-
الاتجاه المعاكس

الوجود الأميركي في منطقة الخليج

ما حقيقة أهداف الوجود العسكري الأميركي في منطقة الخليج؟ وهل تحولت دول الخليج إلى محميات أميركية؟ وما سر زيادة المعارضة الخليجية للوجود الأميركي؟ هل بسبب ما تقوم به أميركا من إفقار منظم لدول الخليج؟
مقدم الحلقة فيصل القاسم
ضيوف الحلقة – عبد الأمير الركابي، كاتب وباحث
– سامي النصف كاتب ومحلل سياسي
تاريخ الحلقة 12/12/2000

undefined
undefined
undefined

د. فيصل القاسم:

تحية طيبة مشاهديّ الكرام، هل أصبح الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الخليج نوعاً من الاحتلال؟ هل تحولت دول الخليج إلى محميات أمريكية؟ ألم تصبح القوات الأمريكية ضيفاً ثقيلاً على الخليج، لكنها مازالت تتظاهر بخفة الدم؟ ألا تزداد المعارضة الخليجية للوجود الأمريكي يوماً بعد يوم؟ ألم يأتِ الهجوم على المدمرة الأمريكية كول في اليمن في هذا الإطار؟ وأيضاً الهجوم على سيارات بريطانية في السعودية؟ ألم تلقِ قوات الأمن الكويتية القبض على جماعات جهادية تخطط لضرب أهداف أمريكية في الخليج؟ ألم يُعلن سلفيو الكويت على الملأ أن الوجود العسكري الأمريكي أصبح احتلالاً صارخاً؟ ألا تشير كل الدلائل إلى أن واشنطن تخطط لاحتلال استيطاني في الخليج على غرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؟

هل هناك علاقة بين انفجاري السعودية والشبكة التي ضبطتها السلطات الكويتية؟ لماذا أعلنت القوات الأمريكية في الخليج حالة الطوارئ في صفوفها ثلاث مرات في غضون شهرين؟ لماذا تطلب واشنطن من رعاياها في الخليج أسبوعياً توخي الحذر؟

هل أصبح وزير الدفاع الأمريكي كوهين مندوباً سامياً على دول الخليج؟ إلى متى تتشدق واشنطن بالخطرين العراقي والإيراني لتبرير وجودها في الخليج؟ ألم هذا التبرير هزيلاً إلى أبعد الحدود ولم يعد ينطلي على أحد؟ إلى متى تغذي واشنطن عدم الاستقرار في المنطقة؟ ألم يصبح الوجود الأمريكي الخطر الأكبر على الخليج؟ ما هي طبيعة العلاقة بين أمريكا والخليج؟ هل هي علاقة صداقة وتحالف، أم علاقة تبعية وهيمنة؟

ألم يحن الوقت ليقف أهل الخليج ليقولوا كفى استنزافاً واستغلالاً لنا يا أميركا فقد جف الضرع وهلك الزرع؟ ألا ينطبق المثل القائل حاميها حراميها على الوجود الأمريكي في الخليج؟ لماذا يهرع وزير الدفاع الأمريكي كوهين –الذي وصف بسمسار السلاح المتجول- إلى الخليج في كل مرة ترتفع فيها أسعار النفط لبيع دول المنطقة أسلحة لا ضرورة لها؟ أليست ميزانيات الخليج المثقلة بالعجز والديون أولى بعائدات النفط الناتجة عن ارتفاع الأسعار؟ هل تقوم أميركا بعملية إفقار منظم لدول الخليج؟ لكن في المقابل أليس من الإجحاف تصوير بعض العمليات ضد الأهداف الأمريكية على إنها معارضة كاملة للوجود الأمريكي في الخليج؟ أليست القوات الأمريكية موجودة برضا دول المنطقة؟

لماذا يحاول البعض تصوير العلاقة بين أميركا ودول الخليج كما لو كانت مفروضة من أميركا؟ ألا تتهافت دول الخليج على تقديم تسهيلات عسكرية للعم سام؟ ألم يصبح الوجود العسكري الأمريكي جزءاً ركيناً في منظومة دول مجلس التعاون منذ عام 1990 وهو وجود مؤسس على قرارات الشرعية الدولية، وعلى سلسلة الاتفاقات العسكرية مع دول المجلس؟

لماذا لا نقول إن القوات الأمريكية أصبحت عامل استقرار في المنطقة؟ لماذا لا نقول إن الوجود الأمريكي مصلحة مزدوجة أملتها ظروف المنطقة؟ ما هو البديل للقوات الأمريكية؟ أليس من حق دول الخليج التي لا تستطيع حماية نفسها أن تشتري الحماية؟ لماذا التركيز فقط على القوات الأمريكية في الخليج؟ أليس الأمريكان موجودين في معظم أصقاع العالم براً وبحراً؟

ألا يتمركزون بكثافة في بريطانيا ومعظم أنحاء أوروبا؟ ألم يقل أحد البريطانيين إن بلاده تحولت إلى حاملة طائرات أمريكية؟ ألا يتواجدون في شبه الجزيرة الكورية، واليابان، وتركيا؟ ألا يعتبر الإنفاق العسكري الخليجي ضئيلاً بالمقارنة مع الإنفاق الإسرائيلي مثلاً؟ ثم ألم يكن وزير الدفاع الأمريكي مصيباً عندما قال إن العمليات الإرهابية لن تستطيع إخراجنا من الخليج؟ هل بإمكان بعض التفجيرات هنا وهناك أن تنال من القوة الأمريكية في المنطقة؟ أم أن الأمريكيين قادرون على ملاحقة معارضيهم بلا هواده كما يحدث الآن في أعقاب تدمير البارجة الأمريكية كول؟ أليس هناك تعاون أمني وثيق بين دول الخليج وأميركا يحول دون تأثير الوجود الأمريكي بأي معارضة؟

هذه الأسئلة وغيرها أطرحها على الهواء مباشرة على الكاتب والباحث عبد الأمير الركابي، والكاتب والمحلل السياسي سامي النصف.

للمشاركة في البرنامج يُرجى الاتصال بالرقم 4888873 وهو عبارة عن أربعة خطوط، ورقم الفاكس 4885999، وعبر البريد الإلكتروني E-mail: oppdir@qatar.net.qa

نعود إليكم بعد هذا الفاصل.

[فاصل إعلاني]

د. فيصل القاسم:

سيد ركابي في البداية، ألا تعتقد أنه من الإجحاف الكبير -إذا صح التعبير- أن نتحدث عن الوجود الأميركي في الخليج كما لو كان احتلالاً أو شبه احتلال؟

عبد الأمير الركابي:

أنا أولاً يعني أريد أن أعطي لهذه المسألة يعني بُعدها الراهن على مستوى التطورات العالمية، وأعتقد إن مسألة وجود القوات الأمريكية في الخليج ومجمل السياسة الأمريكية في المنطقة منذ عشر سنوات وإلى الآن يجب أن ينظر إليها من هذه الزاوية، العالم اليوم تغير، ونحن نعرف إن تغيرات كثيرة حصلت على مستوى العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الثنائية القطبية في العالم، وانتقال حتى أوروبا إلى آفاق جديدة من حيث التطور، أشكال الاستعمار، وأشكال الهيمنة والسيطرة على المستوى العالمي تغيرت، لم تعد الاستعمار القديم ولا حتى الاستعمار الجديد.

اليوم هنالك شكل من أشكال الاستعمار الذي يتجاوز وجود الدول، الذي يكسر السيادة الوطنية، الذي يحول العالم كله إلى مزرعة واحدة تحت الهيمنة الأمريكية، في منطقتنا هنالك مصالح هي نفسها تتكرر عبر التاريخ واليوم تتزايد قيمة المنطقة وأهميتها، وخصوصاً بوجود إسرائيل في المنطقة، الاستراتيجية الأمريكية اليوم تتركز حول يعني نقطة أساسية هي النفط والتكنولوجيا الإسرائيلية، وهنالك سياسة أمريكية حسيسة تسير باتجاه تحويل هذه المنطقة إلى منطقة خلفية للولايات المتحدة الأمريكية تقوم على السيطرة الإسرائيلية، على إدارة تل أبيب إلى المنطقة ومن خلال دمج البترول العربي بالتكنولوجيا الإسرائيلية، وبهيمنة أمريكية.

هذا الأمر يقوم على المزيد من تفتيت المنطقة، على كسر حتى ما بُني من أشكال وكيانات الدول حتى القُطرية منها، وبداية ما حصل في عام 1990م وما بعده هو استغلال للقصور الموجود في بنية النظام العربي، يعني ما حدث في عام 1990م وما بعده أثر حتى على البُنية المحدودة الأولية التي أمكن للعرب أن يحققوها اللي هي الجامعة العربية وما تتضمنه على الأقل من حدود دُنيا من التضامن العربي، ما تزال الجهود الأمريكية الإسرائيلية تسير وهنالك نذر اليوم نشوفها فى المنطقة بعد انتهاء، أو توقف عملية السلام قد تؤدي إلى ضرب دول أخرى قطرية، وإلى تفتيتها، وإلى هنالك تهييج لبعض القوى التي كانت نائمة ضد قوى أخرى، العراق أيضاً اليوم وتحت الحصار يتعرض إلى عملية تهيئة للتفتيت وللتقسيم، دول الخليج تزداد ضعفاً يوماً بعد يوم، والولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى وضع يدها بصورة مباشرة على هذه المنطقة، وتريد أن تمسك النفط نهائياً.

المشكلة تتعلق بمسألة الوعي، هنالك اليوم تغير في الاستراتيجيات الأمريكية، تغير في السياسات الأمريكية، ولكن لم تحدث طفرة في الوعي التحرري، وفي الوعي الوطني، وحتى في وعي النخب الحاكمة العربية، ومنها دول الخليج في الحقيقة.

د. فيصل القاسم:

طيب، باختصار يعني أنت تتحدث عن استعمار جديد، عن استراتيجية، استراتيجية احتلال جديد إذا صح التعبير.

عبد الأمير الركابي:

نعم.. نعم.

د. فيصل القاسم:

سيد النصف.

سامي النصف:

والله الحقيقة يعني خلينا نبدأ باحترام عقل المشاهد، أنا أتصور إنه نتكلم عن نوايا لم نشاهد مقابلها أفعال من قِبل القوى الكبرى، يعني لم نُشاهد احتلال أمريكي للمنطقة بـ 1973م قطعنا النفط لم نشاهد حتى احتلال بالمقابل، بالمقابل الاحتلال الوحيد اللي شاهدناه من الجار العراقي للكويت، من الجار المسلم إيران للجزر الخليجية، أو الجزر الإماراتية، واقع الحال إن من مصلحة المواطن العربي أن تبقى القوات الدولية ولا أسميها الأمريكية الموجودة من الأربعينات حتى نضمن عدم وجود اعتداء آخر جديد، خليني أعطيك مثال بسيط، خلنا نقرأ التاريخ الحديث، في كل مرة يكون فيه اختلال بميزان القوى بين النظام في العراق والدول الأخرى يحدث غزو، المرة الأولى النظام بالعراق لم يهاجم إيران عندما كانت تحت حكم الشاه، عندما كانت قوية، في اللحطة اللي شعر إنه هناك خلل في ميزان القوى هاجم إيران، ودفعت العراق وإيران ما يقارب المليار، مليار دولار يعني 664 مليار من إيران ومبلغ مقابل من العراق، كذلك مرة أخرى لما جاء عام 1990م، ووجد وشعر إنه ما فيه حماية للكويت، واستدعى السفيرة الأمريكية وشعر إنه ما فيه معاهدة حماية، ولا فيه تواجد أمريكي في الكويت قام بغزوه الثاني اللي كلف إلى الآن 600 مليار، هل لمصلحة العرب أن تنسحب، فيه إشكالية ديمغرافية تعترف فيها كجيران إنه والله عدد سكان الدول الخليجية لا يتوائم ولا يتناسب مع عدد سكان العراق أو إيران أو غيرها، هذا الأمر الضمان الوحيد لبقاء الأمن، أو الأمن العربي في الخليج، وأنا أعتقد إنه يجب –وهذه نقطة مهمة- هل إحنا نرى أو نعتقد إن الأمن الخليجي يختلف عن الأمن العربي أو جزء من الأمن العربي؟ إذا كنا نؤمن أن الأمن الخليجي هو جزء من الأمن العربي، فأحد وسائل الحفاظ على الأمن الخليجي –اللي هو جزء من المنظومة العربية- هي عبر بقاء القوات الدولية.

د. فيصل القاسم:

الأمريكية يعني، هي أمريكية قبل ما يسمى الأمريكية، نعم.

سامي النصف:

حقيقة أمريكية وغير أمريكية، فيه روسية، وفيه بريطانية، وفيه فرنسية، يعني الأمريكية هي جزء منها، أكثر من ذلك، أمريكا قاعدة تستخدم النفط الخليجي وأنا أعتقد إنه حتى لو –يعني- لو لم يكن هناك تواجد أمريكي لطلبناه، لسبب بسيط إنه بما أنها تستخدم النفط الخليجي، عليها مسؤولية بالدفاع عن هذا النفط، أكثر من ذلك، الدول الخليجية، يعني لو نظرنا إلى منظومة الدولة العربية الـ 22 دولة عربية، الدول العربية الأخرى، الدولة(أ)، أو (ب) لو اختفت أو لو أضير أمنها لأضير فقط أمن هذه الدولة، الصومال مثال، إنما الدول الخليجية، الدول الخليجية أي يعني ضرر بأمن الدول الخليجية يضر الأمن العربي بأكمله، لأن الدول الخليجية هي من تدعم الانتفاضة الفلسطينية، الدول الخليجية هي من يبني الجامعات بالمحيط العربي من الخليج إلى الجزيرة، من المحيط إلى الخليج، الدول الخليجية هي من يدعم كل تحرك عربي، أنا أعتقد إنه بالفعل نحتاج إلى احترام العقل العربي، نحتاج إلى نظرة جديدة لقضية التواجد الدولي في الخليج.

د. فيصل القاسم:

طيب، سيد ركابي يبدو أنك متهم بعدم احترام العقل العربي من خلال هذه الطروحات.

