عبدالرحمن غويله - لقاء اليوم 8/10/2011
لقاء اليوم

عبد الرحمن غويلة.. اختفاء الإمام الصدر

تستضيف الحلقة الضابط الليبي السابق عبد الرحمن غويلة أحد أهم الشهود في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر الذي اختفى في ليبيا عام 1978، ليدلي بأول شهادة عن حادثة الاختفاء.

– المخابرات والسيناريو المجهز لاختفاء الصدر
– التلقين المخابراتي

– قرار المنع من السفر وسنوات في سجن بوسليم

– مطلوب للعدالة اللبنانية

عبد العظيم محمد
عبد العظيم محمد
عبد الرحمن غويلة


عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من برنامج لقاء اليوم التي نقدمها من العاصمة الليبية طرابلس، ونستضيف فيها الأستاذ عبد الرحمن محمد غويلة الضابط السابق في إدارة الجوازات وأحد أهم الشهود في قضية رجل الدين الشيعي موسى الصدر الذي اختفي في ليبيا عام 1978، أستاذ عبد الرحمن مرحبا بك معنا في هذا اللقاء بداية نريد أن نعرف ما طبيعة العمل الذي كنت تقوم فيه في إدارة الجوازات.


عبد الرحمن غويلة: السلام عليكم أحيي مشاهدينا الكرام، وأترحم على شهداء ثورة 17 فبراير وثوارنا الأحرار الذين أتاحوا لي هذه الفرصة حتى أتحدث بكل وضوح وحرية الآن عن موضوع قضية الإمام موسى الصدر الذي غيب في ليبيا، كنت ضابطا في الجوازات في مطار طرابلس العالمي في سنة 1978 ثم نقلت إلى الإدارة العامة للجوازات حيث أسست مكتب اسمه مكتب الشؤون السرية وله علاقة مباشرة بالمدير العام في ذلك الوقت هو الذي اختارني، طبيعة هذا المكتب كانت تتعلق بكل أجهزة الدولة السرية مثل إدارة الاستخبارات العامة، المباحث هيئة أمن الجماهيرية في ذلك الوقت التسمية مكتب اتصال رجال الثورية فكانوا يأتون ويأخذون بيانات..


عبد العظيم محمد: إدارة لجمع المعلومات الخاصة حول المغادرين والقادمين.


عبد الرحمن غويلة: كان هذا المكتب في الإدارة العامة للجوازات له طابع السرية تأتي الأجهزة الأمنية وتأخذ معلومات من هذا المكتب، معلومات كانت عن الليبيين أو الأجانب المقيمين في داخل ليبيا، فكنت أزودهم بالمعلومات من واقع الملفات الموجودة لدينا في الأرشيف الخاص أو المحفوظات الخاصة في الإدارة، أحيانا يطلبون صورة شخص أو بيانات عن اسمه كاملا أو عنوانه وهكذا، حتى أذكر أنه مره طلب منى اسم المذيع الليبي الذي اغتيل في لندن المرحوم الأستاذ محمد مصطفى رمضان، جاءني شخص يدعى فتحي المهدي وهو من هيئة أمن الجماهيرية في ذلك الوقت وطلب المعلومات عن هذا الرجل، فكانت المعلومات بسيطة لا توجد إلا شهادة الميلاد والمصوغات الخاصة بجواز السفر، فأخذ تلك البيانات، بعد ذلك اغتيل الأستاذ محمد مصطفى رمضان بعدها بأسبوع تقريبا اغتيل.


عبد العظيم محمد: يعنى أخذت منك المعلومات حول هذا الشخص قبل أسبوع من مقتله في لندن؟


عبد الرحمن غويلة: نعم، تقريبا، ولكن كانت معلومات لا أظنها أنها كانت مفيدة كثيرا بالنسبة لهم يعنى.


عبد العظيم محمد: طيب ما علاقة طبيعة هذا العمل بقضية الإمام موسى الصدر.


