شاهد على العصر

حزب البعث العراقي كما يراه صلاح العلي ح3

صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القطرية الأسبق في حزب البعث في العراق، يتحدث عن انشقاق حزب البعث بعد مؤتمره القومي السادس عام 1966م، وإصدار حكم الإعدام في سوريا على مؤسس الحزب ميشيل عفلق وهروبه إلى إسرائيل.

مقدم الحلقة:

أحمد منصـور

ضيف الحلقة:

صلاح عمر العلي: عضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القطرية الأسبق

تاريخ الحلقة:

01/06/2003

– وضع حزب البعث بالعراق قبيل تنفيذ انقلاب 1968
– المؤتمر القومي السادس وخلافات البعثيين العراقيين مع البعثيين السوريين

– ترتيبات حزب البعث في العراق للإطاحة بعبد الرحمن عارف


undefinedأحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر)، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الأستاذ صلاح عمر العلي (عضو مجلس قيادة الثورة، وعضو القيادة القطرية الأسبق في حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق). أستاذ صلاح، مرحباً بك.

صلاح عمر العلي: مرحبا.

أحمد منصور: في الثالث عشر من إبريل عام 1966 قُتل عبد السلام عارف في حادث طائرة لازالت علامات الاستفهام تحيط به حتى الآن، في السابع عشر من إبريل أُعلن عبد الرحمن عارف شقيقه رئيساً للعراق، وفي 17 تموز 1968 قام البعث بانقلاب ضد عبد الرحمن عارف، أُعيد تشكيل حزب البعث في العراق قبل ذلك في العام 65، وكنت عضو قيادة قُطرية فيه، كيف بدأ الترتيب للإطاحة بحكم عبد الرحمن عارف؟

وضع حزب البعث بالعراق قبيل تنفيذ انقلاب 1968

صلاح عمر العلي: ذكرت لك فيما سبق من الحلقات بأنه حزب البعث في الحقيقة صار من بعد تلقيه ضربة على يد عبد السلام عارف عام 63 ولغاية الـ68 لم يتوقف عن محاولاته المستمرة للإطاحة بالنظام القائم، وربما يكون من المفيد أن أذكر أنه في شهر.. في الشهر التاسع من عام 64 جرت محاولة، وكان هناك التخطيط للقيام بانقلاب ضد عبد السلام عارف، بمعنى أن كانت الفترة الزمنية قصيرة جداً لا تتعدى حدود بضعة أشهر من قيام عبد السلام عارف بالإطاحة بتجربة الحزب، ولكن كُشفت هذه المحاولة، ثم زُج بعدد كبير جداً من البعثيين في السجون، وتوجَّه وتلقَّى الحزب ضربة قوية جداً إلا أن ذلك لم يمنع الحزب من استعادة قوته بالشارع وداخل صفوف الجيش واستمر في التخطيط للإطاحة بالنظام، وهكذا إلى أن وصلنا إلى عام 68. في الحقيقة الفترة اللي حكم فيها الرئيس عبد الرحمن عارف شهدت شيئاً من الانفتاح الكبير، وفي الواقع كانت هناك شبه هدنة غير معلنة أو غير رسمية بين القوة السياسية وبين النظام، بحيث لم تشهد الحركة السياسية بكل أطرافها وأطيافها السياسية أي يعني ملاحقة أو مطاردة أو قسوة، أو مضايقة.

على الصعيد السياسي، أو على صعيد الحركات السياسية بدأت مرحلة من السباق المحموم على الوثوب إلى السلطة واستلام السلطة.

أحمد منصور: أصبحت غاية لدى كل حزب.

صلاح عمر العلي: يعني هو الحقيقة..

أحمد منصور: بغض النظر عن الاستقرار السياسي أو الانفتاح أو الامتيازات التي يمكن أن يحصل عليها الأحزاب أو يعيشوا في ظلها مثل حكومة عبد الرحمن عارف..

صلاح عمر العلي: لأ هو.. نعم، هو في الحقيقة ربما يعني إذا سمحت لي أن أوضح وجهة النظر ربما يعني تتضح الأسباب، أولاً: العراق من الساحات التي كانت تشهد صراعات إقليمية ودولية، ساحة مهمة جدً للغاية، وكان هناك أيضاً مثل ما ذكرت صراع إقليمي ودولي على هذه الساحة، وحزب البعث طبعاً وجد نفسه في قلب هذه دائرة الصراعات، وكون الحكم القائم آنذاك رغم أنه كان فعلاً يعني متسامح ويعني لم تشهد الحركات السياسية أي مضايقة، إلا أن الحكم القائم آنذاك كان ضعيف جداً، لا يملك قاعدة شعبية، وليس فيه ضمانات للاستمرار، هذا الواقع دفع بكل حركة سياسية على حدة للنشاط غير الاعتيادي من أجل الإطاحة بالنظام واستلام السلطة ليس كغاية، بل من أجل ضمان مستقبل هذه الحركة ومن أجل توفير الظرف المناسب لتطبيق الأفكار والشعارات اللي تنادي بها هذه الحركة، فبالتالي إذن الحركات السياسية كانت تسعى من أجل.. خصوصاً أن هذه الحركات السياسية خاضت صراعات دموية منذ عام 58 لغاية 68، وكل الحركات السياسية شهدت هذه الصراعات، فإذن الحساسية القائمة بين الأحزاب السياسية كانت عالية جداً، كما أن بعض الحركات السياسية لها ارتباطات في الخارج، ولها..

أحمد منصور: مثل؟

صلاح عمر العلي: يعني لو أخذنا على سبيل المثال الحركات الناصرية، مثال على ذلك كانت طبعاً موجَّهة بشكل مباشر من قِبَل يعني القيادة المصرية، الحزب الشيوعي العراقي بحكم يعني كونه جزء من الحركة الأممية العالمية، ومركز الحركة هذه في.. في الاتحاد السوفيتي في موسكو، بطبيعة الحال كان أيضاً يخضع بدرجة أو بأخرى لمثل هذه الضغوط، وهذا..

أحمد منصور: وأنتم براءة؟!

صلاح عمر العلي: بالحقيقة أنا أستطيع أقول لك أنه حزب البعث كان من بين هذه الحركات اللي نستطيع أن نطلق عليه الحزب اليتيم، يعني..

أحمد منصور: كيف يتيم؟

صلاح عمر العلي: يتيم أنه ليس له..

أحمد منصور: وأميركا ألم تكن ترعاه؟

صلاح عمر العلي: لم يكن له مثل هذا الارتباط، أنا أتحدث عن ما عشته، وما شوفته، وما لمسته، أنا..

أحمد منصور: ليس بالضرورة أن تكون أنت على علاقة بترتيب هذه الأمور.

صلاح عمر العلي: أنا عضو قيادة.. أنا عضو قيادة، إذا كان هناك ارتباطات، فهي ارتباطات فردية، ليس لها علاقة بالقيادة كقيادة.

أحمد منصور: ارتباطات فردية لبعض القيادات يمكن أن يكون لها تأثير في توجيه الخط الخاص بالحزب.

