الاتجاه المعاكس

خطورة الحرب الإعلامية الأميركية على العرب

ما مدى خطورة الحرب الإعلامية الأميركية على العرب عامة والعراق خاصة؟ هل تثبط عزائمهم أم أن الشعب العربي أذكى من أن ترهبه آلة الدعاية الأميركية؟ هل تتورط بعض وسائل الإعلام العربية في دعم الحملة؟ أليس حريا بها شحذ الهمم بدلا من بث الإحباط وروح الهزيمة؟

مقدم الحلقة:

فيصل القاسم

ضيوف الحلقة:

مجدي حسين: الأمين العام لحزب العمل المصري
د. جمال عبد الجواد: خبير في الشؤون الإستراتيجية بمركز الأهرام

تاريخ الحلقة:

18/02/2003

– أصداء الحملة الإعلامية الأميركية على العالم العربي
– افتقاد الإعلام الأميركي للموضوعية في نقل الحقائق

– الإعلام العربي وترديد ما يبثه الإعلام الأميركي


undefinedد. فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهديَّ الكرام.

من يصدِّق أميركا؟ لماذا يعج الإعلام الأميركي بالكذب والنفاق والتضليل والخداع والتجهيل؟ يتساءل بعض الكتَّاب.

ألا تمارس أميركا أوسع عملية تضليل إعلامي منذ الحرب العالمية الثانية؟ يتساءل الكاتب الفرنسي (أريك رولو).

هل تنطلي أكاذيبها على أحد، أم أنها أصبحت مفضوحة كعين الشمس؟

ألم يفضح الشيخ أسامة بن لادن في رسالته الأخيرة آلة الدعاية الأميركية؟ يتساءل أحد أنصاره.

ألم تنشئ وزارة الدفاع الأميركية -قبل فترة- ما يُسمى بمكتب التضليل الاستراتيجي؟

أليس هناك حملة تخويف وإرهاب إعلامي أميركية تهدف إلى شل قدرات العرب وتحطيم معنوياتهم وبث روح الهزيمة في صفوفهم؟

هل نجحت أم أن الشعب العربي أوعى من المؤامرة؟ يتساءل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.

لماذا وصل الحد بالحكومة البريطانية إلى سرقة بحث علمي لطالب عراقي، وقدَّمته على أنه دليل لإثبات وجود أسلحة دمار شامل في العراق؟

ألا تذكر بعض السياسات الإعلامية الغربية هذه الأيام بمكتب التأثير الشعبي الذي كان يديره (جوبلز) وزير إعلام (هتلر)، والذي كان شعاره، اكذبوا، ثم اكذبوا، ثم اكذبوا، فلابد أن يصدِّق الناس كذبة واحدة، ثم لماذا تورَّطت الكثير من وسائل الإعلام العربية في دعم الحملة الإعلامية الأميركية التيئيسية؟

لماذا تبدو صحيفة "الديلي ميرور" البريطانية أشرف ألف مرة من الكثير من الصحف العربية الصفراء والخضراء الصادرة في الداخل والخارج؟ يتساءل الناس.

لماذا ينساق الإعلام العربي بشكل أعمى وراء آلة الدعاية الأميركية؟

لماذا أصبحنا مستعمرين إعلامياً؟

أليس حريًّا بنا الرد على حملة التضليل الأميركية؟

لماذا تصوُّر بعض وسائل الإعلام العربية العراق كما لو أنه انتهى تحت جنازير الدبابات الأميركية؟

لماذا لا يذكر الإعلام العربي الطامعين ببلادنا بأن الوطن الذي أنجب أحمد عرابي وعمر المختار وسلطان باشا الأطرش وغيرهم قادر على أن ينجب المزيد؟

لكن في المقابل: أليست الحرب خدعة؟

أليست الحرب النفسية جزءاً لا يتجزأ في أي حرب؟

ألم تمارسها كل الدول على مدى التاريخ لإضعاف الخصم؟

ألم يقل (وينستون تشرشل): إن الحقيقة ثمينة للغاية إلى حد أنه يجب حمايتها بموكب من الأكاذيب؟

لماذا يريد بعضنا استعادة أمجاد أبواقنا الإعلامية القديمة التي رفعت المعنويات العربية إلى حدود فلكية، ثم هوت بها إلى الحضيض؟

هل مازال بإمكاننا أن ننادي: أمجاد يا عرب أمجاد؟

لماذا نلوم أميركا إذا نجحت في إقامة قواعد إعلامية كبيرة داخل الوطن العربي بالإضافة إلى العسكرية؟

هل المشكلة في الإعلام العربي، أم في المواقف السياسية العربية المباعة مسبقاً كبطاقات الهاتف الجوَّال؟

أليس من حق أميركا أن توجِّه الإعلام حسب مصالحها؟

إذاً العيب ليس في الدعاية الأميركية، بل في الإعلام العربي الذي يرددها ببغائياً، ويقوم بدور الوكيل للحرب النفسية؟

أليست بعض وسائل الإعلام العربية الهابطة والمسفة أشد خطراً على الإنسان العربي من آلة الدعاية الأميركية؟

ماذا تقدِّم هذه الأيام سوى المهرجانات الفنية والغنائية التي تغيِّب الإنسان العربي، بينما تقف المنطقة على كف عفريت؟

أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على الإعلامي والسياسي مجدي حسين (رئيس تحرير صحيفة "الشعب" سابقاً، أمين عام حزب الشعب حالياً)، وعلى (الباحث في الشؤون الاستراتيجية في مركز الأهرام) الدكتور جمال عبد الجواد.

للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالرقم التالي: 4888873، وفاكس رقم: 4890865 وبإمكانكم المشاركة بمداخلاتكم عبر الإنترنت على العنوان التالي:

[فاصل إعلاني]

أصداء الحملة الإعلامية الأميركية على العالم العربي

د. فيصل القاسم: دكتور عبد الجواد، في البداية سؤال بسيط يعني: ألا تعتقد أن هناك حملة إرهاب إعلامي وتخويف كبرى للشارع العربي عبر وسائل الإعلام الغربية وطبعاً بعدها الإعلام العربية؟ يعني لا نسمع إلا حملات التهويل وترهيب المواطن، انظروا الأميركان قادمون، سيقسمون المنطقة، سيغزون العراق، سيضربون السعودية ويقسمونها، سيهجمون على سوريا، حملة تخويف يعني يبدو إنه أميركا ربحت المعركة قبل أن تطلق أي.. أي رصاصة يعني عن طريق الإعلام.

د. جمال عبد الجواد: يعني أعتقد إن الصورة مش.. مش بالشكل ده بالضبط يعني، إنه أي معركة سياسية أو أي معركة عسكرية الدول بتجهز لها بأساليب مختلفة وأدوات مختلفة، منها الأداة الإعلامية، تهيئة المسرح، تهيئة الرأي العام، تهيئة الناس لقبول المعركة ونتائجها اللي هي الطرف اللي بيهاجم عايز يحققها، والأميركان ما همَّاش.. ما همَّاش استثناء من هذا.

الإعلام جزء من السياسة، الإعلام بتعمل مش بالضرورة تختلق حقائق، بتختار حقائق، الحقائق كثير ومتنوعة، بتختار بعضها وبتفسره بالطريقة اللي تلائمك، وده اللي بتعمله الإدارة الأميركية، في الحقيقة اللي بيحصل في الولايات المتحدة سياسي ما هوَّاش إعلامي، بمعنى إنه لا أستطيع أن أتحدث عن الإعلام الأميركي بقدر ما أستطيع أن أتحدث عن الإدارة الأميركية، الإدارة الأميركية بتروِّج لعدد من المقولات والادِّعاءات والاحتمالات إلى آخره، اللي هي.. اللي هي جزء من هذه الحملة الإعلامية، ربما الإعلام الأميركي في.. في تقديري يتمتع مازال بدرجة أعلى بكثير من الموضوعية بالمقارنة بما تصرِّح به أو ما يخرج عن الإدارة الأميركية، ده في الآخر إعلام له تقاليد كثيرة وكبيرة إلى آخره.

حتى.. إذاً باختصار المشكلة في الولايات المتحدة مشكلة سياسية وليست إعلامية، أي ولايات متحدة نتعامل معها؟ أي حالة هذه الولايات المتحدة تمر بها؟ الولايات المتحدة تحت إدارة يمينية بشكل استثنائي في التاريخ الأميركي غير مسبوق، جاية من مصادر متعددة، محافظين جدد، يمين ديني، إلى آخره.

والظرف الثاني الاستثنائي في الحالة الأميركية 11 سبتمبر، وأعتقد إنه واحدة من إخفاقاتنا في العالم إن إحنا ندرك أثر 11 سبتمبر على المجتمع الأميركي، مش.. لا يعني هذا بالضرورة إن إحنا نوافق على الاستنتاجات اللي بيخرج بها الأميركان من 11 سبتمبر، لكن تركت عليهم أثر عميق جداً إحنا مش قادرين نحسه، ومش قادرين..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: نفهمه.

د. جمال عبد الجواد[مستأنفاً]: نفهمه، التطورين دُول مع بعض همَّ اللي عملوا لنا هذا.. هذا النوع من السياسات الأميركية تجاه المنطقة وتجاه العراق، دي سياسة ما هيَّاش إعلام.

نمرة 2 علشان ما أطيلش عليك: أنا أعتقد إنه ما ينشر في العالم العربي بشأن الأميركان قادمين، الأميركان عندهم خطط لتقسيم المنطقة وسايكس بيكو جديدة، وبعد العراق فيه الدور على آخرين إلى آخره، أنا أظن إنه ده بالعكس ما هوَّاش جزء من الحملة الإعلامية الأميركية، لا، بالعكس مصدره التيارات السياسية المعارضة للولايات المتحدة الأميركية، واللي بتحاول بقدر الإمكان إنها تُعبِّئ الشارع العربي ضد التدخل الأميركي في العراق، باعتبار إنه إذا أنقذت العراق، فأنت بتنقذ الآخرين في العالم العربي، إذاً هذه.. هذه.. هذا النوع من المواقف أو الدعاية المتعلقة بسياسات أميركا في المنطقة في الحقيقة ده ضد الولايات المتحدة ما هوَّاش…

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: وليس لصالحها..

د. جمال عبد الجواد[مستأنفاً]: وليس لصالح الولايات المتحدة الأميركية..

د. فيصل القاسم: كويس جداً، سيد مجدي حسين، سمعت هذا الكلام يعني الإعلام الأميركي، نحن نحمِّل الإعلام الأميركي من الموبقات أكثر بكثير مما يستحق في واقع الأمر، الإعلام الأميركي على عكس ما يُكتب عنه في.. في الوطن العربي إعلام موضوعي مازال يتمتع بدرجة عالية جداً من الموضوعية، وأنه هذه الحملة التي نراها في الشارع العربي حملة تخويف وترهيب، الإدارة الأميركية وحتى الإعلام الأميركي منها براء، إذا صح التعبير.

مجدي حسين: نعم، شكراً، بسم الله الرحمن الرحيم.

يعني الحقيقة نبدأ بما قاله الأستاذ جمال عن إن أي معركة عايزه تهيئة للمسرح السياسي وأي معركة حربية عايزه إعلام، لكن مَنْ يحارب مَنْ؟ ومَنْ مع مَنْ؟ يعني.. يعني العدو بيعمل تهيئة للمسرح السياسي، فلابد أن نحدِّد أن هذا عدو يهيِّئ المسرح السياسي مش إعلامياً، وليس إن إحنا نجد له مبرر في لأن هذا شيء مشروع، هو هل الحرب الآن العدوانية أساساً شيء مشروع حتى نشير إلى أن هذا أمر طبيعي؟

ثانياً: أما موضوع الموضوعية في الإعلام الأميركي فطبعاً أنا متابع جيد للإعلام الأميركي، الإعلام الأميركي ممركز جداً في التليفزيون وفي الصحف الرئيسية، وهو موجَّه، ولا يوجد فيه خلافات تنشر إلا عندما تكون الإدارة الأميركية فيها وجهتي نظر، عندما تحسم أمرها بيتم السيطرة على الإعلام، مش عارف منين جاب الأستاذ جمال إن المعارضين همَّ مصدر الحكاية دي، إحنا قاعدين نقرأ كل يوم كلام لمدير المخابرات السابق (والسي)، وبنقرأ كلام (لكونداليزا رايس) وبنقرأ.. إن هم جايين يقسموا المنطقة، وإن همَّ جايين يحرروا المنطقة، مش موضوع تقرير (راند) بس، لأ ده كل يوم فيه حديث متواصل عن تقسيم المنطقة وإرهاب المنطقة بأنها ستقسَّم، وإنها.. وإن العراق ستحتل، ولسه باول من يومين قايل أمام الكونجرس: أنا قاعد في العراق عشان أغيِّر المنطقة كلها.

