ما هي الصيغة الممكنة لحل معضلة كركوك
ما وراء الخبر

الوضع المتأزم في كركوك

نحاول في هذه الحلقة التعرّف على حقيقة الوضع المتأزم في مدينة كركوك، في ظل التجاذب الحاصل بين أطراف المعادلة السكانية في المدينة وفرص الوصول إلى تسوية مرضية بشأنها.

– دلالات وتداعيات تفجيرات كركوك
– فرص تسوية أزمة كركوك


undefinedمحمد كريشان
: أهلاً بكم نحاول في هذه الحلقة التعرّف على حقيقة الوضع المتأزم في مدينة كركوك شمال العراق في ظل التجاذب الحاصل بين أطراف المعادلة السكانية في المدينة وفرص الوصول إلى تسوية مرضية بشأنها على خلفية المشهد المأسوي في البلاد عموماً ونطرح في حلقتنا هذه تساؤلين اثنين؛ ما هي دلالة توقيت سلسة الانفجارات التي شهدتها مدينة كركوك ودفعت سلطات المدينة إلى فرض حظر التجوال؟ وما هي الصيغة الممكنة لحل معضلة كركوك في ظل التنوع السكاني للمدينة والتجاذب الإقليمي حولها؟

دلالات وتداعيات تفجيرات كركوك

محمد كريشان: هزت سلسلة انفجارات لسيارات مفخخة بينها هجوم انتحاري هزت مدينة كركوك الواقعة شمالي العراق مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات فقد انفجرت سيارتان خارج مكاتب الحزبين الكرديين الرئيسيين في المدينة كما أغلقت المتاجر أبوابها مبكراً تحسباً لمزيد من الهجمات وفي الوقت الذي هرع فيه السكان إلى بيوتهم فرضت السلطة حذراً للتجوال على السيارات وقال مصدر في الشرطة إن كافة المداخل إلى كركوك أغُلقت للحيلولة دون وقوع المزيد من تفجير السيارات ومعنا في هذه الحلقة من أربيل فوزي الأتروشي الناشط في الحزب الديمقراطي الكردستاني ومن دمشق أرشد الصالحي وهو ممثل الجبهة التركمانية في سوريا ومن لندن السياسي والإعلامي العراقي الدكتور هاشم الشبيب أهلاً بضيوفنا الثلاثة، نبدأ من أربيل والسيد الأتروشي سيد الأتروشي هذه السلسلة من التفجيرات في كركوك هل ترى لها دلالة خاصة؟

فوزي الأتروشي – ناشط في الحزب الديمقراطي الكردستاني: مدينة كركوك مدينة ملتهبة والوضع الأمني فيها خطير والاحتقان يزداد سوء وأعتقد أن ذلك يعود إلى أن ملف كركوك ما زال مفتوحاً وأيضاً يعود إلى التعثر والعرقلة العمدية أحياناً وغير العمدية أحياناً أخرى في تطبيق اتفاق أو البند أو المادة 140 من الدستور العراقي الدائم يعني مرت فترة طويل والوضع فيها معلق ومأزوم ونحن يعني الطرف الكردي أو القيادة السياسية الكردية تنظر بحق أنه لو تم منذ زمن حرك المراحل والإسراع في تطبيق هذه المادة وفق الميكانيزم والآلية الديمقراطية الموجودة في الدستور العراقي الدائم لما تفاقم الوضع الأمني بهذه الخطورة في مدينة كركوك، أيضاً يجب أن ننظر إلى أن العنف الحاصل في كركوك ليس عنفاً طائفياً كما هو في المدن الأخرى إنما هو عنف سياسي يقوم به بقايا الصداميين أيضاً التكفيريين الذين يحاولون توظيف الإرث السياسي البغيض للنظام السابق لإبقاء الحال كما هو وعدم التقدم إلى الأمام في حل هذه المعضلة الأساسية والتي أشار التقرير الاستخباراتي الأميركي الأخير أيضاً قبل أيام أن كركوك تشكل المدينة الثالثة الخطرة أمنياً بعد بغداد والرمادي، نحن نستبشر خيراً لأنه..