صلاح عمر العلي: هذا صحيح، لكن أنا أتحدث عن الدور وعن الدور، يعني اللي كنت أمارسه كعضو قيادة، عن سياسة القيادة، عن القرارات التي كانت تتخذها القيادة بمعزل عن أي ضغط، لكن إذا كان هناك شخص ما في القيادة أو خارج القيادة كان له ارتباطات، فهذا موضوع الحقيقة أنا لا… فيه..

أحمد منصور[مقاطعاً]: أما تعتقد أن معظم الارتباطات تتم بهذه الطريقة، ليس بالضرورة أن يكون هناك اتفاق، أو إن ارتباط جماعي، وإنما بيكون ارتباط فردي؟

صلاح عمر العلي: ربما يكون ذلك صحيح، لكن أنا الحقيقة كإنسان مطلوب من عندي أن أكون شاهد على هذه المرحلة لا أستطيع أن أُزَوِّر هذه الحقائق حتى وإن كان بيني وبين القيادة فيما بعد..

أحمد منصور: وكيف كانت علاقتكم في حزب البعث في سوريا؟

صلاح عمر العلي: في الواقع علاقتنا مع الحزب في سوريا تأتي من خلال المؤتمرات القومية اللي بتعقد أولاً، والانتخابات العامة للقيادة القومية، فطبعاً هذه هي العلاقة، يعني لا تتم من خلال يعني الاتصالات المباشرة، باعتبار أننا قيادة قومية هي اللي يعني تقود الفروع في الأقطار العربية اللي فيها تنظيم للحزب.

أحمد منصور: أما تعتقد أن عملية الاختراق تمت أو ممكن أن تتم من قبل القيادة القومية؟

صلاح عمر العلي: ماذا تعني بالاختراق؟

أحمد منصور: أنت قلت أن الآخرين لهم ارتباطات بموسكو وبعبد الناصر.

صلاح عمر العلي: أنا بالحقيقة يعني أستطيع أن أقول لك يعني أنه حزب البعث من وجهة نظري كان هو ما يطلق عليه بالحزب اليتيم لغاية ذلك الوقت، لأنه لم تكن هناك في..

أحمد منصور: ما كانش فيه أيتام في هذه المرحلة.

صلاح عمر العلي: أنا..

أحمد منصور: لا مكان للأيتام على مائدة…

صلاح عمر العلي: لو سمحت لي أنا التجربة التي عشتها آنذاك كانت تؤكد بمفردات كثيرة أن هذا الحزب فعلاً ليس له ارتباطات، وليس له مصادر تمويل، ولم يرتبط بجهة معينة، بحيث كان يلاقي من.. من الضغوط الشديدة جداً من قبل أطراف عديدة..

أحمد منصور: الكل كان..

صلاح عمر العلي: وكان يعيش ببساطة متناهية جداً، وأستطيع أؤكد لك أنه عدد كبير من.. عدد من قيادات الحزب أو من أعضاء القيادة كانوا يعيشوا دون الكفاف، وكنا كثيراً ما كنا نعاني من هذه المشكلات..

أحمد منصور: اضرب لي أمثلة..

صلاح عمر العلي: يعني خلي أضرب لك مثال التالي، طه الجزراوي..

أحمد منصور: طه ياسين رمضان.

صلاح عمر العلي: طه ياسين رمضان الذي أصبح أكبر طاغوت في.. في.. في العراق بعد صدام حسين كنا اشترينا له بالكاد استطعنا أن نشتري ماكينة خياطة لكي تستعملها زوجته حتى يقدر يديم حياته.

أحمد منصور: سنة كام هذا؟

صلاح عمر العلي: هذه كانت بالـ 66 إلى 67 و 68، وهكذا، فكنا يعني فعلاً وبدون أي مبالغات كنا نعيش حالة بسيطة جداً، وكنا نعيش على الكفاف، ولم نكن قادرين حتى على شراء طابعة للحزب، فإذن لو كنا..

أحمد منصور: بعد ذلك عشتم في القصور، وأكل الناس التراب.

صلاح عمر العلي: لا شك في هذا، هذا طبعاً حصل بعد 72 بعد تأميم البترول، وبعد أن أصبحت ثروة العراق ثروة طائلة كبيرة جداً، وطبعاً بفضل السياسة التبديلية اللي اتبعها..

أحمد منصور: كل الثوريين على فكرة كانوا يعيشون هذه العيشة التي تذكرها، وبعد ما وصلوا إلى السلطة تبدلت الأمور.

صلاح عمر العلي: والله أنا ما أستطيع أوافقك على.. على هذا الإطلاق، يعني لو أخذنا.

أحمد منصور: أقصد الثوريين في العالم العربي.

صلاح عمر العلي: في العربي.. في العالم العربي حتى في العالم العربي عدد يعني غير قليل من الثوريين أيضاً تمسكوا بالمبادئ وبأخلاقهم، وكانوا أوفياء مع أفكارهم ومع مبادئهم، ولم يعني يخرجوا عن هذا النمط من العيش.

المؤتمر القومي السادس وخلافات البعثيين العراقيين مع البعثيين السوريين

أحمد منصور: لا جدال في هذا، تعود لعلاقتكم بحزب البعث في سوريا.

صلاح عمر العلي: الواقع كما ذكرت لك يعني بالـ 65 عُقد مؤتمر قومي للحزب، وكنا آنذاك في العراق أيضاً..

أحمد منصور[مقاطعاً]: هذا المؤتمر القومي السادس.

صلاح عمر العلي: المؤتمر القومي السادس، كنا آنذاك يعني في مرحلة إعادة بناء الحزب بعد أن تلقى ضربة قاسية على يد عبد السلام عارف، ولم نتمكن حتى من استكمال تنظيمات الحزب، فجاءتنا رسالة من القيادة القومية تقول بضرورة وأهمية حضور وفد، حتى وإن لم يكن هناك انتخاب أو مؤتمر قُطري، لأن عدم حضور ممثلين عن العراق وغياب ممثلين عن العراق سـ.. سيعني يصاب أعضاء المؤتمر بصدمة كبيرة جداً حيث أن للحزب دور مهم جداً في.. في النشاط القومي للحزب، فاضطرينا لتشكيل وفد وسافرنا إلى سوريا وحضرنا الجلسة الأولى للمؤتمر.

أحمد منصور: حضرت أنت؟

صلاح عمر العلي: أنا كنت أحد أعضاء الوفد..

أحمد منصور: مين آخر كان معك؟

صلاح عمر العلي: كان المرحوم عبد الله سلوم السامرائي وكان شكري الحديثي، وكان سعاد أديب، وكان موفق عسكر، وكان طارق عزيز، وكان كريم شنتاف ها.. هؤلاء اللي.. اللي أذكرهم حقيقة الآن، ففي الجلسة الأولى للمؤتمر.. في الجلسة الافتتاحية سرعان ما اكتشفنا بأن هناك تكتلين أو تيارين أو اتجاهين في المؤتمر القومي، وخصوصاً كان يتجسد في التنظيم السوري، حيث أن هناك تيار بـ.. يعني.. بقيادة ميشيل عفلق، وتيار آخر كان رموزه ويعني أعضاؤه البارزين هم المرحوم الدكتور نور الدين الأتاسي وصلاح جديد والمرحوم الرئيس حافظ الأسد ويوسف زعين وإبراهيم مقوس وإلى آخره.

أحمد منصور: الذين حكموا بعد ذلك.

