صورة عامة - الإقتصاد والناس 10/1/2011
الاقتصاد والناس

واقع قطاع الثروة الحيوانية بالسودان

تتناول الحلقة واقع قطاع الثروة الحيوانية في السودان والتي تبلغ نحو 150 مليون رأس من الماشية أي نحو أربعة أضعاف ما تملكه هولندا، إضافة لخمسين مليونا من الدواجن؟

– أحوال الرعاة وأسباب ضعف ناتج الثروة الحيوانية السوداني
– إشكاليات تصنيع وتسويق المنتجات الحيوانية وسبل تطويرها

أحمد بشتو
أحمد بشتو
فيصل حسن إبراهيم
فيصل حسن إبراهيم

أحمد بشتو: هل يحسن السودان إدارة ثروته الحيوانية الهائلة التي تبلغ نحو 150مليون رأس من الماشية أي نحو أربعة أضعاف ما تملكه هولندا إضافة لخمسين مليونا من الدواجن؟ حرفة الرعي هنا قديمة وتقليدية بفضل وجود مساحات هائلة من أراضي الرعي والغابات المفتوحة أوجدها تساقط نحو مائتي مليار متر مكعب من مياه الأمطار سنويا على مختلف مناطق السودان. إذاً فالعوامل الطبيعية لتنمية الثروة الحيوانية في السودان موجودة ومتوافرة فهل قصر المسؤولون في أهدافهم؟ ولماذا رغم الأعداد الهائلة لقطعان الماشية في السودان نجد أن إسهام ذلك القطاع في الناتج المحلي السوداني يعد ضئيلا نسبيا؟ مشاهدينا مع الرعاة والمسؤولين في هذا القطاع نحاول الوصول في هذه الحلقة لإجابات على أسئلة بديهية في هذه الحلقة الجديدة من الاقتصاد والناس حيث نتابع

– هذه الثروة الحيوانية تأثرت تأثرا بالغا رغم ضخامة عددها بمجريات الانفلات الأمني الذي حدث يعني في حوالي سبع سنين.

– نحن عندنا هناك في موسم الخريف مثلا يتدفق اللبن في الأرض يعني ما في محل تمشي بها محل، بعيد من أماكن التسويق مشان كده يتدفق في الأرض.

– يتم الرعي بواسطة الرعي التقليدي وهذا الرعي التقليدي ليس كله سوءا أو كله لعنة.


أحمد بشتو: السودان ليس سلة غذاء العالم العربي وحسب بل مستودع كبير لثروته الحيوانية إذا أراد، وتابعونا.

أحوال الرعاة وأسباب ضعف ناتج الثروة الحيوانية


أحمد بشتو: حسب الإحصاءات فقد زادت صادرات الثروة الحيوانية السودانية بنسبة 22% في عام 2009 مقارنة بعام 2008 إلا أن عائدات تلك الصادرات بلغة الأرقام لم تتعد 180 مليون دولار فقط وهو رقم هزيل مقارنة بحجم تلك الثروة، تتوجه معظم صادرات الثروة الحيوانية السودانية إلى دول الخليج العربي ومصر والأردن والصين وباقي دول شرق آسيا، تقول التقديرات هنا إن نقص العلف يبلغ نحو 50% من حاجة الرعاة أضف لذلك حالة عدم الاستقرار والفقر وانعدام الخدمات الأساسية التي يعانيها رعاة الأغنام السودانيون، يبدو قطاع تربية المواشي السوداني بعيدا عن اهتمامات الحكومة والدليل على ذلك أن ما أنفق على تطويره بلغ نحو أربعين مليون دولار فقط بينما أنفق على تطوير المدينة الرياضية نحو 120 مليون دولارا والتقرير التالي فيه المزيد.

[تقرير مسجل]

محمد البقالي: هي ذات الرحلة لم يتغير مسارها منذ عشرات السنين بحثا عن الكلأ لإبل وماشية بها تقوم حياة ملايين السودانيين. هذا العام سقط من المطر ما يكفي هؤلاء الرعاة مشقة السفر البعيد.


