يوم الأرض

تحول يوم الأرض -الذي يوافق 30 مارس/آذار- إلى رمز عربي للنضال والمقاومة من أجل الأرض، هذا ما تناولته حلقة الأربعاء 26/3/2014 من برنامج "فلسطين تحت المجهر".

بداية، أبانت الحلقة عبر شهادات المتخصصين كيف حاولت إسرائيل "تدجين" عرب الداخل، وعزلهم تماما عن أهاليهم الموجودين في الخارج.

ورغم محاولات المقاومة التي حاول عرب الداخل تنظيمها لمقاومة انتزاع الأراضي والتهويد فإن ذلك لم يمنع إسرائيل من مواصلة سياساتها التوسعية والاحتلالية.

ويوضح تسلسل الأحداث الذي تقدمه الحلقة كيف صادرت إسرائيل ما يزيد على خمسة ملايين دونم من الأراضي الفلسطينية داخل الخط الأخضر بوضع اليد، أنهتها بقرار مصادرة 21 ألف دونم آخر من أراضي الجليل مطلع عام 1976.

وتسبب تصعيد القرارات الإسرائيلية في احتقان متزايد لدى أصحاب الأرض، وانفجروا في وجه المحتل عندما أعلن أصحاب البلاد إضرابا عاما في 
30 آذار/مارس عام 1976، أسفر عن سقوط ستة شهداء وعشرات الجرحى ومئات المعتقلين، إلا أنهم نجحوا في استعادة أراضيهم وأثبتوا للعالم أن الشعب الفلسطيني قادر على التحدي والصمود، وأصبح ذلك اليوم يوما للدفاع عن الأرض.

ويروي العديد من الناشطين الفلسطينيين تفاصيل الدعوة لإضراب 
30 مارس/آذار، ودور المرأة الفلسطينية، حيث دخلت النساء في مواجهات ومعارك مباشرة مع الجيش والشرطة الإسرائيلية، ولم يقتصر دورهن على ذلك، بل كن يقمن بتهريب الشباب وحمايتهم، واستشهدت منهن خديجة شواهنة.

كما تبين الحلقة أن إسرائيل حاولت كسر الإضراب بكل الطرق، مستخدمة القتل والقمع من أجل ألا تجعل الفلسطيني في الداخل يكسر حاجز الخوف، الخوف الذي كان أحد أشكاله الكبرى مجزرة كفر قاسم في المثلث عام 1956، حين استغلت إسرائيل العدوان الثلاثي لتقوم بمجزرة تقتل فيها من فرض عليهم حمل "الجنسية الإسرائيلية" بمجزرة قتل فيها أكثر من خمسين من رجال ونساء وأطفال قرية لا لذنب إلا أنهم فلسطينيون.

وختاما، تشير الحلقة إلى أن عدد أصحاب البلاد في الداخل الفلسطيني بلغ عام 1980 نصف مليون فلسطيني، تضاعف ثلاث مرات في 2014، وهم يحيون كل عام ذكرى ذلك اليوم، رمز التضحية والكبرياء والتحدي، يوم الأرض.

وتأتي هذه الحلقة -التي أعدتها وأخرجتها روان الضامن- ضمن سلسلة "أصحاب البلاد" عن فلسطينيي الداخل التي تستند إلى أرشيف تاريخي مهم لجرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني.