مراسلو الجزيرة

صحافة التنظيمات الفلسطينية وأصغر جيش في العالم

صحافة التنظيمات الفلسطينية في الشتات وما آلت إليه بعد أن كانت سيفا من أجل تحرير الإنسان والأرض. وأصغر جيش في العالم وكيف تحول من جيش محترفين إلى مراسم استعراضية. وجبة الشواء العمانية في العيدين تراث وأصالة.
مقدم الحلقة محمد البوريني
ضيوف الحلقة – عدة شخصيات
تاريخ الحلقة 10/03/2001
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined

محمد خير البوريني:
أهلاً وسهلاً بكم معنا مشاهدينا الكرام إلى حلقة جديدة من برنامج (مراسلو الجزيرة).
نشاهد في حلقة اليوم تقريراً حول ما آل إليه جزء من الصحافة الفلسطينية المهاجرة، التي ظلت على مدى عقود من الزمن سيفاً مشهراً من أجل تحرير الإنسان والأرض، إعلاماً مناضلاً هادفاً يعكس مواقف التنظيمات الفلسطينية على اختلاف توجهاتها و انتماءاتها الفكرية.

وتشاهدون تقرير آخر من دولة الفاتيكان حول أصغر جيش في العالم الذي بُنى تاريخياً على أساس جنود من المرتزقة السويسريين الذي تحولوا مع مرور العقود والقرون إلى متطوعين، وبعد الرد على مجموعة من رسائلكم نستعرض تقريراً من سلطنة عمان يتحدث عن وجبة الشواء التراثية التي يتناولها العمانيون في عيدي الفطر والأضحى ويستغرق إعدادها يومين.

كما نشاهد قصة من زيمبابوي تتحدث عن قبائل الليمبا التي تشير المصادر إلى أنها من أصول عربية وإسلامية، بينما تحاول جهات تقف وراءها إسرائيل التقرب من هذه القبائل، وإثبات أنها من أصول يهودية، على الرغم من مجاهرة أبنائها بعروبتهم واعتناق غالبيتهم الآن الديانة المسيحية.

أهلاً بكم معنا إلى أولى فقرات هذه الحلقة: للصحافة الفلسطينية في الشتات قصة، بل قصص طويلة يختلط فيه النضال من أجل تحرير الوطن السليب بالنضال من أجل تحقيق وإثبات الذات، والنضال من أجل إيصال موقف مبدئي إلى قراء وأنصار التنظيمات المختلفة التي كانت تصدر صحفاً ودوريات ومطبوعات أخرى مشكِّلةً إعلاماً هادفاً مع اختلاف الأيديولوجيا والمواقف السياسية لتلك التنظيمات واتفاقها جميعاً على استعادة حقوق مغتصبة، وتقرير مصير شعب مشرد، واستقلال وطن محتل هو فلسطين، هل صحيح أن الإعلام العربي كجزء من الثقافة العربية لم يتمكن من مواجهة الإعلام الصهيوني؟ وهل انهارت صحافة الشتات الفلسطينية بعد ازدهار طويل؟ وما هو تأثير نقص الموارد وتغير موازين القوى السياسية والاقتصادية على الساحتين العربية والدولية على ما وصل إليه حال تلك الصحافة؟ وهل يمكن لها أن تعيد الاعتبار لنفسها في يوم من الأيام؟ أو هل يمكن أن تقوم لها قائمة؟ وهل يمكن لقناة فضائية فلسطينية مقترحة أن تكون بديلاً قوياً عن الصحافة المنهارة؟ ومن يمكن أن يمول مثل تلك القناة؟ تقرير ليلى موعد من دمشق.

تقرير: ليلى موعد:
يرى العديد من المثقفين أن احتلال العقل هو أشق بمراحل من احتلال، لكن النشاطات الثقافية الغربية والإسرائيلية أكملت دورها في هذا الاحتلال، ولم تستطع الثقافة العربية أن تقل نداً لها على الدوام، إذا أدمنت لوم الريح الغربية والإسرائيلية دون التعرض للثقوب الداخلية التي كان لها النصيب الأكبر في ذهاب مقدراتها على الريح ودون إسقاط هذا الواقع على صحافة المقاومة الفلسطينية في الشتات، وبحث ظروف انهيارها، وهي السمة التي تغلب عليها الآن.

عادل مغاري (رئيس تحرير مجلة – فتح الانتفاضة):
الصحافة خلال 30 عام من 65 إلى 95 -مثلاً- كان في "الشعبية" هناك أكثر من 28 دورية يعني الدورية المقصود فيها من نشرة لمجلة لتعميم إلى آخره، القيادة العامة كان عندها 26 كمان نشرة دورية، النضال الشعبي كان عنده 12 دورية، فتح عندها 26 دورية، جيش التحرير وقوات التحرير الشعبية كان عندها 6 دوريات، اليوم –مثلاً- هناك تنظيمات فلسطينية ما عندهاش في الشتات أنا ما بأتحدث عن القوى، ما عندهاش ولا نشرية ولا تعميم ولا جريدة ولا مجلة.

ليلى موعد:
وإذا كانت كثرة تقر بانهيارها، إلا أن آخرين وجدوا في طرح واقعها فرصة للحديث عن نار تحت الرماد، وظلال غيبتها، قد يكون أهمها الاختراق الإسرائيلي لأدباء ومفكرين وصحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم ثمناً لكلمة.