عبد الرحمن غويلة: كما ذكرت لحضرتك أنني انتقلت من المطار وأسست هذا المكتب عندما تراكم علي العمل في مكتبي، هذا المكتب الشؤون السرية وأصبحت الجهات الأمنية تتداعى من كل جهة يتدخلون في شغلي فطلبت من المدير العام في ذلك الوقت العقيد عمر قويدر أن يعنى لا بد أنه يساعدني في عملي يوفر لي عناصر أخرى ومكتب آخر، فقال لي والله أنه يفضل أن تأتي إلي في المساء ولنتفاهم ونحل كل المشاكل التي أنت تريد حلها معي، عندما أتيت إليه بالليل أو بعد صلاة المغرب تقريبا وكان ذلك يوم الاثنين 31 ديسمبر 1979 وجدت في مكتبه المقدم مرجع التليسي رئيس رقابة جوازات المطار في ذلك الوقت، فطلب مني العقيد عمر قويدر تأجيل الحديث عن مشاكل مكتبي وأخبرني أن هناك أمرا جديدا وهو أن ياسر عرفات يشتم فيما كان يسمى القائد معمر القذافي في ذلك الوقت.


عبد العظيم محمد: من الذي أخبرك بهذا الكلام؟

المخابرات والسيناريو المجهز لاختفاء الصدر


عبد الرحمن غويلة: العقيد عمر قويدر مدير عام الجوازات، وأن عند اطلاعنا يعنى أن ياسر عرفات يشتم الأخ القائد ويدعي أن ليبيا أخفت ياسر عرفات.


عبد العظيم محمد: ليبيا أخفت موسى الصدر.


عبد الرحمن غويلة: موسى الصدر، آسف، أخفت موسى الصدر، ونحن نريد أن نرد على ادعاءات وافتراءات ياسر عرفات في التلفزيون الليبي فبحثنا عن الضباط الموجودين في الفرقة التي كنت أشتغل بها في جوازات المطار لم نجد إلا أنت رجل متعلم ورجل لك القبول وتستطيع أن تواجه الكاميرا في التلفزيون الليبي أو ما شابه يعنى، فلا بد أن تخرج في ندوة وتقول أنك أنت يعنى ختمت جواز موسى الصدر، فقلت له لم أختم هذا الجواز يعنى فأخبرني المقدم مرجع التليسي أنك أنت كنت في ذلك اليوم عمل 31/8/1978.


عبد العظيم محمد: 31/8/1978.


عبد الرحمن غويلة: وهو اليوم الذي يقال أنه غادر فيه موسى الصدر البلاد.


عبد العظيم محمد: هل كنت بالفعل أنت في نوبة عمل في ذلك اليوم؟


عبد الرحمن غويلة: من خلال الكشف الذي أراني إياه المقدم مرجع التليسي كشف العمل وجدت اسمي موجودا، طبعا لا استطيع أن أتذكر يعنى أيام العمل كلها الإنسان لا يستطيع أن يذكر تحديدا أي يوم عمل اشتغل فيه لكن عندما رأيت الكشف وبه اسمي خلاص سلمت أن هذا اليوم أنا كنت أشتغل في ذلك اليوم في نوبة المطار في وحدة الخروج تحديدا.


عبد العظيم محمد: يعنى بالتحديد ما طلب منك هذا العقيد بخصوص هذا اليوم؟


عبد الرحمن غويلة: طلب منى أني أنا أن نخرج في التلفزيون الليبي ونقول أني ختمت جواز موسى الصدر، فقلت له لم أختم الجواز، فهو كان طبعا رجل عسكري أصلا لم يكن ضابط شرطة العقيد قويدر ولا علم له بعمل الجوازات في الحقيقة رجل أوتي به من الجيش وكان له صلة قوية باللجان الثورية في ذلك الوقت.


عبد العظيم محمد: أنت في ذلك الوقت كنت برتبة ملازم في إدارة الجوازات.


