صورة عامة - الإتجاه المعاكس - الفضائات الغربية باللغة العربية
الاتجاه المعاكس

الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية

تناقش الحلقة تزايد عدد الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية. لماذا هذا الهجوم الإعلامي الغربي الكاسح على منطقتنا؟ لماذا يستهدفون العرب ويتجاهلون أكثر من ملياري صيني وهندي؟

– حملة استعمارية إعلامية
– مصداقية الإعلام والرأي العام

– دور الإعلام في نشر الأصولية والطائفية

– ديمقراطية الأقمار الصناعية

– الإعلام الغربي الناطق بالعربية كوسيلة تواصل

undefined

فيصل القاسم: تحيةً طيبة مشاهدي الكرام. فضائيةٌ أمريكيةٌ ناطقةٌ بالعربية، فضائيةٌ ألمانية، فرنسية، بريطانية، روسية، إلخ، إلخ.. لماذا هذا الهجوم الإعلامي الغربي الكاسح على منطقتنا؟ لماذا لا نرى نفس هذا الكم الهائل من الفضائيات الغربية موجهاً إلى أكثر من ملياري صينيٍ وهندي أو إلى أمريكا اللاتينية مثلاً؟ لماذا يستهدفون المنطقة العربية بحرب الأفكار دون غيرها من دول ولغات العالم؟ هل هناك إعلامٌ لوجه الله؟ أليست حملةً إعلاميةً استعماريةً بامتياز؟ أليس القاسم المشترك بين أغلب تلك القنوات هو أنها مموّلة من حكومات بلدانٍ متورّطة في الحروب، والأزمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط ولها مصالح حيوية واستراتيجية فيها؟ أليست محاولةً جديدةً لترويض العرب والمسلمين بعد أن فشلت كل السياسات الغربية الأخيرة في تركيع الإسلام والمسلمين؟ أليس من السخف الاعتقاد بأن تلك الفضائيات تريد تحديث العالم العربي ودمقرطته؟ هل تجرؤ الفضائيات الفرنسية والبريطانية والأمريكية والروسية والألمانية على فتح ملفات الفساد والاستبداد وحقوق الإنسان في بلداننا العربية؟ ألم يقل أحد الساسة الغربيين في منتصف القرن الماضي أن الهدف من الإذاعات الغربية الموجهة للعالم العربي الحيلولة دون القيام بثوراتٍ شعبية على الأنظمة العربية الحاكمة؟ لكن في المقابل ألم تصبح السماء مفتوحةً للجميع في عصر العولمة للتنافس على عقول الشعوب وقلوبها؟ هل كنا سنخشى هذه الهجمة الإعلامية الغربية على منطقتنا لو كان لدينا إعلامٌ عربيٌ فعال يستقطب الشعوب؟ لماذا لا نطور إعلامنا بدلاً من القلق من العلومة الإعلامية؟ لماذا لا نستفيد من هذا الإعلام الحر المتقدم في نشر الوعي لدى الجماهير العربية في ظل سيطرة إعلامٍ عربي ديكتاتوريٍّ قميء؟ أليس من شأن هذه القنوات تحريك الساحة الإعلامية العربية؟ هل لدينا رأيٌ عام عربي مؤثّر أصلاً كي يؤثر فيه الإعلام الغربي الموجه؟ أليس من الظلم اتهام الفضائيات الغربية الناطقة بالعربية بأنها مجرد أبواقٍ وأدواتٍ للحكومات الغربية؟ ألم تعارض الإذاعة البريطانية العربية العدوان الثلاثي على مصر عام 1956؟ أسئلةٌ أطرحها على الهواء مباشرةً على رفيق نصر الله مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات، وعلى المفكر الدكتور عبد الرزاق عيد. نبدأ النقاش بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

حملة استعمارية إعلامية

فيصل القاسم: أهلاً بكم مرةً أخرى مشاهدي الكرام. نحن معكم على الهواء مباشرةً في برنامج الاتجاه المعاكس، بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة، هل تتوسّم خيراً في هذا العدد المتزايد من الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية؟ 34.8 نعم، 65.2 لا. سيد نصر الله لو بدأت معك. ماذا يمكن أن نقرأ في هذه الهجمة الطاغية، لم يبقَ أحد لم يوجه فضائيةً أو قناةً أو إذاعةً ناطقة بالعربية إلى المنطقة العربية؟

رفيق نصر الله: يبدو أن لدينا شيئاً ما يُراد الحصول عليه، إما الذاكرة العربية من أجل اغتيالها وتحضير هذه الذاكرة من أجل ما هو مخطّط لهذه المنطقة، أو لدينا ربما الإمكانيات التي يريد هذا الاستعمار بكل أنواعه أن…

فيصل القاسم (مقاطعاً): حملة استعمارية؟

رفيق نصر الله (متابعاً): حملة استعمارية كاملة. هذا الحضور الآن تحديداً في هذه الفترة يتناغم مخطط الشرق الأوسط الجديد، يتناغم مع مخطط تفتيت المنطقة، يريد تعميم ثقافة الأقليات. هو جزء من هجمة ذات طابع استعماري ولو باستعمار تحديثي إذا صح التعبير، وهو يريد العبور إلى الذاكرة اليومية للإنسان العربي. هذا الحضور لهذه المحطات ليس بريئاً، لا هو يأتي لكي يمنحنا ثقافة ممارسة الديموقراطية، ولا ليعلمنا حقوق الإنسان، ولا ليعطينا دروساً في كيفية تناغم الحضارات. إنه إعلام يشبه تماماً الاستعمار العسكري ولكن بالـ Media..

فيصل القاسم: بالإعلام.

رفيق نصر الله: بالإعلام. ماذا تريد الآن أميركا، مثلاً، عبر الحرة في.. مع احترامي لأي…

فيصل القاسم (مقاطعاً): خلينا نحكي بشكل عام.

رفيق نصر الله (متابعاً): بشكل عام، ماذا تريد غير الذاكرة العربية. تريد أن تعلّمني الديموقراطية وأنا أساساً أرضي محتلة وأنا مقموع وأنا الآن تحت قبضة.. ثرواتي وذاكرتي وكل ما نملك تحت قبضة هذا المستعمر. ماذا تريد فرنسا، ولماذا الآن وهي الآن تحاول أن تتحرك في المنطقة؟ ماذا يريد حتى الروس؟ الكل يريد شيئاً من هذه المنطقة..

فيصل القاسم (مقاطعاً): ماذا يريد الألمان؟

رفيق نصر الله (متابعاً): استعمل الأمريكيون هذا النمط أيام الاتحاد السوفياتي لأسباب أيدولوجية، محاربة الشيوعية وغير ذلك، ثم تهاوى هذا الأمر، وكل الآن هذا الهوس بالحصول على محطات باللغة العربية، تحديداً إلى العالم العربي والعالم الإسلامي، لا باتجاه الصين ولا باتجاه الهند ولا باتجاه أفريقيا ولا إلى أميركا اللاتينية ولا إلى الكرة الأرضية، فقط هذا العالم العربي. إذاً فلننظر إلى الخارطة، يبدو أن لدينا شيء ما، وللأسف وما هو محزن أن من هم أدوات التعبير في هذه المحطات ليس الغربيون، بل ما يمكن أن نسميه بالليبراليين الجدد من بقايا القوميين لدينا، الذين تهاووا….

فيصل القاسم (مقاطعاً): اليساريين أيضاً.

رفيق نصر الله: سآتي لليسار. واليسار الذي بعضه هو يسار الكافيار، غوش كافيار الذي ذهب الآن إلى ما يُسمى الليبرالية الجديدة…

فيصل القاسم (مقاطعاً): أو اليسار اللي مثل الفجل من برّة أحمر ومن جوّة أبيض..

