جنود احتلال اسرائيلي يتعرضون لصحفي فلسطيني - فلسطين تحت المجهر
فلسطين تحت المجهر

المبدعون

تناقش الحلقة الإبداع والمبدعون في فلسطين فالبعض يقول إن الحرية هي أحد شروط الإبداع لكن الفلسطينيين يقولون اليوم إن الإبداع هو أحد مقدمات الحرية.

– تحدي المبدع الفلسطيني لحواجز الاحتلال
– الإبداع وسيلة لحفظ التراث والهوية ومزاحمة الكبار
– تفرد المبدع بقدرة تكوين عالم من الأفكار والألوان
– محمود درويش أحد أعمدة الشعر الفلسطيني
– مازن دعنا شهيد الإبداع


undefined

تحدي المبدع الفلسطيني لحواجز الاحتلال

محمود درويش- شاعر فلسطيني: الخطر إنه الاحتلال قد يُملي على المبدع طريقة محددة هي طريقة العلاقة بين المحتل والواقع تحت الاحتلال، وبالتالي إذا نجح الاحتلال بذلك يكون قد سيطر على الواقع وهيمن على أدوات تعبيرنا عن الواقع معا.

أمية جحا- رسامة كاريكاتير- الحائزة على جائزة الصحافة العربية: سلاح رامي ربما يكون موجها إلى قلب وصدر العدو، ولكن ريشتي كريشة أي فنان فلسطيني يحمل ريشته في هذا المجال مجال الكاريكاتير هي موجهة إلى عقل وفكر العدو الذي يريد اغتصاب كل شيء.

محمد البكري- مخرج الفيلم السينمائي (جنين جنين): في أثناء البحث الميداني للجنة الدفاع عن الصحفيين في العالم في معظم مناطق العالم، خاصة مناطق الحروب، كان من ضمن بحثهم اللي هي منطقة فلسطين ففوجؤوا، تفاجئوا من الكم الهائل من الصور والكاسيتات اللي بتتعلق في مازن من ضرب واعتداءات وإصابات ذُهلوا، حتى إنه عملوا منه كليب معين وعرضوه أثناء حفل تكريم مازن هناك.

مواطن فلسطيني: فيه فرق بين صورة وصورة. أنا لا أريد أن أرى دم فلسطيني على الشاشة، دمعة في العين تكفي، امرأة تصرخ تكفي، بيت يُهدم يكفي، لا أريد أن أرى دمنا على شاشة تلفزيون فلسطينية أو عربية.

مواطنة فلسطينية: الإبداع بيوري العالم إنه في هون ناس بدها حياة وهم إسرائيل ما بدها توري العالم إنه فيه ناس بدها حياة، إسرائيل بدها تفرج العالم إنه في ناس بدها تموت وتقتلهم.

حسام أبو عيشة- مؤلف وممثل مسرحي: أنا أقدر أعمل هلا يعني أشتري تذكرة طائرة والبلد اللي بدها إياني تعمل لي فيزا وأروح أعرض عندها، مع إنه أنا أكون أتحرّق شوقا إنه أعرض للجمهور الكرمي والنابلسي والخليلي والغزاوي والتلحمي والساحوري، أتحرّق شوقا لأنه أنا أهم شيء عندي أمتع شعبي أول شيء أوري فني إلى شعبي وأخذ التقدير من شعبي بعدين يعني أبدأ أنا أدور على سوق لمسرحيتي في الخارج.

[مشهد مسرحي]

جيفارا البديري: الأمل أو الغضب الحزن أو التحدي منابع إبداع تُتخم الواقع الفلسطيني ومثل كل طاغية يحاول اغتيال الفكرة كان الاحتلال دوما هو الصخرة التي بدأت عائقا مستحيلا ثم آلت درجة إضافية في سُلم المبدعين نحو الارتقاء البعض يقول إن الحرية هي أحد شروط الإبداع لكن الفلسطينيين يقولون اليوم إن الإبداع هو أحد مقدمات الحرية.

حسام أبو عيشة: أنا كمقدسي أحس إنه القدس بالنسبة لي مش شعار، القدس ما هي يعني.. الله يرحم غسان كنفاني اللي قال البيت هو مش سبع ريش ولا البردية الإنسان قضية والقدس بالنسبة لي قضية واليوم يومي، أنا أتنفس القدس هذا السور إذا أنا ما تنفستش منه كل يوم وتنفس مني ما بقدرش، عشان هيك أنا أُصر على إني أكون مقدسي نومي في بيتي كل يوم بحارة السعدية بالنسبة لي نضال ذهاب أخوي على مدرسته وذهاب أختي على شغلها وأخوي على المرجوحة وابني على الدكان هذا بالنسبة لي نضال. أنا أعكس معاناة حقيقية الإنسان اللي مش قادر يشوف ابنه اللي مش قادر يشوف زوجته اللي مش قادر يصلي اللي مش قادر يعيش، أنا من حارة السعدية من هون محل ما إحنا واقفين هلا وحارة السعدية من أفقر الأحياء في القدس والفقر بيعلم طول اللسان فعلمتني طول اللسان بلشت أقلد أمي وجيراننا وجارتنا اللي بيجوا عندها على الدار بس يروحوا النسوان أقعد أقلدهم لأمي كيف أم محمد بتقول وكيف أم صبحي بتقول وشوية شوية اتنمت معي الفكرة صرت أقلد اللي أشوفهم أوسع.

