عامة - انتهاء بنك ليمان براذرز - ماوراء الخبر
ما وراء الخبر

انهيار بنك ليمان براذرز وتداعياته

تتناول الحلقة انهيار بنك ليمان براذرز رابع أكبر المصارف الأميركية، ليكون بذلك آخر ضحايا أزمة الرهن العقاري التي لم تعرف الولايات المتحدة لها مثيلا في تاريخها المعاصر.

– أبعاد انهيار بنك ليمان براذرز ومؤشراته
– تداعيات الأزمة العقارية وخيارات تطويقها

خديجة بن قنة
خديجة بن قنة
علي الموسى
علي الموسى
صالح التايه
صالح التايه

خديجة بن قنة: أهلا بكم. انتهى بنك ليمان براذرز وانتهى معه تاريخ امتد قرنا ونصف القرن من الزمن ليكون بذلك.. رابع أكبر طبعا المصارف الأميركية، ليكون بذلك آخر ضحايا أزمة الرهن العقاري التي لم تعرف الولايات المتحدة لها مثيلا في تاريخها المعاصر والتي وضعت النظام المالي العالمي برمته على المحك مع تعاظم المخاطر من انهيار شركات أخرى مستقبلا. في حلقتنا محوران اثنان، ما الذي يعنيه انهيار بنك ليمان براذرز وما مصير عشرات المؤسسات الأخرى التي تواجه المخاطر ذاتها؟ وأين ستنتهي الأزمة العقارية بالاقتصاد والنظام المالي الدوليين وما خيارات تطويقها واحتواء آثارها المدمرة؟… انتهى بنك ليمان براذرز وانتهى معه تاريخ امتد قرنا ونصف القرن من العمل المالي وتشرد معه كل أو جل موظفيه البالغ عددهم 25 ألفا. الساعات الأربع والعشرين الماضية كانت أكثر اللحظات حرجا بالنسبة لوول ستريت منذ نحو قرن، سقط ليمان براذرز فريسة للأزمة العقارية كما سقط من قبله اثنان من أكبر بنوك أميركا. الولايات المتحدة تتعرض إذاً لإعصار مالي ولا يبدو أنه راحل عنها قبل أن يطيح بالمزيد من مؤسساتها المالية.

[تقرير مسجل]

محمد فاوي: يوم الأحد الأسود، هكذا وصف يوم أمس الذي شهد فيه القطاع المصرفي الأميركي واحدا من أكبر الزلازل المالية في تاريخه، فما الذي جرى في هذا القطاع الحيوي الذي يعد درة تاج أكبر اقتصاد في العالم وشريانه المالي الرئيسي؟ وجوه أولئك الموظفين التي تعلوها الكآبة تحكي جانبا من قصة اقتصادية تبدو درامية فهؤلاء الأشخاص يغادرون مكاتبهم بعد أن حزموا أمتعتهم إثر إفلاس مؤسستهم التي تعد رابع أكبر بنك استثماري في أميركا، إنها بنك ليمان براذرز. انهيار هذا البنك كان له وقع الصاعقة في القطاع المالي العالمي فمصرف ليمان براذرز عمره أكثر من قرن ونصف القرن ولطالما ضرب به المثل من الإفلات سالما من أزمات مالية تاريخية ضخمة مثل الكساد الكبير الذي ضرب العالم في عشرينيات القرن الماضي. هذا البنك الذي أسسه مهاجرون يهود ألمان أصبح بين عشية وضحاها أحدث ضحايا انفجار فقاعة العقارات الأميركية وهي الفقاعة التي تسبب تفاقمها في معاناة الاقتصاد العالمي من واحدة من أكبر أزمات السيولة في تاريخه الحديث، فقد وصلت قيمة خسائر هذا البنك من جراء هذه الأزمة إلى أكثر من سبعة مليارات دولار كما هوت أسهمه بأكثر من 90%، باختصار اضطر البنك في نهاية المطاف لأن يعرض نفسه للبيع ولكن هيهات، فرغم أن الإدارة الأميركية بذلت جهودا مستميتة لإتمام صفقة البيع إلا أن كل المؤسسات التي كانت تدرس شراءه انسحبت الواحدة تلو الأخرى في اللحظات الأخيرة. إفلاس بنك ليمان جاء بعد أقل من شهر من استحواذ الحكومة الأميركية في تحرك نادر على شركتي فاني ماي وفريدي ماك اللتين تشكلان عصب التمويل العقاري الأميركي للحيلولة دون انهيارهما وبعد تدخل هذه الحكومة لإنقاذ مؤسسات مالية أخرى نفس المصير المظلم. لكن المشكلة الأكبر تتمثل على ما يبدو في أن مسرح دراما الأزمة المالية الأميركية التي قد تصل قيمة خسائرها إلى ترليون دولار وفق أشد التوقعات تفاؤلا، مسرح هذه الأزمة صار الآن يتمدد شيئا فشيئا ليفت في عضد الاقتصاد العالمي برمته. العالم العربي لن يكون محصنا على الأرجح من تداعيات هذه التطورات فالعولمة الاقتصادية جعلت أسواق الأسهم العربية مثلا سريعة التأثر بما يحدث في الأسواق العالمية ولو نفسيا، كما أن تباطؤ معدلات النمو الاقتصادية العالمية سيؤدي إلى تراجع الطلب على النفط الذي يشكل حوالي 60% من إجمالي الصادرات العربية هذا بالإضافة إلى احتمالات تأثر الاستثمارات العربية في الخارج التي تقدر بمليارات الدولارات بهذا الوضع.