د. فيصل القاسم: to reshape the area.

مجدي حسين: بالضبط، والقضية الفلسطينية ستصفَّى بناء على هذا، لأن القضية الفلسطينية ستصبح في حالة أضعف بعد تطويق سوريا وتطويق إيران، من هنا لا يجب إن إحنا نقعد نستمر في حكاية 11 سبتمبر، ونقعد طول عمرنا نتكلم عن 11 سبتمبر، ونشوف نفسية الإدارة الأميركية، إحنا شفنا الشعب الأميركي، الشعب الأميركي بدأ يخاف من ردود الفعل العربية والإسلامية.. دي أحد أسباب هذه المظاهرات، إنه بدأ قال: إحنا مش عايزين، إحنا اللي هنتحمل نتائج هذه الحرب العدوانية مزيد من الكراهية، فإذاً هذه الإدارة أصبحت معزولة نتيجة هذا، وفيه حملة، الذي حصل في الشارع الأميركي ده ضرب لفكرة الديمقراطية الأميركية، لأن قالوا لنا استطلاعات الرأي إن الشعب الأميركي مع الحرب، وهذا ثبت إنه غير صحيح، الكونجرس وافق، ونجح الحزب الجمهوري في انتخابات على.. في الكونجرس على أساس الحرب، فإذا به الشعب، وده بيوري عدم مصداقية هذه الانتخابات، فإذاً نحن المشكلة هنا الحقيقة، المشكلة في الأبواق العربية..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: سنأتي على الأبواق العربية، لكن يعني أعود بالكلام للدكتور جمال، سمعت هذا الكلام يعني.. يعني أنت تضع اللوم على المعارضات العربية وعلى وسائل الشحن العربية -إذا صح التعبير- في يعني نشر مثل هذه المعلومات، يقول لك يعني سمعت: لماذا نقول إن العرب مسؤولين عن هذا؟ العرب ليسوا مسؤولين عن هذا، هناك كلام صريح واضح كعين الشمس لوزير الخارجية الأميركي (باول) قبل أيام قال لك: نحن قادمون لإعادة صياغات وتشكيل المنطقة بما يخدم المصالح الأميركية، إذاً الإعلام الأميركي لا يأتي بشيء جديد، هو يروِّج لأفكار وسياسات الإدارة الأميركية.

د. جمال عبد الجواد: إحنا ما.. ما عندناش وثيقة أميركية واضحة محددة بتقول: آدي أهداف أميركا في المنطقة في علاقتها بالحرب على العراق، فيه أشياء متفرِّقة، كثير منها يصدر عن جهات غير رسمية، وده مجتمع مفتوح، ما أقدرش إن أنا أختزل الولايات المتحدة لحكومة، يعني أسقط خبراتنا العربية إن مجتمعاتنا ما فيهاش غير حكومة والباقي ما فيش حاجة تقريباً يعني، نسقط ده على الولايات المتحدة على مجتمع كبير متعدِّد متنوع، فيه مؤسسات، فيه أكاديمية قوية، حياة أكاديمية قوية، فيه حياة ثقافية قوية، فيه إعلام إلى حدٍ بعيد مستقل، ما فيش حاجة اسمها استقلال كامل، يعني ده وهم أنا شخصياً مش مصدقه، لكن كمان ما فيش حاجة اسمها تطابق كامل ما بين الإعلام والإدارة الأميركية، فيه.. فيه جرايد أميركية واخدة موقف يكاد يكون ثابت، زي "البوسطن جلوب" مثلاً معادي للموقف الأميركي تجاه العراق مثلاً، "الواشنطن بوست"، "النيويورك تايمز"، بتقرأ فيهم طول الوقت يكاد يكون الموقفين طول الوقت موجودين بشكل متوازن من هذه الحرب الأميركية أو السياسة الأميركية تجاه العراق بما يعني إنه ما إحناش إزاء حالة يمكن اختزالها في كلمة إنه هذا الإعلام تابع للإدارة، أو إنه بمجرد حسم الخلاف داخل الإدارة الإعلام بيردد ما تقوله هذه الإدارة، وإلا كنا بنتكلم عن بلد عالم ثالثي، أو بلد على النمط السوفيتي، علينا إن إحنا ما.. ما يعني ما نفشلش في إن إحنا نعرف إحنا بتعامل مع مين، حتى لو.. لو بنعتبره عدوً، بس لازم في الآخر نبقى عارفينه صح علشان نقدر نقدِّر الاتجاهات المختلفة في داخله.

الكلام اللي بيتكلم على أنه الولايات المتحدة بتسعى لتقسيم العالم العربي، والدور هييجي على فلان بعد علان إلى آخره، يعني أنت لما بتتأمل الموضوع أنا بألاقيه كلام تناقض إلى حدٍ بعيد، يعني كيف يكون هدف السياسة الأميركية المعلنة هو تقسيم العالم العربي، وبالتالي القضاء على هذه الدول القائمة، في نفس الوقت الولايات المتحدة بتطلب تعاون هذه الدول معها في الحملة على العراق، ده موقف متناقض، اللي بيعني إن واحد فيهم على الأقل مش صحيح، أنا في اعتقادي إنه فيه.. فيه سوء فهم وسوء تفسير لما يتعلق بالحتة المتعلقة بالذات بتقسيم العالم العربي، إعادة تشكيل المنطقة اللي قالها باول وآخرين في الإدارة الأميركية، أنا لا أعتقد إن المقصود هو إعادة رسم خرائط، إحنا العرب غرقانين في التاريخ شوية وخبرة سايكس بيكو يعني أيه..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: مازالت..

د. جمال عبد الجواد[مستأنفاً]: مش قادرين نخرج منها، ومصرين.. شيء من.. من المنطقة.

مجدي حسين[مقاطعاً]: طب أمَّال أيه الهدف من الحرب؟ طب أيه الهدف من الحرب؟

د. جمال عبد الجواد: لحظة يا أستاذ مجدي أرجوك، إنه أي إعادة تشكيل للمنطقة يساوي إعادة رسم الخرائط، لكن فيه أشكال أخرى لإعادة تشكيل المنطقة، فيه مسائل متعلقة، فيه ضغوط أميركية على دول مختلفة في المنطقة لإدخال أنواع معينة من.. الأميركان يسموها إصلاحات، إحنا قد نختلف على هذا، بعضنا قد يرى.. يراها إصلاحات، أو لأ، بعضنا قد يرى بعضها إصلاحات وبعضها لأ، لكن تغيير الطريقة اللي بتدار بها مجتمعاتنا والحسبة الأميركية بسيطة في هذا، إنه الطريقة اللي بتدار بها هذه المجتمعات هي اللي خرَّجت الناس اللي عملت 11 سبتمبر، وأنا لا أستطيع أن أتسامح مع ده ثاني، لأنه مصدر خطر، ده المقصود بـالـ (reshape) بإعادة التشكيل، مش رسم خرائط وتقسيم دول وخلق دول جديدة، أعتقد ده إسقاط لخبرة سايكس بيكو على وضع أو حالة مختلفة عنها تماماً ما عادتش.. ما عادتش يجوز المطابقة أو آسف القياس عليها.

د. فيصل القاسم: طيب.. طيب.

مجدي حسين: حضرتك بتستبعد أشياء وما بتقولش أيه هدف الحرب، ما هو هدف أميركا من الحرب؟ ما قولتوش.

د. فيصل القاسم: كي نبقى في الجانب الإعلامي نعم.

مجدي حسين: ما هو هدف أميركا من الحرب، بس ده سؤال، ما دام مش عايزة تقسِّم، أمَّال عايزة أيه طيب؟

د. جمال عبد الجواد: شوف نحن في حالة خليني أقول إنه هذه الإدارة الأميركية لها عدد من الأهداف من هذه الحرب، وقبل ما أدخل في الأهداف دي عايز أقول إنها أهداف لا يمكن تحقيقها بالوسائل اللي الإدارة دي بتحاول استخدامها لتحقيق هذه.. هذه الأهداف، بعبارة أخرى لا الأهداف الأميركية من هذه الحرب أهداف عقلانية ولا الوسائل اللي بتستخدمها لتحقيق هذه الأهداف وسائل عقلانية، بعبارة أخرى: نحن في حالة الولايات المتحدة فيها تمارس السذاجة والخبل السياسي في الحقيقة، والدول تخطئ، نحن نخطئ، الولايات المتحدة بكل جبروتها بكل عظمتها أيضاً تخطئ، إذا الولايات المتحدة متصوِّرة أنه يمكن تغيير العالم العربي، أنه يمكن تغيير (…)، ده هدفها، إنها تغيِّر العالم العربي، وتغيِّر المنطقة في اتجاه مختلف عبر غزو عسكري للعراق وإنشاء حكومة جديدة ما أفهمش أيه ديمقراطية إلى آخره، دي كلها أوهام أميركية، ده الهدف، لكن أنا في تقديري إنه هذا الهدف هدف غير ممكن التحقق، وإنه هذه الإدارة مخطئة، وإنه.. لحظة آخر جملة في هذا..

د. فيصل القاسم: طيب.

د. جمال عبد الجواد: إنه لا يجب أن نستبعد الخطأ من الولايات المتحدة الأميركية، مش دايماً الولايات المتحدة الأميركية كيان كلي القدرة والمعرفة، ودايماً بيتصرف صح، أخطأ قبل كده في أماكن كثيرة، خليج الخنازير أخطأ، أخطأ في فيتنام لمدة عشر سنين، وأظن إنه دا أحد الأخطاء الأميركية..

د. فيصل القاسم: طب بس خلينا.. خلينا بالموضوع..

مجدي حسين: ما حدش قال غير كده.

د. فيصل القاسم: خلينا بالموضوع الإعلامي، كي لا نخرج كثيراً عن الموضوع الإعلامي، كيف ترد على هذا الكلام يعني، إنه هذه هي يعني نوع من يعني تهويل يجب ألا نأخذه كثير على محمل الجد، ويجب ألا نخاف منه كثيراً، يعني يقلل من أهمية هذه الدعاية الإعلامية الأميركية المبثوثة عربياً؟

مجدي حسين: نعم، أولاً: قضية التقسيم موجودة في كل المناقشات في.. في.. في مراكز البحوث التابعة للإدارة الأميركية، وموجودة في مناقشات الكونجرس، فبتقول فيه تعارض بين أنها بتطلب دعم الحرب وإزاي هتقسمهم، ده هي هددت بالتقسيم للبلاد اللي قالت إن أنا مش هأتعاون معاكم في الحرب، يعني السعودية لما قالت إن أنا لن أعطي قواعد، فبدءوا يطلعوا لهم حكاية تقسيم السعودية ومعاقبة السعودية، قالوا: نحن سنعاقب السعودية، ولا.. وفتحوا لها الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن إذا هي وافقت بكره على فتح القواعد هتشوف السعودية هتبقى وضعها أيه في الإعلام الأميركي، مصر هُدِّدت أيضاً لعدم تعاونها، واتقال في التقرير رغم..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: وأريد أن.. أن يعني تشرح لنا كيف يستخدم الإعلام الأميركي لإرهاب المنطقة؟ كيف؟

مجدي حسين: نعم، ما هو كده.

د. فيصل القاسم: آه.

مجدي حسين: أنت النهارده بيهددوا الصين وفرنسا، النهارده فيه مقالين واحد بيهدد، يقول لك الدور على فرنسا، العميل اللي بينشر عندنا في مصر اللي اسمه مأمون فندي، بيقول الدور مش بعد العراق مش على إيران، الدور على فرنسا، والثاني اللي تحتيه في نفس الصفحة كاتب (توماس فريدمان) بيهدد الصين بيقول لها: لو ما وقفتيش معايا هيجي الدور عليكِ.

د. فيصل القاسم: بأي.. بأي صحيفة؟

مجدي حسين: "الشرق الأوسط".

د. فيصل القاسم: آه.

