في العمق / صورة عامة 30/04/2012
في العمق

عرب المهجر والربيع العربي

تتناول الحلقة واقع المغتربين العرب في دول المهجر الأوروبي، وتفاعلهم مع الثورات العربية. ما هي أبرز المشاكل التي كان يعاني منها العربي في بلاد المهجر؟ وما هي نظرة عرب المهجر لبلدانهم بعد الربيع العربي؟

– واقع المغتربين العرب في دول المهجر الأوروبي
– المغتربون العرب ونظرة جديدة بعد الثورة

– دور النخبة المثقفة في مشروع البناء الديمقراطي

– موقف الحكومات الغربية من الثورات العربية

– التعاطي الغربي المجدي للقضايا العربية

– الغرب وآلية التعامل مع القضية الفلسطينية

 

‪علي الظفيري‬ علي الظفيري
‪علي الظفيري‬ علي الظفيري
‪ماجد الزير‬ ماجد الزير
‪ماجد الزير‬ ماجد الزير
‪أسامة سبلاني‬ أسامة سبلاني
‪أسامة سبلاني‬ أسامة سبلاني
‪خالد العناني‬ خالد العناني
‪خالد العناني‬ خالد العناني

علي الظفيري: أيها السادة جاء العرب إلى هذه البلاد منذ زمن، هرباً من نير الاستبداد والطغيان وبحثاً عن فرصة سانحة للعلم والعمل والعيش الكريم، ولم تكن الأمور دائماً على خير ما يرام، كانت الديمقراطيات الغربية على وئام كبير مع الاستثناء الاستبدادي في العالم العربي، وكان لهذا الوصل بعض من أثر على المقيمين في بلاد الحرية والديمقراطية، وقد شهدنا بعد سقوط الاستبداد في بعض البلدان العربية بعضاً من شواهد هذه العلاقة والتنسيق بين أجهزة المخابرات في الجهتين، ليس هذا ما عكر صفو الإقامة والعيش في بلاد الغربة، في بلاد الغرب والغربة، بل ثمة أمور كثيرة قضت مضجع العربي هنا، مسألة الحقوق والمواطنة، النظرة السلبية الرسمية والشعبية للقادمين من بلاد القمع، صورة الإرهابي التي ما فارقته يوماً، قدرته على التأثير فيما يتعلق بقضاياه، وأخيراً رغبته بالعودة إلى وطنه ونيل الحقوق كما يفترض أن تكون، العرب في أوروبا وأميركا في الغرب بشكل عام بعد ربيع التغيير، هذا ما نبحثه الليلة في العمق من لندن مع ضيوفنا الكرام، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم. معي في هذه الحلقة من هنا من لندن ماجد الزير مدير مركز العودة، وكذلك من نيوكاسل خليل العناني أستاذ العلوم السياسية في جامعة دورام، ومن ميتشغان من الولايات المتحدة أسامة سبلاني ناشر ورئيس تحرير صحيفة صدى الوطن، مرحباً بكم ضيوفنا الكرام، مرحباً بك أستاذ ماجد وبضيوفنا الدكتور خليل الأستاذ أسامة، قبل النقاش في هذا الموضوع موضوع حلقة الليلة دعونا نتابع هذا التقرير للزميل هاني البشر الذي يستطلع لنا أوضاع العرب بشكل عام في أوروبا.

[تقرير مسجل]

هاني بشر: فجر بركان الثورات العربية طاقة من الغضب لدى قطاعات من العرب في بريطانيا خاصة هؤلاء الذين عزفوا طويلاً عن المشاركة السياسية، وتجلت مظاهر الغضب في مظاهرات لا تزال مستمرة أمام سفارات دول الربيع العربي كهذه المظاهرة الأسبوعية أمام السفارة السورية في لندن.

[شريط مسجل]

خالد الصالح/ طبيب سوري مقيم في لندن: الجالية السورية في كل أوروبا تعمل كخلية نحل لمساعدة أهلها في سوريا، وإن شاء الله سيكون قريباً التحول عندما تتدخل الأمم المتحدة بشكل هادف لتخليص شعبنا من هذا النظام الحاقد والمتبجح.

هاني بشر: حركة الغضب في الشارع تواكبها محاولات أخرى للتفاعل مع القضايا الوطنية، فنشأت عدة جمعيات تعبر عن السوريين والمصريين والليبيين، إحدى الجمعيات المصرية تقيم هنا ندوة يحاضر فيها متخصصون لمناقشة ملامح الدستور المصري القادم ودور المصريين في الخارج.

[شريط مسجل]

تامر بهجت/ جمعية الشؤون المصرية في بريطانيا: الهدف من إقامة الندوة للمصريين في الخارج، بالذات بالتركيز على الدستور وعلى مواد الدستور اللي تغيرت في الإعلان الدستوري اللي حصل في مارس 2011، والتركيز بالذات على مواد هي دور المصريين في الخارج التركيز النهاردة  على مادة 26 بتاعة الرئاسة.

هاني بشر: أما على المستوى الرسمي فقد وجدت الحكومة نفسها أمام فاعل سياسي داخلي جديد، بعد أن كانت تتعامل فقط مع جالياتٍ كالفلسطينيين والسودانيين بسبب قضاياهم الوطنية.

[شريط مسجل]

كريس دويل/ مركز التفاهم العربي البريطاني: فجأة أصبح لديك جاليات من المصريين والتونسيين، الذين لم يكن لهم تاريخياً أي دورٍ في التفاعل أو الضغط السياسي، وبدأوا في التعامل مع الحكومة، وهذا خلق نوعاً من التوتر، لأن الحكومة هنا ليست متخصصة في التعامل مع الحركات الشعبية في إطار الاتصال البريطاني العربي.

هاني بشر: وهكذا أصبحت تفاصيل الشأن العربي ملفاً غير محصورٍ في السياسة الخارجية البريطانية، بل جزءاً من الحراك السياسي الداخلي، أعطت الثورات العربية للمغتربين العرب قاسماً مشتركاً جديداً للحوار والتفاعل مع المجتمع البريطاني، وأصبحت الديمقراطية والحرية مفردات مألوفة في هذا التفاعل الذي أعاد ثقة كثير من المغتربين في جدوى العمل السياسي، هاني بشر، الجزيرة، لندن.