[نهاية التقرير المسجل]

أبعاد انهيار بنك ليمان براذرز ومؤشراته


خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من عمان صالح التايه مساعد محافظ البنك المركزي الأردني السابق، ومعنا من الكويت علي موسى رئيس مجلس إدارة شركة الأوراق المالية نائب محافظ البنك المركزي الكويتي سابقا، أهلا بكما. أبدأ معك أستاذ علي الموسى في الكويت، نحن الآن أمام أخطر أزمة مالية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، نريد أن نفهم في البداية ما الذي يحدث بالضبط؟ ما الذي أدى إلى هذا الوضع؟


علي الموسى: أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأميركية يعني انفجرت منذ أكثر من سنة، السلطات النقدية البنك المركزي الأميركي (الفيدز) والخزانة الأميركية بذلت الكثير خلال هذه السنة يعني بذلت الكثير خلال هذه السنة لكن والخطورة ليست في خسارة بنك مثل ليمان براذرز لكن فيما يبدو بأن السياسة الأميركية في هذا المجال بدأت تتغير، خلي نتذكر أن هناك تدخل أدى إلى إنقاذ ستيرنز، بير ستيرنز، اللي هو مثل ليمان براذرز يعني بنك استثماري كبير، تدخلت الحكومة الأميركية وقدمت ضمانات للمشتري وهو تشيز مانهاتن جي بي مورغن. اللي أدى لعدم شراء من اللي تقدموا لشراء ليمان براذرز هو أن الحكومة الأميركية لم تعد مستعدة لتقديم أي مساعدة مالية أو ضمانات للمشتري وهناك حتما بعض الشركات الأخرى منها مثلا الآن يتكلمون عن الـ(آي. إي. جي)، اللي هي شركة ائتمان أيضا تعاني وفي شركة ثانية أيضا وراءها وسوف تنتهي كما انتهت ليمان براذرز ولهذا السبب الناس تتخوف ليس فقط من فشل أو يعني إفلاس ليمان براذرز ولو أن عملية الإفلاس كبيرة جدا يعني نتكلم عن حوالي ستمائة بليون دولار حجم الخصوم على البنك الاستثماري هذا، فبالتالي هذا التخوف. لكن إحنا يعني حدود معلوماتنا، التخوف وارد وينبغي أن يكون هناك حذر لكن لا ينبغي أن نذعر لأن مسألة سلامة النظام المصرفي العالمي هذا أمر يهم كل الدول والجميع مضطر لأن يتعاون لتفادي تبعات مثل هذه الأزمات بحيث أنها يعني لا تحبط فعالية النظام المصرفي العالمي، أنا أعتقد علينا أن نطمئن من هذه الناحية لكن الأزمة لم تنته وما زال هناك ضحايا في الطريق.


