صورة عامة - فلسطين تحت المجهر 24/11/2011
فلسطين تحت المجهر

اغتيال المدينة

تتناول الحلقة القضاء على المدينة الفلسطينية لتكريس الدعاوى الصهيونية بشأن فلسطين باعتبارها أرض جدباء من الناحية الثقافية، والانتداب البريطاني وتطور الصحافة الفلسطينية.

– ازدهار الصناعة والتجارة الفلسطينية ما قبل النكبة
– الانتداب البريطاني وتطور الصحافة الفلسطينية

– بدايات السينما الفلسطينية والحراك الثقافي

– إسرائيل ومخطط تغييب هوية المدينة

فخري جداي
فخري جداي
عادل مناع
عادل مناع
سعاد قرمان
سعاد قرمان
أنطوان شلحت
أنطوان شلحت
نادرة شلهوب
نادرة شلهوب
رائف زريق
رائف زريق

أنطوان شلحت/ كاتب وباحث: سنة 1948 تم القضاء على المدينة الفلسطينية لتكريس الدعاوى الصهيونية بشأن أن فلسطين هي أرض جدباء من الناحية الثقافية من ناحية حراك المدينة الفلسطينية لأن أكثر شيء يمكن أن يبرهن على وجود شعب فلسطيني في فلسطين هو المدينة الفلسطينية هو الإنتاج الثقافي الذي كان يبدعه الأدباء والمثقفون في إطار المدينة الفلسطينية.

باسل غطاس/ خبير اقتصادي: الغالبية الساحقة اليوم من الفلسطينيين في إسرائيل ولدوا بعد 1948 بعد النكبة وهم لم يعرفوا ولم يشاهدوا أو يتلمسوا تجربة المدينة الفلسطينية لأنها انقضى عليها في 1948 مع النكبة.

رائف زريق/ كاتب ومحاضر جامعي: إحنا ولدنا وعشنا في فضاء محدود، محدود لدرجة أننا نحن لم نستشعر الخسارة من لم يعش فلسطين قبل 1948 وولد إلى فضاء وحيز محدود ومجزئ وسقف واطي لم يستشعر الخسارة.

نادرة شلهوب – كيفوركيان/ خبيرة في علم الإجرام: الجرح الفلسطيني محاولة محو الذاكرة واضح جدا في الحيز الفلسطيني في الحيز المدني في الحيز اليومي تبع الفلسطيني بالشارع بالدكانة بالمنطقة الثقافية بالمعهد الثقافي بالمعهد الموسيقى لأنه كان في هاي الأمور وكلياتها ألغيت.

رائف زريق: الخسارة تبدو واضحة لما أنت بتسمع عن الناس اللي عايشوا التاريخ الفلسطيني قبل 1948 بالنسبة إلنا كانوا ينزلوا يسهروا بحيفا بنوادي أو يحضروا فيلم سينمائي يناموا ثاني يوم يستقلوا التاكسي من ساحة الحناطير ذاتها نفسها ساحة الحناطير خلال ساعتين أن يكونوا في البيوت في الجامعة الأمريكية في بيروت وبالتالي كانت الحياة المدنية أيضا مفتوحة على أفقها وبالتالي الذي حدث بالساعات 1948 أنه ليست فقط خسارة هذه المدن إنما خسارة هذه العلاقة مع العالم العربي المفتوح.

ازدهار الصناعة والتجارة الفلسطينية ما قبل النكبة

سعاد قرمان/ أديبة من مدينة حيفا: كان في أستاذ فرنسي حاضر محاضرة عن الآخر أنه كيف متحمل الآخر عم بحكي لليهود هو أنه كيف تتحملوا الآخر، والآخر حضرته سماه نيتروجيه بالفرنساوي نيتروجيه الغريب وأنا قاعدة أسمع راح أنجن أنا صرت الغريب وهن أهل البلاد وبدن كيف يتعاملوا معي أنا الآخر الغريب، أبوي عبد الرؤوف قرمان كان أكثر متخصص للتجارة عمي، كان أكثر ملهم للنظرة البعيدة لتأسيس أعمال جديدة للعيلة لصناعة لاتصالات اجتماعية سياسية في البلدية كان نائب رئيس البلدية هو اللي راح وقابل دوتنبرغ لما دخل الكهربا إلى ابطن وحفروا آبار طبعا ما كنش في مي للري لأنه بده يعمل مزرعة إحنا هون المسؤولين أبوي وعمي فتحوا بير في ابطن بير في بيت الرهوة اللي هي جنب ابطن إلنا كمان أرض هناك، حفر الآبار من شان تتقوى الميّ الارتوازية للري فالقنوات تنفتح على البيارات وكان في خيل وكان في بقر وفتحوا عملوا محلبة كبيرة عملوا ياخورة للبقر، الحاج طاهر قرمان كان يستورد بقر هولندي وكانت المحلبة على أحدث طراز مع أدوية مع محلبة أوتوماتيكية مش كله باليدين كان في براد للحوم وللحليب بتحول يربوه يعملوا لبنة يعملوا جبنه وأنا لما تزوجت سنة 1944 كانت الابطن عامرة كانت الياخور البقر المحلبة تشتغل ومعصرة الحلاوة تشتغل حلاوة وطحينة تصدر وأبوي بتذكر الوالد عبد الرؤوف لأنه كان يحب هاي الناحية كان دايما الصبح يطلع وحامل لنا بايده حلاوة سخنة أو ناطف أو اشي من منتوجات المعصرة.