مجدي حسين: أمس، فإذاً فما بالك بقى بالتهديدات التي وصلت إلى الأنظمة العربية ممكن تتخيل شكلها أيه لما بيهددوا فرنسا إن هيعاملوها معاملة العراق، وألمانيا هيعاملوها معاملة ليبيا، يبقى تتصور أيه التهديدات اللي بتصل للمنطقة، ولما بيتقال إن إحنا سنقضي على.. بعد ما نخلص على الصدَّاميين هنخش على المباركيين، ده مش تهديد؟ وده هو.. وفيه مدير مخابرات سابق بيقول كلام على القهوة؟ فيه واحد في المخابرات الأميركية بيسيبها ويبقى رئيس، ده لو عضو عادي بيفضل على صلة بالمخابرات في أي بلد في العالم، فما بالك برئيس المخابرات الأميركية، وهذا مش تهديد لمصر؟ لما يقول له أنا بعد ما أخلص.. وبيقول ده في محاضرة علنية في لندن، بعد ما نخلص الصداميين هنخش على المباركيين، هل فيه تهديد أكثر من هذا وضوحاً؟

بالنسبة للتقسيم هو القضية مش تقسيم مش هدف مقدس في حد ذاته، الهدف هو السيطرة على هذه الأمة، سواء مجمَّعة مقسَّمة، لكن هنا الهدف هو السيطرة والاحتلال، وبالتالي التقسيم وارد إذا كان مش قادر إنه يوحِّد هذه البلاد، وبالتالي الفيدرالية مطروحة في العراق، وبالتالي مطروح موضوع العراق مع الأردن، مطروح قضية المناطق البترولية إنها تستقل، بيلاعبونا بالورقة القبطية في مصر، يقول لك: هنعمل كيان قبطي، يعني إذاً التقسيم، أو السايكس بيكو أحد وسائل التخويف وأحد الوسائل اللي بيتستخدم في هذا المكان أو ذاك في الوقت المناسب، في جنوب السودان مع الأسف إن أنت كان لك موقف في جنوب السودان ما هو الوحيد اللي أنت أيدت ماشاكوس في مصر، فيعني وقلت إن دي شيء فيه إجماع عليه، بينما هذا حق تقرير المصير ده خراب على.. على.. على مصر وعلى السودان وعلى الأمة العربية والإسلامية، فيعني هذا يعني فيه قانون في الكونجرس، بيقول سلام السودان، وإذا ما سمعتوناش كلامنا هنضربكم، وهنمنع عنكم كل أشكال التمويل، وهنتصل بكل البنوك لمنع الاتصال، وهنضرب البترول بتاعكم، الكونجرس واخد قرار بأن البترول.. عائدات البترول السوداني تقارير كل 6 أشهر عنها تبلَّغ للكونجرس الأميركي، الرئيس يبلِّغ الكونجرس كل 6 أشهر، عائدات البترول عشان إنها بتستخدم في الحرب، عشان نقطع.. نضرب البترول أو نحاصر السودان اقتصادياً، فإذاً هذا انعكاسه في الإعلام فيه حملة تخويف رهيبة، كل يوم بيتقال سوريا عندها، ده التخويف كله بيتم عن طريق الإعلام، التسريبات الإعلامية بتبقى.. سوريا عندها أسلحة دمار شامل، ليبيا عندها أسلحة نووية، السودان بيعد لأسلحة دمار شامل، فإذاً الإعلام يستخدم كل يوم في التخويف، وإحنا نترجم الكلام ده وننشره بدون تعليق.

[موجز الأخبار]

افتقاد الإعلام الأميركي للموضوعية في نقل الحقائق

د. فيصل القاسم: مجدي حسين، قاطعتك قبل الأخبار، كنت تتحدث عن يعني هذا الإرهاب الإعلامي الذي تتعرض له المنطقة عبر وسائل الإعلام الأميركية.

مجدي حسين: نعم، يعني وسائل كثيرة، يعني تصوير إن أميركا كلية الجبروت، وأنها قادرة على كل شيء، وإذا.. وترى النملة بالأقمار الصناعية، بينما ثبت في حرب الخليج الثانية أن معظم ما تم تدميره تم عن طريق المفتشين في الـ8 سنين اللي فاتوا وليس عن طريقهم، لكن لازالت فيه هذه.. الإعلام الأميركي يروِّج هذا ويجد من.. أنت عايز تؤجل دي لفترة، لكن..

د. فيصل القاسم: لا.. لأ، هذا مهم جداً.

مجدي حسين: أنا بأتكلم عن الإعلام الأميركي إنه غير مؤثِّر، هو في حد ذاته باللغة الإنجليزية..

د. فيصل القاسم: سنأتي على ذلك، لكن مثلاً سمعنا أسامة بن لادن قبل أيام يتحدث عن الإعلام الأميركي كيف صوَّر الحرب الأميركية في أفغانستان وتأثيراتها، كيف؟

مجدي حسين: بالضبط، يعني هنا فيه هزيمة إعلامية كاملة في هذه الحرب، معروف إن أسامة بن لادن ربح الحرب الإعلامية في خلال.. من خلال هذه الشرائط التي يعني أفقدت الإدارة الأميركية صوابها، وقصفت مقر.. مكتب (الجزيرة)، وفعلاً انهار الإعلام الأميركي وفقد مصداقيته، بقى فيه رقابة موجودة على كل محطات التليفزيون في كثير من مواضيع الحرب، وحتى الآن فيه تعتيم غير عادي في الإعلام الأميركي، يعني كل ما واحد يصاب في أفغانستان يقولوا عليه ده وقع لوحده، طيَّارة وقعت لوحدها، ده همَّ كانوا بيتمرنوا فضربوا بعض، يعني بينما فيه عمليات بما قاله الشيخ أسامة بن لادن صحيح، فيه عمليتين كل يوم، وما تنشره طالبان من تقارير على الإنترنت بالغة الدقة وإعلام موضوعي، ويدرّس في كليات الإعلام أمام هذا التضليل الأميركي، أميركا موطن هوليوود موطن البهرجة، هي لأنها ليس معها الحقيقة، الإعلام ليس بهرجة، وليس أضواء، وليس قدرات مالية، وليس مراسلين في كل مكان إذاً كنت كذاباً، فأميركا تكذب كما تتنفس كل يوم، والكذب ممكن يكون زي ما قال الأستاذ جمال نصف الحقيقة، ما هو دا الكذب، الذي يقول نصف الحقيقة هو كاذب، واللي يقول ربع الحقيقة كاذب، وبالتالي أميركا لا تعترف بخسائرها، وهي بالمئات، وعندها 8 آلاف جندي، وبالتالي هذا.. هذه أول حرب في التاريخ يُنشر فيها أخبار طرف واحد، ولا.. و.. و.. ويتم التعتيم فيها على هذه الأخبار.

أيضاً قضية أن الإعلام الأميركي لا يمكن أن يكون مؤثر إطلاقاً على هذه الأمة، لأن الشعوب تعرف الحقائق، فلا الصحف الأميركية ولا محطات التليفزيون، ولو هم هيعملوا 100 محطة باللغة العربية، ما إسرائيل عملت قناة فضائية عربية، هذا.. هذا كلام فارغ، المشكلة في العرب اللي بيكتبوا..

د. فيصل القاسم: سنأتي على هذه موضوع العرب، لكن قبل ذلك سيد جمال، سمعت هذا الكلام، إنه أنت يعني تتحدث عن يعني إنه الإعلام الأميركي مازال بالرغم مما يقال عنه مازال يتمتع بقدر من الموضوعية وإلى ما هنالك، لكن يعني إذا استمعت إلى رسالة الشيخ أسامة بن لادن قبل أيام عما روَّجه الإعلام الأميركي عن أفغانستان والحقيقة التي أطلَّ بها أسامة بن لادن، يعني هناك فرق شاسع، لا يتحدثون لا من بعيد ولا من قريب عن خسائرهم، لا يكشفون الحقيقة، تبين أنه يعني لم يقتلوا.. لم يدمِّروا إلا مواقع بسيطة للقاعدة، تبين أن كل انتصاراتهم كانت عبارة عن بهرجة إعلامية كما قال لك السيد مجدي حسين، كيف ترد يعني؟ وهذا إعلام من طرف واحد، حتى أنهم يقصفون الآن مواقع الإنترنت التابعة لأعدائهم، وقصفوا قبل ذلك مواقع أخرى يعني تليفزيونية.

د. جمال عبد الجواد: أنا بس بيصعب عليَّ إنه نأخذ أسامة بن لادن مصدر للمعلومات في الحقيقة، يعني.. يعني هذا الرجل الذي تسبَّب في هذه الكارثة اللي إحنا لازلنا بندفع ثمنها اللي اسمها 11 سبتمبر، واللي حطت كل العرب والمسلمين في مأزق صعب، صعب بالنسبة لي إنه يبقى مصدر للمعلومات، هو صاحب قضية سياسية، من حقه إنه يدافع عن هذه القضية، ويحرِّض ويعبئ الناس وراها، ومن ثم إنه يركز على نوع المعلومات، أو يقدم الحقيقة بطريقة معينة علشان تدعم قضيته، أظن إنه.. إنه.. إنه دا مبرر جداً، وبالتالي أنا مش مطالب بإن أنا.. دا مبرر سياسياً من وجهة نظره، لكنه ما هواش مصدر للمعرفة بالنسبة لي، ولا.. ولا..

مجدي حسين: أُمَّال أميركا لما..

د. جمال عبد الجواد: لحظة.. لحظة.. لحظة..

مجدي حسين: لأ حضرتك لست على حياد بين الأمة وبين.. لأ قضية أفغانستان مش قضية أسامة بن لادن..

د. جمال عبد الجواد: بص يا..

مجدي حسين: هذه قضية بلد محتلة، و.. و.. والأميركان موجودين هناك، وفيه مقاومة يومية، وتُقصف يومياً، ووزير الدفاع الألماني كان هناك بيستلم القيادة من القوات التركية اتضرب عليه صاروخ، وألمانيا قالت كده، فإذن..

د. جمال عبد الجواد: إذن..

مجدي حسين: الحقائق بدأت.. التعتيم الإعلامي بدأ ينكسر، فأسامة بن لادن يعني صادق، ممكن تختلف معاه فكرياً، لكن إنسان صادق، وكل بياناته صادقة، وبيانات طالبان وهي متميزة شوية عن القاعدة، أنت ممكن تختلف مع القاعدة، لكن أي عربي مسلم لا يختلف على أن أفغانستان محتلة، ولابد أن تحرر من الأميركان، ولابد إنه كل الأجنبي يخرجوا فيها، وكل ما أعلنته إعلام طالبان اعترفت به القوات الأميركية أو الأوروبية مع تحوير، يقول لك: دي العربية وقعت، دا حادث مروري، إلى آخره، لكن مافيش موقعة أنا.. أنا أتابعها بدقة، مافيش موقعة ويطلع منها تقريرين أسبوعياً، ومن الجرائم في هذه الأمة أن الإعلام العربي كله لا ينشر هذه التقارير، وهي تقارير دقيقة جداً، ولا.. مافيهاش.. ويقول لك: أنا ضربت وما أعرفش عدد القتلى كام، يعني ما.. مش بيمزع، ومش بيقول أي أرقام، وبدءوا ينشروا صور مهمات الجنود الأميركان اللي قتلوا، يعني بدأ يبقى فيه إعلام مصوَّر لهذه الأحداث، فأنت مش على الحياد بين هذا، أنت المفروض تكون معاه، وتروِّج هذا، مافيش.. يعني فكرة على الحياد أسامة بن لادن..

د. جمال عبد الجواد: يا أستاذ مجدي، أنت.. أنت زعيم حزب سياسي وليك قضية، أنا باحث ووظيفتي إن أنا أقدِّم الحقيقة للناس بأبعادها المختلفة، والحقيقة متنوعة، والحقيقة ليها أكتر من جانب، ودايماً فيها أكتر من وجهة نظر، أي طرف بيحكي اللي شافه.. بيحكي اللي شافه من وجهة نظره، بيصيغه بالعبارات اللي تخدم مصالحه، زي ما أنت بالضبط صيغت العبارة اللي بتقول لي إن أنت كنت الوحيد في مصر اللي مع ماشاكوس مثلاً، أنا ما خلقتش ماشاكوس، أصدقاءك في الجبهة الإسلامية القومية في السودان هم أول ناس اتكلموا عن حق تقرير المصير، لكنك في إطار معركة سياسية معاي دلوقتي بتنسى الحقيقة، وبتصوَّرني أنا المشكلة، لكن أنا هأتغاضى عن هذا لأن أنا متعود..

مجدي حسين: لأ أنا جاي أتحاور معاك، مش أنت اللي اتفقت، أنت..

