فلسطين تحت المجهر

الحجر الأحمر وجه القدس الآخر

تسلط الحلقة الضوء على الهندسة المعمارية لبيوت القدس الغربية التي بنيت بأحجار خاصة، فالقدس الغربية أنشئت في 1881 أيام الحكم العثماني عندما بدؤوا بإنشاء خط سكة الحديد الذي يربط بين مدينة القدس ويافا فتوسعت المدينة في الاتجاه الغربي ونشأت الأحياء.
‪إلياس خوري‬ إلياس خوري
‪إلياس خوري‬ إلياس خوري
‪محمد جاد الله‬ محمد جاد الله
‪محمد جاد الله‬ محمد جاد الله
‪جورج برامكي‬ جورج برامكي
‪جورج برامكي‬ جورج برامكي
‪جابي برامكي‬ جابي برامكي
‪جابي برامكي‬ جابي برامكي
‪هاني إبراهيم حقي‬ هاني إبراهيم حقي
‪هاني إبراهيم حقي‬ هاني إبراهيم حقي
‪منير جميل فاشة‬ منير جميل فاشة
‪منير جميل فاشة‬ منير جميل فاشة

[نص مكتوب]

 كنت في باريس وكنت في روما..

رأيت عجائب الدنيا السبع..

في القطب الشمالي والجنوبي..

لا مثيل لأرض إسرائيل 

بيوت القدس الغربية في ذاكرة عائلات فلسطينية 

منير جميل فاشة/ مواليد القدس 1941: ولدت في البقعة التحتى في ولاية القدس، الوالد كان شوفير تكسي، أمي كانت خياطة وخالاتي كانوا يساعدوها كان معهم أبوها، أبوها كان ضريرا يعني يديروا بالهم كمان من أبوهم وخيطوا يعني مرات 15 ساعة 16 ساعة باليوم، يعني على طول يفيقوا ويخيطوا فخيطوا مدة 17-18 سنة، ولو أنهم طبعا المبلغ المدخول من الخياطة قليل وجمعوا شوي شوي وصاروا يبنوا في البيت، فالبيت يعني بني وانتهى حوالي 1927 أو 1928، كانت العلاقة داخل العائلة جميلة جدا، وأنا بقول هذا الشيء اللي يحيرني إنه أمي ما عندها ولا عمرها قرأت صفحة واحدة في شيء اسمه تربية الأطفال، أنا معي دكتوراه في التربية، الجو اللي خلقته هي وأبوي في البيت أنا ما قدرت أخلقه لأولادي، واحدة من الأشياء اللي كنا دايما أنا وأخواتي نلعبها إنه  لأنه إحنا كان بينا خط الـ train  القطار، دايما نأخذ بلالين ونستنى القطار أول ما نسمع صوته نركض إحنا الثلاثة نحطه ونرجع ونستنى لييجي القطار وبعدين نكتشف فيه إنه مسح كل الرموز أللي عليه طبعا أحسن من مليم بس بالنسبة اللي هذه كانت متعة. 

محمد جاد الله/ عضو الائتلاف من أجل القدس: القدس الغربية أنشأت في 1881 أيام الحكم العثماني وبالذات عندما بدؤوا بإنشاء خط سكة الحديد يربط بين مدينة القدس ويافا فتوسعت المدينة في الاتجاه الغربي ونشأت أحياء الحي الأول كان هو حي الثوري أو أبو طور وبعدها أحياء مثل البقعة الفوقى والبقعة التحتى والقطمون. 

هاني إبراهيم حقي/ مواليد القدس 1937: بيتنا في مدينة القدس كان في حي القطمون، وكان المرحوم الوالد معروف في إبراهيم الشركس فكان الباص ينزل عند بيت الشركس، الوالد جاء هو من مهاجرين، والده الواقع جنود هم من مهاجرين القفقاس بعد الحرب الروسية القفقاسية، هو من الأشخاص اللي هاجروا إلى فلسطين، أما والدتي فهي من مواليد القدس واسمها قدسية، المنزل بناه أنا بتقديري أواخر العشرينات لأنه سكنه أول الثلاثينات كان مسكون ، نحن سبع بنات وشباب نلعب في البرندا، أتعربش فوق الدرابزين أحط تعريفة فلسطيني في ذلك الزمن، والشاطر يقدر يلاقيها حامي بارد، حامي بارد، فأوقات أتخيل إنه لا يزال يمكن في تعريفة إله لليوم ما حدا شافها لا تزال هناك، والدي توفى عندما كنا أطفال صغار يعني سنة 1945، الوالد حاليا مدفون على السور في المقبرة الإسلامية، على سور مدينة القدس، البيوت اللي كانت في القدس المميزة أنا بعتقد أخذت وقتها في التصميم وفي الانتباه على التفاصيل، مفهوم السرعة والكثرة والـ mask production  إنتاج بالكمية، وكانت يعني البنا كان يأخذ وقته في نقش الحجر وفي دير باله على التفاصيل اللي ميزت البيوت. 