خديجة بن قنة: طيب أستاذ صالح التايه في عمان، يعني كما ذكر قبل قليل الأستاذ علي الموسى يعني الحكومة الأميركية تدخلت من قبل لإنقاذ مؤسسات بنكية مثل فريدي ماك مثل فاني ماي يعني أنقذت مؤسسات مالية من قبل، لماذا لم تتدخل هذه المرة؟ وهل واجب الحكومة الأميركية أصلا أن تتدخل في مثل هذه الأزمات المالية لإنقاذ هذه المؤسسات؟


صالح التايه: يعني إذا عدنا حقيقة لأسباب الأزمة، الأسباب وليس الأعراض، لنأخذ الأسباب الحقيقية، النظام الرأسمالي يحمل في بذور طياته مثل هذه الأزمات، في ما يسمى عندنا بالدورات الاقتصادية دورات انتعاش دورات ركود، إذا ما رجعنا للتاريخ الاقتصادي في أواخر القرن التاسع عشر حصلت هكذا أزمة أزمة ديون عالمية، تكررت، الكساد الكبير إلى آخره، لا أريد أن أذكرها. السبب الثاني الحقيقي هي سياسة وسلوك الإدارة الأميركية نفسها، عجز الموازنة الأميركية، بلايين الدولارات أنفقت، موازنة في عجز يتجاوز الخمسمائة مليار دولار، خمسمائة بليون دولار عجز الموازنة، عجز ميزان التجارة الأميركي يتجاوز الثمانمائة مليار أو ثمانمائة بليون دولار، أميركا نفسها أسهمت في خلق هذه الأزمة، السياسة الأميركية أغرقت..


خديجة بن قنة (مقاطعة): يعني أضف إليها الجهد المالي المبذول في أفغانستان والعراق.


صالح التايه: بالضبط، أغرقت العالم بالدولار وأغرقت نفسها بالدولار أدى هذا إلى زيادة طلب إلى إقراض كثير جدا، هذا اللي أدى إلى الأزمة، مع انخفاض أسعار الفوائد حصلت الأزمة حصل ما يسمى بفقاعة الأراضي وفقاعة أسعار الأسهم، هذا ما حصل. طبعا لماذا لم تتدخل الإدارة الأميركية في إنقاذ بنك ليمان؟ يعني في أسباب كثيرة جدا، حاليا توجد حملة انتخابية الحملة الانتخابية تحتدم الآن، البنك المركزي الأميركي إذا أراد أن يقرض أو الحكومة الأميركية إذا أرادت أن تقرض فهي تأخذ ضمانات، أي جهة تقرضها تأخذ ضمانات تأخذ سندات ضمانات إلى آخره وتأخذ ضمانات ممتازة، تخلت الإدارة الأميركية عن الضمانات الممتازة نوعا ما وأصبحت تقرض بضمانات جيدة جدا، الضمانات اللي يمكن أن يقدمها بنك ليمان ضمانات ضعيفة رديئة النوعية وبالتالي من سيتحمل في النهاية هذه القروض التي تفقد إعادتها؟ يعني لن تعاد إلى البنك المركزي الأميركي، هو دافع الضرائب الأميركي، وبالتالي الحزب الجمهوري حاليا أو الإدارة الأميركية ليست مستعدة لتحمل هذا الثمن، تحميل دافع الضرائب الأميركي هذا الثمن، يعني هذا ما حصل، لماذا لم تتدخل. ثانيا..


خديجة بن قنة (مقاطعة): يعني أنت ترى أن من واجب الحكومة الأميركية أن تتدخل، ولكن يعني لنحلل الوضع من زاوية اقتصادية بحتة، يعني هذا نظام رأسمالي وفي النظام الرأسمالي لا يفترض أن تتدخل الحكومة في إنقاذ مؤسسات مالية.