د. جمال عبد الجواد: متعود على أساليب السياسيين يعني في.. في التعامل مع الحقائق، إنه دائماً بيشوف الموضوع من زاوية واحدة..

مجدي حسين: أنت مش جاي تتحاور أم جاي..

د. جمال عبد الجواد: مرة تانية..

مجدي حسين: أنت قلت في ماشاكوس إن بناء السودان بس مش..

د. جمال عبد الجواد: مش موضوعنا السودان.. مش موضوعنا السودان، هذا..

د. فيصل القاسم: هذا ليس موضوعنا.. هذا ليس موضوعنا، أنا بس لي.. هذا ليس موضوعنا..

د. جمال عبد الجواد: أنا عديتها ساعتها..

مجدي حسين: مافيش حد في مصر قال اللي أنت قلته، قال إن أميركا مسيطرة على السودان، وإحنا.. مصر تخلَّص مصالحها.

د. جمال عبد الجواد: أنا.. أنا عديتها ساعتها، لأن هذا ليس موضوعنا..

د. فيصل القاسم: هذا.. هذا ليس موضوعنا على كل حال، حلينا بالحرب الإعلامية.

د. جمال عبد الجواد: أنا عديتها ساعتها عشان..

د. فيصل القاسم: بالحرب الإعلامية.

مجدي حسين: لأ أنا مش.. ما هو دا إعلام..

د. فيصل القاسم: طيب بالحرب الإعلامية..

مجدي حسين: ما هو دا كلام منشور.. ما هو دا كلام..

د. فيصل القاسم: طيب بس.. تفضل يا دكتور.

د. جمال عبد الجواد: المشكلة..

د. فيصل القاسم: طيب هذا كلام، أريد أن ترد يعني، أريد أن ترد، تريد على موضوع إنه لأول مرة هناك حجب إعلامي خطير وتزييف إعلامي للحقائق في أفغانستان، أريد أن ترد على كلام السيد مجدي، يعني كيف.. يعني لدينا.. لدينا معطيات من الإنترنت ومن المواقع ومن أشرطة، لماذا تكذِّب أسامة بن لادن مثلاً؟ كيف؟

د. جمال عبد الجواد: لا أنا لا أكذِّب أسامة بن لادن، لكن ما أقوله هو هناك جزء من الحقيقة تقدمه الصحافة أو الإعلام الأميركي اللي هو بيعتمد في هذه المعلومات، هنا مش مشكلة إعلام، هنا مشكلة السياسة الأميركية، مش مشكلة وسائل الإعلام الأميركية. ما أعتقده هو إنه إذا الإعلاميين الأميركيين لديهم مصدر مستقل، طريقة مستقلة للتعرف على ما يحدث يومياً في أفغانستان أرجح بنسبة 90% إن همَّ هينشروه، مش هيُمنعوا من نشره، المشكلة إنه هناك..

د. فيصل القاسم: كيف ترجِّح؟ يعني ألا تعلم يا دكتور أن..

د. جمال عبد الجواد: الرد..

د. فيصل القاسم: وسائل الإعلام الأميركية من تليفزيونات يعني تغطي أو تتستر على الكثير من الوقائع والحقائق، وإلى ما هنالك من هذا الكلام، وبإمكانك أن تتابع يعني..

د. جمال عبد الجواد: لأ أرجِّح بس يا دكتور فيصل.

د. فيصل القاسم: وهم مرعوبون من أن تقوم وسيلة إعلام أخرى بكشف هذا الكذب كما يقول الكثيرون.

د. جمال عبد الجواد: لأ.. لا أرجِّح..

د. فيصل القاسم: طيب أريك رولو.. أريك رولو، هذا كاتب فرنسي يقول لك: إنه أميركا تمارس أكبر حملة تشويه وأكاذيب منذ الحرب العالمية الثانية، وهذا كلام من الغربيين، وليس من عندنا، أكبر.. كتاب جديد للواء حسن تركماني يتحدث عن خطورة هذه الحرب، وإلى ما هنالك من هذا.. الحرب الإعلامية بالدرجة الأولى، لأول مرة في التاريخ.

د. جمال عبد الجواد: أرجِّح لإنه أنا بأتكلم عن الإعلام الأميركي زيه زي الإعلام الغربي، الإعلام الأميركي ماهواش بدعة في هذا، دي تقاليد مهنية في الصحافة الغربية، الأميركان جزء منها، دي.. دا الإعلام الأميركي اللي زيه زي أي حتة في الإعلام الغربي، اللي.. اللي في لحظة معينة كان تصدى للحرب في فيتنام، ووقَّف الإدارة الأميركية من إنها تستمر في الحرب في فيتنام، دا نفسه الإعلام الأميركي اللي أسقط رئيس أميركي في مرة من المرات، ما أقدرش ببساطة أختزل هذا الإعلام، وأقول إنه مجرد تابع للإدارة، أبقى بأغلط، أبقى بأشوف الواقع بطريقة مشوهة، ومش هأعرف أتعامل معاه، نفس هذا الإعلام الأميركي اللي بينشر كل يوم مقالات لحد زي (جراهام فولر) مثلاً اللي دخل في مجادلة مع.. مع وزير الدفاع الأميركي في كلامه عن أوروبا القديمة وأوروبا الجديدة مثلاً، اللي بينشر..

مجدي حسين: دا في CIA، اشتغل في المخابرات الأميركية.

د. جمال عبد الجواد: بغض النظر عن الـ CIA.. بغض النظر عن CIA، لكنه نُشر في الإعلام الأميركي رأي مختلف مع وزير الدفاع الأميركي، بينشر.. فيه كتاب أميركيين كثيرين، فيه ناس في الإدارات السابقة. (مادلين أولبرايت) بتنشر ضد.. ضد سياسة هذه الإدارة اللي عايز أقوله إنه ما نغلطش غلطة إنه نتعامل مع هذا الإعلام بعقل.. بأكرر ماعلهش الكلام مرة تانية، لأن الحُجة عمالة تروح وتيجي إنه.. إنه.. إنه هنغلط لو تعاملنا مع هذا الإعلام باعتباره مجرد بوق للأكاذيب، هو بالفعل هو من ناحية الإدارة الأميركية بتسرِّب أو بتسمح بقدر فقط من المعلومات، مثلاً تلك المتعلقة بأفغانستان، منطقة عمليات عسكرية، بتسمح بجزء منها فقط، ومن ثم الإعلام مضطر يتعامل مع ما يتاح إليه، لكن بمجرد ما يبقى فيه مصدر مستقل، زي في الفترة الأخيرة ابتدى بالفعل تبقى فيه معلومات مستقلة عن اللي بيحصل في أفغانستان، على الأقل الروايتين بيتحطوا جنب بعض، ودي ميزة إعلامية أنا ما أقدرش..

مجدي حسين: ما بيحصلش..

د. فيصل القاسم: روايتين..

د. جمال عبد الجواد: ما أقدرش.. ما أقدرش..

مجدي حسين: ما بيحصلش، الروايتين ما بيتنشروش.

د. جمال عبد الجواد: لحظة.. لحظة.. لحظة.. لحظة أرجوك، الطريف في الأمر أيه: إن نحن نتحدث عن حملة تخويف أميركية وحرب إعلامية أميركية، بس الكلام دا مش منطقي ليه؟ لإنه أنا لم أرَ الولايات المتحدة الأميركية تعاني من مشكلة مصداقية في العالم قد ما بتعاني منها النهارده، يعني في اللحظة اللي الولايات المتحدة فيها بتُتهم بإنها بتشن أكبر حملة أكاذيب وكذا وكذا، فيه أكاذيب كثيرة بالفعل، إنه بالضبط هي نفسها اللحظة الولايات المتحدة يكاد يكون.. تكاد تكون بلا صديق في العالم، المظاهرات اللي خرجت في إنجلترا، اللي بتخرج في كل أوروبا، اللي بتخرج في الولايات المتحدة نفسها.

د. فيصل القاسم: وهذا يدعوها إلى أن تكذب أكثر فأكثر يعني.

د. جمال عبد الجواد: لا بالعكس، اللي.. اللي.. اللي يخليني أقول إنه هذه السياسة.. السياسة الإعلامية، الطريقة اللي بتتعامل بيها الولايات المتحدة مع الرأي العام في العالم، سواء عبر التصريحات اللي بتخرج من الإدارة، أو عبر ما تسربه لوسائل إعلامها، ووسائل الإعلام في العالم سياسة خاطئة، ومن ثم.. أنا عايز أقول إنه ربما من مصلحة خصوم أميركا في العالم إنه يطلبوا منها إنها تستمر في هذه السياسة، لأنه هذه السياسة بالضبط هي اللي بتؤدي إلى إضعاف موقف أميركا وإفقادها الأصدقاء في العالم.

د. فيصل القاسم: طيب كويس.

د. جمال عبد الجواد: أنا لا أرى مصدر خطر من هذه السياسة لأنها بالضبط بتضعف الولايات المتحدة الأميركية.

د. فيصل القاسم: كويس جداً، نشرك من دبي السيد موفق حرب (المسؤول في إذاعة سوا الأميركية).

سيد حرب، يعني لديَّ كلام أريد أن ترد عليه حول.. حول الإعلام الأميركي، يقولون: خلال حرب الخليج كان الرأسماليون المعلوماتيون يروجون للحرب ويلمعونها في مختلف.. في عيون مختلف قطاعات المجتمع الأميركي وغيره على حدٍ سواء، ولتسويق هذه الحرب لأنصار البيئة قامت شبكة CNN بعرض صور.. صور حية لطائر يموت بسبب بقعة نفطية، وقالت إنه طائر من طيور الخليج يموت بسبب النفط الذي سكبه العراقيون القساة في الخليج، لكن المشاهدين أخبروا CNN بأن الطائر المسكين الذي شاهدوه كان من طيور ألاسكا، ولم يكن من طيور الصحراء العربية، وأنه قتل بسبب النفط الذي سرَّبته شركة (أسو) النفطية الأميركية وليس الرئيس العراقي صدام حسين، وقد اعتذرت CNN عن التضليل، وبعد هذه المحاولة قال مراسل CNN في بغداد (بيتر أرنت) في تعارض صارخ مع ما قاله البنتاجون: إنه لم يكن هناك أي دليل على الإطلاق على أن مصنع حليب الأطفال الذي أُمطر بوابل من القنابل الأميركية يحتوي على منشآت لتصنيع الأسلحة، فما كان من إدارة CNN إلا أن أغلقوا فم بيتر أرنت، وأرسلوه إلى مكانٍ آخر، إلى ما هنالك من هذا الكلام، والقصة تتكرر الآن في عملية التحضير لغزو العراق، الدنيا مليئة بالأكاذيب والتضليل الأميركي، كيف ترد؟

موفق حرب: أولاً اسمح لي أن أبدأ بملاحظة صغيرة، و.. ومن ثم سأعلِّق على السؤال الذي سألتني. آسف على عدم مقدرتي أن أكون في الأستوديو إلى جانبكما، ولكن شكراً على الإتاحة.. إتاحة الفرصة لي لإعطاء هذه المداخلة.. الملفت بكلام الأستاذ حسين أنه لا ينتمي إلى أي حقبةٍ زمنية، قد يكون أيام سايكس بيكو، قد يكون في الحرب العالمية الأولى، في الحرب العالمية التانية، ولكن المؤكد أنه لا ينتمي إلى هذه الحقبة. نحن.. و.. وإنصافاً للدكتور مأمون فندي لأنه غير موجود، وكنت أتمنى على الأستاذ فيصل أن يهب لنصرته، ليس فقط لا.. لا.. لا من أجل الدفاع عنه بس، ولكن أن نتهم إنسان غير موجود في الحلقة بأنه عميل، هذا الشيء أعتقد خروج عن الأدب المهني والإعلامي والثقافي.

مجدي حسين: دا بيشتغل في البنتاجون، دا مش سر ولا شتيمة..

موفق حرب: و.. قد تختلف.. قد تختلف معه، وقد تتفق معه، ولكن..

مجدي حسين: هو بيشتغل في البنتاجون.. في الجهاز الأمني للبنتاجون، مش سر يعني..

موفق حرب: رجاءً أنا لا أدافع.. أنا لا أدافع عن أرائه أما.. أما بالنسبة للسؤال الذي..

مجدي حسين: فأنا بأقول إنه بيشتغل في البنتاجون.