مشارك: رعينا عشرة آلاف رأس، المرعى كويس والماء متواجد..


محمد البقالي: سعادة هذا الراعي بموسمه الجيد لا تعكس واقع حال قطاع الرعي في السودان أو على الأقل ما يجب أن يكون عليه هذا الواقع، فأكثر من مائة مليون رأس من الماشية التي تسرح في مراعي السودان الشاسعة لم تغير كثيرا من حياة المواطن السوداني. أسعار اللحوم مرتفعة وأكثر حاجات البلد من المنتجات الحيوانية المصنعة تستورد من الخارج فالقطاع ما زال على حاله منذ عشرات السنين لم تطله يد التحديث إلا بقدر.


سعد العمدة/ رئيس اتحاد الرعاة في السودان: المشاكل اللي خلت القطاع ما في وضع جيد كثيرة جدا، واحد اللي هو عدم رفع وتدريب قدرات المنتجين يعني المنتجون ناس بسيطون ما يعرفون قدراتهم وما ملمين بكده، ثانيا يمكن تذبذب الأمطار في فترات كثيرة جدا واعتمادهم على الرعي المفتوح المطري وما في استدامة وتطور في مشروع ما لم يكن فيه استقرار وديمومة.


محمد البقالي: ذاك هو التشخيص فأين هو العلاج؟ سؤال وجد طريقه أخيرا إلى البرلمان السوداني بعد أن تبين للمسؤولين أن القطاع يمثل إحدى أكثر ثروات البلد تعرضا للهدر.


يونس الشريف الحسن/ رئيس لجنة الزراعة والحيوان بالمجلس الوطني السوداني: هذا المجال هو بقليل من التنظيم يمكن لنا أن نحدث فيه ثروة كبيرة ولكنها ملاحظة جديرة بالاهتمام باعتبار أن قطاع الثروة الحيوانية والإنتاج الحيواني هو في عمومه تقليدي حتى هذه اللحظة.


محمد البقالي: إن وجدت هذه الكلمات طريقها إلى التنفيذ فإن قطاع الرعي والإنتاج الحيواني سيتحولان -وفقا لخبراء- إلى أحد دعامات الاقتصاد الوطني، فالثروة الحيوانية المتوفرة قد تمكن -وفقا للمتخصصين- من تطوير صناعة للمشتقات الحيوانية تكفي الداخل وتفيض على الخارج. مفارقة صارخة، بلد بمراع لا يحدها البصر تسرح فيها ماشية تستعصي على العد ومع ذلك فهو يستورد جزءا مهما من حاجته إلى المنتجات الحيوانية المصنعة! ثمة حلقة مفقودة عنوانها -وفقا للخبراء- عدم الأخذ بالتقنيات الحديثة في مجال الرعي والإنتاج الحيواني. محمد البقالي، الجزيرة، البطانة شرق السودان.

[نهاية التقرير المسجل]

أحمد بشتو: سيد مختار أنت نائب رئيس اتحاد عام الرعاة في السودان، ما الذي يجب عمله حتى تكون ظروف الرعاة والراعي السوداني أفضل؟


مختار: الذي يجب عمله أنا أفتكر يعني الآن يعني الرعاة يعني هم جزء لا يتجزأ لقطاع رعوي عريض جدا ويمكن يعني الرعاة يعني فئات منهم الرحل وشبه الرحل والمستقرون والمزارع حول المدن يعني الأشياء اللي يمكن إحنا نتكلم عنها نفتكر أن يعني توفير المرعى أو الأعلاف ويمكن نثر البذور واحدة من الأشياء المهمة جدا وخاصة في المناطق الرعوية يعني والمرعى هنا طبعا عندنا طبيعي يعني أغلبه طبيعي.