[نهاية التقرير]

واقع المغتربين العرب في دول المهجر الأوروبي

علي الظفيري: مرحباً بكم مجدداً مشاهدينا الكرام، مرحباً بضيوفنا، الأستاذ ماجد قبل أن نخوض في الكثير من التفاصيل نريد أولاً توصيف لواقع العرب في أوروبا في الغرب بشكل عام ، ولكن في أوروبا بحكم إقامتك فترة طويلة في بريطانيا هنا، ما هي أبرز المشاكل التي كان يعاني منها العربي في هذه البلاد؟

ماجد الزير: بسم الله الرحمن الرحيم، التواجد العربي في الغرب الأوروبي ممتد عشرات السنين وتختلف كل مرحلة عن الأخرى، ما يعنينا فترة العشرين سنة الماضية حيث هناك في حراك سياسي عربي معارض لجأ الغرب، فتحول الوجود العربي إلى شيء من الوجود السياسي المبرمج وخاصة فيما يتعلق بالمعارضات ضد الديكتاتوريات العربية، هنا عندما نتكلم لا نتكلم عن وجود مؤثر حقيقي على الأرض، في تكتلات كانت موجودة في تكتلات كانت تعمل ولكن إلى أن تصل إلى التأثير السياسي الذي يغاير في المعادلة ما كان موجود، نشوء جيل جديد عايش في الغرب، يعرف لغة الغرب، بدأ يأخذ مساحات واضحة في عالم السياسة الغربية، غير مؤثرة بالتأثير الذي يمكن أن يقلب المعادلة باتجاه القضايا العربية أو تغيير وجهة النظر الغربية، خاصة إذا فهمنا طبيعة الغرب لأنه ِإحنا في النهاية بنتكلم عن عرب وغرب وعوامل خارجية تؤثر على الطرفين في الغرب، الغرب الأوروبي غرب مادي بالمعنى السياسي انتهازي مصلحته وين، فكانت مصلحة بوجود ديكتاتوريات عربية فكان يغذي كل ما يمكن أن يقوي دعائم هذه الديكتاتوريات.

علي الظفيري: أستاذ ماجد هذه توصيف للوجود العربي على الأرض، أريد ما الذي يأتي على رأس الأولويات أو المشاكل، أبرز المشاكل؟

ماجد الزير: المشاكل، العرب ليسوا وحده واحدة في الهدف العرب ليس بينهم تنسيق، أمراض التفتت العربي في المنطقة العربية مورثة في العالم الغربي فبالتالي ما تتكلمش عن كتلة واحدة بتتكلمش عن خلفية واحدة، وهذه ورثت للأسف الشديد خاصة مع وجود أكثر من معارضة في بلد واحد ما أعطت فعالية بشكل كبير، في الغرب العنصري الذي كان يعطي صورة سلبية عن العرب في عندك عامل خارجي فيما يتعلق اعتبره سلبي فيما يتعلق في الوجود اليهودي ذو النفوذ في العالم الذي يصبغ العربي بهذا الجانب، فأنت في عندك عامل غربي يصنفك بالمعنى بالإرهاب، وفي عندك عدم انسجام داخلي وتفتت هذه كلها ووجود عرب لم يندمجوا مع المعادلة السياسية الغربية التي تعرف من أين تؤكل الكتف إن شئت، كل هذه العوامل جعلت ما قبل المرحلة الحالية وجود ليس مؤثراً، لم يصل إلى حد أن يكون له مسؤوليات يمكن أن تؤثر بشكل كبير وهي بالتالي في معوقات ذاتية وفي معوقات خارجية، اجتمعت مع بعضها لتعطي وجود عربي غير لم يساعده..

علي الظفيري: أريد أن اسأل السيد أسامة في ميتشغان الولايات المتحدة الأميركية، إذا أردنا أن نبحث في تأثير الربيع العربي وفي تأثير هذه الثورات على أحوال وأوضاع العرب في الغرب بشكل عام، نريد أن نتساءل، عفوا، ما هي المشاكل الرئيسية؟ ما هي التحديات التي كانت تواجه الوجود العربي في الولايات المتحدة الأميركية قبل ما شاهدنا في العام الماضي وما نشهده في العام الحالي؟

أسامة سبلاني: أولاً علينا أن نعي أمر مهم جداً هو في الولايات المتحدة التمييز العنصري ضد الأقليات جزء من التاريخ الأميركي يعني مُيز ضد اليهود، نميز ضد السود وما يزال، وضد المجموعات الإثنية الأخرى ولاسيما العرب، اليوم العرب هم في مقدمة المميز ضدهم يعني التمييز العنصري الموجه للأقليات العربية في الولايات المتحدة الأميركية وبالتالي يعني كل هذه تأتي من هوليوود أساسها من هوليوود ومن الصراع العربي الإسرائيلي والنفوذ الصهيوني واليهودي الداعم والمسيحي المتشدد الداعم لإسرائيل، ونفوذه  في هوليوود استطاع يعني أن يضع صور نمطية في أذهان وأفكار في عقول الأميركيين صعب من الصعب أن تنزعها، هلأ أتت الثورة العربية هلأ في 11/أيلول انتكسنا مره أخرى في هجمات 11 أيلول وأكلنا ضربة، كانت ضربة قوية جداً وموجعة ومكلفة للعرب الأميركيين والمسلمين في الولايات المتحدة الأميركية، تراجع نفوذهم، تراجع كل العمل اللي نفذوه في العقود الماضية ومن ثم أعدنا من بعد 11/ أيلول ترتيب صفوفنا من أجل العمل يعني على تبييض أو تصحيح الصورة العربية المهزوزة في هوليوود وفي الصحف والإعلام الأميركي، وبالتالي أتت هذه الثورات العربية من البوعزيزي في تونس حتى ميدان التحرير أعطت صوره مشرقة يعني عن العرب والمسلمين في العالم، يعني كانت تبث أقنية التلفزيون عن هذه الحضارة في يعني التظاهر وهذه الإيجابية الكبيرة إلي أعطت أفكار جديدة للأميركيين، أصبحوا يحترمون العرب والمسلم، حتى أتينا إلى طرابلس والهمجية التي تعامل فيها الثوار أو ما يوصفون بالثوار أو السلطات الليبية وبدأنا وبدأ العد العكسي الحقيقة بأنه نخسر الرصيد الربيع العربي في يعني استعماله في تبييض أو تلميع صورة العرب والمسلمين في الولايات المتحدة الأميركية.