"
انتشار هذه المحطات يعتبر حملة استعمارية ومنظومة تتناغم مع المنظومة الاستعمارية الجديدة لاغتيال الذاكرة اليومية للعرب مستفيدين من كل الثغرات الموجودة في إعلامنا العربي وفي واقعنا السياسي
"
       رفيق نصر الله

رفيق نصر الله (متابعاً): هم يريدون عبر هؤلاء أن يصلوا إلى ذاكرتنا مستفيدين من كل الثغرات الموجودة في إعلامنا العربي وفي واقعنا السياسي، هذا نعترف به. لكن هذه المحطات ليست بريئة، إنها منظومة تتناغم مع المنظومة الاستعمارية الجديدة لاغتيال الذاكرة اليومية للعرب.

فيصل القاسم: دكتور سمعتَ هذا الكلام. يعني ماذا تقرأ في هذه الهجمة؟ فعلاً، لماذا لا يستهدفون أكثر من ملياري صيني وهندي، أمريكا اللاتينية، إفريقيا، أوروبة الشرقية؟ فقط منطقتنا مهدّدة بهذا الكم الهائل.

عبد الرزاق عيد: طيب، أنا، ربما لست إعلامياً مثلك ومثل الأستاذ نصر الله، ليس لدي معطيات بالمعنى الصحفي والإخباري. لكن أنا أنطلق من منظور تحليلي فأقول، أي إعلام له وظيفة، هذه الوظيفة، طبعاً أنا مضطر أحكي عن الجانب الإيجابي…

فيصل القاسم (مقاطعاً): طيب، بالضبط.

عبد الرزاق عيد (متابعاً):… لأنه يجب يفهم المتلقّي بأنه أنا لستُ مدافعاً بشكل مطلق عن الإعلام الغربي، لكن لكي يكتمل الحوار. أنا أعتقد أن أي إعلام هناك رسالة، الرسالة التي يريد أن يقدمها، يريد أن يقدّم نموذجه ويعمّمه. وهذا شيء مشروع بالنسبة لنا ولاّ بالنسبة الإعلام الغربي. لماذا لا يتوجه للصين والهند، لأنه عملياً الصين والهند اختاروا طريق الحداثة، اختاروا طريق الديموقراطية، اختاروا طريق، يعني، إعادة انتظامهم في…

فيصل القاسم: المنظومة الدولية.

عبد الرزاق عيد (متابعاً): المجتمع الدولي والعالمي منذ ثورة سون يان سن من أوائل القرن العشرين، حتى أشاد بها قادة ثورة أكتوبر واعتبروا أن الصين تختار طريق أوروبا، وهذا الكلام للينين مش ليساري أحمر من برّة وأبيض من جوّة، وإنما لينين يقول سون يان سن مؤسس ثورة ديمو… ولقد اختارت الصين طريق العالم، اختارت طريق الحضارة، اختارت طريق أوروبا. هذا الكلام منذ بداية… هلق الهند الآن تشكل أعمق وأكبر الديموقراطيات في العالم الثالث، ولذلك من السذاجة أن يفكر الأوربيون أن يقدّموا للشعوب الصينية أو الهندية مثال أو تجربة… التجربة الديمو… تجربتهم، نموذجهم أنا أقول، لأنهم اختاروا هم نموذجهم وانتهوا، الصين ماشية في الخيار العالمي، الهند ماشية في هذا الاتجاه، وبدؤوا يقدموا إنجازات، وبدؤوا.. يعني من خلال اختيار نموذج الغرب امتلكوا سلاح الغرب ليستطعيوا أن يواجهوا بسلاح حداثة الغرب تأخرهم التاريخي، يعني الهند الآن أصبحت صاحبة مساهمات كبرى، ليس فقط على المستوى السياسي الديموقراطي…

فيصل القاسم (مقاطعاً): أما عندنا…

عبد الرزاق عيد (متابعاً): أما عندنا، أنا برأيي، أنصحهم للغربيين بلالهم هالموضوع هادا، لأنه نحن يستحيل أن نُخترق، يا أخي مائة سنة ونحن نتمتع بتصلّب شرايين هائلة، مهما فعلوا ومهما عملوا… هل يُعقل بالقرن التاسع عشر….

فيصل القاسم (مقاطعاً): يعني أنت تعتبر دخولهم علينا إيجابي، لكنهم عمبيضيعوا وقتهم..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): غير قادرين، لأنه نحن على درجة من التصلب.. أنه القرن العشرين يبدأ بمدرسة الإصلاح الإسلامي، بمحمد عبده، وعلي عبد الرازق، وقاسم أمين ويبدأ القرن الواحد وعشرين بابن لادن.. عقل.. معناته تصوّر قرن من الزمن… ماذا يفعل الفكر الغربي والحداثة الغربية.. تصوّر أنه نحن الجيل بكامله اليساري أو القومي أو إلى آخره، كلنا تربينا على مبدأ بسيط وسهل أنه الغرب، أوروبا.. كنّا نميز بين أوروبا العدو الاستعماري وأوروبا التنوير والنهضة والديموقراطية. الآن هناك نوع من الانكفاء، نوع من الظلامية الفظيعة حيث نتصور… الآن نتوجه في المعركة مع أوروبا على أنها معركة حضارية ومعركة ثقافية، يعني أي صراعٍ هذا الذي، يعني، كنا نكتشف البعد..مثلاً البعد الاستعماري، البعد… هكذا كان خطابنا. الآن خطاب مرعب، خطاب حرب حضارات، مو هنن اللي اخترعوا ..، نحن.. نحن أصحاب اختراع صراع الحضارات..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس يعني الكلام عن اغتيال الذاكرة العربية والتنسيق مع هذا المشروع القادم إلى المنطقة، الشرق الأوسط الكبير الجديد، تفتيت المنطقة، استعمار جديد، كل هذا الكلام تضعه جانباً وتبدأ تتحسر على وضعنا.

عبد الرزاق عيد(متابعاً): لأ، لأ أنا.. طبعاً بدي أتحسر على وضعنا لأن وضعنا مأساوي نحن.. موضوع الذاكرة، لو كنا أمة في طور الشروع ودخول مغامرة العصر، لكان علينا فعلاً أن نقول، أن نضع السارية، نوقف المركب، نوقف.. لانروح تاخدنا الرياح.. لكن نحن مثقلين بالغبار وبالرمال..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): هناك أسباب..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): وبثقافة تقليدية، في ثقافة منكفئة، الفكر القومي ينكفئ إلى مزيد من الانغلاق، الفكر الإسلامي ينتقل من محمد عبده لصورة الآن الآلاف، آلاف الدعاة الموجودين، كل الفضائيات العربية فيها آلاف، والذين يساعدون على نشر الخرافة ونشر فكر ديني، يعني..

فيصل القاسم: متحجر، ومتخلف..

عبد الرزاق عيد: متحجر ومتخلف وتعبوي وتحشيدي، مؤسَس عالكراهية، عبادة الموت، شيء.. يستحيل أن تتصور أن القرن العشرين يبدأ بهالنماذج وبالتالي القرن الواحد والعشرين يبدأ.. وهذا كله إنجازات الإعلام العربي.. اللي نحن..