صالح التايه: هي تتدخل للحفاظ على المصلحة العالمة على النظام المصرفي بشكل عام. طبعا هذا البنك هو بنك استثماري هو ليس بنك إيداعات يعني ليس كالبنوك الأخرى هو رابع أكبر بنك استثماري، يسمى investment bank أو merchant bank الفرنسيون بيسموه (كلمة أجنبية) هذه بنوك أعمال أو بنوك استثمار هو ليس بنكا يأخذ إيداعات من المواطنين وليس لديه دفاتر شيكات يعطيها له حسابات الجارية current account هذا البنك تختلف طبيعة نشاطه إلى حد ما عن البنوك التجارية أو ما تسمى ببنوك الإيداعات. النقطة المهمة، نفس البنك ما ساعد نفسه يعني كيف تساعده الإدارة؟ البنوك عادة اللي صمدت واللي ممكن أن تصمد هي البنوك التي تأخذ احتياطات كافية من أرباحها، زي ما بيقولوا خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود، هذا المثل هذا ينطبق على المؤسسات، من أرباحها تقتطع احتياطات لمواجهة هكذا أزمات، البنوك الأخرى..


خديجة بن قنة (مقاطعة): يعني وقد جاء فعلا هذا اليوم الأسود بوصف المحللين والمراقبين وإجماع الجميع على أن هذا اليوم هو يوم أسود في..


صالح التايه: بالضبط، وهو حصل حقيقة.


خديجة بن قنة (متابعة): تاريخ النظام المالي الأميركي وأيضا ستكون له تداعيات طبعا على النظام المالي العالمي، لكن دعني أنتقل إلى الأستاذ علي الموسى، يعني آلان غرينسبان الرئيس السابق للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وهو أحد العقول الاقتصادية الأميركية الكبرى قال يعني ما حدث يحدث مرة كل قرن ولم أر بحياتي شيئا مثل هذا، لكن قال في نفس الوقت، هذا شيء قليل والأسوأ سيأتي. ما أسوأ من هذه الكارثة؟ ما هو الأسوأ الذي يمكن انتظاره؟


ليمان براذرز لا يعتبر في مقاييس المؤسسات المالية في الولايات المتحدة الأميركية من المؤسسات الكبيرة بل يعتبر من المؤسسات المتوسطة والصغيرة

علي الموسى: لا طبعا هو مثلما بدأنا في الكلام أنه يعني نحن لا نرى نهاية الطريق حتى الآن، في تفاعلات نحن لا.. هذا يعني، ليمان براذرز لا يعتبر في مقاييس المؤسسات المالية في الولايات المتحدة الأميركية من المؤسسات الكبيرة هو يعتبر من المتوسطة والصغيرة لكن التفاعلات، نحن لما نتكلم عن ستمائة بليون دولار الجزء الأكبر رح يخسر منها، شنو ارتدادات مثل هذا؟ هو الموضوع ليس فقط ليمان براذرز في شركات أخرى واحدة وراء الثانية قاعدة تحصل. مع شديد الأسف.. طبعا اليوم غرينسبان على رأسه علامة استفهام كبيرة جدا لأنه يعتبر أحد المتسببين في الأزمة حينما لم ينتبه لموضوع اللي يسمى الرهن العقاري متدني.. يعني الـ sub standard اللي هو أقل من ممتاز الضمانات، كانت خطرة وهناك من حذر منها إلا أن غرينسبان في عهده اللي امتد سنوات طويلة جدا كمسؤول عن السياسة النقدية في الولايات المتحدة تغاضى عنها، هذا كان السبب، السبب هو بأن يعني صار إغراءات لأصحاب البيوت بالذات أصحاب البيوت باعتبار أن البيوت صار لها قيمة متعالية فتم إغراءهم بالاقتراض برهن أو بضمانة بيوتهم ولم تستخدم هذه الأموال لشراء بيوت أخرى أو شيء لا إنما استخدمت بالإنفاق العام يعني إنفاق استهلاكي عام وحينما يعني أزف موعد سداد مثل هذه الأموال اكتشفوا الناس أن كل الأسعار هذه كانت فقاعة وانتهت. هناك مسؤولية أدبية على السيد غرينسبان، لكن ما علينا اللي صار صار نحن في مواجهة المستقبل، نعم هناك خطر أنه إحنا نتكلم عن يعني نظام مصرفي عالمي والآن نحن اليوم بالذات شفناه في كل أسواق العالم تقريبا، أسواق آسيا اللي كانت مفتوحة كلها كانت متدنية الأداء، أوروبا كلها كل الأسواق الأوروبية أقفلت على أداء يعني متراجع. سوق نيويورك أيضا لحد الآن يعني لآخر شيء إحنا اطلعنا عليه كان أيضا متراجعا، وين رايحين؟