عبد الرحمن غويلة: كنت برتبة ملازم أول عندما طلب منى هذا الشيء، فأخبرني أنك أنت ختمت جواز موسى الصدر فقلت لم أختم هذا الجواز انزعجت من هذه الكلمة فقال لي لأ أنت ختمت عندما رفع صوته وأخبرني بأني أنا الذي ختمت الجواز تراجعت لأنني أعرف قوة اللجان الثورية في ذلك الوقت لا ترحم أي إنسان يعنى يذبحون أي إنسان يخفون أي إنسان فوافقت على مضض من نتيجة الخوف فقلت مثلما تريد أنت والمقدم، في اليوم التالي.


عبد العظيم محمد: يعنى خرجت من هذه الجلسة على أساس أنك موافق على القول في تلفزيون في الجماهيرية أنك ختمت هذا الجواز.


عبد الرحمن غويلة: نعم ذهبت إلى والدي عليه رحمة الله وأخبرت والدي أني طلب منى هكذا عمل فوالدي يقول لي يا عبد الرحمن لا تنطق بشيء من هذا الكلام لأي إنسان أنت تعرف اللجان الثورية وشدة اللجان الثورية وجبروت معمر وغيره، زوجتي عندما أخبرتها بكت وأصبحنا في وضع رهيب ووضع مخيف يعنى في تلك اللحظات لم أنم في تلك الليلة حقيقة أستاذ عبد العظيم عندما ذهبت إلى عملي ثاني يوم صباحا وهو يوم الثلاثاء 1/1 سنة 1980 جاءني مدير مكتب المدير العام وطلب منى.


عبد العظيم محمد: طبعا يعنى زوجتك ووالدك نصحوك بالاستجابة لمطلبهم بالشهادة أنك قد قمت بالختم على جواز موسى الصدر في يوم 31/8/1978.


عبد الرحمن غويلة: نعم، وذلك نتيجة الخوف علي وعلى حياتي يعنى فجاءني كما ذكرت لحضرتك يوم 1/1 سنة 1980 وكان يوم الثلاثاء جاءني مدير مكتب المدير العام في ذلك الوقت ويدعى العجيلي زايد وطلب منى أن أذهب إلى نادي ضباط الشرطة لمقابلة المدير العام العقيد عمر قويدر عندما ذهبت إلى مقر نادي ضباط الشرطة.


عبد العظيم محمد: العقيد عمر قويدر هو نفسه الشخص الذي التقيته يوم أمس مع المقدم الآخر الذي طلب منك الشهادة.


عبد الرحمن غويلة: نعم، نعم وهو مديري المباشر العقيد عمر قويدر كان المدير العام للإدارة العامة للجنسية فعندما ذهب إليه في نادي الضباط استقبلني هو طلب منى أن نذهب إلى ما يعرف بهيئة أمن الجماهيرية في ذلك الوقت وهي تسمى الآن الأمن الخارجي في آخر عهد معمر القذافي.


عبد العظيم محمد: دائرة المخابرات.


عبد الرحمن غويلة: دائرة المخابرات نعم وطلب من أن أقابل العقيد يونس بالقاسم واخبرني أن أقابل يونس بالقاسم أن أقول له أنا عبد الرحمن غويلة الذي أرسلني عمر قويدر إليك.


عبد العظيم محمد: العقيد يونس بالقاسم هو رئيس جهاز المخابرات.


عبد الرحمن غويلة: نعم، في ذلك الوقت وكان قبلها وزير داخلية قابلت العقيد يونس بالقاسم دخلت عليه في المكتب فكان في انتظاري، عندما سلمت عليه وأديت التحية العسكرية.


عبد العظيم محمد: كنت لوحدك؟


عبد الرحمن غويلة: لأ فوجئت بوجود عريف كان يشتغل معي في المطار أيضا كان حتى هو في نادي الضباط واصطحبني إلى هيئة الأمن الجماهيرية اسمها أحمد الترهوني.


عبد العظيم محمد: هو الشخص المذكور في لائحة الاتهام اللبنانية أحمد صلاح الترهوني هو نفس الشخص؟


عبد الرحمن غويلة: هو نفس الشخص نعم هو نفس الشخص نعم، ذهبنا سوية إلى العقيد يونس بالقاسم ودخلت وحييته التحية العسكرية، فالرجل وقف يعنى من كرسيه واستقبلني بالأحضان ووضعني في كرسي الصالون يعنى زيادة بالترحيب بيا يعنى.