هندسة عمرانية بأحجار خاصة ومميزة 

جابي برامكي/ مواليد القدس 1929: سنة 1934 والدي شري شقفة أرض من عادل بيك الترجمان، عادل اللي هو كان عنده عدة عمارات فشري قطعة أرض عمَر عليها عمارة يعني من طابقين على الأساس مع basement، أبوي كان يعني يهتم بأنواع من المعمار اللي هو يستعمل الحجر الأحمر ويستعمل الأعمدة الكونرثية اللي هي لما هو درس باليونان مع الأقواس العربية. 

جورج برامكي/ مواليد القدس 1934: والدي كان كثير يحب arches ويزوقهم وإذا تلاحظ كل طبقة تقسيم الشبابيك شكل والفرندات كلهم فرد أقواس ورخام أحمر كان يحب كثير الحجر الأحمر يجيبوه من شقة رام الله ،لأنه حجر كويس وقاسي وبذات الوقت بتقدر تنقش عليه وتزبطه، الحجر الأحمر أغلى من الأبيض، كانوا يبنوا للناس أكثر أبيض بس إلي بده هيك بزوق كان يبني حجر أحمر وإذا بتلاحظ وأنت رايح على الطلبية، الطلبية كانت أغلبها كله عرب فيها 

إلياس خوري/ محامي عائلة داود: البناية تملكها عائلة  عربية من بيت لحم أصلا اللي كانت هاجرت إلى غواتيمالا في بداية العشرينات، أصحاب البناية هم صالح وزكريا داود بعدما عملوا ثروتهم رجعوا للبلاد في بداية الثلاثينات، البناية بنيت بين 30-33 وتأجرت إلى الحكومة البريطانية في حينه، البناية لما بنيت كانت هي في الواقع أعلى بناية بنيت في تاريخه، للتاريخ اللي بنيت فيه هناك، كان فيها أول مصعد كهربائي اللي استخدم فيها، العمارة قبلما تؤجر للحكومة البريطانية كان عنا صورتين اللي جمعناهم مع بعض اللي بكملوا ويفرجوا كيف كان المنظر؟ وكيف وضع البني والشارع وإلى آخره، المحيط بالعمارة، البناية من الناحية التاريخية، في واقعة مهمة بالنسبة إلها لما صار تفجير لفندق الملك داود، في هذيك الفترة البناية هنا كان الاتسل قد وضع فيها حزام متفجرات في المنطقة الخلفية منها حتى يفجرها، لأنها كانت مركز للجيش البريطاني في تلك الفترة وضباط بريطانيين ولكن المتفجرات هاي ما تفجرت حسب المخطط،  وهيك هي نجت من التفجير. 

هاني إبراهيم حقي: إحنا كنا نعرف انه كان في دايما مشاكل، في 1947 كنت أقرأ الجريدة بالعربي أول مرة بسمع، أول مرة بسمع قنبلة ميلز وإيش معنى قنبلة يدوية. 

منير جميل فاشة: وكانت قريبة كثير من ميكور حاييم، في ميكور حاييم طبعا اليهود كانوا مسلحين ومسموح انه يتسلحوا والعرب ما كانوا مسلحين إذا في عرب مسلحين بكونوا زي ما بتقول خارجين عن يعني بالنسبة لنظر الإنجليز خارجين عن السلطة وكانوا يعاقبوا. 

معاناة الترحيل حاضرة في عقول الفلسطينيين 

محمد جاد الله: هذه كانت موجودة في داخل البيوت العربية وهو حي استيطاني استعماري صغير، وكان مصدر إزعاج ومصدر مواجهة منذ قبل عام 1948، أذكر أن أهالي بيت صفافة كانوا في اشتباكات شبه مستمرة مع مستعمرة ميكور حاييم من سنة 1929. 