محمد كريشان [مقاطعاً]: عفواً لنرى السيد أرشد الصالحي ما إذا كان يرى الأمور من نفس الزاوية ارتباطاً بما جرى من تفجيرات في المدينة.. تفضل سيد صالح.

أرشد الصالحي – ممثل الجبهة التركمانية في سوريا: بداية أقول اللهم ألهم شعبنا العراقي المظلوم المغبون على أمره المزيد من الصبر في ظل هذه الانفجارات المميتة وأتمنى لشعبنا التركماني خصوصاً في مدينة كركوك بعد تعرضه إلى سلسلة الانفجارات في كركوك المزيد من الصبر وأسفاً من السيد المالكي الذي أبرق قبل قليل ببرقية تندد فيه تنديد انفجارات مدينة الصدرية في بغداد ولم يتبوأ ولو بكلمة بالتفجيرات السبعة الثمانية التي حصلت في مدينة كركوك العراقية ذات الأغلبية والخصوصية التركمانية، بالنسبة ما نراه في كركوك حالة ليست بجديدة هذه التفجيرات بدأت في كركوك منذ أكثر من سنة وخلت ومستهدفة بذلك الأحياء السكنية والمحال التجارية والاقتصاد التركماني بحجة السماح الأكثر للعوائل التركمانية بالنزوح والهجرة من مدينة كركوك وقبل حصول الاستفتاءات، نحن في هذه الحالة لا نود أن نوجه الاتهام إلى أي جهة المهم أن الأطراف السياسية سواء كانت التركمانية أو الكردية عليهم الابتعاد عن المشاعر الابتعاد عن الخطابات السياسية التي تأجج المشاعر لدى المنطقة في بين الشعبين التركماني والكردي، إذاً ما علينا إلا أن نقول المزيد من الصبر لأن هذا العنف سيحرق مدينة كركوك وما يجاورها، كركوك هذه المدينة مدينة النار الأزلية لنجعلها مدينة للأخوة ولن نجعلها مدينة نقمة تكون علينا وعلى الآخرين في المنطقة.

محمد كريشان: نعم سيد هاشم الشبيب مدينة النار الأزلية كما سماها سيد الصالحي هل تعتقد أو بابا جورجر كما يقال يعني هل تعتقد بأن التفجيرات الأخيرة هي جزء من إلهاب هذا النار في المدينة؟

"
هناك تسلط قومي في  كركوك  يؤثر كثيراً على وضع المدينة الأمني
"
هاشم الشبيب

هاشم الشبيب – سياسي وإعلامي: أعتقد أن الوضع في كركوك وضع خطير جداً متأزم وغير طبيعي وهو يمثل بالإضافة إلى الانفلات الأمني هناك تسلط قومي أحيانا يؤثر كثيراً على وضع المدينة، المدينة تضم كل الأجناس العراقية العرب والتركمان والأكراد والشبك والكلدو آشوريين جمعيهم يعيشون بأخوة وتآخي، من الخطأ أن نفرض عليهم سلطة معينة أو إقليم معين ليكونوا خاضعين له، يجب أن تكون هذه المدينة مدينة تآخي عراقية تعود لكل العراقيين دون أن تتسلط عليها قومية واحدة تفرض عليها بالقوة ما تشاء وأعتقد أن الوضع الأمني في كركوك سيء جداً تشترك فيه عوامل كثيرة قديمة وجديدة ويجب أن تكون هنالك روح وطنية عالية تبتعد عن الشوفينية والتسلط وتسمح للآخرين بأن يعيشوا بحرية وأن تكون كركوك مدينة رمز لكل العراقيين.