عبد العظيم محمد: أنت لأول مره تلتقيه؟

التلقين المخابراتي


عبد الرحمن غويلة: أول مره التقيه نعم أول مره التقيه وأجلسني في الصالون ولم يجلس على مكتبه يعنى وطلب أن يسقني شاي أو مشروب أو قهوة في ذلك اليوم وبالفعل أحضر لينا كاسات الشاي وبدأ معي الحديث بأني أنت يعنى كما تعلم أن موسى الصدر غادر ليبيا وأنه غادرها يوم 31/8/1978 وسبب مغادرته لليبيا كان زعلان لأنه كان يريد أن يجلس إلى جوار القائد معمر القذافي بتعبيرهم في ذلك الوقت في المنصة للاحتفالات بمناسبة أعياد الفاتح، وكان يريد أن يجلس عن يمين معمر القذافي وفي تلك السنة في سنة 1978 معمر القذافي نصب منصة وجلس فيها لوحده حسب ادعاء يونس بالقاسم يقول أن موسى الصدر أصر أن يجلس عن يمين معمر القذافي في المنصة وذلك ليظهر أنه ذا حظوة عند معمر القذافي وهذا الرجل تنكر لليبيا يقصد موسى الصدر، ونحن قد زودناه بنينا له المدارس والمستشفيات في الجنوب وقدمنا له يد المساعدة ولكن تنكر إلينا


عبد العظيم محمد: لم يفسر لماذا يصر موسى الصدر على الجلوس بجوار معمر القذافي؟


عبد الرحمن غويلة: لأ فسر لأنه يريد أن يظهر أنه ذا حظوة عند معمر القذافي وأنه أمام الأحزاب اللبنانية والجهات اللبنانية والعالم أنه قريب من شخص معمر القذافي هذا طبعا لا أظن أنه كان صحيحا يعنى، بعد ذلك يخبرني أن موسى الصدر زعل وأخذ السيارة وذهب الى المطار في نفس اليوم، فيقول أننا لحقناه مؤخرا إلى المطار وأخبرناه أنك شخصية يعنى محترمة زائر لبلادنا لا يجوز ولا يصح أنك أنت تغادر هكذا بدون حراسة بدون إجراءات مراسم بدون كذا، فالرجل سافر ويقنعني يونس بلجاسم.


عبد العظيم محمد: يعني هو كان يسلسل لك الرواية كنوع من التلقين حتى تحفظها وتشهد بهذه الشهادة.


عبد الرحمن غويلة: نعم، وهي شهادة زور للأسف الشديد أراها، سلسل الحكاية أو القصة أو الرواية كما تفضلت بأن عندما وصل موسى الصدر إلى مطار طرابلس أخذ جوازه من قبل المراسم وأنت في الجوازات أحضر إليك أحمد الحطاب جواز موسى الصدر وأخبرني أن هذا الرجل أحمد الحطاب يشتغل في المراسم.


عبد العظيم محمد: أحمد الحطاب أيضاً مذكور في لائحة الاتهام اللبنانية.


عبد الرحمن غويلة: نعم مذكور في لائحة الاتهام اللبنانية نعم، أنا لم أر أحمد الحطاب في حياتي هذا على الإطلاق، أخبرني يونس بن جاسم أن جواز موسى الصدر قد أحضره إليك أحمد الحطاب وأنت قمت بختمه وغادر البلاد وأن أحمد الترهوني العريف الذي كان إلى جواري قد شاهد موسى الصدر على باب الطائرة أو سلم الطائرة.


عبد العظيم محمد: هذا كان يوجه الكلام لأحمد الترهوني حتى أيضاً يحفظ.


عبد الرحمن غويلة: نعم، وقد أخبرني يونس بلجاسم أنه يوجد شخص موريتاني في ذلك الوقت في صالة الترانزيت قد شاهد أيضاً.