عادل مناع/ مؤرخ: فلسطين تاريخيا منذ العهد العثماني يعني كانت تصدر المحاصيل الزراعية إلى البلاد العربية المجاورة وحتى إلى أماكن أبعد مثل اسطنبول وإيران فهذه المحاصيل الزراعية مثل القمح والشعير والسمسم والذرة والقطن في مرحلة معينة أيام ظاهر العمر مثلا وأضيف إلها في القرن التاسع عشر محاصيل حديثة نسبيا مثل الحمضيات برتقال يافا أصبح مشهور في الغرب في مدن مثل برلين ولندن وباريس وغيرها منذ 1865 و1866 وما بعدها.

فخري جداي/ صيدلي من مدينة يافا: نصدر وقت الحمضيات، نطلع في عنا كان أصدقاء في العيلة زي بيت دمياني بيت حبيب نطلع عندهم على البيارات في بيت دجن وادي حنين نتفرج كيف بلفوا البرتقال بالورق ويحطوه بالصناديق الخشب هذا اللي كانوا يشحنوه، ليش أنا بتذكر إنه لما فتحوا شارع كانوا يسموه شارع فيصل هلأ بيقولوا له شارع يهودا هيميت هدا افتتحوه وقتها الانجليز الأشغال العامة public porches department خصوصي للتركات اللي كانوا يجيبوا الحمضيات من حوالي يافا من بيت دجن من وادي حنين من هون بالصناديق البرتقال لميناء يافا.

إسماعيل أبو شحادة/ مواليد مدينة يافا عام 1926: البيارات بديت تكبر لما أجت الموتورات قبل كانت ساقية، الساقية ترمي لها 15- 20 كوب ساعة فيزرعوا بيارة 10 إلى 15 دونم هذا أنا ما لحقتوش اشتغل فيه لما أجت الموتورات وأجت الترمبات صار اللي بده 100 كوب يطلع اللي بده 150 كوب يطلع صارت البيارات تكبر من الثلاثينات وأنت ماشي ما وراك 200 و300 و500 دونم البيارة.

باسل غطاس: يعني فقط أذكر نقطة إنه من حوالي مئة ألف صندوق في بدايات القرن العشرين صدر إلى أوروبا من حمضيات يافا الشهيرة وصلنا إلى مليون ونصف صندوق حمضيات جرى تصديره في 1947 لأوروبا.

فخري جداي: في سنة 1939 كان مرة في يافا ووحدها بالميناء 45 سفينة 45 – 46 سفينة شحن حمضيات.

إسماعيل أبو شحادة: لكن البرتقال بينقطع باليدين بينحمل بيلتقط بيلتف بيتعبى بيتمرك يتنجر يتصندق كله باليدين فش هاي high steer فش فش، ينزل على الميناء السقالة محطوطة هيك عن الرصيف على قلب الجرم برضه ينزل باليدين ناس من الجرم تأخذ وتستف وناس من بره تأخذ وترمي على السقالة، الجرم ينتهي ينسحب يطلع على البابور، ناس بقلب البابور تستف كله باليدين وهذه بدها عمال، المشغل القطع الواحد مع التعباية تاعته الصغير 60 – 70 بني آدم على الأقل في مشاغل أكبر تيجي العمال المصريين، السوريين، أردن، يمن، مراكش يشتغلوا في فلسطين.

باسل غطاس: يافا عنوانها الرئيسي كمدينة فلسطينية اللي هي أصبحت المدينة الفلسطينية فترة الانتداب يعني يعود إلى عدة عوامل بينها وأهمها وجود الميناء، يافا كانت بوابة فلسطين لكل ما يتعلق بالتجارة التصدير والاستيراد وهذا كان يخدم قطاعات أخرى طبعا بطبيعة الحال في القطاع الزراعي، القطاع الصناعي وجود منتجات للتصدير أثر بشكل حاسم على نمو يافا وتحولها إلى مركز رئيسي.

إسماعيل أبو شحادة: بتقدر تقول عسقلان كانت لواء، غزة كانت لواء، حيفا كانت لواء، القدس لواء، فهذه المراكز الكبيرة ولكن كلها تصب بيافا لأنه يافا مركز الصناعة مركز التجارة مركز العمل مركز فلسطين.

