وجهة نظر/ فقر أبيض / صورة عامة
وجهة نظر

فقر أبيض

تتناول الحلقة ظاهرة الفقر الأبيض، فجنوب أفريقيا تعد أول قوة اقتصادية في القارة الأفريقية والأكثر تقدما على مستوى البنية التحتية الحديثة التي تغطي جميع أنحاء البلاد.

– الفقر نفسه، اللون مختلف
– سياسة التفرقة الإيجابية
– فقر وجريمة وملاجئ

ريم أبو زيد
ريم أبو زيد
إريك أبلغرن
إريك أبلغرن
ديفد كانينغ
ديفد كانينغ
أوجين فان زويدام
أوجين فان زويدام
جورج تسيغواركوس
جورج تسيغواركوس
زاما فاكاثي
زاما فاكاثي

الفقر نفسه، اللون مختلف

ريم أبو زيد: جنوب أفريقيا هذا البلد الذي ظل لسنوات طويلة خاضعا لهيمنة البيض السياسية والاقتصادية يمنحنا اليوم مشهدا استثنائيا وربما حتى فريدا من نوعه على مستوى القارة السوداء، يتمثل هذا المشهد فيما يعرف بظاهرة الفقراء البيض، هذا المشهد الذي كان من المستحيل مجرد رؤيته في حي كهذا. south beach هذا الشاطئ المطل على المحيط الهندي لمدينة دوربن هو واحد من أشهر شواطئ جنوب أفريقيا وأكثرها جذبا، على مدى عقود كان هذا الشاطئ المنتجع الساحلي المفضل لدى البيض من الطبقة الوسطى وبالتالي كان محرما تماما على السود والهنود والملونين من سكان جنوب أفريقيا، فنادق وكازينوهات ومدن ملاهٍ كانت قد أعدت كلها لجعل إجازة السكان البيض أكثر متعة. ما زال البيض يرتادون هذا الشاطىء بطبيعية الحال إلا أنه بالنسبة للمقيمين هنا قد تغير الحال كثيرا منذ عدة سنوات.

ليسلي سميثيك/ مرشدة اجتماعية في الشرطة:  تغيرت الأشياء تغييرا جذرا لقد حصل تدهور مهم في هذه المنطقة على صعيد الفقر والمعايير الاقتصادية والاجتماعية لدى الناس لذا تدهورت قيمهم وأخلاقهم ومبادئهم، ربما بسبب وضعهم الاقتصادي تغير وضع الناس، هم عاجزون عن الحفاظ على مستوى معيشتهم كما كان في الماضي لا يحصلون على تربية جيدة مستواهم الدراسي متدني، لقد حصل هذا في الأعوام الماضية. الناس يستسلمون عندما يعرفون أنه ما من أمل فيقيمون في الشارع ظنا أنه أفضل مكان لهم لكن العكس هو الصحيح لأنهم يحصلون في الشارع على المخدرات ويتعرضون للتعدي والعنف من قبل الذكور على الإناث وأيضا الذكور على الذكور إلى آخره، يشعر البعض أنهم لا يحصلون على دعم ويقولون، أشعر إنه يجب علينا قول هذا الكلام، يقولون هذه مسألة عرقية كل شيء للسود وهذا ليس صحيحا الوضع شامل وينطبق علينا جميعا، نحتاج إلى مد أيدينا كي نأخذ ما نريده.

غيل تونيسن/ مديرة مدرسة أدينغتن الابتدائية: أقول إن التغييرات تأتي من اختلاف المنطقة، لقد انتقل فقراء عديدون إلى المنطقة وأيضا انتقل لاجئون كثيرون إلى المنطقة، رأينا أيضا العديد من أولاد البيض يخرجون من المنطقة، إن البيض الذين ما زالوا هنا هم من عجزوا عن الخروج فهم يعانون فقرا مدقعا.


ريم أبو زيد: تتفاوت أعداد الفقراء البيض وفقا للاحصاءات والتقديرات المختلفة أما أسباب هذه الظاهرة فتختلف أيضا باختلاف التحليلات والنظريات ولكن تبقى الحقيقة الوحيدة المؤكدة هي أن هذه الظاهرة آخذة في الاتساع بشكل ملحوظ، حتى إن البطالة أصبحت تطال جميع فئات السكان البيض دون تفرقة. بعد أن حصلت على شهادة في علوم الحاسوب وأخرى في علم الاجتماع بدأت ثورا لنتا تجارتها الناجحة التي كانت تتولى إدارتها بنفسها إلا أن وضعها الاحتماعي قد ساء بشدة بعد تعرضها لحادث سرقة ومرورها بتجربة الطلاق، وعلى الرغم من مؤهلاتها الدراسية العليا تبقى ثورا لنتا بلا عمل لحين إشعار آخر.

ثورا لنتا/ عاطلة عن العمل: هذا ليس الحل، هو طريقة للعيش والبقاء ليس أن تحاول كالآخرين بل فقط أن تبقى.