محمد كريشان: نعم على كل هو حتى التنوع الموجود حالياً في ضيوفنا هو جزء من هذا التنوع الخاص بمدينة كركوك وعلى بحيرة نفط قد تكون الأكبر في العراق ووسط أمواج الخلافات العراقية المزمنة تسبح إذاً مدينة كركوك وهي تترقب نهاية لمتاعب سكانها، هؤلاء السكان باتوا الضحية الأولى للثروة النفطية التي أصبحت لعنة تحرق الحلول الممكنة لإنقاذهم من مصيبة التناحر العرقي.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: البعض يسميها العراق المصغر وآخرون يصفها بقلب العراق الكبير إنها كركوك التي تدعيها عرقيات مختلفة تسير العلاقات بينها إلى مزيد من التوتر كلما اقترب السقف الزمني لحسم هوية المدينة في أفق 2007، نار صبت عليها الطبيعة كميات نفط هي الأوفر في العراق فألهبت وضعاً طائفيا هشا يكتنف رابع أكبر مدن بلاد الرافدين، حتى هنا في الشمال العراقي الهادئ نسبياً مقارنة بوسطه وجنوبه أطل شبح الحرب الأهلية مدججاً بالمظاهرات الغاضبة حين وبأعمال العنف العرقي أحياناً أخرى، أفرز ذلك الواقع مخاوف أطلقتها جهات عدة من بينها تركيا الذي قال رئيس وزرائها رجب طيب أردغان إن حكومته لن تسمح بسيطرة كردية على كركوك تكون مقدمة لتحقيق أحلام الكرد الانفصالية، اشتد بالأزمة مخاضها فولدت فيما ولدت مصطلحات من قبيل التكريد الذي برز عقب سقوط النظام العراقي ودخول قوات البشمرجة إلى كركوك بدعم الأميركيين في إبريل سنة 2003، يقول الأكراد إن تلك الخطوة أعادت كركوك إلى صورتها الصحيحة قبل أن تغيرها سياسات التعريب التي شنها صدام بترحيل قرابة 120 ألفا كردياً من تلك المدينة وهو ما يشير إليه هذا التقرير الصادر عن (Human rights watch) لكن غير الأكراد من عرب وتركمان وآشوريين وغيرهم لهم رواية أخرى تعتبر تلك القوميات أن كركوك كانت وستبقى متعدد الأعراق والمذاهب وأنها لم تكن كردية خالصة في يوم من الأيام، جعل هذا الاختلاف كركوك مادة من مواد الدستور العراقي القابلة للانفجار خاصة وأن الخطوات المنصوص عليها في المادة 140 وهي التطبيع فالإحصاء ثم الاستفتاء ما تزال عالقة تحت التدهور الأمني المتكرر، يقترب موعد 2007 شيئاً فشيئا دون أمل يلوح في الأفق إذ أن الهوة أصبحت سحيقة بعدما بات محور الخلاف بين الفرقاء هو من يحق له الاستفتاء وهو السؤال الذي أعاد الأمور إلى المربع الأول هوة تقول لمن يريد ردمها احفر هنا ستجد بئر نفط لا قعر لخلافاته ولا مطفأ إلى الآن على الأقل لنيرانها المشتعلة.

محمد كريشان: سيد الأتروشي، هل تعتقد من السهل أن نؤكد من ناحية حرص المدينة على التنوع ومن ناحية أخرى أن نسلمها لمنطقة كردية يخشى البعض من تداعيات مثل هذا القرار؟