منير جميل فاشة: اختاروا بعض اليافعين حطوهم في بكب وصاروا يلفوا بالقدس بالأبواق يقولوا إذا ما تركتم هيك راح يصير فيكم يعني زي ما صار في دير ياسين، وطبعا خبر دير ياسين تناقل بين الفلسطينيين بسرعة هائلة فيعني أهلي قرروا إنه يروحوا على أريحا لأنه كان عنا أقارب قالوا بنروح بنقعد أسبوع أسبوعين ونرجع.

هاني إبراهيم حقي: يعني لما أجينا لعمان كنا لوحدنا طبعا يعني الأولاد مع الوالدة وأنا بطلع على الباسبورت لهلأ لا يجد ختم فق مغادرة ودخول مكتوبة بخط اليد جسر اللنبي وإذا بطلع على الباسبورت لهلأ،  لا يوجد ختم يوجد فقط مغادرة ودخول مكتوبة بخط اليد، عن جسر اللبني عم بحكي عمالي، كان اسمه اللنبي بذلك الزمن، وجسر الملك حسين حاليا 2/3/1948 اللي هو كان نهار اثنين، غادرنا وهذه آخر مرة أرى فيها مدينة القدس، ما قدرت أرجع عليها بعدين، ما قدرت أفوت على بيت واحد  يقول لي شو جاي تساوي ما قدرتش. 

جابي برامكي: وقت ما رحت على الجامعة الأميركية في بيروت، دائما عندي اتصال بالمكاتيب مع الأهل في بيروت بعد 1948 انقطعت سبل الاتصال بيننا فش التلفونات مقطوعة، يعني كان وضع كثير صعب كمان ماليا أنا انقطعت، بعد 15/2 انتهت كليا يعني كان الوضع زي زفت. 

[نص رسالة مرسلة لجابي برامكي من والده] 

جابي برامكي: عزيزي جابي أرجوك المعذرة على عدم جوابي والآن يوجد عنا هدنة وبعد الهدنة لا نعرف ماذا يجري إما قتال إما سلام، ولا نعرف ماذا جرى بعفشنا بجوز أنهم لم يتركوا لنا فرشة ننام عليها، ربنا يستر، أعطي بالك على المصاري اللي معك لدفع أقساط الجامعة. 

محمد جاد الله: أولا يعني يجب العلم بأن إسرائيل قامت بتهويد القدس الغربية تماما بمعنى أنها قامت أثناء الحرب وبعد الحرب مباشرة بطرد كافة السكان العرب الفلسطينيين في أحياء مدينة القدس الغربية. 

جابي برامكي: بعد 1948 صار في خط سموه هم خط الهدنة، فاصل بين الجهة اللي احتلتها إسرائيل والجهة اللي ضلت مع الأردن، خط الهدنة أجا بالشارع اللي قدام البيت، في بيت بينه في بيت خالتي على الشارع اللي قابله، بيت خالتي كان بالجهة العربية وبيتنا كان بالجهة اللي تحت إسرائيل، لسوء الحظ بعد 1948 صفى هداك البيت بيتنا يعني اللي باقي إلنا في الجهة الأخرى وإحنا صفينا بلا بيت، طلعنا بلا بيت. 

منير جميل فاشة: بعد يعني خلينا نقول بجوز سنة شعروا أنه الحكاية طويلة بس ما عمري سمعت إنهم أو أخذت انطباع إنه مش راح نرجع لمدة طويلة جدا دايما كان عندهم الأمل. 

[شريط مسجل] 

راديو صوت العرب: أسفرت المعركة عن إسقاط 9 طائرات للعدو كما عادت قواتنا الجوية اللي قواعدها سالمة. 

جابي برامكي: بالطبع صوت العرب عشرات الطائرات اللي نزلت للإسرائيليين إلى آخره وإحنا تحمسنا بالطبع، اليوم الأربعاء وإحنا بنسمع الأخبار، الملك حسين قاوموهم إذا ما تمكنتوش منهك حتى بأظافركم، قلنا: خلصت ما دام وصلت للأظافر، الوضع مش كثير منيح، أبوي أكد انه هو ينحصى في القدس وأول ما انحصى في القدس وصار وانتهى الإحصاء، راح على حارس أملاك الغائب فراح قال لهم أنا أنطوني برامكي وهاي كوشان الأرض والدار، وصارت القدس وحدة وإحنا قلنا نرجع للبيت البيت فاضي قالوا له لأ أنت غائب، يعني أنت غايب، رجل كبير طويل عريض طوله 185سم يمكن وكبير، تقول له أنت غايب قال لهم: أنا أنطوني برامكي وهاي هذه، قالوا له: لأ أنت مش موجود. 