أحمد بشتو: سيد محمد أنت صاحب مزرعة خاصة لتربية الأبقار هنا في السودان، مربي الماشية السوداني كيف يمكن أن تكون صناعته أفضل والعائد منها أكثر؟


محمد: إذا كان عنده إمكانيات أما المصنع بتاع ألبان براه وباع لبنه وصنعه براه بيكون أرباحه أكثر، نحن هنا بنبيع بيجونا في المزارع هنا بيشتروا الرطل بألف جنيه لكن لما يكون عندك مصنع الرطل بيكون بألفين يعني الطن بدل ما تكون بثمانية بتكون بـ 16 بتكون أرباحك كبيرة جدا والعمالة بتكون بسيطة من مزرعتك وطوالي، المصنع بيكون في المزرعة.


أحمد بشتو: سيد هاشم أنت مربي ماشية في السودان، مربو الماشية في السودان يعتمدون على أنفسهم تماما في مراحل الإنتاج والتسويق وغيرها؟


هاشم: أي نعم يعتمدون على أنفسهم خصوصا في مراحل الإنتاج والتسويق في بعض منهم، في بعض منهم يتعامل مع المصانع وفي بعض منهم يتعامل مع مسوقين ثانيين.


أحمد بشتو: أثمان الأعلاف مثلا كيف تجدها في بعض الأوقات؟


هاشم: أسعار الأعلاف في بعض الأوقات مكلفة وغالية فإذا عندك إمكانيات يعني ممكن تخزن في الوقت اللي بيكون فيه السعر أقل ولما يجي أغلى أنت تستخدمه في الفترة بتاعة الغلاء على أساس أن تقدر تغطي يعني بين المصاريف والدخل.


أحمد بشتو: سيد عبد الله أنت رئيس اتحاد رعاة ولاية جنوب دارفور قل لي أو صف لي كيف أثرت الأوضاع الأمنية هناك على أحوال الرعاة وإنتاج الحيوانات هناك؟


عبد الله: شكرا للإخوة في تلفزيون الجزيرة. الحقيقة نحن في ولاية جنوب دارفور نتمتع بثروة حيوانية عالية في التعداد وهي ثروة تعتمد على الموارد الطبيعية أي الرعي الطبيعي رعي مفتوح بمعنى آخر، هذه الثروة الحيوانية تأثرت تأثرا بالغا رغم ضخامة عددها بمجريات الانفلات الأمني الذي حدث يعني في حوالي سبع سنين في ولاية دارفور الكبرى، ربما تكون هذه التداعيات الأمنية أقعدت كثيرا من الإنتاج الحيواني وطلت بعض المشكلات الأخرى اللي ممكن يعني تكون سببا في الحد من الإنتاج.


أحمد بشتو: حاليا الأوضاع عادت إلى طبيعتها أو بدأت تعود إلى طبيعتها؟


عبد الله: والله الحمد لله يعني تقريبا أنا أعطي نسبة 75% عادت الأوضاع إلى طبيعتها، وشريحة الرعاة كانت هي الشريحة الأكثر تأثرا بهذه الظروف الأمنية كما أسلفت.


أحمد بشتو: سيد عبد الرحمن أنت رئيس اتحاد الرعاة في ولاية شمال دارفور، قل لي لماذا لا توجد استثمارات قائمة على منتجات الألبان ومنتجات الحيوانات في دارفور أو في باقي الأطراف السودانية وتركزت فقط حول العاصمة الخرطوم؟


عبد الرحمن: تركزت صناعات الألبان في ولاية الخرطوم نسبة لاكتظاظ الناس في الخرطوم هنا ذاتها بالنسبة للتسويق يعني موجود العدد الكبير للتسويق مشان كده تركزت هنا.


أحمد بشتو: يعني حتى مسألة تجميع الألبان وضخها إلى العاصمة حيث توجد المصانع لم تحدث؟


عبد الرحمن: لم تحدث لأن الطرق ذاتها غير معبدة من دارفور للعاصمة هنا لذلك ما تحدث، نحن عندنا هناك في موسم الخريف مثلا يتدفق اللبن في الأرض يعني ما في محل تمشي له، بعيد من أماكن التسويق مشان كده يتدفق في الأرض.


