الاتجاه المعاكس

صراع الحضارات

هل هناك صراع حضاري فعلا بين المسلمين والغرب، أم أن العالم الإسلامي خارج حلبة الصراع؟ ماذا قدم العرب للحضارة الحديثة؟ لماذا حل الخطر الإسلامي الأخضر محل الشيوعي الأحمر، إذن بعد انهيار المعسكر الاشتراكي؟

مقدم الحلقة:

فيصل القاسم

ضيوف الحلقة:

علي حرب: مفكر لبناني
أحمد القصص: رئيس رابطة الوعي الثقافية بلبنان

تاريخ الحلقة:

10/02/2004

– أسباب الاعتقاد في وجود صراع حضارات
– المقصود من صراع الحضارات وبداية ظهوره

– حقيقة الصراع بين الإسلام والغرب

– العرب والمسلمون والحضارة الحديثة

– الخطاب الإسلامي ودلائل على وجود الصراع

– مقومات العرب لدخول الصراع

– مرتكزات الصراع وأسبابه

– المسلمون والتركيز على صراع الحضارات


undefinedفيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام، لماذا ثارت ثائرة العرب والمسلمين قبل أسابيع عندما اتهمهم الإعلامي البريطاني كلروي بأنهم لم ينجزوا شيئا ذا قيمة يفيد البشرية؟ أليس صحيحا أننا لا نستطيع حتى استخراج النفط من باطن أرضنا؟ أليس صحيحا أيضا أننا على وشك أن نصبح أخر أمة أُخرجت للناس؟ يتساءل أحدهم كيف لنا بعد كل ذلك أن نتشدق بأننا في صراع حضاري مع الغرب؟ ما هو محلنا من الأعراب كي نصارع الآخرين حضاريا؟ ألسنا خارج الصراع أصلا؟ ماذا قدمنا للحضارة الحديثة كي ندخل في صراعاتها؟ أليس العرب والمسلمون وهماً كبيراً حسب كل تقارير التنمية البشرية؟ كيف يكون العالم الإسلامي المجزأ والمفكك والمتداعي مصارعاً للغرب؟ ألم تكن الشيوعية أقوى منا بمئات المرات سياسياً وعسكرياً وفكرياً ثم انهارت أمام الحضارة الغربية؟ ألم يصورنا أحد المخططين الأميركيين بأننا أمة من البرابرة؟ أليست إسرائيل الجهة الوحيدة ذات المصلحة في تحويل الاستراتيجية الأميركية والغرب كله إلى شن حرب على العرب والمسلمين؟ لماذا نجمع الغرب كله في سلة واحدة؟ لماذا مازلنا نقسم العالم إلى فسطاطين دار الحرب ودار الإسلام؟ لكن في المقابل ألم يقل بعض أعضاء الحزب الحاكم في بريطانيا قبل يومين فقط بالحرف الواحد، إن الحرب على العراق كانت حملة صليبية على أعظم خطر يهدد الإنسانية ألا وهي الأصولية الإسلامية، لماذا يحاول البعض تصويرنا على أننا صفر على الشمال؟ ألا تعوم البلدان العربية والإسلامية على بحر من الثروات الهائلة التي يسيل لها لعاب الغرب؟ ألم يصبح العرب والمسلمون الشغل الشاغل لأميركا والغرب عموما في الأعوام الماضية؟ أليس ذلك مؤشرا على أننا نمثل تحديا حضاريا هائلا للغرب؟ من الذي روج مقولة صراع الحضارات أصلا، أسامة بن لادن أم صمويل هنتنغتون الأميركي؟ ألم يقل كيسنغر أيضا إن الخطر الإسلامي هو تحد للحضارة للغربية يفوق حجم الخطر الشيوعي؟ ألم تصبح كتب هنتنغتون المُبشر بصراع الحضارات النبراس الذي يسير على هديه سادة البيت الأبيض والبنتاغون؟ لماذا يكثر البابا من زياراته إلى أفريقيا أليس لمواجهة المد الإسلامي المتنامي؟ أليست مؤتمرات الحوار بين الإسلام والغرب إذاً مضيعة للوقت؟ يتساءل أحدهم أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على السيد أحمد القصص رئيس رابطة الوعي الثقافية في لبنان صاحب كتاب الإسلام والغرب وصراع الحضارات وعلى المفكر علي حرب، للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالرقم التالي: 009744888873 وبإمكانكم المشاركة بمداخلاتكم عبر الإنترنت على العنوان التالي: www.aljazeera.net وللتصويت على موضوع الحلقة، هل هناك صراع بين الإسلام والغرب؟ بإمكانكم الاتصال من داخل قطر على 9001000، من جميع أنحاء العالم 009749001900 وبإمكانكم أيضا التصويت على نفس الموضوع في الصفحة الرئيسية للجزيرة نت، نعود إليكم بعد هذا الفاصل.