جيفارا البديري: حسام ابن القدس عرفته أزقتها وحاراتها حجارتها وأطفالها وظل كعك مخابزها يندى في فمه ويقطر خيال في ذاكرته يزيده بالقدس تمسكا وعشقا.

حسام أبو عيشة: ألو إيه.. هذا ابني حسن بيحكي من لندن، كيف حالك يابا؟ إحنا بخير الحمد لله. كيف حالك أنت كيف حال مرتك بربارة مليحة؟ آه مليحة الحمد لله إحنا بخير ما تقلقش، قل لي مراتك بربارة عملت أكلة الملوخية زي ما وصفت لها إياها بنتي سعاد؟ شو.. عملتها بسمك اللي يقلعطك أنت وياها، ولك في ملوخية بتنعمل بسمك؟ أختك سعاد عملتها بجد الجمعة الماضية بتشهي أكلنا أصابعنا ورائها، آه الحمد لله إحنا بخير، كلنا بخير، أمك مليحة هي مرمية قدامي على الفرشة لا بنسمها ولا بنشمها بس الحمد لله مليحة ما تقلقش عليها وقت إيش بستعل ووقت إيش بدها (كلمة غير مفهومة) بيعين الله ماشي آه الحمد لله، لا كلنا بخير شو بتقول؟ أجاك ولد الله يجعله ألف مبروك يابا ليش ما حكتش من أول التلفون والله إنك فرحتني شو سمتوه يابا؟ مايك يعني مش شفيق على اسمي الله يخلي لك إياه، لا إحنا كلنا بخير الحمد لله ولا تسأل جواد ونعيم جواد مهو انطخ يا أما ما قلتلكش أنا بس الحمد لله لا ابني الصغير ما صار له شيء الطلقة جاءت بعينه اليمن لا بس بيشوف بيها من بعيد مليحة شغاله يعني آه وشفيق بيسلم عليك مليح شفيق كل ما أزوره، أنا ما قلت لك إيش؟ مهو شفيق جبدوه أربعة مؤبدات بس الحمد لله صحته مليحة والله نجيب له تفاح من وراء الشبك دائما بيقول لي سلم.. لا يا أهبل شو حبسوه لحاله في البلد جوه والله ما ظل أنا وها الكرمية أمك والله علي الطلاق لو أمك أكبر بعشرة سنين ثانية لحبسوها آه، ومجدي مليح مجدي آه مجدي مهو انطخ بالحرم ما قلتلكش أنا الجمعة الماضية مش هاي، بس اسكت والله طلعنا جنازة بتشهي الإعلام وشعارات وتنظيمات اشتهيناك معنا بها الجنازة يابا، اتكيفنا والله فيها الحمد لله شو بتقول سامع صوت طخ يا حبيبي اسمع خذ ابنك وروح روِّح هادول الإنجليز يابا مجرمين بيطخطخوا بالشوارع، شو صوت الطخ عندنا؟ لا بيحضروا للاحتفالات كل سنة وأنت سالم آه لا احتفالات معقول يكون عندنا حرب لا يا حبيبي شو الزيتون آه ما شاء الله السنة الزيتون ها القد الحب نازل من عينيه، أه بس اتخزوقنا يابا رحنا على بيت بدنا نأخذ زنكة زيتون على أساس إنه زيتون أسود طلع نصف رصاص مطاطي، آه بدنا نرجع لهم إياه تخزوقنا دفعنا حقها، شو اتبرعت للانتفاضة بمائة دولار ليش ها الغلبة يا حبيبي لا بتصلني المعلومة إذا الله أعطاك طولة العمر بتصلني، يمكن بس تطول بالك الشاغلة بدها وقت آه، شو يابا شو بتقول سامع صوت شيء بيدبدب؟ لا يا حبيبي ما تخفش هذا صاروخ دخل علينا من الشباك لا ما صار شيء ما تخفش أخذ السطوح وراح من الشباك الثاني الحمد الله إحنا بخير ما تقلقش، سلم يابا مع السلامة لا وأنت سالم يا حبيبي.

جيفارا البديري: مثل كل مبدعي فلسطين مثّل الاحتلال له العائق الأبرز، لكن ابتسامات رءاها خلف بنادق الجنود دفعته دوما لتجاوز كل الحواجز.