أحمد بشتو: طيب بدلا من رمي الألبان في الأرض وفي الصحراء لماذا لا توجد استثمارات قريبة حتى لو كانت استثمارات محدودة؟


عبد الرحمن: ممكن يكون في استثمارات محدودة وممكن يتعبد طرق مشان يجي العاصمة يكون في استثمارات موجودة في العاصمة في الولايات هناك حتى ما يسكب اللبن على الأرض.


أحمد بشتو: الدكتور فيصل حسن إبراهيم وزير الثروة الحيوانية والسمكية السوداني، السودان يملك 150 مليون رأسا من الماشية هل من المعقول أن نجد أسعار اللحوم الحمراء والألبان في السوق لدى المستهلك السوداني العادي مرتفعة بهذه الدرجة؟


فيصل حسن إبراهيم: شكرا جزيلا لبرنامج الاقتصاد والناس. صحيح الأسعار مقارنة مع دخول الناس تعتبر نسبيا مرتفعة، حقيقة مرد ذلك لعدة أسباب منها أن نمط الإنتاج الحيواني في السودان هو نمط تقليدي يعني اللحوم والمواشي تنتج في مناطق الإنتاج التقليدي في كردفان وفي دارفور وفي غيرها وتنتقل الماشية عبر سلسلة الأسواق الطويلة والوسطاء إلى الخرطوم حيث الاستهلاك الأكبر والمدن الكبيرة، إشكالية أخرى حقيقة أيضا هي أنه نحن لحد الآن التربية تربية رعوية ولم نصل إلى مرحلة الصناعة، يعني الصناعة بالقيمة المضافة سواء كان بالتسمين أو القيمة المضافة بتصنيع الألبان حتى الآن لم تصل المدى المطلوب ولذلك نحتاج إلى مزيد من الاستثمارات لتطوير الصناعة ونقلها من التقليدية إلى الحداثة بصورة أساسية حتى تزيد.


أحمد بشتو: أنتم في السودان تملكون ثروة حيوانية أكبر من هولندا بأربع مرات، هل يجوز في هذه الحالة أن نقارن بين الحالتين سواء إنتاجا وتصنيعا وعائدا ماديا؟


فيصل حسن إبراهيم: تجوز المقارنة مع الفارق لأن العالم كله أصبح قرية واحدة الأسواق العالمية أصبحت يعني كل المنتجات أسواق واحدة ولذلك من هذا أن نحن نتطلع إلى أن نمشي نحو التحديث، تجوز المقارنة مع الفارق في البنيات التحتية في نوعيات المزارع، بصراحة عندنا في السودان كم هائل صحيح لكنها ما دخلت دورة الاقتصاد، الناس يربونها.. التربية هي للتفاخر الاجتماعي أكثر منها وحاجة المربين أيضا قليلة، هناك في هولندا التربية هي تربية اقتصادية محسوبة المدخلات محسوبة المخرجات فنحن نحتاج أن ننتقل من مرحلة التربية والإنتاج إلى مرحلة الصناعة في الثروة الحيوانية.


أحمد بشتو: في هذه الحالة هل هناك أفكار لتطوير القطاع سواء باستدعاء الاستثمار الأجنبي أو بالتطوير الداخلي؟


فيصل حسن إبراهيم: يعني نحن هنالك دعوة كبيرة حقيقة للاستثمار في مجال الثروة الحيوانية والآن عندنا صناعة الدواجن على سبيل المثال في السودان بدأت فيها نهضة كبيرة الانتقال من نظام التربية المفتوحة إلى نظام التربية المغلقة والآن نحن نستطيع أن نقول هنالك يعني ثورة في صناعة الدواجن في السودان بدأت بمعطيات كبيرة، نحتاج أن نمضي في صناعة اللحوم في صناعة الألبان بذات المستوى، نحن عندنا عدد من المشروعات حقيقة في إطار النهضة الزراعية بإشراكها مع القطاع الخاص والقطاع العام بالشراكة مع المنتجين لتحسين السلالات أيضا بالنسبة للألبان واللحوم وبالنسبة للماعز تحسين إنتاج الأعلاف هذه واحدة من القضايا المهمة، تحسين زيادة وحصاد إنتاج الألبان دي كلها حقيقة مشروعات متاحة للاستثمار، الثروة الحيوانية واحدة من القطاعات حقيقة دايرة استثمارات ضخمة استثمارات كبيرة ولكن في ذات الوقت هي واحدة من أكبر مكونات الاقتصاد الزراعي نموا، أسرع مكونات الاقتصاد الزراعي نموا الثروة الحيوانية.


