الاتجاه المعاكس

هل تحولت الثورة السورية للطائفية أم بدأت بها؟

فتحت حلقة “الاتجاه المعاكس” ملف الطائفية في الثورة السورية التي دخلت عامها الخامس، وتساءلت: هل نجح النظام في إلباس الثورة ثوب الطائفية؟ أم إن شعارات الثوار منذ البداية نضحت بالطائفية؟

ألم يفعل النظام السوري المستحيل كي يُلبس الثورة ثوبا طائفيا؟ ألم يدق الأسافين الطائفية بين السوريين منذ اللحظة الأولى كي يعيش على صراعاتهم؟

أم إنه نظام قومي؟ ألا يرفع شعار العلمانية دائما؟ ألم يحرض الدروز على جيرانهم في درعا ويحرض العلويين على السنة؟

ولكن في المقابل، ألم يلجأ معارضو النظام إلى الشعارات الطائفية منذ بدء الثورة؟ أليس من حق النظام الاستعانة بمليشيات من طائفته طالما تحولت الحرب إلى صراع طائفي من وجهة نظره؟

حلقة الثلاثاء (24/3/2015) من برنامج "الاتجاه المعاكس" فتحت ملف الطائفية في الثورة السورية التي دخلت عامها الخامس، واستضافت من يعبر عن كل اتجاه، الثورة والنظام.

وأظهر التصويت الذي طرحته صفحة البرنامج على موقع الجزيرة نت أن 96.3% (7686 شخصا) يرون أن النظام السوري لعب على وتر الطائفية منذ بدء الثورة، فيما رأى 3.7% (299 شخصا) عكس ذلك.

وشهدت الحلقة انسحاب الضيف المؤيد للنظام السوري عبد المسيح الشامي مرتين على الهواء احتجاجا على مقاطعة الضيف الآخر له، وفي المرة الأخيرة حذر الضيف من مقاطعته وإلا انسحب مرة أخرى.

جذور طائفية
بشأن هذا الموضوع يرى رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان في بريطانيا خالد شبيب أن رئيس الدولة -أي دولة- عندما يقترف جرائم بحق الشعب فمن حق الشعب أن يعزله ويحاكمه.

وأكد أن الشعب السوري بطوائفه لا يمكنه التعايش إلا ضمن إطار واحد يشمل حقوق الإنسان والاحترام المتبادل، وهو ما يعمل نظام الأسد منذ بدء الثورة على تفكيكه.

وقال إن جذور عائلة الأسد تنضح بالطائفية، وروى بعض الوقائع التي تكشف طائفية هذا النظام الذي قال إنه لم يحم الأقليات بل دفعها للاقتتال.

ونفى شبيب أن تكون الثورة السورية قد بدأت بشعارات طائفية، وأكد أن الشعب السوري لم يدافع عن نفسه خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الثورة ولم يرفع السلاح إلا عندما واجهه النظام بترسانته العسكرية.

وأضاف أن نظام الأسد "الطائفي" بدأ بالمذابح الطائفية في المناطق السنية جميعا، وكان ضباط السنة في مقدمة الجيش، لكن هذه الطائفية "انفضحت" عندما بدأ النظام بالاستعانة بمليشيات طائفية من اليمن ولبنان وإيران والعراق.

وأوضح أن النظام السوري قتل ما يزيد على ربع مليون مواطن من السنة، واعتقل نصف مليون آخرين واستباح أعراضهم وهدم مساجدهم، في مقابل السماح بتملك شيعة إيران الأراضي والعقارات في دمشق وعموم سوريا وبناء الحسينيات.

وختم بأن المشروع الإيراني في المنطقة العربية بدأ يكشف عن نفسه بدون مواراة بدليل التصريحات الخارجة من طهران والتي تقول "سوف نحصر العرب إلى مكة والمدينة" بعد أن فرضت إيران سيطرتها على أربع عواصم عربية، وفق رأيه.

الشامي ينسحب
في المقابل، رفض الكاتب والباحث السوري عبد المسيح الشامي ما قاله شبيب بشأن طائفية النظام، واعتبر أن العديد من رجال الدين السنة أصدروا آلاف الفتاوى التي تحض على الطائفية وتدعو لها.

وانسحب الضيف من الحلقة اعتراضا على مقاطعة الضيف الآخر له، وقال إنه لم يعط فرصته في الحديث، وعندما عاد انفعل على الضيف واتهمه بعدم الديمقراطية واستمرار مقاطعته ثم انسحب مجددا من الحلقة.

وعاد الشامي للمرة الثانية إلى الأستوديو، وهاجم شبيب واتهمه والمعارضة بقيادة مليشيات طائفية في سوريا.

وقال إن من يتحدثون عن الطائفية هم من يمارسونها، مشيرا في هذ الصدد إلى أن الثوار رفعوا شعارات ضد المسيحيين والدروز والعلويين منذ بداية الثورة من نوعية "المسيحي على بيروت والعلوي على التابوت".

ويرى الكاتب السوري المؤيد للنظام أن المناطق العلوية تعيش أسوأ الحالات منذ مجيء الأسد وحتى الآن، وأن المناطق السنية هي البيئة الحاضنة للمجموعات الإرهابية، وفق قوله.