حسام أبو عيشة: أنا أما أروح بمسرحية أطفال على منطقة زي عرب الرمدين اللي هي صار الجدار على بابها بالضبط أقصى ممكن يعني بعديها بتروحي على بير السبع أنا أكون حققت هدف كبير أني أسعدت أولاد عمرهم ما شافوا مسرح بحياتهم. إحنا حصلنا على أفضل ثالث عمل مسرحي في العالم بلندن حصلنا على أفضل عمل مسرحي في مهرجان طوكيو سنة 2003 عدا عن جوائز لأفضل عمر مسرحي في مهرجان قرطاج ومهرجان القاهرة ومهرجان دمشق، عدد لا يُحصى من الجوائز، لكن المهم مش الجائزة بحد ذاتها المهم إنه أنا هذه الجائزة شو بتعني لي، هل بتعني لي إن أنا أتوقف بمعني أخذت جائزة وانتهى الموضوع أم تعني بالنسبة لي زيادة التحدي بأني أنا يجب أني أواصل هذا الطريق وبالعكس أكون أكثر دقيق في اختيار مواضيعي؟

[مشهد مسرحي]

"
عرضت مسرحية في مهرجان عالمي للمسرح في أميركا كان 70% من جمهور المسرحية على مدى ستة أيام هو يهود أميركان
"
      حسام أبو عيشة

حسام أبو عيشة: في الولايات المتحدة الأميركية كنا في مهرجان (New Heaven) وهذا مهرجان عالمي للمسرح، 70% من جمهور المسرحية على مدى ستة أيام هو يهود، يهود أميركان، ثاني يوم عرض أنا واقف أشتري في محل قطعة بيتزا وورائي سيدة عجوز بالسبعين بالعمر فاطلّعت على وجهي وقالت لي أنت كنت في المسرحية إمبارح؟ قلت لها آه، فَتَحت زر وطالت نجمة داود قالت لي (I am Jewish, I am very Sorry) أنا شفت المسرحية إمبارح ومتأسفة كثير على اللي بيحصل فيكم، بس أنا بدي أقول لك جملتين وبتصدقني أو متصدقنيش، قلت لها قولي، قالت لي أنتم محاصرين بالدبابات وبالجدار وإحنا محاصرين بالـ (CNN) إحنا مجال الرؤية الوحيد عندنا لما بيصير في العالم كله محصور جدا محدد جدا بإيش إحنا بنتلقى أنتم جئتم بمسرحيتكم نكشتوا لنا هذه الحياة.

جيفارا البديري: صوت المبدع الفلسطيني الذي طرق أبواب العالمية رجع صداه ليطرق أسماع العالم مذكرا بقضية إنسان لازالت موجودة وليهز قناعات خصم اختلط عنده مفهوم الجاني بمفهوم الضحية.

حسام أبو عيشة: إحنا رحنا عرضنا لجمهور إسرائيلي كله إسرائيلي كامل وكانوا مشترطين علينا بعد المسرحية يصير نقاش مع الجمهور وإحنا استعدينا لهذا الحكي، صار بعد النقاش بعد العرض يصير النقاش بين الجمهور والجمهور ونصير إحنا الثلاثة قاعدين على المسرح متفرجين عليهم بين يسار ويمين وبين صهاينة وغير صهاينة، أحدهم بيقول لك أنت يا أخي حكيت عن مأساة الشعب الفلسطيني بس ما حكيتوا عن المحرقة اليهودية ويرد عليه واحد يهودي يقول له هذا دورك أنت اعمل فرقة مسرح واحكي أنت بدك الفلسطينية يحكوا عنك؟

الإبداع وسيلة لحفظ التراث والهوية ومزاحمة الكبار

جيفارا البديري: الإبداع وراثة جيل عن جيل وسيلة حفظ للتراث والهوية ومهر منزلة تحفظ للمبدع وشعبه مكانا في المستقبل.

خالد قطامش– مدير أعمال فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية: يعني في بداية الفرقة لم يكن في مكان نتدرب فيه لأنه لم يكن هناك اهتمام لسه بفرق الدبكة، فلم يكن يوجد هناك مؤسسة مستعدة تتبنى هذه الفرقة لتتدرب وبدايتنا كنا نتدرب صدقا في عِليِّة لسه نذكرها إحنا، العِليِّة اللي هو يعني البيت القديم الطابق الأول بالبيت القديم اللي عمليا كانت رأس الدبيك تكون تطب في السقف فكان يضطر يضل مطمر رأسه عشان يقدر يدبك وهذا واقعيا عشناها من 1979 لحد 1981. كلنا أكيد متذكرين الأوامر العسكرية اللي كانت ممنوع التجمع لأكثر من ثلاثة أشخاص فكنا لما نتدرب نتدرب بشكل سري في بيت نسكر بعد ما ندخل أو قاعة أو مؤسسة بس دائما كمان كانت تحركاتنا تكون بشكل إنه ما حد بيعرف أن إحنا متجمعين بيجيي شخص شخص يدخل على الغرفة وبعدين لما نجمع المجموعة نتدرب على موسيقى هادئة أو بدون موسيقى حتى عشان لا يُسمع من الشارع.