محمد دحلة/ محام مقدسي: الغائب بموجب القانون الإسرائيلي هو أي إنسان فلسطيني ترك وطنه ما بعد 29/11/1947 تاريخ مخطط التقسيم إلى أي منطقة خارج فلسطين بالأساس إلى الدول العربية ، دول الطوق إذا تواجد فلسطيني في هذه الدول أو تواجد أيضا في الضفة الغربية وقطاع غزة سواء قبل الحرب أو بعد الحرب مجرد التواجد في هذه المناطق أو الحصول على جنسية أو إقامة من أي من هذه الدول يحوَل الفلسطيني إلى غائب، وعندما يتحول إلى غائب عقاراته وممتلكاته المنقولة وغير المنقولة تصبح تابعة لحارس أملاك الغائبين بموجب القانون الإسرائيلي. القانون الدولي يقول أنه على كل دولة أن تؤسس ما يسمى حارس يجب أن يحرس ممتلكات المواطنين الذين هربوا أو شردوا خلال الحرب في حين أن إسرائيل أسست فيما يسمى حارس أملاك الغائبين ولكنها لم تراع ما يقوله القانون الدولي، هي قالت في قانون حارس أملاك الغائبين أن الحارس لا يمكنه بيع هذه العقارات لكن بإمكانه أن ينقلها إلى سلطة التطوير وسلطة التطوير قامت ببيع هذه العقارات أو بتحويلها إلى الصالح العام الإسرائيلي، وفي هذه الطريقة الالتفافية عمليا خرقت إسرائيل القانون الدولي بدون أن تقول ذلك صراحة. 

إلياس خوري: من بعدها بفترة قصيرة الإخوة صحابين البناية هنا استفسروا على موضوع شو وضع البناية من ناحية القيّم على أملاك الغائبين، القضية هنا إنك أنت بدك تثبت عدم الغياب، كيف بدي أثبت عدم الغياب؟ بدي أثبت على  إنه  هم في 1948 صالح وزكريا ما كانوش في البلاد، لهذا الغرض كنا لازم نجيب أوراق من غواتيمالا اللي تثبت أول شيء على إنهم يحملون الجنسية الغواتيمالاية بأي سنة حصلوا على الجنسية هذه، إنهم ما تركوش غواتيمالا في الفترة بين 1933 إلى 1948 بأي شكل كان، إذا تركوا بدنا نثبت إنهم ما رحوش لدولة عربية، ما تواجدوش في دولة عربية.

منير جميل فاشة: كنت أنا سامع إنه الواحد عم يقدر يوصل القدس كنا ماشيين في رام الله، كان إلي صديق من بيت عور، حطينا حالنا في هالباص، ووصلنا شعفاط وقفوا الباص يعني الجنود، وين؟ قلنا لهم: بس إلنا في أقارب بدنا نزورهم ونرجع، قال: طيب ممنوع بالباص بدكم تمشوا مشي، ومشينا، المهم ضليت أنا وإياه نمشي لحد ما وصلنا سكة حديد يعني الخط، قلت له: هاي سكة حديد خلينا نمشي عليها،  حتى ما عرفتش وقتها شمال لازم  أروح ولا يمين بس بالضبط أكثر لأنه القدس الغربية أكثر قلت أحسن باتجاه الغرب، ضلينا نمشي نمشي نمشي،  فأنا في سبع سنين لما تركت البيت وطبعا في 1967 كان عمري 19   سنة فاطلعت يعني على البيت يعني لما شفته زي ما بقول هيك في رعبة، في رعب،  وفي سعادة يعني كل الذكريات تبع البيت رجعت لي مرة وحدة شفت هالمنظر اللي كثير كثير قريب كلها رجعت لذاكرتي هيك ذهلت، عن جد يعني ذهلت، صفنت، شو اللي عم بصير في أنا في حقيقة ولا في خيال المهم دققت على الباب. 