د. ماهر الطاهر (رئيس تحرير مجلة الهدف – الجبهة الشعبية):
عندما أقدموا على اغتيال الشهيد غسان كنفاني وهو في ريعان الشباب، كان عمره 36 عام كانوا يعرفون ماذا يعني غسان، قرؤوا ماذا كتب غسان في الرواية، في القصة، في الأدب، في الصحافة، وأدركوا خطر هذا الرجل، لذلك اتخذوا قرار بالتصفية الجسدية، لأنهم يعرفون خطر الكلمة.

ليلى موعد:
لكن الاستحقاق المدفوع لم يكن مطلوب على الصعيد الإسرائيلي وحسب، بل جاوز ذلك ليصبح نذير شؤم على كل من تسول له نفسه التعريض أو انتقاد بعض من الأمور الداخلية على الساحة الفلسطينية لذا تبنى عدد من المثقفين شعار "انجو سعد فقد هلك سعيد" للنجاة بجلودهم من هذا المسلخ السياسي.

محمود السرساوي (صحفي ومحلل سياسي):
المثقف بالشكل العام لنقل هناك له دور أساسي، وهو دور نقدي بالدرجة الأولى إذا لا معنى لوجود الثقافي دون حضوره النقدي، من هذا المنطلق يمكن القول أن.. أنه يعلم مسبقاً أن مسار كهذا سيدفع ثمنه بالتأكيد، وبالتالي لا أعتقد إنه المثقف الحقيقي النقدي المسؤول يمكن أن يتراجع عن هذا الدور.

ليلى موعد:
إلى الأمام، الحرية، الهدف، وغيرها. عناوين صحافة لم تعد تحمل المضامين ذاتها لفصائل انشقت عن متن منظمة التحرير، فبات من واجب هؤلاء تفسير حالة العجز العام، وبدا بعضهم غير قادر على تحمل وزر مغادرة دوره القيادي والقبول بدور قاعدي، ما أدى فيما بعد إلى مرحلة طغت عليها فكرة جلد الذات والتي غذتها معاناته من إشكالات اخترقت لب الحياة السياسية الفلسطينية.

عمر كيلاني (صحفي ومحلل سياسي):
الصحافة الحالية عبارة عن نشرات تنظيمية مهمتما الأساسية نشر أخبار الأمين العام للتنظيم والأمين العام المساعد، أخبار التنظيم، وهي لا توزع تقريباً إلا على أعضاء التنظيم وأصدقاء التنظيم أو أنصاره، لا وجود لها فعلي في السوق.

ليلى موعد:
ثم بدا الصحفي مهملاً في وقت ازدادت فيه الإرهاصات المتعلقة بالحياة المعيشية، وهو الأمر الذي لا تتحمل نتائجه فصائل الشتات وحدها، بل والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين والذي يعاني بدوره من خلل بنيوي جراء انقسام بين الداخل الفلسطيني وشتاته.

نعيم إبراهيم:
نتألم كثيراً لهذه الحالة التي نعيش كصحفي فلسطيني لا أجد من يحتضنني في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، لا فلسطينياً، ولا حتى على الصعيد العربي، أما دولياً فنحن ندرك تماماً كيف يسيطر الغرب على الصحافة وعلى وسائل الإعلام والتي انعكست بشكل مباشر على صحافتنا العربية، ومن ضمنها الفلسطينية.

ليلى موعد:
وإذا كانت صحافة الشتات الفلسطينية نشأت في الأردن وترعرعت في لبنان وانتهت أو تكاد في سوريا، فإن مرحلة كبوها جاوزت بكثير مرحلة عطائها، بعضهم عزى ذلك لضعف في التمويل، لكنه نأى عن افتراض وجود أزمة ثقة بين هذه الفصائل والدول والهيئات المانحة.

حمزة برقاوي (اتحاد الكتاب والصحفيين – دمشق):
الموضوع ليس موضوع ثقة فحسب وإنما هو متعلق بوجود نهجين في ساحة المقاومة الفلسطينية، هناك نهج يغلب فكر التسوية وهناك نهج لازال ملتزماً بهذا الفكر وبهذا النهج، ولازال يعتز بسيادة فكر المقاومة، ويسعى لإعادة الاعتبار له.

ليلى موعد:
وإذا كانت "إلى الأمام" ومثيلتها المترجمة باللغة الإنجليزية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، توقفت تماماً عن الصدور، فإن أخواتها باتت تخرج إلى النور أواخر كل شهر أو في منتصفه.

راشد إدريس (مجلة إلى الأمام):
ما نتعرض له نحن في الجبهة وعلى صعيد المجلة هو له علاقة بالسياسة أكثر من أن يكون له علاقة بالتعامل الصحفي، فأنتم تعرفون أننا في الجبهة موسومون دائماً بما يسمونه الإرهاب.

عفيف حنا (رئيس تحرير مجلة Forword -فوروورد- الجبهة الشعبية القيادة العامة):
هذه اتهامات.. هذه اتهامات، ولكن نتيجة الموقف السياسي العام، هو الذي فرض هذا الحصار الاقتصادي، أو هو الذي شكل معوقاً أساسياً في عدم إصدار مطبوعاتنا بالشكل التي كانت فيه.

ليلى موعد:
مطبعة "صامد" تتبع حركة فتح الانتفاضة لم تحصل بعد على موافقة رسمية بطباعة مجلات تخص التنظيمات الفلسطينية، وتكتفي بطباعة ملصقات المناسبات وصور الشهداء والكتب التي ليس لها علاقة بالمقاومة وإذا تطمح الفصائل الفلسطينية للحصول على تراخيص رسمية تتيح لها طباعة مجلاتها وصحفها في دمشق، فإن مشكلة أخرى تبرز إلى العيان وتتعلق بإشكالية النظرة إلى المثقف والصحفي من قبل القياديين الفلسطينيين، وعدم قدرتهم على فصل السياسي عن الثقافي.