عبد الأمير الركابي:

والله أنا لا أعرف كيف يحترم العقل العربي بهذه الطريقة مع إنه هذا الكلام أولاً يعني يخفي مسألة أساسية اللي هي دور المواطن العربي، ذاتية المواطن العربي، موقف المواطن العربي مما يحدث في المنطقة، المواطن العربي محطوط بـ، لما يُحترم عقله أمام حماية وحيدة هي الحماية الأمريكية والحماية الأجنبية، أنا في الحقيقة أبحث عن طريقة أخرى لاحترام العقل العربي، طريقة أخرى تهيئ المنطقة العربية والعقل العربي كله إلى تجاوز ما حصل، إلى الخروج نحو آفاق توحد الموقف العربي ضد الهيمنة الأمريكية، ولا داعي لأن نضع أنفسنا تحت سطوة الأمريكان أو غير الأمريكان، ممن الممكن إحنا كعرب أن نجد السبل والوسائل التي.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

هل تريد أن تقول في هذه الحالة إن الخطاب الذي تفضل به السيد النصف قبل قليل هو يروج بطريقة أو بأخرى لوضع المنطقة تحت الهيمنة؟

عبد الأمير الركابي:

هذا ترويج واضح، هذا ترويج واضح، ليس هنالك ترويج.. حتى لم يقل أي خيار آخر، يقول: هنالك خيار وحيد، أن الخيار الوحيد أن نضع أنفسنا تحت الهيمنة الأمريكية فقط، ولا يقول أي شيء آخر، لم يقل شيئاً آخر، لم يقل حتى احتمال، لم يقل أن هنالك احتمال.

د. فيصل القاسم:

لكن قدم كثير من المبررات لمثل هذا الطرح من الخطاب؟

عبد الأمير الركابي:

لا، لم يُقدِّم، قدم تبرير معروف بديهي، نحن يقول إن الاحتلال الوحيد اللي شفناه هو الاحتلال العراقي، طيب OK، نحن شُفنا احتلال عراقي، ولكن هل الحل الوحيد أمام هذا الاحتلال أنه نحن نكون تحت الهيمنة الأمريكية؟ أنا لا أعتقد هنالك احتمالات أخرى على الأقل خَلِّيه يناقشها، هنالك احتمالات أن العرب يصلون إلى نقطة لا يعودون بحاجة إلى الهيمنة الأمريكية، يصلون إلى حد معين من التفهُّم يُعيدون إحياء التضامن العربي، والوحدة العربية، ووحدة الموقف العربي، ووحدة المصالح العربية، والتاريخ والمشاعر العربية، هذا أعتقد أيضاً حل آخر غير الهيمنة الأمريكية، هو لا يطرح سوى –لكي يحترم العقل العربي- يطرح مسألة وحيدة هي أنه لا يمكن إلا أن يكون هنالك أمريكان في المنطقة، هذا لا أعرف أن هذا كيف يتفق مع احترام العقل العربي.

سامي النصف:

لا.. لا، بالعكس أنا أولاً لا يروج أحد هنا للهيمنة الأمريكية، واقع الحال إنه فيه وجود أمريكي منذ الأربعينات، واقع الحال إنه حدث اعتداء عراقي على الكويت وحدث تهديد على بقية دول الخليج، حاجة ثالثة قضية التسلح العراقي لو تغيرت المعطيات لتغيرنا، واقع الحال عندي 25 وثيقة، كلها تُبين من مصادر مختلفة أولها Sunday Times قبل يومين لازال العراق يحتفظ بنوايا وبأسلحة، قبلها

Wall street Journal يوم الأربعاء أرقام الإنفاق الدفاعي، قضية خطر.

د. فيصل القاسم:

أي إنفاق دفاعي؟

سامي النصف:

الإنفاق الدفاعي..

عبد الأمير الركابي:

العراقي.

د. فيصل القاسم:

العراقي.

سامي النصف:

العراقي.

د. فيصل القاسم:

العراقي كيف يا رجل؟ طيب من عشر سنوات البلد محاصر لا تستطيع أن تُدخل إليه قلم رصاص، فكيف يتسلح بهذه الطريقة، يعني هذا.. هنا يجب أن نحترم عقل المشاهد أعتقد أم لا؟

سامي النصف:

حقيقة هذي بيان بالمصانع والمواقع العراقية المتصلة بأسلحة الدمار الشامل، العراق لا يحتاج الآن.. فيه عنده 300 طائرة، عنده 2700 دبابة، أنت لازم تُقارنها بالقوى المحيطة، هذا من 1998م العراق عنده 350 ألف جندي نظامي، عنده 650 ألف جندي احتياط، عنده 2700 دبابة، 300 طائرة، اليوم بجريدة الوطن القطرية هذا الصباح تتكلم عن تحالف قادم بين إيران والعراق وسوريا وطبعاً سيضم اليمن، هذا التحالف، خلنا نتذكر حاجة ثانية فيه فوارق أيديولوجية بين الدول الخليجية الست كأنظمة وراثية وغيرها وبين الدول المحيطة، الدول المحيطة دول ثورية، دول يحكمها العسكر، دول لا يوجد فيها نوع من التسامح.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

ودول الخليج تحكمها الديمقراطية والليبرالية الحديثة.

سامي النصف:

والله شوف دول الخليج جزء منها تحكمه الديمقراطية وهذا صحيح، ومن لا تحكمه الديمقراطية تحكمه أعراف تمنع القمع القائم بالدول، يعني هل يستطيع إنسان أن يقارن بين ما يحدث في العراق، وبين ما يحدث في دول الخليج، خليني أقول لك شيء، إسرائيل المعتدية المغتصبة دمَّرت منذ 50 عام 300 قرية فلسطينية، العراق وصدام في سنتين من 1988م إلى سنة 1990م دمر 4 آلاف قريبة كردية، خليني أقول لك شيء: العراق..، إسرائيل هجَّرت مليون فلسطيني، العراق هجَّر 4 ملايين، نظام صدام هجَّر 4 ملايين، اسمح لي إسرائيل احتلت.

د. فيصل القاسم:

طيب كي لا تحول الموضوع، طب ماشي..

سامي النصف:

عشان نعرف نحن مَنْ نواجه، إسرائيل احتلت جزء من فلسطين، العراق احتلت كل الكويت، النظام في العراق هدد بحرق نصف إسرائيل، إنما قام بحرق كل الآبار الكويتية.

د. فيصل القاسم:

طيب كي لا يتحول الموضوع إلى موضوع..، يعني الموضوع هو جزئي طبعاً، نحن نتحدث عن شيء أكبر بكثير، ولا نريد أن نحول القضية كلها إلى موضوع العراق، هناك استراتيجية عالمية أكبر من موضوع العراق وإيران بكثير.. هل توافق معي.. الركابي.

عبد الأمير الركابي:

ألا تعتقد يا سيدي أن هنالك مدخل آخر للكلام حول هذا الموضوع، هذا الموضوع ممجوج أصبح، أصبح كل يوم هذا الكلام، العراق وقدرات العراق، والعراق يتسلح، والعراق يحرق، والعراق يضرب، و.. وكل هذا صحيح يا أخي لنُسلِّم أن هذا كله صحيح وهذا تسنده الوقائع، ولكن هل هنالك مقاربة أخرى عربية يجب أن تُطرح للخروج بحل باعتبار أن المنطقة مهددة أم لا، هذا واقع حال، وهذا واقع أمر موجود، ونحن العرب هنالك سوريا، هنالك العراق وهذه قوى كبيرة ضخمة عندها إمكانيات، وإيران أيضاً، وهنالك إسرائيل، وهذه القوة الوحيدة القادرة على مواجهة إسرائيل، بقية العرب أعتقد يجب أن نطمح كمفكرين، كسياسيين، ككُتاب، كصحفيين إلى أن نجد صيغة للتفاهم ولتوحيد الرأي ولتوحيد الموقف العربي تنطلق من احترام الصغير ومن النظر بروح المسؤولية إلى موقعه وإلى دوره أفضل مما نضع الأمور العربية أمام مدخل وحيد ومخرج وحيد هو المخرج الأمريكي.. هذا صحيح ما تقوله، صحيح هنالك اختلال في التوازنات بين العرب، بين الدول العربية، هذا أمر، هل يضع الأمور فقط في زاوية واحدة أنك تجيب الأمريكان وتتحول إلى قاعدة أمريكية ضد العرب؟

سامي النصف:

أخي الفاضل خليني أقول لك..

د. فيصل القاسم:

هل تحولت دول الخليج إلى قاعدة أمريكية؟

عبد الأمير الركابي:

ستتحول إذا سارت الأمور وفقاً لهذا المنطق فهي سائرة بهذا الاتجاه حتماً، لا اتجاه آخر سوى هذا، أي اتجاه.

سامي النصف:

يا أخي طريق جهنم مليء بالنوايا الحسنة، خلينا نتكلم بين الفارق بين النظرية والتطبيق، ما تفضلت فيه كلام جميل جداً وبالعكس سمعناه من النظام العراقي نفسه، يعني النظام العراقي لم يكل ولم يمل من الكلام عن..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

سأعطيك المجال.

[موجز الأنباء]

د. فيصل القاسم:

سامي النصف تُريد أن تُكمل أو أريد أن.. آه.

سامي النصف:

الحقيقة يعني هذا الكلام برجماتي يعني، وكأنه أمريكا أتت عشان نصوِّر معاها وتخرج، واقع الحال إنه أمريكا باقية، هذا مو، يعني برغبتنا أو بعدم رغبتنا، اثنين: جزء من الكلام البرجماتك.

د. فيصل القاسم:

برغبتكم أو بدون رغبتكم أيوه.

سامي النصف:

موجودة لأن هذا، مثل وجود الولايات المتحدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، الأسطول السادس، إذا عندنا إحنا بعض البوارج بالخليج خلينا نتذكر فيه أسطول بأكمله على سواحل دول عربية كبرى بإزاء على شرق البحر الأبيض المتوسط، الأسطول السادس موجود هناك، القضية الأخرى إنه لازالت المعطيات التي أدت إلى قدوم القوات موجودة، لازال هناك نظام متأزم في العراق، لازالت هناك تهديدات بـ 94 بعد طرد المفتشين، قضية تفتيش القصور، هذه القضية متكررة، يعني إحنا ما شاهدنا بالعشرة سنوات إنه فيه قضية تواءم وقضية فك للاحتقان العراقي علشان والله نقول إنه بإمكاننا على الأقل أن نبتعد عن قضية التسلح، قضية أخرى: لماذا فقط دول الخليج من يُلام على التسلح وغيرها؟ جميع الدول العربية، هناك من الدول العربية الأخرى..

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

على التسلح؟

سامي النصف:

على التسلح هناك دول عربية تصرف 50% من..

عبد الأمير الركابي:

ما حدٍ يلومك على التسلح.

سامي النصف:

شيء ثاني، نعم، حتى التواجد، خلينا نتذكر العراق لديه معاهدة مع الاتحاد السوفيتي.

عبد الأمير الركابي:

الحديث عن التواجد الأميركي، الحديث الآن عن التواجد الأميركي ليس عن التسلح والأمور هذه.

سامي النصف:

أنا أتكلم عن إنه لماذا نخص دول الخليج العربي بكل أمر وكل موبقة يعني إذا كنا نتكلم عن التواجد الأمريكي هناك تواجد روسي، هناك تواجد يعني الثلاثين والأربعين سنة اللي فاتت وجدنا إنه فيه معاهدات مصرية روسية، معاهدات عراقية روسية، وجدنا تواجد روسي وخبراء، ما سمعنا من العرب من يتكلم عن التواجد.

د. فيصل القاسم:

عن احتلال، صح.

سامي النصف:

إنما الآن، نسمع الآن التكلم عن الاحتلال علماً أن هناك فروقات ثلاث: أولاً: إننا نحن لازال الخطر الماحق موجود، المعطيات لازالت موجودة، الفارق الديموغرافي بين الكويت وبقية دول الخليج والدول المجاورة موجودة، الفارق الأيديولوجي حتى موجود، بينما الدول الأخرى كانت بالعكس، دول كثيفة السكان، كثيرة الموارد، ولا حتى كان.

د. فيصل القاسم:

مع ذلك كان هناك تواجد روسي، طيب سؤال عبد الأمير رُكابي أنت من البداية تركز على موضوع البديل وإلى ما هنالك، وحتى الآن لم تقل..، أريدك أن تدخل في لُب الموضوع وبكلام يعني يمكن أن يُمسك، ما هي ملامح هذا الاحتلال؟ كيف.. يعني كيف يمكن أن تصفه بأنه احتلال؟ كيف؟ ما هي ملامحه هذه؟ أريد أشياء على الأرض.

عبد الأمير الركابي:

هذه أنا.. الاحتلال أولاً هو يُعبِّر عن نفسه، أنا لا أقول هنالك طائرات تنطلق يومياً وتشن آلاف الغارات على العراق، يومياً وهذا احتلال موجود، وهذا الاحتلال يُمارس عمل عدواني ضد بلد عربي كل يوم، وأي مقارنة له باتفاقات مع الاتحاد السوفيتي السابق أو غير هذا.. هذا كالكلام للتعمية ولا علاقة له.

د. فيصل القاسم:

للتضليل.

عبد الأمير الركابي:

ولا يمكن..، للتعمية والتضليل، وبعدين يعني هذا تغيير في منطق الكلام، هو الأخ قال: إنه إحنا محتاجين للأمريكان ييجوا يكونوا موجودين وهو أقر بهذه الحقيقة من بداية البرنامج يعني.

د. فيصل القاسم:

أقر لكنه لم يصفه بأنه احتلال، أنت تقول أنه احتلال، كيف هو احتلال؟

عبد الأمير الركابي:

أنا أقول أن هذا الوجود موضوع ضمن خطة عامة للمنطقة تسير اليوم باتجاه احتلال هذه المنطقة، وباتجاه تحويل هذا الجزء من العالم اللي فيه النفط إلى منطقة محمية من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية بصورة مباشرة، هذا أمر.