باسل غطاس: نماذج عديدة نعرفها عن وجود عائلات ومبادرين يعني وصلوا بثراء على صعيد فلسطين وكانوا من أثرى أثرياء فلسطين وعاشوا بحيفا عائلات مثل الخياط مثل قرمان، قرمان أصحاب أطيان وأراضي ثم انتقلوا إلى عدد من الصناعات.

سعاد قرمان: كان في شركة قرمان ديك وسلطي للدخان بعدين كان في معمل الثلج كان في مصانع قهوة إلنا أسهم فيها، كان في الملح، الملح كان يجينا معبأ بأكياس خام على اسم عبد الرؤوف قرمان، القناديل زجاجات الضوء بتذكر عليها عبد الرؤوف قرمان مختوم، حلاوة حلاوة قرمان، حلاوة قرمان كانت مشهورة بالفعل ألذ حلاوة كانت تصنع في البلاد.

فخري جداي: تأسست في يافا بالزمانات شركتين للسفريات شركة العلمين وشركة حداد كان أول انفردنا يافا القدس، يافا الرملة حيفا، يعني داخل فلسطين بعد سنة سنتين أكثر قويت عملوا لبيروت فكنا وقت نسافر لما كنا نروح على الجامعة كنا نسافر بشركة العلمين من يافا بشقة بوستروس من ورا شقة البوسطة كان هناك إلهن التاكسيات يوقفوا لبيروت بليرة فلسطيني.

أنطوان شلحت: كان في هذه المدينة تمايز اجتماعي كان فيها علاقات على أساس أنماط العلاقات الرأسمالية كان فيها هناك نقابات عمالية، وهذه أيضا من مظاهر المدينة كانت متطورة تكنولوجيا مقارنة بالتطور التكنولوجي الذي شهدته كل منطقة الشرق الأوسط يعني مثلا هناك سكك حديدية وهناك كهرباء.

فخري جداي: كانت سكك الحديد هون موجودة لحيفا وبعدين في خط لبير السبع وخط للعريش بتذكر كانت ستي بالقاهرة ساكنة بشبرا وعماتي كانوا هناك وطلبوا من أبوي أنه أروح أنا وأختي يشوفونا يعني نروح عاد يومتها والدي ركبنا السكة الحديد ما راحش معنا إحنا كنا صغار في اللي كانوا يشتغلوا على Train وصاهم علينا وصلونا للعريش ومن العريش قطعونا للسكة تبعت مصر وبمحطة القاهرة كانوا ولاد عمي يستنوني.

إسماعيل أبو شحادة: يافا كانت مصانع كانت محادد كانت يا زلمة كان اللي بحدوا الخيل بيافا كل إسرائيل اليوم ما فيهاش حداد خيل قدهم كانوا عنا محادد شركة السكب مثلا كانت تسكب في الطرمبات كنا نعمل سكب حتى إلى يومنا هذا بتلاقي بعيد عنك بغطي المجاري مكتوب عليها شركة السكب الفلسطينية هذا سكبنا سكب الشركة بتاعتنا سكبت موديل الطرمبات سنترافوكاني لانجر سكب شركة السكب.

الانتداب البريطاني وتطور الصحافة الفلسطينية

أنطوان شلحت: في يافا كان هناك طبعا الكثير من المشاريع التي تبني شخصية المدينة في مقدمها طبعا المشروعات الاقتصادية ولكن الأهم من ذلك المشروعات الثقافية والاجتماعية يعني كان هناك يصدر المئات من الصحف في فلسطين في فترة الانتداب، بلغ عدد الصحف التي صدرت 206 صحف بين صحف يومية وأسبوعية ومجلات يعني منابر طبعا أهم هذه الصحف كانت تصدر في يافا وفي حيفا.

إسماعيل أبو شحادة: أبوي كان قارئا من القراء اللي عندهم مكاتب فرض الجريدة لازم تخش دارنا يوميا فلسطين والدفاع كانت أخبار محلية اسمها الأخبار المحلية الزرع السنة كان خصب وكذا، البرتقال كان إنتاجه كذا الإطاري كان إنتاجها كذا الصناعة بيافا عملت كذا كلها أخبار محلية وعند 1939 صارت الجرايد مشتغلة بالحرب.

عادل مناع: كان في فلسطين قبل عام 1948 أحزاب كثيرة مثل الحزب العربي بقيادة الحاج الأمين الحسيني والحسينيين ومقابله حزب الدفاع للنشاشيبيين كان هناك أحزاب مختلفة ولكنها كانت هي الأحزاب الأضعف هي في المعارضة منها مثلا حزب الاستقلال وكان هناك طبعا عصبة التحرر الوطني اللي هي تنظيم شيوعي فلسطيني.