جيفارا البديري: الفلكلور الفلسطيني شكل هاجسا دائما للاحتلال الذي نظر إليه كأحد أهم معالم الهوية الوطنية واستهدفه اجتياحا وتدميرا واعتقالا دون أي اعتبار للفن أو تقدير لإنسانية وإبداع.

خالد قطامش: أكثر الأعضاء بلا استثناء ما أظنه اعتُقلوا أكثر من مرة قليل جدا إذا في عضو بالفرقة ما اعتقلش أكثر من ثلاثة مرات قليل جدا. بالإضافة للاجتياحات وإغلاق المؤسسات واقتحام المركز هون وتكسير كل شيء موجود هون كان كله مكسر سواء زجاج ولا مرايا ولا أرضية القاعة كله باجتياح الـ 2000 كل هذا تكسر. فهذه يعني معضلة رئيسية بتواجه يتهيأ لي كل الفلسطينيين، لكن لما يكون في عندك رسالة ورسالة أنت مقتنعة فيها بيكون جزء من تحديك إن الاستمرارية هو جزء من التحدي ومن هون الفنون بتصر إنه يظل التدريب ماشي حتى يعني في إحدى بـ 2003 كان منع التجول وكان عندنا جولة لازم نروح على اليونان جمّعنا حالنا بالسر كلنا بالليل الساعة ثلاثة الصبح وقدرنا نروح على الجسر ونروح ونعرض باليونان ونرجع.

جيفارا البديري: تحدى الحصار هو الجواب الوحيد الذي يملكه الفلسطيني وهو ما أهله لمزاحمة الكبار في المشهد الأممي العالمي.

بدر زعامرة – حاصل على جائزة الأمم المتحدة للتنمية: مكافحة الفقر موضوع الجائزة كانت هي البداية في العمل مع الشباب، مكافحة الفقر ما كانت بموضوعات التشغيل من وجهة نظرنا أو البحث عن فرص عمل، مكافحة الفقر بدأنا فيها بالبحث عن جذور هذه المشكلة. كم هائل من البرامج اللي تم تنفيذها يعني بسنتين تم تنفيذ ثمانية وتسعين مشروع، وبلغ عدد المستفيدين أيضا خلال العامين الماضيين ما يقارب مائة وثلاثة وتسعين ألف طفل وشاب شاركوا ببرامجنا وانتفعوا من المراكز اللي بنعمل فيها. تقرير 2004 كان في خبر بالنسبة لي كثير أثارني إنه ستُخصص صفحة للحديث عن أشخاص فلسطينيين دخلوا العالمية فطلبوا مني بعض المعلومات الشخصية اللي بتتعلق فيَّ واتبلغت أيضا أنه راح يكونوا هم أربع أشخاص أعتقد الدكتور إدوارد سعيد وبدر أنا وأعتقد اسم أو اسمين ثانيين من الشبان الفلسطينيين اللي كان لهم دور في الدخول لمحافل دولية.

جيفارا البديري: كل الهموم تبدو صغيرة يمكن تناسيها أو تركها خلف الظهر إلا همّا واحدا لا يبرح يلاحق الإنسان وينتصب أمامه حتى ولو ذهب إلى أقصى العالم.

بدر زعامرة: كان في برنامج من خلاله عملنا جولة بمقر الـ (UN) وكان مطلوب من كل شخص من الخمسة الفائزين التقاط مجموعة من الصور وفقا لآلية كانت معدة. طُلب من كل شخص أيضا أن يتصور مع علم دولته وعلم بلده، من اللحظات اللي كانت كثير محزنة بالنسبة لي لا يوجد عَلَم لفلسطين في مقر الأمم المتحدة، كان يرافقنا مجموعة من الصحفيين ومن المحطات أيضا اللي كانت تغطي بالحدث فتفاجؤوا إيش اللي بيصير يعني حتى كان في إلحاح من الشخص المسؤول إنه بدر شوف علمك وكذا عشان نأخذ الصورة ونكمل برنامجنا فأنا ضحكت وكان في مرافقة نادين من مكتب الإعلام وحكيت لهم إنه هيك.. هيك الموضوع فما أخفيكم إنه في صحافية أعتقد للتليفزيون البولندي صارت تبكي.

تفرد المبدع بقدرة تكوين عالم من الأفكار والألوان

جيفارا البديري: للفنان قدرة استثنائية على التقاط اللحظة وإحالتها عالما من الأفكار والألوان شاهدا على الواقع أو رافضا له معادلة لا يصلها إلا من امتلك نبوغا مبكرا أو تمردا فطريا.