موفق حرب: أما بالنسبة للسؤال الذي طرحته عليَّ يا أستاذ فيصل. أنا لا أمتلك المعلومات الخاصة في هذا الموضوع، وتحديداً ما حصل في الـ CNN والطائر الذي تفضلت بالحديث عنه، بس ولكنه عنه.. عنه..

د. فيصل القاسم: هذا مجرد مثال، مش.. مجرد مثال.

موفق حرب: أحب أن أعطيك شيء، لماذا.. لماذا اتجهنا.. لماذا فقط ركَّزنا على الطير ولم نتكلم عن الصور التي بثتها كل وسائل العالم، كيف قام النظام العراقي بتفجير آبار النفط في.. في.. في الكويت بعد أن غادر، يعني هلا صارت المشكلة طائر طلع صحيح أو غير صحيح، وشوفنا إنه كيف حاول.. كيف العالم بأثره حاول إخماد آبار النفط في الكويت، ولماذا لم نتكلم عن هذا الموضوع؟

أما إذا تسمح لي أن أعود إلى لب الموضوع وهو الموضوع الذي بدأت فيه الحلقة، وهو الحديث عن الإعلام الأميركي.. أنا أعتقد المشكلة بأننا نستعير مصطلحات من الإعلام العربي ونطبقها على الإعلام الأميركي. أنا لا أدافع عن الإعلام الأميركي بشكل عام، ولكن لا أريد أن أختزله بمقالين قام.. قام بنشرهما ربما جريدة معينة لأنها تعرضت لجماعات ضغط، فنحن نستعير مصطلحات عربية.

الإعلام في الولايات المتحدة ليس جزءاً من التركيبة السياسية، الإعلام في الولايات المتحدة واضح، هناك صحيفة يمينية، هناك صحيفة تؤيد الليبراليين، ولكن القارئ والمستمع والمشاهد يعرف خلفية هذه المؤسسة الإعلامية، فإذا أردت أن تصدقها أو أن تؤيدها لك الحق، ولكن جميع الآراء متوفرة، وأيضاً هناك خطأ أعتقد أننا في العالم العربي وفي الإعلام العربي، وحتى لدى المثقفون العرب.. المثقفين العرب نقع فيه دائماً، وهو العودة إلى مصطلحات وتعابير كانت دارجة في الحرب العالمية الأولى والثانية، وحتى ما قبل انتهاء الحرب الباردة، الآن المشاهد العربي والمواطن العربي يخاطر بحياته ويخالف قوانين بلاده من أجل أن يضع صحن التقاط فضائي ليستمع إلى ويشاهد تليفزيون (الجزيرة) لأنه يتوخى الحقيقة، العالم تغيَّر، هناك الثورة الإعلامية، هناك الإنترنت، من يتكلم على أن تقرير معين سيهد من عزيمة الشعوب؟ فلنكف عن هذه التعابير والمصطلحات، لأنها أصبحت من العصر البائد، لنتكلم بطريقةٍ واقعية ولا نستخف بعقول و.. و.. ومستوى الثقافي السياسي الواعي للمستهلك الإعلامي. أعتقد..

د. فيصل القاسم: طيب بس دقيقة موفق حرب، خليك معي ثانية واحدة، أنا أريد أن ترد على هذا الكلام، يعني لماذا أنت.. لماذا يعني عم بيقول لك أنتم تعودون في هذا الكلام.. أنتم أصبحتم ديناصورات يعني، ديناصورات تعودون إلى.. إلى ما قبل.. ما قبل التاريخ الحديث -إذا صح التعبير- في الإعلام، تهولون الموضوع، والناس أذكى بكثير من أن ينضحك عليها -إذا صح التعبير- وإلى ما هنالك من هذا الكلام، كيف ترد على.. على مسؤول يعني مسؤول في الإعلام الأميركي؟

مجدي حسين: أيوه. كويس إن إحنا نسمع وجهة نظر أميركا، بس قبل صورة الطائر اللي حضرتك اتكلمت عليها عايز أقول له الإعلام الأميركي نشر كام صورة لأطفال العراق اللي.. اللي.. اللي السرطان خلى دماغهم منبعجة؟ كام صورة اتنشرت لطفل عراقي قاعد في غرفة الإنعاش بسبب السرطان اللي ضربت بيه أميركا العراق من خلال اليورانيوم المنضب؟ كام صورة نشرتوها لمجازر أفغانستان؟ وساعتها احتج الإعلام الأميركي إنه مُنع من نشر المساجد والبيوت و.. والنساء والأطفال الذين ذبحوا، والقرى التي طمرت بالأرض في حرب أفغانستان، فيعني مش قضية صورة أو صورتين، والآن.. حتى الانتفاضة بدءتوا تعتموا عليها في الإعلام، فيه حاجة لابد تكون مفهومة في الإعلام الأميركي، وأنا زرت الولايات المتحدة وعارف كويس.. أنا مش بأقول عن بعد، فيه عشرات ومئات المحطات التليفزيونية، كلها بتقول نفس الكلام في السياسة تقريباً يعني، سيبك من الصحف..

د. فيصل القاسم: كما لو أن هناك رئيس تحرير واحد لكلها.

مجدي حسين: كله، يعني بيتغير الأخبار المحلية، لو رحت أي ولاية بتلاقي الجزء الخبري بيتكرر في.. ويبقى اسمك عندك ألف محطة، لكن أولاً خبر صغير جداً، وسطرين ثلاثة بيتقالوا في كل حته، وفيه أسلوب تاني وهو تجهيل المجتمع الأميركي، وهو إن.. إشغاله في التفاهات، ومحاكمة (سامسون) و.. ومش عارف (كلينتون) مارس غرامياته في الطرقة أم في الغرفة، هي دي الديمقراطية اللي مسموح بيها قوي، و.. ودا اللي يشغل وقت الرأي العام، لكن الصحف طبعاً فيها أكتر شوية، ولكن كما ذكرت في كلامي من البداية إذا وُجد خلاف داخل الإدارة الأميركية بيبقى فيه وجهتي نظر مطروحين، إذا اتفقوا بتضمحل الطرف الآخر..

د. جمال عبد الجواد: دول شالوا رئيس للولايات.. شالوا رئيس يا أستاذ مجدي.

مجدي حسين: مافيش غير 4 صحف.. مافيش غير 4 صحف في أميركا، ماتلاقيش في السوق غير 4 صحف في الـ 50 ولاية، و.. وهمَّ لهم معروفة الصناديق بتاعتهم، لأن دُول الموجودين، وبتوزع في كل الولايات نفس الصحف تقريباً زي الأهرام والأخبار والجمهورية، يعني قريبين من بعض قوي يعني، ومن هنا.. النهارده فيه أزمة، ما تاخدش أمثلة من النهاردة، دلوقتي فيه أزمة، (بوش) النهارده (بلير) تراجع، وبوش في أزمة حقيقية، فلم يكون فيه أزمة في.. الطبقة الحاكمة نفسها شايفة إنه هو مخه شت أو حساباته خاطئة، واستراتيجيته المهيمنة مستعجلة جداً، ففيه ناس في.. دا السبب، في هذه الحالة يُسمح، لأن هذا خلاف داخل الطبقة الحاكمة، لكن مش حرية.. مش حرية على الإطلاق.

منظمات حقوق الإنسان الأميركية ما بتعرفش تنشر 3 أسطر على بعض في الصحف الأميركية، لو بعتت لبريد القراء ما بتعرفش تنشر في الصحف الأميركية، فيعني عامل أساطير إن أميركا فيها حرية وكذا، دا فيه بس شطارة.. فيه شطارة في الإخراج يعني مش زي العالم التالت..

د. فيصل القاسم: الإخراج والكذب والتلفيق.

مجدي حسين: إخراج يعني، إخراج وادعاء الديمقراطية، ادعاء الديمقراطية، ودا سبب انفضاض الشعب الأميركي عن السياسة وعن الإعلام، وبقى 40% اللي بيروحوا الانتخابات.

د. فيصل القاسم: طيب كويس جداً. موفق حرب، سمعت هذا الكلام، ولديَّ كلام لـ (جور فيدال) يعني الذي يعتبر ضمير أميركا، يقول لك: صحيح لدينا مئات القنوات التليفزيونية، وآلاف الصحف والمجلات والجرائد، لكن الهدف منها -يعني وهذا أميركي- هو التجهيل والتعتيم والتضليل والكذب والتلفيق، وهذا كلام ليس لعربي، بل لضمير أميركا، اللي هو جور فيدال، كيف ترد؟ وأيضاً (ناعوم تشومسكي).

موفق حرب: أنا.. أنا.. أنا لا أدافع عن الإعلام الأميركي بشكل عام، بس ولكن أنا ما.. ما أريد أن أوضحه هو أنه لا يوجد مركزية في الإعلام الأميركي، هناك حملات نقد ذاتي مستمرة في.. في المؤسسات الأكاديمية حتى من.. من المؤسسات الإعلامية نفسها، فهي دائماً تسعى أن تظهر بمظهرٍ أكثر مصداقيةً، بس، ولكن ما أختلف معه هو تصوير أن الإعلام الأميركي يُختزل بوكالة أنباء عالمية أو أن هناك وزير إعلام يفرض يومياً على رؤساء تحرير الصحف ما هي العناوين، هذه مصطلحات -يا أخي- عربية، هناك.. هناك هنا.. يعني تفضل الأستاذ مجدي حسين بأنه هناك 4 فقط جرائد في الولايات المتحدة، وهو الذي قال أنه كان في الولايات المتحدة..

مجدي حسين: رئيسية.. رئيسية أيوه..

موفق حرب: هذه صورة غير حقيقية أبداً، أنك.. يعني على الأقل يجب أن يتمتع الضيف أو.. أو الشخص الذي يظهر على البرنامج أنه يعطي الحد الأدنى من.. من الواقع، كيف تختزل الإعلام الأميركي بـ 4 جرائد يا أخي؟ هناك عشرات الآلاف من المؤسسات الإعلامية والراديو و..

مجدي حسين: ما أنا عارف، الصحف المنتشرة في كل الولايات..

موفق حرب: يا أخي شو.. أنت.. أنت.. أنت غائب عن الوعي الداخلي الأميركي.

مجدي حسين: المشتركة.. اللي في كل الولايات همَّ "الواشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال".

موفق حرب: يا حبيبي.. لا.. لا هذا أنت بتقول إنك زرت.. أنت لم تزر إلا واشنطن ولم تزر (…..) ولم تزر (…..) …

مجدي حسين: دول عندهم صناديق على كل ناصية في واشنطن وفي كل.. مافيش حد عنده صناديق غيرهم.

موفق حرب: يا أخي، رجاء، تكلم عن الإعلام..

مجدي حسين: لا أصل الكلام على إن الموضوع إن فيه نقص في المعلومات، لأ مافيش نقص في المعلومات.

موفق حرب: يا أستاذ مجدي، تكلم عن الإعلام المصري فقط.

مجدي حسين: بأتكلم إن الصحيفة المركزية اللي بتروح كل الـ 50 ولاية.

د. فيصل القاسم: دقيقة يا جماعة، دقيقة، اتفضل يا سيد حرب.

مجدي حسين: لكن كل واحد يعمل نشرة بـ 10 نسخ مسموح بيه.

موفق حرب: يا أخي، تكلم عن الإعلام الذي تقف به، ولكن لا تتكلم في داخل الإعلام الأميركي لأنك غائب عن السمع ….

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة.. بس دقيقة.

موفق حرب: لو سمحت..

مجدي حسين: ممكن فيه 300 مرشح للرئاسة.. فيه 300 مرشح للرئاسة، لا القول بإن إحنا مش فاهمين هو عند.. عند.. إن عندنا نقص في المعلومات، لأ مش عندنا نقص في المعلومات، أنا بأتكلم عن التيار الرئيسي.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة.