[فاصل إعلاني]  

أحياء سكنية عدائية ضد أي شخص غير يهودي 

منير جميل فاشة: طلعت امرأة معها مكنسة فبقول لها: هذا البيت أنا ولدت فيه وحابب إني أشوفه، على طول صارت ترج يعني حاملة المكنسة وصارت ترج وقالت: مش إحنا إلي أخدنا منكم الحكومة روح احكي مع الحكومة، قلت لها: يا مرا أنا مش جاي أخاذ البيت أنا جاي بدي أشوفه لأنه أنا مولود فيه بس بدي أشوفه، فصارت يعني مرتعبة أكثر وصوتها عالي، وبعدين سألتني: أنت عربي قلت لها: آه أنا عربي، قالت: إذن هيه أنت غلطان في البيت لأنه  هذا البيت كان لمسيحية، قلت لها:أنا عربي مسيحي وهذا البيت إلنا، قالت: لا العرب مسلمين فلاحين هذا البيت كان لمسيحية، قلت لها: العربي يعني ممكن يكون مسيحي وممكن يكون مسلم وممكن يكون يهودي يعني العربي مش دين واحد إنه العربي فيهم أديان عديدة، قالت لي: لأ، قلت لها على كل ما بدي هلأ مين العرب ومين مش عرب، هلأ في الأثناء هاي ونحنا عم نحكي كانت برضه الجارة اللي من جهة اليمين أجت سألتني شو اسم عيلتك  قلت لها:  فاشة،  فقالت: صح هذا البيت إلهم، يعني  لما أعطوا البيوت أعطوهم  أسامي أصحاب البيوت، عاودت قالت لها:  شايفة أنه البيت إلنا وهذا البيت اللي أنا مولود فيه فأنا بدي أدخله أتفرج، رفضت فسحبت حالي ورجعنا. 

جابي برامكي: لما رحنا على القدس ورحنا على البيت جربنا انه ندخل البيت منعونا مسكرين بالطبع قافلين، قله اطلع من خزق الباب اللي كان موجود وروح قال له أنا فلان الفلاني قال له روح ما خلاهوش يدخل على العتبة، وضع الوالد كان مأساوي،  أبوي لما شاف البيت يعني انهار تقريبا زي عنده هيك بدك تقول وضع نفسي كل ما يمرق على البيت يوقف قدام البيت و بالطبع ما يكونش معه إحنا بس يعني السواقين اللي كانوا يأخذوه التاكسيات وإلى آخره،  بيعرفوني أنا، بعرفوني بقولوا لي: يا دكتور أبوك يعني  بروح بوقف قدام هذا البيت كل ما نمرق بوقفنا قدام البيت وبكون واقف زي العاشق الولهان ايشي كان بحزن كثير بس أبوي مات سنة 1972 وعمره ما قدر يدخل البيت و لا يشوفه. 

منير جميل فاشة: كنا دايما نحاول نأخذ أمي وخالاتي على البيت حتى يشوفوه أمي يعني بس نطلع من رام الله ونبدأ نمشي بطريق القدس تبدأ تشهق وتبكي تشهق وتبكي بنخاف عليها نعاود نرجعها ونقول لها طيب بنروح يوم ثاني أنت بتعرف اشتغلت  كانت عمرها 13 سنة وهي بنته و عارفه كل تفاصيله  يعني زي ابن إلها البيت يعني مش كأنه اشي غريب كانت مستأجرته و لا كانت شاريته فجربنا كمان بعد سنتين أظن جربنا أولنا هلأ بجوز هديت عاودنا جربنا نأخذها عملت نفس الشيء يعني ما أدرت صارت تبكي و تشهق وتشهق يعني خفنا عليها تموت، عاودنا نرجعها، من الـ 1967  إلى 1984 عدة محاولات نأخذها بس من شان تشوف البيت وما تقدر و ماتت من دون ما تشوف البيت . 

محمد جاد الله: يخافون من أن تأخذ صورة تذكارية أمام بيت يعود إليك أو ربما تكون قد ولدت فيه، أذكر أن أخي ذهب برفقة أختي لزيارة البيت الذي ولد فيه أبي في منطقة البقعة الفوقة وخرجوا عليهم بالحجارة مش بس انه ما رحبوش وإنما حاولوا يطردوهم بالحجارة كل ذلك بسبب الخوف السارق جبان. 

منير جميل فاشة: في 1987  زرنا البيت نفس الشي دقيت على الباب طلعت لي نفس المرهق قلت لها هذا البيت أنا مولود فيه  حابب  أشوفه، هذه المرة ما عملتش حديث طويل قالت لي لأ لأ لأ  لأ وسكرت الباب بوشي فتركت، بس أنا متأكد تمام انه هذه المرأة أكيد بصيبها كوابيس مرات انه أنا جاي داقق على الباب وبدي أدخل لأنه هي عارفة زي ما أنا عارف هذا البيت إلنا مش إلها، المرة الثانية زي ما قلت ما سمحتليش انه أحكي قلت لها هذا بيتنا،  تذكرتني مثلما تذكرتها قبل 20 سنة قالت لي لأ لأ لأ  وسكرت الباب بوشي، زي ما تقول كمان أشعرت بخوفها، وخوفها هي خوفها بيختلف عن خوفي، خوفها لأنه جريمة اقترفت بحق شعب كامل يعني مش أنا الوحيد اللي صار معي هذا الكلام، مئات الألوف صار معهم هذا الكلام الإسرائيلي عارف انه هذه الأرض اغتصبها هذي البيوت اغتصبها فهو بيعرف هذا الشيء لأنه بيعمله لحد الآن يعني مش انه تاريخ فهو ما زال حاضرا. 