وإذ يُلمح البعض إلى صحافة الداخل الفلسطيني وأهميتها وربما مصداقيتها، فإنها لا تشكل في منظورهم تعويضاً عن صحافة الشتات، فيما تلح المهمة التنويرية على ضرورة طرح بدائل مستقبلية للتواصل، قد يكون من بينها فكرة إنشاء قناة فضائية فلسطينية في الشتات.
ليلى موعد – برنامج (مراسلو الجزيرة) – دمشق.

محمد خير البوريني:
ومما آل إليه حال الصحافة الفلسطينية في الشتات نتحول للسؤال عن أصغر جيش في العالم، أصغر جيش في العالم يوجد في أصغر دولة في العالم، دولة الفاتيكان.
يُطلق على جيش الفاتيكان اسم الحرس السويسري إذ يتم تاريخياً اختيار أفراد هذا الجيش من المتطوعين السويسريين لأسباب مختلفة.

لكن دور هذا الجيش لم يعد كما كان سابقاً، ويقتصر الآن على المراسم والاستعراض إلى حد كبير تقرير أحمد كامل من الفاتيكان.

undefinedأحمد كامل:
رغم لباسه الفلكلوري فإن هذا الحرس يقوم بعمل فيه من الجدية أكثر بكثير مما فيه من الاستعراضية، إنه الحرس السويسري الذي يحرس باب الفاتيكان ودويلته الصغيرة في قلب روما، يعود تاريخ هذه الفرقة التي يتراوح عدد أفرادها بين 100 و 200 عنصر إلى عام 1506م حين استخدمت الكنيسة الكاثوليكية لحماية البابا كتيبة من المرتزقة السويسريين المشهورين بالشدة والولاء المطلق، وكان اختيار السويسريين حينها ضمانة للكنيسة تجاه أعدائها وتجاه احتمالات انحياز الحراس الإيطاليين إلى سلطات بلادهم ذات العلاقة المتوترة مع سلطات الباباوية واسعة النفوذ في ذلك الوقت.

سليم أبي راشد:
كانوا يجيبون مرتزقة من سويسرا لأنه، كانوا جبارين وليحموا الفاتيكان.. مدينة الفاتيكان من البرابرة، حافظوا على التقليد.

أحمد كامل:
والحرس السويسري اسم على مسمى، كل رجاله من سويسرا، جنود أنهوا الخدمة في الجيش السويسري، ثم خضعوا لتدريب خاص للقيام بمهمة خاصة هي حراسة البابا والفاتيكان من أعداء محتملين من الصعب جداً تمييزهم من بين حشود الحجاج والمعجبين والسياح والفضوليين، محافظة الحرس على لباسه التقليدي الذي يرجع إلى خمسة قرون مضت، يدفع البعض للشك في دوره الأمني الذي لا يُستهان به في الواقع.

ريما بدين (سائحة سورية):
كنت بأعتقد إنه ما بيتحركوا ولا بيضحكوا ولا بيحكوا مع بعض، أنه بس فقط مثل منظر مظهر.

أحمد كامل:
كيف شفتيهم؟

ريما بدين:
لأ شفتهم إنهم بيحكوا مع بعض يعني مو كتير بس إنه بيحكوا مع بعض شوي، وشكلهم يعني لبسهم فلكلوري شوي وعادي يعني.

أحمد كامل:
حرس حقيقي يعني؟

ريما بدين:
أيوه حرس حقيقي إيه.

أحمد كامل:
وحتى الذين يعرفون أن حرس حقيقي ويقوم بدور أمني محدد، فإن بعضهم يعتقد بأن لا جدوى من الإبقاء عليه مقيداً بالتقاليد العتيقة.

مليكة ويشوا (سائحة فرنسية):
لم يعد هناك مبرر لوجود هذا الحرس، لا أعرف ما هي الفائدة منهم.

أحمد كامل:
وتبقى غالبية الحجاج والسياح مع الإبقاء على الحرس السويسري، وبشكله الحالي الذي أصبح جزءاً من هوية الفاتيكان في ذهن ملايين البشر.

جيل كونتيه (طالب علوم دينية):
أعتقد أنه تقليد جميل يجب الحفاظ عليه لأنه إذا أُلغي فسيفقد الفاتيكان شيئاً هاماً.

أحمد كامل:
ولا يتردد البعض حتى في القول أن الحرس السويسري بقي لأنه يجذب السياحة وهو سبب كاف لاستمرار وجوده، في عصر تسعى فيه الكنيسة لتعزيز كل عناصر الجذب فيها.

بدر الدين الهلاس (سانح مغربي):
هو في الحقيقة ما عنده تفسير، هو تقليد هو شكل لجلب السواح واستقطابهم لا غير.

أحمد كامل:
الحرس السويسري المعتاد على تحية كل من يتوجه إليه، حتى ولو كان الكاميرا، لا يرافق البابا في زياراته إلى خارج دولة الفاتيكان في الخارج، وإيطاليا بل وروما ما عدا الفاتيكان تعتبر من الخارج يرافق البابا حرس إيطالي أصعب مهامه على الإطلاق هي منع محبي البابا من الاقتراب منه، والتمييز بين هؤلاء وبين غير المحبين وإذا كان الفاتيكان قد غير بعضاً من نظرته إلى الحرس السويسري، حي يقر ضمناً بالدور الاستعراضي أو السياحي له، بعد أن كان لا يطلب منه إلا الولاء والشدة، فإن عناصر الحرس غيرت من نظرتها هي أيضاً للفاتيكان فبعد أن كانت حراسة البابا شرفاً عظيماً وقربة دينية كبيرة، بات 90% من الحراس يعتبرون العمل في الحرس السويسري تجربة فريدة تستحق أن تُعاش، إنما لمدة لا تزيد عن السنتين، وهي الحد الأدنى للخدمة في أصغر جيش في العالم.