أنطوان شلحت: كل الحركة الشيوعية كان لديها وعي نقابي متقدم وكان هناك عدد من أماكن العمل التي يوجد فيها تجمعات كبيرة للعمال العرب وأيضا في فترة الانتداب كان هناك وعي لأهمية النضال النقابي، فبادر الشيوعيون في ذلك الوقت إلى إقامة مؤتمر العمال العرب من أجل تنظيم العمال العرب للدفاع عن حقوقهم النقابية في إطار علاقات العمل الرأسمالية التي كانت قائمة في فلسطين في إبان فترة الانتداب، ووجد هذا التنظيم من المناسب أن تكون لديه جريدة ناطقة باسمه لأنه هذه الجريدة كانت سبيله إلى الانتشار لاسيما في أوساط العمال وأيضا في أوساط الجمهور الواسع.

فخري جداي: كنا نطلع على المواضيع السياسية يعني إحنا لأنه والدي كان يشدد إنه نفهم المواضيع السياسية أكثر اشي لأنه كان دايما يجي يسألنا أول ما يجي البيت المغرب بالمسا يسألنا كان يقرأ لنا الجرايد يقول لنا هذه الجرايد هذه المدرسة الأولى الكتب هذه المدرسة الثانية أهم شيء لازم تكونوا تعرفوا ايش في بالدنيا.

إسماعيل أبو شحادة: كانت تيجينا من مصر غير جريدة الدفاع وفلسطين تيجينا روز اليوسف تيجينا السينما والناس تيجينا صباح الخير، أكتوبر ما كنش طالع كان تيجينا جريدة اسمها البعقوقة كلها تطقيس ومسخرة، فاللي ما يشتريش المجلات هدول تيجي روايات الجيب اللي ما بدوش يشتريهم لأنه كانت الوحدة بقرشين وبقرشين ونصف وغالية علينا ففي مكاتب بيافا يوم الجمعة تروح على المكتبة تضيع هناك ساعتين ثلاثة الجريدة اللي بدك إياها تقرأها.

عادل مناع: الصحافة الفلسطينية في يافا وحيفا كان لها حصة الأسد هناك في القدس وفي مدن أخرى ولكن حصة الأسد من الصحافة كانت في يافا وحيفا.

بدايات السينما الفلسطينية والحراك الثقافي

أنطوان شلحت: كان هناك تبادل ثقافي بين المدن الفلسطينية ولاسيما يافا وحيفا والقدس أيضا وبين النشاط الثقافي الذي كان يجري في العالم العربي إلى درجة مثلا أن مغنية كبيرة مثل أم كلثوم قامت بإحياء عددا من الحفلات الغنائية في يافا كذلك عميد المسرح العربي يوسف وهبي عرض مسرحياته أيضا على مسارح يافا.

سعاد قرمان: حيفا كانت مدينة عامرة وكان يمرقوا فيها الفنانين من كل البلاد لما ييجي مثلا عبد الوهاب، أم كلثوم حتى هم أعطوها اسم كوكب الشرق لأم كلثوم بحيفا وعلي الكسار كان بحيفا على مسرح سينما اندور هاي السينما العربية اللي كانت تجيب أفلام عربية ونشاطات عربية.

إسماعيل أبو شحادة: كانت سينما الرشيد جنب السرايا، سينما فاروق جنب السينما الحمرا السينما الحمرا، سينما نبيل اللي اسمها اليوم موجا سينما الرشيد اللي اسمها سهيل هدول 5 سينمات شغالين.

أنطوان شلحت: المعروف أن المدينة الفلسطينية هي من أولى المدن التي أنتجت سينما فلسطينية يعني هناك من يقول أن كل تاريخ السينما العربية بدأ من فلسطين على يد الأخوين لاما مثلا بعد ذلك انتقلت إلى أقطار أخرى مثل مصر والشام.

باسل غطاس: سنة 1936 في حيفا طرحت أسهم شركة اسمها شركة السينما العربية استكتب إلها 5000 سهم بقيمة جنيه فلسطيني واحد يعني كان هناك مبادرون حتى في مجال السينما عملوا أفلام وثائقية وتسجيلية بهاي الشركة.

فخري جداي: أوقات فيلم عربي زي فيلم لأسمهان ولفريد يقعد ثلاثة، أربعة أشهر بالسينما يلعب ودايما مليان ناس يروحوا، في ناس هلا يشوفوا الفيلم ثلاثة أربعة في حيفا بتذكر الله يرحمها أختي عبلة كانت تشوف فيلم أسمهان وتحب أغاني أسمهان تحضره أربعة خمسة مرات الفيلم.

إسماعيل أبو شحادة: في فيلم حضرناه بالسينما الحمرا أظن كان اسمه غرام وانتقام لأسمهان.

سعاد قرمان: وأنا سمعت إنه هذا الفيلم هي ماتت بآخره بتذكر هربت من المدرسة أخذت أختي اللي أصغر مني وأخوي ورحنا وهذا اللي كشفني أنه أخوي بشنطته أجت على البيت طيب وينه هو وين عبد، عبد مش هون عبد وين وين عبد وبعدين لما زرقنا بعرفش كيف أجينا رحنا بسيارة بعدين ولا بباص وين كنتوا علقت أنا لأني أنا الكبيرة وأنا اللي أخذتهم.