عبد العظيم محمد: السفير الموريتاني كما هو مذكور في اللائحة.


عبد الرحمن غويلة: نعم، أنه قد شاهد الإمام موسى الصدر وهو يغادر، أنا عندما سئلت هل غادر موسى الصدر أو ختمت أو كذا حقيقةً قلت هذه كانت من تفكيري الخاص أني ختمت الجواز ولم أر موسى الصدر يغادر.


عبد العظيم محمد: في تلك هل انتهت الرؤيا عند هذا الحد أو طلب يونس بلجاسم منك الشهادة عند هذا الحد؟


عبد الرحمن غويلة: أخبرني أن الحقيقة هو أن المحضر اللي عمله محضر تحقيق في ليبيا ومحضر التحقيق هذا اللي في ليبيا عندما أرسل إلى إيطاليا أفادهم محامي القضية الإيطالي بأنه توجد ثغرة في التحقيق وهي عدم سؤال ضابط الجوازات أنه ختم جواز سفر موسى الصدر وأخبرني يونس بلجاسم أن لابد أن نغطي هذه الثغرة، فتمكنا من إحضار المحضر من إيطاليا بطريقتنا الخاصة بأن دفعنا مبالغ للمحامي واستطاع أن يسرق المحضر ويعيده إلى ليبيا.


عبد العظيم محمد: هذه رواية يونس بلجاسم؟


عبد الرحمن غويلة: نعم، رواية يونس بلجاسم نعم، وأن يعيد المحضر إلى ليبيا وليتم سؤال الضابط الذي قام بختم جواز موسى الصدر وهو أنت الذي قمت بختمه.


عبد العظيم محمد: سأكمل معك وسأستفسر معك عن ختام اللقاء مع يونس بلجاسم لكن بعد أن نأخذ وقفة قصيرة، مشاهدينا الكرام ابقوا معنا بعد هذا الفاصل القصير.

[فاصل إعلاني]


عبد العظيم محمد: مرحباً بكم مشاهدينا الكرام مرةً أخرى معنا في برنامج لقاء اليوم الذي نستضيف فيه الأستاذ عبد الرحمن محمد غويلة الضابط السابق في إدارة الجوازات وأحد أهم الشهود في قضية اختفاء موسى الصدر الذي اختفى في ليبيا عام 1978، أستاذ عبد الرحمن بعد أن أملى عليك يونس بلجاسم رئيس جهاز المخابرات الرواية المطلوبة منك أن تشهد بها في قضية اختفاء وأنك استلمت الجواز وختمت الجواز أنت وأحمد العريف أحمد الترهوني، هل انتهت القصة مع يونس بلجاسم عند إملاء الرواية؟


عبد الرحمن غويلة: لم تنته بل أحالني على مقدم اسمه محمد الكيال وليقوم بالتحقيق معي، ففتح محضرا بهذه القضية أمام المقدم محمد الكيال وسألني عن عملي في المطار ومتى كان عملي في المطار، المدة التي قضيتها في جوازات المطار وبعدين أخبرني أنت يوم 31/8 كنت في المطار فأجبت بنعم، هل أنت الذي قمت بختم جواز سفر موسى الصدر فأجبت بنعم ثم أخرج لي جواز سفر فوتوغرافي صورة ليست.


عبد العظيم محمد: صورة ملتقطة فوتوغراف لجواز سفر موسى الصدر.


عبد الرحمن غويلة: نعم، وقال لي هذا جواز موسى الصدر الذي أنت ختمته فاطلعت عليها ورجعتها له فبقت معاه هو.


عبد العظيم محمد: الواضح أنهم هم كانوا يمتلكون الجواز.


