من واشنطن

من واشنطن.. هل تتخلى أميركا عن السيسي؟

تباينت مواقف ضيوف حلقة الثلاثاء من برنامج “من واشنطن” بشأن موقف الإدارة الأميركية من القيادة الجديدة في مصر، وخاصة المؤسسة العسكرية في حال اتهام وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

تباينت مواقف ضيوف حلقة الثلاثاء من برنامج "من واشنطن" بشأن موقف الإدارة الأميركية من القيادة الجديدة في مصر، وخاصة المؤسسة العسكرية، في حال اتهام وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي من قبل جهات مصرية ودولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وناقشت الحلقة مستقبل العلاقة بين واشنطن والقيادة العسكرية بمصر في ظل المشهد الدموي الذي يشهده هذا البلد، واستضافت كلا من تمارا الرفاعي من منظمة هيومن رايتس ووتش، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، ناثان براون، وأستاذة الإعلام بجامعة ميرلند سحر خميس، والصحفي سعيد عريقات.

ومن وجهة نظر عريقات، فإن العلاقات الأميركية المصرية معقدة جدا وتتجاوز السيسي، وتتعلق بسيناء وبالتعاون الإستراتيجي الكبير في مجال الأمن والاستخبارات وبمحادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبالنفط، وبالتالي فإنه من الصعب التخلي عن هذه العلاقة.

وقال عريقات إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يواجه بالفعل ضغوطا، وقد يتخلى عن السيسي لكنه لن يتخلى عن المؤسسة العسكرية المصرية.

أما سحر، فتعتقد أنه إذا استمر معدل قتل المدنيين والمشهد الدموي العنيف في مصر، فمن الممكن أن يكون هناك تغيير في الموقف الأميركي، لأن مصلحة الولايات المتحدة تقضي بأن تكون مصر مستقرة، ودللت سحر بما حدث مع الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث كان حليفا إستراتيجيا لواشنطن لكنها تخلت عنه عندما قامت الثورة عليه.

ووصفت سحر خطاب أوباما الأخير بأنه جيد "لأنه أدان الاستخدام المفرط للقوة والعنف والعودة لقانون الطوارئ"، لكنها تساءلت رغم ذلك عن ما إذا كان أوباما سيترجم تلك التصريحات إلى مواقف فعلية للضغط على السيسي الذي اتهمته باللعب بكلمة "الإرهاب" للتأثير على الرأي العام الأميركي.

ويشاطر ناثان سحر الرأي في أنه لو استمرت أعمال العنف الدموي في مصر فستزداد الضغوط الأميركية على هذه الدولة، مشيرا إلى أن إدارة أوباما تنظر إلى مسألة حقوق الإنسان بجدية، لكنها تقع في حرج إزاء ما يحدث بسبب الاستثمارات الكبيرة لها في هذا البلد.

وفي اعتقاد ناثان فإن إدارة أوباما لم تتخذ موقفا واضحا بشأن الأزمة المصرية.

ومن جهتها، رأت تمارا الرفاعي أن منظمة هيومن رايتس لا تزال تحقق في ما حدث في مصر سواء ما يتعلق بالاستخدام "المفرط والمميت" للقوة من طرف قوات الأمن، أو ما يتعلق بما اعتبرته تداولا للأسلحة من بعض المتظاهرين في ميداني رابعة العدوية والنهضة.

وأضافت أن التحقيق هدفه توثيق الانتهاكات التي ارتكبت ومحاسبة من تثبت مسؤوليتهم، مشيرة إلى أن منظمتها تواجه مشكلة بسبب ما سمته حالة الاستقطاب في مصر.

وبشأن اتهام السيسي بارتكاب انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية، قالت تمارا الرفاعي إنه حتى لو أحيلت قضية وزير الدفاع المصري إلى المحكمة الجنائية الدولية، فإن هذه الأخيرة ستنظر في الحالة المصرية كلها، وطالبت في هذا السياق بتحقيق شامل وكامل في الأحداث التي شهدتها مصر.