مصداقية الإعلام والرأي العام

فيصل القاسم (مقاطعاً): طيب جميل، سيد نصر الله، هناك نقطة نريد أن نُجليها، لماذا هذا الخوف من هذه الهجمة الفضائية على المنطقة العربية، كما لوكان لدينا نحن العرب رأي عام عربي تستطيع أو يعني يستطيع أن يفعل شيئاً. أنت تعلم، ليس لدينا رأي عام عربي، صح ولاّ لأ؟ يعيني لديك قطعان من الشعوب العربية، قطعان، لاتحرك ساكناً، لاتتحرك لااقتصادياً ولاثقافياً ولا اجتماعياً ولا سياسياً ولا كل هذا الكلام، فإذاً ليش خايفين من الإعلام الغربي؟

رفيق نصر الله: طبعاً بدنا نخاف من هذا الإعلام الغربي، أنا عندما أخاطب متلقي غير مثقف، غير مُمارس لديموقراطيته، هذا الرأي العام العربي موجود لكنه ضحية، ضحية للنظام السياسي العربي وضحية لإعلام النظام السياسي العربي وضحية لكل أنواع الإعلام العربي، لكنه أيضاً، الآن، ضحية لهذه الهجمة التي تريد المطاولة على هالذاكرة، اللي أنا وصفتها اليومية عن قرب. الآن هناك شقين يجري العمل عليهم ولازم العالم تعرف. أولاً، إنشاء محطات باللغة العربية من المصدر، أي محطات أمريكية بريطانية فرنسية روسية وتركية، وهناك نمط آخر بدأ الآن يتسلل وهو المشاركة، امتلاك رأسمال بشركات ومحطات سوف تبث وكأنها بواجهة عربية وتتسلل إلى الذاكرة العربية اليومية. لكن ماهو هذا الهدف؟ بمجتمع أنا أسلّم أنه مجتمع ضحية، أنا لا أجلد هذا المجتمع، نحن ضحايا لكل ما يفعله الغرب، تفضل الضيف العزيز وتحدث عن كل هذه السوداوية بعالمنا العربي والإسلامي، أتفق معه بشيء ما على هذه.. ولكن من السبب؟ من هو السبب؟ ماذا يفعل بنا هذا الاستعمار بكل الهجمات التي يقوم بها، والتي آخرها الآن مانتعرض له نحن في لبنان أو ما تتعرض له بقع عربية، ألسنا الآن ضحايا تفتيت المنطقة؟ ألا يحتاج التفتيت إلى ثقافة وإلى ميديا وإلى بروبغاندا؟ من يستخدم البروبغاندا الآن؟ قسمان، الغرب ومن هم أيضاً يريدون شيئاً ما من الحضور، ومن هم متبوعون لدينا لهذا المشروع، من أسميتهم ممن تساقط مؤخراً على الساحة العربية وصاروا أبطال تعميم ثقافة الأقليات. أنا لاأستطيع أن أقف الآن وأجلد شعبي وأجلد تاريخي بكل ما شهد. أنا تاريخي أفتخر ببعض محطاته، أنا أفتخر بالمرحلة الناصرية، أنا أفتخر بالنهوض القومي، أنا أفتخر بالمقاومة في جنوب لبنان الآن، ولديها ثقافتها وإعلامها، وهذا مايريده الآن، بقايا ما لدينا من قناعات يأتي هذا الآخر ليشاركنا ولديه هدفين أساسيين، أولاً، تحضير المسرح العربي عند الرأي العام من أجل التطبيع، ونحن رايحين ماشاء الله علينا للتطبيع، ومن أجل قبول التفتيت، وأيضاً من أجل استلاب الثروة التي لدينا تحت حجة العولمة وتحت حجة اندماج الشركات، نحن نلحظ الآن تغيير بالمصطلحات في أدبيات السياسية اليومية بعض إعلامنا العربي يمارسه وبعض الإعلام الغربي، وأساساً نحن كإعلام عربي ثلاثة أرباع مصطلحاتنا مصدرها الإعلام الغربي. إذاً أنا داخل الهجمة ويجب أن أنظر إليها بحذر لأني غير مسلّح، رأينا العالم العربي غير مسلح، لا الإعلام العربي عميعمل صد، ولا النظام السياسي اللي ثلاثة أرباعه هو جزء من هجمة الآخر علينا عميعمل صد. لذلك علي أن أتنبه لماذا الآن تحديداً وفي ظل ما تشهده المنطقة العربية هناك إعلام مباشر يأتي إلينا. بالنسبة للصين، لأ، مارس الغرب ضد الاتحاد السوفيتي وضد المنظومة الاشتراكية ومارس ضد كثير من المناطق في أماكن كثيرة لما كان يعمل إعلام مواجه، هذه واحد، اثنين، ماذا يعلمنا الغرب دكتور؟ نحن كيف قرأنا وشاهدنا الحرب العالمية الثانية؟ حتى الآن الـ documentary على شاشاتنا مش هو صناعة أمريكية؟ نحن دائماً عنّا الأمريكي السوبر، الألماني المتخلف الفاشي والنازي وغيره، وشفنا بقية الشعوب عنده ولا أي شيء. هذا ما يُعد الآن يعدّ عنا للمراحل المقبلة وهذا ما نتلقاه.

فيصل القاسم: جميل جداً، دكتور باختصار شديد. يعني سؤالي مختصر. هل نحن بحاجة _لنضع جانباً تأثير ووضع مجتمعاتنا السيء والسوداوي الذي وصفته قبل قليل_ هل نحن بحاجة لمثل هذه المحطات القادمة إلينا عبر الحدود وعبر السموات المفتوحة؟ من أوروبا من أمريكا من كل العالم؟ هل نحن بحاجة لها؟

عبد الرزاق عيد: يعني أنا أتساءل عن النسبة الحقيقية التي تتابع، أنتم تعرفون أكثر على المستوى الاجتماعي والجماهيري الذين يتابعون هذه الأقنية. لكن أنا بالنسبة لي أبحث عن فلسفة الموضوع، فلسفة الأمر، لماذا هو مؤسَس، بهذا المعنى. فأنا بتقديري، نحن لم.. شعوب ذاكرة، لأن نحن غير شعوب.. طبعاً الآن يعني سيُفهم مني أنني.. أنا لا أجلد نفسي، أنا أقول أن السبب الأساسي إنما هو يكمن في داخلنا من خلال الاستبداد. هذا هو العنوان الأساسي..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): هلق عمنحكي سياسة هيك..دكتور

عبد الرزاق عيد: لأ إذا سمحت لي ليس سياسة، أنا أقول أنه.. أنت اعتبرت أنني أحكي وكأنه جلد للذات.. لأ مو جلد للذات أنا عمقول أن هذا..

فيصل القاسم: الوقت قصير جداً، خليني بموضوع أنه هل نحن بحاجة لها، هل تجد فيها شيئاً إيجابياً حتى ولو لم نكن مستعدين لها؟

عبد الرزاق عيد: أنا على الأقل أعتبر هذا الإعلام، ضمن المتاح لي، الذي أعرفه مثلاً الإذاعة البريطانية اللي خرّج خيرة الكوادر الإعلامية بما فيها أنتم كوادر الجزيرة، فأنا عندما أسمع لإذاعة بريطانيا أجد فرقاً هائلاً بين الإذاعة البريطانية وهذا الإعلام العربي، الإعلام العربي الذي لاهم له سوى توسيع سلطاته، يعني أنا لا أصدق خبراً من أية فضائية عربية.

فيصل القاسم (مقاطعاً): لكنك تصدق من الفضائيات..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): أصدق الإذاعة البريطانية أكثر مما أصدق الشعارات..

فيصل القاسم (مقاطعاً): وتصدق الفضائيات الأمريكية؟

عبد الرزاق عيد(متابعاً): هلق الفضائيات الأمريكية..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): لأ بس هون.. عفواً..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس دقيقة، بس دقيقة..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): أنا برأيي..

فيصل القاسم (مقاطعاً): تثق في الأمريكان؟

عبد الرزاق عيد(متابعاً): أنا برأيي أن الإعلام الأوروبي يجب أن نعترف أنه متقدم، وبالتالي خيرة إعلاميينا.. يعني هل لدينا صحافة عربية إسلامية، نحن تعلمنا من الغرب ونتعلم من الغرب..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): هذا شيء آخر.. هذا شيء آخر..

"
الإعلام الغربي منه نتعلم التحليل السياسي وليس الخطابات والشعارات، منه نتعلم قراءة الحدث، منه تتسرب بعض العقلانية في فهم الآليات السياسية والصراع السياسي
"

      عبد الرزاق عيد

عبد الرزاق عيد (متابعاً): إذا سمحت لي، فإذاً موضوع الإعلام الغربي، منه نتعلم التحليل السياسي وليس الخطابات والشعارات، منه نتعلم قراءة الحدث، منه تتسرب بعض العقلانية في فهم الآليات السياسية والصراع السياسي..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): هذا كان زمان..