موفق حرب: ما عندك نقص في المعلومات، ما عندك معلومات.. ما عندك معلومات. النقص هو موقف إيجابي، ما عندك معلومات عن الإعلام الأميركي أنت تعطي للمشاهد والمستمع اللي عم بيسمع (الجزيرة) اليوم ويشاهدها معلومات خاطئة، يجب أن نتحلى بضمير مهني، يجب أن ننقل صورة واقعية، أنا لا أدافع عن مضمون كل المؤسسات الإعلامية، بس ولكن أخلاقياً لا يجب أن نعطي معلومات غير صحيحة، هناك.. هناك إعلام، هناك إعلاميون أميركيون وزملاء أنا أعرفهم، وهناك ضمير إعلامي في الولايات المتحدة. لا تختزل جميع الناس كما قلت.. كما تقول، و.. و.. وكما قال الأستاذ فيصل بإنه.. إنه جار فيدال.. جور فيدال، هناك حقيقة نقد ذاتي دائماً بعد أي أزمةٍ تمر فيها الولايات المتحدة، تبدأ المؤسسات والجامعات والمؤسسات الأكاديمية و.. وحلقات الفكر بدراسة التغطية الإعلامية حتى لا تتكرر الأخطاء، بس، ولكن النقطة أريد أن أكررها مرةً ثانية: لا يوجد مركزية في الإعلام الأميركي، لا يوجد وزير إعلام، هناك.. هناك حزبان في الولايات المتحدة، نحن هناك.. نحن في إذاعةٍ ممولة من.. من دافعي الضرائب الأميركيين، نحن يُفرض علينا بأن لا نمثل وجهة نظر الإدارة الأميركية، وهناك مراقبة من الكونجرس، أليس من المنطق أن..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: بس يا سيد موفق، أنا أريد أن أسألك سؤال، ما الهدف من هذه الإذاعة والإذاعات الأخرى والتليفزيونات الأميركية الأخرى التي بدأت تظهر كظهور الفطر في الدول العربية؟ هل جاء لوجه.. يعني لوجه الله، أم أنها قادمة لغرض إعلامي ولهدف إعلامي بالدرجة الأولى؟ والكثيرون يقول يعني الآن يعني ماذا.. ماذا تهدفون أنتم؟ ماذا تريدون يعني؟

موفق حرب: السؤال.. السؤال..

د. فيصل القاسم: فقط يعني من شان الناس تسمع موسيقاكم؟

موفق حرب: لا يا حبيبي سؤال.. سؤال وجيه جداً، أنت سألت سؤال وجيه جداً، هناك لكل مؤسسة إعلامية غرض وهدف، بس ولكن أن تقول أن المؤسسة الإعلامية التي نحن نشرف عليها هي جزء من ترسانة عسكرية، هذا غير صحيح.. نحن نهدف من خلال هذا.. هذا المشروع الذي هو تطور وليس بشيء جديد، هناك.. هناك بث أميركي بكل اللغات بجميع أنحاء العالم، باللغة الصينية إلى العربية، الهدف من ذلك هو توطيد علاقات الصداقة بين الشعوب، الهدف من خلال مؤسسة إعلامية هو اكتساب ثقة واحترام المستمعين، ومن خلال ذلك فأنت تعمق العلاقات وتوثقها، بس ولكن أنت تأتي وأن تقول إذاعة إعلامية، هناك عدد كبير فيها من.. من.. من الأميركيين من أصولٍ عربية ومن العرب، وهم من.. من.. من الصحفيين المعروفين والذين يتمتعون بمهنية عالية، أن تقول أنها جزء من.. من ترسانةٍ عسكرية، هذا تجني.

أنا أقول لك شيء: نحن في أميركا الشمالية تستطيع أن تلتقط إذا كان لديك صحن فضائي ليس فقط تليفزيون (الجزيرة) لأن تليفزيون (الجزيرة) عليك أن تدفع لالتقاطه في الولايات المتحدة، تستطيع أن تلتقط تليفزيون المنار يا أخي، وهو تليفزيون حزب الله الذي تعتبره الإدارة الأميركية منظمة إرهابية، لا أحد يشوِّش عليه..

مجدي حسين: هتمنعوه كمان يعني، هتمنعوا المنار يعني؟

موفق حرب: أن تقول بأن إذاعة قادمة للاجتياح، التبادل الإعلامي جزء من الحياة هذه الأيام، جزءٌ من العصر، فدعونا من هذا الكلام ولنبدأ حواراً بناء وعميقاً..

مجدي حسين: لو سمحت.

د. فيصل القاسم: طيب كويس جداً.. كويس جداً.

موفق حرب: ارتفع بمستوى الخطاب السياسي يا أستاذ حسين.

د. فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، سأعطيك المجال.. تريد أن ترد باختصار..

مجدي حسين: آه لو سمحت، آه.

د. فيصل القاسم: باختصار آه، ماذا تريد أن تقول؟ يعني يقول لك.. يقول لك يعني أنتم.. أنتم يعني..

مجدي حسين: أنا بأتكلم عن التيار الرئيسي، التيار الرئيسي هنا حتى المعارضين، أيه أسلحة الدمار الشامل دي اللي هو قاعد يتكلموا عليها؟ أنا بأتكلم هنا بيعمل الحاجة، ويقعد يعمل..

د. فيصل القاسم: هيصة تانية.

مجدي حسين: Row عليها وحملة أسلحة الدمار الشامل، بينما أميركا هي زعيمة أسلحة الدمار الشامل، هي أكتر بلد استخدمت أسلحة الدمار الشامل، هل فيه حد بيتكلم في الإعلام الأميركي من المحطات الرئيسية عن جرائم أميركا في إبادة شعوب بأكملها في.. في.. في السكان الأصليين لأميركا؟ هل إبادة القرن العشرين في أميركا اللاتينية.. عشرات ومئات الألوف قتلوا من المعارضة في أميركا اللاتينية على يدي الإدارات الأميركية العميلة لأميركا والقوات الأميركية مباشرة، هل بيكتبوا عن 2 مليون طفل عراقي كل يوم في الصحف الأميركية؟ ما أنا عارف فيه أميركيين طيبين اللي هم بيروحوا يزوروا العراق وعاوزين يعملوا أسلحة.. يعملوا دروع بشرية، هل بتكتبوا عن اليورانيوم المنضب اللي.. اللي نشر السرطان في شمال السعودية وفي جنوب العراق؟ هل كتبتوا إن.. هل إن دي أسلحة دمار شامل؟ هل ذكرتوا إن إسرائيل.. عاملين فيه حملة في الصحف الأميركية إن فيه 500 أو 400 رأس نووي عند إسرائيل، دا بيتقال في الصحف الأميركية؟ هل بيتقال إن إسرائيل عندها صواريخ تصل للرباط وتصل إلى باكستان؟ الحقائق دي عرفها المواطن الأميركي الغلبان؟ طبعاً اللي عنده إنترنت دي وسيلة جديدة للخروج عن الهيمنة، لكن أنا بأتكلم عن المحطات الرئيسية، قلتوا لهم إن أنتم أبدتوا السكان الأصليين أجداد بوش بالبطاطين اللي فيها جدري؟ قلت لهم إن تشرشل استخدم الغاز السام ضد أكراد العراق سنة 20 وضد أفغانستان وضد الزنوج وقال كده علناً وينستون تشرشل، هل بتقولوا لهم اليورانيوم المنضب خطورته أيه رغم إن اللي قايل كده علماء في البنتاجون وأنتوا راميين كميات منه هائلة في أفغانستان وهتضربوا العراق به خلال أيام، أو هكذا ما تسعون إليه، هل حد.. أمراض حرب الخليج هل فيه مجتمع مجهل زي الولايات المتحدة فيه 130 ألف جندي أصيبوا ما حدش عارف بعد 12 سنة سيبونا من الهنود الحمر بتكذبوا فيهم دي قضية قديمة، قتلتوا 112 مليون أو 300 ألف أو مليار موضوع قديم، لكن دا موضوع حصل امبارح، حتى الآن الشعب الأميركي ما يعرفش إن فيه 130 ألف جندي أميركي إنجليزي غربي أصيبوا في حرب مش عارفين.. ما فيش رواية رسمية حتى الآن والإعلام بيلعب دور تضليلي، يقولوا خدوا حقن بالغلط، يقولوا كذا.. يقولوا كذا حتى الآن وهل فيه تجهيل أكتر من كده في بلد بتقول إنها بلد مفتوحة مش عارفة تقول حقيقة خاصة بشعبها 130 ألف جندي؟!

د.فيصل القاسم: فما بالك بالشعوب الأخرى يعني تريد أن تقول؟

مجدي حسين: آه.

د.فيصل القاسم: طيب نشرك من القاهرة الكاتب والباحث السيد أحمد الجمال، تفضل يا سيدي

أحمد الجمال: آلو.

د.فيصل القاسم: تفضل يا سيدي.

أحمد الجمال: مين، آلو.

د.فيصل القاسم: سيد أحمد الجمال.

أحمد الجمال: نعم.

د.فيصل القاسم: طيب نشرك سيد أحمد الجمال سمعت هذا الكلام، ندخل في موضوع الإعلام العربي مباشرة، كيف يستقي الإعلام العربي المعلومة من وسائل الإعلام الأميركية ويروجها؟

أحمد الجمال: أولاً: الموضوع بداية أحييك وأحيي ضيوفك، وبالبديهة فأنا متعاطف جداً مع صديقي مجدي أحمد حسين وفي نفس الوقت متعاطف أيضاً مع الدكتور جمال عبد الجواد، لأن ربما.. ربما ظن البعض أنه حُشر في زاوية الدفاع عن الولايات المتحدة الأميركية وعن سياستها وإلى آخره، ولكنه يعني الإنسان السوي لا يملك إلا الحس الوطني والحس الإنساني والعلمي والضمير العلمي أظن هو الذي دفعه لأن يتحدث بهذه الطريقة الانتقادية عن الولايات المتحدة الأميركية، ولذلك رغم اختلافي مع بعض منطلقاته وبعض كتاباته، إلا أنني أحييه على هذه اليقظة الضميرية وعلى هذا الانتباه العلمي الحقيقي.

غاية الأمر ما أود قوله في طلقات سريعة جداً -يا أستاذ فيصل- هو إنه موضوع إن الإعلام الأميركي غير مركزي، نعم الإعلام الأميركي والإدارة الأميركية هما تعبير عن مصالح لمجموعات مصالح ولجماعات ضغط، وبالتالي إذا كان الأصل هو جماعات المصالح وجماعات الضغط فمن هنا يصبح الإعلام والإدارة معاً غير مستقلين بالمفهوم اليوتوبي للاستقلال، هذه واحدة.

الثانية: أن الصديق الذي تكلم من دبي ويريد أن يوحي لنا بأنه يعمق الصداقة بين الشعوب عبر المحطات الأميركية يعني.. يعني.. يعني هذا الكلام يُطلب منه هو أن يحترم عقلية القارئ وعقلية السامع وعقلية المشاهد، لأنه عندنا مثل فلاحي مصري بيقول: "ومنذ متى ترمي الحدأة بالصيصان أو بالكتاكيت" يعني الولايات المتحدة الأميركية التي تبحث عن صداقتنا هي التي قتلتنا في بحر البقر وفي أبو زعبل وحاصرتنا في الخمسينات وملء الفراغ و(أيزنهاور) والنقطة الرابعة، مسيرة طويلة من العداء فيما كنا نحن في البداية نحاول أن نناشد الولايات المتحدة الأميركية ونمد لها كل يد للصداقة منذ طلب تمويل السد العالي، منذ طلب التنمية، منذ طلب التسليح، منذ طلب كف اليد عن دعم إسرائيل، إلى.. إلى آخر ما كنا نحاوله طيلة الخمسينات من محاولة لجذب صداقة الولايات المتحدة الأميركية ومطالبتها بأن تكون موضوعية وحيادية، ولعلي أذكر في هذا الصدد الرسالة المطولة التي أرسلها الرئيس جمال عبد الناصر إلى الرئيس (جون كنيدي) ومنشورة يحاول فيها أن يتفاهم مع كنيدي، فما كان مصير كنيدي بعد ذلك لأنه حاول أن يمد اليد الأميركية الموضوعية إلى حدٍ ما إلى أن قُتل على يد الأجهزة الأميركية.