المغتربون العرب ونظرة جديدة بعد الثورة

علي الظفيري: الدكتور خليل العناني في نيوكاسل، ما مدى الإسهام المتوقع لهذه الثورات التي جرت وشاهدناها في بلداننا العربية في مصر، تونس، ليبيا، سوريا، اليمن وغير ذلك، ما مدى إسهامها المنتظر في تغيير في إحداث تغيير إيجابي على الأقل على أوضاع الجاليات العربية الموجودة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية؟

خليل العناني: في البداية تحية لك أستاذ علي ولضيوفك الكرام ولمشاهدي قناة الجزيرة الكرام، أتصور إنه أهم إنجاز وأهم تغيير حدث على أثر الثورات العربية وتغيير الصورة النمطية العربي في المنظور الغربي الذي كان ينظر إليه مطارداً وإما هارباً وإما إرهابياً وإما طالباً، عندما جاء العرب إلى الغرب إما جاءوا مطاردين كما تحدث الأستاذ ماجد في البداية من أنظمة ديكتاتورية لا تسمح بالرأي الآخر، ذهبوا أو جاءوا للغرب من أجل الحصول على اللجوء السياسي أو ملجأ سياسي يمكنهم من النضال واستمرار النضال ضد الأنظمة الديكتاتورية وإما جاءوا هاربين من شظف العيش ومن امتهان الكرامة، وعدم وجود الفرص جيدة لحياة كريمة، وإما جاءوا طلاب للعلم وبعضهم استقر وبعضهم عاد إلى موطنه الأصلي، وما جاءوا إرهابيين من خلال ما شاهدنا خلال العقد الماضي، أما بعد الثورات العربية أصبح هناك تحول ملحوظ في هذه الصورة النمطية عشنا عقوداً كثيرة ينظر إلينا باعتبارنا خارج منظومة التاريخ  بالمعنى الديمقراطي والمعنى السياسي، كما تفضلت في المقدمة كانت هناك صورة نمطية بأن هناك استعصاء ديمقراطي أو استثناء ديمقراطي، نعلم جميعاً هناك حديث حول الموجات الديمقراطية، التي بدأت سواء بالقرن الثامن عشر من الثورة الفرنسية ثم انتقلت بعد ذلك إلى معظم دول أوروبا، القلب الأوروبي بريطانيا وفرنسا وما إلى ذلك، ثم انتقلت خلال القرن العشرين إلى أو ما يطلق عليه الموجه الثالثة الديمقراطية فيما يتعلق تحديداً بجنوب المتوسط اليونان، وإسبانيا، والبرتغال، ثم جاءت الموجة الرابعة فيما تخص أو فيما يتعلق بالديمقراطية في منطقة أوروبا الشرقية وأوروبا الوسطى، كان هناك انطباع عام بأنه العربي لديه مشكلة هيكلية بنيوية في التعاطي مع الديمقراطية كقيمة وكثقافة، وطبعاً هناك تداخل بين الدين والثقافة وما إلى ذلك، الآن بعد الربيع العربي أصبح الانطباع العام أن هذه المنطقة لم تعد استثناءً بل بالعكس أصبحت مصدراً ملهماً، نتحدث عن نموذج ميدان التحرير على سبيل المثال في العاصمة المصرية، نماذج ميادين التحرير في اليمن، ما حدث في تونس ألهم كثيرين حول العالم خاصة في أوروبا، عندما نجد أن هناك محاكاة أو تقليد لما يطلق عليه العمل الجماعي أو التظاهرات الجماعية كما حدث في حركة وول ستريت في نيويورك أو ما حدث في لندن وبالتالي أصبحت هناك نظرة مختلفة لكن لا بد أن نفرق بين مستويين المستويين: الأول المستوى الرسمي والمستوى غير الرسمي، أتصور المستوى الرسمي أو فيما يتعلق بمواقف الحكومات حتى هذه اللحظة موقفاً متضاربًا متشككاً متردداً غير واضح المعالم وذلك نتيجة لحالة الصدمة هذه الأنظمة التي، أولا الأنظمة الغربية عاشت لعقود كثيرة تتعاطى مع شخص واحد فقط هو الديكتاتور العربي، الآن أصبح عليها أن تتعاطى مع كثير  من القوى السياسية سواء أكانت قوى سياسية إسلامية أو قوى سياسية غير إسلامية أو سواء قوى سياسية تعمل داخل الإطار الرسمي للدولة ويطلق عليها Formal politics أو قوى خارج إطار البلد مثل حركات الاحتجاجية الجديدة، هذا هو المستوى الأول، أما المستوى الثاني وهو المستوى غير الرسمي، أتصور أنه التأثير كان أكثر وضوحا على المستوى غير الرسمي هناك حالة تقدير واحترام واعتزاز بما قام به شباب التحرير على سبيل المثال في مصر، شباب الثورة التونسية، شباب الثورة اليمنية هم نموذج للنضال المجتمع ضد الأنظمة والحكومات التي تقوم على استغلال الشعوب، وهذا النموذج في حد ذاته أصبح مثار نقاش وجدل داخل الدوائر الأكاديمية والبحثية، وبالتالي آن للعربي إلى أن يفخر بأنه ينتمي إلى المنطقة أعطى نموذجا جديداً متكاملاً..

علي الظفيري: دكتور هذا توصيف مهم جدا..

خليل العناني: وبالتالي أتصور حتى هذه اللحظة ما زلنا نعيش في حالة من الإيجابية التي انعكست على صورة المواطن الغربي  العربي.

علي: نريد الآن دكتور خليل، نريد أن  نبحث في هذا التأثير الإيجابي، أسأل الأستاذ ماجد هنا، بعدما حدثت هذه الأمور إذا اتفقنا أن هناك أصلاً معظم الأسباب التي أدت إلى وجود بعض أو الكثير من العرب على الأقل في الغرب هي أسباب تتعلق بالاستبداد السياسي، الآن حدثت ثورات في تلك البلدان العربية وتغيير في هذه الأنظمة، هل الإلحاح الأول يكون في عودة هؤلاء المهجرين وانخراطهم في نشاطات سياسية وثقافية واجتماعية في بلدانهم، أم التركيز الأغلب على تأثيرهم هنا في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية؟

ماجد الزير: أنا أظن إنهم اثنين مجتمعات، ابتداء هناك حركة مسيسة معارضة أصبحت تتصدر المشهد فكان لزاماً عليها أن تنتقل لتكون لحراكها السياسي في المنطقة خاصة أنها عاشت وتيرة بأن تنسجم مع نفسها بمصداقية عالية مع الشعوب التي كانت ترفع صوتها..

علي الظفيري: النهضة مثالاً..

ماجد الزير: النهضة مثالا..

علي الظفيري: حركة النهضة في تونس.

ماجد الزير: كان رموز النهضة وعلى رأسهم الشيخ راشد سريعاً ذهب لكي يقود حركة التغيير في الشارع التونسي، وهذا عامل مهم..

علي الظفيري: هناك أيضا النخب الأكاديمية.