فيصل القاسم (مقاطعاً): هذا كان زمان..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): الآن هذا الإعلام العربي لاتسمعه شعوبه، وكل بلد..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): مش صحيح.. معلش.. مش صحيح..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): كل بلد أكثر يكون على إعلام بلده.. هذا مستحيل لأنه أنت تتصور تسمع أخبار..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): عفواً أنا مابدي أقطعك بس بدي أعطيك أمثلة، حضرتك تقول الوسائل الإعلامية الغربية مصداقية، في حرب تموز، ماذا كانت تفعل كل هذه المحطات الغربية؟ كانت تنقل المشاهد من إسرائيل على أنها تُقصف، ونحن كنا.. 52 بالمائة من المساحة العقارية من مدخل بيروت الجنوبي إلى مينائها يُباد بالطيران إبادة كاملة، لم تكن تظهر هذه الشاشة في أي تلفزيون لا بأوروبا ولا بأميركا. مش صحيح، كان إعلامنا العربي هو ناقل الصورة، أنا بدي أختلف معك بشغلة، لأنه كمان بجزئية غير أننا مستهدفين بذاكرتنا، بجزئية ما، هذا الإعلام العربي عمل نقلة نوعية، لازم نحن ندافع كمان عن إمكانياتنا، وأصبح هو مصدر الخبر بالحدث العراقي، وبالحدث الفلسطيني، وبالحدث اللبناني، وبأحداث كثيرة..

عبد الرزاق عيد (مقاطعاً): أنا لا أحكي عن أخبار..

رفيق نصر الله(متابعاً): وتبين لبعض الغرب على أنهم فقدوا بريقهم، وهذه النظرية التي للأسف، بعض الليبراليين، نجلد حالنا، والله إذاعة لندن هي مصدر الخبر، لأ ما كانت إذاعة لندن..

فيصل القاسم (مقاطعاً): أو الفضائية الأمريكية أو الألمانية أو الفرنسية.

رفيق نصر الله (متابعاً): ولا الفضائية الأمريكية. الـ (سي. إن. إن) اشتغلت متل مابدها بالعراق بالحرب الأولى..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس خلينا بموضوع الناطق بالعربي..

رفيق نصر الله: لكنها.. نعم بالعربي هلق، غيّرت، هلق الآن يريدون لأن بعض العرب، بعض المحطات الجزئية وليست محطات الأنظمة، استطاعت أن تأخذ لها ببنيويتها شخصية الآن وتصبح مصدراً للخبر ومصدراً للصورة، أزعج هذا الأمر بعض الغرب، فاضطر الآن ليقيم محطات ويدفع عنها بالملايين من أجل أن ينافس حتى هذه المحطات أو أن يحاربها أيضاً. خلصت مسألة أنه إذاعة لندن، هي وهذه الإذاعة..

عبد الرزاق عيد(مقاطعاً): مثال، هذا مثال..

رفيق نصر الله (متابعاً): هذا انتهى..

فيصل القاسم (مقاطعاً): جميل، بس دكتور، أنا أسألك سؤال، يعني أنت تقدم لنا الآن الإعلام الغربي الموجه إلى منطقتنا بأنه إعلام النزاهة والحيادية وما بعرف شو، من هذا الكلام.. وأنه يعني يحمل بذور الحداثة والتنوير وكل هذا الكلام. طيب، ما رأيك عندما سُئل أحد كبار السياسيين الغربيين، لا أريد أن أذكر اسمه، في منتصف القرن الماضي، سألوه بالحرف الواحد، ماهو الهدف من وراء إطلاق هذه الإذاعات والقنوات الناطقة بالعربية الموجهة إلى العالم العربي؟ تعلم ماذا قال لهم؟

عبد الرزاق عيد(مقاطعاً): حماية الأنظمة.

فيصل القاسم (متابعاً): قال، حماية الأنظمة العربية بالدرجة الأولى، أو بالانجليزية to be counter revolutionary كي تقاوم أي ثورات أو انتفاضات شعبية ضد الأنظمة العربية. وتأتي أنت تتحدث لنا عن هذا الإعلام؟ هذا إعلام أسوأ من الإعلام العربي. الناطق، يعني أنا أتحدث عن الإعلام الغربي. أنا أسألك سؤال، هل سمعت يوماً فضائية أمريكية أو أوروبية ناطقة بالعربية تتحدث عن حقوق الإنسان المُداسة في العالم العربي؟ عن الاستبداد في العالم العربي؟ عن الفساد؟ كله جاي عنده أجندات، وعنده أهداف خاصة. ليس هناك إعلام لوجه الله.

عبد الرزاق عيد: أنا أعتقد، يعني توظيف الأمور باستمرار هذا ، نحط حالنا نحن ضحية والآخر يتآمر علينا، أعتقد أنه آن الأوان لأن نكف عن تصور..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس جاوبني على السؤال هذا..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): أننا نحن موضوع التآمر..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): هل كفّوا عنا هم، هل كفّوا عنّا.. لا، لا ماكفوا عنا..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس دقيقة، تفضل.

عبد الرزاق عيد(متابعاً): إذاً من القرن التاسع عشر ليس هناك لدى السياسات الغربية، وأنت تعرف ذلك وأنا أعرف ذلك، ليس هناك ثوابت ومطلقات، الفكر المطلق تخلت عنه أوروبا من ثلاثة قرون..

فيصل القاسم (مقاطعاً): طيب بس خلينا نحكي عن الأساسيات، الآن..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): في تلك الفترة، إذا كانوا وضعوا بعض الأنظمة في خدمتهم، هذا شيء، وفي فترات أخرى عندما، مثلاً، الأستاذ يقول أن الاتحاد السوفيتي توجهوا.. بينما هم فعلاً لم يتوجهوا إلى الصين ولم يتوجهوا.. إذاً لأن هناك نوع من التماثل أو التقارب بين نموذجهم الغربي وبين الطريق المُحتذى صينياً وهندياً..

فيصل القاسم ( مقاطعاً): بس أجب، ياريت تجيب على سؤالي الذي سألته قبل قليل.

عبد الرزاق عيد(متابعاً): نعم، الآن الحرة، قناة الحرة..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بدون أن نسمي أسماء، القنوات الأمريكية أم الأوروبية..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): إذا بدك، عاملين مثلاً، عندهم برنامج حول موضوع حقوق الإنسان والحريات الديموقراطية بالعالم العربي.. هذه..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس على ناس وناس، أحبابهم لايقربون عليهم، بس بيقربوا على نظام نظامين..للابتزاز..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): هلق قل لي.. على الأقل..

فيصل القاسم (مقاطعاً): مش على الأقل بشكل عام.

عبد الرزاق عيد(متابعاً): أنا أتمنى..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): يعني إذا بدك منحكي..

عبد الرزاق عيد: أنا أتمنى أن يكون فقط هناك فضائية عربية واحدة تستطيع أن تحتضن رأي الديموقراطيين العرب. ليس..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): كل هالعميطلع.. كل هذا الصراخ..

فيصل القاسم (مقاطعاً): يا رجل، هلق أنت كم مرة طلعت.. أنت ديوقراطي عربي، هل كنت تحلم أنك تطلع بفضائية عربية لولا هذه الفضائيات العربية واللي طالع فيها الآن أصلاً؟

عبد الرزاق عيد: صحيح، ولذلك أنا.. يعني كم نسبة مقابل أنا، مقابل أصحاب الخطاب الشعاري والأيديولوجي والعقائدي، يعني أنا واحد مابطلع على مائة مقابل اللي عمّال بتقدمهم الجزيرة..

فيصل القاسم (مقاطعاً): لماذا؟ لأنك لاتمثل إلا شريحة بسيطة جداً من المجتمع العربي..

عبد الرزاق عيد(مقاطعاً): وهل مهمة الـ..

