فلسطين تحت المجهر

أكذوبة الانصهار بين يهود إسرائيل

خلصت حلقة برنامج فلسطين تحت المجهر لوجود تمييز داخل المجتمع الإسرائيلي، وغياب الانصهار بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين، مثلما تروج الأكذوبة الإسرائيلية، وهو ما تحدث عنه يهود من أصول عربية.

حلقة برنامج "فلسطين تحت المجهر" وعنوانها "أكذوبة الانصهار" هو تجربة جديدة قمنا بخوضها لنتحدث ونزيل الستار على موضوع في غاية الأهمية يتعلق بالتصدعات والعنصرية والتمييز القائم في المجتمع اليهودي الإسرائيلي.

فالعنصرية بين الشرقيين والغربيين في المجتمع الاسرائيلي ولدت مع ولادة دولة إسرائيل ولا تزال مستمرة حتى اليوم.

الحديث عن هذا الموضوع لم يكن سهلاً بتاتًا، خصوصًا أن جميع الضيوف كانوا من اليهود، شرقيين وغربيين، وكان صعبا إقناعهم بالحديث أمام الكاميرا بشكل مريح وصريح. لذلك استغرق منا البحث فترة طويلة للوصول إلى الشخصيات المناسبة الممثلة لجميع أطياف اليهود في إسرائيل، واستطعنا في النهاية إيجاد شخصيات متنوعة، متدينة وعلمانية، برز من خلال حديثها حجم التصدع والتوتر القائمين في المجتمع الإسرائيلي.

في العادة، لا يتطرق الإعلام الإسرائيلي  لموضوع التصدعات والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي إذ انه يحاول دائمًا إعطاء صورة عن إسرائيل إيجابية ومثالية وديمقراطية  يحظى فيها الشعب اليهودي بنفس الحقوق.

 لكنّ الحقيقة مغايرة، والفيلم يسلط الضوء عليها ليثبتها من خلال الشخصيات والمضامين، كما لخص الجوهر أحد ضيوف الفيلم، داني رايسفيلد: "تعاني دولتنا من مشكلة في هويتها.. نحن نعيش في دولة قبائل. المجتمع الإسرائيلي مجتمع متصدع، فعليا، فيه الكثير من الطوائف والملل والكثير جداً من المصالح المتضاربة، الشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره  إسرائيليا والذي يوحد الشعب هنا هو الجيش، وإلا لقتلوا بعضهم بعضاً".

هذا الفيلم يمثّل بالنسبة لي قفزة نوعيّة ومهمة. فقد اعتدت دائمًا على الحديث عن القضية الفلسطينية وتوثيق الهمّ الفلسطيني ومعاناته مع الاحتلال. لكن الأمر اختلف هذه المرة، حيث اقتصر الحديث وسلط الضوء على المجتمع الإسرائيلي ومركباته المختلفة وحدها.

أعتقد أن هناك ضرورة للحديث عن هذه المواضيع، فمن حق المشاهد العربي، أينما كان، التعرّف وإدراك الوضع القائم في اسرائيل. وبما أن الإعلام الإسرائيلي بقي صامتاً طيلة هذه السنين، فمن حقنا وواجبنا نحن المخرجون والصحفيون الفلسطينيون التطرق لمثل هذه المواضيع وعرضها على المشاهد.

استفدت كثيراً من هذه التجربة، وأعتقد أن الحلقة تقدم معلومات لا يستطيع المشاهد العربي الوصول إليها وحده. ويعود الفضل للطاقم الرائع الذي عمل معي، ولشركة الإنتاج "الأرز" التي وفّرت لنا جميع ما احتجنا إليه لإنجاح الفيلم.  

المخرج الفلسطيني: عصام بلان