ريم أبو زيد: ريتشارد هولت البالغ من العمر 33 عاما يحترف مهنة التسول، سيرته الذاتية تشير إلى حوالي عشر سنوات من التشرد والتجوال، كان يشغل فيما مضى وظيفة مرموقة ومستقرة في مجال الصناعة إلا أن الرغبة في تغيير طبيعة العمل والانتقال إلى مدينة أخرى في ظل أزمة البطالة كانت نكبة عليه.

ريتشارد هولت/ عاطل عن العمل: أصبحت الحياة صعبة جدا حاليا، لذا أقف عند مفرق الطريق وأتسول، صدقيني يحتاج المرء إلى شجاعة كبيرة لفعل ذلك لأن الناس يعتبرون أنك جزء من القمامة، كما قلت لا يحترمونك يرون أن شكلك محترم ولذا يصرخون عليك ويوبخونك ويقولون إنه عليك أن تعمل، الوضع صعب جدا لذا أنا أقيم في الملجأ حاليا.


ريم أبو زيد: ظاهرة الفقر الأبيض دائما ما كانت جزءا لا يتجزأ من مجتمع جنوب أفريقيا إلا أن السلطة السياسية في ظل نظام الفصل العنصري كانت تسعى جاهدة للقضاء عليها فكانت تخصص وظائف بعينها للبيض الأقل كفاءة في المؤسسات الحكومية كما كانت تؤمن لهم المسكن والعديد من المساعدات الاجتماعية، كانت كل هذه الخدمات حكرا على الفقراء البيض بينما كانت محرمة تماما على نظرائهم من السود والهنود والملونين.

ديرك هرمان/ ممثل عن نقابة "سوليداريتي": صحيح أن الفقر كان موجودا دائما في جنوب أفريقيا لا شك في ذلك لكن إذا لاحظت ابتداء من 1994 وحتى الآن لرأيت أن معدل الفقر في جنوب أفريقيا ازداد بمعدل 150%، إذاً هذه ظاهرة متزايدة لكن لا يمكن للمرء قول ذلك لأنه ليس أمرا مقبولا اجتماعيا.

أغلبية البيض في حقبة التمييز العنصري استطاعوا تكديس الثروات بشراء الممتلكات، ومع ولادة جنوب أفريقيا عام 1994 حاولت المحكمة أن تساويهم تحت مظلة الضمان الاجتماعي إلا أن بعض البيض لم يشملهم الضمان لذا يتسول بعضهم اليوم

إريك أبلغرن/ مسؤول علاقات في بلدية دوربن: أظن أن العديد من هؤلاء وقعوا من شباك الماضي، استطاعت أغلبية البيض في حقبة التمييز العنصري تكديس الثروات بشراء الممتلكات استطاعوا الاستثمار كان لهم انخراط في النظام المصرفي والثقافة الجيدة، لذا كانت هناك فرص كثيرة كي يبقى العديد من الناس على قيد الحياة بعيدا عن الفقر، لكن مع ولادة جنوب أفريقيا الجديدة منذ عام 1994 حاولت المحكمة أن تسوي بين الناس تحت مظلة الضمان الاحتماعي والتربية لذا مع هذه التسوية لم تعط امتيازات خاصة وهناك بعض البيض الذين عجزوا عن تحمل الوضع ولم يشملهم الضمان الاجتماعي لحمايتهم لذا يتسول بعض البيض اليوم.


ريم أبو زيد: ولكن حذار من المغالطة، فالنسبة الأكبر من الفقر في جنوب أفريقيا تمس السكان السود في المقام الأول فالفقر هو التركة التي خلفتها لهم عقود من التمييز والفصل العنصري، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يميز الفقر هو الآخر بين ألوان البشر؟

أنيل فادر مروي/ موظفة استقبال: في الواقع ليس هناك فرق في أن يكون المرء أسودا وفقيرا أو أبيضا وفقيرا لأنه ما زال هناك سود يعيشون في مدن الصفائح وهم أسوأ حالا من البيض في المدن لأنهم يقيمون في أكواخ ويفتقر بعضهم إلى مياه الشرب الصحية والحمامات لذا هم في وضع أسوأ بشكل عام، نعم لسوء الحظ فإن بعض الأفارقة الذين ينتمون إلى الطبقة السفلى ما زالوا يتقاضون رواتب أقل مما يجب، هذا واقع، تنكر الحكومة ذلك لكنه الواقع نحن نعرف ذلك، لكن بشكل عام ما من فرق كبير بيننا لأننا جميعنا نتألم، علينا الاستغناء عن أمور كثيرة يجب أن تكون مقبولة والمثل الملفت هو الوضع الطبي.