ماجد الزير: النخب الأكاديمية دعني أقول بشيء من الشفافية هناك شيء من التردد لعدة اعتبارات، فيها طول مدة الإقامة، الامتداد الاجتماعي إن شئت في هذا المجال، ولكن هذا وظف توظيفاً إيجابياً بحراك داعم كلوبي للثورات وعملية تمكينها من الاستقرار خاصة، أكمل من حيث انتهى زميلنا الدكتور العناني فيما يتعلق بعدم رغبة غربية رسمية في هذا التغيير، وبطبيعة السياسة الغربية أنها تتعامل بدراماتيكية عالية، والديناميكية في التعامل مع المتغيرات فانسجمت مع هذه الثورات، مع أن هذه الثورات لم تنشأ من طرفها وبالتالي هناك شيء من التميز بين الرسمي والشعبي، الشعبي فيما يتعلق بالأكاديمي والشعبي فيما يتعلق بالإعلام الذي انسجم مع الحالة التي  هي حالة الديمقراطية وهون بدنا نتعامل مع الدور السياسي الذي تصدر الحكم كمعارض في منطقته في التعامل مع اللحظة التاريخية في التعامل مع السياسيين في الانسجام مع المجاميع العربية المؤثرة الأكاديمية والسياسية ومؤسسات المجتمع المدني هون وتفعيل دورها وفي نفس الوقت معرفة كوامن القوة والضعف في الجسم الغربي اللي هو أنا أعتبر إلى الآن لم ينسجم مع الحالة العربية خاصة الحالة العربية لم تستقر بالمناسبة في بعض الكثير كل الدول العربية..

علي الظفيري: وهنا الخطورة سيد ماجد الآن في سيولة في الوضع في بعض الدول العربية وبالتالي هنا يكون الدور أكثر أهمية؟

ماجد الزير: وهذه اللحظة التاريخية لمن أراد أن يأخذ وضع استقرار هي مساحة، من يغطي مساحة الآخر أكثر وهون تأتي الفطنة والتقاط اللحظة التاريخية، خلينا نقول إنه الغربيين متفوقين لوجود أنظمة مستقرة، لوجود مراكز بحث، لوجود تأثير، لوجود سفارات نافذة في منطقتنا العربية، لوجود ميداني نخبوي يتعامل مع الغرب بالمعنى التعامل السياسي، التعامل الدبلوماسي فهذه كلها شبكة العلاقات والعلاقات المتبادلة وجود العامل الثالث وهذا مهم جداً، العامل الذي لا يروق له استقرار عربي ينسجم مع الحالة الغربية يضعف دوره المتقدم، وهنا نتكلم عن الكيان الصهيوني، الكيان الصهيوني كان له دور أساسي حيوي في تسميم إن شئت العلاقة ما بين العرب كحالة العرب كمجموعة وانسجامهم في منطقة وتنميط دورهم، من هنا نعم ثنائية الوجود الغربي الوجود العربي الفاعل وأهمية تدعيم وجوده ونفاذيته وعملية الاستقرار السريع في الدول اللي انتهت ثورتها في مصر في تونس إن شئت حالة متقدمة في ليبيا بهذا الجانب، هذا مهم جداً في رسم الشكل السياسي للمنطقة، وكيف يمكن أن يكون الحال ويستفيد منه القضايا الكبرى وهنا معني فيه موضوع القضية الفلسطينية.

دور النخبة المثقفة في مشروع البناء الديمقراطي

علي الظفيري: خليني أسأل الأستاذ أسامة في ميتشغان كيف يمكن أن يكون طبيعة دور النخب العربية المثقفة الموجودة اليوم في الولايات المتحدة الأميركية في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة يعني سابقاً كنا في عهد أو في ظل أنظمة استبدادية لها علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة الأميركية، اليوم كلها مراحل تحول سواء في ليبيا أو في مصر أو في أكثر من بلد عربي، كيف يمكن أن تسهم النخب المثقفة في الولايات المتحدة، النخب العربية الأكاديمية والمثقفة والفاعلة في تمرير هذا التحول الديمقراطي اليوم؟

أسامة سبلاني: أولاً عندما نتحدث عن الوجود العربي في أوروبا ومن ثم نتحدث عن الوجود العربي في الولايات المتحدة الأميركية نتحدث عن تواجد مختلف كلياً، في أوروبا ربما يكون العرب زائرين أو ربما يكونوا زوار مؤقتاً في أوروبا للدراسة أو للعمل أو حتى للإقامة، ولكن في الولايات المتحدة الأميركية اختلف الأمر، هنا الجالية العربية قسم وجزء من المجتمع الأميركي هم مواطنون أميركيون يعني منسجمون مع المجتمع الأميركي طبعاً هنالك تمييز عنصري ضدهم وطبعاً هنالك مشاكل دينية وغيرها موجهة ضدهم لذلك أنا أريد أن أجيب عن هذه النقطة أولاً أستاذ علي إذا بتسمح لي إنه هنالك فرق التعامل مع العربي الموجود في أوروبا أو مع العربي الموجود في الولايات المتحدة الأميركية لأنه العربي الموجود في الولايات المتحدة الأميركية مواطن أميركي لن يعود إلى العالم العربي قريباً خاصة في ظل عدم الاستقرار الموجود في العالم العربي إن كان في مصر حتى وإن كان في تونس، يعني هناك تونسيين  في ديترويت في ميتشغان أنا أعرفهم جيداً لا يريدون العودة اليوم إلى تونس حتى للزيارة لعدم الاستقرار في تونس، طبعاً ليبيا أخونا في لندن تحدث عن الوضع الليبي، ليبيا اليوم هي ثلاثة ليبيات يعني لبننت أو عرقلت ربما ليبيا وربما حتى أصبحت ليبيا في مرحلة متقدمة من العقبة يعني هنالك كونفدرالية ليبية أصبحت تتكون اليوم، أما بالنسبة للإجابة على سؤالك وإذا سمحت لي أعطيني دقيقة واحدة بس هأجاوبك النخب العربية نخب يا إما من شأنها مشتراة من قبل أنظمة ومن قبل مؤسسات أو ليس لها قدرة على العمل السياسي على الساحة الأميركية، العمل على الساحة الأميركية عمل مضني ومكلف ومعقد جداً لأنك تتحدث عن قارة، العمل فيها صعب جداً رغم إنه هنالك أبواب مفتوحة ولكن بحاجة إلى التمويل وبحاجة إلى الوجود الفاعل على الأرض، أما النخب السياسية العادية وينها؟ وين موجودة؟ أين هي موجودة حتى في العالم العربي؟ هنالك اضمحلال في المثقفين العرب يعني بدءوا المثقفين العرب يا إما منشاريين يا إما محطوطين بالحبس ويا إما مشردين في العالم..

علي الظفيري: أستاذ أسامة لكن خليني..

أسامة سبلاني: فأنت تسألني عن الحالة الثقافية في الولايات المتحدة الأميركية يعني شيء يبكي يعني الوضع الثقافي في العالم للعرب.