أحمد بشتو: بعد الفاصل نواصل الأسئلة متى وكيف يمكن للسودان وأهله زيادة الاستفادة من كنز ثروتهم الحيوانية؟ وتابعونا.

[فاصل إعلاني]

إشكاليات تصنيع وتسويق المنتجات الحيوانية وسبل تطويرها


أحمد بشتو: المفارقات لا تنتهي فأكبر مصنع إفريقي لتجميع وتصنيع الألبان كان موجودا في منطقة كردفان وكان يحمل اسم بابانوسا تحول نشاط المصنع الآن إلى تغليف الكركاديه، أليست طرفة أخرى؟! مشاهدينا أهلا بكم مرة أخرى إلى الاقتصاد والناس. السلام عليكم جمال، يعني رغم كل هذه الكميات من الألبان يوميا في الخرطوم لماذا أسعار الألبان في الخرطوم مرتفعة؟


جمال: والله لأن غالية الأعلاف والحاجات اللي زي دي في السودان يعني مع أن اللبن يزيد، يزيد السعر بتاع اللبن.


أحمد بشتو: أيضا سكان الخرطوم يشتكون أن هناك نقصا في كميات الألبان.

جمال: والله الخرطوم فيها مصانع زي دي يعني.. اللبن عدد السكان كبير يعيشون على اللبن.


أحمد بشتو: الألبان تصل إلى السكان بشكل يدوي ليس بشكل مصنع؟

جمال: طازة مصنع طازة يعني كثي يعني طازة.


أحمد بشتو: مجذوب أنت شاب وتعمل في تربية الماشية هنا في السودان، هذه المهنة بالنسبة لك مربحة؟

مجذوب: والله مرات كويسة مرات صعبة مرات كده ومرات كده يعني.


أحمد بشتو: متى يمكن أن تخسر؟


مجذوب: والله في حال هذا الأعياد والخريف كده يعني بس مرات صعبة شديدة يعني.


أحمد بشتو: التكاليف هي التي تزيد عليك؟

مجذوب: آه زمن الخريف كده والأعياد.


أحمد بشتو: دكتور عبد الرحمن أنت مدير مركز بحوث الإنتاج الحيواني في الخرطوم، أبحاثكم هذه كيف يمكن لراعي في أطراف السودان في درافور أو كردفان أن يستفيد منها؟

عبد الرحمن: هي تتم عبر حزم تقنية تنقل بواسطة الإرشاد تنشر في الدوريات المحلية والدوريات العلمية وهنالك بعض الدورات التدريبية التي تتم للرعاة وللمزارعين ولطلاب الجامعات حيث ينتقلون إلى تلك المناطق وينقلون هذه التقانات إلى..


أحمد بشتو (مقاطعا): لكن معظم عمليات الرعي تتم بشكل عشوائي في المناطق المفتوحة، الراعي العادي كيف يمكن أن يزيد إنتاجه لحما أو حليبا؟


عبد الرحمن: تتم هذه كما قلت لك عبر الحزم التدريبية والدورات التدريبية التي تتم وهو فعلا الراعي التقليدي يتم الرعي بواسطة الرعي التقليدي وهذا الرعي التقليدي ليس كله سوءا أو كله لعنة فهؤلاء الرعاة قد حافظوا على القطيع القومي منذ آلاف السنين وحتى الآن يحافظون على القطاع صحيح هو بتقليدية مفرطة ولكن هؤلاء الرعاة ينتجون لحما قليل التكلفة وينتجون اللحوم بما يعتقد أنه biological meat أو لحوم طبيعية أو لحوم عضوية هذه اللحوم الآن العالم كله نسبة للأمراض المنتشرة في كل أنحاء العالم وبواسطة الحداثة وبواسطة.. هذه الأمراض دعت العالم لأن يتجه لمثل هذا الإنتاج التقليدي والإنتاج الطبيعي والإنتاج..