سياسة التفرقة الإيجابية

ريم أبو زيد: بعد أن عاشت مع زوجها وأطفالها الثلاثة ولمدة خمس سنوات في أحد الملاجئ الجماعية، استقرت أنيل أخيرا في هذا المبنى حيث يتجمع العديد من عائلات الفقراء البيض وعلى الرغم من خبرتها المهنية التي تتجاوز الخمسة عشر عاما في مجال السكرتاريا، لم تتمكن أنيل من الحصول إلا على وظيفة عاملة استقبال براتب شهري لا يتجاوز الخمسمائة دولار، أما زوجها فيعمل بالأجر اليومي في أي وظيفة خالية يجدها.

أنيل فادر مروي: لقد خسرت كل ما أمتلكه في حياتي ثلاث مرات في الأعوام الخمسة عشر الماضية لكنني أبدأ من لا شيء، لدي أولاد علي أن أفسر لهم لماذا لا نملك أي شيء؟ لماذا ليس لديهم منزل أو أسرة؟ لا يسهل تفسير هذه الأمور للأولاد لكن من الصعب أحيانا على الراشد أن يفهم لأنه يعرف أن الأمور تحدث لسبب معين، لكن إذا استغرق وقتا طويلا ولا يرى سببا لما حصل يشعر بالغضب والإحباط.

أرثر فاندر مروي/ عامل غير ثابت: طالما زاولت أعمالا مؤقتة وطالما بحثت عن مركز ثابت، لم يحالفني الحظ قط، لكنني حاولت دوما النضال. لو عرفت أن حياتي ستكون هكذا لما تزوجت وأنجبت أبدا لأنه لسوء الحظ لقد حصلت على زوجة وأولاد، ولا أقصد أنني غير محظوظ بطريقة سيئة، لو عدت إلى الماضي بضعة أعوام لما فعلت ذلك. زوجتي صالحة جدا لأنها ساندتني، عندما يواجه المرء مصاعب قد يخذله الآخر لكنها ساندتني، رأيت أمثلة ممن خاضوا نفس تجربتي ولقد انفصل الزوج عن زوجته ليس بسبب غياب الحب بل بسبب المصاعب والمآسي. أتشاجر أنا وزوجتي لكن ليس لأنني اقترفت ذنبا أو هي ارتكبت سوءا ولكن الظروف التي نعيشها هي السبب وهي تولد الضغط، أعود إلى المنزل من العمل فيقول لي ابني أبي أريد بعض السكاكر ولا أملك المال لشرائها وأعرف أنني لم أتمكن من شراء أي شيء لهم على مدى ثلاثة أو أربعة أشهر أحيانا أبتاع له السكاكر فتقول زوجتي نحتاج إلى المال لشراء الخبز غدا ونتشاجر لهذا السبب لكنني أكون قد ابتعت السعادة لابني، إنه أمر صغير لكنه يتحول إلى مسألة مهمة. من الصعب تفسير ما يخوضه المرء، من السهل القول إن المرء لا يأكل إلا الخبز وإنه جائع لكن في أعماق قلبه وعقله هذا يحطم المرء، تعذبت عذابا فظيعا كوني أبا، على الرجل أن يكون أقوى شخص على وجه الأرض لكن هذا حطمني لقد جلست وبكيت كالأطفال واضطرت زوجتي إلى مواساتي كطفل، شعرت بإحباط كبير.


ريم أبو زيد: تعد جنوب أفريقيا أول قوة اقتصادية في القارة الأفريقية كما أنها الدولة الأكثر تقدما على مستوى البنية التحتية الحديثة التي تغطي كافة أنحاء البلاد، إلا أن جنوب أفريقيا هو أيضا بلد المتناقضات الاقتصادية والاجتماعية وعدم المساواة الصارخة، فبينما الاقتصاد في قمة ازدهاره محققا معدل نمو سنوي تجاوز 5% عام 2006 يتفشى معدل البطالة بشكل درامي.

البطالة تطال الجميع، الأكثر فقرا والأقل ثقافة هم الأكثر تأثرا بها، وأقل المجموعات ثقافة هي التي تعجز عن إيجاد وظائف محترمة، وعلى المستوى الحالي رغم النمو الاقتصادي تنتشر البطالة وتنقص المدارس

دافيد كانينغ/ محرر في صحيفة "ناتال مركوري": إن البطالة تطال الجميع، الأكثر فقرا والأقل ثقافة هم الأكثر تأثرا بها، لا أعرف النسب المئوية لكن إن كنت أتذكر جيدا أظن أن معدل البطالة الرسمي حوالي 25% لكن إذا نظرنا إليه خارج إطار الاحصاءات الرسمية نرى أن حوالي 40% أو 50% من الناس لا يملكون وظيفة محترمة لذا فإن أقل المجموعات ثقافة هي التي تعجز عن إيجاد وظائف محترمة. وعلى المستوى الحالي ثمة نقص في المدارس داخل البلاد رغم أن الاقتصاد ينمو بسرعة لذا هناك البطالة مع النقص في المدارس، الجميع متأثرون بالبطالة إلى حد ما.