د. فيصل القاسم:

بغض النظر عن التهديدات الموجودة؟

عبد الأمير الركابي:

التهديدات هي جزء من هذه العملية هنالك عملية تسير في ها المنطقة، الأمريكان يسيرون في المنطقة باتجاه معين، يعني لم يكن من الممكن أن تحدث مدريد لولا ضرب العراق، لم يكن من الممكن أن تحصل أوسلو لولا ضرب العراق، لم يكن من الممكن أصلاً لعملية السلام.. الفلسطينيين أن يقبلوا ما قبلوا فيه لولا ما حصل في حينه، اليوم الولايات المتحدة الأمريكية تشعر أن عملية السلام وصلت إلى مأزق، وأن المنطقة لم تقبل التطبيع، وهي تريد اليوم أن تشن يعني حروب أخرى في المنطقة، والمنطقة متوترة، وأنا بتقديري أنها مقبلة على انفجارات جديدة وعلى ضرب لدول أخرى، العراق أُنهك، العراق مهدد في وجوده، والخليج أيضاً مهدد، وإذا هدد العراق وانفجر العراق فالخليج أيضاً مهدد، الأمر يخص المنطقة ككل، لا يخص العراق، ولا يخص الخليج، والولايات المتحدة الأمريكية تريد تمزيق المنطقة، وسياستها خلال العشر سنوات الماضية تسير بهذا الاتجاه، هذه المسألة إذا أردنا اليوم نحقق عليها الوقائع أنا مستعد، وأنا أقعد اليوم إلى عشر ساعات.

د. فيصل القاسم:

بس دقيقة.

سامي النصف:

هناك تزييف يعني.

د. فيصل القاسم:

تقول أنه تزييف.

سامي النصف:

جداً.

د. فيصل القاسم:

طيب أنت طرحت أنه تنطلق الطائرات وتضرب العراق، ما هي العلائم الأخرى، المظاهر الأخرى لهذا الاحتلال غير هذا المثال؟ يعني كيف؟ ما هي الوقائع على الأرض؟

سامي النصف:

الوقائع على الأرض.

د. فيصل القاسم:

فقط وجود القوات يعني موجودة القوات في أي مكان آخر.

سامي النصف:

لا مش في أي مكان آخر، الولايات المتحدة الأمريكية لما بتكون اليوم موجودة بالبحر الأبيض المتوسط، مافيش طائرة تيجي لنا عبر سوريا تضرب العراق مافيش طائرة تخرج من الأسطول الموجود في.. حتى تروح تضرب بغداد، هذا لم يحصل.

سامي النصف:

فيه طائرات إسرائيلية ضربت المفاعل العراقي.

عبد الأمير الركابي:

وهذه إسرائيل، هذه إسرائيل، إحنا لا نتحدث.. ٍإسرائيل هذا موضوع آخر، إسرائيل نتحدث عن.

سامي النصف:

بس خليني.

د. فيصل القاسم:

لكن أنا إذا بقينا في صلب الموضوع، هناك إثباتات من خلال تحليلات وبحوث لمفكرين خليجيين في واقع الأمر هم لا يتحدثون فقط عن مجرد احتلال أو وجود عسكري أميركي في المنطقة، إنهم يتحدثون عن احتلال استيطاني أميركي لا يختلف بأي حال من الأحوال عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، إنه احتلال استيطاني من نوع آخر، وإلا ماذا يمكن أن نسمي المدن العسكرية التي بناها الأمريكان في الخليج؟

إنها المستوطنات الأمريكية في الخليج على غرار المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين، فهذه المدن ليست عسكرية، بل مدناً، أو مدن بكافة مرافقها من مدارس وحضانات، ومرافق ترفيهية إلى ما هنالك من هذا الكلام، وهي موجودة في معظم دول المنطقة، هناك استيطان يزحف على المنطقة شيئاً فشيئاً، وبعد فترة سنتحدث عن المستوطنات الأمريكية في الخليج، في هذا البلد أو ذاك، كيف ترد؟

سامي النصف:

والله هذا مثل ما قلت لك، هذا الفارق دائماً بين الكلام.

د. فيصل القاسم:

تزييفاً.

سامي النصف:

نعم جداً أقول لك شيء يعني بدءاً إنه والله لولا ضرب العراق لما..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

دقيقة.. دقيقة أريد أن تجيب على هذا الكلام.

سامي النصف[مستأنفاً]:

لا، آه جداً شوف هذا إذا اتفقنا على إنه بالفعل المنطقة لازالت مهددة إذاً علينا أن نتفق بالتوازن فيه قوات دولية ستأتي لحماية المنطقة من الفارق اللي تكرر الكلام عليه.

عبد الأمير الركابي:

ليش كرم الأخلاق هذا من الأمريكان؟ ليش كريمي الأخلاق يعني؟

سامي النصف:

خليني أكمل.. الآن بدأنا.

عبد الأمير الركابي:

ليش كريمي الأخلاق إلى هذا الحد؟

سامي النصف:

مادام اتفقنا على إنه فيه.

عبد الأمير الركابي:

ليش ما بيحموا الفلسطينيين؟ ليش ما بيحموا الفلسطينيين اللي عم بينذبحوا على إيد إسرائيل؟

سامي النصف:

على فكرة السلطة.

عبد الأمير الركابي:

ليش جايين يحكموك أنت؟ على أيش جاي يحمي؟

سامي النصف:

المفروض يحمونا ويحموا الفلسطينيين.

عبد الأمير الركابي:

ليش ما بيحموا، قول لي مرة.. مرة تصرف الأمريكيين بعدل في المنطقة.. بعدالة؟

سامي النصف:

إحنا إذا اتفقنا على أن القوات الأمريكية راح تكون متواجدة لحماية هذا المنفذ الحيوي، راح تسكن في مكان ما، يعني إذا سكنت بفندق راح تختلف تماماً عن سكنها بعد أقول لك أكثر من ذلك بعد عشر سنوات كم جندي أمريكي بالكويت؟ لا يتعدى ألف وألفين لو كانوا مستوطنات بعشر سنوات كان الآن عندهم مائة ألف.

د. فيصل القاسم:

طب وغير الكويت هناك مستوطنات، هناك مدن أمريكية داخل الخليج، مدن أمريكية بكل مستلزمات المدن والمستوطنات، و..

سامي النصف:

شوف كان فيه.

د. فيصل القاسم:

وإذا أجريت، أُجريت مقارنة بين المستوطنات الإسرائيلية والمستوطنات الأمريكية نفس الطريقة ونفس الخصائص.

ليش ما تكلمت عن الوجود الروسي في مصر على سبيل المثال، ولازال في سوريا وغيرها، ليش ما يُسمى مستوطنات؟ وين ساكنين؟ هم كذلك ساكنين في مدن خاصة فيهم، ليش ما قيل إن هذا احتلال روسي لمصر؟ أو احتلال روسي لسوريا، أو احتلال روسي لليبيا؟ اشمعنى لما..

عبد الأمير الركابي:

مين قال لك؟ مين قال لك ما كنا نقول هذا الكلام، كل الناس كانت تقول هذا الكلام وتعترض على الوجود الروسي.

سامي النصف:

ولا أحد قال إنه في من الأيام.

عبد الأمير الركابي:

كل الناس كانت تعترض على الوجود الروسي إذا كان يتعرض للسيادة المصرية أو السيادة السورية، أو يتعرض للسيادة العراقية، أو ينطوي على أهداف بعيدة تؤدي إلى الإضرار بالسيادة المصرية أو العراقية أو السورية.

سامي النصف:

حتى هذا لا يضر بالسيادة الكويتية ولا السعودية، هادولا موجودين برضا أهل المنطقة لم يأتوا قسراً، لم يأتوا بالقوة، قلت لك من شوية.

عبد الأمير الركابي:

وهاي المعتقد بلغة أهل المنطقة.

سامي النصف:

أنت أستاذ عبد الأمير أنت جاي من فرنسا أنت تعلم قبل 130 سنة صفعة من سلطان الجزائر لفرنسا سبب الاحتلال، إحنا بـ 73 قمنا بعكس ما قيل في الحلقة السابقة، قمنا وقطعنا النفط عن الدول الكبرى، وكنا في ذلك الأمر داعمين للدم العربي، ومع ذلك ما حدث غزو، وكانت مخاطرة كبيرة ولو كان سيحدث احتلال وغزو لحدث احتلال وغزو آنذاك، ما حدث، اسمح لي.

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

من قبل هذا أنا أتحدث عن تغير المعطيات العالمية.

سامي النصف[مستأنفاً]:

الآن نتكلم عن اللي تفضلت فيه من شوية إن قضية الطائرات تخرج من الدول الخليجية وتضرب وغيرها.

عبد الأمير الركابي:

أنا ما قلت تخرج من الدول الخليجية، أنا قلت تخرج من الأمريكان وتمر عبركم.

سامي النصف:

من الأمريكان إذاً خليني أقول شيء.. خطورة الطرح هذا أستاذ عبد الأمير حاول النظام الصدامي، ولا حتى أسميه النظام العراقي، حاول أن يسوقه وكان من الصعب تسويقه، الآن أنت أستاذ عبد الأمير وأنت يعني تدّعي طبعاً أنك من المعارضة، وأعتقد أنك من المعارضة أنت تسوِّق نفس الكلام اللي يُسوِّقه النظام العراقي.. هذا الكرسي جلس عليه صلاح المختار، عبد الرزاق الهاشمي، قالوا نفس الكلام ولم يُسوَّق لأن الجميع يعرف عدم مصداقية النظام العراقي، الآن أنت باسم المعارضة تطرح.. خطورة هذا الكلام شيئين: الشيء الأول هذا يعني دلالة إنه لو حتى أزيح النظام الصدامي، المعارضة اللي أنت تمثلها ستبقي الوضع متأزم لأن هي تعلم إن الكلام براجمتك أنك تطلب من الأمريكان هذا المصدر الحيوي أن يتخلوا عن الدفاع عنه.

عبد الأمير الركابي:

فيه شوف والله.

د. فيصل القاسم:

بس دقيقة واحدة.

[فاصل إعلاني]

د. فيصل القاسم:

سيد ركابي أنت يعني قلت أن يعني وجود مثلاً الأسطول السادس الأميركي في المتوسط يختلف تماماً عن وجود القوات الأمريكية في منطقة الخليج، وأنه القوات.. يعني الطائرات الأمريكية لا تخرج من ذلك الأسطول لضرب بلدان عربية إلى ما هنالك.

عبد الأمير الركابي:

نعم.

د. فيصل القاسم:

طب، لكن يعني أعتقد أن هناك بعض التناقض في مثل هذا الكلام إذا نظرنا إلى دول أخرى مثلاً، هناك تواجد أميركي، عسكري أميركي في تركيا والطائرات الأمريكية تخرج من تركيا لضرب العراق، ها من جهة، من جهة أخرى إذا نظرنا إلى أوروبا وهي بلدان ديمقراطية وإلى ما هنالك من هذا الكلام، نرى أنها، أن هناك كثافة عسكرية أمريكية يعني أكثر بكثير من الكثافة العسكرية الموجودة في الخليج، هناك مناطق، يعني هناك مراكز تجسس أمريكية في بريطانيا هائلة بكل المقاييس حتى إنه بعض البريطانيين كان يصف بريطانيا بأنها أصبحت حاملة طائرات أمريكية، وهلم جرا، ناهيك عن اليابان، كوريا، إلى ما هنالك من هذا الكلام، الأمريكان موجودون في معظم أصقاع العالم بوجود عسكري مكثف، لماذا عندما نأتي إلى الخليج نصف العملية بأنها احتلال ونقيم الدنيا ولا نقعدها؟

عبد الأمير الركابي:

أولاً عصرنا الحالي هو عصر الإمبراطورية متعددة الرؤوس، الولايات المتحدة الأمريكية اليوم قوة يعني Uper مش Super في العالم، والنظريات الجديدة يعني حول الإمبريالية تقول إنه هنالك اتجاه أو حقيقة آلية اليوم تجعل من إحدى الوجهات للولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على العالم أن تكون هنالك إمبريالية متعددة الرؤوس، تدخل فيها مجموعة من القوى الكبرى الأصغر أو الأدنى قوة من الولايات المتحدة الأمريكية وهذا أمر ما يزال حوله صراع داخل المعسكر.

الاستعماري كله القديم والجديد، وبريطانيا تدخل ضمنه بصفتها جزء من هذه الإمبراطورية، جزء من قيادة الإمبراطورية العالمية، فالحكم على وجود القوات الأمريكية، سواء في بريطانيا أو في فرنسا أو في أي مكان.

سامي النصف:

أوفي المحيط الأطلسي..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

أو في تركيا؟ أو في تركيا؟

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

تركيا أصلاً كانت قاعدة متقدمة للولايات المتحدة الأمريكية، وارتكز كل الكيان التركي خلال من 1917 إلى حد 1990 على كونها قاعدة أمريكية أمامية ضد الاتحاد السوفيتي..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

ضد الاتحاد السوفيتي، صحيح.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

وبمجرد سقوط الاتحاد السوفيتي كان فيها آلاف.. محطات التنصت والإذاعات الموجهة، وكل عمل المخابرات الأمريكية باتجاه كل آسيا اللي تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي كانت تنطلق من تركيا، وهذا ارتبط حتى بوجود وبكيان الأتراك، تركيا اليوم –كما تروا وكما يعرف الناس جميعاً- في حالة ارتباك منذ سنة 1990 لحد الآن، هل دورها في الشرق الأوسط؟ هل دورها..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

في أوروبا.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

في أوروبا؟ هل دورها هي وسيط ما بين أوروبا والشرق الأوسط؟

وكل النظريات الموضوعة للمنطقة أو المخططات الموضوعة للمنطقة من الشرق أوسطية، ما إلى ذلك، كذا، تركيا لها فيها دور، ولها فيها مكان، والنخبة الحاكمة التركية، خصوصاً العسكرية تأمل من خلال ذلك أن يكون لها دور ما يوازن وضعها الداخلي اللي هو –أيضاً- وضع قابل للتفجر من الداخل، لأن تركيا بلد من هذا النوع. تركيا.. طبعاً نحن مش موافقين على وجود القوات الأمريكية داخل تركيا، وداخل تركيا هنالك صراع حول هذه المسألة –وهذا شأن تركي يخص الشعب التركي- وهنالك قوى عديدة داخل تركيا- وأنت تعرف وكل الناس يعرفون – ضد الوجود الأمريكي في تركيا، ولا أحد يقبل بالوجود الأمريكي داخل تركيا.