فيصل القاسم (متابعاً): يعني شو، شو سويلك يعني؟

رفيق نصر الله (مقاطعاً): لا، في شغلة أهم، عفواً..

عبد الرزاق عيد: لا، لأ، مهمة الإعلام أن تقود الرأي العام وليس أن..

رفيق نصر الله (متابعاً): هذه أزمة الديموقراطيين.. عفواً، هذه أزمة الديموقراطيين وأزمة النخب..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): أن تحبو وراءه، نحن أحد أسباب أصلاً نكبتنا الفكرية والأيديولوجية والسياسية هو هذا الإعلام المُعمم الذي يضع نفسه في خدمة أيديولوجيات بائدة، وتعبوي وتحشيد، وخطاب يتوجه للغرائز، يتوجه للانفعالات..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس يا دكتور لم تجب على سؤالي، بس دقيقة..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): لا يتوجه للـ..

دور الإعلام في نشر الأصولية والطائفية

فيصل القاسم (مقاطعاً): ماشي هذا الكلام، بس السؤال المطروح، هل هذا الإعلام الذي يستهدف.. الإعلام الغربي الناطق بالعربية الذي يستهدف المنطقة الآن أفضل أم أنه لديه أهداف تخريبية استعمارية كما قال لك؟

عبد الرزاق عيد: هلق قد يكون.. قلت أنا بالأخير عمبيقدم نموذجه طبعاً، وهو له رسالة..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): شو هو الهدف؟..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): لكن رسالته بالمحصلة.. قيم حقوق الإنسان ماعادت قيم غربية، هذه قيم أصبحت كونية، ماهي درجة قيم حقوق الإنسان في الإعلام العربي؟ أكثر امتهان لكرامة ولحقوق الإنسان هو في العالم العربي. وبالتالي، أنا بالنسبة لي لن أناقش في إحدى هذه المحطة.. أم نحكي بشكل عام. خطاب تتقاسمه أصوليات قوموية أصبحت بائدة ومتخلفة ومتخشبة، وأصوليات إسلامية أصبحت منكسرة تمثل انكسار عن خط الإصلاح التنويري، وأصوليات لاتملك سوى فقه الكراهية، فقه العداء للآخر..

فيصل القاسم (مقاطعاً): طيب ما رأيك..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): الانغلاق على الذات..

فيصل القاسم (متابعاً): طيب، بما أن الوضع العربي، الشعب العربي، بكل أطيافه بالأرض وبالزفت وبالطين وكذا، لماذا يتكالبون علينا إعلامياً بهذه الطريقة؟ لماذا يجيّشون كل هذه المليارات من أجلنا؟ إذاً نحن لسنا كما تقول، بالعكس، شوكة بعينهم.

عبد الرزاق عيد: يا أخي إذا كان الصينيين ما عندهم ناس تحمل ثقافة يروح واحد يذبح أوروبي ويقول هو مشان يدخل الجنة. طيب ما عندهم، الهندوس..ماعندهم..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): هلق عمنحكي صرنا.. عمنحكي سياسة، منرجع..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): مافي عند الهندوس ولا عند الكونفوشيوسية.. ثقافة تحمل هذه العدائية والكراهية..

فيصل القاسم: جميل جداً..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): إذا.. بدك نحكي سياسة..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): الهولندي.. قال له ذبحته مشان أدخل الجنة. يكفي واحد من أمة يحوّل الإسلام إلى هذه الأيديولوجيا الفاشية المرعبة لتقول أن هناك..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): مين السبب؟

عبد الرزاق عيد(متابعاً): مصيبة ثقافية.. السبب إنه والله الاستعمار..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): إيه طبعاً..إذا بدنا نحكي سياسة منحكي سياسة.. من الذي أسس لهذه الحالة اليوم بالعالم العربي والإسلامي؟ من الذي أوجد هذه الثقافة..

فيصل القاسم(مقاطعاً): الإعلام الغربي..

رفيق نصر الله (متابعاً): مين اللي عمّم ثقافة السكين عبر الأصوليات؟ طبعاً، الاستعمار اللي هو بعدين أنتج الإعلام..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): اللي أنتج هذه التكنولوجيا والحداثة ليقدمها لناس..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): أي حداثة؟ وين..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): من العصور الوسطى، هذه أرقى التحديثات التقنية، الآن يستخدمها العقل القروسطي..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): يا حبيبي، ياسيدي.. وين..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): في خدمة مشروعه المتخلف.

رفيق نصر الله (متابعاً): من أعطانا الديموقراطية، من أعطانا الحداثة؟ الاستعمار الأمريكي عميعطينا حداثة بالعراق اليوم؟..

عبد الرزاق عيد: ما موضوع الـ.. التكنولوجيا، أنت قادر تعمل فضائيات؟

رفيق نصر الله (متابعاً): عميعطينا الديموقراطية؟ إسرائيل عمتعطينا..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): أنت قادر تصنع تلفزيون؟ أنت..

رفيق نصر الله: طبعاً..

عبد الرزاق عيد: أنت قادر تنتج السيارة اللي جيت فيها من بيروت لهون؟

رفيق نصر الله: ليش لأ؟ بيوم من الأيام كان في محاولة. من يمنعني؟

عبد الرزاق عيد: لك يا أخي.. واقعياً ماهيك. لذلك بزمانه، يعني مشكلتنا..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): مين بيمنعني غير..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس دقيقة، بس دقيقة..

عبد الرزاق عيد (مقاطعاً): مشكلتنا إذا سمحت، بزمانه هذا المستنير الكبير، أحمد أمين، صاحب الثلاثية الشهيرة قال أنه نحن العرب المسلمين كلنا مهووسين بامتلاك السيارة لكننا نعادي العقل الذي أنتج السيارة. هذا العقل، هو عقل كوني، عقل عالمي، أي محاولة للالتفاف حوله لن يقود إلى إلى مزيد من العزلة، مزيد من الالتفاف.. على طريق الانقراض… على طريق الهنود الحمر.

فيصل القاسم (مقاطعاً): جميل جداً..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): خليني جاوب، بس في كتير نقاط..

ديمقراطية الأقمار الصناعية

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس لدينا.. كي نوزع الأسئلة أيضاً. طيب، لماذا نحن متخوفون من هذه الهجمة الآن؟ طيب، هل كنا سنطرح هذا الموضوع، أو هل كنا سنثير كل هذه الزوبعة حول هذه الفضائيات لو كان لدينا إعلام عربي يستطيع أن يصمد، أن يقاوم؟ ثانياً، يا أخي، أصبحت السماء مفتوحة للجميع، اللي عنده عضلات ينزل عالساحة.. ماشي..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): كويس.. عال..

فيصل القاسم (متابعاً): طيب، نحن العرب الآن بدأنا نخاطب الغرب أيضاً، نحاول اختراق الغرب بفضائيات عربية ناطقة بالانجليزية وبالفرنسية وبغير الفرنسية، صح ولا لأ..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): بس لأ، لأ.. المشكلة..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس دقيقة، طيب يا أخي روح أنت طلّع فضائية واغزُ أمريكا فيها..واغزُ أوروبا..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): خلينا ناخد نماذج، في نموذج..

عبد الرزاق عيد (مقاطعاً): واعمل أقمار صناعية..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس دقيقة..

رفيق نصر الله: خلينا ناخد نموذج، مجرد ما طلعت المنار بالألفين ووصلت إلى أوروبا وأميركا..

فيصل القاسم (مقاطعاً): شالوها عن القمر الصناعي..

"
الغرب اعتبروا قناة المنار محطة إرهابية وحذفت عن الأقمار الصناعية لأنها محطة تتحدث عن المقاومة
"
      رفيق نصر الله

رفيق نصر الله (متابعاً): صارت محطة إرهابية وشيلت عن الأقمار الصناعية. ولم يستطيعوا قبول محطة تتحدث عن مقاومة، بالنسبة لها تعتبرها مقاومة شرعية. لن نستطيع أن نخاطب هذا الآخر لأنه هو قامعنا. طيب أنا بدي آخد شغلة، السماء مفتوحة، إيه مفتوحة السماء، كمان مفتوحة على الطائرات الإسرائيلية وعلى الطائرات الأميركية وعلى الاستعمار اللي عمينقضّ علينا..