فوزي الأتروشي: أولاً نحن نعترف وفقاً لحقائق التاريخ والجغرافيا أن هناك تنوع اثني في كركوك ونحن لا ندعو إلى كردية كركوك بقدر ما ندعو إلى كردستانية كركوك والفرق هنا واضح بين مصطلح قومي وآخر جغرافي، يعني منطقة كركوك واقعة في منطقة تسمى جغرافياً وتاريخياً إقليم كردستان العراق يعني هل يمكننا أن نضع كركوك محل الرمادي أو النجف أو نضعها في أي مدينة أخرى؟ هذه حتمية جغرافية، النقطة الثانية أننا لا نسلط أنفسنا لا سياسياً ولا قوميا ولو كان الأمر كذلك لما خرج البشمرجة الكرد عام 2003 بعد أن جرى السيطرة على كل كركوك بكل توابعها وقصباتها ونواحيها وقراها ولكن نحن نرتكن إلى آلية ديمقراطية جرى تشريعها وإقرارها بالاستناد إلى أهم وثيقة في حياة الشعب العراقي وهو الدستور العراقي الدائم، نحن نرتكن إلى الديمقراطية نحن نرتكن إلى الحوار والآلية الديمقراطية لماذا يرفض الآخرون الحوار الديمقراطي والآليات الديمقراطية وحين أتحدث الآن إليكم نستبشر خيراً بأن اللجنة المكلفة بتطبيق المادة 140 حققت في الآونة الأخيرة تقدماً واسعاً من خلال اجتماعات متواصلة وأيضاً بمساعدة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء بمعنى هناك إرادة وطنية عراقية هناك إرادة كردستانية لحل المشكلة وفق الدستور العراقي الدائم، إذاً البحث عن حل ديمقراطي هو حال حضاري وتوجه حضاري واللجنة حققت..

محمد كريشان [مقاطعاً]: طالما المسألة..

فوزي الأتروشي [متابعاً]: عفواً هناك عفواً هناك..

محمد كريشان: يعني عفواً لو سمحت لي طالما أن المسألة مطروحة بهذه الزاوية التي تفضلت بها، نسأل السيد أرشد صالحي ما مبررات التخوفات التي يعبر عنها أحياناً العرب أحيانا الكلدو آشوريين أو غيرهم ما الداعي لها إذا كانت المسألة كما طرحها سيد الأتروشي الآن؟

"
الدستور العراقي كتب في ظل غياب الصوت التركماني والقرار السياسي التركماني
"
      أرشد الصالحي

أرشد الصالحي: أخي الكريم الدستور العراقي كتب في غفلة من الزمن في ظل غياب الصوت التركماني في ظل غياب الشرعية التركمانية والقرار السياسي التركماني، المعارضة العراقية منذ أول يوم وفي آخر عفواً في آخر جلستهم أقروا بالفيدرالية الجبهة التركمانية العراقية كان من أول المعارضين لمبدأ الفيدرالية وعلى آثارها عوقبت الجبهة التركمانية بعدم الاشتراك لاحقاً بمجلس الحكم بعد سقوط النظام وعندما تم تشكيل مجلس الحكم لم يكن دور للسياسيين التركمان في كتابة قانون إدارة الدولة العراقية التي تمخضت عنها الدستور العراقي الجديد هذا وحصراً في المادة 140، المادة 140 أساساً جاءت من المادة 58 من قانون إدارة الدولة العراقية والمادة 53 هنالك فقرات مهمة في المادة 53 التي كانت تعطي لكركوك وبغداد وضعاً خاصاً متميزاً ولكن فقرات معينة تمت إزاحتها وإلغاؤها وإبطالها بقوة الإخوة الأكراد الموجودين في مجلس النواب وبتحالف بعض الجهات معهم ألغيت هاتان الفقرتان من المادة 53 وبقيت المادة 58 والتي كتبت على هواهم وكما يشاؤون وأدرج إلى المادة مئة وأربعين وبدأت المادة 140 ترى عملها من دون أن يكون لهم قرار قبل حل المادة 142 المادة 142 كانت قد تقول بأنه يجب أن يُعدل الدستور العراقي فقبل تعديل الدستور العراقي أجريت هذه المغالطات الكثيرة بما فيها اللجنة المنبثقة من المادة 140 ألا وهي لجنة التطبيع والتي قد تم تشكيلها أيضاً بإرادة معينة هذا الذي نحن نتخوف منه، لو كانت العدالة موجودة..

