات الإسلامية المتطرفة وبيرى أنه هذه مهمة رجال الدعوة وأن الفكر يجب أن يواجهه فكر وانه الإسلام قوي ولا يمكن أبدا أن يهتز أو ينهزم أمام أي دعوات مهما كانت منحرفة ومهما كان حتى لها منطق براق يجذب الشباب فرجال الدعوة الإسلامية قادرون على أن يواجهوا هذه الدعوات.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: في السابع من يوليو / تموز شيعت جنازة الدكتور حسين الذهبي من جامع الأزهر بحضور عدد من المسؤولين وكذلك بمشاركة شعبية كبيرة وغاضبة معلنة عن تعاطفها مع الشيخ الذي أريق دمه هدرا أصدر الرئيس السادات قرارا بإحالة القضية والمتهمين إلى المحكمة العسكرية بينما واصل ضباط الداخلية بحثهم عن أمير الجماعة الهارب وفي الثامن من يوليو / تموز قادت المصادفة إلى القبض على شكري مصطفي.

قصة القبض على أمير الجماعة

رفعت السعيد: ففي منطقة في عزبة النخل بعيدة جدا نائية جدا مجموعة من البيوت مقعدين مخبر قاعد عند محل ترزي لاقى واحد ملثم شوف بقى رجل هربان وملثم كمان لاقى واحد ملثم يعني بيقول للناس أنا هو ومعه واحدة ست منقبة وشايله طفل على كتفها فبيبص له لاقى واحدة في البلكونة في الشباك منقبة بتشاور له تقول له أبعد فطبيعي راح وقفه حضرتك أسمك إيه قال له أنت مالك قال له بس أنا بسأل حضرتك اسمك إيه قال له اسمي زين قال له معك بطاقة قال له إحنا ما بنشيلش بطاقات أنت معك بطاقة أنت قال له أنا أمن قال له وريني بطاقتك قال له لا مش هوريك بطاقتي قال له طيب بس ما يصحش نتجادل وبيننا عورة خلي الست تدخل البيت ونكمل الكلام فقال لها تفضلي يا ستي دخلت قال له أنت بتعمل إيه أنت مين أنت ليه أنت إيه قال له أنا شكري مصطفي أنا شكري مصطفي كررها ثلاثة مرات فالمخبر أسقط في يده لا معه سلاح ولا معه جهاز يتكلم فيه ولا المحل اللي هو قاعد فيه.. فيه تليفون ولا كل المنطقة دي فيها تليفون المهم الترزي راح أتكلم في التليفون جاء رائد لاقى قدامه شكري مصطفي قاعد على الأرض ما أتحركش قاعد في الصالة على الأرض قاعد القرفصاء وحاطط رأسه بين رجليه ولا أكثر ولا أقل قال لهم انتووا جيتوا قالوا له أه قال لهم طيب أهلا وسهلا قبضوا عليه طبعا الضابط اتصل فورا فجاء اللواء النبوي كان أياميها مساعد وزير الداخلية وطبعا نسجت قصص وهمية بقى أن الأمن رسم خطة استراتيجية للإيقاع بالإرهابي وأن الخطة كانت تقضي كلام به من البتاع وأنه في النهاية اتقبض عليه ونشروا صورته بقى الهارب الإرهابي اللي كذا.. اللي كذا.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: الصحفي اليساري أحمد إسماعيل الذي التقى بشكري مصطفي في سجن القلعة بعد القبض عليه علي فراج الأمير السابق لجماعة التكفير والهجرة في محافظة الشرقية آنذاك والذي تبرأ فيما بعد من أفكار الجماعة حاولنا من خلالهما أن نرسم صورة أقرب وأوضح لشكري مصطفي التقينا أيضا بعدد من المحللين والباحثين الذين سعوا إلى تحليل شخصية شكري مصطفي في اتجاه أكثر عمقا والوقوف على أفكاره ومناقشتها وتبيان مدى علاقتها بالفكر الإسلامي من عدمه ولمسنا استناد أغلب الباحثين في دراستهم على أفكار شكري مصطفي الواردة في كتابيه التوسمات والخلافة اللذين اعتبرهما بمثابة دستور لجماعته.