خديجة بن قنة: طيب، وين رايحين؟ وأين ستنتهي الأزمة؟ ذلك ما سنبحثه، سنتناقش فيه بعد فاصل قصير فلا تذهبوا بعيدا.

[فاصل إعلاني]

تداعيات الأزمة العقارية وخيارات تطويقها


خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا من برنامج ما وراء الخبر وأنتقل الآن إلى عمان وصالح التايه، نريد أن نعرف الآن ما هي التداعيات المحتملة على النظام المصرفي العالمي، على البورصات، على سعر الدولار، كل التداعيات الممكنة. لنبدأ بالبورصات طبعا سجل انخفاض كبير جدا في مستوى البورصات الأميركية، العربية، الأوروبية، الآسيوية، ما هي هذه التداعيات؟


صالح التايه: حقيقة يعني هذه تداعيات متوقعة وغير مفاجئة، طبعا هلق الحالة النفسية أو ما يسمى بالـ psychology of the market شعور السوق، المتعاملين، يعني موجة صارت والكل يعني بده يسهم، الكل أقدم على البيع حاليا تحسبا أنه في عادة شراء هذه الأسهم أو إلى آخره عندما تنخفض أسعارها وعندما يحين الوقت لكن المطلوب لمعالجة الأزمة حقيقة على الصعيد الأميركي يمكن بكره في اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اللي بيرسموا سياسة سعر الفائدة وكلفة الأموال، في توقع أنهم يخفضوا أسعار الفائدة، طبعا التوقعات السابقة كانت تشير إلى رفع أسعار الفوائد مع ظهور بوادر تضخم حاليا يصبح عكس في الاتجاه يعني خفض سعر الفائدة، طبعا لا أقول إنه علاج دائم هذا علاج تخديري مؤقت، سيلجأ الـ federal reserve إلى ضخ السيولة، هذا ما تعلمته البنوك المركزية بعد أزمة الكساد الكبير سنة 1929، إلى ضخ سيولة، إيجاد كميات هائلة من الدولارات، طبعا هذا مؤقت علاج مؤقت، العلاج الدائم على الصعيد الأميركي يجب ضبط الموازنة يجب ضبط عجز ميزان التجارة الأميركي اللي هو جزء من ميزان الجاري حتى في النهاية. طبعا انخفاض أسعار النفط يعني نسمع أنه من آثار انخفاض الأسواق الخليجية هو انخفاض أسعار النفط، انخفاض أسعار النفط حتى على الأسواق الخليجية ليس كله شر هنالك إيجابيات، سينخفض التضخم بسبب انخفاض أسعار النفط وانخفاض أسعار السلع الأخرى، سترتفع القوة الشرائية في دول الخليج إجمالا بسبب انخفاض التضخم..


خديجة بن قنة (مقاطعة): لكن في نفس الوقت ستنزل أسعار البترول يعني أسعار النفط بدأت في النزول يعني سجل النزول بما يتراوح بين خمسة إلى ستة دولارات حتى الآن.