[فاصل إعلاني]

أسباب الاعتقاد بوجود صراع حضارات

فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدي الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس وأريد أن أنوّه إلى نقطة مهمة في البداية وهي أننا لا نساند طرفا ضد طرف لا في هذه الحلقة ولا في الحلقات السابقة بعبارة أخرى لسنا مع أو ضد أي جهة ولا نتخذ موقفا من أحد، دكتور علي حرب في البداية لدي تصويت على الإنترنت هل هناك صراع بين الإسلام والغرب؟ نسبة المصوتين حتى الآن 86% من حوالي ثلاثة آلاف شخص يعتقدون بأن هناك صراعاً وهي نسبة هائلة جدا في واقع الأمر، ما الذي يجعل كل هؤلاء يعتقدون بهذه النظرية في هذا الوقت؟

علي حرب: أنا سعيد بهذه النتيجة لأنها تؤكد وجهة نظري لأن الأوضاع في العالم العربي هي في منتهى التردي نحن في منتهى العجز قياسا على بقية الأمم قياسا على ما فعله العرب في العصر العباسي الذين صنعوا المعجزات وفتحوا الكون وتصدروا واجهة الإنتاج العلمي والحضاري لقرون طوال، فهذه النتيجة أصلا يعني ليست مفاجأة لي إطلاقا ولو كانت العكس لفوجئت ولذلك ربما لا يعني لا أطمع في هذه الجلسة أن أقنع تماما يعني.. ما أطمع إليه هو أن نثير مشكلات وأنه يعني.. على الأقل أن تؤدي إلى الإطلاع على الكتب فالكتب ونصوص هي الأساس سواء كان كتبي أم نصوصي، هذه من جهة ومن جهة..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس قبل ذلك يعني سأعطيك المجال كي تكمل هذه النقطة لكن يعني كيف بإمكانك أن تنسف كل هذه الآراء بمجرد القول أننا نعيش في حالة عجز؟

علي حرب [متابعاً]: لا أريد نسفها، إن الشعوب العربية شعوب كُسولة لا تقرأ يعني نسبة القراءة.. ولم أكن أحتاج إلى الأمم المتحدة وإحصاءاتها لكي أتحقق من ذلك فالنسبة أعرفها ككاتب يعني نسبة القراءة في مختلفة المجالات هذه النسبة تدل بشكل واضح على يعني..

فيصل القاسم: على جهل.

علي حرب: على الوضعية الثقافية في العالم العربي، الثقافة العربية والإسلامية عموما ماذا تنتج؟ تنتج يعني التخلف العجز الجهل التعثر إذا لا نريد ظلمها وهذا ينطبق على مختلف الاتجاهات والمدارس لا استثني أحدا، المدارس سواء كانت قومية أو ماركسية أو إسلامية أو حتى حداثية حتى.. الحداثيين أيضا وقعوا في المأزق لأنهم تعاملوا مع حدثهم بطريقة تقليدية، فأنا لا أُفاجَّأ بهذا النتيجة إطلاقا..

فيصل القاسم: كويس جدا اتفضل.