الإعلام العربي.. الإعلام العربي أيضاً هو تعبير عن.. عن واقع متردي، الإعلام العربي.. يعني الإعلام العربي.. أين الإعلام العربي؟ الصحف في الدول التي تتمتع بتعددية حزبية لا يمكن أن.. أن تعبر عن تعددية حزبية، إما صحف أيديولوجية صارخة زاعقة يدينها الذين يدعون العلمية والموضوعية، أو صحف قومية متورطة هي الأخرى في مجموعات المصالح و.. وجماعات الضغط التي بدأت تنشأ في.. في أوطاننا، ويبدو أن القاعدة التي تقول: أن المؤذن من داخل القلعة يؤثر في.. في سكان القلعة أكثر من المؤذن من خارج القلعة، فتم اكتشاف أن الأصوات الإعلامية وفي بعض المؤسسات العربية الصحفية يحاولون تسويغ.. تسويغ ما تطرحه الولايات المتحدة الأميركية بأقلام عربية وبشخوص عرب، يعني بمعنى إنه إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تريد أن تصل إلى ضرب العراق أو إلى زوال النظام في العراق وهي بذلك تستفز الوجدان العربي، فما الذي يمنع أن يكون العرب هم بأنفسهم.. هم الذين يسوغون هذا الأمر، هم الذين يتحدثون عن أننا لا نملك القدرة على مواجهة الولايات المتحدة الأميركية، هم الذين يتحدثون إنه على صدام حسين أن يحمل عصاه على كاهله وأن يرحل، هم الذين يتحدثون عن إنه عليه أن يريح شعبه وأن يُريح الأمة وأن يُريح العالم، ترديد الكلام الغربي لدينا هو محاولة لغزو الوجدان العربي بهذا الأمر، ولكني أستطيع القول: يمكن نعمة شوية من عند ربنا -وأنا آسف بين هلالين أن أقول أنها نعمة لأنها جملة اعتراضية واعترض عليها سلفاً- أننا أمة أمية، يعني كثير من الذين.. من الرأي العام في الشارع المصري أو الشارع السوداني أو الشارع العربي بوجه عام انتشار نسبة الأمية وفداحتها بتخلي الناس لا تقرأ كلام الجهابذة الذين يكتبونه من المحللين الاستراتيجيين ورؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات الذين يجرعوننا السم في كل لحظة تحت دعوى الواقعية، والتي يعني أعتز بإنه سماها الأستاذ كامل الزهيري سماها الوقوعية وليست الواقعية، الإعلام العربي في هذا الصدد هو أسير لسياسات عاجزة منكفئة، سياسات تفكر بتحت أقدامها، نحن الآن في قضايا تتعلق بدول نُهبت.. دول نُهب منها مئات المليارات هُربت، اقتصاد متهالك، نظم سياسية متهالكة، جماعات سياسية لا يربطها ضابط أو.. أو.. أو.. أو.. ليس لها محاور تتمسك من حولها، أحزاب سياسية عديمة الجدوى لأنها طبعت وأنها حبست بين الجدران، وأن هناك القوات المستعدة للضرب بالرصاص في المليان إذا نزل الناس إلى الشوارع، فأصبحت الأحزاب السياسية كأقنان الدواجن أو كعشش الدواجن طالما أن الناس تكاكي في داخل العشة فلا خطر منهم، كيف تطلب مني الآن أن أتحدث عن إعلام عربي في ظل هذا. .في ظل هذا الجو؟ ما جرى مؤخراً من زيارات للولايات المتحدة الأميركية أو من ترديد لدعاوى الإعلام الغربي هو تعبير حقيقي عن الوجه الآخر للعملة، وهو.. هو التعبير الآخر عن الاقتصاد التابع، عن الاقتصاد المنهوب، عن الإرادة الوطنية المسلوبة، عن السيادة الناقصة إلى آخره والإعلام ليس غريباً عن هذه التركيبة لأنه جزء من تركيبة شاملة.

د.فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر.

[فاصل إعلاني]


الإعلام العربي وترديد ما يبثه الإعلام الأميركي

د.فيصل القاسم: نشرك بعض الإخوة من الإنترنت، مشاركة 106 من فيصل إسماعيل سبوع من سوريا يقول: الإعلام بلبل يغرد وببغاء يردد عواء الذئاب، ويقصد طبعاً الإعلام العربي.

سيد جمال عبد الجواد، سمعت هذا الكلام، ولدي فاكس أيضاً يقودنا إلى موضوع كيف أصبح الإعلام العربي عبارة عن ببغاء يردد ما يقوله الإعلام الأميركي، وأنه هو وسيلة التخويف والإرهاب والتجهيل وإضعاف روح الأمة وبث روح الهزيمة قبل الإعلام الأميركي، لأنه الإعلام الأميركي لا يستطيع أن يصل للجميع فيستعمل المؤذن العربي!! يقول لك يعني زاهر البطاني من أميركا: من المؤكد أن الإعلام الأميركي فعال في إضعاف وإحباط الشعوب العربية، ولكن فئة قليلة من العرب تتاح لهم الفرصة بالإطلاع على الإعلام الأميركي، فالمشكلة واللوم هو ذلك القنوات العربية التي تنقل لنا أفلام وثائقية عن الجيش الأميركي سواء في حروب قديمة أو مشاهد عن الجيش الأميركي في معسكرات التدريب وهو يرفع الأثقال، ويحمل السلاح المتطور، ويصفونه كأنه غول حتى يخاف العرب منه، أما على الصعيد السياسي فأميركا غير محتاجة لإعلامها كي يحبط من عزيمة العرب، حيث أن الزعماء العرب -والحمد لله- كافين في التأثير على الأمة وإحباطها واستسلامها بأقوالهم الكثيرة، كيف ترد؟

د.جمال عبد الجواد: يعني أنا بأفتح جرايد عربية، بأفتح "الأهرام"، بأقرأ للأستاذ صلاح الدين حافظ، بأقرأ للأستاذ فهمي هويدي، بأفتح جريدة "الوطن" هنا، بأفتح جريدة "الراية"، بأفتح "الحياة"، بأفتح "الشرق الأوسط" بألاقي الاتجاه العام في الحقيقة فيما ينشر معادي للسياسة الأميركية في المنطقة، مش بالضرورة متعاطف مع النظام العراقي، لأنه صعب جداً التعاطف مع النظام العراقي، اللي أنا عايز أقوله.. اللي أنا عايز أقوله…

د.فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس يا سيدي ينقل.. ينقل.. ينقل الصورة الأميركية، هناك بعض الصحف الصادرة في.. في خارج العالم العربي يعني يقولون إنه مثلاً صحيفة مثل "الديلي ميرور" أشرف ألف مرة من هذه الصحف الخضراء والصفراء وما بأعرف شو بيسموها يعني، آه، هذه أسئلة يعني.

د.جمال عبد الجواد: ما أعرفش أشرف ومش أشرف ما.. ما معيار الشرف؟ بس اللي أنا عايز أقوله إنه الإعلام العربي على العكس في تغطية هذه الأزمة بيتمتع بدرجة عالية جداً من التوازن، بشكل عام الموقف السايد فيه موقف معادي للسياسة الأميركية وشايف إن السياسة الأميركية تجاه العراق سياسة خاطئة و.. ومش.. مش صحيحة ومضرة بالمنطقة ومضرة بالأميركان نفسهم، دا معروض طول الوقت، دا الاتجاه العالم السائد في وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمشاهدة زي حضراتكم في (الجزيرة) أو أبو ظبي أو غيره من القنوات، أنا مش شايف مصدر هذا الاتهام جاي منين.

الحاجة الثانية: إنه فيه أشياء، فيه حاجة اسمها إنك بتقدم الحقيقة ما فيش حاجة.. يعني أخشى ما أخشاه إن إحنا وإحنا بنتكلم عن إعلام عربي بيقدم الصورة بيكرر اللي بيقوله الإعلام الأميركي وكده إن يبقى في ذهننا الإعلام العربي بتاع الستينات، يعني إعلام عربي أيديولوجي تعبوي مقاتل، عمال يقول للناس رسالة واحدة طول الوقت، لغاية ما أصبحت كذبة كبيرة و.. ودفعنا تمنها كتير، هذا الإعلام المتنوع ضروري لمصلحة هذه الأمة بما فيه حتى لو كانت تكلفة ده أحياناً ويحدث إنك تقدم أشياء هي عبارة عن وجهة نظر الأميركان مثلاً أو حتى وجهة نظر إسرائيل، ضروري أعرف هذه الأشياء والعقلية..

د.فيصل القاسم [مقاطعاً]: اعرف عدوك.

د.جمال عبد الجواد: والعقلية.. اعرف عدوك وأفهم العالم، العالم كبير مش بالضرورة العالم متقسم أعداء وأصدقاء، العالم كبير فيه أعداء وفيه أصدقاء وفيه ناس ملهاش دعوة لا بالأعداء ولا بالأصدقاء..

د.فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس.. بس يا دكتور أنا معك..

د.جمال عبد الجواد: لحظة.. لحظة يا فيصل..

د.فيصل القاسم: بس.. بس يقولون إن هذا الإعلام يفتح المجال للكثير من الأصوات العربية المتصهينة التي هي أخطر بكثير على المشاهد والإنسان العربي منه على.. من الإعلام الأميركي..

د.جمال عبد الجواد: مش صحيح.. مش صحيح، أنا..

د.فيصل القاسم: انظر الصحافة العربية، انظر ما يكتبه بعض العرب في الصحافة، والله يعني (موشي ديان) على يمينهم يكون في بعض الأحيان.

د.جمال عبد الجواد: وصف.. وصف الصهينة دا وصف سياسي، دا رأيك السياسي، لكن إذا كنا من أنصار الحرية، من أنصار التعددية دي مجرد وجهة نظر، خليها تتقال ودعنا نتخلى عن الاتجاه.. اعتقادنا في إن إحنا بنفهم أحسن من شعوبنا وإن إحنا من حقنا نمارس عليهم نوع من أنواع الوصاية، الشعوب ليست قاصرة، والدليل مرة تانية هو إنه في ظل كل هذه الاتهامات اللي أنا أعتقد إنها غير صحيحة بشأن موقف الإعلام العربي من ترديده للمقولات الأميركية إنه الرأي العام العربي الكاسح ضد السياسة الأميركية في المنطقة لا يستقيم..

د.فيصل القاسم: لم.. لم يؤثر، حلو.

د.جمال عبد الجواد: لا يستقيم أن يكون الإعلام العربي مجرد ترديد للي بتقوله الولايات المتحدة الأميركية وفي نفس الوقت الأثر تماماً عكسي، يعني دا معناه إنه هذا الإعلام مالوش لزمة أو بينتج أثر عكسي ودا كلام لا يمكن.. لا يمكن قبوله على الإطلاق، بعبارة أخرى خلينا ننفتح على التيارات المختلفة، على الأفكار المختلفة وهذا لا يضرنا مع هذا.. هذا لا يعني.. لا يعني..

مجدي حسين: لأ فيه تيارات يا دكتور..

د.جمال عبد الجواد: لحظة يا دكتور، لا يعني إنه.. إنه الإعلام العربي إعلام.. إعلام بنسميه مثالي، فيه مشكلات في الإعلام العربي وأنا أعتقد لكن أنا..

د.فيصل القاسم: لكنه لم يكن، أنت قلت كلاماً مهماً في واقع الأمر.

مجدي حسين: لو سمحت.. لو سمحت.

د.فيصل القاسم: دقيقة سأعطيك المجال، لكن لدي الكثير من المشاركات، يوسف محمد -قطر- تفضل يا سيدي باختصار لو تكرمت.

يوسف محمد: يعطيكم العافية.

د.فيصل القاسم: يا هلا.

يوسف محمد: أولاً: عندي سؤال للدكتور جمال بس فيه مقدمة ثواني، وهي أنه أنا كفلسطيني جرحي.. جرحي بفلسطين لا يندمل، ومع ذلك عندما غزا العراق الكويت سيبقى هذا الجرح أكثر عمقاً وأسي، لذلك أنا بأقول للدكتور جمال لو قرأت مقال لأحد الكتاب العرب بيقول فيه: عجلة الحرب بدأت الدوران ووقفها بيد حاكم بغداد وحده، لو قرأ هذا المقال هل سيحكم بأن كاتب هذا المقال عربي في هذا الظرف الذي يعيشه شعب العراق؟ وشكراً جزيلاً.

د.فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر.

د.جمال عبد الجواد: ما فيش مشكلة.. دا كان موجه لي..

مجدي حسين: معايا.. معايا هذا المقال..

د.فيصل القاسم: دقيقة إبراهيم، بس دقيقة سأعطيك إياه.. سأعطيك المجال، بس دقيقة، دكتور إبراهيم خضير من الأردن تفضل يا سيدي، بس دقيقة.