إريك أبلغرن: حاليا الثروة في مجتمعنا تتركز في أيدي مجتمع البيض وبعض فئات المجتمع الهندي في هذه المدينة، إن الثروة متركزة في تلك المناطق لكن هناك طبقة وسطى سوداء متزايدة حيث إن العديد من السود صاروا أثرياء وأصبحوا جزءا من الطبقة الرأسمالية لكن أغلبية الأفارقة وبعض الهنود وإلى حد ما بعض البيض بدؤوا يدخلون في معدلات عالية من الفقر.


ريم أبو زيد: يدين البعض وعلى رأسهم أحزاب المعارضة سياسة الحكومة التي تعرف بسياسة التفرقة الإيجابية والتي تسعى إلى تصحيح الأخطاء التي ارتكبت في الماضي في حق السود ويتهمونها بإغلاق سوق العمل أمام السكان البيض، ويحمل البعض الآخر سياسة العولمة مسؤولية تفشي البطالة بين السكان البيض، أما الحقيقة فهي أن المؤسسات الاقتصادية الكبرى لم تعد بحاجة إلا للعمالة عالية الكفاءة وبالتالي أصبح الشارع هو المكان الوحيد المتاح أمام البيض الأقل كفاءة للبحث عن لقمة العيش.

جوهان جانس فان رنسبرغ/ حارس سيارات: أنا أصلا من مقاطعة في الشمال الغربي اسمها رستن بيرغ اسمي جوهان جانس فان رنسبرغ كنت أقطن في مزرعة كنت متزوجا ولدي ولدان ثم انفصلت وغادرنا أنا وابناي المنزل وانتقلنا إلى دوربن، كان العيش صعبا في منطقتنا لذا أتينا إلى دوربن، وصلنا إلى هنا وعجزنا عن إيجاد عمل بدأنا نعمل كسائقين في north beach بدأنا نتعرف إلى الناس وإلى هويتهم جعلنا الناس يثقون بنا عملنا كسائقي تكسي وما زلنا هنا حتى اليوم، كنت قد أرسلت سيرتي الذاتية إلى كل مكان إلى مدن مختلفة ولم يتم قبولي فتوقفت طفح الكيل بي مللت من فعل ذلك وأنا أقوم بالعمل الذي أزاوله الآن.

ثورا لنتا: أحتاج إلى وظيفة أحتاج إلى حياة طبيعية لكنني عاجزة عن العثور عليها أعجز عن العثور على وظيفة، ظننت أنه سيسهل علي إيجاد وظيفة بسبب شهادتي لكن لا فرق إن كان المرء يحمل شهادة أم لا، يقولون لي سنعلمك بجوابنا ولا يردون علي، ما إن يقولوا سنعلمك بما يحصل أعرف أنني لن أحصل على جواب ثم أنتقل إلى وظيفة أخرى وأجربها وهكذا دواليك وفي النهاية أستسلم. قبل أعوام لا يوجد شخص أبيض في الشارع يتسول مثلي، الآن يمكن رؤيتهم في كل مكان يفوق عدد البيض عدد الأعراق الأخرى بسبب تغيير الأوضاع بسبب التغيير الحاصل.

ريتشارد هولت: بسبب السياسة في هذا البلد فإنني أرى أن السود يحققون أكثر مما يحققه البيض، لا يمنح البيض الفرص التي تعطى للسود الآن، هذه هي قناعتي ذلك بسبب التمييز العنصري وتلعب السياسة دورا كبيرا في نقص الوظائف المخصصة للبيض، الوضع صعب جدا علينا كنت أسير في دوربن بحثا عن عمل لكن عبثا، اليوم أنا أقوم بأعمال صغيرة متفرقة لأنني لا أجد أي عمل يناسبني بالأخص في مجال اختصاصي، أستطيع القيام بأعمال البناء والسمكرة وطلاء الأسقف يمكنني القيام بعمل أي شيء في الواقع أنا عامل بناء مؤهل لكنهم سيشغلون كل أفريقي ولن يعطوني الوظيفة.

أنيل فادر مروي: يعتقد الناس أن الفقراء يعيشون في الفقر لأنهم كسالى لكن هذا ليس صحيحا، هنا العديد الذين قد يقومون بأي عمل مهما كان، لكن في هذا البلد نجد أيضا تفرقة حتى في الوظائف التي يحصل عليها السود في أوروبا وفي بلدان أخرى. إن تنظيف الحمامات وكنس الشوارع أعمال طبيعية يمكن لأي شخص أن يقوم بها ليس هناك ما يشين وهي أعمال ذات رواتب مرتفعة لكن في هذا البلد وحده الإفريقي يمكنه الحصول على مثل هذا العمل ما زالوا يعتبرونها أعمالا مخصصة للسود، لا يمكن للأبيض أن ينقل براميل القمامة أو يكنس الشوارع أو ينظف الحمامات الشعبية هذه الأعمال ليست للبيض، وإن كنت امرأة فالحال أسوأ لأن بعض الأعمال لا تليق بالمرأة لا تستطيع المرأة التقدم لطلب عمل معين لذا من الصعب أكثر على بعض الأعراق والأجناس العثور على عمل وإذا عجز المرء  عن إيجاد عمل يؤمن له مدخولا محترما سيعيش فقيرا.