علي حرب: أنا أحييك وأعرب يعني عن سعادتي في استضافتي هذه الحلقة من على منصة هذه الشاشة الواسعة الانتشار التي وصفها البعض أيا كان مقصده بأنها قيادة الجماهير العربية عسى أن يعني.. يؤدي احتكاك الآراء مع الزميل أو الأخ الفاضل الأستاذ أحمد إلى تسليط الضوء على المشكلات التي تهم الناس اليوم عربا وبشرا ليس فقط يعن عربا واسمح لي بداية في إيضاح يتعلق بلقب المفكر فأنا صرت استبعد هذا اللقب بل أنفر منه لأسباب يعني كثيرة، أولها أن التفكير أو التفكُر هو ميزة الإنسان سواء في النص القرآني أو في الخطاب الديكارتي ومن لا يملك يعني من ينجح في مهنته أو مشاريعه تقف وراءه أفكار حية فهذه القناة لا يمكن أن تنجح هذا النجاح لو لم تكن هناك أفكار حية، السبب الثاني وهو الأهم أننا نحن العرب أكثر من نستخدم لقب المفكر وأقل من ننتج أفكارا جديدة، نحن نعسكر وراء الأفكار إما القديمة الآتية من العصر العباسي أو الأفكار الحديثة، نعسكر ورائها ونُحيلها نثقلها يعني إيه إما نفياً أو إثباتاً وهذه مقولة صدام الحضارات شاهد على ذلك، يعني.. ولذلك يعني ويشهد أيضا تعثر وإخفاق المشاريع المعرفية والنضالية في العالم العربي لدى كل الاتجاهات سواء لدى أهل العلمنة أو أهلة الأسلمة في النهاية ولذلك يُخشَّى أن يكون استخدام اللقب يعني مجرد إدعاء تشبيح ثقافي وفي النهاية إنه لا يوجد مهنة خاصة اسمها المفكر، المفكر أحيانا تطلق على أُناس لا مهنة لهم أو يستخدمون أفكار غيرهم ولذلك أنا أعيد الأمور إلى نصابها وأقول نحن أصحاب مهن واختصاصات العمل عملنا هو الأساس سواء إن كان إعلامي أو مؤرخ أو داعية أو فيلسوف أو عالم اجتماع إلى أخره، أنا أنطلق من مهنتي التي هي الاشتغال بالفلسفة وأقول تواضعا عامل في مجال..

فيصل القاسم: الفكر.

علي حرب: الفلسفة عامل في مجال.. الفلسفة هي الصناعة وليس..

فيصل القاسم: كويس جدا.

علي حرب: هذه مهنتي أحاول أن أجدد في لغة الفهم في طرق المعرفة في ضوء التغيرات والمستجدات لذلك أمارس هويتي بصورة منتجة وهي.. مهنتي هي جوازي إلى العالم ومن هذا المنطلق أنا أدخل على نظرية صدام الحضارات لهنتنغتون أي أدخل إليها من باب مهنتي لا من باب هويتي سواء هذه النظرية كما طرحها هنتنغتون أو كما اُستخدِمت فيما بعد.

فيصل القاسم: أو كما تُطرَّح هذه الأيام يعني بشكل كبير طبعا.

علي حرب: طبعا هو طرحها كقراءة للعالم ولكن وُظِفت فيما بعد توظيفات مختلف من قِبَّل الأصوليات أو البروتستنتية في الولايات المتحدة أو الإسلامية أو الأصوليات القومية مثلا مثل الأصولية بفرنسا أصولية لوبنغ، أنا موقفي هو التالي مقولتي هي وحدة الحضارة وتعدد ثقافات العالم وهذا ليس يعني.. هذه مقولتي قبل الرد والانفراد في مناقشة هنتنغتون هذه كانت محاضرتي في عام 1997 إذ طُلِب مني أن أعالج الموضوع التالي عالم واحد وحضارات متعددة فقلت لا حضارة واحد وثقافات متعددة هلاّ أما مناقشة هنتنغتون فأتت فيما بعد خاصة بعد 11 أيلول حيث وظفت المقولة لتأجيج الصراعات ولتغذية حملات الكره والعداء يعني خاصةً ضد العرب والمسلمين، لماذا أميّز أنا بين الحضارة؟ أميّز لأنه الواقع مركب يعني جدا فالحضارة أقصد بها يعني الإنتاج المادي والتقني أنماط الإنتاج أساليب الخلق وسائل الاتصال وسائط الإعلام السلع أسباب العيش الأدوات إلى أخره هذا كله..

فيصل القاسم: طب كويس انتظر.

علي حزب: نحن.. على هذا الصعيد طبعا..

فيصل القاسم: سنأتي طبعا عليها لكن قبل الكثير من النقاط، سأعطيك المجال كي تخوض في معظمها.

علي حرب: لا بس يعني أتابع..

فيصل القاسم: ولكن باختصار.

علي حرب: ولكن على الصعيد.. أما الثقافة فهي الإنتاج الرمزي والفكري، الأساطير الأديان العقائد الفلسفات الآداب الفنون وهنا يعني اعتراضي على هنتنغتون، هنتنغتون يعتبر أن مقوم الحضارة هو الدين أنا اعتبر أن الدين هو أحد مقاومات الحضارة.. تجليتها أو أحد مقومات الثقافة هذه من جهة ومن جهة ثانية لا معنى للكلام على صراع حضارات ذلك أننا نحن كمجتمعات عربية كل المجتمعات اليوم في العالم تندرج في حضارة عالمية واحدة معولمة مركبة هي حضارة العصر الصناعي والعصر الإلكتروني حضارة العصر الرقمي والتقني والإعلامي، أما الحضارة الإسلامية فإنها شأنها شأن الحضارات القديمة فقد ماتت أو أصبحت يعني فاقدة لفاعليتها..