أمية جحا: أنا بالأساس خريجة قسم البصريات من جامعة الأزهر بغزة وبحمد الله كنت الأولى على الجامعة وتخرجت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. الكاريكاتير كان موهبة حتى قبل دخولي للمدرسة أرسم على الجدران جدران البيت، أرسم على دفاتر أخوتي وكتبهم حتى أنني يعني كنت أُعاقَب كثيرا على هذا الأمر. رسم كاريكاتير تناول معركة حي الزيتون عندما اجتاح الصهاينة حي الزيتون عندما اجتاح الصهاينة حي الزيتون ولكن في نفس الوقت استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تقتل ست جنود إسرائيليين هذا الموقف جعلني أرسم كاريكاتير الصحافة الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلي تناول هذا الكاريكاتير وبعد يوم أو ربما يومين قُصفت قصفت صحيفة الرسالة التي نشرت هذا الكاريكاتير.

جيفارا البديري: في فلسطين يصعب على الفنان أن يكون بلا قضية ولا انفكاك له من أطياف وطن يداعب مخيلته أو ذكريات شهادة تحفز إبداعه.

أمية جحا: زوجي هو الشهيد رامي سعد وهو مهندس كمبيوتر، ولكن رامي كغيره من شباب هذا الوطن كان له طموح بأن يحيا ويعيش ويبني لهذا الوطن، كان شاعرا كان يكتب الشعر يعني صاحب حس وطني مرهف أيضا كان فنانا أيضا، كانت عنده روح أو ملكة الفكاهة ولكن هذا الشاب الطموح عندما يجد بأن شعبه وأبناء شعبه يُذبحون ويُقتلون لا شك بأنه كغيره من الشباب ثار وترك كل شيء وذهب ليقاتل. طبعا هنالك كان جدل كبير جدا حول أي رسم ممكن أتناول فيه مفتاح العودة واللاجئين رحمه الله يعني كان زوجي يقول لي لماذا لا يكون المفتاح هو توقيعك مع توقيعك.

جيفارا البديري: الصورة التي أصبحت العنصر الأهم في حراك التأثر والتأثير الثقافي بدأت تصبح محور اهتمام وانجاز فلسطيني وشاهدا جديدا على أن الحياة لا يمكن أن تحتكم لمنطق الاستفراد.

محمد البكري: أنا كان معي كاميرا واحدة صغيرة أصغر من اللي عم بتصور فيها يمكن بس وكان معي الـ (Soundman) وما كانش معي مصاري علشان أعمل الفيلم، أنا أعتقد إنه الحالة الدراما العالية اللي كانت عند أهل مخيم جنين هي اللي عملت الفيلم ومش الكاميرا ولا الـ (Sound) ولا التقنيات.

[مشهد من فيلم جنين جنين]

محمد البكري: كثير مرات نشوف كليبات اللي هي مقاطع ممنتجة أشوف شهداء وأشوف دماء وأشوف أطفال وأشوف بيوت مهدمة بالطريقة اللي بتخليني أمتلئ حقد، يعني استنزاف لعاطفتي أنا كبني آدم كفلسطيني وكإنسان، أنا بنظري هذه الأشياء لا تفيد الشعب الفلسطيني ولا تُقنع العالم أيضا بما يشاهدوه إحنا بحاجة إنه نوري حياتنا كما هي بشكل فني بشكل إبداعي.

[مشهد من فيلم جنين جنين]

"
يجب علينا أن نكثر من التفاصيل في العمل الفني ونقلل من المباشرة والخطابية والشعاراتية
"
       محمد البكري

محمد البكري: الاضطهاد ممكن يحصل في أي مكان في العالم فيجب أن نعمل من هذا المضمار من إنسانيتنا من ضعفنا الإنساني من حياتنا ومن التفاصيل. الله يحب التفاصيل علشان هيك خلق الدنيا مليانة تفاصيل فيجب علينا أن نكثر من التفاصيل في العمل الفني في الإبداع اللي نسميه إبداع ونقلل من المباشرة والخطابية والشعاراتية.

جيفارا البديري: خلف الجيل الأكبر جيل بدأ يحاول حصار من حاصر أحلامه لتصبح الأحلام دليلا على أن الإبداع هو مادة حضارة ورسالة إنسانية.

ليانا صالح– حائزة على جائزة أفضل فيلم طلابي قصير من نيويورك: فيلم كرة وعلبة ألوان الفكرة عندي إياها من ثلاث سنين سبقت، طبعا قدرت أحققها وأعمل وأنتجها كفيلم وأعملها كان بس الصيف الماضي. هي الفيلم يعني قصته بسيطة كثير بس أحس إنها تعكس هموم كثير من إطفالنا واللي هي إحلام الفلسطينية اللي تُقتل بصمت وما أحد يسأل عنها.