المسألة تختلف من مكان إلى مكان، وهذه تعمية، أوروبا أصلاً كانت تحت الحماية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، أوروبا بالصراع ما بين الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية وبين الغرب، وبعد الحرب العالمية الثانية، أولاً هي قامت على تعرفوا برنامج مارشال.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

مارشال، مشروع مارشال.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

الذي أعاد بناء، وهنالك نظريات تقول أصلاً أن أوروبا ماتت مع الحرب العالمية الثانية، وأن الولايات المتحدة هي التي أحيتها، وهي التي أعاشتها، كانت هنالك قوات موجودة داخل أوروبا بأعداد ضخمة وهائلة، وحتى قوى استراتيجية، أسلحة استراتيجية كانت موجودة أمريكية، والإدارة كانت إدارة أمريكية وما تزال، وعندنا –طبعاً- تجربة قريبة اللي هي تجربة كوسوفو والذكرى الأخيرة المئوية أو الخمسينية –الحقيقة- للحلف الأطلسي اللي صارت في أمريكا، المؤتمر اللي صار، والذي وسع مهام الحلف الأطلسي عالمياً، بحيث يشمل منطقة وحيدة في العالم هي الشرق الأوسط، فإذاً الحديث عن هاتين المسألتين هو حديث..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

غير.. يعني في غير مكانه.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

في غير مكانه، ولا يمكن الحديث.. هذا أمر ساذج، ساذج..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

مقارنة ساذجة.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

ساذج تماماً، ولا يمكن الحديث عنه هذا، لا يمكن الحديث عنه، لا يمكن لأحد أن..

سامي النصف[مقاطعاً]:

لا.لا. شوف الاتحاد السوفيتي.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

مقارنة ساذجة وضحك على الذقون يعني.

سامي النصف:

أوه.. جداً، أعتقد بعد الكلام اللي قيل نعم، هو اللي فيه لربما ضحك على الذقون لأمور عديدة أولاً: الاتحاد السوفيتي سقط من عشر سنين،مع ذلك الآن وقبل أشهر قليلة طائرة (السولف) لأول مرة تخرج من الولايات المتحدة علشان تجلس في قاعدة (أبرهيفرد) بإنجلترا، ألمانيا ما هو الخطر على ألمانيا، ما فيه خطر. نذهب إلى حتى الطرف الشرقي للعالم، كوريا الشمالية ترى عدد سكانها 19 مليون، كوريا الجنوبية 45 مليون، اليابان 120 مليون، مع ذلك هذا ما منع التواجد الأمريكي إلى الآن، خليني أقول شيء: هذا..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

لكن التواجد الأمريكي في اليابان هو عبارة عن استئجار قواعد تدفع مقابلها الولايات المتحدة مبالغ طائلة، وهذا يتم برضا اليابان، وأنت تعلم قاعدة أوساكا، يعني الضجة الكبيرة التي أثيرت حول الأمريكان لمجرد اغتصاب جندي أميركي لفتاة يابانية، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، أما في الخليج فهي عبارة.. الوضع مختلف تماماً.

سامي النصف:

من يقول؟

د. فيصل القاسم:

الوضع مختلف تماماً.

سامي النصف[مقاطعاً]:

ليش مختلف؟

د. فيصل القاسم[مستأنفاً]:

يعني في.. اليابان تحصل على نقود من أميركا مقابل..أما في الخليج هم يدفعوا للأمريكان وبيجبوهم.

سامي النصف[مقاطعاً]:

لا. أنا قاعد أقول لك إنه مين يقول هذا الكلام؟ أنا جلست مع وزيرين مالية بالكويت لما سمعنا إنه بالفعل، بعد طبعاً الحضور العراقي عام 94 وبعد المشاكل اللي خلقها، وسألتهم: كم ندفع؟

واقع الحال إحنا ما ندفع، بوارج طبعاً إحنا ما ندفع صناعتها، هي مصنوعة وأتت، الجندي الأمريكي ما ينزل من البارجة إلى الأرض علشان يستلم رواتبه من البنوك الكويتية أو السعودية أو غيرها، واقع الحال أن الوضع قريب، بالعكس هم لديهم حيوية باليابان وبالخليج وبشرق البحر الأبيض المتوسط، إنما أنا بدي كمان أسترسل، أنا أقول: شو اللي يضر العرب إذا كان الأمريكي مستعد أن يدفع دمه ثمن للدفاع عن حقول النفط؟ إذا هو جاي يستخدم النفط، ويريد أن يدفع ثمنه..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

سؤال وجيه.

أمريكي يدفع دمه بالضبط.

سامي النصف[مستأنفاً]:

أي نعم، العداء لأمريكا اللي دائماً يسوغ له، لا. أنا حقيقة أتساءل –وأنا مراقب ومحلل- بودي أن أشاهد على الخارطة العربية ما يدل على هذا الآن العالم العربية فيه انتخابات، أغلب الوطن العربي قبل مدة كان فيه انتخابات، في مصر اللي هي ثلث الوطن العربية ما وجدنا إن نتائج الانتخابات تدل على إنه فيه موجة عداء شديدة لأمريكا، بالعكس الناس المعادين لأمريكا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين لم ينجحوا إلا بالكاد، يمكن خمسة أو عشرة أصوات من أربعمائة، بالمغرب كذلك فيه انتخابات ما.. الجزائر.. تونس.. لبنان.. دول الخليج، ما أنا قاعد أشوف ما.. يعني ما يروج له من إنه بالفعل فيه حالة عداء شديدة، وبالتالي أنتم كدول الخليج تجاوباً مع هذا العداء الشديد، قوموا أخرجوا القوات الأمريكية، علماً بأن مرة ثانية أقول إن إحنا مو بإيدنا، وين دلالات العداء؟ شيء ثالث.. شيء معهم كذلك، ما هو دور..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

مرة تقول لي.. مرة تقول لي أن القوات الأمريكية موجودة برضا دول المنطقة، ومرة بتقول لي: إنه مش بإيدنا.

سامي النصف[مستأنفاً]:

برضانا؟! لا. لا. لا، هو ما فيه تناقض بين الاثنين، القوات الأمريكية موجودة من الأربعينات، هل نختلف على هذا الأمر؟ القوات الأمريكية عززت وجودها بالخليج عندما قام النظام العراقي بمهاجمة إيران، هل نختلف على هذا الأمر؟ القوات الأمريكية قامت مرة ثانية بتعزيز أكبر وأكثر لما قامت أو قام النظام العراقي بمهاجمة الكويت إذن القوات الأمريكية موجودة، الآن كونها موجودة هذا الأمر فيه تواؤم، وهذا مو عيب، أن يكون فيه تواؤم أو فيه ملاءمة بين تواجدها وبين رضا دول الخليج، إحنا كدول خليج –مثلما قلنا- فيه لا زال خطر ماحق، خطر مو.. يعني مو صوري، وأنا بودي أقول، بودي أن أقول: فيه حاجة مهمة جداً، خلي أن عندي أنا ستين منشأة لأسلحة الدمار الشامل، أنا بودي فقط أعطي معلومة صغيرة، سائل الجمرة –وهذا كلام مختص- سائل الجمرة لو أُنزل من طائرة على منطقة قدرها 300 كليو، يعني لو فيه طائرة من النظام العراقي اتجهت جنوباً عدد الضحايا يبلغ من مليون إلى ثلاث ملايين نسمة، لو غاز السارين نزل عدد الضحايا راح يمتد من.. على 140 كيلو، راح يمتد من 420 ألف إلى مليون وأربعمائة ألف مثلاً..

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

هذا راح يحصل بسبب اليورانيوم المنضب، هذا راح يحصل، هيعم المنطقة.

سامي النصف[مستأنفاً]:

لا. لا. هذه الأمور البيولوجية والأشياء الكيماوية، إذاً إحنا أمام خطر ماحق، إذا طلبنا..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

خطر ماحق قصدك القوات الأمريكية.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

لا. لا. الخطر الماحق هو العراق.

سامي النصف[مستأنفاً]:

لا. لا. من العراق، ومن أسلحة الدمار الشامل الموجوة بالعراق، الآن.. أنا..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب، أعتقد..أعتقد..

سامي النصف[مستأنفاً]:

أنا ممكن أن أستشهد بالكلام اللي قاله الأستاذ عبد الأمير..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

بس يا سيدي، يا سيدي، يا سيدي.

سامي النصف[مستأنفاً]:

اسمح لي.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

دقيقة واحدة، بس ألا تعتقد أن يعني التشدق بالخطرين العراقي والإيراني أصبح.. يعني أصبح نكتة، نكتة في واقع الأمر.

سامي النصف[مقاطعاً]:

ليست نكتة.

د. فيصل القاسم[مستأنفاً]:

من أمريكا.

سامي النصف[مقاطعاً]:

ليست نكتة.

د. فيصل القاسم[مستأنفاً]:

طيب أنا إذا تحدثت الآن معظم الدول الخليجية أعادت علاقاتها مع العراق، معظم دول العالم تتهافت على إرسال طائراتها إلى العراق، فرنسا.. روسيا.. حتى الأمريكان بدؤوا يغضون الطرف، كل.. يعني هناك الحديث عن تحالف إيراني عراقي سوري.. إلى ما هنالك، وهذا شيء جيد بالنسبة للمنطقة، طيب لماذا دائماً، يعني أعتقد أنها أصبحت يعني نكته ممجوجة..

سامي النصف:

شونو ممجوجة؟

د. فيصل القاسم:

نكتة ممجوجة، أي عراق؟!.. طيب أي عراق؟! دول الخليج صرفت المليارات منذ عشر سنوات على التسليح، العراق دمرت كل الترسانة النووية، لم يدفع قرشاً واحداً، طيب إذا قلم رصاص مش قادرين يفوتوه، كيف بِدِّهم يفوتوا ها الأسلحة هذه اللي دمرت كليتها، وأصبح.. أعيد البلد إلى القرون الوسطى؟

سامي النصف:

خلنا مرة ثانية نحترم العقل العربي، العراق مساحتها 440 ألف ميل..

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

44 كيلو متر مربع.

سامي النصف[مستأنفاً]:

44، لا. لا. شنو 44، الكويت مساحتها..

عبد الأمير الركابي:

444 كيلو متر مربع.

د. فيصل القاسم:

ألف كيلو متر.

سامي النصف:

أي نعم، ألف كيلو متر،يعني ما يقارب النصف مليون، فيها 24 مليون نسمة، أي إنسان، حتى.. عدد المفتشين ما يتجاوز العشرين، أي إنسان يستطيع القول: إنه من الصعب أن تفتش بلد بهذا الحجم، إنما خذ عندك، بريطانيا: نظام بغداد مازال يخفي أسلحة الدمار الشامل في..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

آه طبعاً، ماذا تتوقع من بريطانيا؟ آه!!

سامي النصف[مستأنفاً]:

أنا عندي.. رئيس برنامج الأسلحة، لا. لا. فيه الآن حتى قبل يومين من الهاربين من العراق، من يتكلم.. الاستخبارات الألمانية: مصنع عراقي جديد لإنتاج الصواريخ قرب بغداد، مصادر عراقية من كردستان: صدام يحفر أنفاق جبلية.

خبراء دوليين: لازال.. النظام العراقي يحشد الإمكانات لبناء ترسانة..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب.

سامي النصف[مستأنفاً]:

خلني أقول لك شيء، فيه شيء.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب.. طيب يا سيد.. أليس.. طيب.

سامي النصف[مستأنفاً]:

العراق طرد المفتشين، والعراق.. وأنا أستشهد بمقال الأستاذ عبد الأمير.

عبد الأمير الركابي:

تفضل.

سامي النصف:

مقال الأستاذ عبد الأمير يتكلم في بداية هذا العام عن.. بحث عن بواعث عقلانية بالنسبة للموقف العراقي من القرار 1284، القرار 1284 طبعاً يستجلب مرة أخرى مفتشين للعراق.

الأستاذ عبد الأمير يتكلم أن هل سيوافق العراق على القرار الأخير أم أن الرد سيكون بداية لأزمة جديدة، وربما لتصعيد عسكري تواصل السلطة التأكيد من فترة على حتميته، إلى الآن العراق.. هذا مقال الأستاذ 25/1/ سنة 2000 يعني ما صار له عشر شهور.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب، طيب يا جماعة.

سامي النصف[مستأنفاً]:

مازال الأستاذ عبد الأمير يعتقد إنه بإمكان النظام العراقي أن يشن حرب إذاً لماذا..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب، طيب، دقيقة شوية، بس دقيقة لدينا..

سامي النصف[مستأنفاً]:

لماذا يستنكر علينا..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

هناك الكثير، لنأخذ بعض المكالمات، جمال طه السعودية، تفضل يا سيدي.

جمال طه:

آلو، السلام عليكم.

د. فيصل القاسم:

وعليكم السلام.

جمال طه:

مساء الخير يا دكتور فيصل.

د. فيصل القاسم:

يا هلا بك.

جمال طه:

معاك جمال حامد طه أحمد.

د. فيصل القاسم:

يا أهلاً وسهلاً.

جمال طه:

من مدينة الطائف بالسعودية.

د. فيصل القاسم:

تفضل يا سيدي.

جمال طه:

كل سنة وأنتم طيبين جميعاً.

د. فيصل القاسم:

وأنت طيب، تفضل يا سيدي.

جمال طه:

يا سيدي الفاضل، الكلام على أمريكا والقوات الأمريكية والأمريكان، بما إني أنا مواطن مصري وعربي وأحمل الجنسية العربية أو الجنسية المصرية والديانة الإسلامية، أنا 8 سنين أسير في السعودية لسعودي، يسقط حسني مبارك، تسقط العلاقات المصرية السعودية.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب يا سيدي..

جمال طه[مستأنفاً]:

من لم يمت بالسيف مات بغيره.

د. فيصل القاسم:

يا سيد، يا سيد جمال.. يا سيد جمال طه.

جمال طه[مستأنفاً]:

اسمعوني يا إعلاميين فين الإسلام اللي أنا 8 سنين أسير لسعودي.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

يا سيد جمال طه، هذا ليس موضوعنا، وهذا خارج الموضوع، أشكرك جزيل الشكر، أشكرك جزيل الشكر، تفضل.

عبد الأمير الركابي:

عفواً يعني إن أنا بس، أعتقد تلاحظ إنه الأخ يحاول أن يعني يحوِّل الموضوع أحياناً إلى موضوع،وكأنه يعني قائم وموجود وبديهي وعادي وليش ما نقبله، ما فيه عداء بالمنطقة للأمريكان وكله.. ولكن يعني لا يدخل الأخ في مسألة: أين دورنا؟ أين ذاتيتنا؟ أين خصوصيتنا؟

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب هذا السؤال سيد..، هذا السؤال سألته أكثر من مرة، وأريد أن نبقى في صلب الموضوع، يعني أنت تحدثت أين هو الدور العربي؟ وإلى ما هنالك من هذا الكلام.

عبد الأمير الركابي:

نعم.