فيصل القاسم: كويس جداً

علي حرب: ما يوجد هي الثقافة الإسلامية التي تقاوم الآن منذ حملة نابليون على مصر، الثقافة الإسلامية بشكل خاص يعني بعناوينها، الله، الشريعة، المحرم، المشرِك، الفتوى، الحجاب ضد العاطل، السفور، المواطن، يعني هناك المؤمن وهون المواطن يعني فيه جملة عناوين ولكن لا يعني ذلك أنه.. أن هذا الصراع الثقافي يعني بين عناوين إسلامية وعناوين غربية ليس صراعا فقط بين الإسلام والغرب إنه صراع دائر في قلب العالم الإسلامي كما تشهد مسألة الحجاب.

فيصل القاسم: كويس جدا، سيد سمعت هذا الكلام هذه النتيجة التي لدينا الآن 86% وأكثر قليلا التي تعتقد بوجود صراع بيننا وبين الغرب تُنم أو تدل على جهل وعجز وتخلف نحن نعسكر وراء الأفكار لا ننتج أفكار إلا ما هنالك من هذا الكلام والحضارة حتى الحضارة الإسلامية حضارة يعني تعود إلى الماضي وهي أصلا ضد الحضارة الحديثة تفضل.

المقصود من صراع الحضارات وبداية ظهوره

أحمد القصص: بسم الله الرحمن الرحيم، بدايةً لابد لي من توضيح نقطة معينة تتعلق بالإعلان لهذه الحلقة وهي موضوع المروجين عبارة المروجين لصراع الحضارات، أود بكلام مختصر أن أنبه إلى أنني لست من المروجين لصراع الحضارات لأن الترويج يكون لسلعةً لم تجد لها سوقا بعد فهناك من يريد ترويجها لأنها تهمه، أما مقولتي أن التاريخ.. تاريخ حضارات وأن الصراع الحقيقي خلال التاريخ، الصراع الأبرز الذي أعطى للتاريخ ملامحه الأساسية هو صراع الحضارات، فهذه ليست فكرة جديدة وإن حاول هنتنغتون أن يظهر وكأنه هو الذي يسوِقها لكنه حتى هو قال هذه قضية قديمة، إذاً صراع الحضارات ليست قضية جديدة، هنا لابد من كلام مهم جدا في هذه القضية ويعني أثرها أو أثرها عندي أكثر الأستاذ علي وهي موضوع ماذا نقصد بصراع الحضارات حتى نقيم الحوار بداية على أساس متين من خلال التوافق على مدلول المصطلحات؟ حين نتكلم عن صراع الحضارات حتى الغربيون أنفسهم هنتنغتون نفسه وكل الذين تكلموا عن صراع الحضارات لا يتكلمون عن الصراع بين أنماط الإنتاج أو أشكال الإنتاج المختلفة فهو ليس صراع بين الشركات الإلكترونية والصناعية اليابانية والأميركية والألمانية وما شابه ذلك، صراع الحضارات هنا يعنُون به صراع الثقافات وهنا لابد من التدقيق في هذه الناحية، حين نتكلم عن حضارة ما فنحن نتكلم عن نمط العيش لدى مجتمع ما فكلمة ثقافة وكلمة حضارة هنا تتساويان فالحضارة هي ثقافة المجتمع الذي كوّن هذا المجتمع والذي تحكم بسلوك بشر فأعطى نمطا معين من العيش لذلك نحن هنا نفرق بشكل أساسي ما بين الحضارة والمدنيّة فهناك حضارة إسلامية وهناك حضارة غربية وفي الماضي كان هناك حضارة هندية وحضارة صينية وحضارات متعددة درسناها في التاريخ ولكن هناك.. تراث علمي تكنولوجي مشترك للبشر لا يتخاصمون فيما بينهم أنأخذ أم لا نأخذ، بل يتسابقون في هذا المجال والكل يأخذ من الآخر وفي هذا المجال لابد من الإشارة إلى أن المسلمين في الماضي في إبان عصور نهضتهم وإبان وعيهم على الإسلام بشكل حقيقي وجيد كانوا مستعدين لتلقي العلوم بمعنى الطب والفيزياء والكيمياء وما شاكل ذلك ولكنهم كانوا حذرين أشد الحذر من أن يتلقوا أنماطا في التفكير وطرائق في العيش لم يكونوا متقبلين لأخذ الفلسفات ولا الشرائع ولا وجهات النظر في الحياة كانت.. كان تصورهم لمعنى الحياة مستمدا من دينهم، كان نظامهم للحياة مستمدا من الكتاب والسُنة ويعبر عنه الفقهاء والمجتهدون، إذاً لابد أن نفرق بشكل أساسي ما بين الحضارة والمدنيّة، الحضارة تخص كل مجتمع على حدة تخص كل أمة على حدة بينما المدنيّة هي أشكال مادية محسوسة يتداولها الناس دونما عوائق ما لم تكن معبرة عن نمط معين من العيش، هذه النقطة أود إذاً.. صراع الحضارات صراع الثقافات شيء واحد ونحن نعرف أن كلمة (Culture) المستخدمة اليوم بشكل واسع تُرجِمت إلى العربية بكلمة حضارة وكلمة ثقافة، إذاً نتكلم عن شيء واحد هو أي ثقافة المجتمع التي تنتج نمط عيشه وهناك بالتالي بناء عليه ليس هناك حضارة عالمية هناك حضارات تتعدد بتعدد أنماط العيش، هذه النقطة التي أُزيد.. أريد أن أزيدها الآن حينما نتكلم عن صراع حضارات وبالتحديد عن صراع مع الحضارة الإسلامية أو بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية هنا نتكلم عن نمط عيش كان موجودا في الماضي خلال التاريخ الإسلامي قُضِي عليه إلى حد كبير نتيجة الغزوة الأميركية الفكرية الحضارية على عالمنا ولكنه لازال حياً في النفوس وتَعمّد الأمة الإسلامية وتتشوق لإعادته من جديد، إذاً هذا الذي نطرحه الآن نمط العيش الإسلامي الحضارة الإسلامية هي في حقيقتها مبنية على أساس يغاير إلى حد كبير الأساس الذي قامت عليه الحضارة الغربية، نحن نتكلم عن كيانين ثقافيين حضاريين مختلفين تماما، هذه الناحية.. النقطة المهمة جدا.