صلاح عمر العلي: نعم، فـ.. في الواقع ونحن قادمين من.. من جو يعني الحزب يواجه ضربة قاسية ونواجه معاناة شديدة جداً في القُطر، وكانت آمالنا تتجه نحو التنظيم في سوريا، وكنا نطمح ونأمل في أنه التنظيم في سوريا أو الحزب في سوريا و(…) ستشكل لنا السند والداعم وممكن يُعاد الثقة في التنظيم من جديد، فعندما واجهنا هذا الواقع صُدمنا صدمة كبيرة جداً، والحقيقة كنا نتمنى لو لم نشارك في هذا المؤتمر.

أحمد منصور: أيه نقاط الخلاف الأساسية بين التيارين؟

صلاح عمر العلي: في الواقع الخلافات كثيرة، لكن كانت توصف بأنها خلافات بين الاتجاه القومي والاتجاه القطري، لذلك كان الخط اللي يمثله ميشيل عفلق كان يطلق عليه الاتجاه القومي، وكان الاتجاه الآخر يطلق عليه الاتجاه القطري، لكن في حقيقة الأمر وبعد مُضي سنوات على.. على هذا الحدث اكتشفنا أنه كلا التقسيمين لم تكن دقيقة وكانت هي عبارة عن اجتهادات خاصة بكلا الفريقين.

أحمد منصور: هل أثر ذلك عليكم في العراق؟

صلاح عمر العلي: في الواقع أثر علينا تأثير كبير جداً، خصوصاً أن الإخوة الذين. طبعاً بعد هذا المؤتمر بفترة حدثت حركة سميت بحركة 23 شباط حركة عسكرية للإطاحة بالقيادة القومية وطبعا بعد أن استلم الرفاق السوريين السلطة في سوريا..

أحمد منصور: 23 شباط 66.

صلاح عمر العلي: 66 نعم، وتحولوا إلى دولة فطبيعة الحال الدولة لها التزاماتها وعليها شروط ومن بين هذه الالتزامات هو أن تكون لها علاقات وطيدة مع الأنظمة العربية، فسرعان ما.. يعني الإخوة في سوريا أعادوا العلاقات مع العراق في ظل السلطة المعادية عندنا سلطة عبد السلام عارف، وطاهر يحي وكان رئيس وزراء، وكان الحقيقة واخد منا موقف شديد جداً، فطبعاً بحكم العلاقات القومية، وبحكم عديد من الشروط صارت علاقة بين سوريا وبين.. بين العراق وإحنا..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وأنتم تتعرضون من الحكومة العراقية..

صلاح عمر العلي: وبما أنه..

أحمد منصور: للمطاردة والاضطهاد.

صلاح عمر العلي: بما أنه اتخذنا إحنا موقف سلبي إزاء التنظيم في سوريا، فأصبح كلا النظامين في سوريا وفي العراق تقريباً ضدنا، فأصبحنا حقيقة نعاني من ضغوط شديدة جداً، طبيعة الحال الإخوة في سوريا رفعوا شعارات منذ بدء استلام السلطة شعارات ثورية وطرحوا شعار حرب التحرير الشعبية وكانت هذه الشعارات هي شعارات المرحلة آنذاك، وكانت تستهوي الشباب، وتستهوي الكثير من العقول، فبالتالي هذه الشعارات انتقلت إلى صفوف الحزب في العراق، وبدأت تنمو بالتدريج، فبدأ.. بدأت القيادة تلمس تأثير الشعارات المطروحة في الساحة السورية على رفاقنا في العراق، وجدت القيادة القطرية أن الحل الأسلم لمعالجة هذه الظاهرة هو الدعوة إلى عقد مؤتمر قطري..

أحمد منصور: في العراق.

صلاح عمر العلي: في العراق، وعقدنا مؤتمر قطري سري، وناقشنا هذه الظاهرة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سنة كم تذكر؟

صلاح عمر العلي: الحقيقة انعقد يعني بـ 66 نفسها فالمؤتمر القطري الذي عُقد ناقش هذه الظاهرة، وبحثنا الأمر ملياً وبالتفصيل ثم اتخذ قرار بتشكيل لجنة، اختيار لجنة من داخل المؤتمر، وتكلف بالسفر إلى سوريا، بهدف الاطلاع عن قرب على هوية الانقلابين وتوجههم السياسي وحقيقة التزامهم بخط الحزب القومي أو عدم التزامهم، وبعد ذلك تعود اللجنة ثم يعود المؤتمر القطري للانعقاد، فيُتلى التقرير على القيادة.. على المؤتمر، ولكل حادث يصبح له حديث، وهكذا حصل، فانتخبت اللجنة وسافرت إلى سوريا..

أحمد منصور: من.. كان؟

صلاح عمر العلي: والحقيقة كان من أبرز أعضائها هو المرحوم الدكتور عبد الله السامرائي وصلاح عمر العلي..

أحمد منصور: كنت أنت..

صلاح عمر العلي: نعم، كنت أنا..

أحمد منصور: عضواً أم رئيساً أم..؟

صلاح عمر العلي: الحقيقة كان أشبه ما أكون بالرئيس، ما كانت أكو رئاسة، لكن بما أن التيارين في داخل المؤتمر رشحوني واختاروني وأكدوا على ضرورة أن أكون أنا في اللجنة، فكان كل أطراف..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني كانت أيضاً نقدر.. نستطيع أن نقول أنه في 66 أيضاً بدأ يحدث شكل من أشكال الفرز للتيار القومي والقطري، حتى في العراق؟

صلاح عمر العلي: نعم، هذا صحيح.. نعم، فسافرنا إلى سوريا..

أحمد منصور: أنت كنت تنتمي إلى أيهما؟

صلاح عمر العلي: أنا كنت أنتمي للخط القومي في الحزب، وبقيت على هذا الخط، فبالنتيجة سافرنا إلى سوريا، والتقينا مع رفاقنا في دمشق، قادة الانقلاب..

أحمد منصور [مقاطعاً]: التقيتم مع من؟

صلاح عمر العلي: بالحقيقة إحنا بعد ما.. بعد ما وصلنا دمشق، اتصلنا في القيادة القومية عبر التليفون..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كان لازال عفلق هنا؟

صلاح عمر العلي: لأ كان مختفي ومحكوم بالإعدام.. فتلفنَّا إلى القيادة القومية، وحكينا معهم وأبلغناهم بأنه إحنا قادمين من العراق بهذا الهدف، وحابين نلتقي مع رفاقنا في القيادة، فأبلغونا باستعدادهم للقاء الساعة الثامنة مساء، وهكذا حضرنا إلى مبنى القيادة القومية، ودخلنا إلى قاعة الاجتماع، وكان طبعاً قائد يعني أمين سر القيادة القطرية آنذاك هو صلاح جديد، فصلاح جديد عندما دخلنا إلى قاعة الاجتماع، طلب من عندنا أن نردد شعار الحزب، لكي نعقد جلسة رسمية، وطبعاً الجلسات الرسمية لها طقوس خاصة في حزب البعث، حيث يقف المسؤول ويردد العبارة التالية يقول: أمة عربية واحدة والباقين يرددوا بالقول: ذات رسالة خالدة، وعند ذاك تبدأ الجلسة الرسمية فطلب من عندنا أن نعقد جلسة رسمية فطلب قال: اتفضلوا يا رفاق نعقد جلسة رسمية، فأنا الحقيقة ابتسمت ما رددنا إحنا الشعار، قال سأل ليش تبتسم؟ قلت له إحنا جايين من بغداد أصلاً من أجل أن نتأكد فيما إذا أنتم بعثيين أو غير بعثيين، وبالتالي إذا رددنا الشعار وعُقِدت جلسة رسمية، معناها كل مهمتنا هذه الشاقة اللي كلفتنا وقت ومخاوف وطريق طويل..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وهم كانوا في السلطة وعلى علاقة بالحكومة العراقية؟

