من واشنطن

مسلم وعربي في أميركا.. كيف تدافع عن نفسك؟

بحثت الحلقة التطرف الديني سواء الذي برز بالبلاد العربية بعد انتفاضات الربيع العربي أو الذي تبدو مظاهره في أميركا من يمين مسيحي ينمط ليس المسلمين بل المسيحيين من أصول عربية.

يحاول المثقفون العرب والمسلمون من منطقة الشرق الأوسط في الولايات المتحدة -كل حسب تخصصه وآلامه وهمومه- تخفيف عتمة المستقبل في التحولات الكبيرة التي طرأت في المنطقة وانعكست بالتالي على وجودهم في أميركا.

برنامج "من واشنطن" في حلقة 30/12/2014 سلط الضوء على جملة مواضيع مركزها التطرف الديني سواء ما يتمظهر في البلاد العربية بعد انتفاضات الربيع العربي أو الذي يتأسس في أميركا استنادا إلى نوازع دينية من اليمين المسيحي تنمط ليس المسلمين فحسب بل المسيحيين إذا صادف أنهم من أصول عربية.

أدموند غريب:
بلد كالعراق لا ينظر إلى ما يجري فيه بمعزل عن الاحتلال الأميركي الذي دمر مؤسسات الدولة وفكك مكوناتها إلى سنة وشيعة وكرد

دار جزء من الحلقة حول الكلمة التي ألقاها العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ تيد كروز في مؤتمر لمسيحيي الشرق الذي عقد مؤخرا، وقال موجها كلامه إلى المسيحيين العرب "أنتم لستم مسيحيين إذا لم تدعموا إسرائيل".

رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية نهاد عوض أشاد برد فعل المسيحيين العرب الذين كان لهم موقف شجاع وتعالت صيحاتهم في المؤتمر رافضين خطاب كروز المبني على الكراهية.

وأضاف أن العرب المسيحيين يقع على عاتقهم رفع شرعية الكتاب المقدس الذي تستخدمه المسيحية المتطرفة في الولايات المتحدة لتبرير دعمها لإسرائيل، معتبرا أن هذا الفعل من عربي مسيحي يكتسي مصداقية أكثر مما لو صدر عن عربي مسلم.

الموالون لإسرائيل
من ناحية ثانية، بين عوض أن المجموعات الموالية لإسرائيل تدفع أموالا طائلة لتشويه كل من يتحرك لترشيد السياسة الأميركية، وأن التمييز العنصري لا يفرق بين مسيحي ومسلم عربي.

بدوره، قال الباحث في الشؤون الأميركية والشرق والأوسط أدموند غريب إن ثمة نوعا من التبسيط والتعميم لدى تناول بعض الأميركيين التحولات في العالم العربي، مشيرا إلى أن بلدا كالعراق لا ينظر إلى ما يجري فيه بمعزل عن الاحتلال الأميركي الذي دمر مؤسسات الدولة وفكك مكوناتها إلى سنة وشيعة وكرد.

ووصف غريب أميركا بأنها تتحرك وفقا لمصالحها وهي ليست دولة دينية، وهذا لا يعني أن أصدقاء إسرائيل لا يؤثرون، فهم منظمون ويعملون في دوائر صنع القرار ومراكز الأبحاث، حسب قوله.

غير أن التعميم المقابل بالنسبة لغريب غير منطقي أيضا، فالكنائس الرئيسية في أميركا إجمالا لها مواقف معتدلة بل إن مقاطعة إسرائيل انطلقت من بينها.

راتب ربيع:
المسيحيون المتطرفون اليمينيون حين يعقدون مؤتمراتهم لا يدعون المسيحيين العرب، ونحن مضطهدون لأن توجهاتنا عربية إسلامية مسيحية

كراهية الإسلام
من ناحيته، قال رئيس مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية راتب ربيع إن اليمين المسيحي في أميركا لا يريد حماية المسيحيين في الشرق بل الإعلان عن كراهية الإسلام.

وأشار إلى أن هؤلاء المسيحيين حين يعقدون مؤتمراتهم لا يدعون المسيحيين العرب إليها، مضيفا "نحن مضطهدون من المسيحية المتطرفة اليمينية لأن توجهاتنا عربية إسلامية مسيحية".

واستضافت الحلقة كاتبتين، هما: مي ريحاني من لبنان، وهالة أسفندياري من إيران والتي قالت إن "الفظاعات التي ترتكب باسم الإسلام وضعتنا جميعا في موقف الدفاع عن أنفسنا، وهذا يحتاج إلى جهد وشجاعة كبيرين".

أما ريحاني فقالت إن على العرب المعتدلين أن يسمعوا أصواتهم الإيجابية للأميركيين، مؤكدة أن العرب في أغلبيتهم معتدلون، وأن تنظيمات كتنظيم الدولة الإسلامية ليست هي من يمثل الإسلام، حسب قولها.