ريم أبو زيد: منح نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ميزات استثنائية لكل من له حظ في بشرة بيضاء اللون حتى ولو كان أقل تعليما وأقل كفاءة، فتمتع هؤلاء بمجانية التعليم والعلاج وبنيت لهم المساكن الشعبية وخصصت لهم وظائف بعينها، بعد انهيار هذا النظام ألغيت هذه الميزات تماما بموجب القوانين التي سنت في إطار السياسة التي عرفت بسياسة الارتقاء الاقتصادي بالسكان السود، فانقلبت الآية وأصبحت الأولوية خاصة فيما يتعلق بسوق العمل للفئات التي حرمت في الماضي من كل حق لها في الحياة ليس فقط السود أو الهنود أو الملونين بل أيضا المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة. منذ عام 1994 بدأت سلطات جنوب أفريقيا في تطبيق السياسة التي عرفت بسياسة التمييز الإيجابي والتي تهدف إلى تعزيز تمثيل أفضل للأغلبية السوداء في مختلف قطاعات العمل في الدولة، وبناء عليه فقد طلب إلى عدد لا بأس به من البيض في العديد من القطاعات إما تسوية معاشهم أو القبول بتسريحهم مقابل تعويضات مالية، كانت إحدى النتائج الحتمية لمثل هذه السياسة هي الإفقار النسبي لجزء صغير من هذه الأقلية البيضاء.

أوجين فان زويدام/ لجنة التوفيق والوساطة والتحكيم: القوانين بسيطة جدا، إذا تقدم شخصان لطلب العمل وكان أحدهم أبيض والآخر أسود إن كانا متساويين في المؤهلات والمعرفة يجب تعيين الأسود قبل الأبيض، هذه هي فرص التكافؤ.

ثورا لنتا: كان البلد في السابق بلد التمييز العنصري أي أن السود كانوا أقل شأنا من البيض ومميزاتهم كانت أقل من البيض، في بلدنا اليوم ما زال التمييز العنصري قائما لكنه بالعكس، يعطى السود كل شيء ويحرم البيض من كل شيء إن لم يكن لون بشرتك ملائما فلن تحظي بفرصة عمل في هذا البلد.

[فاصل إعلاني]

زاما فاكاثي/ مديرة التسويق في غرفة تجارة مدينة دوربن: كان هناك دائما فقراء من البيض لكن نظرا لتكافؤ الفرص ومع منح أهمية أكبر لمفهوم سلطة السود الاقتصادية في جدول العمل بجنوب أفريقيا، هناك بعض البيض الذين لا يحصلون حاليا على أمور، كانوا يلجؤون إلى كل شيء وكانت الأعراق الأخرى مهمشة لذا كان من السهل جدا على الشخص الأبيض أن يعمل ويؤسس تجارة ويعقد صفقات مربحة لكن الوضع تغير الآن تدفع الحكومة جدول أعمال السود وتدفعهم صوب تلك الفرص وصوب المراتب الإدارية، طبعا هذا يؤثر على بعض البيض.

ديرك هرمان: نعتقد أنه يجب معالجة عدم التوازن في البلد ولكن بطريقة معينة حتى لا تحدث أشكال جديدة من عدم التوازن، مشكلة تكافؤ الفرص في هذه المرحلة في جنوب أفريقيا هي أنها لا ترضي طموحات شعب جنوب أفريقيا، حيث تعطى السلطة فقط لمجموعة نخبوية صغيرة من جهة ومن جهة أخرى تهمش الأقلية لذا نحن في وضع تشعر فيه الأغلبية بعدم الرضا بينما تشعر الأقلية بالاستبعاد والتهميش كما يولد ذلك الوضع نزاعا اجتماعيا نعتقد أن السياسات التي تصحح اللا توازن يجب أن تعنى بالأغلببة وأن لا تستبعد الأقلية.

إريك أبلغرن: تكافؤ الفرص هو إجراء لتصحيح عدم التوازن والظلم اللذين حصلا في الماضي لكنه أيضا ضرورة اقتصادية، إن كان 60% من الشعب من السود الزولو في تلك المناطق من المنطقي أن يكون هناك في المباني الحكومية وفي القطاع الخاص 70% من العاملين ومن أصحاب القرار هناك من تلك المجموعة، لكنني أوافق أن بعض الرسميين في الحكومة وفي حقل الأعمال قد استفادوا من تكافؤ الفرص والسياسات لتأمين الوظائف والأموال لأصدقائهم وعائلاتهم.

أوجين فان زويدام: في بعض الأحيان يشتكي أحد البيض من التمييز العنصري بسبب عدم الحصول على الوظائف رغم أنهم أفضل من السود، أظن أن القوانين عادلة نظريا لكن قد نواجه مشاكل في تطبيقها قد لا نطبقها بشكل صحيح لذا على المسؤولين أن يعملوا على حل تلك المشاكل وعلى محكمة العمل أن تحرص على تطبيق العدالة.