انخفاض أسعار البترول والسلع الأخرى سيؤدي إلى انخفاض التضخم، وهذا الانخفاض سيسهم في زيادة القوة الشرائية للمواطن الخليجي وزيادة القوة الشرائية لعملاتها وللدولار

صالح التايه: هذا صحيح، طبعا انخفاض أسعار البترول وانخفاض السلع الأخرى سيؤدي إلى انخفاض التضخم ودول الخليج عانت من التضخم وبالتالي مثل هذا الانخفاض سيسهم في القريب العاجل في زيادة القوة الشرائية للمواطن الخليجي وزيادة القوة الشرائية لعملاتها وللدولارات المحتفظ بها وللعملات الأخرى، هذا ما سيحصل ارتفاع في القوة الشرائية سيسهم في زيادة النشاط الاقتصادي انخفاض السلع معروف وبالتالي ستعاود هذه الأسواق ارتفاعها أنا تقديري بعد قليل يعني في أسعار بعض الأسهم منخفضة إلى حد كبير، طبعا ما حصل يقال عن خروج بعض الصناديق الاستثمارية الأجنبية من المنطقة هذا معروف ومتوقع..


خديجة بن قنة (مقاطعة): طيب أستاذ علي الموسى، هل أنت متفائل مثل الأستاذ صالح التايه بأن الأزمة ليست لها فقط سلبيات وإنما لها أيضا بعض الإيجابيات على الأسواق الخليجية، هل توافق هذا الرأي؟


علي الموسى: لا، طبعا.. إحنا نتكلم عن أي مدى يعني؟ في المستقبل المنظور حقيقة الأمر الواحد لازم ينظر للأمر بكثير من الحذر لأن تداعيات الأزمة ما زالت مستمرة إلى حين، في نهاية المطاف لا بد أن ننظر للموضوع بشيء من التفاؤل لأن الوضع السائد هو وضع نفسي بالدرجة الأولى، صحيح انخفاض أسعار النفط لكن ما زالت أسعار النفط تعتبر يعني مستوى جيد بالنسبة لدول مجلس التعاون والدول المنتجة بشكل عام للنفط..


خديجة بن قنة (مقاطعة): هل يتوقع نزولها أكثر في الأيام القادمة؟


علي الموسى: ممكن لأن الموضوع هو ليس فقط.. يعني انخفضت الأسعار ليس فقط بسبب الأزمة لكن انخفضت الأسعار بسبب المخاوف من تباطؤ وهناك مؤشرات بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وبالتالي تباطؤ في الطلب على النفط وهذا يعني إلى حدود معينة مقبول ولكن قد يتحول إلى أزمة في وقت لاحق..


خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم، يجب أن نضيف إلى ذلك انخفاض سعر الدولار يعني اللي سجل في الأسبوع الماضي يعني شيئا من الانتعاش..


علي الموسى (مقاطعا): لا، الدولار بعد يرتفع..


خديجة بن قنة (متابعة): واليوم وصل إلى أدنى مستوى له خلال شهرين.


علي الموسى: ما يخالف، لكن أيضا الدولار ممكن يعاود ارتفاعه. نحن بانتظار الاجتماع اللي أشار عليه الأخ نائب المحافظ السابق في المملكة الأردنية، كلنا بانتظار ليس فقط أن يعني تخفيض سعر الفائدة لكن ما هي المؤشرات اللي رح يعطيها مثل هذا الاجتماع لأن هناك سهولة كافية في ضخ الأموال في النظام في أميركا ربما عملية نفسية فقط ربع بالمائة لكن أتصور المطلوب في الولايات المتحدة هو أن لا تتكرر حالة الإهمال اللي حصلت في عهد غرينسبان وسمحت بهذا النشاط بحجة الاقتصاد.. يعني ليس هناك شيء اسمه حرية اقتصادية مطلقة، اللي حصل عمل غير مسؤول وفي النتيجة الجميع دفع ثمنه الولايات المتحدة الأميركية دفعت الثمن العالم كله بدرجة أو بأخرى قاعد يدفع الثمن، ضبط..


خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم يعني أنت تحمل آلان غرينسبان تعتبره سببا من أحد أسباب هذه الأزمة..


علي الموسى (مقاطعة): لا طبعا هو غرينسبان..


خديجة بن قنة (متابعة): أوباما اليوم صرح بأن بوش هو السبب الرئيسي في الأزمة المالية الأميركية..