عبد الرحمن غويلة: جداً بكل تأكيد وإلا ما كان يريني الفوتوغراف، فشهدت بأنني ختمت هذا الجواز وأنه أعطي لي من قبل موظف المراسم وأخبرتهم أيضاً أني أنا لم أر موسى الصدر وهو يغادر لأنه هذا من كبار الضيوف لا يغادر من أمامي ثم وفي الادعاء أن السفير الموريتاني رأى موسى الصدر لأن كبار الضيوف لا يمرون بصالة الترانزيت العادية التي يمر بها المسافرين العاديين، فكان في نفسهم شيء في ذلك الوقت حتى أن المقددم هذا يستهزء بالإجراءات التي تمت وهو ضابط مخابرات سابق من العهد الملكي ينطبق عليه المثل المصري اللي يقول مدوش العيش لخبازينه، وقالها لي باللهجة الليبية كثير من الليبيين يعرفون ماذا أعني الآن عندما أقولها باللهجة الليبية اللي ما يعرفش يلبذ على ايش يلبذ.


عبد العظيم محمد: هذا كلام ضابط التحقيق الذي حقق معك عن جهاز المخابرات الذي كان يتولى قضية موسى الصدر.


عبد الرحمن غويلة: نعم، ثم جاء دور أحمد الترهوني وسئل وأيضاً يقول أنه رأى الإمام موسى الصدر على باب الطائرة هذا دوره لا أدري إن كان له دورا آخر بعدها لكن هذا دوره، خرجنا من الهيئة الجماهيرية بعد ذلك يوم 8/1 سنة 1980 وهو يوم الثلاثاء جاءني مدير مكتب مدير العقيد عمر قويدر في ذلك الوقت وطلب مني التوجه إلى مجمع المحاكم في شارع السيدي بمحكمة الشعب، مبنى محكمة الشعب عندما دخلت قابلت المقدم محمد الكيال واصطحبني إلى وكيل نيابة اسمه علي الشايبي ووجدت مع علي الشايبي كاتب اسمه محمد النفاتي من تاجوراء، وفتح معي محضر التحقيق في النيابة بحجة أنني من ختم الجواز ومن قام بختمه، وضيق علي قليلاً في الأسئلة فقلت أستاذ علي إحنا زي ما تقول في اللعبة إحنا مع بعض هذه لعبة واحدة.


عبد العظيم محمد: أوضحت له أنها هي قصة مختلقة وأنه أنت عارف أنه هذه القصة مختلقة.


عبد الرحمن غويلة: نعم، فتم التحقيق معي في ذلك اليوم وانتهى، في شهر أكتوبر سنة 1980 كنت أرغب في الحج، أداء فريضة الحج فجاءني من أخبرني أنني ممنوع من أن أذهب إلى الحج.


عبد العظيم محمد: أنت بعد طيلة فترة عشرة أشهر لم يتحدث معك أحد في الموضوع؟


عبد الرحمن غويلة: لا لا.


عبد العظيم محمد: ولم تتحدث أنت مع أحد في الموضوع؟


عبد الرحمن غويلة: على الإطلاق، إطلاقاً أنا لم أتحدث إلا الآن أمام قناة الجزيرة بكل شجاعة وحرية لأني كنت خائفا على نفسي في ذلك الوقت، فجاءني من أخبرني أنني أنا ممنوع من السفر ولن أذهب إلى الحج إلا عندما عرفت أن هذه تعليمات يونس بلجاسم ذهبت إليه في مكتبه عندما دخلت حييته التحية العسكرية وقال لي تفضل ماذا تريد، قلت له والله أنا يا أفندم سمعت أنك منعتني من السفر.


عبد العظيم محمد: يونس بلجاسم رئيس جهاز المخابرات؟

قرار المنع من السفر وسنوات في سجن بوسليم


عبد الرحمن غويلة: نعم، فقال لي أنت من، فقلت له أنا عبد الرحمن غويله فتجاهلني فقلت أنا عبد الرحمن غويله صاحب قضية موسى الصدر، قال لي طيب ماذا تريد، قلت له أنا يا أفندم سمعت أنك منعتني من السفر وأريد أن أذهب إلى الحج وغداً رحلتي فرض أن أسافر بإلحاح شديد سمح لي أني أمشي للحج بعد أن أخبرته أن والدتي أول مرة تحج ونمشي أنا أول مرة أصررت فسمح لي، كان سبب منعي من السفر في ذلك اليوم أن هناك قاضي إيطالي جاء من إيطاليا ليستفسر أو ليأخذ أقوال.