من هو شكري مصطفي؟

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: شكري أحمد مصطفي أو أبو سعد ولد عام 1942 في قرية أبو خرس التابعة لمركز أبو تيج في محافظة أسيوط كان طالبا في كلية الزراعة في جامعة أسيوط وكان معروفا آنذاك بميوله لكتابة الشعر التحق شكري بجماعة الإخوان المسلمين وتم اعتقاله مع عدد من عناصرها وعناصر القطبيين عام 1965 ولقي من التعذيب المروع في سجون الستينيات ما جعله يؤمن أن معذبيه وحاكمهم ليسوا مسلمين ولا يمتون إلى الإسلام بصلة ثم قرر شكري الإنشقاق عن الإخوان المسلمين.

أحمد إسماعيل: شكري مصطفي شاب كان طالب في كلية الزراعة وكان من شباب الإخوان المسلمين وكان بينتمي لمجموعة في داخل الإخوان المسلمين اسمها شباب القطبيين اللي هما كانوا متأثرين بأفكار سيد قطب وفي الفترة ديت لما اعتقل شكري مصطفي اتحط في سجن أبو زعبل وده كانوا مجموعة تعرضت لتعذيب وحشي.

علي فراج: لم يكن يتصور أن الذي يقوم بتعذيبه رجل مسلم أو الذي يقوم بسجنه كذا وما إلى ذلك فقلة المعلومات مع كذا مع كذا مع الظلم الشديد والسجن الطويل ابتدت قضية التكفير تنمو في وبخاصة عند شكري أحمد مصطفي.

أحمد إسماعيل: في الفترة ديت بدأ يفكر شكري ما حكم الإسلام على مجتمع بيؤيد حاكم اللي هو جمال عبد الناصر لا يحكم بما أنزل الله طاغية مستبد وفي نفس الوقت الشعب بيهلل وبيؤيد وبيدعم كل خطواته.

رفعت سيد أحمد: وعام 1969 خرج ليكفر اللواء حسن طلعت المسؤول آنذاك عن الأمن والمخابرات الشرطة ويقول له أنك كافر ورئيسك كافر لأن الذي يعذب هؤلاء الشباب بهذا الشكل لا يمكن أن يكون مسلم وبالتالي أنت كافر هذه النشأة في مناخ تعذيب داخل السجون هزيمة عسكرية كبيرة هزت الوجدان المصري لمن عاش آنذاك في سن يعقل به معنى الهزيمة أتت بعد يعني الحديث عن نظام قومي يقاوم ويقاتل هزيمة عسكرية شرسة آثرت على سياسيا واقتصاديا ونفسيا على الشباب المصري والشباب المتدين على وجه الخصوص تأسس شكري مصطفي فكريا على يد معلمه في السجن الشيخ علي عبده إسماعيل الذي اتخذ مبادئ العزلة وتكفير المجتمع منهجا له متأثرا في ذلك بأفكار الخوارج إلا أنه عاد وتبرأ من تلك الأفكار التي كان ينادي بها ولكن شكري لم يتراجع عنها بل ازداد تمسكا بها.

"
عملية الشيخ الذهبي أثرت على مجموعات من الشباب في المعتقلات، والمجموعات هذه هي التي كونت جماعات الرفض وجماعات العنف التي تأثرت بفكر سيد قطب والمودودي وابتعدت عن فكر حسن البنا
"
جمال البنا

جمال البنا: العملية دي أثرت على مجموعات من الشباب في المعتقلات والمجموعات دي هي اللي كونت الجماعات الهاربة الشاردة جماعات الرفض جماعات العنف اللي تأثرت بفكر سيد قطب والمودودي وابتعدت عن فكر حسن البنا ولما بدءوا الإخوان يلمسوا هذا حاولوا أنهم يقنعوا الشباب هؤلاء وطلعوا كتاب الإخوان دعاة لا قضاة واللي عمل هذا الكتاب كان أكبر قاضي في نفس الوقت كان قاضي وصل إلى أعلى مستويات القضاء وهو المستشار حسن الهضيبي ولكن المناخ كان مناخ عنف مش مناخ منطق ففشل منطق الإخوان منطق الحكمة منطق المثابرة وانتصر منطق العنف منطق القسوة منطق الرد بالقوة على القوة.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: في عام 1971 أفرج عن شكري مصطفي الذي بدأ بنشر أفكاره بصورة أوسع وبدأ أيضا في تكوين الهيكل التنظيمي لجماعته وعين أمراء للمحافظات والمناطق وتمت مبايعته أميرا لجماعة المسلمين.