علي الموسى: إيه، إيه ما هو إذا سمحت لي، على كل إلقاء.. هذه قضية أدبية..


خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم لكن أريد أن آخذ رأيك أستاذ علي الموسى..


علي الموسى (مقاطعا): إذا سمحت لي، هي ليست قصة جنائية، هذه قضية أدبية اللي صار صار كل واحد في موقع المسؤولية يصيب ويخطئ إنما نحن نذكرها فقط للتاريخ وليس للمساءلة والمحاسبة..


خديجة بن قنة: بالضبط، نعم لكن أريد أن آخذ رأيك أستاذ علي الموسى في الخطوة التي اتخذتها عشرة من أكبر بنوك العالم، كونت صندوقا للطوارئ بقيمة سبعين مليار دولار يكون من حق أي من هذه البنوك المشتركة في هذه، ممكن نسميها جمعية مثلا، الحصول على ثلث قيمة الأموال يعني ثلث قيمة السبعين مليار دولار في حال الأزمة، ما رأيك في هذه الخطوة؟


علي الموسى: هو أنا أعتقد خطوة جيدة، خطوة جيدة وهذه طبعا مثل التكافل مثل تأمين التكافل عندنا بالإسلام أو شيء لكن الموضوع قضية تكافلية وهي ضرورية لأن.. لكن هذا المبلغ لا يعتبر شيئا لو احتدمت الأزمة، يعني خلينا نتذكر يعني أولا شيء مثلا اللي أنقذ حقيقة الأمر الوضع اليوم بنفس اليوم هو شراء بنك أوف أميركا لميريليش يعني على فكرة كانت ميريليش هي المرشحة أن تقع في حفرة الائتمان العقاري لكن تهيأ لها من يشتريها بدون تدخل يعني قصدي أنه لم نسمع عن توفير أي ضمانات حكومية لبنك أوف أميركا إنما السعر كان جيدا للطرفين وانتهى الموضوع على خير، لكن لو وقعت..


خديجة بن قنة (مقاطعة): انتهى الموضوع على خير وقبل أن ينتهي البرنامج على خير لدي دقيقة واحدة للأستاذ صالح التايه، ما هي الخيارات المطروحة الآن لاحتواء هذه الأزمة؟ ما الذي يمكن فعله حتى لا تحتدم أكثر؟


صالح التايه: الخيارات، نسيت أن أذكر نسيت أن أشير إلى قضية المضاربات حقيقة، المضاربات لعبت دورا كبيرا جدا في رفع مستوى الأسعار وفي إحداث التضخم وفي هذه الأزمة وهي الآن تلعب نفس الدور في خفض هذه الأسعار، الحد من المضاربات مطلوب وقد تنبه الأميركان إلى هذا الأمر وهنالك مشاريع أمام الكونغرس الأميركي لدراسة الحد من المضاربات، طبعا حاليا أنا أعتقد أنه يمكن تجاوز الأزمة، تجاوزها، يحتاج الأمر إلى وقت، في صعوبة، في ألم سيكون للخروج من هذه الأزمة لكن يجب ضبط الإنفاق الأميركي. في السنوات الأخيرة من زمن كلينتون السنوات الأخيرة 168 بليون دولار كان فائضا في الموازنة، الآن نتحدث عن ستمائة بليون دولار عجز في الموازنة، هذا كله أدى إلى هذه الأزمة بالإضافة إلى المصاريف الأميركية في الخارج كما ذكرت أخت خديجة.

خديجة بن قنة: نعم، شكرا جزيلا لك صالح التايه مساعد محافظ البنك المركزي الأردني السابق، وشكرا أيضا لضيفي من الكويت علي الموسى رئيس مجلس إدارة شركة الأوراق المالية نائب محافظ البنك المركزي الكويتي سابقا، شكرا جزيلا لكما وشكرا لكم أنتم مشاهدينا، انتهت هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، بإمكانكم المساهمة كالعادة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net

غدا بحول الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، أطيب المنى، إلى اللقاء.