أحمد بشتو (مقاطعا): لكن زيادة الإنتاج دكتور هل لمستم تطورا فيه بناء على ما قدمتموه من نصائح مثلا؟


عبد الرحمن: نحن هنالك غير هذا المركز هنالك محطات في مناطق الإنتاج قد وصل الإنتاج فيها إلى كميات كبيرة وهذه المزارع في غرب السودان وشمال السودان ووسط السودان يراها المزارع ويرى مدى التحسن بالطريقة الحديثة للإنتاج فيحاول أن يتبع تلك الطرق إن شاء الله.


أحمد بشتو: سيد عبد الحفيظ أنت مدير الإنتاج في مصنع الألبان هذا، في الخرطوم يوجد فقط خمسة مصانع لتصنيع الألبان، مع الوفرة الكبيرة والكميات الكبيرة في الألبان في السودان هل هذا العدد كاف؟


عبد الحفيظ: في الحقيقة هذا العدد غير كاف لأن الكميات المنتجة من الألبان تقدر يعني بأضعاف العدد الموجود من المصانع وحتى لو في أي زيادة في المصانع ما حتكون أي مشكلة حتواجهها في توفر الألبان.


أحمد بشتو: أخ علي أنت تعمل في رعاية الغنم منذ 35 سنة، إذا قابلت وزير التنمية الحيوانية أي مشكلة ممكن أن تعرضها عليه؟

علي: والله مشكلة الأعلاف، الأعلاف هي الأعلاف غالية والمطرية والمحليات كلها تواجهنا مشاكل كثيرة.


أحمد بشتو: ارتفاع الأسعار هذا يؤدي إلى ارتفاع سعر ما تبيعه أنت؟

علي: نعم ارتفاع عال بالذات في الضحايا وفجأة للموظفين يوزعون لهم الحكومات بهائم ونحن بنعتمد على البهائم البهائم منتهية في يدنا نحن هسه بنبيعها بأقل من السعر اللي بنشتري به.


أحمد بشتو: أخ بدر الدين هل لهذا أسعار اللحوم في الشارع السوداني مرتفعة؟

بدر الدين: هسه حاليا ما مرتفعة.


أحمد بشتو: حاليا بـ 25 جنيها.


بدر الدين: 25 و20 و24 و22 يعني ما غالية شديد.


أحمد بشتو: يعني مع زيادة عدد أو ضخامة عدد الأغنام في السودان والماشية بشكل عام هناك ارتفاع في أسعار اللحوم.

بدر الدين: نعم أسعار اللحوم دي بالنسبة للصادر علشان البهائم تصدرت بقي فيها زيادة حبة لكن ما غالي شديد.


أحمد بشتو: ما المشاكل الأخرى التي يمكن أن يواجهها راعي الغنم في السودان؟

مشارك1: والله يعني اللي بيجي من السروح من الأعلاف حاجة بالشكل ده يعني بس هو الشيء بيأكله.. ضغوط بتاعة يعني سيولة وضغوط بتاعة يعني..


أحمد بشتو: يعني إذا قابلت مشكلة أو احتجت إلى دعم هل تذهب إلى بنك الثروة الحيوانية في السودان؟


مشارك1: نعم.


أحمد بشتو: أخذت منه قرضا من قبل؟


مشارك1: لا، أبدا لكن تذهب يعطيك يعني على حسب.. وقت معين يديك ثاني تسدد هنا.


أحمد بشتو: هناك أكثر من 150 مليون رأس ماشية في السودان هل تعتقد أنه يمكن أن توجد طريقة ما لتعظيم الاستفادة من هذه الثروة؟

مشارك2: نعم البهائم طبعا الصادر فيها شح، الصادر سياح البهائم يعني الصادر ده عمل شح في البهائم شديد، إحنا البهائم سمحة وطيبة وأعلى مراعي في السودان.