إبراهيم خضير: شكراً دكتور فيصل على هذا البرنامج الحر، وشكراً للضيوف الكرام.. بالنسبة لموضوع الحلقة موضوع لغة الدعاية يدخل باب علم اللغة الاجتماعي والنفسي والبروباجندا وأساليب الدعاية، طبعاً هناك دعاية.. أنواع دعاية بيضاء ورمادية وسوداء ودعاية التأليب والتكتيك لا مجال لذكرها، وما تصدر هذه الأيام من أكاذيب وتلفيقات من.. من الإدارة الغربية تدخل باب التمهيد والتهويل وتهيئة الأجواء للحرب الإجرامية، طبعاً هذا يذكرنا بأيام جوبلز وزير الدعاية الألماني أيام هتلر وأيام تشرشل كانوا يقولون: أكذب ثم أكذب حتى يصدقوك، وهذا بوش الرئيس الأميركي يطبق ذلك حرفياً لشن الحرب، وكان تشرشل أكبر الكذابين براعة وها هو بوش أكبر الكذابين براعة ودجلاً وشراً، فأين هو محور الشر؟ محور الشر أليس هو بلير وبوش؟ قال بوش قبل أيام: نريد تحرير العراق وليس غزوه، هذا يذكرنا بتصريح الجنرال (مور) عند احتلال العراق: "جئنا محررين وليس فاتحين" فالتاريخ يُعيد نفسه، أما دور القنوات الفضائية في هذه الأيام تردد وبطريقة ببغائية وأتفق مع الأستاذ مجدي حسين المصطلحات والتسميات الصادرة عن الغرب، مثلاً كلمة إرهابي والإرهابية تصدر بدون فهم المعنى، أصبح شارون الملاك ورجل السلام بدلاً من أن يكون هو المجرم والسفاح، وأصبح الفلسطينيون المغتصب أراضيهم إرهابيين، يا للسخرية!! وفعلاً شر البلية ما يضحك، اليهودي الملتحي رجل متدين، المسلم الملتحي متطرف، أما إذا..

د.فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب أشكرك جزيل الشكر، الكثير من النقاط بس للأسف الوقت يداهمنا، أشكرك.

مجدي حسين: لو سمحت.

د.فيصل القاسم: سأعطيك المجال، نشرك أيضاً جمال التميمي من لندن، تفضل يا سيدي.

جمال التميمي: مساء الخير.

د.فيصل القاسم: يا هلا.

جمال التميمي: دكتور، في البداية أنا أحب أقول إنه أنا أختلف مع الدكتور المحترم جمال على ما.. يعني ما ورد في طرحه، وأريد أن أقتبس في البداية ما قالته عجوز موجهة -فلسطينية من مخيم جنين- موجهة إلى الإعلام العربي، قالت هذه العجوز: لا نريد من الإعلام أن يطالب بمساعدات مالية ولا مواد أولية ولا عسكرية، كل ما نطلبه منهم أن لا يعملوا على إحباطنا، نعم هناك قنوات ووسائل إعلام عربية تساهم بشكل ملحوظ على نشر ثقافة الانحطاط وثقافة الهزيمة للمواطن العربي، وللأسف أقول أن بعض القنوات الفضائية العربية تحولت إلى كباريهات فضائية وفضائيات للعلاقات العامة لا هم لها إلا أن تسوق البضاعة الفاسدة التي تُصنَّع في البيت الأسود في واشنطن.

دكتور فيصل، هناك حملة إعلامية أميركية شرسة كل إعلامي بسيط يلاحظها يومياً، بالمقابل هناك حملات وحفلات غنائية راقصة على قنواتنا العربية، دعوة إلى المشاهد العربي أن يربح المليون ويخسر الوطن والانتماء، ماذا نقول عن ذلك؟ أريد أن أقول لك ببساطة يا دكتور.. يا دكتور فيصل: أين القضية الفلسطينية في القنوات والإعلام العربي هل هي القضية الأولى؟ حتى لم تصبح القضية الرابعة ولا الخامسة.

د.فيصل القاسم: طيب.

جمال التميمي: إذا سمحت لي، لماذا هذا لغة الاستسلام والترويج لما يُسمى الأمر الواقع والحديث عن المقاومة بلغة التشكيك لا بل والعداء بعض الأحيان؟ هناك نقطة مهمة أخرى: لماذا لم يتكلم الإعلاميين والقنوات الفضائية الآن وليس لديهم الجرأة على وصف.. وصف الضحايا الفلسطينيين بالشهداء ووصف العمليات الاستشهادية بأنها عمليات انتحارية؟

إذا سمحت لي نقطة أخيرة دكتور.. دكتور فيصل، الآن تتسابق بعض الفضائيات العربية دون خجل على عرض برامج الغناء والرقص، وكأن نساءنا لم يخلقن إلا لهز الخصر، وفي أحسن الأحوال بعض القنوات الفضائية تتحفنا ببرامج عن الطبخ المشمر والمحمر في ظل واقع عربي مرير، و.. وهناك نسبة بطالة وأمية وفقر وديون عالية دكتور فيصل.

د.فيصل القاسم: طيب أشكرك جزيل الشكر، أشكرك وصلت الفكرة. أنا أريد أن أسألك سؤالاً: يعني نحن نهوِّل إنه إعلامنا يردد ببغائياً وإلى ما هنالك، قال لك الدكتور جمال عبد الجواد إنه يا أخي هذا الإعلام لم يؤثر بالرغم من.. مما يكتب فيه وبالرغم من إنه البعض يرددون مقولات الإدارة الأميركية وإلى ما هنالك، حتى إنه القواعد، يعني هناك من يقول: إنه الإدارة الأميركية أقامت قواعد إعلامية في الوطن العربي على غرار القواعد العسكرية، حتى هذه القواعد فشلت فشلاً ذريعاً، لماذا أنتم خائفون إذن؟ الشارع العربي أقوى وأوعى وإلى ما هنالك، يعني ليش أنتو خايفين وبتهولوا الموضوع والدنيا..

مجدي حسين: لا ما فيش خوف.. مش قضية خوف، قضية أن عندما ابن جلدتنا العربي المسلم المقيم في بلادنا واللي ماسك الإعلام يروِّج هذا الكلام هذا يخدع بعض الناس لبعض الوقت ويعرقل.

د.فيصل القاسم: يعني هناك أصوات متصهينة في الإعلام العربي؟

مجدي حسين: كتير، الله ودي عايزه كلام.

د.فيصل القاسم: آه في الخارج والداخل، آه.

مجدي حسين: أنا هأضرب مثل بصحيفة مصرية بدون ذكر اسمها لو سمحت مش عايز أقول اسمها والرجل الأستاذ يوسف اللي كان..

د.فيصل القاسم: باختصار.. باختصار.

مجدي حسين: بسرعة، مانشيتات بقى لها أسبوعين راحوا عملوا بعثة في أميركا ونازلين مانشيتات باول وكونداليزا رايس أول مانشيت: بوش حريص على إعلان دولة في فلسطين علشان ترويج.. تبييض وجه أميركا في.. ونشر عن كلامه: بوش يوجه إنذار، آدي المانشيتات بقى لها أسبوعين، واشنطن تشكل أكبر تحالف في تاريخ البشرية لنزع أسلحة العراق بالقوة، شوفوا الكذب، يعني حتى كذب دي في الصفحة الأولى جريدة رسمية بيدفع تمنها دافع الضريبة المصرية، واشنطن تشكل أكبر تحالف دا الكلام ده بتاريخ 9 فبراير وكان واضح إن العالم مش مع أميركا، بينما رئيس الدولة في المانشيت فوق بيقول: إبعاد شبح الصراع، يعني فيه ناس أساساً كما بتخرق الدولة، بتخرق الدولة وبتروج لأميركا، وبعدين صفحة ثانية عن ما بعد صدام، يعني أنت.. هم عملوا الحرب وخلصوا صدام وسيادة البيه رئيس التحرير بيقول..

د.فيصل القاسم [مقاطعاً]: كما لو إنه العراق انتهى تحت جنازير الدبابات.

مجدي حسين: خلاص انتهى وإن.. إن فيه تقنية عالية جداً لأميركا وإن أميركا ستسحق العراق والشعب العراقي هيستخبى في البيت.. في بيوته، وصدام هو اللي حيبقى.. وبالتالي أميركا إنسانية هتدخل المدن وتوكل الناس، هذا يقال رئيس رئيس تحرير واحدة من أهم الصحف المصرية يكتب هذا.. وهذا.. لا طبعاً الناس ضجرت منه، لدرجة بعد كده نشر تقدير أميركي واسع للمسخرة اللي هو عملها دي.

د.فيصل القاسم: طيب، كويس، كيف ترد سيد جمال، يعني لدي كلام من نزيه تركي حمزة من فنزويلا يقول نفس الكلام، يسألك نفس الكلام إنه الإعلام العربي أصبح مروجاً للهزيمة، مروجاً لكل هذا الكلام، باختصار.

د.جمال عبد الجواد: مش صحيح.. غير صحيح، المشكلة في هذا الاتجاه هي إنه الناس عايز إعلام يا يقول إن هو في دماغه بالضبط يا يبقى إعلام مطابق لوجهة نظره بالضبط وإلا يعتبره إعلاماً فاشلاً وإعلاماً مروجاً للخيانة ومروجاً..

مجدي حسين: دا صراع بين الأمة وبين الأعداء..

د.جمال عبد الجواد: لحظة يا مجدي أنا بأقاطعكش يا أخي أنا ما بأقاطعكش.

مجدي حسين: دا صراع بين الأمة والأعداء، أصل أنت بتقول أنا محلل..

د.جمال عبد الجواد: أنا ما بأقاطعكش.. وما بأزعقش زيك يعني أنت بتزعق..

مجدي حسين: لا لا، أنت بتقول أنا محلل، أن مش بأزعق، أنا بأقول لك أنت بتقول محلل..

د.جمال عبد الجواد: يعني بالراحة بالراحة بالراحة.. بالراحة طيب خلص أهو هأديك 3 دقايق.. شوية خلص خلص يا الله.

مجدي حسين: أنت بتقول إنك محلل، لازم المحلل يبقى على الحياد يعني.. لا أنا بأقول لك ما تبقاش على الحياد..

د.جمال عبد الجواد: أنا بس اسمع يا..

د.فيصل القاسم: دقيقة دقيقة، الكلام لك.. الكلام لك، يا جماعة.. يا جماعة.. يا جماعة، لا تبقى على الحياد، يعني نحن..

مجدي حسين: مش.. مش عيب إنك في الآخر تقول أنا منضم ليك لأن أنت كان مفروض أساساً يعني أنت.. أنت جاي تنصف الإعلام الأميركي.

د.جمال عبد الجواد: يعني لو أنا قلت لك.. هتسكت وتديني فرصة أتكلم.

مجدي حسين: أنا متوقع إن أنت تيجي تنضم جنبي في الآخر..

د.جمال عبد الجواد: لا مش هأنضم.. مش هأنضم، من مصلحة هذه الأمة، اسمع بس أديني فرصة.. أديني فرصة يا أخي.

مجدي حسين: بناء على كلامك، لكن..

د.فيصل القاسم: بس دقيقة تفضل.. تفضل.. تفضل..

د.جمال عبد الجواد: مش هأنضم جنبك ومن مصلحة هذه الأمة إن أنا وأنت نبقى موجودين وما نبقاش مرة تانية عقل واحد مش شايف الدنيا غير من زاوية واحدة، لأن هي دي بالضبط وصفة للكارثة والهزيمة ولنا خبرات، نحن أمة بلا تاريخ، لها تاريخ في الهزائم زي ما.. مالها تاريخ في الانتصارات، وهزائمنا بدأت بالضبط يوم ما بطلنا نشوف الأوجه المتعددة للحقيقة ودي مشكلتك، لحظة يا أستاذ مجدي.

د.فيصل القاسم: طيب، معك 10 ثواني.

د.جمال عبد الجواد: 10 ثواني، إنه كل واحد عايز إعلام بالضبط على تفصيله، عايز إنه حتى الإعلام الأميركي مطلوب منه إنه يتبنى الأجندة العربية.

د.فيصل القاسم: كويس جداً.. كويس جداً.. كويس جداً، كلمة أخيرة، هل نحن بحاجة إلى الأبواق القديمة أمجاد يا عرب أمجاد التي ودتنا يعني بـ60 ألف داهية يسألون؟ باختصار، لماذا تريد من؟ باختصار.

مجدي حسين: يعني معارك الوطنية لم تنته، ونحن لابد أن يكون هناك حياد، ليس هناك حياد وموضوعية عندما يأتي العدو لغزو بلادنا فلا حياد.

د.فيصل القاسم: طيب فلا حياد. مشاهديَّ الكرام، لم يبقَ لنا إلا أن نشكر ضيفينا الدكتور جمال عبد الجواد (الباحث في الشؤون الاستراتيجية في مركز الأهرام) والأستاذ مجدي حسين (رئيس تحرير صحيفة الشعب سابقاً، أمين عام حزب العمل حالياً). نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.