ضياء رشوان: أول حالة تنظيمية تنشأ بعد الإخوان كانت حالة التكفير والهجرة اللي أنشأها شكري أحمد مصطفي بعد خروجه من السجن عام 1971 وبدأ في تجميع بعض الأفراد حوله بعضهم كانوا من أصول إخوانية والبعض الآخر شباب ملتزم حديثا بلغتهم وبالتالي التكفير والهجرة كانت أهميتها أنها أول محاولة تنظيمية تلاها في الظهور مباشرة عام 1974 بداية أو الجنين الأول للحركات الجهادية في مصر وهو الجماعة المعروفة باسم الفنية العسكرية التكفير والهجرة ظلت حتى عام 1978 تقريبا نهاية 1977 بداية 1978 هي التنظيم ربما الأكبر في الحجم والعدد بعد الإخوان المسلمين وده يعود في جزء منه إلى أنها حالة تنظيمية نشطة ويعود في الجزء الآخر إلى أفكارها البسيطة البراقة المتطرفة أيضا وبعض الخبراء كانوا بيقدروا وبعض الإسلاميين أيضا بيقدروا أحيانا كان عدد أعضاء تيار التكفير والهجرة وأعضائه بعدة آلاف في هذا الوقت منتشرين في العديد من المحافظات بالتحديد في بعض محافظات الوجه القبلي وبشكل أخص في بعض محافظات الوجه البحري مثل الشرقية والبحيرة.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: في سبتمبر أيلول عام 1973 أمر شكري مصطفي بخروج أعضاء الجماعة إلى المناطق الجبلية واللجوء إلى المغارات الواقعة في دائرة أبي قوس في محافظة المنيا جنوب مصر.

رفعت السعيد: فكرة الهجرة بتقوم على أساس الهجرة المكانية بأنك تتباعد عن هذا المكان لقصد إخلاءه من المؤمنين كي تحق لعنة الله على الباقين وساعتها يعود يعني فكرة التخلية يعود بقى جيش المسلمين ليجد الباطل وقد زهق ويجد الكفار وقد هزموا فيقيم دولة الإسلام كمان مش كل الناس هتقدر تهاجر هو نفسه كان لازم يقعد علشان يواصل بناء التنظيم وتجنيد الناس اللي هيهجروا ويرجعوا فوصل إلى فكرة الهجرة الشعورية هي أنك أنت ممكن تبقى قاعد مع الناس لكنك لا تتجاوب معهم أنت خارج إطار تفكيرهم وهم خارج إطار تفكيرك.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: تنوعت مصادر تمويل الجماعة فكان منها توجيه أعضائها نحو العمل ببعض الحرف اليدوية بعد أن حرم عليهم شكري مصطفي العمل في المصالح الحكومية وكذلك قيام أعضائها ببيع ممتلكاتهم وبخاصة الحلي والذهب حتى يتمكنوا من تزويد أنفسهم بالمؤن اللازمة ووسائل الدفاع عن النفس تطبيقا لمفاهيمه الفكرية حول الهجرة.

علي فراج: فكان بمنتهى البساطة كده وهو قاعد في بيته يصدر أمرا يقول المسموح للنساء بلبس الذهب مائة جرام والباقي يأتي عندي فكان لا يشك أن كل من كانت تلبس من النساء عن مائة جرام كان يأتي لشكري كان يقول مثلا على سبيل المثال كل من يزيد راتبه أو دخله عن خمسين قرش في اليوم يأتي بالزيادة فكانت.. أدي مثلا مصدر من مصادر التمويل.

أحمد إسماعيل: في الوقت ده أيضا كانت بدأت التوسمات بتاعت شكري مصطفي تأخذ حظها من الانتشار بين شباب الجامعات لأن هي كانت اسمها هو سماها التوسمات وابتدت عملية تجنيد واسعة جدا للشباب وفي الأثناء دي تقرر الرد على أفكار هؤلاء كان أول من تصدى لأفكار هؤلاء فكريا فضيلة الدكتور المرحوم محمد حسين الذهبي..