أحمد بشتو: الدكتور فيصل حسن إبراهيم وزير الثروة الحيوانية والسمكية السوداني، الواقع يقول إن قطاع الرعي ما زال وسيظل قطاعا نمطيا، هؤلاء الرعاة المنتشرون في أرجاء السودان ألا يحتاجون منكم لرعاية ما؟


فيصل حسن إبراهيم: صحيح نحن نتفق أن الرعاة والاهتمام مرتبط حقيقة بتطوير أحوالهم بتحقيق الاستقرار بزيادة التعليم الظروف الصحية فيهم ولكن برغم يعني هذه التقليدية هذا القطاع عنده مساهمة في الأمن الغذائي كبيرة عنده مساهمة في توفير فرص العمل في سهولة كسب العيش لقطاع عريض من المواطنين الذين يعملون في التربية بصراحة يعني عنده مساهمة أيضا في الاقتصاد السوداني فهذا كله موضوع مطلوب أن نعظم دوره في الاقتصاد كعائد أن نعظم دوره والتدخلات المطلوبة لتعظيم دوره في الاقتصاد تعظيم دوره في تحسين ظروف كسب العيش بالنسبة للناس العاملين في القطاع، تحسين دوره أيضا وتعظيم دوره في الأمن الغذائي سواء كان على مستوى السودان أو الأمن الغذائي العربي أو العالمي يعني وأيضا لتعظيم دوره ومساهمته في الحد من الفقر ومكافحته، واحدة من الحاجات الهامة جدا في مكافحة الفقر.


أحمد بشتو: أيضا السودان يملك مقدرات زراعية وحيوانية هائلة دائما لكن الغائب دائما أيضا هو مسألة التصنيع، متى يمكن أن تقام صناعات حقيقية تستوعب كل الإنتاج الحيواني السوداني لا يضطر بعدها السودان لاستيراد كميات من الألبان من دول خليجية مجاورة؟


فيصل حسن إبراهيم: صحيح هي الدول الخليجية لأن السوق أصبح كما ذكرت أن السوق العالمي أصبح سوقا واحدا مع تحرير التجارة في كل العالم تنتقل المنتجات من مكان إلى آخر، صحيح نحتاج أن ننتقل إلى مرحلة الصناعة هذه مسألة مهمة التحسن اللي ذكرته أنا في الاقتصاد السوداني تحسن البنيات التحتية سواء كان في الطرق أو في الكهرباء أو في غيرها يعني كل هذه حقيقة عوامل مساعدة لتشجيع الاستثمار والصناعة في مجال الثروة الحيوانية إذا كان في مجال صناعات الألبان أو صناعة اللحوم أو صناعة الأغذية المعتمدة أو حتى صناعة الجلود أو غيرها من منتجات الحيوان اللي تدخل في الصناعة وهذا الآن الجو أصبح متاحا له، السياسات الاقتصادية وسياسات الاستثمار وقوانينه كلها الآن مشجعة للمضي نحو ذلك ولذلك نحن نفتكر أن الباب الآن مفتوح للاستثمارات سواء كان العربية أو الأجنبية وقد بدأت بالفعل يعني، تحسن الغطاء النباتي والزراعة المروية والمطرية أيضا توفير الأعلاف فيها بالإضافة للمراعي الطبيعية كل ذلك حقيقة يساعد على هذه النهضة الصناعية المتوقعة لهذا القطاع بإذن الله.


أحمد بشتو: دكتور فيصل حسن إبراهيم وزير الثروة الحيوانية والسمكية السودانية أشكرك جزيل الشكر.


فيصل حسن إبراهيم: شكرا جزيلا.


أحمد بشتو: هل نحن العرب متميزون جدا في إطار ما نملكه من ثروات نفطية أو زراعية أو حتى حيوانية؟ حسنا على الأقل فقد تميزنا في شيء ما. تقبلوا أطيب التحية من مخرج البرنامج صائب غازي ومني أحمد بشتو من العاصمة السودانية الخرطوم لكم التحية، إلى اللقاء.