الاتجاه المعاكس

موقف موسكو وواشنطن من الأزمة السورية.. إلى أين؟

ناقشت الحلقة الموقفين الأميركي والروسي من الأزمة السورية، وتساءلت: ألم تثبت روسيا على دعمها لنظام الأسد وهي أكثر وفاء لحلفائها من واشنطن؟ وبالمقابل، ألم تقف أميركا منذ البداية مع الثوار؟

بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف على الأزمة المشتعلة في سوريا، ورغم سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين اللاجئين والنازحين، وتواصل المعارك بين قوات النظام وكتائب المعارضة، يستمر الموقفان الروسي والأميركي من الأزمة.

ولا تزال روسيا -الحليف القوي لنظام بشار الأسد- تحول دون التدخل عسكريا في سوريا، وتستخدم قوتها في مجلس الأمن لذلك، بينما تدعم النظام عسكريا وماديا.

حلقة الثلاثاء (16/9/2014) من برنامج "الاتجاه المعاكس" ناقشت الموقفين الأميركي والروسي من الأزمة السورية، وتساءلت: ألم تثبت روسيا على موقفها الداعم للنظام حتى الآن وهي أكثر صدقا ووفاء لحلفائها من واشنطن؟ ألا يحسب لموسكو معارضة كل القرارات الدولية للتدخل في سوريا عسكريا؟ ألم يكن موقفها -ولا يزال- أكثر موضوعية من الموقف الأميركي؟ ألا ينسب فضل بقاء الدولة السورية صامدة وموحدة إلى الموقف الروسي الحازم من الأزمة؟

ولكن من ناحية أخرى، ألا يكفي أن أميركا وقفت منذ البداية مع الثوار ضد النظام الغاشم؟ ألم تدعم المعارضة إعلاميا وعسكريا وماليا؟

السياسة الخارجية لروسيا تتلخص في أنه يجب احترام النظام الدولي الذي أسسته الأمم المتحدة عندما تأسست، ولا يمكن قبول تغيير نظام سياسي عبر الإعلان من قبل الولايات المتحدة بأن الرئيس فقد شرعيته.

الدعم ليس للأسد
يعترض عضو مجلس الاتحاد الروسي زياد سبسبي على وصف الدعم الروسي بأنه لنظام الأسد، مصححا بأن "الدعم الروسي ليس للنظام بل للدولة السورية ومؤسساتها".

وأوضح أن السياسة الخارجية لروسيا تتلخص في أنه يجب احترام النظام الدولي الذي أسسته الأمم المتحدة عندما تأسست، ولا يمكن قبول تغيير نظام سياسي عبر الإعلان من قبل الولايات المتحدة بأن الرئيس فقد شرعيته.

واعتبر سبسبي أن استخدام روسيا لحق النقض (فيتو) في مجلس الأمن منع التدخل الأجنبي في سوريا، مشيرا إلى أنه "لو كان هناك تدخل أجنبي لأصبحت سوريا كلها ركاما، ولانتقلت الحرب إلى لبنان والعراق والأردن".

ومن وجهة نظره، لا توجد في سوريا معارضة معتدلة، إذ "كانت هذه في البداية قبل أن يتحول الأمر إلى سيطرة الحركات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة".

وبحسب سبسبي فإن سوريا ليست بحاجة إلى دعم عسكري روسي لمحاربة المعارضة المحلية، معتبرا أن السلاح الروسي لسوريا جاء لإحداث توازن عسكري في المنطقة.

واتهم الولايات المتحدة بأنها تحاول السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وأن تجعل من كل الدول العربية أنظمة ضعيفة يسهل التعامل معها وقيادتها، وتسهر على المصالح الأميركية في المنطقة دون تدخل عسكري مباشر.

وأضاف أن أميركا قدمت للعالم الإسلامي خلال الأعوام الـ11 الماضية غزو العراق وأفغانستان مع نتائج تجاوزت مليوني قتيل و12 مليون لاجئ.

الأميركيون غرروا بالمعارضة وأوهموها بإمكانية الاعتماد على واشنطن للإطاحة بالأسد، ويستمر الخداع حتى هذه اللحظة حسب قوله.

دعم أميركي
في المقابل، يؤكد لاري كورب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق أنه دون الدعم الروسي للنظام في سوريا كان بإمكان الشعب السوري تقرير مصيره، "ولا ننسى أن غالبية أبناء الشعب السوري خرجوا في مظاهرات سلمية ضد نظام الأسد للمطالبة بحرية الانتخابات، وكان جواب الأسد هو استخدام الأسلحة ضدهم".

وأضاف أنه عندما هاجم نظام الأسد بقسوة وشدة بدأت واشنطن تقديم المساعدة للثوار لكي يستطيعوا المحافظة على حياتهم، واستطرد "إذا لم ندرّب المعارضة المعتدلة على التقنيات العسكرية فإنهم لن يستطيعوا مواجهة نظام الأسد".

وشدد كورب على أن الولايات المتحدة تريد للشعب السوري تقرير مصيره دون تدخلات خارجية، مفندا حديث سبسبي عن محاولة واشنطن السيطرة على الدول العربية بأن الولايات المتحدة طلبت من الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك التنحي عن الحكم رغم أنه كان حليفا قويا لها.

وكشف عن تغيير ستشهده ساحة المعركة في سوريا قريبا بعد أن طلب الرئيس باراك أوباما من الكونغرس تمويلا يقدر بنحو خمسمائة مليون دولار لدعم الثوار، فضلا عن أن نظام الأسد لن يستطيع مواصلة دعم تنظيم الدولة الإسلامية بعد الآن، بحسب قوله.