[مشهد من فيلم كرة وعلبة ألوان]

ليانا صالح: أنا كنت كثير مَعنية إن فيلمي ينعرض في نيويورك في هيك مهرجان في هيك بلد ولهيك جمهور يعني، لما قالوا لي إنه تمت الموافقة على الفيلم فكان لازم أقدم للفيزا وعلشان أقدم للفيزا لازم أروح على القدس وأعمل (Interview) في القنصلية فاضطريت إني أروح في مريول المدرسة وتهريب ولما فتح الجندي الـ (Ford) اللي أنا كنت فيه بس أنا اطلعت من الشباك عملت حالي أني (Under-Age) إنه عادي ما معي هوية ففت القدس وحسيت حالي كثير مبسوطة إنه ياي وأخيرا فت القدس وقدرت أضحك على الجنود، بس لما روحت على القنصلية فبيسألني اللي بالمقابلة طبعا إنه ليش رايح أميركا؟ فبقول له على مهرجان أفلام بيقول لي بصفتك إيش؟ فقلت له بصفتي مخرجة فاطلع على مريولي إنه شو بتضحك علي كأنه.

[مشهد من فيلم كرة وعلبة ألوان]

ليانا صالح: شارك الفيلم في مهرجان (New York Independent International Film Festival) يعتبر المهرجان مثل المهرجانات العالمية والحمد لله الفيلم فاز في أحسن فيلم طلابي قصير.

جيفارا البديري: أمام مبدعي فلسطين رسالة واحدة مفادها أن الأفق مغلق وأن المستقبل مشغول وأن السلام هو تفاصيل تفاوضية وأن الوطن هو ترف حالم، لكن رسالتهم إلى العالم أجمع أن الأمل موجود طالما الأمل يعتمل في القلوب وأن المستقبل يصنعوه بأنفسهم ما دام هنالك حلم يعبر ويرفرف كالحمام فوق جدار اليأس وأن في فلسطين هنالك دائما ذلك الشعب الذي يحب الحياة. نعود إليكم بعد الفاصل فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

محمود درويش أحد أعمدة الشعر الفلسطيني

جيفارا البديري: كان لابد لنا والإبداع موضوعنا أن نُعمق حوارنا مع أبرز أعمدة الشعر الفلسطيني لنكتشف عوالمه ونتعرف على آراء من خط بقلمه إعلان قيام دولته العتيدة.

محمود درويش: صورة الفلسطيني صورة منمطة يعني الفلسطيني بشكل عام أو بسبب الصناعة الإعلامية المضادة لحقيقة الصورة الفلسطينية، صورة الفلسطيني إنه إنسان له ملامح جسدية محددة أو لهو كوفية محددة ويعني يمارس العنف أو ما يسمونه الإرهاب. أهمية تقديم أعمالنا الإبداعية أنها تكسر هذه الصورة النمطية ولأن صورة الفلسطيني المبدع تغير كثيرا من طريقة نظرة ها العالم إلى حقيقة الموضوع الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

الموت لا يعني لنا شيئا

نكون فلا يكون

والموت لا يعني لنا شيئا

يكون فلا نكون

ورتبوا أحلامهم بطريقة أخرى

وناموا واقفين

الموهبة قابلة للجفاف إذا لم تُغذَ دائما بتجارب بتثقيف ذاتي بقراءات لا تنتهي بطريقة تأمُّل مختلفة. في كل عقد أو عقدين من الزمن أدعي أنني أُجري انعطافا ما في كتاباتي الشعرية لكي كما قلت في السابق كي لا أكتب ما كتبت من جديد لكي لا أكرر نفسي ولا أقلد نفسي.

لم يسألوا ماذا وراء الموت

كانوا يحفظون خريطة الفردوس

أكثر من كتاب الأرض

يشغلهم سؤال آخر

ماذا سنفعل قبل هذا الموت؟

أدب الصراخ اللي كنت كاتبه في الستينات وهو يعبر عن مرحلة حقيقية أدب الرفض والغضب والتحريض لم يَعد صالحا الآن في هذه الظروف الجديدة. التكريم الأكبر في حياتي هو تكريم الفلسطينيين لي هو أكبر تكريم، الفلسطينيين هم وطن قصائدي وهم مرجعيتي العاطفية والوطنية والإنسانية، وأنا يسعدني أن أكون أو أتحول إلى أحد المعبرين عن القلب الفلسطيني وأرى من التكريم والحفاوة الفلسطينيين ما يدفعني أحيانا إلى البكاء.