سامي النصف:

يا أخي لما كانت الكويت محتلة، خلينا نتكلم عن الدول العربية، خلينا نتكلم مرة ثانية عن الفارق بين النظرية والتطبيق، لما كانت الكويت محتلة.. مو تهديد، احتلال حقيقي انقسم.. الدول العربية انقسمت بمؤتمر القاهرة إلى 10 إلى 11 وإحنا تحت الاحتلال، كانت الأعراض تنتهك، الدماء تسفك، البلد محتلة، ومع ذلك انقسم العرب 10 إلى 11، أكثر من ذلك إحنا لاحظنا بالكويت إنه المواقف العدائية للعرب كانت متناسقة طردياً مع حجم المساعدة، العراق اللي كنا ساعدناه بالدرجة الأولى هو ما احتلنا، المنظمة اللي أتت برقم 2 كمساعدة من الكويت وحتى من دول الخليج وقفت ضدنا، الأردن كذلك، اليمن، السودان، الناس اللي ساعدناهم، يعني شنو نقدر نعمل علشان نبني أساس نظام عربي؟ إحنا حاولنا، إحنا قبل عام 1990م الكويت كانت البلد الوحيدة ضمن المنظومة العربية اللي ما عندها عداء، البلد الوحيدة، طالع الخارطة العربية تجد الجميع عندهم عداء إلا الكويتت، حاولنا أن نأخذ المنظومة العربية كوسيلة للدفاع عنا، أكثر من ذلك في شهر 7 سنة 1990 (ديانا سويار) قابلت الشيخ صباح الأحمد قالت له: هذه المرة في خلافكم مع العراق ستلجؤون إلى الروس أو الأمريكان؟ قال: سنلجأ إلى الجامعة العربية، اللي تفضلت فيه كلام جميل، جربناه، إنما انتهينا بماذا؟ انتهينا بغزو، انتهينا إنه حتى بعد الغزو كان فيه خلاف 10 إلى 11، يعني هذا.. أعتقد هذه قضية كان ما يجب هذا اللي يسمى ما لا يجوز الاختلاف فيه، بلد محتلة، ويختلف العرب على إنه والله نحررها أو لا نحررها؟

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

ولكنك تكرس خيار وحيد، هو خيار الأمريكان، بهذا الكلام ومازلت تكرس خيار وحيد ولا تطرح أي خيار آخر، وتكريس الخيار الأمريكي هو تكريس الاحتلال الأمريكي للمنطقة، وتكريس الاستيطان الأمريكي للمنطقة.

سامي النصف:

أعطني الخيار الآخر، من سيدافع غير..؟

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

فكر على الأقل، ابدِ الرغبة ابدِ الحماس، ابدِ أي قدر كان من الاستعداد للتفكير بخيارات أخرى، هذا أعتقد إن هو المدخل الصحيح.

سامي النصف:

حتى يأتي الخيار، حتى يأتي الخيار نريد حماية، كيف تأتي الحماية حتى يأتي هذا الخيار أول شيء.

شيء ثاني: طبعاً اللي يده في الماء غير اللي يده في النار، نحن المهددين يا أستاذي، يعني أنا أقبل لو كنت أنا بالمغرب العربي لطالبت اللي تفضلت فيه، لو أنا كنت عايش في باريس مثلما أنت عايش لطالبت بنفس الشيء..

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

يا أخي..

سامي النصف[مستأنفاً]:

إنما الآن أنا، وأنا تحت التهديد أنت تقول لي: خلنا نفكر في خيار، أنا معاك لنفكر، إنما حتى يأتي هذا الخيار دول الخليج الستة تحتاج بسبب مثلما قلنا الخلل الديمغرافي إلى حماية، مو بس من النظام العراقي على فكرة فيه دول أخرى قاعدة تتسلح، هذا.. سنة 99 إيران اشترت بأربع مليارات وثمانمائة مليون أسلحة، يعني إيران كذلك عندها منظومة بلاستية، عندها أنظمة صواريخ، عندها سبعين مليون نسمة، فالدول الخليجية حتى يصل هذا الخيار –اللي أنا أتفق معاك فيه- حتى يصل هذا الخيار ماذا نفعل؟ هل نترك أبوابنا مفتوحة؟

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

من الآن، لماذا لا تقول جزء من طرح الخيار الآخر؟

سامي النصف[مستأنفاً]:

وبعدين..

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

ليش تضع الخيار الأمريكي فقط أمام العراق؟

سامي النصف:

أستاذ عبد الأمير، من طرح الخيار الآخر؟ أنا أسمع منك وأنت شخص غير مسؤول يعني هل وجد الخيار الآخر؟ هل وجدنا بارجات وبواخر وأسلحة وجيوش عربية ورفضناها وفَضَّلنا الآخرين؟

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

أنا..

سامي النصف[مستأنفاً]:

سنة 61 جبنا.

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

أنت تتحدث من موقعك ككاتب، وأنا أتحدث –أيضاً- من هذا الموقع وممكن من موقع آخر، ولكن لا أنت مسؤول ولا أنا مسؤول، لا أنا صدام حسين ولا أنت الصباح.. نحن من موقعنا علينا دور، هذا الدور يجب أن نؤديه لمصلحة بلدينا..

سامي النصف:

والله تخوفنا.

عبد الأمير الركابي:

أنت إيديك بالنار والعراق بالنار أكثر منك على ألف مرة، كل شهر فيه عشرة آلاف إنسان عراقي يموتون بسبب الوجود الأمريكي في المنطقة..

سامي النصف[مقاطعاً]:

لا. لا. بسبب…

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

اليورانيوم المنضب سيقتل المنطقة، وسيقتل الخليج، وسيقتل الكويت، ومستقبل المنطقة مهدد على الأقل بهذا السبب، والمنطقة قد تسير باتجاهات خطرة جداً، نحن نقول: الخيار الأميركي موجود، وأنتم تدعون له، ولا أحد يخاف منه، لا. ليست هنالك مخاوف من هذا الخيار، وعلى صعيد المستقبل هذا الخيار سيقبر، والعرب سينتصرون عليه، الشعوب العربية ستنتصر عليه، والعراق سينتصر عليه كشعب،إحنا مش خايفين من الوجود الأميركي، لسنا خائفين من الوجود الأميركي.

د. فيصل القاسم:

طيب.

سامي النصف:

في الحقيقة أنا أستغرب من حاجة، جرت العادة أن الأنظمة تفخر بقلة عدد الوفيات لدى أطفالها، لأول مرة نشاهد نظام يفخر بأنه كل أسبوع فيه عشرة آلاف.. إنه إلى الآن مات مليون ونصف طفل عراقي، هذا الأمر يبكينا، هذا يبكينا..

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

أنت لا تتحدث هنا عن النظام، أنت لا تتحدث.

د. فيصل القاسم:

طيب يا جماعة.

سامي النصف:

هذا الأمر يبكينا، إنما النظام العراقي قاعد يستغل هذا الأمر وقاعد هو يفخر فيه.

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

أنت لا تتحدث عن النظام.

د. فيصل القاسم:

يا جماعة مش هذا الموضوع على أي حال..

عبد الأمير الركابي:

أنا لست النظام. وأنا أنتقده على هذا الفخر أيضاً.

د. فيصل القاسم:

طيب دقيقة، حازم الشامي، حازم الشامي الدنمارك، تفضل يا سيدي.

حازم الشامي:

آلو، السلام عليكم.

د. فيصل القاسم:

وعليكم السلام.

حازم الشامي:

حقيقة الوجود الأمريكي في المنطقة كان مخطط له منذ فترة طويلة، وجميعكم يذكر تصريح (أيزنهاور) في 1957م المشهور الذي تحدث فيه عن ضرورة أن تملأ الولايات المتحدة الأمريكية الفراغ الذي أحدثه خروج بريطانيا من المنطقة –منطقة الشرق الأوسط وخاصة منطقة الخليج- فأرجو من الأخ من الكويت يعني فعلاً أن يحترم عقولنا وعقول المستمعين والمشاهدين، وأن لا يطرح الأمر بهذا الشكل، ومن هذه الزاوية، وأنا أقول له وللمفكرين والكتاب والسياسيين في الكويت أو في العراق: إن هذه القضية أكبر من الخلافات الموجودة بينهم والصراعات القائمة بينهم، ويجب أن يرتقوا إلى الفهم السياسي الصحيح وإلى الشعور بالمسؤولية، فهذا الأمر يتعلق بمصير أمة وشعوب، فيجب أن لا يتعاملوا بطريقة المراهق السياسي والأطفال، ويؤدي صراعهم وتنازعهم إلى تضييع مصالح الأمة الحيوية الكبيرة، والتي يهددها الوجود الأمريكي في المنطقة.

والنقطة الثانية التي أود أن أشير إليها هي أن الأخ يقول بأن هناك اختلافاً أيديولوجياً بين العراق وبين الكويت وإيران –وهذا غريب حقيقة- فإذا كان هو يشعر بأنه مختلف عن أهل العراق فهذا لا يعني أن أهل الكويت مختلفين عن أهل العراق، أو أنهم مختلفين عن أهل اليمن، أو أنهم مختلفين عن أهل سوريا، لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول: إن –في الوثيقة، وثيقة المدينة- إن المهاجرين والأنصار ومن تبعهم ولحق بهم و آمن معهم، وجاهد معهم أمة واحدة من دون الناس. فلا أعرف يعني الأخ يدافع عن أمريكا وعن الوجود الأمريكي بطريقة يعني لم يكن ليكون أمريكي متحمس لها في نفس الطريقة يعني..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب.

حازم الشامي[مستأنفاً]:

فشعوب المنطقة.. شعوب المنطقة يعني هي جزء من أمة واحدة، والأصل يعني الحل.. الحل لهذه المعضلة ولهذه المشكلة ولهذه النزاعات هو أن يعود الوضع كما كان عليه، وكما يجب أن يكون عليه أننا أمة واحدة في ظل دولة واحدة في ظل الحدود التي أقامها الكافر المستعمر، وشكراً.

د. فيصل القاسم:

طيب، شكراً جزيلاً، كساب العتيبي من لندن، تفضل يا سيدي.

كساب العتيبي:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د. فيصل القاسم:

وعليكم السلام.

كساب العتيبي:

مساكم بالخير، جانا النوم على الخطب اللي بيدور فيكم الله يحفظكم، يبدو أن الأستاذ النصف حقيقة نجح في إماتة الموضوع، لأنه أقحم العراق في الموضوع في كل جزئية من جزئيات الحلقة، فلا أدري عن سبب هذا الإقحام، فالقضية أكبر من ذلك يا أخي الأستاذ النصف، ويجب أن نطرح ونناقش الموضوع من زوايا مختلفة، بما أن –أيضاً- الخليج كله واقع تحت الهيمنة الأمريكية، وتحت الاحتلال الأمريكي أيضاً، مثلما يقول ياسر عرفات: شاء من شاء وأبى من أبى، واللي معارض (إن شالله) من غزة، فأتطرق إلى قضية.. قضية السعودية بما أننا نعيش في ذلك المجتمع، فلأنه ذكر أيضاً أن شعوب المنطقة راضية بهذا التواجد الأمريكي، ولا يوجد أي مشكلة في هذا التواجد، فأقول أخي الكريم: إن من قال بأن شعوب المنطقة، وخاصة الشعب السعودي له علاقة بقدوم هذه القوات الأمريكية المستعمرة لأرض الحرمين وغيرها من بلاد الخليج فهذا كذب صراح.

الشعب من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه لم يُسأل ولم يستشار، ولم يعلم أصلاً بهذه القوات إلا بعد أن قدمت، بل إن بعض كبار القوم من نفس النظام السعودي، بعض الأجنحة من نفس النظام السعودي لم يكن لديهم أدنى خلفية إطلاقاً بهذا الأمر، وإنما كان قراراً فردياً من الملك بترتيب مع السفير السعودي في واشنطن، هذا الأمر الذي حصل، حيث لم يكن هناك أصلاً مجلس شورى في ذلك الوقت ولا يحزنون، على فرضية وجوده لا أساس لوجوده، ولا قيمة أصلاً لوجوده.

الأمر الثاني يا دكتور فيصل لو سمحت لي أن استمرار سياسة التعتيم والضحك على الذقون، خصوصاً من قِبل الساسة الخليجيون، وخاصة في السعودية مثل الأمير سلطان، فكلما زار كوهين المنطقة، أو كما يحلو لك أن تسمية كوهيين –بمد الياء- فإنهم ينفون وجود هذه القوات الأمريكية جملة وتفصيلاً، حتى أصبحت بطريقة حقيقة مقززة جداً، فكيف ينفي هذا الأمر وهو علم على رأسه نار؟

فالقوات الأمريكية بعد تفجير المدمرة كول وضعوا قواتهم جميعها تحت حالة تأهب في اليمن وفي قطر وفي السعودية بعد تفجير المدمرة كول، فإذا كان أصحاب الأمر يؤكدون هذا الأمر والسلطان ينفي.. فمَنْ نصدق إذاً؟

الأمريكان أنفسهم يثبتون أن قوات أمريكية ضارية ضاربة عسكرية قادرة على تدمير المنطقة، والعراق بالذات، فلماذا هذا النفي؟

الأمر الثالث هذا من الناحية السياسية بسيطة جداً، الأمر الآخر لم يتطرق إليه الأستاذ النصف، وأعتقد أنه ذكر مغالطات، مقارنات فاسدة، هو الجانب الشرعي للتواجد الأمريكي في المنطقة.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب، طيب يا سيدي، السيد العتيبي أنت طرحت الكثير من النقاط، أنا لدىّ يعني هو يقول.. هو يتحدث عن الجانب الشعبي، لكن يعني أنا حاولت أن أجمع بعض التصريحات الرسمية في واقع الأمر لـ.. يعني بخصوص الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الخليج، يبدو أن هناك تململاً قوياً، ليس فقط على الصعيد الشعبي، بل أيضاً على الصعيد الرسمي، مثلاً: هناك بدأت دول الخليج ترفض بطريقة أو بأخرى صفقات الأسلحة الأمريكية التي تحاول فرضها، مثلاً: جاء كوهين مرة ليبيع نظام دفاعي مضاد للصواريخ لمجابهة أخطار الصواريخ العراقية الإيرانية المزعومة، فقال له الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران: إن ما يهمنا هو انتشار صواريخ المحبة في المنطقة، وليس صواريخ الدمار.