فقر وجريمة وملاجئ

ريم أبو زيد: في هذا الملجأ الجماعي ملجأ south beach حيث يدفع المرء خمسة دولارات في الليلة ويحصل على وجبة واحدة، 75% من النزلاء هم من البيض، نسبة مرتفعة جدا يعجز المسؤول عن الملجأ عن تفسيرها.

سوسوا طوماس/ مدير ملجأ "نست": لا أعرف كيف أفسر ذلك لكن هناك قوانين جديدة وبلد جديد قد يعود إلى سابق وضعه ومن الصعب عليهم البقاء، نحن السود نستلم السلطة لكن في الوقت ذاته ننسى وضعنا الحالي وإلى أين نحن ذاهبون، نحن نود مساعدة أنفسنا والانتفاع معا لكن في الوقت ذاته هناك قلة يستفيدون أما الباقون فهم يناضلون كما كان في الماضي.

زيلدا فانهيردن/ عاطلة عن العمل: كل يوم ننتقل إلى ملجأ جديد خاصة إن لم يكن لدينا عمل ثم علينا الخروج إلى الشارع علينا بيع أشياء مختلفة مثل الأزرار كما يفعل الجميع في الملجأ، يجد الجميع وسيلة يوميا لدفع ثمن الملجأ وتواجه بعض الشابات مصائب كثيرة بالأخص عندما يكون لديهم أولاد، في النهاية يعملن كبغايا وهو ليس عملا ممتعا بالنسبة إليهن ولكن البعض منهن بدأ يزاول هذه المهنة ومن الصعب عليهم الإقلاع عنها، زاول بعض منهن هذه المهنة ثم تركنها، كنت إحداهن ولكن لحسن الحظ التقيت برجل.

مشارك/ قاطن في ملجأ نست: الضغط، هناك ضغط كبير ونضال، والنضال صعب. في هذا المكان يضغطون عليك كثيرا لا تعرفين أي اتجاه تسلكين خاصة عندما تأتين إلى هنا ليلا، تعرفين أنه لديك مكان تنامين فيه ولكن بسبب الضجة والشجارات هذه الأمور تسبب لك ضغطا كبيرا وهي تشغل البال.


ريم أبو زيد: في جنوب أفريقيا غالبا ما يرتبط الفقر بالجريمة في حي south beach أو الشاطئ الجنوبي كما في عموم البلاد تفاقم معدل الجريمة على نحو جعل حياة سكانه أصعب مما هي عليه في الأساس.

أنيل فادر مروي: هذه ليست المنطقة التي كنت أود العيش فيها، عندما انتقلنا إلى هنا قبل أربعة أعوام كانت منطقة مقبولة لم تكن سيئة لكنها ازدادت سوءا في الأعوام الأخيرة ارتفع معدل الجرائم ازداد عدد السرقات، لقد تعرض اثنان أو ثلاثة من أولادي لتعديات بالقرب من المرآب على مقربة من المبنى قبل ثلاثة أسابيع، ليلة السبت ذهبوا ليبتاعوا بعض السكاكر وعند خروجهم من المرآب أتى ثلاثة أفارقة وأمسكوا بأعناقهم كان أحدهم يمسك سكينا وسرق من ابني الهاتف الخلوي الجديد الذي تلقاه هدية في عيد ميلاده، أخذوا سكاكرهم ومالهم وهربوا ولسوء الحظ لم يحرك الحارس ساكنا وكذلك من كان يعمل في المرآب وقفوا ينظرون فحسب، وبعد أن هرب الرجال اقتربوا وسألوا إذا كان الأولاد بخير، لذا لا يمكن توقع المساعدة من الغرباء في هذه المنطقة، ليست جيدة ليست جيدة بتاتا.

غيل تونيسن: يناضل العديد من عائلات البيض، جميعهم ينهلون من برنامجنا الغذائي، نقدم لهم الغداء اليومي ونبعث لهم رزما أسبوعية، طبعا سمعت أنهم يستطيعون تقديم طلب للإعفاء من الأقساط المدرسية وأغلبية الأهالي الذين يقدمون هذا الطلب هم من البيض، يريد العديد من عائلات السود تربية أفضل لأولادهم ويقدر العديدون التربية التي يحصلون عليها ولكن العديد من عائلات البيض يناضلون للبقاء على قيد الحياة في هذه المنطقة، لا أظنهم يملكون الأخلاقيات ذاتها التي يتحلى بها الأهالي السود.


ريم أبو زيد: نظرا لعجزها عن تلبية احتياجات أطفالها الستة اضطرت جوان برونخورست إلى ترك أطفالها الثلاثة الأصغر سنا في دار لرعاية الأيتام فراتبها الشهري الذي لا يتجاوز خمسمائة دولار من المستحيل أن يكفي لتغطية كل النفقات.