على هذه الأرض

ما يستحق الحياة

على هذه الأرض

ما يستحق الحياة

تَردُّد أبريل

رائحة الخبز في الفجر

تعويذة امرأة للرجال

كتابات أسخيليوس

أوَّل الحب

عشب على حجر

أمهات يقفن على خيط ناي

وخوف الغزاة من الذكريات

على هذه الأرض

ما يستحق الحياة

جيفارا البديري: قيمة المبدع أن ينظر من زاوية أخرى قد تبدو جريئة أو غريبة أو حالمة أو حتى شاذة لكن الأكيد أنها مختلفة تراجع ما ثبت وتحرك ما ركد وتبعث في الفكر شعلة الحوار.

حسام أبو عيشة– مؤلف وممثل مسرحي: هم يهتموا أكثر منا ليش هم يأتوا يشوفونا؟ ليش هم في أوروبا لما يسمعوا إن في فرقة مسرح فلسطينية أو فرقة دبكة فلسطينية أو عازف موسيقى فلسطيني يأتي بالعشرات يهجموا بدهم يشوفوا شو بدهم يقدموا هؤلاء، وإحنا تحت شعار إنه لا هذا تطبيع أنا ما بروحش أحضر أو ما بروحش أقدم عرضي لا أنا أروح أقدم عرضي هو اللي ينسحب من المهرجان مش أنا كنا الأول إحنا نروح على إيطاليا يقولوا والله في فرقة إسرائيلية إحنا نروح هلا إحنا بنظل هم بيروحوا يحتجوا هم يروحوا أنا معني أحط قضيتي على كل طاولة ممكنة في العالم.

[مشهد مسرحي]

محمد البكري: الاضطهاد ليس حكرا علينا، نحن لسنا المضطَّهَدين الوحيدين في العالم في كثير مضطهَدين في العالم ويجب أن نخرج من خانة الضحية والمستضعف وقال مرة محمود درويش شاعرنا العظيم قال مرة اللهم نجنا من هذا الحب، يعني بما معناه لا أقدر أقول نفس الكلمات لأنه هاي حقوق الطبع محفوظة للأستاذ محمود درويش بس قال إنه أنا ما بدي حدا يعطف علي ويرحم يعني يُشفق علي لأنه أنا فلسطيني.

"
الفلسطيني لا يفرح أن يكون ضحية، ويريد أن ينتقل من دور ضحية التاريخ إلى دور الفاعل في صناعة التاريخ
"
      محمود درويش

محمود درويش: نحن لا ندخل في هذه المنافسة، لا نفرح لأن نكون ضحايا نريد أن ننتقل من دور ضحية التاريخ إلى دور الفاعل في صناعة التاريخ، ولكن الهوس الإسرائيلي باحتكار العذاب الإنساني مع تسليح نفسه بأقصى طاقات التدمير من أجل ألا يتكرر عذابه هو الذي يجعلهم في صراع دائم حول دور الضحية ودور الجلاد.

مازن دعنا شهيد الإبداع

نائل الشيوخي– وكالة رويترز – زميل المصور الشهيد مازن دعنا: هيك كان مازن بيحكي تليفون، طاير دائما مستعجل على مسير حدث والله طاير وبيحكي تليفون ومدخن ومزمر وطبعا أنا جانبه وماسك في إيدي الباب لدرجة إن يعني اللي بيركب معاه يعني يخرج أعصابه تخيلِ إنه الـ (Unbalance) شوفي الـ (Unbalance) لأنه بيشوف مازن جاي بيفتح له الطريق بيكون الـ (Unbalance) رايح على نفس الحدث يفتح له الطريق يعني أقول لكِ كل مجهوده وكل تركيزه كيف بده يوصل للموقع بأسرع وقت ممكن، ما بدوش يفقد الحدث ما بدوش يفقد الصورة يعني ناقل دائما الأول كان في جديد يعني عشرات المرات كان السباق كان يأخذ السبق الصحفي (Exclusive) هذا اللي ميزه في رويترز ميزه عند رؤساءه في العمل هذا اللي أعطاه الامتيازات حتى في العمل، ومازن صُنف تصنيف رويترز كأحد أفضل مصوريها على مستوى العالم يعني ونادرا ما يعني قلائل هم اللي صُنفوا في رويترز يعني كمحترفين، تميز في الحروب حتى في أسوأ الظروف وفي أعم الاشتباكات والعنف كان يُبدع في التقاط الصور كان يتميز بشكل مش طبيعي في الصور حتى إنه يعني مبهِر سواء أن للمشاهد سواء لرؤسائه في العمل أو سواء لنا لما نشوف الصور اللي بيصورها مازن إبداع يعني إبداعات فعلا في ظروف صعبة جدا. مازن حصل على جائزة شرف الصحافة العالمية من لجنة الدفاع عن الصحفيين في نيويورك يعني إذا سألنا سؤال هل كان يستحقها فأنا أعتقد إنه كان يستحقها من زمن بعيد من سنوات طويلة مش من اليوم.

مازن دعنا: الكلمة أمانة والصورة حق ولذلك سأستمر في عملي بالرغم من جميع المصاعب حتى لو كلف الأمر حياتي.