هاني إبراهيم حقي: حاليا بعرفش إذا كان كامل العمارة أو جزء منها  بتصورها كامل، يوجد هنالك كنيسة من الكنائس تملكه من متعصبي الصهيونية بقوموا باحتفالات بعدين يرفعوا علمهم، العلم الإسرائيلي، على العمارة عندي صور مرفوعة على الويب سايت تبعهم، اللي ساكن في بيتنا حاليا صاحب السفارة الحالية المحترمة مش رح أقابله لأني أعتقد رح أتقاتل معه رح أنرفز وأعصب أحسن شي ما أروح،  أنا شخصيا ما ذهبت لفلسطين لأني ما عندي استعداد حدا يمنعني أو يهددني أنا ما إلي عدد من القرايب واحد منهم عندما لما عرفوا انه بقرب لنا طردوه من جوا كان داخل يصور على أساس انه هو تلميذ لعمارة في مدينة في فلسطين سمحوا له  وقالوا له  انه هذا صاحبه مهندس معماري من النمسا فذهب و رجع للنمسا وهلأ اختفى وما نعرفش أخباره تزوير للتاريخ، نمساوي ، حاليا لأني مهندس معماري أستطيع أن أتذكر مكان المغسلة  حتى في الحمام بالتفصيل يعني أذكر المنزل و كيف تقسيمه أوقات لما يكون عندي فراغ  أعمل سكيتش رسمة بسيطة إله أتذكر وين كنت أنام، غرفة الوالد غرفة الوالدة. 

يهوديت/( اسم مستعار) إسرائيلية تسكن في بيت عربي: غالبية اليهود يعتبرون أن السكان السابقين لم يوجدوا من قبل، التاريخ يبدأ معنا لا يتقبلون غير ذلك يقولون أن العرب أرادوا الحرب ثم هربوا وتركوا بيوتهم لا يعترفون أن جزءا كبيرا منهم قد طرد بالقوة، يقولون أراد العرب الحرب وهذه كانت النتيجة، الآن  نحن هنا، حاولت قليلا أن أعرف من كان يسكن هنا فذهبت إلى دائرة أملاك الغائبين قلت لهم: أنا أسكن في هذا البيت وأريد أن أعرف من كان يسكن قبلي نظروا إلي باستغراب وكأني سقطت من القمر وقالوا لي هذه ليست مهمتنا وهنا انتهى الأمر. 

جابي برامكي: يعني أخوي حاليا ساكن في بيت حنينا بطريقه وهو على الشغل بمرق على البيت، فالبيت قرط العصا زي ما بيقولوا بعيد عنا، جورج معه هوية القدس بقدرش يعمل اشي .

محمد دحلة: هو من الناحية القانونية لا يوجد ما يمنع  الفلسطيني أن يشتري عقار في القدس الغربية ولكن الواقع مغاير، الواقع الاجتماعي الواقع السياسي والواقع اليومي معقد وأصعب بمعنى أن الإسرائيلي لا يرغب ببيع العقارات للفلسطيني وهو يقول في بعض الأحيان صراحة أنا لا أريد أن بيع العقار لأنك فلسطيني أو لأنك عربي مع أنك تحمل الهوية الإسرائيلية، والقانون الإسرائيلي لا يعاقب على ذلك على عكس  ما هو موجود في دول ديمقراطية أخرى الولايات المتحدة مثلا لا يمكن أن يرفض مالك أبيض  أن يبيع عقاره أو بيته إلى مواطن اسود لأنه اسود، إسرائيل حتى لو ثبت ذلك بكل أسف لا يمكن ملاحقة المالك قانونيا،  حاولنا شراء شقة سكنية عندما أعجبنا أحد المنازل وتحدثنا معهم هاتفيا بداية باللغة العبرية وكان هنالك استعداد وكان هنالك اهتمام ورغبة ببيع العقار ولكن عندما عرفت هوية المشتري واسم المشتري كان هنالك تراجع من قبل البائع والذي قال: لا أريد أن أبيع هذا البيت لكم لأنني علمت من الحاخام الذي أتلقى الدروس الدينية لديه بأنه إذا بعت العقار لكم فسأكون ملعون، والفلوس التي سآخذها منكم لن تكون مباركة وما إلى ذلك وبالتالي رفض بيع هذا العقار.