صلاح عمر العلي: نعم، ونحنا يعني مغامرة عبرنا الحدود بمغامرة حتى نيجي لهنا لنتأكد من طبيعة الاتجاه اللي تقودوه طيب إذا إحنا رددنا الشعار، معناها مهمتنا انتهت، إذن إحنا أصبحنا يعني بدون مهمة، جايين للنزهة أو للسياحة، فدخلنا في جدل طويل وأنا أصريت، والمرحوم صلاح جديد أصر على هذا الأمر، وبالنتيجة لم نتفق ولم يُقعد اجتماع، وانتهت المناقشة بتأجيل اللقاء إلى اليوم الثاني، ففي اليوم الثاني عادوا نفس الموضوع أعاده السيد صلاح جديد علينا وحاول بكل الطرق أن يقنعنا، وامتنعنا الحقيقة، لأنه لا نملك الحق في أن..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لم تكونوا تخافوا؟

صلاح عمر العلي: نعم؟

أحمد منصور: ألم يكن لديكم خشية؟

صلاح عمر العلي: مِن.. مِن ماذا؟

أحمد منصور: يعتقلوكم ويسلموكم للحكومة العراقية.

صلاح عمر العلي: لأ. حقيقة هذا أمر ربما يكون من المفيد أن تسألني هذا السؤال وأجاوبك عليه بصراحة لم يتسرب إلى شعورنا أي مخاوف لأنه جو الحزب آنذاك، لغاية تلك السنوات لم تكن هناك فيه ظاهرة التصفيات والقتول أو الانتقام أو.. أبداً، ولهذا السبب..

أحمد منصور: كان فيه عفلق محكوم عليه بالإعدام ومختفي..

صلاح عمر العلي: هذا أمر مختلف..

أحمد منصور: وهو كان أمين عام..

صلاح عمر العلي: هذا أمر مختلف، لكن في أجواء.. يعني حتى في.. في عام 63 بالعراق، رغم كل الصراعات اللي احتدمت داخل التنظيم، لكن ما جرت عملية يعني اغتيال أو اعتقال أو انتقام أو..

أحمد منصور: يعني لم يكن هناك غنائم بعد؟

صلاح عمر العلي: لأ. بعد، لغاية الآن لم تظهر.. أولم.. لم تنكشف ظاهرة الغنائم فالمهم بعد أن..

أحمد منصور: من الذي كان مع صلاح جديد في الطرف الآخر؟

صلاح عمر العلي: بالواقع كان المرحوم الأتاسي رئيس الجمهورية.. يوسف زعين..

أحمد منصور: نور الدين أتاسي..

صلاح عمر العلي: إبراهيم ماخوص، كل أعضاء القيادة القطرية، ورغم إصرارهم إحنا رفضنا هذا الأمر، وبالتالي السيد صلاح جديد عندما شاف إصرارنا على الرفض، قال طيب إخوان إحنا لازم ما نحرج رفاقنا القادمين من العراق، ويبدو أن مهمتهم حساسة مهمة جداً للغاية، وبالتالي بلا هذا الاجتماع الرسمي، إذن ليكن لقاءً، وبدأنا نتحدث معهم ونتساءل ونسأل ونستكشف التوجه لدى القيادة وشعاراتها وحقيقة شعاراتها، والتزامها بالخط القومي، وبالقضايا القومية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وفي الخلاصة..

صلاح عمر العلي: نعم؟

أحمد منصور: في النهاية.

صلاح عمر العلي: في النهاية في الواقع إحنا رجعنا إلى العراق، وقدمنا تقريرنا..

أحمد منصور: ما الذي حملتموه في تقريركم؟

صلاح عمر العلي: الحقيقة كانت خلاصة التقرير اللي قدمناه للمؤتمر القُطري، أن.. أن القيادة الجديدة في سوريا ربما تكون ثورية ربما تكون يسارية، ربما تكون ماركسية ربما تكون وطنية سورية، إلا أنها قيادة بعثيه على النمط اللي إحنا نفهمه، هذا غير مقتنعين فيه..

أحمد منصور: يعني هنا بدأ عملية الانفصام بين..

صلاح عمر العلي: نعم، هذا.. هذا خلاصة التقرير حقيقة، هو تقرير..

أحمد منصور: يعني نستطيع أن نقول أن هذه بداية الانشقاق أو الاختلاف بين البعث في سوريا والبعث في العراق؟

صلاح عمر العلي: لأ، هو بالحقيقة بذور الانشقاق حصلت منذ أن حصل الانقلاب الانقلاب طبعاً بحد ذاته هو أصلاً يعني كظاهرة استثنائية في تاريخ الحزب يعني..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سبقه.. سبق الانقلاب وإحنا ناقشناها مع بعض الشهود السوريين، سبق الانقلاب عملية صراع داخلي أصلاً داخل الحزب.

صلاح عمر العلي: نعم هذا صحيح.

أحمد منصور: في سوريا انتهت بـ 23 شباط 66.. وأنتم اعتبرتموهم خارجين على مبادئ البعث، وهم اعتبروكم خارجين على مبادئ البعث وحدث هنا قيادة قومية وهنا قيادة قومية، وهنا قيادة قُطرية وهنا قيادة قُطرية، أليس كذلك؟

صلاح عمر العلي: هذا صحيح.

أحمد منصور: تذكر تاريخ اجتماعكم هذا بالضبط؟

صلاح عمر العلي: لا والله، أنا الحقيقة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن في سنة 66

صلاح عمر العلي: أنا.. يعني أنا ذاكرتي بالحقيقة في الأرقام، في التواريخ ضعيفة، أما ما عدا ذلك، والحمد لله..

أحمد منصور: كان 66؟

صلاح عمر العلي: كل.. كل المعلومات أستطيع أن أؤكد لك إياها بشكل واضح ودقيق..

أحمد منصور: على اعتبار أن الانقلاب وقع في 23 شباط – فبراير 66، كان في 66 في نفس السنة التي وقع فيها الانقلاب.

صلاح عمر العلي: ماذا؟

أحمد منصور: هذا الاجتماع الذي حضرتم فيه هنا إلى سوريا.

صلاح عمر العلي: أيه طبعاً. طبعاً.

أحمد منصور: بعد الانقلاب بشهرين بثلاثة..

صلاح عمر العلي: لا أكثر.. لا لا، أخذ.. يعني تقريباً 5، 6 أشهر.

أحمد منصور: بعد ذلك حدث نوع من عدم الاتفاق أو عدم الالتقاء بينكم وبينهم.

صلاح عمر العلي: عدم.. إحنا.. الواقع أثناء وجودنا في سوريا لم نفصح عن موقفنا.