إسماعيل أبو شحادة: عندي ذاكرة منيحة يعني حافظ أغاني الأفلام لليوم، مثلا مثل فيلم صباح أغاني صباح بتغني فيه بتقول شربة ورد وأد وخد زيي ما فيش بالدنيا دي حد، لولو بنت سبعتاشر إنما قمر أربعتاشر بصتيك وتمنتاشر أو عشرين على حسب العد.

أنطوان شلحت: كان هناك أيضا نشاط مسرحي متشعب في فلسطين تمثل أكثر من أي شيء آخر في الكتابة المسرحية يعني في التأليف المسرحي وفي إقامة فرق مسرحية فلسطينية وهناك الكثير من الأدباء الفلسطينيين الذين كتبوا للمسرح في تلك الفترة يعني لعل أشهرهم هو الكاتب نصري الجوزي يعني الذي من شأن العودة إلى ما كتبه الآن أن يظهر لأي باحث أو ناقد أن نصري الجوزي كان متأثرا ليس فقط بالبيئة الفلسطينية المحلية وإنما بأبرز تيارات المسرح الحديث في تلك الفترة سواء على المستوى الإقليمي يعني على مستوى الشرق الأوسط أو حتى على المستوى العالمي.

إسماعيل أبو شحادة: كان في أدباء كان في شعراء بعرف منهم شاعر اسمه إسماعيل الطوباسي كل ما يعمل قصيدة يخش السجن لأنه كان مهاجم يعمل قصيدة وطنية.

أنطوان شلحت: يعني هذا الأمر طبعا يدل على مدى مساهمة المثقفين والأدباء في الحراك الثقافي الذي شهدته المدينة بالإضافة إلى ذلك كان هناك عدد من الكتاب الفلسطينيين الذين كتبوا رواية ونشرت من خلال المدينة الفلسطينية من أشهرهم مثلا نجاتي صدقي ومحمود سيف الدين الإيراني وهناك كتاب آخرين لا يقلون عنهم أهمية ولكن هؤلاء هم الأبرز في مجال الكتابة الروائية يعني كتابة الرواية الفلسطينية مثلا تاريخيا كانت مواكبة لبدايات الكتابة الروائية العربية.

[فاصل إعلاني]

إسرائيل ومخطط تغييب هوية المدينة

أنطوان شلحت: فقدان المدينة أو غياب المدينة كان نتيجة لمخطط تغييب المدينة من قبل المشروع الصهيوني, هذا المشروع رأى أن المدينة تشكل خطرا على المشروع الصهيوني برمته ولذلك كانت حرب المشروع الصهيوني على المدينة الفلسطينية حربا شرسة للغاية, كانت أشرس وأوسع نطاقا من الهجمة على سائر المناطق في فلسطين وخاصة المناطق الريفية, وقامت الحركة الصهيونية بتهجير المدن الفلسطينية التي بلغ عدد السكان فيها في نهاية فترة الانتداب 34% من السكان الفلسطينيين في تلك الفترة.

رائف زريق: في ظل غياب المدينة تصبح هناك بؤر يسكن فيها الناس, تصبح هناك كفر مندى وتصبح هناك اشفا عمر شو في بين كفر مندى واشفا عمر, شو في بين أم الفحم ومعاوية, وبالتالي المدينة أهميتها ليس فقط ما يوجد في المدينة إنما في الإشعاع الذي تشعه المدينة من المركز نحو الأطراف وتحول كل الأطراف باعتبارها جسد واحد, تصبح المدينة هي القلب والأطراف القرى والحقول هذه تصبح موجهة باتجاه المدينة, غياب المدينة الفلسطينية بهذا المعنى هو غياب للقلب.

نادرة شلهوب: يعني كان في تخطيط للنكبة كان في تخطيط للتفنية, كان في تخطيط للهدم, كان في تخطيط للإلغاء الفلسطيني, كان في تخطيط للمحو الفلسطيني, إذا بتجي تطلع على الحياة يعني كيف تم تهجير السكان, إلغاء وهدم المنطقة ومحاولة وضعهم بحيز معسكري جدا, لأن أصبح في هناك قانون عسكري, يضع الإنسان الفلسطيني بحيز جدا مقنن ومعسكر, كله يحسب بقانون استعماري إسرائيلي اللي ما بسمحك إنك تتحرك, إيش بتساوي بالمرأة اللي عم تولد, ايش بتساوي بالميت اللي كان معاك, ايش بتساوي بالطالب اللي ما عادش يقدر يطلع من منطقته لأنه بيقدرش يوصل لمدرسته, فبالتالي أنت ألغيت حياة فئة كثير، كثير كبيرة.

عادل مناع: سيطرة اليهود على يافا وحيفا أدت إلى طرد الغالبية الساحقة من السكان الفلسطينيين في هاتين المدينتين فتم تهجير السكان بإخلاء البيوت، المصانع, كل ما كان سابقا من حياة ثقافية من حياة اقتصادية الاستيلاء عليه تدميره أو استملاكه أو سرقته.