نائل الشيوخي: في كل زاوية زي ما أحكي لكِ في كل زاوية في كل موقع في هذه المنطقة بصمات مازن موجودة، فأذكر مازن يعني على الأقل ثلاث أو أربع مرات على الأقل أصيب بهاي المنطقة في قدميه. يعني مازن عمره يعني عمره في حياته ما تخلى عن الواجب خاصة إذا كان عمل هم بمجرد ما رويترز قالوا له لازم تطلع على العراق قال أنا جاهز طلع العراق قبل الحرب وبداية التحضيرات للحرب طلع على العراق وقضى مدة هناك حتى لشهرين ورجع، وجاء دوري طلبوا مني أطلع العراق وكانت كُسرت يدي يعني أذكرها زي هلا قال لي ولا يهمك أنا أطلع، قلت له ليش تطلع أنت لسه هلا جيت، ما لكش زمان جاي هاي خلاص يبعتوا أي واحد ثاني لما تشفى يدي أعود أطلع، قال لي محلك أروح على الصين محلك اروح على البحر ما تقلقش توكل على الله، قررت إني أطلع حتى إني فكيت الجبسين عن يدي قبل ما تشفى يدي وقلت للمكتب إن أنا جاهز يعني وطلعت (كلمة غير مفهومة) أظن مازن شافني في العراق في بغداد في المكتب، يعني أد إيش الحرارة أد إيش المعابطة أد إيش كانت يعني لا توصف كأنه لقى كل شيء لقى عائلته لقى أولاده ولقى فلسطين لقى الخليل لقى كل شيء في الدنيا لقاه في لحد ما جاءتنا مهمة العمل لتصوير سجن أبو غريب، طلبوا مني أطلع أصور السجن حوّل مازن عن الكرسي قال لي لا ما تروحش، قلت له ليش؟ قال لي ما تروحش خليك أنا أروح، قلت له أنت لسه هلا جاي وبعدين أنت خلاص انتهى دورك هون بدك تروح أنا أروح، بالآخر قال لي أنا أروح أنا وياك. وصلنا للسجن وأخذنا التصريح بإنه نصور خارج السجن طبعا وهيك كان مازن حذر جدا كان يراقب أبراج المراقبة القناصة على أسوار السجن يعني حتى سبحان الله في آخر لحظة خلصنا الشغل وطلعنا في السيارة على إنه مغادرين راجعين للمكتب يعني فأتت الدبابات الأميركية فقرر إنه يأخذ قال لي بدي آخذ آخر صورة يعني وهي آخر صورة كانت يعني صورة قاتله صورة الجندي اللي على ظهر الدبابة أطلق النار عليه.

مازن دعنا: ولذلك سأستمر في عملي بالرغم من جميع المصاعب حتى لو كلف الأمر حياتي.

نائل الشيوخي: بس ما كان أحد يتوقع إنه فعلا إنه مازن يستشهد هناك العراق يعني بعد كل هلا السنين وهون من الإصابات من 50، 60 مرة أصيب وبمجرد اعتقاله مع إنه الشهادة شهادة يعني سواء هون أو في العراق أو في أي محل بس يعني بارتباط مازن بالخليل وأهل الخليل وشوارع الخليل وكل الوضع القائم في الخليل الكل كانوا يتوقعوا إن مازن صار يموت هون في الخليل مش يموت في العراق. وأتذكر في حفل التكريم لما قال أفتخر في كل زملائه في فلسطين كنت فخور لما ذكرني أنا بالذات لما قال ومن ضمنهم زميلي وصديقي وزميل العمل معي في رويترز نائل.

جيفارا البديري: من يحمل كاميرا مازن اليوم هو أحد ورثة إبداعه نائل الشيوخي وصلنا نائب ترشيحه لذات الجائزة أثناء إعدادنا لمادة هذه الحلقة.

[مقطع من أغنية]

ميلاد فتولة – حاصل على جائزة أغنية الطفل من إيطاليا: كان في أربعين واحد خلاهم يغنوا بعتوا كاسيتات لهم اختاروني أنا وطلعت على إيطاليا.

جيفارا البديري: كما أن الحب والحياة والإبداع هي تلاوين متعددة لذات الجوهر فإن الظلم والاحتلال هما تعبيران مختلفان لشكل بشع واحد هو الكراهية أما أرقى منازل الإبداع فهو حين يتحول شهادة تُعري الواقع أو تغيره أو ترفضه فيصبح ميلادا جديدا يُغني فرح الوطن وينشد لحن السلام طيب الله أوقاتكم.

ميلاد فتولة: معنى الأغنية نجمة واحدة فوق مدينتي كيف الفراشات والطيور بتعرف السلام لازم إحنا برضه أولاد فلسطين لازم بدنا الحرية والسلام.