المشروع الصهيوني ومحاولة طمس التاريخ الفلسطيني

جابي برامكي: أظن بأوائل السبعينات حطوا بس هالبيت يعني تركوا البيت زي ما هو مسكر ما حدا قادر يدخل عليه بس حطوا قارمة فوق ترجمان Post بعدين أنا انتبهت أنه في عائلة ترجمان يهود، طلعت article في Jerusalem Post عن البيت وحطوا أنه هذا بدهم يعملوا بيت للتعايش بين العرب واليهود في القدس، الترجمان بالمناسبة قلت لهم هذا عاد البيت الترجمان اللي هو فلسطيني عربي، دخلنا جوا على الترجمان Post حاطين ذكريات الحرب سنة 1948 وهيك والى آخره ناكرين شيء أنه هذا البيت بناه المهندس المعماري انطونيو برامكي هو اللي بناه يعني كأنه هو اللي صممه لعائلة الترجمان اللي هم الإسرائيليين، هادي الكذبات أو أنصاف الكذبات اللي بعملوها يعني هما فظيعين بيعطوك أنصاف حقائق وبخلو الباقي إلك انك أنت تفكر لأنه بقولوا Built by under برامكي، اللي بيعرف القصة بقول هذا Built هذا من دار البرامكي مهندس وهندس البيت. بكل مرة بسير معاي غضب شديد بقدرش أتحمل بس بنفس الوقت بشوف شو عمالهم عم بيعملوا بها البيت ببدعوا  بها البيت من تغيرات واشي مزعج جدا الصور اللي جوا يعني عاملين عرض مقلق كمان مع أنه  بفكروا أنه هم عاملين اشي متحف، بس الحقيقة بالنسبة إلي كثير كثير مزعج طبعا هم بيحكوا على terrorist والى آخره أنه الناس لازم تعيش بسلام بس يعني هذا كلمات ما إلها معنى ما إلها معنى لما تشوف أنت قاعد على ارض مسروقة وهما مش مرجعين لك الأرض وبدهم إياك تعيش بسلام كيف!

محمد دحلة: الحديث حتى الآن كان في المفاوضات عن تقسيم القدس إلى شرقية وغربية يجب أن توضح بأن القدس الشرقية ذاتها يعني ما نعرفه كقدس الشرقية وما كان يعرف عن القدس الشرقية لم يعد على وضعه، حيث أن القدس الشرقية الآن بها أكثر من 250 ألف مستوطن إسرائيلي، نحن نعرف أنه في أحد المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية كان هنالك حديث عن إعادة جزء من اللاجئين إلى الوطن ليس جميع اللاجئين وليس عدة ملايين من اللاجئين لأن إسرائيل تعارض ذلك، وكان هنالك حديث عن إعادة اللاجئين الذين لا زالوا على قيد الحياة وتركوا العمل عام 1948 يعني كان هناك حديث عن سيناريوهات مختلفة، بعد ذلك بحثنا عن عقار ومنزل في حي آخر في مدينة القدس عن طريق وسيط عقاري، لم يكن المالك في حينها يعرف أن الحديث يدور عن شخص ليس يهوديا، بعدها عرفوا أن زوجتي هي فعلا فلسطينية وقالوا لا يهمنا ذلك، يعني ما فيش عنا مشكلة أن نبيعكم ولم يكن الأمر أمر سهل بالمرة في مختلف المحطات، وقوبلنا بالرفض في أكثر من عشر محاولات إلى أن وصلنا إلى محاولة يقبل بها الطرف أن يتفاوض معنا فعلا على الرغم من أننا لسنا إسرائيليين، تكللت هذه المحاولات بالنجاح بشراء هذا البيت الذي نقف فيه الآن، ونحن نعرف أن هذا البيت، والبحث جار للوصول إلى آثار ربما أو إلى أصحاب العلاقة مع هذا العقار عن طريق البحث والتحري من قبل المانحين الأصليين في هذا البيت، في هذه الجدران في هذه الأروقة كانت هنالك حياة فلسطينية زخمة كانت هنالك عائلة تعيش لها ذكريات لها حياة، ويعني أكثر ما أتمناه أن أتمكن من الوصول إلى هذه العائلة، فيما بعد اتضح لنا أيضا أنه هنالك نزاع كبير بين المالك اليهودي الذي باعنا العقار وبين جيرانه، وعمليا بيع العقار كان بنية مبيتة من أجل الانتقام من الجار الإسرائيلي القديم بواسطة بيع العقار إلى من هو ليس يهوديا، يترك له لعنة في البيت ويترك له جار قد يؤدي إلى إحداث هبوط لقيمة عقاره أو يسبب له أي ضرر آخر.