رائف زريق: كل قضية فلسطين في 1948 هي عبارة عن زلزال وهزة أرضية أنه بين ليلة وضحاها أن يفقد شعب وطنه, هذه لا تحدث كل يوم وأن تكون أغلبية في وطن لتصبح أقلية في وطن, وأن تكون في مدينة 90 ألف تصبح هناك ألفين, فجأة أنت تستفيق صباحا وحتى بدناش نقول نحكي عن المشاريع الكبرى عن برنامجك اليومي أصبح لا معنى له لبرنامجك اليومي, لا الخباز في مخبزه, ولا الكوى في محله, ولا بائع الحليب بمحله, انهيار كامل على العامل المادي والمعنوي برمته.

عادل مناع: لم يبق في كل من يافا وحيفا إلا بضعة آلاف من الفلسطينيين تم زجهم في حارات سميت جيتو, الجيتو العربي في يافا، الجيتو العربي في حيفا, يعني مثلا في حالة حيفا وادي النسناس والأماكن القريبة منها, في حالة يافا البلدة القديمة العجمي إلى آخره, وباقي الحارات حتى لو بقي فيها بعض العائلات الفلسطينية فرض عليهم أن يخرجوا من بيوتهم و أن يجز بهم في المنطقة المغلقة اللي تم أيضا حتى بناء أسلاك شائكة حولها كجيتو فعلا أو شبه سجن وحكم عسكري على هذه الحارات لفترة معينة, وإسرائيل استولت على المدينة الفلسطينية بكل مقوماتها.

نادرة شلهوب: في حيفا كان أحد الشعراء اللي بعت بنته تدرس بـ AB وهذا الحكي قبل 1948, اللي درست بـ AB وبـ 1948 منعت إنها ترجع لحيفا, فبعثت له رسالة بتقول له ما تنساش تسقي الياسمينة, فكتب لها..

كما يقول الشاعر:

أبوك يروى ثراها دمعاً دما لا مياها غنى العروبة دهرا وعاش حتى رثاها

أهل المدن في فلسطين شعروا إنهم مش بس فقدوا من حقهم بالمدينة, لأن الحق للمدينة في حال كتب مواصلتهم لها بارتباطها كان كثير قوي, كمان فقدوا من الدعم الاجتماعي اللي كان يجي من الدول العربية إلي كان يجي من بيروت، اللي كان يجي من دمشق اللي كان يجي من دول عربية مختلفة, وهذا الشيء زاد من خنق الحيز المدني.

رائف زريق: القلب النابض لفلسطين اختفى بمعنى ذلك المركز الذي كان يشع نحو الأطراف اختفى, النخب اختفت ولا توجد مشاريع قومية بدون مدن, ولا توجد مشاريع قومية بدون طبقة وسطى, الطبقة الوسطى اختفت, الطبقة المثقفة اختفت, الطبقة التي كانت قادرة على صناعة الدلالات على توحيد دلالات الرمز والمعنى والأهداف والطموح من خلال الكلمة المكتوبة ودور النشر والصحافة اختفت, يعني العمود الفقري اختفى, القدرة على تخيل المستقبل النخب التي تستطيع أن تنتج أحلام اختفت.

إسماعيل أبو شحادة: لما صارت الناس تهاجر كان أبوي يرمح زي الحصان في يافا من شان الله ما تهاجروش من شان الله الموت أفضل من المهاجرة ما حدش رد عليه والله آخ, راحت يافا.

فخري جداي: بعرف يافا عز ومجد وازدهار ونوادي وناس وعائلات، اليوم ما فش اشي منه كل اشي ميت يعني مش موجود, اليوم أنا في بيتي بشعر براحة أما أطلع بره أنا غريب, بلدي وغريب فيها..

إسماعيل أبو شحادة: زي ما بيقولوا الفلاحين عشوة ليلة بتعينش هزيل، ويافا هزيل عشوة ليلة بتوقفهاش, تصور فش بيافا نادي اللي زيي يروح يقعد فيه فش, فش قهوة تروح تقعد تشرب فنجان قهوة تشوف واحد ختيار زيك تتحدث معه فش.

فخري جداي: يعني بتقدرش تقول هذه يافا, أنا ابن يافا بقدرش أقول هذه يافا, هذه يافا اللي بعرفها يافا العز يافا المجد هادي لأ مش يافا سميها ايش ما تسميها بديش أقولك أنا ايش بسميها مزبلة.

عادل مناع: يعني القضاء على يافا سمح إلى حد كبير بنمو تل أبيب بشكل كبير جدا لأنها استولت على كل الأراضي، الممتلكات, يعني كثير من حارات يافا أصبحت فيما بعد حارات يهودية, حتى اليوم حتى بعض الأسماء حذفت مثل سلمة أبو كبير الخ, وطبعا كل الأراضي اللي كانت شمال يافا وحتى تل أبيب تم الاستيلاء عليها وأقيمت عليها مباني حديثة, حتى على مقدسات إسلامية من مقابر وغيرها, فإذن يافا كمدينة من ناحية فعلية قضي عليها.