عبد الرزاق عيد (مقاطعاً): هلق انا عمبحكي سياسة وأنت ما عمتحكي سياسة؟ عمتحكي شعارات هلق مو بس سياسة.

رفيق نصر الله: وأرضنا.. لا، بدي رد، ما شعارات، هذا الواقع اليوم. أنا مُستعمر الآن أنا معرّض لتفتيت أنا معرض اليوم لتعميم هذه الأصوليات اللي عمتنفلت..

عبد الرزاق عيد (مقاطعاً): هذه ثقافة من؟.. هذا الكلام الذي تقوله يا أستاذ..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): خليني بس كمل، خليني كمل، لو سمحت لي..

عبد الرزاق عيد (مقاطعاً): أليس هذا الخطاب العربي من الستينات حتى اليوم؟.. أليست هذه الأطروحات هي ذاتها ذاتها..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): عمنواجهها نحن..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): مع ذلك ومع ذلك نحن نسير بمزيد من الهرولة نحو..

فيصل القاسم (مقاطعاً): الهاوية..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): القهقرى.. نحو الهاوية..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): هلق بدك منحكي بالأسباب، أسباب فشل النخب وفشل اليسار وفشل المشروع..

عبد الرزاق عيد: إذا سمحت لي..

رفيق نصر الله: لا لأ ما أنا بدي كمّل، خليني كمّل لحظة صغيرة..

فيصل القاسم: تفضل.

رفيق نصر الله: اليوم خلينا نحن ننتبه لشغلة أساسية مشان ما نروح بالمتاهة، بدك منحكي سياسة قد ما بدك..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس الوقت يداهمنا، خلينا نوجز الأفكار، بليز..

رفيق نصر الله: خلينا مشان هيك، عمبحكي إعلام أنا، شو هدف.. هيدا عنوان الحلقة، شو هدف الإعلام الغربي الآن؟ لاحظ كيف عميشتغلوا، بالخبر، وبالتقرير، وبالبرامج الاقتصادية، وببرامج المرأة وببرامج الطفل، هناك بروبغاندا مدروسة عمبجي خاطب فيها مجتمع فيه 75 مليون أمي، فيه ناس متبوعين، فيه ناس ضحايا الآن لنظرية الطائفية والمناطقية والإقليمية والعرقية وغيرها بسبب كل اللي إحنا عمنعيشه، إذا ً هناك هجمة ما. أنا هنا بدي أناقش ليش أجوا هؤلاء بهالتوقيت، وقت اللي نشأت الشرق أوسطية؟ هلق بتقلي نحنا خطابنا بالستينات وبالسبعينات وبغيره، ماشي الحال، كمان الاستعمار مش تاركنا وعامل هيك. وأنا اللي قاعد مش عمبعرف أشتغل..

عبد الرزاق عيد(مقاطعاً): أنت عمتخسر، أنت عمتتردى، أنت عمتنهزم وهو عمينتصر..

رفيق نصر الله(متابعاً): لأ وعمقاوم..وين عمينتصر؟

عبد الرزاق عيد(مقاطعاً): هو عمينتصر، كنا عمنحكي قبل قليل، أننا بدأنا نرفض مشروع التقسيم الـ 48، وصلنا هلق بدنا نوحد غزة والضفة الغربية، يا أخي..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): مين اللي قال عمينتصر..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): كله.. نتاج.. هذا الخطاب القومي العروبي التقليدي..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): إذا بتريد..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): البلاغي البياني الشعاري العاطفي الغرائزي، هو.. أمام عقلانية هالحداثة الكونية..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): أي حداثة؟..

عبد الرزاق عيد: التي يشكل الغرب حاضرتها..

رفيق نصر الله: شو قدم لي من هالحداثة؟ شو عطاني؟ عطيني نموذج..

عبد الرزاق عيد: ما هي مصيبتك، مشكلتك..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): خالق أنظمة سياسية هي أكثر ديكتاتورية في هذا العالم، بمجال أفريقية مافي منها. هذه الأنظمة التي هي جزء من العقلية الغربية. كيف بدي أقتنع أنا بالأميركي اللي عميحكيني عن التحديث..

عبد الرزاق عيد(مقاطعاً): عمبدافع عن الخطاب.. ما اللي عمتحكي.. ممولة لكل الفضائيات العربية اللي عمتحكي عنها.. الناس اللي

رفيق نصر الله (مقاطعاً): عمتقلي حداثة.. كويس كويس..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): الناس اللي عمتحكي عنهم هدول..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): هل هذه المحطات عمتعطيني ثقافة ديموقراطية؟

عبد الرزاق عيد: أنا عمقلك لأ..

رفيق نصر الله (متابعاً): إذاً لها دور، إما لتعميم هالثقافة الجديدة اللي بدها تخليني طبّع مع الإسرائيلي، اللي بدها تخليني أنا أؤمن بالتفتيت بالمنطقة، اللي بدها تخليني أوصل لهذا الانهيار اللي عمنعيشه نحن كعرب. أنا بدي أحكي عن هذا الهدف المحدد اللي عميطاول ذاكرتنا اليومية، هلق كيف بدنا نواجهها برجع ببقى أنا وياك نتناقش بثقافتنا..

فيصل القاسم (مقاطعاً): سيد نصر الله، خليني أسألك سؤال. ألا تعتقد أن هناك مبالغة في التخويف من تأثير هذه الفضائيات الناطقة بالعربية؟ في الماضي، ربما قبل ظهور الفضائيات العربية التي سحبت البساط من تحت الكثير من وسائل الإعلام الغربية، ربما كان هناك إذاعات غربية من.. أنت تعرفها من وين، كانت تسيطر على المواطن العربي. ألا تعتقد أن كل هذه المحاولات الإعلامية الغربية الناطقة بالعربية محكومة بالفشل بعد أن أصبح المواطن العربي يفرّق بين الغث والسمين؟ صح ولا لأ؟ هذه نقطة، النقطة الأخرى، أنت شفت الإسرائيليين طلّعوا فضائية قبل فترة، وين صارت، بخبر كان، والأمريكان طلّعوا فضائية قل لي كم واحد بيشوفوها، والبريطانيين بدهم يطلعوا، كم واحد رح يشوفها؟ والفرنسيين؟ والله أنا.. يعني في بعض الأحيان بيسألوا الناس أنه شو هالقناة؟ ما حدا عارف فيها، ما حدا سمع فيهم..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): وبعد بدها تطلع قنوات أخرى..

فيصل القاسم (متابعاً): وما حدا سامع فيهم، قناة روسية جديدة مين سامع فيها؟

رفيق نصر الله (مقاطعاً): لأنه فيه بعض القنوات ولدت مكروهة، مثل الإبن الغير الشرعي، لأنه كمان..

فيصل القاسم (متابعاً): في عنا تحصين، صار عنّا تحصين في الشارع العربي.

رفيق نصر الله: أنا مش مع هذا الجرد، نحنّا عمنواجه.. يا أخي صحيح، صحيح في محلات يعني شوي.. هلق يعني بس نحن عمنواجه، نحن فخورين بكتير من الانتصارات اللي عمنواجه فيها. مش عميقدر هذا المشروع.. هلق ما بتقبض هذا الكلام، وبعض الليبراليين اللي بيضلوا جالدين الدنيا وقايمين قاعدين، لأ أنا بلبنان منتصر، أنا بالقضية الفلسطينية، رغم كل سوداوية ما يجري، منتصر..

عبد الرزاق عيد(مقاطعاً): ما يجري؟ على أبواب حرب أهلية وأنت منتصر؟

رفيق نصر الله: شو عليه؟ بسبب إسرائيل، بسبب أمريكا، نحن بحرب أهلية بلبنان..