أحمد منصور: حينما قمتم بانقلاب 17- 30 تموز لم يكن هناك أي دعم من سوريا لكم في هذا الانقلاب؟

صلاح عمر العلي: لا، بطبيعة الحال كنا مفترقين، كانت الخصومات بيناتنا شديدة..


ترتيبات حزب البعث في العراق للإطاحة بعبد الرحمن عارف

أحمد منصور: كيف بدأتم الترتيب للإطاحة بعبد الرحمن عارف؟

صلاح عمر العلي: سيدي كما ذكرت لك إحنا طبعاً كنا باستمرار نسعى لاسترداد السلطة كما.. كما نتحدث عنه، ومن أجل الإطاحة في النظام بدأنا نكرس مجموعة من الأنشطة على الصعيدين العسكري والمدني، مدنياً: طبعاً إحنا يعني بدأنا نهيئ عدد من رفاقنا ذوي الخبرات العسكرية أو ممن مارسوا دور في 63، عام 63. وعلى الصعيد العسكري بطبيعة الحال بدأنا.. عندنا إحنا تنظيم عسكري، مكتب عسكري وتنظيم عسكري، وعدد كبير من..

أحمد منصور [مقاطعاً]: من الذي كان مسؤولاً عنه؟

صلاح عمر العلي: كان مسؤول عنا أحمد حسن بكر رئيس الجمهورية اللي أصبح رئيس..

أحمد منصور: وكان هو الأمين العام القطري أيضاً.

صلاح عمر العلي: وهو الأمين العام القطري نعم.

أحمد منصور: وأنت كنت عضو قيادة قطرية.

صلاح عمر العلي: نعم.

أحمد منصور: وماذا كانت مسؤولياتك.

صلاح عمر العلي: كانت.. كان عندنا فرعين للحزب، فرغ بغداد، وفرع ما يسمى بالأطراف اللي هو يشمل..

أحمد منصور: باقي المحافظات.

صلاح عمر العلي: كافة المحافظات، فأنا كنت مسؤول المحافظات خارج بغداد..

أحمد منصور: مسؤول التنظيم في كل المحافظات.

صلاح عمر العلي: مسؤول تنظيم الحزب في المحافظات باستثناء مدينة بغداد.

أحمد منصور: من أعضاء القيادة القُطرية الآخرين ومسؤولياتهم؟

صلاح عمر العلي: عبد الخالق السامرائي كان مسؤول فرع بغداد، كان عبد الله سلوم مسؤول المكتب الثقافي الدكتور عبد الله سلوم السامرائي وكان صدام حسين مسؤول عن المكتب الفلاحي، وهو أقل وأبسط وأصغر تنظيم عندنا في الحزب، وهو تنظيم شكلي حقيقة، وكان عندنا الدكتور عزت مصطفى مسؤول المكتب المهني وكان عندنا طه الجزراوي.. طه ياسين رمضان كان يساعد أحمد حسن البكر في جزء من التنظيمات.. التنظيمات العسكرية يعني عندنا التنظيم..

أحمد منصور: كان عمله أيه طه ياسين؟ كان متفرغ للحزب؟

صلاح عمر العلي: نعم كان متفرغ.

أحمد منصور: ما هو تعليمه؟ ما هي ثقافته؟

صلاح عمر العلي: هو بالحقيقة تعليمه يعني مو أكثر من ثانوية، خريج مدرسة ثانوية، وكان يشغل وظيفة نائب ضابط في الجيش.

أحمد منصور: يعني صف ضابط.

صلاح عمر العلي: نائب ضابط احتياط.. يعني كان أكو بعض المدنيين خريجي الكليات أو خريجي الثانويات يأخذوهم..

أحمد منصور: مساعدين ضباط.

صلاح عمر العلي: بشكل مؤقت، فهو كان نائب ضابط احتياط.

أحمد منصور: في معظم الجيوش العربية موجودة.

صلاح عمر العلي: نعم، نعم..

أحمد منصور: هل قواتكم قبيل الانقلاب كانت تسمح للقيام بانقلاب؟

صلاح عمر العلي: هو بالحقيقة يعني نعم كانت تسمح، لأنه أولاً النظام ضعيف هذا.. هذا يجب أن نفهمه، النظام كان ضعيف جداً ولا يملك قاعدة شعبية، وكانت حتى رصيد بالجيش رصيد محدود بحدود مدينة بغداد، حيث أن عبد السلام عارف كدس عدد كبير من الجنود والضباط من عشيرته كدسهم في القصر الجمهوري في الوحدات المحيطة ببغداد، وكان هذا الوضع توارثه الرئيس عبد الرحمن عارف، ما عدا هذا الأمر لا يملك عبد الرحمن عارف رصيد حقيقي وكبير في الوحدات العسكرية سواءً كانت خارج بغداد أو حتى داخل بغداد.

أحمد منصور: كيف كان وضع الشيوعيين آنذاك؟

صلاح عمر العلي: الشيوعيين كانوا أيضاً يعانون من انقسام شديد جداً بين.. بين قيادتين قيادة اللجنة المركزية والقيادة المركزية والقيادة..

أحمد منصور: عزيز الحاج و..

صلاح عمر العلي: نعم، عزيز الحاج يقود القيادة المركزية وبصراحة أنه القيادة المركزية كانت أصبحت تضايق اللجنة المركزية في أيضاً بطروحاتها الثورية وبشعاراتها الثورية وبسياستها المتميزة بدأت تضايق اللجنة المركزية، فأصبحت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تعاني ما تعاني من.. من.. من مشاكل تنظيمية.

أحمد منصور: كيف كان وضع القوميين؟

صلاح عمر العلي: القوميين نفس الشيء، أيضاً تشرذموا على عدد كبير جداً من الحركات السياسية، حركات صغيرة صغيرة أيضاً نفس الشيء.

أحمد منصور: ماذا.. يعني كيف اخترتم تاريخ 17 تموز؟

صلاح عمر العلي: في الواقع كنا بالبدء.. كنا ناويين أن نقوم بالحركة يوم 14 تموز باعتبار يعني الثورة الأولى كانت يوم 14 تموز، لكن اكتشفنا بعض النواقص لم نستكملها، الأمر اللي دعانا لتأجيلها إلى يوم 17 تموز، فيوم 17 تموز طبعاً حدث التغيير.

أحمد منصور: هل صحيح أن يعني قضية الانقلاب على السلطة هي جزء أساسي ومنهجي في فكر البعثيين وفي فكر الحزب؟ كما جاء في الأدبيات التي كتبها عفلق؟

صلاح عمر العلي: هو.. هو في الحقيقة يعني هذه ليست مسألة مختصة بحزب البعث، كل الحركات الثورية في العالم تعتبر الوصول إلى السلطة هو هدف مهم جداً لغاية تحقيق أهدافها.

أحمد منصور: هل تعتقد الانقلابات العسكرية تعتبر هي الوسيلة أو الهدف الذي يمكن من خلاله..؟

صلاح عمر العلي: الآن.. الآن؟

أحمد منصور: برؤيتك الآن.