موقف الحكومات الغربية من الثورات العربية

علي الظفيري: يعني أستاذ أسامة اسمح لي أن أسأل الدكتور خليل في نيوكاسل دكتور خليل تعرف مدى تأثير وأهمية الدور الغربي دور الحكومات الغربية اليوم في كل ما يجري في عالمنا العربي سواءً قبل الثورات أو أثناء هذه الثورات اليوم القائمة والتي تستمر اليوم في الدفع بعملية التحول الديمقراطي، كيف يمكن التأثير عربيا بالنسبة للعرب الموجودين في أوروبا على سبيل المثال؟ التأثير في دور أو في طبيعة مواقف الحكومات الغربية؟

خليل العناني: في البداية أختلف قليلاً مع الأخ الذي تحدث من أميركا حول هذه النظرة السلبية للمثقفين العرب أو الأكاديميين العرب، أتصور أنه من الإنصاف أن لا نعمم في إطلاق مثل هذا الحكم لأنه هناك بالفعل نخب عربية إلى حد بعيد قد تكون لديها بعض الثورات السلبية أو بعض العلاقات السلبية مع بعض الحكومات الغربية لكن بشكل عام إذا نظرنا إلى معظم الذين قادوا الأنظمة العربية الجديدة سواء كان في تونس أو في ليبيا أو في سوريا أو في مصر كثير منهم كان يعمل في الغرب على سبيل المثال الدكتور برهان غليون هو أحد الأساتذة المعروفين والمرموقين في فرنسا والآن رئيس المجلس الوطني..

علي الظفيري: النهضة، راشد الغنوشي..

خليل العناني: راشد الغنوشي.

علي الظفيري: أسماء كثيرة.

خليل العناني: أسماء كثيرة هذا إجحاف وهذا لا بد أن نعطي كل شخص حقه وهناك دور ملموس يقوم به المثقف العربي الذي تحول..

علي الظفيري: فيما يتعلق بالسؤال دكتور بس لأنه الوقت ضيق كيف يمكن التأثير بشكل جدي اليوم في موقف الحكومات الغربية مما يجري في عالمنا العربي؟

خليل العناني: أنا أتصور هناك مستويان للتأثير يا أستاذ علي المستوى الأول يتعلق بالمستوى الرسمي وفي هذه الحالة نتحدث عن وجود جماعات ضغط سياسية عربية وأتصور أن هناك الجيل الثاني من العرب الذين يعيشون في الغرب الآن لديهم تواصل ولديهم قدرة على التأثير في الحكومات العربية من خلال الضغط المستمر على هذه الحكومات من أجل اتخاذ مواقف تعيد أو تؤدي إلى إعادة بناء الديمقراطيات في العالم العربي، في المستوى الثاني مستوى الجيل الشاب الآن هناك تأثير ملحوظ ومتزايد للشبكات الاجتماعية أو لعلنا نتحدث عن الحركات العابرة  للقوى السياسة التقليدية أو الأحزاب السياسة التقليدية، هناك تواصل حميم ووثيق للغاية بين هذه الشبكات وبين كثير من نظيراتها في العالم الغربي وهناك بالفعل تأثير يقوم به هؤلاء بالضغط من خلال الرأي العام من خلال الميديا من خلال المنظمات غير الحكومية أو المجتمع المدني وبالتالي التأثير موجود ومتزايد لكن المشكلة الرئيسية حتى هذه اللحظة إنه العالم الغربي بحد ذاته ليس لديه سياسة واحدة ومن الصعب أن نجمع بين الموقف الأميركي والموقف الأوروبي هناك فروق، وهذه الفروق نتيجة للمصالح ونتيجة للقرب الجغرافي، فعلى سبيل المثال الموقف الأوروبي منذ بداية الثورات العربية وحتى الآن هو موقف إلى حد ما إيجابي مقارنة بالموقف الأميركي الموقف الأميركي يخشى من أن تؤدي هذه الثورات إلى إنتاج أنظمة هي بحد ذاتها معادية ومتناقضة على مصالح الأميركان في المنطقة وخاصة مسألة إسرائيل ومسألة الاستقرار، أما فيما يتعلق بالوضع في أوروبا لأن هناك جوار جغرافي وهناك علاقات تاريخية سواء اقتصادية أو تجارية هناك مخاوف من أن لا يؤدي استقرار الوضع في المنطقة العربية من تصدير هذه المشاكل إلى أوروبا وبالتالي التعاون والتعاطي الأوروبي مع الربيع العربي إلى حد ما إيجابي ومختلف عن التعاطي الأميركي هناك..

علي الظفيري: دكتور خالد اسمح لي مضطر أتوقف بس وهنكمل في هذه الجزئية لأنها جزئية مهمة جداً مضطر أتوقف مع فاصل بعده نستمر في نقاش أيضاً حول أحوال العرب في الغرب، وكيف تأثرت هذه الأحوال بالثورات العربية؟ وكيف يمكن أن يسهم هؤلاء العرب في التأثير على مواقف الحكومات الغربية؟ بتخفيف الضغوط على الأقل والسماح لعملية التحول الديمقراطي أن تمر في بلادنا العربية، تفضلوا بالبقاء معنا.

[فاصل إعلاني]

علي الظفيري: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا الكرام في العمق يبحث من لندن أوضاع العرب والجاليات العربية بشكل عام في الغرب وتأثيرهم أيضاً على موقف الحكومات الغربية، كيف يمكن أن تتأثر هذه الأمور كلها بجملة التغيرات التي حصلت في عالمنا العربي والربيع العربي بشكل عام الذي شهده أكثر من بلد عربي، قبل أن نستأنف الحوار مع ضيوفنا الكرام نتابع هذه الآراء التي تتحدث عن تأثرها، الآراء العربية في الغرب تأثرها بما شهدناه في العام الماضي.

[شريط مسجل]

محمد هنيد/ أستاذ بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس: الحدث قراءة أنفسنا هو أهم مكسب يمكن أن يأتينا به أو أن أتانا به الربيع العربي خاصة أنه يعكس لنا أن نرى أنفسنا من جديد يعني هو نوع من الولادة الجديدة للإنسان العربي والمواطن العربي ولما لا؟ للمجتمع العربي ككل.

ميلاد بسادا/ إعلامي مصري- أميركا: الغرب وغيره بيتأثر حسب التطورات اللي بتحصل عندنا، نظرة الغرب لمصر قبل الثورة غيرها نظرة الغرب لمصر بعد الثورة تماماً، يعني بقى كل العالم في الغرب وغيره يتكلم على ميدان التحرير، على الثورة المصرية الهائلة، ثورة سلمية، ثورة راقية، قاموا بها الشباب المثقف بس المهم عندنا دي الوقتِ إن إحنا اللي بنقرر مصيرنا في مصر وغيره.