عبد الرزاق عيد(مقاطعاً): بسبب هذه الثقافة..ثقافة..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): لأ.. ثقافة مين؟

عبد الرزاق عيد: فجأة بيطلعلنا لبنان، هذا التراث الديموقراطي، تراث نهضوي والتنويري، ثقافة جبران خليل جبران..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): شو طلع؟

عبد الرزاق عيد(متابعاً): هذه الثقافة الراقية توصل الآن لثقافات آيات الله، والملالي والشيوخ، وثقافة الطوائف والصراعات الدينية..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): وبقية المرتزقة والسماسرة والقتلة..هلق هؤلاء..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): كل هذه.. ولذلك الخارج لا يستطيع أن يفعل إلا عندما يكون الداخل مهيّأ وجاهزاً وحاضراً..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): اسمح لي، ما نظرت إلى لبنان إلا من باب الملالي وغيره. القتلة واللصوص وشذّاذ الآفاق اللي..

عبد الرزاق عيد: القتل موجود عند الجميع. عند الملالي وعند الحداثيين..

رفيق نصر الله (متابعاً): اللي مرتبطين بالمشروع الغربي، الطائفيين.. مين اللي علّمنا الطائفية بلبنان؟

عبد الرزاق عيد(مقاطعاً): الطائفية؟ اللي يؤسس حزب، الذي يؤسس حزب بكامله على أساس طائفي هو الذي أشاع الطائفية بالتعاون مع إيران..إيران الآن..

فيصل القاسم (مقاطعاً): مش هذا موضوعنا..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): هي السبب في إشاعة هذا الحرب.. مناخ الطائفي والتمذهب..

فيصل القاسم (مقاطعاً): طيب ماشي، ماشي..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): بدها تكون هي السبب بهجمة إسرائيل كمان..

عبد الرزاق عيد: إسرائيل شو علاقتها يا أخي؟ منرجع لكعب الأحبار يعني.. شو إسرائيل

رفيق نصر الله: هذه النظرة اللي قال فيها بعض الليبراليين الجدد اللي ساقطين هلق من نظرنا، هؤلاء ما بيسووا شي قدام دمنا، ومنعرف كيف عمنقاتل نحن.. حاج بقى..

عبد الرزاق عيد(مقاطعاً): فيه قبلك من قدم دم، اليسار اللبناني قدم دم، والفلسطينيين قدموا دم، وليس شيء جديد هذا، وليس اكتشاف..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس مشان موضوعنا، يا دكتور.. يا جماعة..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): والسلاح بالـ.. مع تقديري لكل الشهداء الذين سقطوا..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): بعد حرب تموز بعد حدا بيحكي هذا الكلام؟ بعد مش عيب..

فيصل القاسم (مقاطعاً): يا جماعة.. يا جماعة..

رفيق نصر الله (متابعاً): بعد حرب تموز حدا بيحكي بعد بتصنيف الناس؟ في ناس عمبتموت أمام الإسرائيلي..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): فيه شهداء فلسطينيين سابقين، واليسار اللبناني هو..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): كويس.. ليش ما عمتعترف فيهم..

عبد الرزاق عيد (مقاطعاً): ليش عمتعتبرها حكر لآيات الله وللملالي ولشيوخ إيران وشيوخ طهران؟

رفيق نصر الله (مقاطعاً): مين اللي قلك؟ مين اللي حكى هالكلام؟ نحن امتداد..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): هذا هو التكريس الطائفي للمقاومة..المقاومة كانت لبنانية..

رفيق نصر الله (متابعاً): لنزعة قومية عربية قائمة..

عبد الرزاق عيد (متابعاً): هذا هو التكريس الطائفي للمقاومة..

فيصل القاسم (مقاطعاً): يا جماعة..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): مش صحيح، طلعوا من هالقصة..جلد الذات..

الإعلام الغربي الناطق بالعربية كوسيلة تواصل

فيصل القاسم (مقاطعاً): يا جماعة، خلينا بالموضوع شوي.. خلينا كي نعود إلى الموضوع نُشرك من فرنسا الإعلامي توفيق مجيّد من فرنسا 24، تفضل يا سيدي.

توفيق مجيّد/فرنسا: طبعاً أنا، كعربي يعمل مع قناة فرنسية، لا أشعر بأنني أسعى إلى تمرير أي ثقافة استعمارية، ولا أشعر بأنني أحاول أن أغيّب الذاكرة العربية من هذه المادة الإعلامية. هناك رهان ثقافي وهناك رهان سياسي. هناك رهان ثقافي باعتبار أن فرنسا كانت في السابق تعتبر أن تمرير ثقافتها يمر عبر اللغة الفرنسية، حالياً فهمت فرنسا وفهم الجميع بأنه توجد أيضاً جالية عربية. ولابد للضيفين أن يعلما أن الجيل الرابع على عكس الجيل الثالث والثاني والأول متمسك بهويته العربية إلى درجة أنه يطمح ويريد أن يسمع اللغة العربية. مثلما نقبل بالتعددية الحزبية والسياسية لابد أن نقبل بالتعددية الإعلامية والرهان رهان سياسي لايمكن لبلد مثل فرنسا أن تفقد مناطق نفوذها سواء في المغرب العربي أو في الشرق العربي، هذا الرهان سياسي ولكن هذا لايعني..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس توفيق، يا توفيق.. لكن السؤال المطروح، نسمع أيضاً في الأوساط الثقافية في فرنسا والإعلامية، أن كل هذه الفضائيات الغربية الناطقة بالعربية جاءت للتقرب من العرب بعد أن فشلت في ترويض الإسلام، في ضرب الإسلام، وكل ذلك.

توفيق مجيّد:صحيح، توجد هذه.. طبعاً هناك خوف من الإسلام وهو خوف غريزي في فرنسا، وهناك رئيس سابق قال، هذا الدين يشكّل خطر باعتبار أنه يسهل الاعتناق به مثل الدين الإسلامي. إذاً هذه الظاهرة موجودة وهذا واقع ولكن لابد لفرنسا، فرنسا تسعى بالدرجة الأولى إلى محاولة الوصول إلى مختلف الشعوب، المغاربية بالدرجة، وأيضاً إلى المشرق العربي عبر رسالة بسيطة ومتواضعة، لابد أن نبتعد عن نظرية المؤامرة. طبعاً هناك عبارات تُستخدم فيها الفضائية مثل فضائية فرنسا 24 لا تُستخدم في الفضائيات العربية الأخرى، وهذا ليس غريب، لابد أن نقبل بهذا التنوع، والمواطن هو حر أن يشاهد هذه القناة أو أن يشاهد قنوات أخرى. إذاً أعتقد أن الصدمة الكهربائية الأولى للغرب جاءت من قناة مثل قناة الجزيرة أو القنوات الفضائية الأخرى وشعرت بوجود فراغ على المستوى الإعلامي. وعندما يتحدث الضيفان أمامك عن مصدر الخبر، نذكر أنه في فترة معينة المصدر كان وكالة الصحافة الفرنسية أو رويتر أو الأسشويتدبريس، إذاً كانت كل القنوات الإعلامية ترتكز على هذه المادة الإعلامية القادمة من وكالات أنباء أجنبية بالدرجة الأولى. إذاً الرهان مثلما قلت هو رهان ثقافي، فرنسا تسعى أن تصل إلى جاليتها هنا بالدرجة الأولى وإلى الجاليات المغاربية وأن تتوجه إلى الأنتلجنتيا في المغرب العربي وفي المشرق. لازالت تحن إلى نوع من الثقافة التي تعودت ربما عليها في العهد الاستعماري ولكنها متمسكة بها، ولكن لا عيب في التعددية ولابد أن نبتعد عن..

فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، لاعيب في التعددية. سمعتَ هذا الكلام، وشخص يعني من الميدان. لماذا نتحدث دائماً بعقلية المؤامرة؟ مثلاً، الألمان يقولون نُطلق قنوات ناطقة بالعربية لتعزيز الحوار مع العالم العربي وتلافي الفجوات المعلوماتية، الفرنسيون أيضاً يتحدثون بنفس الطريقة، يقولون، مثلاً، يحتاج الجمهور في ظل العولمة إلى وجهات نظر متعددة حول القضايا وليس وجهة نظر واحدة وكل هذا الكلام..