الحرس السويسري هو ثمرة امتزاج عوامل سياسية وتاريخية وفلكلورية وأمنية، وتبقى ميزة هذا الحرس أنه نجح في تحقيق دوره الأمني مع المحافظة على المظهرية والتقليدية.
أحمد كامل –برنامج (مراسلو الجزيرة)– روما.

محمد خير البوريني:
ونصل إلى فقرة الردود على رسائلكم. نبدأ برسالة بعثتها فاطمة من الدوحة وانتقدت فيها تقريراً أعدته الزميلة أسيل سامي للبرنامج حول مشاركة المرأة القطرية في المنتدى القضائي الثالث حول صياغة قانون الأحوال الشخصية في البلاد، تقول المشاهدة: انتقدت المذيعة المرأة القطرية لعدم قبولها الظهور في وسائل الإعلام بسبب العادات والتقاليد وبسبب تخبط المرأة القطرية في إثبات ذاتها -وتابعت- ولكن النساء عندنا لا يردن الظهور في وسائل الإعلام، ولا توجد أي قوة تجبرهن على الظهور، والمرأة القطرية أثبتت ذاتها في جميع الميادين ولها أن تثبتها في أي مجال إن أرادت، كما ننتقد المشاهدة عرض الجزيرة للخارطة التي تبين إسرائيل في نشرات الأخبار وتنتقد كذلك مخاطبة المحللين السياسيين الإسرائيليين في نهاية مقابلات تجريها معهم الجزيرة بالقول شكراً لك، وتقول: وكأن مذيع الجزيرة يشكرهم على المذابح التي تُرتكب بحق الأطفال والشيوخ وتشريد المواطنين الفلسطيني، شكراً لفاطمة على الرسالة ونجيب بالقول: إن الجزيرة تقوم بنقل الحدث وعرض تداعياته بالصوت والصورة والتحليل الموضوعي، والزميلة أسيل قامت بنقل و برصد ما شاهدت خلال الندوة المذكورة، ولم تفرض على أحد وجهة نظر معينة، وهذا هو خط الجزيرة الذي لا يتغير ولا يتبدل، تقول الزميلة أسيل بهذا الصدد: إنها كانت تتمنى أن تلتقي في التقرير المذكور بإحدى المثقفات القطريات اللاتي حضرن الندوة، ليعبرن عن آرائهن وطموحاتهن مباشرة، وعن دورهن الحقيقي الواعد في المجتمع القطري وإنها لم تُوفق في ذلك.

أما بالنسبة لكتابة اسم إسرائيل على الشاشة فقد سبق وقلنا أن الجزيرة قناة مستقلة لا تمثل دولة أو نظام حكم أو تيار سياسي أو ديني، وتقوم بعرض الأمور كما هي تماماً مع الالتزام الكامل كقناة عربية بحقوق الشعب الفلسطيني وهي: حق العودة، وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة، وانسحاب إسرائيل حتى حدود الرابع من حزيران من عام 67 بما في ذلك القدس الشريف، وهذا ما تطالب به السلطة الوطنية الفلسطينية والدول العربية مجتمعة، ونعتقد أنه ليس من حق الجزيرة تغيير الخرائط في أي جزء من العالم في ظل وجود مفاوضات وتوتر وصراع طويل الأمد، ووجود قادة ودول وحكومات عربية وإسلامية وعالمية أما عن شكر الزميل للمحللين السياسيين الإسرائيليين في نهاية المقابلات واعتبار ذلك بمثابة شكر على المذابح التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، فأعتقد أن في ذلك ظلم كبير لقناة عربية تولي الشأن الفلسطيني ونضال الشعب الفلسطيني الكثير والكثير من الاهتمام، وتقوم بتغطية واسعة النطاق تنفرد فيها عادة وتتميز بشهادة الفلسطينيين أنفسهم، ولعلنا لا نحتاج للتذكير بجائزة فلسطين التي منحتها السلطة الوطنية لمراسل الجزيرة في فلسطين الزميل وليد العمري كأفضل مراسل تليفزيوني في تغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة، هذا عدا عن الثقة الكبيرة التي يوليها المشاهد الفلسطيني لقناة الجزيرة التي باتت ومنذ وقت طويل المرجع الإعلامي المرئي الرئيسي في فلسطين، حسب الاستطلاعات التي أُجريت لهذا الشأن، نرجو أن نكون قد أجبنا على ما ورد في رسالة المشاهدة بهذا الشأن.

