ما وراء الخبر

لماذا حركت تركيا قواتها نحو جرابلس؟

تناول برنامج “ما وراء الخبر” أبعاد العملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية، وتأثيراتها على المشهد الميداني في مناطق سورية أخرى، خاصة تلك القريبة من الحدود السورية التركية.

بدأت تركيا عملية عسكرية داخل الأراضي السورية تستهدفُ مواقع لتنظيم الدولة وإبعاد القوات الكردية من المناطق الحدودية، وتلا ذلك إعلان المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على مدينة جرابلس التي استهدفتها العملية.

حلقة الأربعاء (2016/8/24) من برنامج "ما وراء الخبر" تناولت أبعاد العملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية، وتأثيراتها على المشهد الميداني في مناطق سورية أخرى، خاصة تلك القريبة من الحدود السورية التركية.

الكاتب الصحفي التركي طوران قيشلاقجي قال إن صبر تركيا نفذ بعد خمس سنوات من العمليات الإرهابية داخل أراضيها، التي تنفذها منظمات إرهابية تعمل في سوريا مثل تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني.

وأكد أن دخول تركيا جرابلس يهدف بالأساس إلى حماية الأمن القومي التركي، والحفاظ على وحدة سوريا، ومنع إقامة كيان كردي على الحدود السورية التركية.

ونفى الصحفي التركي أن يكون هناك تغير في موقف بلاده من الأزمة السورية، مشددا على أن تركيا ما زالت تصر على رحيل بشار الأسد وأن يكون للمعارضة دور في مستقبل سوريا، وأن اللقاءات التي حدثت مؤخرا بين القادة الأتراك ونظرائهم الروس والإيرانيين ركزت على تعزيز التعاون الاقتصادي.

وبحسب قيشلاقجي فقد وجدت تركيا أنها أقوى بعد الانقلاب وبدأت تركز على حل للأزمة السورية، لأن فرض الاستقرار في سوريا يدعم الاستقرار في تركيا، مشيرا إلى أن تركيا تقوم بدور مماثل لدعم حكومة إقليم كردستان العراق ودعم مكافحة تنظيم الدولة.

رسائل تركية
من جانبه رأى المحلل العسكري والإستراتيجي السوري العقيد فايز الأسمر أن تركيا ما بعد الانقلاب الفاشل ليست كما قبله، حيث خرجت من القمقم ولم تعد قادرة على الصبر بعد أن نكثت أميركا بوعودها ودعمت الأكراد في العبور إلى نهر الفرات والسيطرة على منبج.

وأضاف أن الرسالة التركية من هذا التحرك هو أنه يجب على القوات الكردية الخروج من منبج باتجاه شرق الفرات، كما أنه لم يعد مسموحا لتنظيم الدولة بالتواجد على الحدود التركية أو في حلب.

وحول أسباب دعم طائرات التحالف للعملية التركية في الوقت الذي تدعم فيه القوات الكردية، رأى الأسمر أن أميركا تستخدم الأكراد كورقة لقتال تنظيم الدولة، وستتخلى عنها في المستقبل لأنها لن تضحي بخسارة حليف إستراتيجي مثل تركيا، وبالتالي سيخسر الأكراد لأنهم قرروا معاداة الثوار والدخول في حرب مفتوحة معهم.

أما كبير الباحثين في قضايا الأمن القومي بمؤسسة أميركا الجديدة دوغلاس أوليفنت فأكد أن الولايات المتحدة تراجع موقفها من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ولكن هذا الموضوع سيبقى دائما شائكا ومعقدا للولايات المتحدة، لكن في العموم واشنطن سعيدة بالعملية التركية ضد تنظيم الدولة في جرابلس، على حد رأيه.

وحول تصريحات جو بايدن نائب الرئيس الأميركي بأن الولايات المتحدة لن تقدم أي دعم للأكراد غرب نهر الفرات، رأى أوليفنت أن هذا لا يعبر عن موقف أميركي جديد، وأن الولايات المتحدة وعدت تركيا مسبقا بألا يتقدم الأكراد غرب الفرات.

ورأى أن الأتراك كانوا قلقين من الاستجابة البطيئة للولايات المتحدة بعد دحر الانقلاب، لكن وصول بايدن إلى أنقرة اليوم يحمل رسالة طمأنة للأتراك وترحيب بصفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.