وهذا رد دبلوماسي على أن.. يعني بما معناها: حِلُّوا عنا يعني، أم لا؟ شخصية سعودية على مستوى عالي جداً قالت: إن الوجود الأميركي في أراضي المملكة يؤدي إلى زعزعة استقرارها وأمنها.

هناك -أيضاً- كلام لخالد بن سلطان يعني ألقى محاضرة في لندن، قال بالحرف الواحد: إن وجود هذه القوات يشكل عبئاً أمنياً وسياسياً على المنطقة بشكل عام، هذا على الصعيد الرسمي. طيب على الصعيد الشعبي الآن، طيب كيف تفسر هذه الهجمات؟ كيف تفسر هذه.. تدمير المدمرة الأمريكية كول في اليمن؟ آه.. أنتم في الكويت ألقيتم القبض على مجموعة جهادية تحاول ضرب بعض الأهداف الأمريكية،السلفيون في الكويت قالوا بالحرف الواحد: إن الوجود الأمريكي في منطقة الخليج أصبح احتلالاً صارخاً.

وانظر الآن هناك حالة تأهب أمريكية في جميع أنحاء المنطقة، قبل قليل سمعنا عن إغلاق السفارة الأمريكية هنا في قطر، حالة الطوارئ تُعلن كل أسبوع في صفوف القوات الأمريكية المتمركزة في الخليج بسبب الهبة الشعبية في وجه هذا، هذا أنقل لك أنا ما هو موجود في الصحافة، كيف ترد؟

سامي النصف:

OK.. أولاً: قضية الهجمة على المواقع الأمريكية ما هي قضية عامة، يعني عمل تخريبي هنا أو عمل تخريبي هناك هذه مو قضية عامة، منها ومن ضمن ذلك كول، طبعاً أي قوة كبرى بالعالم راح تجد ناس يعني معادين لها، يحاولوا الإضرار فيها، هذا أمر طبيعي، ولا أعتقد أنه يمثل توجه عام، قضية حتى الحركة السلفية بالكويت، الحركة السلفية بالكويت إن صدق هذا الكلام أنا أتصور إنه معروف إنه من خمسين عضو أو نائب في مجلس الأمة ما فيه إلا واحد اللي يمثل هذا التوجه، إذا –مرة أخرى- إذا صدق هذا الكلام، قضية اللي حتى تفضل فيها الأستاذ العتيبي، قضية إنه والله قرار استخدام القوات الأمريكية كان قرار شخص واحد يعني الأستاذ هذا العتيبي كان يريد أن تُحتل السعودية، وأن تُنتهك الأعراض، وتُخرَّب البنية الاقتصادية وبعدين يُستدعى الأمريكان، أنا أعتقد إنه كان قرار حكيم ولا يختلف اثنان عليه.

الأخ حازم الشامي أنا أتفق معاه إنه قضية إنه الأمة العربية أمة واحدة، هو لا نختلف اثنين عليها، وبالعكس يعني إحنا كقوميين أو كجماعة بالكويت معروف إن إحنا من الستين والسبعين وأكثر من ذلك من الأعوام لازلنا.. وكنا ولازلنا يعني نؤمن بالخط القومي، إنما الكلام اللي أنا قلته إنه بالفعل فيه خلاف أيديولوجي بالنسبة لأنظمة الحكم، إنما..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب.

سامي النصف[مستأنفاً]:

اسمح لي، هو رجع.. هو رجع لفترة الخمسينات، خلني أتكلم كلام كذلك مرة ثانية أخاطب فيه العقل العربي، الأمة العربية خلال تاريخها السياسي الحديث، خلال العقد الماضي تعاملت مع أربع كتل، الكتلة الأمريكية الرابعة، تعاملت مع الكتلة السوفيتية الروسية، وإمبارح في هذا الوقت كان على الجزيرة برنامج عن (ستالين) اللي قتل عشرين مليون، واستحلوا شرق أوروبا، واستحلوا ثلاث دول ببلدان البلطيق، واستحلوا كذلك الجمهوريات الإسلامية، ومع ذلك ما أحد يعني أعاب على الوطن العربي أن يتعامل مع هذه الأنظمة السوفيتية اللي خربت، النظام السياسي العربي هي مَنْ جلب النظام العسكري للمنطقة، وهي من جلب قضايا التأميم وهدم.. هدم المزارع والهجرة إلى المدن، هذه أتت من المنظومة السوفيتية..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب.

سامي النصف[مستأنفاً]:

اسمح لي، الكتلة الثانية اللي تعاملنا معاها كتلة الدول الاستعمارية –بريطانيا، فرنسا، هولندا وغيرها- يُسأل المستعمر عنها، طبعاً قتلت مليون جزائري، طبعاً هذه كانت تجربة كذلك سيئة.

النوع الثالث اللي لجأ له أذكر المفتي الحسيني ورشيد علي الكيلاني اللي هي كتلة المحور، ألمانيا النازية، إيطاليا الفاشستية، اليابان العنصرية، كانوا طبعاً يؤمنوا إنه خارج نطاق هذه المنظومة الشعوب الأخرى لا تصل إلى مستوى البشر، وحتى يعني العنصر السامي اللي هو العربي واليهودي اعتبر في أسوأ وأسفل..

القوة الرابعة هي القوة الأمريكية، يعني إحنا ما نستطيع أن نأتي بقوة من المريخ أو من غيرها، فخلنا نكون يعني صريحين عبر.. إذا قارنا التعامل مع الكتلة أو مع القوة الأمريكية مقارنة بالكتل الثلاث الأخرى، أنا أعتقد –احتراماً للعقل- يجب أن نقر ونعترف إنه بالفعل رغم مساوئها، رغم إن إحنا نختلف بما تفعله ودعمها لإسرائيل، وأنا أعتقد حتى دعمها لإسرائيل أتى عبر كونها منظومة مفتوحة، ويمكن لأول مرة العرب في الانتخابات الأخيرة استطاعوا أن يكون لهم وجود داخل النظام الأمريكي، أنا أعتقد الأموال اللي دفعناها لشراء أسلحة روسية تسببت بهزائمنا بالـ 56، بالـ 67، حتى النصر المحدود بالـ 73 كان بسبب الأسلحة السوفيتية، لو أخذنا هذه الأموال ودخلنا فيها إلى النظام الأمريكي لربما كنا استفدنا الكثير..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

كيف ترد يا سيد، كلام مهم.. كلام خطير جداً يعني.

عبد الأمير الركابي:

والله أولاً هو يعني..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

إذا كان لديك ما تقول يعني.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

يعني خربط شوية الأولويات، حط الكتلة السوفيتية بالأول إحنا تعاملنا معها وهذا غير صحيح، يعني الكتلة الأولى اللي دخلت على المنطقة هي بريطانيا، القوة الأولى اللي دخلت على المنطقة، وهذا لها اسم مش اسمها كتلة..

سامي النصف[مقاطعاً]:

أنا مو تسلسل تاريخي، أنا قلت.. أربعة..

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

لا. بس، عفواً، خليني مثلما تحدثت.. أولاً الكتلة الأولى هي بريطانيا والدول الاستعمارية الأخرى، وهاي مش اسمها كتلة، هاي اسمها استعمار قديم، إجا سيطر على المنطقة، وسيطر على العالم كله ومعروفة مساؤه، وما فيه داعي للتحدث حوله. لما كان الاتحاد السوفيتي موجود الولايات المتحدة الأمريكية كانت موجودة أيضاً، وتطور الاستعمار منذ الخمسينات اللي يسموه الاستعمار الجديد، وأصبحت الهيمنة العالمية هي هيمنة أمريكية.

الآن هنالك مرحلة، طبعاً ذكر من مساوئ الاستعمار القديم قتل مليون ونصف، إحنا يعني البركة الحقيقة الولايات المتحدة الأمريكية خلال عشر سنين قتلت مليون ونصف عراقي، يعني أكثر مما قتل في الجزائر..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

يعني هنالك نظام عقوبات لم يشهد مثله التاريخ مثيلاً على الإطلاق مسلط على بلد، بغض النظر عن العوامل الأخرى، الآن لحد الآن هنالك مليون ونصف مليون عراقي قُتلوا بعشر سنين، طبعاً الشو اسمه؟ الاستعمار الفرنسي ظل 140 سنة، أعتقد إذا نحسب المدة..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

الفترة، نعم.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

الفترة راح تموت الأمة العربية على إيد الأمريكان –إن شاء الله- فيعني أنا لا أعرف كيف أخونا يريد أن..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

يريد أن يستبدل كل..

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

يمشي بالأمة العربية بهذا الخيار القاتل والمميت، وهو كل شوية يتحدث لنا عن احترام العقل العربي، ما بيظلوا عرب حتى يكون عندهم عقل يعني، أنا أعتقد الأمريكان ماشيين باتجاه الإبادة الكاملة للمنطقة، وسياستهم إزاء العراق هي سياسة إبادة منظمة مقرة من قِبل كل المفكرين في العالم اليوم.

سامي النصف[مقاطعاً]:

ليش نظام الإبادة مو من النظام العراقي؟

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

نظام إبادة، هذا ليس له اسم آخر.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

دقيقة، دقيقة.

عبد الأمير الركابي:

اسمح لي، اسمح لي.

د. فيصل القاسم:

بس أنا أريد، دقيقة دقيقة، نحن.. دقيقة بس، لماذا لا نتحدث عن أن الوجود الأميركي في منطقة الخليج كان عامل استقرار وتنمية، ولولا وجود هذه القوات في المنطقة لما تحقق أي نوع من التنمية الاقتصادية والرخاء على مدى كل هذه الفترة؟ بحاجة أصبحت القوات الأمريكية جزءاً ركيناً في المنظومة الأمنية للمنطقة؟

عبد الأمير الركابي:

وين الرخاء؟ أي رخاء؟ نحن في حالة حرب، نحن في حالة حروب، نحن في حالة دمار، أي رخاء هذا؟

سامي النصف[مقاطعاً]:

التواجد..

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

والمنطقة إذا استمر هذا النهج، وإذا استمرت هذه العقلية، وإذا استمر هذا النوع من الخيارات ومن التمسك فيها ستسير نحو الانفجارات، وما قلته عن كول..

سامي النصف[مقاطعاً]:

شوف.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

وعن السفينة وعن.. وما خلف من قيمته..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب ماذا تقرأ أنت؟ دقيقة شوية. دقيقة.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

هو بداية.. بداية تفجر المنطقة، هذا بداية تفجر المنطقة، والتململ على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

يعني هل تريد أن تقول أن العملية، أو المعارضة الشعبية للوجود الأميركي في منطقة الخليج أكبر بكثير من هذا التفجير هنا وهناك؟

عبد الأمير الركابي:

ستتطور.. ستتطور هذه المواجهة، وحتى الوضع في العراق، الوضع في العراق هو قنبلة أشد من كل ما يحكى عن قنابل أخرى، عن قنبلة نووية، وعن سلاح تدمير وما إلى ذلك، القنبلة العراقية.. قنبلة المجتمع العراقي يوم يصل إلى لحظة يتفجر فيها هذا المجتمع، كل هذه الكيانات المصطنعة والهزيلة والتي تحتمي بالغرب سوف تتفجر.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

قصدك يعني الكيانات الخليجية؟

عبد الأمير الركابي:

نعم الكيانات الخليجية.

د. فيصل القاسم:

هزيلة ومصطنعة؟!

عبد الأمير الركابي:

هذه كيانات هزيلة إذا لم يوضع نظام للاستقرار العربي ويجدد شكل جديد من أشكال النظام العربي ليس له علاقة بسبب التوتر اللي هو الوجود الأمريكي، كل استعمار في العالم له وسيلة في السيطرة، ووسيلة السيطرة الأمريكية هي الإبادة، ليس لها غير الإبادة.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

حتى في الخليج.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

حتى في المنطقة، الإبادة والاستيطان، هذا هو الوسيلتين اللي يستعملهم.. يستعملوهم الأمريكان في المنطقة، وليس هنالك أي وجه آخر..

سامي النصف[مقاطعاً]:

خلينا…

د. فيصل القاسم:

بس دقيقة واحدة، السيد عبد الرحمن النعيمي من سوريا، تفضل يا سيدي.

عبد الرحمن النعيمي:

مساء الخير.

د. فيصل القاسم:

يا هلا.

عبد الرحمن النعيمي:

تقديري –يعني- للوجود الأمريكي مثل ما تفضلوا الإخوة يعني فيه وجود في مختلف أنحاء العالم، ولكن هناك خصوصية بالنسبة للوجود الأمريكي في المنطقة العربية وبالتحديد في منطقة الخليج، أولاً: الحضور الأمريكي في الخليج جاء مع النفط، وعلى مدى السنوات الماضية وعلى مدى –لنقل- العقود الماضية كان الأمريكان دائماً يرددون بأنهم –يعني- وجودهم العسكري ووجودهم في منطقة الخليج –يعني- لحماية آبار النفط، وبالتالي حتى لما صار سنة 73 مثلما تفضل الأخ النصف، سنة 74 وضع الأمريكان مخططات باحتلال منابع النفط، ووضعوا مخططات –يعني- كشفت في الحقيقة في وثائق عديدة ثم كان هناك حديث –أيضاً- بأن ارتفاع أسعار النفط كان الأمريكان وراه مثل ما تفضل الشيخ اليماني في إحدى محاضراته.

الجانب الآخر الذي يعطي الحضور الأمريكي كراهية شديدة بالنسبة للمنطقة العربية هو وقوف الأمريكان إلى جانب إسرائيل في كل صغيرة وكبيرة، يعني أمريكا تعتبر بأن إسرائيل قاعدتها المتقدمة، وأنا أريد أضرب مثال صغير على الموقف الأمريكي، سنة الـ 75 استطاع العرب، واستطاعت الكتلة الشرقية ومنظومة عدم الانحياز أن تصدر من الأمم المتحدة قرار 3379 الذي ساوى العنصرية بالصهيونية والصهيونية بالعنصرية فوقفت أمريكا على مدى سنوات طويلة حتى استطاعت أن تسقط هذا القرار سنة 1994م. في كل قضايا الصراع العربي الإسرائيلي الأمريكان يقفوا بالمطلق إلى جانب إسرائيل، لذلك ليس مستغرباً عندما تطلع المظاهرات في منطقة الخليج أن تردد تسقط أمريكا، تسقط إسرائيل. مرتبطة تماماً الموضوع مع بعضها بعض. هذا جانب، الجانب الآخر فيما يتعلق بموضوع أن الأمريكان موجودين في أوروبا وموجودين في اليابان وموجودين في الخليج إلى آخره، ليس هناك مقارنة فيما يتعلق بميزان القوى بين الدول المتحالفة بين بعضها البعض في أوروبا أو اليابان أو الأرضية التي استند عليها الحضور الأمريكي في تلك المناطق، ومع ذلك الاتحاد الأوروبي يعمل حالياً من أجل أن تخرج أمريكا أو أن يكون لها قوة تدخل سريع أوروبية بمعزل عن الحضور الأمريكي أو يعمل خارج الهيمنة الأمريكية.