عبد العظيم محمد: في نفس موعد الحج؟


عبد الرحمن غويلة: في نفس موعد الحج، فبعدين يونس بلجاسم قال لي لا خلاص إذن امشي حج وعند عودتك من الحج نبعثك إلى إيطاليا لتدلي بشهادتك أمام القضاء الإيطالي رجعت دعوت الله سبحانه وتعالى أن لا أشهد شهادة زور في مرة أخرى في الحج والحمد لله قد استجاب الله لي هذه الدعوة، قدمت استقالتي من الشرطة لكن عند عودتي من الحج لم أذهب إلى إيطاليا، قابلت العريف أحمد الترهوني مصادفةً في أمام الإدارة العامة للجوازات يقول أنه قد استلموا مبلغ مكافأة، قال لي عبد الرحمن أفندي هل أخذت المكافأة، فأخبرته أنا لم آخذ المكافئة ولحد الآن الأستاذ عبد العظيم أنا لا أعلم كم المبلغ، من الذي صرف المكافأة، أين توجد هذه المكافأة والله أقسم لك بالله لا أعلم حتى شيء عن هذه المعلومة.


عبد العظيم محمد: لم يأت أو جاء قاضي التحقيق الإيطالي ولم تلتق به في ذلك الوقت، هل فتح الموضوع معك مرة أخرى بعد أكتوبر عام 1980؟


عبد الرحمن غويلة: في سنة 2002 جاء رجال الأمن الداخلي.


عبد العظيم محمد: قبل أن نذكر أستاذ 2002 أنت أيضاً من سجناء سجن بوسليم واعتقلت لمدة، كما أخبرتني لمدة ست سنوات، السبب في سجنك ودخولك إلى هذا المعتقل؟


عبد الرحمن غويلة: لا أعلم سبب السجن كل ما في الأمر أني إنسان أًصلي وأذهب إلى المسجد لكن لا علاقة لي بأية تنظيمات أو أحزاب، سجنت من سنة 1989 إلى سنة 1995 ست سنوات وأربعين يوم تحديداً أستاذ عبد العظيم، فعند، في سنة الـ2000 في شهر أبريل جاء رجال المباحث إلى بيت الوالد ووجدوا أخي عبد العزيز وطلبوا منه إحضاري، فأخبرني أخي أن المباحث يبحثون عنك فهربت من بيتي مذعورا لأني جربت السجن ظلم واعتقدت أنهم يريدون اعتقالي مرة أخرى، فعملت اتصالات لمدة ثلاثة أو أربعة أيام وأنا مختفي من بيتي، وعندما علمت أن الموضوع يتعلق بقضية موسى الصدر ذهبت إليهم في منطقة اسمها الدريبة، قابلت فيها قاضي اسمه يوسف صوف ومعه عقيد.


عبد العظيم محمد: ما الذي فتح القضية مرة أخرى؟


عبد الرحمن غويلة: والله لا أدري أنا وجدت قاضي اسمه يوسف صوف ومعه عقيد اسمه رشيد الرجباني، سألت عن قضية موسى الصدر لكنني تظاهرت بأنني لا أعلم كثيرا من المعلومات أو كثيرا من الأشياء نسيتها حتى لا يقال أن هذا الرجل لازال يتذكر القضية بحذافيرها يجب أن يقضى عليه ولا يصفى أو غيره، بعدين وجدت رجال من المباحث موجودين في مكتب آخر واحد شخص اسمه ميلاد دمان كان رئيس فرع مباحث طرابلس ولم أعرفه إلا في تلك اللحظة ولم ألتق به مرة أخرى وأخبرتهم عن أحمد الترهوني وأخبرتهم عن علي الشايبي لأنهم لم يكن لديهم أي معلومة بأن علي الشايبي وكيل النيابة قد حقق معي أو غيره.