أسباب اختطاف الشيخ الذهبي وقتله

الشيخ الذهبي.. لماذا؟

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: ما هو الدافع وراء خطف وقتل الشيخ الذهبي كان هذا هو السؤال الأول الذي طرحه المحققون وكذلك المحللون الذين حاولوا الوصول إلى الحقيقة..

رجب البنا: في يوم بالليل جاءني ثلاثة من طلبة جامعة القاهرة وقالوا لي إحنا جماعة التكفير والهجرة وأفكارنا كما يلي هذا المجتمع كافر يجب مقاومته ويجب إصلاحه وبما أننا غير قادرين على إصلاحه فلابد أن نهجر هذا المجتمع ونعتزل عنه والفكر المعروف لفكر جماعة التكفير ونشرت الكلام ده في صفحة الفكر الديني في الأهرام عن ظهور جماعة باسم التكفير والهجرة وذهبت إلى الشيخ الذهبي أسأله كصحفي فسألته رأيه إيه فقال لي أنه ده انحراف عن الإسلام ليس من حق أحد أن يكفر مسلما شهد بأنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فقد تكفل بالحد الأدنى من الإسلام وبالتالي لا يجوز تكفيره ثم أنه لا يجوز لأفراد أن يأخذوا بيدهم سلطة الحكم على المجتمع ويصدروا عليه أحكام وينفذوا هذه الأحكام.

رفعت السعيد: وطلب إلى مجموعة من كبار العلماء أن هما يكتبوا كتيب يدينوا فيه هذه الأفكار المتطرفة فهو كتب كتيب على فكرة مش هو اللي كتبه لوحده لأنه كانوا عدد من البتاع لكن هو اللي كتب له المقدمة وأعتقد أن هو اللي قام بتحريره في نهاية الأمر كتاب مهذب جدا وهادئ جدا ووديع جدا وقال أن دي أفكار ضالة وأفكار خاطئة وهؤلاء شبان صغيرين قليلي المعرفة ولا يجوز أن نحاربهم وإنما يتعين أن نهديهم إلى سواء السبيل بأن نعلمهم حقيقة الإسلام.

منصور الرفاعي عبيد: فكان هناك مؤتمر عقد في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وحضره الدكتور الذهبي وجابوا لنا بعض أولاد جابوهم من يعني معروفين وجاءوا فالولد وقف أول الأمر وقبل أن يتكلم الشيخ قال له أنت دخلت معنا في معركة قال له يا أبني دخلت معك في معركة ليه ما تيجي يا ابني نعرض القضية ونناقش الرأي بالرأي والحجة بالحجة لكن الولد أصر على أنها معركة ويومها نحن توسمنا من أن كلام الولد يحمل ملامح التهديد.

رجب البنا: أرسلوا تهديد إلى الشيخ الذهبي ورفعوا دعوى سب وقذف وأنا مستغرب يعني أن الجماعة كان لديها الرغبة في الظهور.

جمال البنا: برضه دي أوحت إليه أنه في سبيل الشهرة ممكن أنه يقوم بعمل أنه مثلا يقبض على الشيخ الذهبي لما يخطفوه ما من شك أن الصحف هتتحدث عنهم وهذه الجماعة المغمورة المجهولة ستكسب شهرة عريضة وسيتحدث عنها كل واحد يعني إذا كانت فكرة الشهرة سواء كان للدعوة أو للداعية هي الطاغية إلى هذه الدرجة بحيث تجعل الأسلوب منافيا كل المنافاة لمنهج الإسلام ده برضه يدلنا على شخصية يعني مقامرة.

[تعليق صوتي]

حسين شحادة: في الحادي عشر من أغسطس أب عام 1977 صدر قرار الاتهام في قضية خطف واغتيال الشيخ الذهبي المفاجأة التي فجرها اللواء محمد عبد العليم مخلوف المدعي العام العسكري أن القاتل ليس مصطفي عبد المقصود غازي كما تم الإعلان من قبل إذا من هو القاتل الذي كشف قرار الاتهام عن اسمه من الذي أطلق الرصاصة الغادرة التي أودت بحياة الشيخ الجليل.