محمد كريشان [مقاطعاً]: إذاً أنتم تتخوفون يعني عفواً أنتم إذاً عفواً، إذاً أنتم تتخوفون من هذا البعد القومي سيد الأتروشي يقول هو بعد جغرافي وليس قومي، نسأل السيد الدكتور هاشم الشبيب ما إذا كان الموضوع لا قومي ولا جغرافي.. لندن غير موجود حالياً نعود مرة أخرى للسيد الأتروشي أو لنأخذ استراحة ثم نعود إليكم أفضل من الأمرين، وقفة قصيرة ثم نستأنف هذه الحلقة حول كركوك في برنامج ما وراء الخبر.

[فاصل إعلاني]

فرص تسوية أزمة كركوك

محمد كريشان: أهلاً بكم من جديد مازلتم معنا في هذه الحلقة من ما وراء الخبر وتتناول الوضع الحالي في كركوك والإشكالات المحيطة بهذه المدينة، سيد الأتروشي أنت قلت القضية جغرافية سيد صالحي أعادنا إلى المربع العرقي هناك من يطرح المسألة على أنها اقتصادية بمعنى أنها مدينة كركوك مدينة غنية بالنفط ومن مصلحة إقليم كردستان أن يضمها إليه والبعض يطرح المسالة حتى من داخل الخلافات الكردية الكردية على أساس أن الحزب الديمقراطي له أربيل ودهوك والاتحاد الوطني له فقط السليمانية ويريد أن يدعم وضعه بكركوك كيف يرد على من يقول ذلك؟

فوزي الأتروشي: أنا أعترف أنها مدينة عراقية وستكون ضمن الكيان الفيدرالي العراقي وهذه السلة الغذائية سوف تكون لكل العراقيين وليس لسكان كردستان العراق فقط ولكن بنسب عادلة، ثانياً فيما يخص الخطاب الكردي حول كركوك هناك استراتيجية كردية موحدة الصوت الكردي موحد هنا وليس هناك أي خلاف بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وأود أن أقول للزميل من دمشق أنه لا يجوز له الحديث عن الشعب التركماني كمكون ثالث للشعب العراقي وشارك في كل مؤتمرات المعارضة العراقية معنا منذ مؤتمر بيروت وإلى مؤتمر لندن مروراً بمؤتمرات فيينا وصلاح الدين والمؤتمرات الأخرى وفي كل هذه المؤتمرات جرى إقرار حقيقة واقعة وهي ضرورة إلغاء آثار الترحيل والتعريب في كركوك، عليه أن يتحدث فقط عن الجبهة التركمانية والجبهة التركمانية أثبتت مراراً بأنها امتداد للسياسة التركية هو صوت الدولة وصوت الحكومة التركية وليس صوتاً بالمعنى الوطني العراقي العام وإلا هناك لجنة..

محمد كريشان [مقاطعاً]: عفواً يعني سنصل يعني عفواً سيد الأتروشي..

فوزي الأتروشي [متابعاً]: إلا هناك لجنة عفواً هناك لجنة دعني..

محمد كريشان: سنصل إلى لا عفواً سنصل إلى هذا البعد..

فوزي الأتروشي: هناك حقائق أود أن أعرضها..

محمد كريشان: لو سمحت لي يا سيد الأتروشي.. لا يعني موضوع البعد التركي سنصل إليه كنقطة نقاش أريدك أن تجيبني على موضوع النفط هل أنكم تسعون في إقليم كردستان إلى تعزيز موقع الإقليم من خلال هذه المدينة الغنية بالنفط؟

فوزي الأتروشي: يعني الشعب الكردستاني ظل عقوداً من السنين فقيراً يعاني الكوارث والمحن وعلى أرض غنية في مجملها ليس فقط كركوك وإنما المناطق الأخرى، طبيعي نحن حينما نتحدث ع ن البعد الاقتصادي نتحدث لمصلحة كل العراقيين والحل الكردستاني الآن المطروح هو أساساً كما قلت حل عراقي هناك إجماع من الحكومة العراقية ومن الطرف الكردي ومن كل الخيرين في العراق على ضرورة حل هذه المسألة وفق الآلية الديمقراطية، هناك لجنة للمادة 140 مؤلفة من أحد عشر عضواً يوجد فيها ممثلين للأكراد وللعرب والتركمان والآشوريين وقد أقرت مؤخراً..