نادرة شلهوب: بناء تل أبيب كان بناء لمدينة مبنية على مدينة فلسطينية قديمة جدا اللي إلها باع طويل من ناحية اقتصادية في المواد الخام اللي كانت موجودة, في الزراعة اللي كانت موجودة, في الصناعة اللي كانت موجودة في المواصلات اللي كانت موجودة كله تغير.

أنطوان شلحت: في إطار ذلك أيضا كان هناك في ممارسات أخرى يكشف النقاب عنها في الآونة الأخيرة وهو قيام المقاتلين الذين حاربوا في القوات الصهيونية من خلال خطة منهجية بسرقة الكنوز الثقافية التي كانت موجودة في المدن, يعني ليس فقط أن التهجير وضع حدا لكل ظاهرة الصحافة الفلسطينية المزدهرة في تلك الفترة وإنما قامت القوات الإسرائيلية أيضا بسرقة المكتبات العامة التي كانت تعج بأمهات الكتب العربية ومصادر المعرفة وأيضا قامت بسرقة المكتبات الخاصة.

نادرة شلهوب: فبالتالي كان في سرقة كان في إجرام، يعني في علم الإجرام في كل القوانين العالمية الموجودة, لما أنت بتفوت على محل وأنت تسرق الأمور تستعملها لا يمكن إنك تعزي التقدم والتطور لقدراتك الخاصة, وإنما تطورك وتقدمك اللي استمر إن كان مبني على إلغاء قدرات الإنسان اللي كان موجود ومحو كيانه وسرقة أمواله.

أنطوان شلحت: وبالإضافة إلى ذلك تم أيضا اتخاذ الإجراءات التي تكفل عدم نشوء مدينة فلسطينية بديلة للمدينة الفلسطينية المتوهجة, هذا الأمر يبرز من خلال نموذج مثلا مدينة الناصرة يعني ماذا حدث في مدينة الناصرة.

عادل مناع: الناصرة اللي كانت عندها طاقة كاملة إمكانية أن تتطور وتنمو تصبح المدينة الفلسطينية في الجليل تم تحديد نموها بمصادرة أراضيها, بإقامة الناصرة العليا ومن ناحية فعلية إلى حد كبير بمنع تطور هذه المدينة أيام الحكم العسكري وما بعد الحكم العسكري.

باسل غطاس: أفرغت الناصرة العربية اللي كانت هي مركز حتى من أيام الانتداب إلى منطقة واسعة حوليها, أفرغت وتحولت كل الوزارات والمؤسسات الحكومية إلى نتردلي كل الاستثمارات والبنى التحتية والموارد الاقتصادية حولت إلى المدينة اليهودية الجديدة, وتحولت الناصرة إلى قرية كبيرة.

رائف زريق: من الصعب أن تتطور الناصرة كمدينة فلسطينية في ظل دولة تعلن الحرب المستمرة على وجود الشعب الفلسطيني، ومشروع المدينة بحاجة إلى مشروع قومي ووطني يحتضن، ومؤسسات الدولة ليس لديها أي نية لتحويل الناصرة إلى مدينة, كان بالإمكان تحويل الناصرة والتطور فيها إلى مدينة, تخيل لو كل منطقة بشكل فعلي جرى استثمارها من أجل تطوير الناصرة إلى مدينة كان بالإمكان.

باسل غطاس: كان نجاح الدولة العبرية بعد قيام الدولة بالقضاء على الصناعات العربية هو أسهل شيء قسم كبير من الصناعات زال مع زوال أصحابه ومع ترحيل أصحابه, ما بقي من السكان إذا كان لديهم هنا وهناك مجهودات ومحاولات لحركة تجارة وصناعة متقدمة كان أسهل شيء القضاء عليها بالتضييق بالحكم العسكري، منع التصاريح، منع مزاولة الأعمال.

سعاد قرمان: مصنع الدخان قرمان ديك وسلطي كان أكبر مصنع للسجائر في البلاد كلها, كان يطلع يشتغل كل يوم مليون سيجارة يوميا فلما صار الاحتلال احتلوه راح, الدار أجبرنا بعد ما احتلوها الدار أجبرنا إنا نبيعها والمحلات التجارية انتهبت انسرق كل اللي فيها التجارة الأغراض كله ما بقيش اشي اللي انسرق انسرق واللي انهد انهد.