جوهان برونخورست/ حارسة سيارات: عشت مرحلة عصيبة لإحساسي بالضيق الشديد، الأولاد الذين كانوا في الملجأ أتوا إلى دوربن وانتهوا في الملجأ، كنت قد خطفتها ولم تذهب إلى المدرسة لمدة عام لأنني خفت أن تأخذها هيئة المساعدات الاجتماعية من جديد، لذا اتخذت قراري يوما ما وأخذتها إلى المدرسة في أدينغتن وقلت ها أنا ذا. لا تبكي لأنني سأبكي أنا أيضا، أصغت إلي مديرة المدرسة _آسفة إنني متأثرة جدا_ صافحتني المديرة وقالت لي أنت أم صالحة لأنك أتيت بها لكي تنال تربية صالحة، لم أمتلك المال لدفع تكاليف المدرسة والملابس لا شيء، لحسن الحظ رآني الله وساعدني وأتى الناس من كل حدب وصوب ونظروا إلينا وساعدونا. أنا فخورة جدا بها أحيانا تتغلب علي الحياة وهذا ما حصل قبل ثلاثة أيام فقدت صوابي وشربت لأن الكيل طفح بي، اشتقت إلى الصغار حاولت أن أعطيهم الأفضل ولا أنجح في ذلك لأن المال غير متوفر، أجني خمسمائة دولار وتكلفني الشقة نحو خمسمائة دولار من دون الماء والكهرباء. أضيف راتبي إلى راتب موريس وعندما تعرض للإصابة أثناء عملية الاعتداء نقل إلى المستشفى وهذا أثر علينا كثيرا، اضطررنا إلى العيش من القروض التي ما زلت أدفعها، المال ليس متوافرا طفح كيلي الآن وعدنا لنشرب الكحول لكي ننسى كل شيء لكن الوضع ازداد سوءا لعدم وجود أي حل. هي تجيد تدبير أمورها لكنني لا أملك المال لنقلها إلى منطقة أفضل لوضعها في مدرسة لتتقدم لأن كل شيء متعلق بالمال وهو ليس موجودا.


ريم أبو زيد: ابنتها كي سي البالغة من العمر 14 عاما عاشت هي أيضا ولمدة سبع سنوات في دار لرعاية الأيتام مع إخوانها الثلاثة، إلا أن والدتها تمكنت مؤخرا من استعادتها دون أن تتمكن مع ذلك من أن تكفل لها التعليم.

كي سي بونخورست/ تلميذة: الأصعب هو الذهاب إلى المدرسة، وعندما يتكلم الناس عني ويقولون إنني فقيرة ولا أملك أشياء جميلة وإنني لا أستطيع ارتداء ملابس جميلة والذهاب إلى السينما، كل يوم عندما أعود إلى المنزل لا أجد طعاما ليس هناك إلا الخبز أمور كثيرة، يحكم الناس عليك حسب الشكل ولأنك لا تملكين المال لكنهم لا يعرفونك من الداخل وهذا يجرحني لأنني أتيت إلى مدرسة حيث لا يحبني أحد لأنني لا أرتدي بذلة المدرسة وعجزت عن دفع القسط المدرسي، إذا نظروا إلى داخل الشخص سيرون شخصا ودودا ولكنهم لا يرون.


ريم أبو زيد: على بعد ساعة إلى الشمال من مدينة دوربن وفي قلب الريف يقع هذا الملجأ الجماعي الذي تتولى إدارته إحدى المؤسسات الدينية، يؤوي هذا الملجأ كل من سقط سهوا أو عمدا من حسابات النظام، مدمنين سابقين وشيوخا بلا مورد رزق وعاطلين عن العمل لفترات طويلة وغيرهم ممن انصرف عنهم مجتمع جنوب أفريقيا الجديد، هنا يمنح الفراش والطعام مجانا ولكن العمل واجب.

تريفور بيترسن/ عاطل عن العمل: لا يمكنني أن أغادر هذا المكان، سأحصل على عمل يؤمن لي مسكنا محترما وسيكون عملا محترما، أتفهمين، لا يمكنني أن أعمل لحساب أحدهم وأعيش في غرفة خلفية ثم ينتهي العمل بعد ثلاثة أو أربعة أشهر وأعود إلى هنا. هذا ملجأ بالنسبة إلي حيث يمكنني استجماع أفكاري والنظر إلى المستقبل وحل الأمور، هنا لا أتعرض إلى ضغط كبير هنا لست مضطرا إلى القلق بشأن الإيجار، علي أن أعمل لا يمكنني المجيء والبقاء مكتوف اليدين علي أن أعمل وأشارك مع الذين يعملون لكن الضغط أقل هنا الآن يمكنني الحصول على الوقت لتنظيم عمل دائم.