محمد كريشان [مقاطعاً]: نعم ولكن البعد الاقتصادي مهم جداً وهنا أريد أن أسأل دكتور هاشم الشبيب حول موضوع الثروة النفطية للمدينة ودورها في محنتها أصلاً؟

هاشم الشبيب: أعتقد من الواضح جداً لكل المراقبين أن هدف الأكراد في الإصرار على كركوك هو موضوع النفط لأنها ستكون اللبنة الأساسية في قيام الدولة الكردية، بالنسبة للتطبيع أنا أود أن أشير إلى شيء أنا لا كردي ولا تركماني أنا عربي وأنا عراقي قبل كل شيء الوضع في كركوك منذ ثلاث سنوات وضع غير طبيعي إطلاقاً ويكفي أن أشير إلى أن التطبيع المطلوب به هو أن كركوك جاء بها بأكراد من كل أنحاء العالم وجاؤوا بكركوك وهناك العامل الوحيد لاعتبار الكردي كركوكياً أن يأتي بشاهدين والمختار الشاهدين أكراد والمختار كردي، أنا اللي أدعوه نحن مع الشعب الكردي ومع كل حقوقه ومع حبنا للشعب الكردي ولكن يجب أن يحلوا هذا الموضوع حلاً عراقياً أخوياً لا نريد هذا الكلام عن الديمقراطية وعن غيرها، الأكراد الآن يطالبون بسهل نينو وسهل سنجار ويطالبون حتى بغداد حتى أن بعض أعضاء مجلس البرلمان العراقي يدعون إلى تحجيم حجم التوسع الكردي، الأميركان ليسوا دائمين في العراق إلى أبد الآبدين على الإخوان الأكراد ما اعتزازنا واحترامنا لكل ما عانوا منه وكل العراقيين عانوا ما عانوا في السابق عليهم أن يحترموا عراقيتهم وأن يضموا الآخرين إلى قلوبهم دون أن يفرضوا قوميتهم على قومية أخرى العرب التركمان قومية أخرى ليس من حق الأكراد أن يفرضوا عليهم هذا الوضع..

محمد كريشان [مقاطعاً]: نعم الأميركيون سيد الشبيب الأميركيون ليسوا دائمين ولكن تركيا دائمة وتركيا لها موقف مما يجري باختصار هذا البعد التركي حتى نأخذ رأي الضيفين الآخرين في هذه المسألة دكتور الشبيب.. تفضل دكتور الشبيب حول هذا البعد التركي تفضل دكتور الشبيب.

هاشم الشبيب: البعد التركي أعتقد تركيا لم تقدم شيئاً لكركوك منذ السابق بعد تمزق الدولة العثمانية التركمان في العراق قبل وجود تركيا والتركمان مواطنون عراقيون أصليون علاقتهم بتركيا قد تكون علاقة عرقية أو تاريخية ولكنهم عراقيون قبل كل شيء وتركيا لم تقدم شيئاً معيناً للتركمان، أما أنها من حقها أن تطالب بحفظ حقوقهم هي تقول أن أميركا دخلت في العراق على بعد آلاف الأميال ونحن على بعد كيلومترات لما لا نتدخل في حفظ قومية قريبة إلى قوميتنا ثم أن الأكراد يهددون تركيا دائما بالبعد الكردي في تركيا، هناك أخطاء غير صحيحة تدل على قصر نظر في السياسات التي تعتمد على الشوفينية، منطقتنا منطقة ساخنة ومنطقة الشرق الأوسط منطقة خطيرة يجب أن نتعاون بصدق نية وبحسن نية وبشفافية مع الآخرين وأن لا نفرض..