ومن العاصمة البريطانية بعث عمر الخلاف رسالة طويلة نعتذر عن ذكر نص ما جاء فيها ولكنها تتحدث عن من يُطلق عليهم اسم "البدون" في الكويت، ويقول إن الجزيرة للأسف الشديد لم تُنصف هؤلاء البدون، ولم تتطرق لقضيتهم في أي برنامج أو فيلم وثائقي، مع أن هذه القناة لا تعرف المجاملات أو الخوف من أي كان، ويتابع قائلاً إن البدون لا يملكون إثبات شخصية باستثناء شهادة الميلاد التي حُرموا من الحصول عليها منذ عام 98 وأن نسبة العاطلين بينهم تصل إلى 85% -حسب نص الرسالة- كما أنهم ممنوعون من حق تملك أي شيء ولا يُعاملون معاملة المواطنين في المؤسسات الصحية الكويتية، وأن يشمل ذلك حالات الولادة كما أنه لا يُسمح لهم بالدراسة في المدارس الحكومية ولا بالحصول على شهادة الثانوية العامة، كما لا يسمح لهم بدخول الجامعات أو المعاهد الكويتية ولا تتم المصادقة على عقود زواجهم من قبل المحاكم الكويتية، ويضيف أنه يتم اتخاذ إجراءات تعسفية بحقهم من الحين الآخر من بينها إقامة نقاط تفتيش في مناطقهم ومداهمة بيوتهم واعتقالهم بدون أسباب حسب نص الرسالة.

نجيب المشاهد بالقول أن هذه القضية تثار إعلامياً بين الحين والآخر، وأنها تناقش باستفاضة في البرلمان الكويتي، وأن الحكومة الكويتية اتخذت إجراءات مؤخراً على طريق حل مشكلاتهم ربما القضية –كما تعلم- شائكة ومعقدة وتحتاج إلى التحقق بالصوت والصورة، كنا قد راجعا بعض هؤلاء البدون في الكويت، ولكنهم رفضوا أن يظهروا أمام الكاميرا، أو أن يتحدثوا حول قضيتهم قائلين إنهم قد يحرمون مستقبلاً من الحصول على الجنسية الكويتية لو فعلوا ذلك، على أي حال سوف نحاول من جديد ونرجو أن ننجح في مسعانا.

سارة ومريم تمراز من السعودية بعثتا إلى البرنامج وطلبتا إعادة حلقة معينة من أحد البرامج التي عرضتها الجزيرة، شكراً على الرسالة، وقد قمنا بتحويلها إلى الجهات المعنية لدراسة إمكانية إعادة تلك الحلقة.

ومن الجماهيرية الليبية بعثت فيروز علي أحمد تقترح بأن تقوم الجزيرة بعرض برنامج أسبوعي يعني بالأمور الصحية على الهواء مباشرة كما طلبت إعداد تقرير للبرنامج عن الأرمن في لبنان وغيرها من الدول، بالإضافة إلى تقرير آخر يتحدث عن قبيلة الشوايا في سوريا شكراً للمشاهدة الكريمة مقترحاتك وطلباتك قيد الدراسة.
ووصلت رسالة من ألمانيا بعثها غازي بسو اليزيدي أو الأزيدي وقاسم.. وقاسم شنجالي جاء فيها نعلمكم أن توجد أقلية دينية تعيش في العراق اسمها الأزيدية أو اليزيدية ومركزها الديني في محافظة نينوى في قضاء الشيخان، والقسم الأكبر منهم يعيشون في قضاء سنجار وقراها، ومنهم من يعيش كذلك في سوريا وتركيا وجورجيا وأرمينيا، ولهم عادات وتقاليد ترجع إلى آلاف السنين، يطلب المشاهد تسليط الضوء على هذه الأقلية، شكراً على الرسالة ونعمل على دراسة الأمر إن شاء الله.

أخيراً بعثت المشاهدة رشا يوسف من سوريا بعثت رسالة غير واضحة ومكتوبة على ورق غير مخصص لكتابة الرسائل نرجو من المشاهدة إيضاح ما تقترح أو تطلب من البرنامج في المرات المقبلة.

مشاهدينا الكرام إلى هنا نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم في حلقة هذا الأسبوع، ونعود الآن لاستكمال ما تبقى من فقرات البرنامج.

محمد خير البوريني:
الشواء في عيدي الفطر والأضحى في سلطنة عمان، وجبة يتغنى العمانيون في طيب مذاقها ويتعزون بها تراثاً، ولكن هل تستحق وجبة طعام واحدة إنفاق يومين في إعدادها؟ تقرير أحمد الهوتي من سلطنة عمان.

undefinedتقرير/ أحمد الهوتي:
كما في البلاد العربية وجبات خاصة في المناسبات، فإن العمانيين يتميزون بإعداد وجبة دسمة في عيدي الأضحى والفطر تسمى الشواء تدفن في باطن الأرض قرابة يومين وتؤكل عادة ثالث أيام العيد، ولا يعرف بالتحديد تاريخ هذه الوجبة، لكن الأهالي يؤكدون أنها عادة قديمة توارثوها من أجدادهم، وهم اليوم لا يستغنون عنها، بل يبذلون قصارى جهدهم في إعدادها مهما كلف ذلك من جهد ومال.

مواطن عماني 1:
هذه عادة تواثناها من الأجداد والآباء، ولا أذكر إن هناك فيه تاريخ محدد بالنسبة لبداية الشواء أو لنهاية الشواء، وإنما هي عادة اعتادها جميع العمانيين في هذه البلد بأن يقوم في اليوم الأول يدفن الشوا، وفي اليوم الثالث بإخراج الشوا.

أحمد الهوتي:
صباح ثاني أيام العيد يبدأ الأهالي بذبح الأغنام والأبقار كل حسب طاقته إمكاناته المادية، فقد تشترك أكثر من أسرة في الذبيحة الواحدة، والملاحظ أيضاً أن إعداد الوجبة يتم بتعاون الجميع صغاراً أو كباراً بعد الانتهاء من الذبح يقطع اللحم ويغسل جيداً، بينما تقوم النسوة بتجهيز وإعداد البهارات العمانية التي تم شراؤها قبل العيد بفترة ويقوم الرجال بعد ذلك بخلط البهارات مع عصير الليمون وبعض المخللات وغمس اللحم في هذا الخليط.