رفيق نصر الله: كيف بدي صدق أنا، وهذا الألماني أو الفرنسي أو الأميركي طائراته عندي؟ هذا اللي مش عمياخد أي موقف مع قضاياي الوطنية ولا عميتكلم بيوم من الأيام بموقف على الأقل، لا أقول منحاز للموقف العربي، ولكن على الأقل أن يأخذ موقف مشرّف. اليوم، الأوروبي تابع للأمريكي والأمريكي اللي عامل فيتو على الأوكسجين الذي نتنفسه، كيف سيعمم لي ثقافات وحوار حضارات وأنا مقموع وطائراته عمتضربني، دمنا العربي كله مباح الآن، ومنجي منحكي منقول تعميم الحضارات؟ أنا أصدق هذا الغربي عندما يأتي ليقيم حوار ويكون عميمارس سياسة متوازنة في الشرق الأوسط..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس لم تجبني على السؤال، أنه هناك تضخيم لدور هذه الفضائيات، المواطن العربي، الشعب العربي من المحيط إلى الخليج أصبح محصّناً ولم يعد يصدق كل هؤلاء.. يعني يضيّعون فلوسهم.. بس دقيقة، الدكتور قال إن هؤلاء الغربيين يضيّعون أموالهم على.. أنه نحن غير قابلين للنهضة، أما أنا.. البعض يقول لأ.. بيضيعوا فلوسهم لأنه ماحدا رح يسمعلهم، انكشفت ألاعيبهم وانكشفت مؤامراتهم. يعني كيف بدك تصدق فضائية جاي من أمريكية وأمريكا عمتناولك صواريخ..

رفيق نصر الله: أنا على ثقة..

عبد الرزاق عيد (مقاطعاً): لازم تعمل هذه الفضائية الأمريكية أو الانجليزية أو الفرنسية..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس دقيقة..

رفيق نصر الله (متابعاً): أنا على ثقة أولاً بانتصار مشروع الممانعة والمواجهة. هلق الدكتور مش قبلان هذا الكلام، صار شي تاني، وهذا جزء، انا أتناول جزئية من المواجهة، في ناس عمبتقاوم، فيه ناس عمبتواجه، في ناس عمتصنع هلق ثقافتها المواجهاتية، وفيه ناس بالإعلام أيضاً عمبتقول لازم نتنبأ ليش هذا جاية يعملّي إعلام؟ هلق نحن عمنعمل، عمنبني ثقافتنا المواجهاتية، هلق كم يكبر؟ لأ، ماشي المشروع، أنا كلي ثقة أن هذا المشروع مش حيكمل، هذا الإعلام مش حيقدر يغيّر. شعبنا العربي رغم كل ماشعر من انشطارات وانكسارات قدران يولّد. هذا انتصار بجنوب لبنان ولّد، هلق بيقلي ملالي ما ملالي، نحن منعرف مين اللي عمل الانتصار ومين اللي صنعوا ومين حيصنع غيره اللي جايي هلق. ونحن مؤمنين أنه رغم مرارة الشعب الفلسطيني رح يرجع ينتج ثقافة سياسية. أما فشل الليبراليين، فشل الديموقراطيين بامتلاك.. كيف خطابهم هذا..

فيصل القاسم (مقاطعاً): دكتور سألتك سؤال لم تجب عليه، أريد أن تجيب عليه. يعني أنت صوّرت العالم العربي على أنه جثة ميتة ولاينفع فيه شيء. أنا بدي أسألك سؤال، فيه مثل ياباني يقول، لا أحد يركل قطاً ميتاً. هل لو كنا ميتين فعلاً كعرب ومسلمين، كانوا كل يومين طلعوالي فضائية؟

عبد الرزاق عيد: أحدهم، غرومر قال أن هؤلاء العرب، وقت اللي أسس الجامعة المصرية، قال أنهم صارلهم 500 سنة يعيشون حالة احتضار لايموتون فنتخلص من عبئهم، ولايعيشون ليساهموا في مسار البشرية والحركة البشرية..

فيصل القاسم (مقاطعاً): يعني جايين يحضّرونا هدول؟

عبد الرزاق عيد: ما جيين يحضرونا، هو الآن هذا العالم، الآن مع هذه العولمة مابقي حدا يجي يسلبط على بلده وينهب اقتصاد بلده باسم الوطنية. أصبح عالم رأسمالي يتعولم، يتعمم، مابقي حدا باسم الوطنية يقول هالمائة ألف كيلومتر مربع هذه أنا وأنا بدي أستثمرها وبدي أسكّر الأبواب على حالي، وباسم القومية والسيادة تتم سرقة الأوطان، يتم استعباد الشعوب، يتم قهرها، وبالتالي يتم باسم أيضاً هذه الشعارات الوطنية يتم انتهاكها، والزنا بها مع الأسف..من أجل تمرير أنظمة شمولية..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس يا أخي لم تجب على سؤالي..

عبد الرزاق عيد(متابعاً): ودكتاتوريات، باسم القضية الوطنية والقومية..

فيصل القاسم (مقاطعاً): بس أنا أريد أسألك سؤال..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): بده يصنفلي بقية الأنظمة.. اللي هي حليفة للأميركان واللي هي.. صنف لي بقية الأنظمة..

فيصل القاسم (مقاطعاً): لا، بس دقيقة، مش هذا موضوعنا..

عبد الرزاق عيد: هلق أنا مصنف، بيعرف أنه مش فارقة معي عن جد، ليش عمتطرح علي هالسؤال؟ ما محرز بالنسبة لي..

رفيق نصر الله: هي.. هي أمتدادها..

فيصل القاسم (مقاطعاً): لم تجب على سؤالي. والسؤال الآخر، يعني لو الأوروبيين أو الأمريكان وجهوا لنا إذاعات وتلفزيونات على طريقة إذاعة أوروبا الحرة اللي كانت فعلاً لعبت دور كبير في إسقاط الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية والأنظمة الشيوعية الفاسدة، قلنا لهم أهلاً وسهلاً يا أخي مائة أهلا وسهلا، بس لايحاولون ذلك. لم يتحدثوا عن الفساد في العالم العربي، لم يتحدثوا عن الديكتاتورية، لم يتحدثوا عن الطغاة، لن يتحدثوا عن شيء. هم جايين يلمّعوا اللي أنت زعلان منه.

عبد الرزاق عيد: يا دكتور فيصل، هلق نحن..

فيصل القاسم (مقاطعاً): 15 ثانية..

عبد الرزاق عيد: 15 ثانية؟.. أنا سأسألك وأسأل الأستاذ، أنتم تكوينكم الفكري والإعلامي والصحافي والثقافي هو تكوين مدرسة ابن تيمية؟ أصول مدارس الفقه الإسلامي؟ ولاّ أنتم متكونين بمنظمة فكر إعلامي غربي؟ أهمية الجزيرة ودورها نتاج تكوين ثقافي إعلامي غربي، فهذا الموضوع، يعني كيف لكم، كيف يمكن أن يكون هناك فضائية الجزيرة لولم تكونوا خريجي الجامعات البريطانية والأوروبية.

فيصل القاسم(مقاطعاً): أشكرك جزيل الشكر، انتهى الوقت للأسف الشديد..

رفيق نصر الله (مقاطعاً): لأ بس أنه مش إعلام غربي، أنا عندي موروثي وعندي قضاياي ومنها..

فيصل القاسم (مقاطعاً): أشكرك جزيل الشكر، مشاهدي الكرام لم يبق إلا أن أشكر ضيفينا الدكتور عبد الرزاق عيد، والسيد رفيق نصر الله، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين هاهو فيصل القاسم يحيكم وإلى اللقاء.