جورج تسيغواركوس/ مدير جمعية "كرسيتيان فارم": نعرف ما يتوجب علينا فعله، لا أحتاج أن يقول لي أحدهم أن أساعد ذلك الرجل، أرى أنه بحاجة إلى مساعدة لذا علينا أن نتصرف، نعم يتعلق الأمر بالناس، إذا توفر المكان نوفره وإذا توفر سرير نستضيف محتاجا لكن إذا كان الملجأ ممتلئا لا نستطيع فعل ذلك، نتلقى آلاف الاتصالات ولسوء الحظ نرفضها لأننا لا نملك التسهيلات كما أن مؤسساتنا تنمو باستمرار لكن عندما يأتي أحدهم لأول مرة فهو يحصل دوما على الأفضلية مقارنة مع من أتى في السابق، يأتون ويقولون إنهم يريدون التغيير ولا يمكنهم الاستمرار في الحياة التي عاشوها من قبل، الحياة في الشارع ليست حياة هذه هي آخر خطوة قبل الموت.

جايمس ماكيل/ عاطل عن العمل: هذا ملجأ ولديهم نظام اسمه تكافؤ الفرص، إن لم يكن المرء أفريقيا يتركونه لا يختارونه قبل غيره، أتفهمين قصدي؟ إذا حصل على عمل يجب أن يملك براعة عالية في عمله لذا فإن فرص حصوله على عمل قانوني لدى الدخول إلى شركة للبحث عن عمل شبه معدومة.


ريم أبو زيد: أصبح الخيار الوحيد المتاح أمام الفقراء البيض هو التأقلم أو على الأقل الاستمرار في العيش في وطن أضحى جديدا عليهم، وطن متعدد الأعراق لا يكف عن الحراك الاجتماعي والاقتصادي على حد سواء، وطن يبحث هو نفسه عن هوية جديدة.

ديرك هرمان: يمنحنا العالم مثلا جيدا وتنص تقارير الأمم المتحدة حول التطوير على أنه إذا نظرنا إلى برامج تكافؤ الفرص يجب أن نضع جانبا الزاوية العرقية ويجب أن نعمل حساب الفئة، هذا يعني أنه يجب أن نؤكد على وضع الناس الاجتماعي والاقتصادي كي نحافظ على التعددية في جنوب أفريقيا والنتيجة هي أن 90% من الشعب الذي يتمتع بفوائد، هذا الوضع هو من السود أي الناس الذين ظلموا في الماضي لكننا لن نستسلم الخمسة أو الستة أو حتى العشرة بالمائة من البيض، لذا لا نقول إننا نستثنيكم استنادا إلى مستواكم الاجتماعي لأننا لا نمنح السلطة استنادا إلى المستوى الاجتماعي والاقتصادي وهذا هو التحدي الذي ينتظر جنوب أفريقيا.

جايمس ماكيل: لا أحب العيش في المدينة، لا أريد العودة إليها، أنا سعيد حيث أنا. هناك تسود الفوضى، لدي تلفاز أشاهده كل ليلة وأرى النشرة الإخبارية ولا أرى إلا اغتصاب الأولاد والقتل والسرقة هذا كل ما ترينه في نشرة الأخبار لا يحصل أي شيء إيجابي، بالنسبة إلي ليس لدي شيء هناك.

جوهان جانس فان رنسبرغ: جنوب أفريقيا بلدي، ولدت هنا أحب هذا البلد وهذا الشعب لن أنتقل أبدا إلى أي مكان آخر، لن أفكر أبدا في الذهاب إلى مكان آخر، هذا غير مهم، يشتكي الناس من انتشار الجرائم لكنه بلدنا، يجب أن نحافظ عليه ونحاول تحسينه، لا فائدة من الهروب، إلى أين سنهرب؟ لا نعرف ماذا ينتظرنا في الجهة الأخرى.

ثورا لنتا: ما من مستقبل في هذا البلد إلا إذا كنت تعملين لحسابك الخاص، ما من مستقبل إن لم تملكي رأس المال، ما من مستقبل لأبيض في هذا البلد. أظن أن أغلبية البيض يشاطرونني هذا الرأي، توقعت أن تختفي مسألة لون البشرة وأن يتم التركيز على الهوية الجنوب أفريقية فقط لكن قضية لون البشرة ما زالت موجودة.

كي سي بونخورست: أنظر إلى والدي وأرى أي أخطاء ارتكباها، لن أرتكب مثل هذه الأخطاء لن أعيش ما يعيشانه.

أنيل فادر مروي: دائما كنت فخورة لكوني جنوب أفريقية حتى قبل عامين، لكن ما يفعلونه أو ما يحاولون فعله بالديمقراطية أحزنني، فهم يحاولون بناء البلد، كل هذا جيد جدا أنا معجبة بشجاعتهم لأنهم يحاولون فعل ذلك لكن طريقة تصرفاتهم خطأ لأنه عوضا عن مساعدة الجميع للوصول إلى مستوى معين لا يركزون إلا على بعض المناطق وعلى بعض المجموعات من الناس وبذلك يهملون مناطق أخرى مهمة وفي النهاية يتألم أمثالنا. لا يمكنني القول إنه رائع لكنه مكان وهو بلد وهو جميل، لذا أجل.