مواطن عماني 2:
أول شيء.. اللحم، وبعديها بنقوم.. الراس، فالآن العمل.. تغذية الراس، طبعاً نحاول نشوف، ولكن المداخل أو الخراشيم هذا موجودة فيه، ونحاول أيش أدخل البهار داخل الراس الموجودة هنا، وأشوف لها أي فتحة موجودة هنا خالية من البهار، أسكرِّ عليه بالبهار.

مواطن عماني 3:
أنواع اللحوم اللي تستخدم لحم البقر ولحم الغنم، لحم البقر يستخدم الجماعة مجموعة من الناس يعني، أما أجود لحم هو لحم الغنم بالنسبة للشواء.

أحمد الهوتي:
في المرحلة التالية يلف اللحم بورق الموز ثم يوضع داخل الأكياس أو الأوعية السعفية المعدة خصيصاً لهذا الغرض. ثم تغلق هذا الأوعية السعفية أو (الوخايت) باللهجة المحلية بشكل محكم، وتنقل إلى موقع قريب لحفرة الشواء.
ويقوم كل شخص يوضع علامة معينة على الوعاء السعفي حتى لا يختلط مع أوعية الآخرين عند إخراج اللحم من الحفرة.

مواطن 3:
هو الحكمة من استخدام جريد النخيل وورق الموز بعطي نكهة خاصة للحم.

أحمد الهوتي:
حفرة الشواء تختلف من موقع لآخر، لكن أعماقها متساوية فهي إما أن تكون على عمق 7 أقدام أو 6 وعلى هذه الحفرة أن نستوعب لحوم الأهالي الذين يشتركون ويتعاونون في في إعداد كل شيء بدءاً من حفر الحفرة وحتى إعداد إعداد اللحم وانتهاءاً بدفنه وإخراجه فيما بعد، وتمرق داخل داخل هذه الحفرة كميات من حطب أشجار النخيل والسمر، ويجب أن يكون قعر الحفرة قد غطي بكميات جيدة من الحجر، وتكون بالتالي شديدة الحرارة.

مواطن عماني 1:
في كل حارة أو حي كبير يقوم الأهالي بحفر حفرة كبيرة لعمل الشواء والحارات الصغيرة تتوافد إلى هذه الحارة الكبيرة لتجميع هذا الشواء، ثم بعد ذلك تجمع في خصاصيف أو بما يسمى الجراب، ثم بعد ذلك توضع في قاف كبير معين وكل خصفة من هذ الخصف توضع لها علامة معينة كل واحد يعرف خاصفته أو القاف المعين بتاعه، في اليوم الثالث من العيد في الصباح قبل طلوع الشمس أو أثناء طلوع الشمس، تتجمع جميع الأهالي لاستخراج هذه القافات أو هذا الشواء من الحفر الكبيرة، ينزل اثنين أو ثلاثة من لأهالي لاستخراج القافات الكبيرة، ثم بعد ذلك يقوم الأهالي بفتح هذه القافات وكل واحد يعرف العلامة المعينة للشواء ماله ويتم استخراج الشواء.

أحمد الهوتي:
عند غروب الشمس يكون الأهالي قد عملوا أكثر من 10 ساعات لإعداد اللحم وتجهيز حفرة الشواء، ثم يقومون بشكل جماعي بتقريب الأوعية السعفية المملوءة باللحم نحو الحفرة الجاهزة الآن لاستقبالها.

وفي لحظة واحدة ترمي كل الأوعية في حفرة واحدة وتغطي الحفرة بأحكام عبر هذا الغطاء.

مواطن عماني 2:
والله جهد كتير يعني، نبديه من الساعة 8 صباح وتنتهي الساعة 8 أو 7.5 بالليل، فتكون الساعة 7.5 بالليل هو عملية دفن الشواء، والساعة 8 صباحاً نبدي عملية الدبح تستمر من الساعة 8 إلى الساعة 7.5 تقريباً أو الساعة 8 بالليل تكون عملية الدفن تستغرق تقريباً 8 ساعات أو 9 ساعات تقريباً.

أحمد الهوتي:
ظهر اليوم الثاني يجتمع الأهالي مرة أخرى لإخراج اللحم المشوي حيث يقوم بعض المتمرسين بالنزول إلى الحفرة الحارة، فيما يقف الآخرون للمساعدة في إخراج اللحم الذي نضج تماماً وأصبح شوءاً فيأخذ كل زي حق حقه وينصرفون جميعاً إلى منازلهم حيث تعدو جبة الغذاء المكونة من الرز الأبيض وهذا اللحم الذي تحول لونه إلى السمرة، ويدعي كل الجيران أو الأهل لتناول وجبة الشواء ولا يبقى أحد في الحي إلا وقد أخذ أو تناول نصيبه من هذه الوجبة الشهية حقاً.

مهما تعددت مظاهر العيد في عمان إلا أن إعداد الشواء بعد من أجمل وأهم هذه المظاهرا فلا يوجد بيت لا يشارك في إعداد هذه الوجبة المميزة. رغم صعوبة إعدادها وارتفاع فاتورتها، أحمد الهوتي لبرنامج (مراسلون) من ولاية الروستاق العمانية.