صلاح عمر العلي: بهذه التجربة اللي اكتسبتها وخصوصاً بعد أن عشت حوالي قرابة 30 سنة في الخارج أنا بالحقيقة يعني اكتشفت بوضوح تام غير قابل أصلاً للمراجعة بأن الـ.. يعني العمل ما يُسمَّى بالعمل الثوري سواء كانت ثورة أو انقلاب عسكري أو مدني لا تؤدي إطلاقاً إلا إلى مزيد من العنف ومزيد من الاضطرابات ومزيد من الخسائر، ولا تحقق أي شيء للشعب، العمل الصحيح هو بالمقاومة السياسية، بالعمل السياسي، بالشعارات السياسية، بمعنى أنه تطالب السلطات، تضغط على السلطات، تُحشِّد الجماهير، تحشد الشعب من أجل يعني جر السلطة لمزيد من التنازل أمام شعبها، أما العمل الثوري في الحقيقة أنا بعد هذه التجربة الطويلة اللي عشتها في الخارج، وبعد أن مُنحت فرصة حقيقية للمراجعة وللمراقبة وللقراءة ولدراسة التجارب الثورية، أنا الحقيقة الآن أستطيع أقول لك -بلا تردد- أن العمل الثوري بالمجمل لا يحقق أي خدمة لصالح الشعب.

أحمد منصور: ولم يحقق.

صلاح عمر العلي: ولم يحقق..

أحمد منصور: أما تعتقد أنه مدعاة أيضاً للتدخلات الخارجية ومحاولات الاستقطاب؟

صلاح عمر العلي: كذلك..

أحمد منصور: معنى ذلك أنه كان على الأقل هناك عملية اختراق بشكل ما لكم في تحركاتكم؟

صلاح عمر العلي: أنا سوف لن أزيد على ما ذكرت لك إياه في.. في.. فيما سبق، لكن طبعاً أنا لا أستطيع أن أُزكِّي ولا من واجبي أن أزكي أي شخص ولا أن أدافع عن أي شخص، طبعاً بعد أن استلمنا السلطة بدأت بعض الظواهر الملفتة للنظر نكتشفها تدريجياً شيئاً فشيئاً.

أحمد منصور: اضرب لي أمثلة.

صلاح عمر العلي: أمثلة: بعد أن استلمنا السلطة بأشهر عقدنا مؤتمر قطري للحزب في بغداد، بطبيعة الحال -كما يذكر- الجميع أن.. أن هزيمة 67.. الهزيمة القومية اللي حصلت بالحرب دفعت ببعض الأنظمة العربية لبعض الإجراءات منها مقاطعة أميركا، فنظام عبد الرحمن عارف اللي ثُرنا عليه قطع العلاقات الدبلوماسية مع أميركا، وكان هذا الإجراء يعتبر يعني يتجاوب مع مشاعر المواطنين العرب عموماً، في المؤتمر القطري الذي عُقد في بغداد وهذه أقولها لأول مرة فوجئنا بطرح محور -إذا جاز لنا التسمية- محور صدام البكر بفكرة عودة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأميركية.

أحمد منصور: طرحه صدام وأحمد حسن البكر.

صلاح عمر العلي: طرحوا هذا المحور، وحقيقة هذا الطرح لقى رفض شديد جداً لدى كافة أعضاء المؤتمر القطري، وبالرغم من محاولتهم أن يقنعونا بجدوى عودة العلاقات، لكننا رفضنا هذه المسألة، هذه الحقيقة شكلت أول مؤشر بالنسبة إلنا يعني سلبي، وأثارت شكوك حقيقة..

أحمد منصور: وقتها.. أثارت شكوك في حينها؟

صلاح عمر العلي: نعم..

أحمد منصور: في حينها؟

صلاح عمر العلي: نعم.. نعم.

أحمد منصور: نعم، يعني أقلقتكم من صدام وأحمد حسن البكر.

صلاح عمر العلي: كثيراً.. كثيراً.

أحمد منصور: تناقشت فيها مع مَنْ أنت؟

صلاح عمر العلي: لم نناقشها خارج إطار المؤتمر القطري، لكن شكلت في نفوسنا يعني فيما بيننا علامة استفهام كبيرة جداً، وبدأت الحساسية منذ عقد المؤتمر نعم.

أحمد منصور: هذا يؤكد ما ذكره حنا بطاطو نقلاً عن الرئيس عبد الرحمن عارف، الذي أعتقد أنه لازال حياً إلى الآن عبد الرحمن عارف في العراق، يقول عبد الرحمن عارف أنه يعتقد اعتقاداً جازماً أن واحداً على الأقل من الخيوط المتعلقة بانقلاب 17-30 يوليو 1968 كان في أيدٍ خارجية غير عراقية.

صلاح عمر العلي: أنا الحقيقة يعني أعيد من جديد لا أستطيع أن أنفي ولا عندي معطيات بين إيديَّ ولا في ذاكرتي ما يؤكد هذا الشيء.

أحمد منصور: الانقلاب تم على مرتين 17 يوليو ثم 30 يوليو بشكل أساسي، في 17 يوليو شارك فيه عبد الرحمن النايف (مدير الاستخبارات العسكرية) إبراهيم الداوود (رئيس الحرس الجمهوري) وسعدون غيدان (قائد كتيبة الحرس الجمهوري المسؤولة عن حراسة القصر)، كيف رتبتم هذا ثم انقلبتم وأزحتم الآخرين من السلطة؟

صلاح عمر العلي: إحنا طبعاً من أجل أن يعني نهيئ كل مستلزمات النجاح لهذا الانقلاب كنا دائماً ما نُقيمِّ الضباط، وخصوصاً المتواجدين في الوحدات العسكرية اللي داخل بغداد وحول بغداد. كل ضابط على حده نحاول أن نقيّمه ونقيّم موقفه من الحزب، قربه أو بُعده. وعندما لم تتوفر لدينا معلومات كافية نكلف أصدقاءنا من أجل أن يتابعوا هذا الضابط لكي يعرفوا حقيقة نواياه. وبهذا وعلى هذا الأساس فاتحنا سعدون غيدان اللي هو كان آمر كتيبة القصر الجمهوري فاتحناه ووافق على الانضمام إلى هذا .. مشروع التغيير ويعني أبدى استعداد للتعاون معنا.

أحمد منصور: لم يكن بعثياً.

صلاح عمر العلي: لم يكن بعثياً آنذاك إطلاقاً كذلك يعني المعلومات التي توفرت لدينا عن إبراهيم عبد الرحمن الداوود كانت مشجعة لمفاتحته.

أحمد منصور: اللي هو قائد الحرس الجمهوري.