فأنا تقديري بأن هناك كراهية للأمريكان في مختلف أنحاء العالم ولكن هناك خصوصية للكراهية العربية للأمريكان في هذه المنطقة.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

شكراً جزيلاً، طيب.

عبد الرحمن النعيمي[مستأنفاً]:

هذا جانب -عفواً –فيما يتعلق بموضوع أولاً أمريكا أجنبية، إيران والعراق من دول المنطقة، نحن مطالبون أن نضع معادلة معينة للعلاقات العربية الإيرانية العلاقات العربية بين بعضها البعض فيما يتعلق بكيف نستطيع أن نحمي أمننا المشترك.

الإيرانيين طرحوا في الآونة الأخيرة أنه يجب أن يكون هناك أمن إقليمي لمنطقة الخليج، في تقديري –اسمح لي أستاذ- أولاً ليس من مصلحة أي عربي أن تدمر أسلحة العراق، أسلحة العراق يجب بالضرورة أن لا تكون ضد الكويت، يجب أن تكون بالضرورة ضد الكيان الصهيوني، ولذلك عندما تدمر الأسلحة أو عندما يقال بأن العراق يجب أن لا يتسلح فلا يجب أن يفهم بأن أي تسلح عراقي هو بالضرورة ضد الكويت أو سيحتل الكويت مرة ثانية.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

صح.

عبد الرحمن النعيمي[مستأنفاً]:

وإنما تاريخياً العراق هو قوة أساسية في مواجهة الكيان الصهيوني، ولذلك التحالف السوري العراقي الإيراني يجب أن ينظر له –بالأساس- على أنه موجه ضد إسرائيل، وإسرائيل هي الخطر الحقيقي وليس العراق خطر حقيقي، وإنما –يعني- خطيئة ارتكبها النظام العراقي ويجب على النظام العراقي أن يعترف بهذا الخطأ الذي ارتكبه من أجل أن تصحح العلاقات العربية مع هذا النظام العراقي.

د. فيصل القاسم:

طيب، شكراً جزيلاً سيد نعيمي، السؤال المطروح أنا أريد أن أطرح.

سامي النصف:

خليني أصحح معلومة..

د. فيصل القاسم:

دقيقة.. تصحح.. لكن أنا أريد أن نميز.. أن نوصف –إذا صح التعبير طبيعة العلاقة بين دول الخليج وأميركا، يعني السيد نعيمي قال قبل قليل أن العلاقة بين أميركا –مثلاً- وبريطانيا وأوروبا واليابان مختلفة تماماً، هي علاقة تحالف قد تكون، تحالف، أما العلاقة بين دول الخليج وأميركا –كما تقول بعض التقارير- هي علاقة هيمنة وتبعية وسيطرة، هذا من جهة، من جهة أخرى يتحدثون عن إسرائيل، يعني هناك الكثير من يقول بأن الوجود الأمريكي في منطقة الخليج في واقع الأمر هو يهدف بالدرجة الأولى إلى حماية شيئين: النفط وإسرائيل، يعني دول الخليج بطريقة أو بأخرى تحمي أمن إسرائيل بتوفير هذه القواعد العسكرية للأمريكان في المنطقة، يعني من جهة يدينون القتل الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين، من جهة أخرى هم يعطون الأمريكان هذه القواعد كي تحمي إسرائيل، يعني إسرائيل مرتاحة ومبسوطة للوجود الأمريكي في منطقة الخليج أم لا؟

سامي النصف:

أنا الحقيقة بودي أن أرد على الكلام الأول لأنه كلام خطير اللي تفضل فيه الأستاذ عبد الأمير وبعدين راح أرجع لهذه النقطة بالكفاية.

قضية إنه أمريكا هي من تسبب الإبادة أنا أتذكر إنه النظام العراقي.. اسمح لي..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

هذا ليس موضوعنا، هذا ليس موضوعنا.

سامي النصف:

هذا موضوعنا، التواجد الأمريكي يقول إن هو المتسبب بالإبادة، أنا أقول إن النظام العراقي بـ 68 بدأ بالإعدامات، سنة 70 جاء بالقمح المسموم –اسمح لي-

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

إذن لماذا أن تحول الموضوع.. يعني أنت منذ البداية نحن نتحدث عن القوة العربية وأنت تريد أن تحصرنا في العراق، ليس موضوعنا العراق.. العراق جزء.. جزئية.

سامي النصف[مستأنفاً]:

لأن النظام العراقي هو نظام إبادة شن حرب 8 سنوات على إيران.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

سمعنا الكلام مائة مرة.

سامي النصف[مستأنفاً]:

الآن نرجع إلى الكلام اللي تفضل فيه الأستاذ عبد الرحمن النعيمي، أولاً: نتفق إحنا مع الأستاذ عبد الرحمن النعيمي على قضية إنه والله التوجه الأمريكي نحو القضية الفلسطينية توجه خاطيء لا يختلف عليه اثنان.

عبد الأمير الركابي:

خاطيء؟! خاطيء؟!

سامي النصف:

نعم، تجاه القضية.

عبد الأمير الركابي:

خاطيء بس؟

سامي النصف:

مجرم سميه ما تسميه، سميه ما تسميه.

عبد الأمير الركابي:

مش مجرم ولا خاطيء، هذا تحالف إستراتيجي، إسرائيل هي قاعدة أمريكية مش خاطيء.

سامي النصف:

سميه ما تسميه، إنما خلينا.. التواجد الأمريكي.. إسرائيل لا تحتاج إلى تواجد أمريكي في الخليج.

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

هاي لغة لا يجب أن تقال، لا يجب أن تقبل في العالم العربي.

سامي النصف:

اسمح لي، إسرائيل لا تحتاج إلى تواجد أمريكي في الخليج، إسرائيل.. موجود.. الأخ عبد الرحمن النعيمي لو نظر إلى البحر سيجد الأسطول السادس الأمريكي موجود..

د. فيصل القاسم:

سأعطيك المجال سيد، سأعطيك المجال.

[موجز الأخبار]

د. فيصل القاسم:

سيد الركابي، أنا سألت سيد النصف قبل قليل عن طبيعة.. نريد أن نوصف العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة، ما هي طبيعة هذه العلاقة؟ هل هي علاقة تحالف..صداقة.. تبعية.. هيمنة.. كيف يمكن أن تصف هذه العلاقة؟

عبد الأمير الركابي:

والله أنا عندي رؤيتي الشخصية أن الغالب على موقف دول الخليج -لا أعمم طبعاً، هنالك شعوب- هو موضوع النفط، هنالك اعتقاد راسخ لدى النخب المتحكمة أو الحاكمة في هذه المنطقة من العالم العربي تقول إن الحياة والموت متعلق بالنفط، ومن يحمي لنا هذا النفط، ومن يعطينا فرصة لأن نضع موارده في جيوبنا براحة وبأمان.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

ونبني مجتمعاتنا أيضاً.

عبد الأمير الركابي:

طبعاً وبأمان وباطمئنان ونعيش يعني، هذا هو الذي.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طب وما العيب في ذلك يعني؟ الدول تتصرف دائماً حسب مصالحها، ومن مصلحة.. يعني من حق دول الخليج أن تتصرف حسب مصالحها، وهذه هي الطريقة الأمثل للحفاظ على مصالحها،لماذا نريد نحن أن نتدخل؟

عبد الأمير الركابي:

أنا أقول اليوم أن الولايات المتحدة الأمريكية مصالحها أصبحت تتجاوز حتى هذا الشكل من أشكال العلاقة، وأنها أصبحت تريد وضع اليد على المنطقة لمصلحة الهيمنة الإسرائيلية، إسرائيل.. المخطط أو الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة ستؤدي إلى أن إسرائيل –وهذا ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية- تحكم العالم العربي..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طب هل تريد أن تقول أن دول الخليج في هذه الحالة تسهل مهمة إسرائيل في ابتلاع المنطقة؟

عبد الأمير الركابي:

إذا استمرت على هذا المنظور وتمسكت به في هذه الظروف، هنالك شيء تغير، هذا النفط –برأيي- لن يبقى بيد دول الخليج، ولن تبقى متحكمة به، وحتى لن تحصل على الحصة التي كانت تحصل عليها منهم، المنطقة الولايات المتحدة الأمريكية ستسير فيها نحو مجموعة من التفجرات والكوارث والحروب والتمزقات ستؤدي بالخليج نفسه إلى أن يتفجر، وهذه علائمها قد بدأت وسوف تزداد في المستقبل.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

الخليج في طريقه إلى الانفجار؟

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

أنا رأيي الخليج في طريقه إلى الانفجار وعلى القوى الحية في هذا الجزء من العالم العربي أن تعيد حساباتها وأن تفكر بطريقة أخرى، وهذا يشمل العالم العربي كله وكل قواه الحية يجب أن تعيد النظر في هذه اللحظة من لحظات حياتنا ومن لحظات تاريخنا العربي، لأن أيضاً أنا كعراقي علىّ مسؤولية إزاء دول الخليج وإزاء شعوب الخليج وإزاء مستقبل شعوب الخليج.

سامي النصف:

هذا منطق معكوس.

د. فيصل القاسم:

طيب هذا منطق معكوس، ولكن دقيقة.. دقيقة نفس الاتجاه أنا أريد أن أسأل نحن تحدثنا عن المعارضة الشعبية واستشهدنا ببعض التصريحات الرسمية، أنا لديّ كلام (لجيمس وولسي) المدير السابق للمخابرات الأمريكية لـ C.I.A قال بالحرف الواحد: ليس صحيحاً أن أسامة بن لادن وحده ضد وجود القوات الأمريكية في الخليج -وهذا الكلام للاستخبارات الأمريكية- ليس أسامة بن لادن وحده الذي جن جنونه للوجود الأمريكي في الخليج، فمن خلال تخفيض وجودنا يمكننا تقليص مصادر التوتر والغضب في المنطقة. هذا كلام للاستخبارات وأنت تحكي، الأمريكان يقولون الحقيقة وأنت تريد أن تطمسها.

سامي النصف:

لا، ترى إحنا ما قلنا جديد، بس خلينا نتكلم عن حقائق، الأول إنه الوجود الأمريكي لأول مرة منع الحروب بالمنطقة، لأول مرة النظام العراقي يستمر عشر سنوات بدون هجوم على أحد وبدون معركة، هذه حقيقة، وهذا واقع، مثل ما قلنا من 68 إلى عام 90 ماكو سنة تمر إلا بكارثة حتى بين الحرب الإيرانية والكويتية صارت الحرب على الشمال العراقي وحلابشة والأنفال اللي دمرت –مثل ما قلنا- فيها 4 آلاف، قضية إنه بالفعل إنه مو بس.

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

قتل مليون ونصف هاي مش حرب، قتل مليون ونصف خلال عشر سنوات؟

سامي النصف:

هذه إبادة من قبل النظام العراقي.

د. فيصل القاسم:

طيب هذه كي لا نعود إليها، حتى لا نعود إليها، ليس موضوعنا، طيب، آه.

سامي النصف:

حتى لا نعود لها، الآن خلينا نتكلم عن حقيقة ما قيل، قضية إنه والله الوجود إنه مو بس بن لادن، نعم من يقول إنه الخليج بأكمله يعني Uniform شكل واحد، نعم في كل قضية تطرح بالخليج هناك من هو معها، هناك من هو ضدها وغير ذلك، ما نختلف على كلمة.. إنما الأغلبية العظمى.. الأغلبية العظمى من أهل الخليج أعتقد إنه يؤمنون بقضية بسيطة اللي هي قضية مشروعية الدفاع عن النفس.

[فاصل إعلاني]

د. فيصل القاسم:

عماد نخلة من السودان، تفضل يا سيدي.

عماد نخلة:

آلو.

د. فيصل القاسم:

تفضل يا سيدي.

عماد نخلة:

أولاً أحيي الضيوف الأفاضل، وأقول للأخ النصف ثلاثة نقاط أتمنى إنه يفهمها إن دي وجهة نظر الشعوب العربية. أولاً: بالنسبة للسودان والدول العربية الأخرى التي تعرف أنها وقفت مع العراق ضد الكويت فإنها لم تكن كذلك، وإنما كان هذه لأسباب سياسية الكل يعرفها..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب يا سيد نخلة موضوعنا غير هذا لو سمحت.

عماد نخلة[مستأنفاً]:

معلش، دي وجهة أولى، أدخلت السودان من ضمن الدول دي. النقطة الثانية: الآن نحن نبحث عن مخرج للآتي: الأسرى الذين هم نحن الآن لا نعرف حقيقة وجودهم في الكويت، وهؤلاء الناس أهم لنا، أما الأمر الآخر الأمراض..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

يا سيد نخلة.. طيب.. هذا ليس موضوعنا، الأسرى ليس موضوعنا، موضوعنا الوجود الأميركي في الخليج.

عماد نخلة[مستأنفاً]:

طيب، عن الوجود الأمريكي هو الوجود الأجنبي بغض النظر عن أمريكا، عن الوجود الأجنبي ككل، الأمراض.. الإشعاع.. الغازات وما ندري..، النفايات وغيرها هذا كله موجود في الخليج مع التواجد الأجنبي، يستنزف إمكانيات الدول العربية بشرية أو مادية بحجة الحماية، مع إنه الدول العربية تملك كل إمكانيات الحماية لنفسها، ونحن واثقون إن العرب قادرون على أنهم يحموا نفسهم ويحموا إمكانياتهم ويحموا النفط، كذلك نحن نقول إن الشعوب العربية ترفض الوجود الأجنبي، وكل ما يقال أو يقوله الأخ من إنه.. الكويت مستهدفة من العراق أو من إيران هذا ليس له مبرر ولا موضوع واضح، بل كل ما عنده ورغم إن الوجود الأمريكي والوجود الأجنبي مع العلم بأن أمريكا تريد مخرج لإعادة العلاقات مع العراق لمصالح لها ولأهميته وهي تدري بها ونحن (هنرى) هذا فيه مع المرشحين الجداد أو الرئيس القادم الـ 43 لأمريكا هنرى علاقات جيدة مع العراق، وهيرجع العراق كدولة من الدول التي تحاط بعناية أمريكية.