محمد خير البوريني:
قبائل الليمبا تتوزع هذا القبائل على عدد من دول الجنوب الأفريقي، ومن بينها زيمبابواي، تشير المصار إلى أن الليمبا هي في الأصل من القبائل العربية المسلمة التي هاجرت قبل مئات السنين إلى ذلك الجزء من العالم، ولكن يبدو أن هذه القبائل لا تُترك وشأنها، فهناك من يحاول تزييف الحقائق والعبث بتاريخها لأهداف مختلفة، هناك مؤشرات على أن جهاتٍ تقف وراءها إسرائيل سعت وتسعى للتقرب من هذه القبائل، ومحاولة إثبات أنها من أصول يهودية، على الرغم من مجاهرة أبنائها بعروبتهم.

وعلى الرغم من اعتناق غالبيتهم الآن للديانة المسيحية وبالإضافة إلى الأسماء العربية والإسلامية التي يحملها غالبية أبناء الليمبا منذ الولادة فإن قبورهم توجه عند الموت نحو القبلة وليس نحو أي مكان آخر، يتطلع الليمبا إلى العرب طلباً للعون في بناء المدارس والمساجد في الوقت الذي تواصل فيه الجهات الأخرى محاولتها لاجتذابهم وإبعادهم أكثر فأكثر عن أصولهم،ربما تمهيداً لإعدادهم ليكونوا الفلاشا الجدد، ولكن في مكان آخر هذه المرة، وضاح خنفر كان هناك وأعد تقريراً مفصلاً، قد يكون وضعاً للإصبع على واحد من الجراح المثخنة، وقد يكون قرعاً لجرس إنذار جديد.

undefinedتقرير/ وضاح خنفر:
تعيش قبيلة الليمبا في عدد دول الجنوب الإفريقي ومازال الجدل حول أصل الجزيرة وجذور ثقافتها لغزاً يسعى الكثيرون إلى حله إذ تشير المصادر البرتغالية إلى قبيلة ذات أصول عربية مسلمة تتمتع بمرتبة متميزة بين أبناء القبائل الإفريقية الأخرى ومع أن معظم أبناء القبيلة يدينون حالياً بالمسيحية إلا أن جهات خارجية تحاول بشتى الوسائل إثبات أن الليمبا ذوي أصول يهودية وصلوا إلى شرق إفريقيا عبر اليمن وصارعت العديد من المؤسسات اليهودية إلى تقديم خدمات تعليمية في أوساط الليمبا لإعادة تهويدهم، وفي محاولاتنا للوقوف على حقيقة الأمر شددنا الرحال إلى زيمبابواي حيث يعيش قرابة مائتي ألف من الليمبا، وكانت العاصمة (هراري) محطتنا الأولى حيث التقينا بمحامي من الليمبا قادته سنوات من البحث الجذور إلى إعلان إسلامه، بعد أن كان من أنصار النظرية القائلة بان الليمبا ذوي أصول يهودية، والتي تستند في أهم أدلتها على فحص للعوامل الوراثية، أثبت بأن المكونات الجينية لليمبا تشمل على أصول سامية.

موسى فوروما (محامي):
إن الكروموسومات ذات الأصول السامية التي وجدت لدى قبائل الليمبا تورث عادة من الآباء إلى الأبناء، وإذا رجعنا للتاريخ سنجد بأن العرب واليهودية يشتركون في الأصل السامي.

وضاح خنفر:
وبمساعدة من بعض أبناء القبيلة زرنا العديد من قرى الليمبا الواقعة في شرق زيمبابواي حيث الحياة البسيطة التي مازال سكان الآرياف من الأفارقة يعيشونها مع غياب وسائل الاتصال وشبكات الطرق والكهرباء، مما ساعد على حفظ العديد من العادات والتقاليد التي ضيعها قاطنو المدن.

كانت قرية (بيتزا) محطتنا الثانية، حيث تلقينا ترحيباً رافقة تصفيق بالأيدي وفق عادات الليمبا، وكانت فرحة شيخ القرية غامرة فمال إلى أكبر ديك في حديقته وقدمه هدية للزوار القادمين من عالم بعيد.

وتصادف في القرية اجتماع لشيوخ القرى المجاورة، لترتيب حفل ختان أطفال القبيلة والذي يتم كل عام، إذ يعتبر الختان من أهم التقاليد التي يحرص عليها أبناء الليمبا، ويبدو أن المناسبة التي يستعد الجميع لها ستضم 355 طفل حيث يقتادون إلى الجبال لأسابيع ثلاثة وهناك وهناك يتولى الشيوخ تعليم الأطفال أسرار القبيلة، وينتهي المخيم بحفل ترحب فيه القبيلة بالرجال الجدد، ومن أهم الأسرار التي يتعلمها الأطفال طريقة الذبح، حيث تحرم تقاليد الليمبا تناول لحم الخنزير واللحوم التي لا تذبح وفقاً لتقاليدهم، التي تتمثل في أن يوجه الحيوان نحو الشمال الشرقي، وهي جهة القبلة، ثم يقول الذابح بلسان عربي مبين "بسم الله، الله أكبر"

أنس سليمان (موظف):
إن معظم القواعد التي يتبعها الليمبا في طعامهم هي تلك الخاصة بالحلال والحرام فالليمبا لا يأكلون إلا الحلال على الطريقة الإسلامية والتي نسميها طريقة الليمبا.