صلاح عمر العلي: اللي قائد فوج الحرس الجمهوري اللي هو أكبر رتبة من سعدون غيدان، فكانت المعلومات المتوفرة لدينا.. التي توفرت لدينا تشجع على مفاتحة عبد الرحمن الداوود، وفوتح على هذا الأساس، لكن بنفس الوقت كانت تتوفر لدينا معلومات أن هذا الرجل يعني المواصفات التي قدمت أو التقييم اللي قُدِّم لنا حول السيد عبد الرحمن الداوود أنه كان شجاع للغاية، كان متدين وذو ميول عربية، ورجل يعني صادق إلى حد كبير، لكن نقطة الضعف اللي كانت دائماً تتردد على مسامعنا أنه كان يُقاد من قِبَل عبد الرزاق النايف (معاون مدير الاستخبارات العسكرية) بسهولة وبيسر شديد جداً، فكانت هذه الإشكالية حقيقة موضع تردد من عندنا نفاتحه أو ما نفاتحه، فبالنتيجة تقرر مفاتحته، وفوتح عبد الرحمن الداوود وفوتح طبعاً من قِبل أحمد حسن البكر، وأدى القسم كلاً من أحمد حسن البكر وعبد الرحمن الداوود على أنه لم يفاتح أي شخص آخر.. ها.. إطلاقاً، لكن للأسف الشديد بعد أن تم هذا اللقاء ومفاتحة عبد الرحمن الداوود راح أبلغ عبد الرزاق النايف، عبد الرزاق النايف في الحقيقة هو الضابط الوحيد من.. من.. من بين عشرات، بل مئات من الضباط اللي كنا نحمل علامة استفهام كبيرة جداً حوله، وكنا نخشاه، وكنا غير راغبين في التعاون وياه، ربما يكون أيضاً من الطريف أن أقول لك أنه شخصين فقط كنا متحفظين عليهم: هو عبد الرزاق النايف اللي كان معاون مدير الاستخبارات، وشخص آخر عضو في قيادة فرع بغداد للحزب.. لحزب البعث اللي اسمه حكمت إزبان العزاوي اللي الآن اعتقل لدى القوات الأميركية واللي كان عضو قيادة بفرع بغداد، كنا نتحفظ عليه، وكان عندنا شكوك بأنه عنده.. عنده علاقة في دائرة الأمن، ولذلك هو العضو الوحيد في قيادات الحزب الذي لم يبلغ يوم 17 تموز بالثورة.

أحمد منصور: وكان عضو قيادة قُطرية؟

صلاح عمر العلي: كان عضو فرع.

أحمد منصور: عضو فرع.

صلاح عمر العلي: عضو قيادة فرع ببغداد، عندنا شكوك ما عندنا معلومات أكيدة، لكن كان عندنا شك ولذلك ما أُبلغ.

أحمد منصور: كان لديكم معلومات أن عبد الرزاق النايف وربما معه عبد الرحمن الداوود وغيدان لهم تنظيم يُسمى "الثوريون العرب" وكانوا يسعون أيضاً للقيام بانقلاب؟

صلاح عمر العلي: لأ، الحقيقة منظمة "الثوريين العرب" ليس لعبد الرحمن الداوود أي دور فيها، كانت هي منظمة وهمية، أنشأها عبد الرزاق النايف، كانت الغاية الأساسية من عندها هي محاولة الاندساس بين الحركات السياسية العراقية واستكشاف نواياها ورفع تقارير إلى الاستخبارات العسكرية حول هذه الحركات، ولذلك هذه الحركة الوهمية البسيطة اللي شكِّلت من عدد من العراقيين، بدأت بطرح شعارات ثورية، وكانت تطرح شعار إسقاط السلطة على الفور، وحاولت تنبث بين صفوف الحركة السياسية العراقية، هذي كانت مهمته، وكان يشرف عليها بعد الرزاق النايف وليس عبد الرحمن الداوود.

أحمد منصور: أيوه نعم هو كان نائب رئيس الاستخبارات، وكان الرجل القوي في الاستخبارات.

صلاح عمر العلي: نعم.. نعم هو الحقيقة كان نشيط وذكي جداً للغاية، وكان يعني من القوة بحيث كان طاغي على.. على.. على رئيس الاستخبارات العسكرية اللي هو اسمه شفيق دراجي.

أحمد منصور: نعم.. كيف رتبتم معهم لتقاسم الكعكة كما يقال؟

صلاح عمر العلي: اللي صار في الحقيقة بعد أن فاتحنا عبد الرحمن الداوود وفاتحنا سعدون غيدان، وهؤلاء طبعاً كانوا هم المسؤولين عن أمن القصر الجمهوري، في نفس الوقت كان مدير شرطة النجدة كان بعثي.

أحمد منصور: ما اسمه؟

صلاح عمر العلي: كان اسمه مهدي الرفاعي، كان بعثي، فإذن توفرت لدينا شرطة النجدة، واللي هي شبه مسلحة، واللي يسيطر على أمن المدينة خصوصاً في أوقات المساء، ومسؤول كتيبة الدبابات، ومسؤول فوج القصر الجمهوري وطبعاً عندنا تنظيماتنا في خارج بغداد، فبدأنا بوضع الخطة للتغيير، وطبعاً كان إحنا طوال السنوات الماضية كنا مشترين أسلحة، وكنا مشترين ملابس عسكرية لغرض الاستعمال في الوقت المحدد، فبدأنا بإخراج الأسلحة، وبإخراج الملابس..

أحمد منصور: أسلحة خفيفة طبعاً..

صلاح عمر العلي: أسلحة الحقيقة مدافع رشاشة صغيرة، بنادق رشاشة مش مدافع، ويعني..

أحمد منصور: من أين حصلتم على المال الذي اشتريتم به السلاح؟

صلاح عمر العلي: اشتريناها الحقيقة أولاً كانت عندنا من بقايا 63، كان عندنا عدد كبير من عندها، ثم قمنا بقسم من رفاقنا -لأستعمل هذه العبارة- سرقوا من بعض الوحدات العسكرية بعض القطع العسكرية، كما إنه اشترينا بعضها القليل الحقيقة من هذه المعدات، وما كانت كمية كبيرة.

أحمد منصور: عدد المسلحين من غير العسكريين كانوا كام تقريباً؟

صلاح عمر العلي: أنا لا أستطيع الحقيقة أن أحدد عددهم، لكن كافة الأماكن الحساسة في بغداد خاصةً شُكِّلت زُمَر من المدنيين لحمايتها أثناء عمليات التغيير.

أحمد منصور: والعسكريين كانوا..

صلاح عمر العلي: الجسور، محطات الكهرباء، الإذاعة، التليفزيون، محطات النفط، محطات البنزين وهكذا.

أحمد منصور: عدد الضباط تقريباً كان من البعثيين آنذاك.

صلاح عمر العلي: كذلك كان أيضاً بعض المدنيين كلِّفوا بالتوجُّه إلى بعض بيوت كبار المسؤولين.. كبار المسؤولين من أجل أن يُلقىَ القبض عليهم قبل أن يعني يفلتوا من.. من بين أيدينا، كذلك في النطاق العسكري وُزِّعت الخطة على يعني كافة رفاقنا المتواجدين داخل بغداد وخارج بغداد مع.. بالتنسيق مع سعدون غيدان وعبد الرحمن الداوود.

أحمد منصور: عدد الضباط البعثيين.

صلاح عمر العلي: والله أنا حقيقة لا أستطيع أن أقدم لك عدد، لأنها.. أنا بحياتي ما اشتغلت مع التنظيم العسكري، أنا شخص مدني، وما احتكِّيت بالتنظيم العسكري.

أحمد منصور: كيف رتبتم الأمور مع النايف والداوود.

صلاح عمر العلي: نعم.. قررنا أن يكون ساعة الصفر بالساعة الثانية بعد منتصف الليل.

أحمد منصور: يوم صبيحة 17 تموز.