د. فيصل القاسم:

طيب يا سيدي، شكراً جزيلاً. طيب إذا تحدثنا، يعني نحن مرينا على الموضوع مر الكرام لكن هو الأهم، موضوع نهب الخليج وعملية إفقار منظم لدول الخليج من قبل أميركا، يعني أحد القادة الخليجيين صور –في واقع الأمر- العلاقة بين الخليج وأمريكا بقصة الراعي، كان هناك راعي غنم، وكان هذا الراعي يتعرض غنمه بين الفينة والأخرى إلى ذئب.. ذئب، يأتي هذا الذئب كل شهر.. كل شهرين يأخذ خروف أو يأخذ رأس غنم ويأكله، ففكر الراعي كيف يمكن أن يحمي هذا الغنم، فأتى بكلاب حراسة لحماية هذا الغنم، لكن بعد فترة تبيّن إنه كلاب الحراسة هذه تأكل الغنم، كل يوم بده يرمي رأس غنم، في نهاية المطاف وجد إنه كلاب الحراسة هذه أخطر بكثير من هذا الذئب الذي كان يأتي إلى الغنمات –يعني- بين الفينة والأخرى. هذا من جهة، يعني ألا يمكن الحديث عن عملية إفقار منظم.. في كل وقت ترتفع فيه أسعار النفط في منطقة الخليج يأتينا كوهين مباشرة يريد أن يفرض عليه نظام أسلحة تكنوقراطية، أسلحة فنكرية، من جميع الأنواع التي يمكن أن تحلم بها، يأتي يريد أن يبيع الخليج أسلحة لا ضرورة لها، بالرغم من إنه ميزانيات الخليج مثقلة بالديون و..، يعني أنا أريد أن أعطيك مثالاً بسيطاً، في إحدى المرات كان وزير الدفاع البريطاني موجود في المنطقة.. أنا أحكيك.. يعني أمر شخصي، فقال لي يعني الخليجيون كانوا موجودين، قال: قل لهذا الوزير كفانا نهب يا أخي نحن ما عاد عندنا فلوس، يحلوا عنا عاد، كل يومين تلاتة هنا جايين يفرضوا علينا أسلحة، كانوا بريطانيين أو الأمريكان أو الفرنسيين، يحلوا عن ظهر. هذا الخليج يا أخي، ما عاد معانا فلوس.

سامي النصف:

شوف إنت قاعد تقول كلام وكأنه قضية مسلم بها، أولاً: معدلات النمو بالخليج بالعشر سنوات اللي مضت بالعكس كلها بالموجب، لا زالت دول الخليج هي الأغنى والسبب قضية الاستقرار الأمني فيها، اثنين: قضية المثال اللي تفضلت فيه أنا أقول لك إن هذا الذئب مو جاي (حق) الغنم هذا جاي للراعي، يعني الغزو العراقي كان غزو مدمر، وكم ثمن الأعراض؟كم ثمن الدماء؟ كم ثمن –حتى- الأسرى اللي واخذهم؟

قضية إنه مثل ما قلنا نهب وإفقار لا الخليج صار فقير، بالعكس لازال الخليج هو الأغنى في المنظومة العربية ولربما..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

وماذا عن الديون الخليجية يا رجل؟! الدول الخليجية مثقلة بأكبر الديون، حتى الأغنياء.

سامي النصف[مستأنفاً]:

الولايات المتحدة لازالت مديونة، كل دول العالم مديونة..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

الوضع مختلف تماماً، الوضع مختلف تماماً.

سامي النصف[مستأنفاً]:

اسمح لي بالعكس، أنت عايش في دولة خليجية وترى الرفاه، يعني لا فيه Taxation ولا فيه ضرائب ولا..، ودول الخليج كذلك لم تتأثر الرفاه، كم الرفاه بدول الخليج..، بالعكس..اسمح لي –إحنا اكتشفنا قبل عام 90 بالفعل (باسكال) من واحد لعشرة كنا نضع الأمن رقم عشرة، بعد ما حدث ما حدث عام 90 اكتشفنا ما الفائدة أن تبني مدارس وتبني مستشفيات وتبني صوامع ومساجد وكل حاجة وفي لحظة يأتي غازي ويدمرها كلها، اكتشفنا إنه بالبدء يجب أن يكون الأمن. وعلى فكرة حتى الثقافة العربية لا تؤمن كثير بالأمن، أنت هنا في قطر أو في أي دولة خليجية القصور.. قصور. وفيلل كالقصور ما تجد عليها حارس، إنما بفرنسا، بريطانيا تجد شقة ما فيها إلا معطف ويمكن مظلة مطر ويمكن كلب وتلقى عليها أربع أقفال وهذا. إحنا لأول مرة بعد عام 90 بدأت تتغير الثقافة اللي عندنا، نعم نحن أصبحنا الآن نؤمن إنه علينا الدفاع عن أنفسنا. إذا كانت سويسرا تصرف الأموال عشان تحمي نفسها.. مين اللي يهدد سويسرا؟ بريطانيا كذلك، اليابان.. اسمح لي وبعدين السلاح الأمريكي على فكرة مقارنة بالأسلحة الأخرى شوف أنت سواء حرب الخليج أو حتى ما حدث في يوغوسلافيا تكتشف أن 100% من الضربات الجوية كانت أمريكية، 90% من الأسلحة الذكية أمريكية، حتى الآن فيه خلاف بين أوروبا وأمريكا، الأمريكان قاعدين يقولون إحنا في السنة..

د. فيصل القاسم:

بس دقيقة.. أنت تتحدث عن الأسلحة الأمريكية الموجودة للخليجيين كما لو كانت ملكاً للخليجيين، الأمريكان هم الذين يديرون كل شيء من هذه الأسلحة ولا يعطون الخليج إلا الخردة، إلا الخردة، الأسلحة الرئيسية تذهب إلى إسرائيل، وبعدين أنا أريد..

سامي النصف[مقاطعاً]:

مين يقول.. مين يقول هذا الكلام؟ لأ، أنت قاعد تقول وكأنه أمر واقع.

د. فيصل القاسم:

لكن لا.. دقيقة.. بس دقيقة طيب..

سامي النصف:

الأسلحة الأمريكية بالكويت..

د. فيصل القاسم:

هل تستطيع أن تنفي،.. بس دقيقة.

سامي النصف:

بالخليج تدار من قبل من الخليجيين.

د. فيصل القاسم:

طيب، هل تستطيع أن تنفي أن الأمريكان يفرضون على الخليج صفقات أسلحة لا حاجة للخليج بها لا من بعيد ولا من قريب؟

أعطوا بعض البلدان الخليجية طائرات عندما تقلع الطائرة من البلد تصبح خارج المجال الجوي بتاع البلد، يعني تصبح في بلد آخر. أنا أريد أن أسألك: الكلام عن إفقار الخليج كلام فارغ ولا أساس له من الصحة، وحالة الرفاهية والأمان التي يشهدها الخليج أكبر دليل على ذلك، وكل ما نتكلم به من إفقار للخليج كلام فارغ وهراء. كيف ترد؟

عبد الأمير الركابي:

والله أولاً: يعني أنا أحب أتكلم عن موضوع آخر.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

لا.. لأ..

عبد الأمير الركابي:

يعني لو افترضنا.. لو افترضنا أن الكويتيين تسلحوا كلهم كمجتمع.. كلهم شخصياً، كل واحد صار معه صاروخ عابر للقارات، هل يستطيعون الوقوف إذا كانوا يعتقدوا أن العراق خطر، يعني هل يستطيعون الوقوف في وجه العراق؟! لا يستطيعون.. هذا ليس حل. هو يقول من جهة: أنه يريد الاحتماء بالأمريكان بوجه العراق، ثم يقول: أريد أن أحتمي بالسلاح الأمريكي، وهذا أمر طبيعي لأني مهدد، OK. نيجي على نقطة أخرى، هل دول الخليج هي في وضع القدرة على استيعاب هذه الأسلحة؟ هذا أمر أساسي. أنا شفت واحد من أهم يعني صناع الأسلحة، مستشار في مكان لصنع الأسلحة، وتحدثنا حول تجربته في مسألة تصنيع السلاح من المنطقة العربية، فسألته: هل الأسلحة التي تذهب إلى الخليج تدخل في المنظومة الاجتماعية، في المنظومة العسكرية..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

في الحياة العامة..

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

في منظومة.. وهل هي فاعلة؟ قال لي: لأ، قال لي: نحن نذهب أولاً.. نبعث المستشارين، والمستشارين يعلمون الناس هناك، وبعد سنة نعود، وتجينا الرسائل منهم للعودة مجدداً، لأن الأمر لا يدخل عندهم في أي سياق فعلي للاستيعاب يعني. فأولاً: هذا هدر، لأنه لن يؤدي إلى ضمان الأمن الفسيولوجي..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

هدر ونهب، هدر ونهب؟

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

وهو من جهة أخرى نهب، بلا شك نهب علني وصريح وليس له أي.. أي شيء، يعني أي.. أنا أفهم أن بلد من البلدان يتسلح، ويستطيع أن.. هذا السلاح يستخدمه فعلاً، أو إذا كان هنالك تهديد فهذا يدخل في التوازنات لنفترض الكوريتين عم يصير في بيناتهم توازن. أنا أفهم والله بعض المقاتلين الشيشان يأخذوا أسلحة بالسرقة، ويقدروا يقاتلوا، أنا أفهم..يعني، ولكن هذا يعني مثل اللي بيجيب شو اسمه؟ ما الأولاد، الأطفال يلعبون فيه، ويجوا له، ويدفع عليه مليارات الدولارات، ويضحك على حاله ويضحك على الآخرين.

د. فيصل القاسم:

طيب لماذا لكن أنا أريد أن أسال..

سامي النصف[مقاطعاً]:

أنا أريد أن أعقب على هذه النقطة، لأ، لا يمكن.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

لكن دقيقة.. بس دقيقة –يقول السيد: إنه الحديث عن ميزانيات خليجية مثقلة بالديون بسبب النهب الأميركي المنظم للمنطقة كلام لا أساس له من الصحة، وأنه هناك رفاهية، ما هي الأدلة لذلك؟ ما هي الأدلة؟

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

والله هذه كل صحافة العالم، والله كل صحافة العالم تقول ذلك، لأن هناك رفاهية، كل صحافة العالم، وكل الدراسات، وكل الأبحاث حول الاقتصاد في المنطقة تقول: أن المنطقة مثقلة بديون هائلة، وأن المنطقة وضعها الاقتصادي يعني لا يطمئن على المدى البعيد، وأنه هذا سببه. يعني بجانب أساسي منه التوترات الأخيرة، طبعاً يدخل فيه موضوع أسعار النفط وتقلباته وتغيراتها..

سامي النصف[مقاطعاً]:

هي أسعار النفط هي سبب الديون ما هو الأسلحة.

عبد الله الركابي[مستأنفاً]:

ومسألة أسعار النفط لم تعد في إيدنا ولا في إيد الأوبك أصلاً، هذا جزء مما تحقق الآن، مما حققوه الأمريكان، يتلاعبون كل يوم في السياسة النفطية، وسيظلون يتلاعبون في هذه المسألة..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

بسبب وجودهم في الخليج؟

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

بسبب وجودهم في الخليج، وبسبب سياساتهم في المنطقة اليوم، وبسبب قدرتهم على إنه يفرضوا على فلان ما يجب، وعلى فلان ما يجب، وعلى فلان ما يجب، وهذا اللي يجعل المسؤول العربي الذي تحدثت عنه حول الغنم.. هذا اللي جعله،

سامي النصف[مقاطعاً]:

..يا أستاذ فيصل..

عبد الأمير الركابي[مستأنفاً]:

لأن النفط هو الموضوع الأساسي الذي يجعل..

سامي النصف:

يجب أن أعقب على ما يقال، يجب أن أعقب، أولاً أننت تقول..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

وأنا أريد أن أسال هنا، هناك من يقول.. بس دقيقة، أسألك سؤال كما سألته سؤال، هناك من يقول: أن وزير الدفاع الأميركي يظهر على شاشات التليفزيون، وهو يلتقي بمسؤولين خليجيين أنه خجول وكذا، وهو في واقع الأمر وراء الكواليس يمارس أبشع أنواع الابتزاز: "ادفع بالتي هي أحسن" لكل الخليجيين، يعني يأتي بالابتزاز، هذا الشخص، إيه، آه.

سامي النصف:

تريد.. تريد الإجابة تريد الإجابة.. ندفع (لبلاداين)،جه الكويت وحاولت أمريكا أن تسوقه، مجلس الأمة وقف.. شو اللي صار؟ الصفقة ما تمت. هذا دليل على إن كل اللي ذكرته، كل المقدمة اللي قلتها إنه يفرض، وهو ديكتاتور، وهو.. و هو.. كلها مش صحيحة، دليل على هذا صفقة معلنة، كذلك..

عبد الأمير الركابي[مقاطعاً]:

مش كلها، هاي الصفقة.. هاي الصفقة بس، مش كلها..

سامي النصف[مستأنفاً]:

اسمح لي.. اسمح لي.. اسمح لي..، خليني أقول لك شيء ثاني، أنت تفضلت وقلت: إيش حق الكويت أو دول الخليج تتسلح؟ أنا أذكرك إنه إلى الآن الناتو.. سياسة الناتو هي الوقوف أمام أي غزو روسي لمدة 48 ساعة حتى يصل المدد الأمريكي. هذى كانت سياسة الناتو عبر عقود من الزمن.. اسمح لي..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]:

طيب، للأسف الشديد لم يبق لدي وقت، للأسف الشديد. مشاهدينا الكرام، أريد أن أشكر عشرات الفاكسات أو الذين أرسلوا بالفاكسات، للأسف الشديد لم يكن لدي وقت، وأشكر كل الذين أدلوا بمساهماتهم من خلال التليفون، وأريد أن أرجو من المشاهدين الكرام الذين يحاولون الاتصال أن يبتعدوا عن المهاترات والكلام الفارغ الذي جاء على لسان بعض الذين اتصلوا مثل جمال طه. مشاهدي الكرام، لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا الكاتب والمحلل السياسي سامي النصف، والكاتب والباحث عبد الأمير الركابي. نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين، هاهو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.