وضاح خنفر:
هذا ويستخدم أبناء الليمبا كلمة حلال لوصف اللحم المذبوح وفقاً لهذه القاعدة كما أنهم يستخدمون كلم موات لوصف ما ذبح على خلاف ذلك، ومع أن الليمبا ليست لديهم لغة خاصة بهم إلا أن هذه الكلمات العربية ليست الوحيدة التي يستخدمونها، فأسماء العشائر الأثني عشر التي تتشكل منها القبيلة عربية مثل حاجي وصدِّيقي وسليماني وغيرها كما أنهم يحتفظون بأسماء عربية مثل محمد وعلي وإسماعيل أما تحيتهم فهي سلام عليكم وجوابها عليكم السلام، ولاحظنا أن الليمبا يدفنون موتاهم في أفنية خلف البيوت، ولقد وضح لنا بعضهم كيفية الدفن، فوجدناها أقرب ما تكون إلى الطريق الإسلامية.

علي حمنديشي:
كما ترى فإن الميت يدفن على جنبه اليمين ووجهه نحو الشمال الشرقي وهي جهة القبلة.

وضاح خنفر:
وكانت المفاجأة في أن الجميع ممن التقينا بهم في قرى مختلفة مجمعون على أنهم ذوي أصول عربية وفد أجدادهم من شرق إفريقيا.

أحد أفراد قبيلة الليمبا 1:
نحن فعلاً عرب، إننا أحفاد العرب.

أحد أفراد قبيلة الليمبا 2:
نحن أصلاً عرب، هكذا كان أجدادنا يقولون.

وضاح خنفر:
وكان طلب شيوخ القبيلة الوحيد أن نوصل نداءًا لإخوانهم العرب لإعانتهم على التعرف على تعاليم الإسلام وبناء المساجد والمدارس، ومع أن بعض المؤسسات الإسلامية قد باشرت فعلاً إعادة أسلمة القبيلة إلا أن الحاجة مازالت كبيرة.

أحمد شيخ (لجنة مسلمي إفريقيا – هراري):
اللجنة تبذل جهود كبيرة، لإعادة هذه القبيلة إلى الإسلام، فـ 85% من أعمال اللجنة، سواء كانت مشاريع، أو دعوة، أو أيتام، أو تعليم توجه إلى هذه القبيلة وضاح

وضاح ختفر:
وثقافة الليمبا شديدة التميز، إذ عرفوا طوال القرون الفائتة بالأمانة والعفة والنظافة وإتقان الحرف اليدوية، محققوا بذلك منزلة عالية في أوساط القبائل الأخرى وصاروا عبر الزمان مستشارين لأمراء القبائل وحرفيين بارعين، ولعل ذلك أثر على عادات قبائل أخرى في الجنوب الأفريقي كالزولو والكوسا والشونا، خصوصاً فيما يتعلق بالختان، لقد كانت بساطة الحياة التي يعيشها هؤلاء ودفء المشاعر وكرم الضيافة، بالإضافة إلى إجماعهم على انتمائهم العربي من أهم ما عدنا به من أرض الليمبا محاولين أن نجد إطاراً تاريخياً للقبيلة في زيمبابواي.

بروفيسور ماديفنغا (أستاذ تاريخ الأديان – جامعة زيمبابواي):
أعتقد أن أصول الليمبا تنحدر من قبائل الشونا والسانا، وكذلك السواحلية من الأفارقة المسلمين، الذين استوطنوا الساحل الشرقي لأفريقيا خلال القرن الخامس عشر.

وضاح حنفر:
ويبدو أن قبيلة الليمبا ذات جذور عربية وإفريقية، وهي ظاهرة نتجت عن تزاوج العرب والأفارقة في شرق إفريقيا والحضارة السواحلية مثال مهم على ذلك ومن المرجح أن يكون الليمبا قد هاجروا باتجاه الداخل الإفريقي بعيداً عن الساحل، فانقطعت صلتهم بالعرب المسلمين لقرون طويلة، ولم يبق من آثارها سوى بعض العادات والكلمات.

بروفيسور ماديفنغا:
الأدلة اللغوية تبين بأن قبيلة الليمبا كانت قد نشأت في منطقة الساحل الشرقي لأفريقيا، هناك العديد من الأدلة اللغوية الكلمات التي يرددونها عند الذبح، وتلك التي يرتلونها في صلواتهم، وكذلك ثقافتهم وتاريخهم، كلها أدلة على أنهم ذووا أصول إسلامية وليست يهودية.

وضاح خنفر:
لقد كان للإسلام دور عظيم في جهات إفريقيا الثلاث، الشمال والشرق والغرب، ويبدو أن قبيلة الليمبا وأثرها على القبائل الإفريقية ستفتح باباً واسعاً لدراسة التأثير الإسلامي على الجنوب الإفريقي، في قصة مازالت ننتظر يرديها.
وضاح خنفر لبرنامج (مراسلو الجزيرة) (مسفنجو) شرق زيمبابواي.

محمد خير البوريني:
مشاهدينا الكرام إلى هنا نأتي إلى نهاية حلقة هذا الأسبوع من البرنامج، لمتابعي البرنامج يمكنكم مشاهدة تفاصيل هذه الحلقة من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والموقع هو.
www.ajazeera.net

ويمكنكم مراسلة البرنامج على العنوان التالي (برنامج مراسلو الجزيرة صندوق بريد رقم 23123 الدوحة – قطر) أما رقم الفاكس فهو 4860194، علماً بأن الرقم الدولي هو 00974، نقول من جديد نتابع طلباتكم واستفساراتكم واقتراحاتكم أولاً بأول، وسنرد عليها كذلك أولاً بأول بحول -الله تعالى- حتى الأسبوع المقبل هذه تحية من المخرج صبري الرماحي، وفريق البرنامج، وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني، إلى اللقاء.