مطلوب للعدالة اللبنانية


عبد العظيم محمد: ما سبب استدعاؤك للتحقيق مرة أخرى؟


عبد الرحمن غويلة: والله يبدو أنه أثيرت القضية مرة أخرى على مستوى لبنان، على مستوى إيران، على المستوى الليبي وأردوا أن يصفوا القضية وأن يتفاهموا على حل فاستعيدت للمرة هذه.


عبد العظيم محمد: للشهادة.


عبد الرحمن غويلة: للشهادة، انتهت عند هذا الحد، في سنة 2007 أفاجئ باسمي موجودا في الانترنت بأني أنا مطلوب للعدالة اللبنانية وأني أنا مطلوب عند القضاء اللبناني وأني أنا من أعوان نظام معمر القذافي، أنا لم أكن من أعوانه على الإطلاق وإذا أنا كنت من أعوانه لا يسجني ست سنوات وأربعين يوم ظلماً وعدواناً.


عبد العظيم محمد: لكنك شهدت على أنك شاهدت موسى الصدر، وموسى الصدر لا يعلم مصيره، هل سمعت أي معلومات تتعلق بخروج موسى الصدر أو عدم خروج موسى الصدر، أكو هناك من يذكر شهادة محمد الرحيبي على أنه ارتدى لباس شبيه بلباس موسى الصدر وغادر إلى إيطاليا، هل سمعت بهذه الحادثة؟


عبد الرحمن غويلة:  سمعت من عامة الناس، لكن رسمي لا توجد لدي أي معلومة من الطرق الرسمية.


عبد العظيم محمد: مِن مَنْ سمعت؟


عبد الرحمن غويلة: من عامة الناس في الشارع أن محمد الرحيبي هو الذي خرج بملابس موسى الصدر وهذا كلام يردده العامة، لا أعتمده أنا بالنسبة لي، لا أعتمد إلا الأشياء الرسمية التي سمعتها أو رأيتها.


عبد العظيم محمد: لم تسافر بعد أن خرج بحقك أمر إلقاء القبض أو الاتهام من قبل القضاء اللبناني؟


عبد الرحمن غويلة: لم أسافر منعت من السفر من الحكومة الليبية، طبعاً أنا أظن أن الحكومة الليبية ليست خوفاً علي لكن خوفاً من أني أنا لو كنت بين القضاء، بين يدي القضاء اللبناني سأبوح بهذه الأسرار التي تخرج لأول مرة وتكون إدانة للنظام الليبي.


عبد العظيم محمد: حتى نختم، هل، ماذا تقول أنت قدمت شهادة واليوم تقول أو تعترف بأنك شهدت شهادة زور في قضية موسى الصدر، ما الذي دعاك إلى هذه الشهادة بالدرجة الأولى؟


عبد الرحمن غويلة: الذي دعاني هو التكفير عن هذا الخطأ أو الإكراه الذي أكرهت فيه وجئت لقناة الجزيرة طواعية ولأني أريد أن أخرج الحقيقة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً وأظهر الحق، ليس وطواعية لم يكرهني أحد كما أكرهت في المرة الأولى في أني ختمت جواز موسى الصدر، الآن أنا جئت لقناة الجزيرة وأنت تعلم أستاذ عبد العظيم قد اتصلت بك أنت شخصياً طلبت منك أن تسجل معي هذا اللقاء حتى أظهر براءتي أمام العالم وأمام..


عبد العظيم محمد: نعم، وأنت تعترف بأنك قد قمت بشهادة غير صحيحة وأنك لم تشاهد موسى الصدر يغادر ليبيا ولم تختم جوازه.


عبد الرحمن غويلة: لم أختم جوازه ولم أختم، ولم أر موسى الصدر يغادر ليبيا.


عبد العظيم محمد: أشكرك جزيل الشكر على هذه الشهادة ونتمنى أن تكون هذه الشهادة جزء من كشف الحقيقة في قضية الإمام موسى الصدر، أشكرك مرة أخرى، كما أشكر مشاهدينا الكرام حسن المتابعة إلى أن نلتقي إن شاء الله في لقاءٍ آخر أستودعكم الله والسلام عليكم.