من واشنطن

أميركا وروسيا ومستقبل مصر

اتفق ضيوف برنامج “من واشنطن” على أن واشنطن ستدعم في نهاية المطاف من سيحكم مصر حفاظا على مصالحها الإستراتيجية، مؤكدين أن الانفتاح المصري على روسيا مجرد خطوة رمزية.

اتفق ضيوف حلقة الثلاثاء 1/4/2014 من برنامج "من واشنطن" على أن الولايات المتحدة ستدعم في نهاية المطاف من سيحكم مصر مستقبلا حفاظا على مصالحها الإستراتيجية، مؤكدين أن الانفتاح المصري على روسيا مجرد خطوة رمزية ليس إلا.

ويرى الكاتب الصحفي سعيد عريقات أن واشنطن ستقبل بالأمر الواقع في مصر فيما يتعلق بترشح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر، مضيفا أن صفحة الرئيس المعزول محمد مرسي طويت بالنسبة للولايات المتحدة.

وقال إن أميركا تريد فقط من مصر في الوقت الراهن إظهار ليونة في ما يتصل باحترام حقوق الإنسان.

واعتبر أن العسكر هم من يحافظ على أمن إسرائيل ويصونون معاهدة السلام معها، لذا فإن الدعم الأميركي للجيش المصري سيستمر مستقبلا. لكنه يعتقد أن السيسي ليس لديه برنامج اقتصادي، وهو شخصية مبهمة ويشكل مشكلة مستقبلية للإدارة الأميركية.

من جانبه يعتقد الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ديفد بولوك أن الأولوية ستعطى للاستقرار والمصالح الإستراتيجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وليس لمعاهدة السلام مع إسرائيل، وأن أميركا لا يهمها هوية من سيحكم مصر بقدر ما يهمها إلى أي مدى سيحمي مصالحها.

وقال إن السياسة الأميركية مزدوجة المعايير وهي تتعامل وفق ما يخدم مصالحها رغم أنها تحاول التوفيق بين مصالحها ومبادئها الداعية إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان.

من جهة أخرى أوضح بولوك أن اللوبي الإسرائيلي خدم العلاقات المصرية الأميركية حتى في عهد حكم مرسي.

بدوره يتصور مدير مكتب صحيفة "الشروق" المصرية في واشنطن محمد المنشاوي أن الولايات المتحدة لا تريد أن تخسر من سيحكم مصر مستقبلا، لافتا إلى أن وقف المساعدات كان يهدف إلى وقف أعمال القمع في البلاد.

وفي هذا السياق أشار المنشاوي إلى أن هناك لوبيات كثيرة تخدم النظام المصري كاللوبي الإسرائيلي والسعودي والإماراتي، مضيفا أنه ستكون هناك عملية ديمقراطية تجميلية في مصر لعدم إحراج واشنطن.

ويرى أن واشنطن تريد من السيسي أن يمد يده إلى الإخوان المسلمين من أجل المصالحة وإشراكهم في العملية السياسية.

الانفتاح على روسيا
ويقرأ سعيد عريقات التقارب المصري الروسي الأخير على أنه رمزي، مشيرا إلى أن السيسي ينظر إلى الخليج للحصول على الدعم وليس إلى موسكو.

ويرى أن الشعوب تسعد بعودة موسكو إلى المنطقة للحد من النفوذ الأميركي، لكنه يستبعد أي حرب باردة بين موسكو وواشنطن في الشرق الأوسط، معتبرا أن واشنطن ستظل الرجل القوي في المنطقة.

من جانبه يرى ديفد بولوك أن التقارب المصري الروسي رمزي فقط ودليل على خيبة أمل قادة دول المنطقة من السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

ويعتقد أن طموح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كبير جدا يتعدى الواقع، وهو يريد إحياء أمجاد الإمبراطورية الروسية, لكن ذلك لن يتحقق لأن روسيا ليس لها الموارد الداخلية والحلفاء لبلوغ مبتغاها.

أما محمد المنشاوي فيتصور أن الخطوة المصرية باتجاه موسكو كانت استفزازا لواشنطن بسبب موقفها المتردد مما يجري في مصر, لافتا إلى أن المزاج النخبوي العام في مصر يميل إلى أميركيا بما في ذلك النخبة العسكرية.