إلياس خوري: كنا بحاجة إلى وقت طويل حتى نتوجه إلى الخارجية الغواتيمالاتية للمحلات اللي يطلعوا من الأرشيفات عندهم كل الأوراق المطلوبة هاي والعملية هاي دامت بحدود العشر سنين، بالقرار ما كنش قرار قضائي صادر عن محكمة إنما قرار إداري نتيجته كانت تحرير العقار من القيم على أملاك الغائبين، بعد عملية تحرير العقار باستلامنا إدارة العقار من الحكومة الإسرائيلية قمنا بوضع يافطة اللي عليها اسم العمارة مين تملكها موجز لتاريخ العمارة هاي، وبعد فترة قصيرة جدا يعني أيامات من وضع اليافطة أجوا جهات معينة نجهلها ما بنعرفش من وين هي، كسروا، ما عجبهنش واضح من تكسير اليافطة رجعنا وضعنا وحدة ثانية، رجعوا كمان مرة كسروها وبعدها رجعنا كمان مرة حطينا يافطة كسروها وبتقدروا تشوفها بناء على ما هي لحديت اليوم من أكثر من 15 سنة.

فيصل حقي/ مواليد عمان 1976: عمي هاني يمكن هو أكثر متعلق بالبيت، في المكتب عنده ما بعرفش إذا شفت لوحة كبيرة للبيت جوا المكتب عنده، لواجهة البيت للمدخل الرئيس تبع البيت، في فترة طلع كتاب على العيل اللي كانت بالقدس وانذكر فيه البيت وانذكر فيه أفراد من العيلة، وعمي هاني راح اشترى كذا نسخة من الكتاب وعلمهم محل ما مذكور اسم العيلة والبيت ووزعهم على العيلة كليتها حتى نحفظها بالذاكرة، الصلة بالبيت هي بالأساس الطريقة اللي طلعوا فيها أهلي من البيت، والطريقة اللي طلعوا فيها كل أهلنا من القدس فعليا، سببها اضطهاد، سببها طرد، سببها تهجير، بنت عمي لقيت صورة للبيت من الانترنت على موقع فلسطيني ثاني مذكور فيه أنه المنزل آل حقي، وهي عرفت على السريع البيت، الواجهة الأمامية تبعته وحطت يعني عملت share للصورة للأقارب كليتهم للعيلة على الفيس بوك وبعديها مباشرة صارت في صفحة للبيت وضمينا الأهل والأقارب وكل الناس اللي بنعرفهم للبيت.

هاني إبراهيم حقي: أنا اليوم شخصيا لليوم بعتبر حالي رح أرجع أنا قاعد هون أنا أردني أفتخر بأردنيتي، افتخر بعمان، عمان عزيزة علي مستعد أن أحارب من أجلها، أنا من مواليد مدينة القدس هذا منزلي.

جابي برامكي: ما دام في ظلم والناس فيش عدل، ما دام مش راح يصير في سلم، والناس اللي في القدس الشرقية بشوفوا دارهم هناك وأنا مارق بشوف الساحل هناك وبشوف يافا ودار سيدي في يافا وإلى آخره، هذه لساتنا ذكريات ما بنساها الواحد مش سهل تنساها وأنت شايفة.

منير جميل فاشة: بيتنا معنى بيت مش معنى مكان للسكن وليس مسكن وليس دار بمعنى بناء، القدس مش مدينة زي هالمدن بس إلى جانب هذا الكلام كانت علاقتي بالقدس شخصية جدا وطفولية جدا وجذرية جدا.

[نص مكتوب]

عام 1948 تم احتلال 85% من مساحة مدينة القدس، وطرد أكثر من 100 ألف فلسطيني من أحياء المدينة و35 قرية مجاورة لها، منازل وممتلكات هذه العائلات الفلسطينية يتم تداولها يوميا في السوق الحر، في خرق واضح للقوانين الدولية.