صلاح عمر العلي: صبيحة يوم 17 تموز، وطبعاً كان هناك يعني صار هناك تجمعات للحزبيين سواء عسكريين أو مدنيين، وينطلقوا من هذه التجمعات، إحنا أخذنا قرار في حينها بأنه يجب أن نستفيد من تجربة 63 حيث أن العسكريين عام 63 كان لهم دور مميز وبارز، الأمر الذي جعلهم يشعروا بنوع من الزهو، من القوة بحيث أصبحوا يتحكموا فيما بعد بمسيرة القيادة، لذلك…

أحمد منصور: تقصد العسكريين البعثيين؟

صلاح عمر العلي: البعثيين العسكريين، فقلنا في هذه المرة يجب أن لا نكرر الخطأ، يجب أن يكون دور القيادة القُطرية للحزب هو أخطر الأدوار، فما هو أخطر الأدوار؟ هو احتلال القصر الجمهوري، فكانت واجبات القيادة القُطرية والمكتب العسكري، قيادة المكتب العسكري هو احتلال القصر الجمهوري، مع طبعاً التنسيق مع الشخصين المذكورين، وهكذا وزعنا الأدوار على عدد من العسكريين، طبعاً كان هناك لواء يقوده حمادي شهاب في منطقة اسمها الورار وأيضاً نسقنا مع هذا اللواء، وبعض الوحدات العسكرية في أبو غريب وفي معسكر الرشيد وفي التاجي، المهم أنه وضعنا الخطة بالتفصيل، ثم اتفقنا على أن تكون كما ذكرت لك الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وطبعاً من الساعات الأولى من مساء نفس اليوم، بدأنا اجتماعنا في منزل أحمد حسن البكر، وبدأنا نوجه التعليمات ونوجه رفاقنا للبدء بـ..

أحمد منصور[مقاطعاً]: يعني كله على المكشوف، اجتماع في منزل.. في منزل البكر يعني كأن الدولة غائبة.

صلاح عمر العلي: لأ.. لأ ما كانش.. لأ هو الحقيقة هذا شيء مفيد أن.. أيضاً أوضح لك، أنه الدولة كانت من الضعف، و.. و.. ما كان هذه الأجهزة أصلاً المخابرات في العراق ما كان.

أحمد منصور: كل ده أنتم اللي أسستوه بعد كده.

صلاح عمر العلي: لا كان هناك مخابرات، ولا كانت هناك أجهزة مهمة.

أحمد منصور: طبعاً كان الناس تشعر بالأمن من ناحية..

صلاح عمر العلي: مثل ما ذكرت لك، أصلاً كانت أكو سيارة.. سيارة تابعة يعني تابعة للنجدة، كانت مكلفة بمراقبة أحمد حسن البكر، وهذه السيارة مسؤول النجدة هو بعثي، فتخيل إنه الوضع كيف كان آنذاك، فإحنا فعلاً تتمكن أن تطلق هذا التعبير والقول أنه إحنا كنا نشتغل شبه علني، لكن في الواقع هو مش علني، كان سرِّي، لكن هذا.. هذا الوضع، المهم وجهنا رفاقنا أن ينطلقوا في الساعات المطلوبة لـ.. كلٌ حسب المهمة المكلف بها، واجتمعنا القيادة القطرية وقيادة المكتب العسكري في منزل قريب من دار الإذاعة العراقية واللي هو قريب جداً من القصر الجمهوري، يعني تبعد أقل من كيلو متر عن القصر الجمهوري.

أحمد منصور: اللي هو منزل البكر؟

صلاح عمر العلي: لأ.. منزل شقيق زوجة البكر اللي اسمه عبد الكريم الندا، اجتمعنا في بيته وطبعاً في الساعة المحددة ومع الاتفاق مع سعدون غيدان إنه نكون إحنا في.. في اللحظة المناسبة نكون قد وصلنا إلى مدخل كتيبة الدبابات، فيكون هو موجود، يفتح لنا باب الكتيبة ثم بعد ذلك إحنا نستولى على دبابات الكتيبة ونطوق القصر الجمهوري، وطبعاً..

أحمد منصور: تعلنون البيان رقم واحد..

صلاح عمر العلي: نعم، هذا هو الصحيح، فبدأنا بالانتقال إلى.. إلى القصر الجمهوري، كان هناك سيارة عسكرية كانت سيارة تتجه إلى معسكر أبو غريب لكي يعني تغير الواجب ما.. يعني يصير تبادل، فكلفنا بعض رفاقنا على الطريق أن يوقفوا السيارة، وأن يخطفوها هذه السيارة، ويجيبوها إلى.. إلى هذا المكان حتى نستعملها، وجيء بالسيارة باعتبارها سيارة عسكرية، جابوا لنا إياها فصعدنا قسم بالسيارة وقسم بالسيارات الأخرى، وطبعاً حاملين سلاحنا ولابسين بدلات مموهة بدلات عسكرية وحاطين رتب مموهة كاذبة..

أحمد منصور: كانت رتبتك أيه؟

صلاح عمر العلي: والله كانت ملازم أول.

أحمد منصور: نعم، رتبة صغيرة مين كان أعلى رتبة؟

صلاح عمر العلي: وما كان عندي ولا نجمة عملتها بالحبر.

أحمد منصور: دول كرتونية..

صلاح عمر العلي: بالضبط يعني فالمهم يعني، الحقيقة أيضاً ربما يكون من الأمانة ومن المهم القول أنه في القيادة القُطرية عندما اتخذنا قرار التغيير، الشخص الوحيد اللي اعترض على عملية التغيير هو عبد الخالق السامرائي، اللي هو عضو قيادة قُطرية ومسؤول فرع بغداد، وكان سبب الاعتراض رأيه أنه.. أنه الظروف الموضوعية لمثل هذا التغيير من وجهة نظره لم تكن ناضجة بالقدر الكافي، وأن الحزب لم يكن بالقوة وبالنضج اللي يسمح له أن يحكم بلد، حقيقة هذه للأمانة لازم تذكر في مثل هذا الـ…

أحمد منصور: وأنتم كنتم كذلك حقيقة..

صلاح عمر العلي: اللقاء.. فعبد الخالق السامرائي باعتباره عضو قيادة قطرية اعترض ولكن نفذ، نفذ معنا، هذا كان امتثال للحزب، المهم فعندما اتجهنا.

أحمد منصور: ورأي السامرائي كان حقيقة..

صلاح عمر العلي: كشفت الحقائق أنه كان يعني كان حكيم حقيقة..

أحمد منصور: ولذلك نال جزاءه بعد ذلك.

صلاح عمر العلي: نعم، نعم.

أحمد منصور: الحكماء ليس لهم مكان وسطكم.

صلاح عمر العلي: جزاء سينمار..، فاتجهنا إلى.. إلى القصر، ومن المفارقة إنه وصلنا بالموعد المحدد فلم نجد سعدون غيدان.

أحمد منصور: في الحلقة القادمة أبدأ معك من هنا، الوصول إلى القصر للقيام بالانقلاب ولم تجدوا قائد كتيبة دبابات الحرس الجمهوري الذي كان من المفترض أن يكون في انتظاركم لتنفيذ الانقلاب أشكرك شكراً جزيلاً.

كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حُسن متابعتكم، في الحلقة القادمة -إن شاء الله- نواصل الاستماع إلى شهادة الأستاذ صلاح عمر العلي (عضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القطرية الأسبق في حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق).

في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.