عادل مناع: حيفا في البداية تم الاستيلاء على حاراتها العربية وتم استغلال هذه الحارات للإسكان قادمين جدد في وادي الصليب وفي حارات كثيرة أخرى في حيفا, ولكن تدريجيا نجد أن مدينة حيفا يعني بمعنى بلدية حيفا والحكومة سعت وما زالت تسعى إلى تدمير منهجي ومستمر للكثير من المرافق من المباني من الطابع الثقافي للمدينة العربية القديمة اللي هي مدينة حيفا

سعاد قرمان: وادي الصليب كان كله عرب وادي الصليب، تهدم دمر كله راح, يا ما ناس راحوا رجعوا ما لقوا بيتهم استأجروا في بيت ثاني ومش قادرين يتغطوا مش قادرين يأخذوا اشي كرسي ولا لحاف ولا غطا من عفشهم اللي تركوه في البيت كله راح سكنوا فيه هدوك وقالوا هاد البيت إلنا خلص والبيوت شو بصح لهم اشي يعني يهدوه من شان ما يبقاش منه أثر يهدوا, أنا المدرسة اللي تعلمت فيها أول مدرسة اللي كانت قدام بيتنا وهي بيت الحوري اللي مضيت فيها طفولتي لحد الصف السادس, مرة مارقة من هناك واللي هي مهدودة, هاد أيام ما كان مستنا بسأل مهندس البلدية ليش هدوها هادي طب هاي دار حلوة دار جديدة دار حجر ما بدهنش يخلوا اشي تراث فلسطيني, هدوها من شان يوسعوا قال محل لصف السيارات للحسبة لسوق الخضرة اللي هناك.

عادل مناع: فبحجة البناء والتطوير في كثير من الأحيان مثلا نجد الأبنية الحكومية الحديثة اللي تم بنائها قريب من ميناء حيفا مؤخرا إذا كانت المحاكم ومكاتب الحكومة وغيرها حتى طابعها نمطها هو نمط غربي يؤدي إلى تغريب المدينة وسكانها العرب وشعورهم بالغربة لأنه تم بينهم وبين بيوتهم القديمة أبنية حديثة اللي تجعل المدينة تبدو أكثر مثل تل أبيب كمدينة غربية بحيث أن القادم إلى حيفا يشعر أنها مدينة إسرائيلية فيها هنا وهناك بعض المعالم العربية, ولكنها بالأغلب أصبحت مدينة إسرائيلية يسكنها بعض العرب مثل بعض المدن المختلطة

باسل غطاس: ملامح المدينة اللي نعرفها فلسطينيا عم تنشأ أمام أعيننا بالعقدين الأخيرين في مدينة حيفا يعني على هامش المدينة اليهودية تجد حياة مدنية فلسطينية في هناك حوالي أربعين ألف فلسطيني يعيشون في أحياء في حيفا العربية القديمة والأحياء المجاورة أصبح لديهم حركة ثقافية, حركة فنية أصبح هناك نشوء الطبقة الوسطى ولكنها لا تعتمد على اقتصاد المدينة.

رائف زريق: اسأل بأي معنى يمكن الحديث عن حيفا كمدينة فلسطينية يعني رئيس البلدية مش فلسطيني ومعظم أعضاء البلدية ليسوا فلسطينيين, وهم البلدية هو ليس إعادة إنتاج الحياة الثقافية الفلسطينية وجامعة حيفا هي ليست جامعة فلسطينية بهذا المعنى, بهذا المعنى طبعا حيفا ليست مدينة فلسطينية، يمكن الحديث عن حالة مدنية فلسطينية في حيفا, وبالتالي هناك أفراد يمارسون حياة مدينة في ظل مدينة حيفا, رغم أنهم ليسوا أصحاب مصانع ليسوا أصحاب شركات ما نقدرش نقول أنهم استغلوا ميناء حيفا الكبير، لا يفيد الفلسطينيين في حيفا في شيء كمصدرين أو كمستوردين أو كتجار إلا بما ندر من حالات فردية.

رائف زريق: الجانب الاقتصادي بده مقومات مادية بدك أرض بدك سيولة نقدية بدك دعم مؤسساتي سبسبه من الحكومة ولا أعتقد أنه هذا وارد الآن من جانب هذه الحكومة أو من حكومات أخرى.

أنطوان شلحت: نحن نجد الآن أن المدينة الفلسطينية أصبحت مغيبة بفعل هذا المخطط الصهيوني من حيزين يعتبران شديدا الحساسية, الحيز الأول هو الحيز الجغرافي, والحيز الثاني هو حيز الذاكرة.

باسل غطاس: كل شيء كان مخططا بالضبط لمنع تطورنا لإبقائنا في مكان معين في السلم الاجتماعي الاقتصادي ليس بالصدفة أنه كل القرى العربية والمدن العربية في أدنى السلم الاجتماعي والاقتصادي حسب الإحصائيات الرسمية الإسرائيلية, هذا لا يحصل بالصدفة.

رائف زريق: إسرائيل تضع الفرد، الشاب الفلسطيني أمام هذه الحالة الدائمة إما أن تعيش على هامش المدينة إما أن تعيش مع المجموعة القومية وإنك تصّدق أولادك وبناتك وتعيد إنتاج نفسك ثقافيا لكن أن تحرم من المدينة.