مراري عبد المجيد/ جمعية التحالف من أجل العدالة والكرامة- باريس: أنا يكفيني شرفاً أنني أقف الآن بين الفرنسيين في العديد من  المنتديات والمحطات التي تجمعني بهم ويعبرون لي بصريح العبارة على أننا كعرب لقنا للغرب وللفرنسيين بالخصوص دروس في الحرية، ودروس في الديمقراطية ودروس في الإرادة، عندما تتمكن الإرادة منا.

إيمان بشراوي/ خبيرة لغوية- أميركا: تأثروا بالثورات العربية وبدءوا في ثوراتهم الخاصة في بلدانهم الخاصة يعني إحنا نشوف في أميركا وفي بلدان العالم كله occupying بدأت من وول ستريت إلى أستراليا إلى اليابان إلى كله موجودة.

محمد هنيد/ أستاذ بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس: فإن كان الربيع العربي يمكن المواطن العربي من إعادة بناء أوطان تكفل له قدر كبير من الحرية أو قدر حتى كاف من الحرية، من المساواة، من العدالة الاجتماعية، من الاطمئنان إلى مورد رزقه، عدم الخوف من الأمن، عدم الخوف من التعذيب، من الاستبداد، من الاستغلال فأعتقد أنه مستعد أن يتنازل حتى عن بعض الامتيازات هنا ليعود لبناء وطنه وللمساهمة في ذلك.

التعاطي الغربي المجدي للقضايا العربية

علي الظفيري: إذن استمعنا إلى بعض الآراء، أستاذ ماجد الآن نحن نعرف أن هناك تأثير كبير جداً لمواقف الحكومات الغربية سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة على ما يجري في عالمنا العربي وهناك نظرة أيضاً تكاد تكون سلبية أحياناً بالمطلق بمعنى أن هذا الغرب متآمر، هذا الغرب يعمل لمصلحة جهات عدوة لنا، تغيرت أمور كثيرة هل بالإمكان أن تعمل، أن تؤدي هذه الثورات وتؤدي أيضاً الجاليات والنخب الموجودة هنا أن تحدث تأثيراً حقيقياً في مواقف الغرب تجاه قضايانا الرئيسية، إعادة سلم الأولويات لدى أيضاً الحكومات الغربية؟

ماجد الزير: بالتأكيد أهم ما يمكن أن تفعله أن تضع المعلومة والحقيقة واضحة أمام الغربيين، إرسال وفود من البرلمانيين إلى المناطق العربية، أذكر نموذج أول لوبي عربي موجود في بروكسل عاصمة الاتحاد الأوربي، مجلس العلاقات الأوروبية حيث أرسل وفود إلى مصر، إلى تونس، إلى غزة، لأنه فيه حالة تضليل وليس صحيحا أنه الغرب يعرف كل حاجة عن المنطقة، ليس صحيحاً أن المعلومة بالنسبة له جاهزة فبالتالي تقديم المعلومة وأهم معلومة أن لا يخاف من القادم الجديد لا يخاف من الإسلامي اللي بده يحكم، هذه الآن في مراكز البحث وكل عشرات حلقات النقاش المعقودة ينفهم الإسلام السياسي للتحاور مع الإسلام السياسي للتحاور مع رموزه، هذه كلياتها بالنسبة إلنا يمكن أن تحدث تغييراً حقيقياً جذرياً في السياسي قبل الشعبي، لأنه هذا السياسي يريد أن يتخذ سياسة يتعامل مع الملموس من الأشياء، والملموس من الأشياء ثورات عربية قائمة برموزها بتفاصيلها، هون عملية اللوبيات العربية إن شئت في الموضوع هذا ومجموعات الضغط التي يمكن أن تنشئ ولو صانع القرار فيه عنده شيء من الإستراتيجي من الأشياء يصنع مراكز دراسات ومراكز ضغط من العرب من الجاليات في كل العواصم الغربية يدفع لها مال إن شئت حتى تقوم بالتأثير عليها لأنه الغربي هذا بالنسبة إله منطقة الشرق الأوسط إستراتيجية حيوية فيها جوار، فيها كيان زرعه في المنطقة لكي يحدث حالة تقدم فيها، فبالتالي يتأثر في العمق الإستراتيجي الأوروبي في المنطقة العربية جزء لا يتجزأ من الغرب الأوروبي، من هنا إمكانية التغيير وقلب المعادلة وبشكل سريع وخاصة وإحنا تكلمنا قبل قليل عن عملية حالة عدم الاتزان وعدم الوزن اللي صايرة في الثورات العربية لم تستقر بعد، فبإمكانك أن تحدث اختراقات والغرب يسمع، نحن نعي ونعيش كيف هو عشرات قل بل مئات من حلقات النقاش والوفود التي ذهبت إلى المنطقة العربية للإطلاع على الحقائق..

علي الظفيري: دكتور خليل في نيوكاسل، الغرب في مصر على سبيل المثال كان الغرب يعرف مبارك على أساس ويتعامل مع شخص واحد ويستطيع أن يرتب كل شيء عبر شخصية الرئيس سواءً في مصر أو في غيرها لكن أتحدث عن مصر الآن هل يفهم الغرب القوى السياسية في مصر المختلفة؟ هل يفهم الأمور بعدما كشف الغطاء وسقط رأس النظام في مصر؟ هل يمكن إحداث تغيير جدي أيضاً وجذري في فهم الغرب لما يجري في بلداننا؟

خليل العناني: أتصور ذلك، أتصور إن الغرب حتى وإن لم يكن يفهم ما يحدث فهو مضطر لأن يفهم ما يحدث الآن لأنه أصبح الأمر كما تفضلت يا أستاذ علي وضع مختلف تماماً في الماضي كان بمقدار أي قائد غربي أن يرفع سماعة التلفون ويتحدث إلى شخص واحد يعقد معه الصفقات أو يطلبه ببعض الطلبات، الآن أصبح على الغرب والحكومات الغربية أن تتفاوض وأن تتحدث وأن تتناقش مع عشرات الناشطين السياسيين ومع عشرات القوى السياسية في مصر، خاصة في مصر بالذات لأنه الوضع في مصر إلى حد بعيد غير واضح المعالم، هناك مخاوف من أن تنطلق مصر إلى نوع من الديكتاتورية المقنعة تحت غطاء تعددية سياسية ليس لديها تأثير حقيقي وبالتالي عدم استقرار الأوضاع في مصر قد يؤثر وقد ينعكس بشكل سلبي على المنطقة العربية، وبالتالي هناك محاولات حثيثة من الحكومات الغربية خاصة في أوروبا وأميركا من أجل فهم الحالة المصرية، الحالة المصرية..