محمد كريشان [مقاطعاً]: نعم فيما تبقى نأخذ رأي السيد أرشد صالحي في هذا البعد التركي مثلما أشار السيد الأتروشي باختصار شديد لو سمحت؟

أرشد صالحي: قبل أن نتطرق إلى البعد التركي أود أن أقول للسيد الأتروشي وبعد أن اتهم بأن التركمان ليسوا بشعب إذاً ما هما إذا ليسوا بمكون أساسي، العراق بلد فيه القوميات العربية والتركمانية والكردية وليكن في علمك السيد الأتروشي إذا كنت الآن تريد إلغاء هذا الشعب فكيف تريدنا أن نكون سوية في شمال العراق ونحن مقبلين على استفتاء جديد، إلغاء شعب بكامله وإلغاء حزب سياسي وجبهة سياسية تضم أربع أحزاب سياسية ناضلت وقدمت العديد من الشهداء ودخلت الانتخابات، بالرغم من التجاوزات والخروقات القانونية والتي أنت تعلمها جيداً مع ذلك هي الجهة الوحيدة التي تمثل الإرادة السياسية والكيان السياسي التركماني والآن أنت تقول هؤلاء يمثلون جهة معينة..

محمد كريشان [مقاطعاً]: نعم ماذا عن البعد التركي الآن؟

أرشد صالحي [متابعاً]: وأما بالنسبة للبعد التركي البعد التركي ليس بجديد الأتراك بعدما.. بعد انهيار الدولة العثمانية الأتراك في كل مناسبة طالبوا بحقوق التركمان في العراق وأود أن أشير إلى نقطة مهمة في العام 1966 وحصراً عندما كان السيد عدنان الباجه وزيراً للخارجية كانت هناك لقاءات مستمرة بين الخارجية التركية والخارجية العراقية بخصوص القومية التركمانية العراقية إذاً لماذا لم تكن في هذه الأوقات تدخلاً في الشأن الداخلي أما اليوم وبعد أن رأى الأتراك بأن هنالك شعب يسلب أرضه ويسلب حقه ووجوده الآن في خطر لماذا لا يطالب به، الأتراك يطالبون بحقوق الفلسطينيين يطالبون بحقوق العرب ولماذا لا يطالبون بحقوق التركمان..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني عفوا نسأل السيد الأتروشي حول هذه النقطة.. سيد صالحي لو سمحت لي نسأل السيد الأتروشي حول هذه النقطة باختصار في الدقيقة الأخيرة لاسيما وأن تركيا ترفض كما هو واضح أن تكون كركوك جزء من إقليم كردستان؟

"
الجبهة التركمانية ترتكب خطأ فظيعاً حين تعتبر نفسها امتداداً لسياسة الدولة التركية وتقحم تركيا في موضوع داخلي عراقي
"
      فوزي الأتروشي

فوزي الأتروشي: أود أن أقول أنني لم ألغي الشعب التركماني.. الشعب التركماني هو المكون الثالث ضمن النسيج الوطني العراقي أنا قلت أن الجبهة التركمانية ترتكب خطأ فظيعاً حين تعتبر نفسها امتداداً لسياسة الدولة التركية وتقحم تركيا في موضوع داخلي عراقي ونقول لتركيا أن لها مصلحة أن تكون بينها وبين أكراد العراق احترام متبادل وأن لا تحاول قبرصة كردستان العراق يعني التجربة القبرصية الفاشلة لا يجوز استنساخها في كردستان العراق لا يحق لتركيا أن تعقد مؤتمراً في أنقرة حول كركوك كما عملت مؤخراً ولا يجوز لها أن تقحم نفسها في مسألة دستورية ديمقراطية عراقية اتفق الشعب العراقي بكل تلاوينه السياسية على حلها ديمقراطيا أنا أعتقد أن الجبهة التركمانية..

محمد كريشان [مقاطعاً]: نعم شكراً لك.. شكراً لك سيد الأتروشي المعذرة شكراً أيضاً للسيد أرشد صالحي وللدكتور هاشم الشبيب بهذا نصل إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم دمتم في رعاية الله وإلى اللقاء.