علي الظفيري: هنا إسهامكم أنتم دكتور خليل كنخب مثقفة كأكاديميين، كقوى ضغط عربية مصرية وغير مصرية موجودة في أوروبا على سبيل المثال؟

خليل العناني: أتصور أن هناك يا أستاذ علي دور كبير يقوم به بالفعل الناشطين المصريين الموجودين في الغرب خاصة الموجودين في بريطانيا والموجودين في أوروبا، هناك محاولات من أجل تجميع عدد من الشبكات وعدد من الفعاليات وعدد من التنظيمات من أجل الضغط على الحكومات الغربية وعلى سبيل المثال شهدنا خلال الفترة الماضية محاولات الضغط من أجل استعادة الأموال المنهوبة إلى مصر مجدداً، أتصور أن هناك حركة وليدة تنمو الآن في الجيل الثاني الذي يعيش في الغرب الآن من أجل إعادة رسم الوضع ورسم الصورة المصرية في الغرب يعني أتصور إنه أفضل ما جاء به الربيع العربي أنه أعطى للطرفين العربي والغربي فرصة لإعادة اكتشاف الذات واكتشاف الآخر، الآن هناك رغبة كما تفضل الأستاذ ماجد بالتعرف للعالم العربي، هناك في الماضي يتم التعرف عن طريق واحد الطريق الرسمي عن طريق الحكومات عن طريق الأنظمة، الآن أصبحت هناك حاجة ضرورية من أجل التعرف على الشعب، الطرف الرئيسي في المعادلة الآن أصبح الشعب.

علي الظفيري: طيب.

خليل العناني: والشعب هذه كلمة عام ولكن نضع تحتها تنظيمات وشبكات وتجمعات لم تعد على نفس الدرجة من السكون ومن اللاحركة كما كان في الوضع السابق مع الحكومات العربية وبالتالي هناك سعي حثيث لكي أكون صادقاً من قبل الحكومات الغربية ومن قبل حتى مراكز البحث الغربية من أجل التعرف على طبيعة العالم العربي.

علي الظفيري: طيب أسأل أسامة في ميتشغان أستاذ أسامة سبلاني الاستسهال الدائم في استهداف العربي في الولايات المتحدة الأميركية نتيجة ظروف ومتغيرات مثل أحداث سبتمبر أو لأسباب أخرى، هل لاحظتم أي تغيير على الأقل في هذه الحالة في الاستهداف الدائم أو في وضع هذا العربي في إطار الاتهام بشكل مستمر، هل لاحظتم أي تغيير نتيجة هذه الثورات التي حدثت اليوم في البلدان العربية؟

أسامة سبلاني: سأجيب على هذا السؤال ولكن اسمح لي أن أوضح نقطة..

علي الظفيري: تفضل.

أسامة سبلاني: أنا لم أقول ولن أنفي أبداً بأن هنالك مثقفين عرب في كل أنحاء العالم ونخبة عربية مثقفة جيدة، أنا ما عم أشك فيها أنا أشك بأنه هنالك نخبة تستطيع أن تخوض التغيير في العالم العربي وتكون مستقلة هذا الذي أشك فيه وأنا أتركه للتاريخ، سوف نرى ماذا سيحصل على كل حال؟ أما بالنسبة لسؤالك..

علي الظفيري: طيب نتجاوز النقطة هذه..

أسامة سبلاني: الذي طرحته حضرتك أستاذ علي، أقول، أستطيع أن أقول بأنه هنالك يعني الأخ الدكتور خليل أعتقد قال على المجتمع الأميركي أو المجتمع الأميركي يجب أن يعرف ماذا يحصل في العالم العربي للتعاطي معه بأسلوب جيد وبأسلوب جديد وعلينا نحن في العالم العربي أيضاً أن نفهم ماذا يحصل في الولايات المتحدة الأميركية؟ وما هي المستجدات على الساحة الأميركية؟ وكيف نستطيع أن نتعاطى معها؟ أنا أعطيك مثلين أولاً: وكالة رويترز الأنباء بالأسبوع الماضي كشفت عن موضوع خطير جداً بأنه هنالك مادة تدرس للضباط في الجيش الأميركي منذ عام 2004 تقول هذه المادة تحت عنوان: "أميركا في حرب مع الإسلام" طيب إذا كنا عم نعلم الضباط والجنود الأميركيين من الـ 2004 وحتى اليوم ماذا نويت بأنه إحنا في حالة حرب مع الإسلام، فهنالك طبعاً في العالم العربي من لا يرى ذلك ومن لا يستطيع أن يتفاعل مع ذلك، هلأ عملية التبول مثلاً على القرآن الكريم وعملية إحراق القرآن الكريم أو التعامل مع العرب والمسلمين بالطريقة المخزية اللي يتعامل معها الجنود الأميركيين في أفغانستان وكانوا في العراق من قبل، هذه تعود إلى دراسة إلى تعليمهم هذه المنهجية في الجيش الأميركي، نحن نسمع الجنود الأميركيين من بوش حتى أوباما يقولون بأنه نحنا لسنا على عداوة مع الإسلام، أنا أريد غاندي عربي، أريد تشارلز ديغول عربي..

علي الظفيري: أستاذ أسامة لو سمحت لي، هناك نقطة طبعاً في نقاش طويل في قضية التعامل يعني البعض لا برى أنه دائماً لا يرى أنه تعامل سيء على الدوام أو في كل القضايا، لكن سؤالي الآن إنه هل إذا افترضنا جدلاً إنه هذا التعامل سيئا، هل هو قدر محتوم لا يمكن تغييره أبداً من قبل..

أسامة سبلاني: لا طبعاً هنالك إمكانية كبيرة للتغيير وأنا لا أقول بأنه العالم العربي خالٍ من النخب، أنا أريد ربما أطمح أن يكون هنالك ربما أين هو غاندي العرب؟ أين هو تشارلز ديغول العرب؟ أين هو العربي الذي سيقود العالم العربي ليس فقط إلى الديمقراطية ولكن إلى التقدم والحضارة وأن نكون شعب منتج وليس مستهلك، يعني هنالك فرق كبير بين أن نكون في حالة ديمقراطية من الفوضى وبين هنالك ديمقراطية تستطيع من خلالها أن تكون منتج ومصدر للإنتاج في العالم،. نحن مستهلكون حتى من الإبرة وإلى الطائرة نحن نستهلك التلفون، نستهلك الكمبيوتر..

علي الظفيري: طيب هذه تأخذنا إلى منطقة أخرى دكتور أسامة إذا سمحت لي..

أسامة سبلاني: نستهلك IPad ولكن لا نستطيع أن ننتج أي شيء ربما وفي نفس الوقت بأننا أغنى البلاد في العالم..

علي الظفيري: طيب، أسأل الأستاذ ماجد هنا، هناك مستويان قضيتان أو على الأقل مساران لاهتمامات العرب المسار ما يتعلق بالحقوق والمواطنة والحرية والمساواة والعدل سواء في بلدانهم الأصلية أو هنا في أوروبا وهناك القضايا الكبرى القضايا العربية التي تشغل معظم العرب منها قضية فلسطين، على سبيل المثال حركة مقاومة مثل حماس كانت تصنف وما زالت على أنها حركة إرهابية، اليوم حدث تغيير وطبعاً هذه الحركة كانت تستهدف من أنظمة عربية ليس فقط من غربية، اليوم بعد التغيير هذا هل يمكن أن يحدث تغيير أيضاً في التعاطي الغربي مع القضايا العربية مثل القضايا المركزية التي تشغل العرب وهي القضية الفلسطينية فكرة ومبدأ وحركات المقاومة الموجودة في المنطقة وما إلى ذلك؟

ماجد الزير: حدثت تغييرات أصلاً والغرب يتعامل هو لديه عنوان كبير تصنيف حركة المقاومة الفلسطينية حماس كحركة إرهابية ولكن على أرض الواقع هو يتعامل مع واقع معاش ومتغير ومتجدد ويتواصل معه بكافة الوسائل، وأيضاً أن الحقيقة مش مع حالة الانتظار التي ينتظرها الأستاذ من أميركا، حال المنتج العربي في الثورة وضع على الطاولة وحالة التغيير وضعت على الطاولة ويتعامل معها الغرب وأنتج فيه حاجة صارت لنوع من Brand اسمه الثورة العربية والربيع العربي دخلت في القاموس السياسي ودخلت في المعادلة السياسية والغرب بدأ يتعامل معها تعاملاً إستراتيجياً في الوضع هذا، لا فيه مزاوجة بالإجابة على سؤال حضرتك ما بين الواقع الحقوقي للثورات العربية وواقع الديمقراطية واستقرارها وواقع الالتفات للقضايا الكبرى، ولذلك هذا سيؤثر حتماً تأثيراً إيجابياً قوياً على القضية الفلسطينية، لأن الغرب صار الآن، كما قال تقريركم بالنسبة للسياسية الغربية زميلنا الأستاذ هاني عندما قال الغرب كنا نتعامل مع السودان وفلسطين أصبحنا نتعامل مع القضايا العربية كلها بمجموعات ضغط هذا يحتم علي الإجابة على السؤال الثاني بعد مصر، ماذا عن فلسطين؟ يحتم علي الإجابة على السؤال الثاني بعد تونس، ماذا عن فلسطين، أذكر مثالاً جئت اليوم من كوبنهاغن في مؤتمر فلسطين وأوروبا العاشر رعاية الرئيس التونسي الحقوقي ويرعى مؤتمر حق العودة في كوبنهاغن، مثال عملي تفصيلي عما تفضلت به هو حقوقي وجاء على رأس حكم وأصبح سياسي عربي نافذ ويرعى حق الفلسطينيين حق العودة الذي هو بالنسبة للغربي حق لا يمكن التعامل عنه.

الغرب وآلية التعامل مع القضية الفلسطينية

علي الظفيري: طب أريد أن أسالك دكتور خليل اليوم هذه الثورات كيف تؤثر على تعامل الغرب اليوم مع مسألتين: مسألة الحركات الإسلامية وأنت مهتم ومختص أيضاً في هذا الشأن ومع القضية الفلسطينية القضية المركزية لدى العرب؟

خليل العناني: يعني أتصور فيما يتعلق بالمسألة الأولى هناك اقترابين أو هناك أسلوبين يتعامل بهما الغرب مع الحركات الإسلامية: أسلوب تكتيكي وهو الأسلوب الأميركي بالأساس وهو محاولة جس نبض هذه الحركات ومحاولة معرفة مواقفها للقضايا الرئيسية مثل القضايا الفلسطينية أو قضايا الاستقرار في المنطقة أو القضايا الإيرانية، والمنظور الثاني أو الاقتراب الثاني هو منظور إستراتيجي وهذا هو المنظور الأوروبي يعني منذ حتى الآن هناك محاولة أوروبية تحت يافطة الاتحاد الأوروبي من أجل إقامة شراكة إستراتيجية مع هذه الأنظمة الجديدة، هناك أيضاً مؤشرات إيجابية من هذه الحكومات الإسلامية أو التي ترتدي الرداء الإسلامي كما هي الحال في تونس وكما هي الحال في المغرب بالتواصل مع الغرب على أرضية مشتركة أرضية أن هناك مصالح مشتركة للطرفين، الأمر المهم الذي أدركه الغرب الآن إنه ما كان يطلق عليه استقرار في الماضي كان استقرار هشاً ضعيفاً مزيفاً لأنه كان يقوم على القمع وعلى الكبت، الآن هناك يقين وهناك إقرار بأن الاستقرار القائم على الحريات وعلى احترام الشعوب واحترام كرامتها وهو الاستقرار الذي يدوم والذي قد ينتج استقراراً هذه النقطة الأولى، النقطة الثانية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أتصور إن التغيير في مواقف القوى الدولية من والقضية الفلسطينية يبدأ من الداخل العربي والداخل الفلسطيني وبالتالي من الصعب أن نلقي باللائمة فقط على الطرف الخارجي، قلنا مراراً وتكراراً إنه عندما تتوحد الجهود العربية عندما يكون هناك توحد حول القضية الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية سوف يفرض ذلك نفسه على الدول الغربية وأتصور إنه إلى حد ما هناك اختلاف في الرؤيا الغربية للتعاطي مع القضية الفلسطينية، نحن في حاجة إلى إقامة نظام ديمقراطي حقيقي في مصر أولاً إذا أردنا أن نحل القضية الفلسطينية، شهدنا معلومات على سبيل المثال تعثرت قضية الأسرى أو تبادل جلعاد شاليط لم تتم الصفقة إلا بعد أن ذهب مبارك من السلطة وبالتالي تأثير إذا كانت هناك ديمقراطية مصرية فهذا يعني أنها ستؤثر إيجابياً على القضية الفلسطينية.

علي الظفيري: دكتور خليل العناني أستاذ العلوم السياسية في جامعة دورام من نيوكاسل شكراً جزيلاً لكن الشكر أيضاً موصول إلى الأستاذ ماجد الزير مدير مركز العودة هنا في لندن وللأستاذ أسامة سبلاني ناشر ورئيس تحرير صحيفة صدى الوطن ضيفنا من ميتشغان في الولايات المتحدة الأميركية، أذكر بمواقع البرنامج طبعاً صفحات البرنامج في مواقع التواصل الاجتماعي على الفيس بوك وكذلك على موقع تويتر وبريد البرنامج وأيضاً صفحة البرنامج الخاصة في موقع Aljazeera.net كل الشكر للزملاء أيمن الحلبي مخرج البرنامج هنا في لندن وعماد بهجت في الدوحة منتج برنامج في العمق داود سليمان دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.