فيصل القاسم: طيب، بس أريد أن تجيب على السؤال يعني إنه في واقع الأمر يعني هذا الكلام عن صراع حضارات وهذه النسبة الآن لدي نسبة الهاتف مثلا التصويت بالهاتف 89% يعتقدون بوجود الحضارات، هذا إن دل على شيء يدل على جهل العالم.. على تفشي الجهل والتخلف والعجز وإلى ما هنالك ولو كان العالم الإسلامي أكثر ثقافة في واقع الأمر لما آمن بكل هذه الخزعبلات.

أحمد القصص: هذه الأطروحة التي يطرحها الأستاذ علي أن العالم الإسلامي بسبب جهله يعتقد أنه هناك صراع حضارات ولكن الواقع أن الوقائع تنطق بأن هناك صراع حضارات فضلا عن أن المفاهيم التي يحملها المسلمون وهي متأصلة في نفوسهم ويقرؤونها ليل نهار في الكتاب والسُنة، في القرآن والسُنة تدل على أن الصراع الحقيقي بل الصراع الذي دعا إليه الإسلام هو صراع الحضارات، أقولها بوضوح من يظن أنه يمكن أن يسير التاريخ دون صراع بين المختلفات وبين المتناثرات هذا طرح وهمي ولكن الفارق أن الناس يتقاتلون في بعض الأحيان من أجل قضايا تافهة ومعظم القتال الذي دار في القرن الماضي مثلا الحرب العالمية الأولى والثانية كان في جُله تسابقا على المادة وكثير من حروب الماضي كانت تسابقا على المادة والاستعمار والسيطرة، إلى جانب الصراع الحضاري الذي كان بارزا جدا وهو الذي شكل المنعطفات الأساسية للتاريخ، الإسلام حدد الصراع الذي يريده للأمة الإسلامية {ولَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ} ما هو الدفع الذي يريده الإسلام؟ دفع بين نمط العيش الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى لعباده والذي تجلى في رسالة الإسلام وبين كل أنماط العيش الأخرى ولذلك الإسلام يقسّم أطراف الصراع إلى فريقين وهذا الذي ذكرته في البداية دار إسلام ودار كفر بمعنى أن نمط العيش الإسلامي يعمل على أن يسود في العالم لا عن طريق الإكراه لأنه لا إكراه في الدين ولكن عن طريق التدافع ومدافعة الحضارات الأخرى من أجل أن يحل الإسلام محلها وهذا واضح جدا في قوله تعالى {الَذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} لا في سبيل الوطن ولا في سبيل القومية ولا في سبيل العصبية ولا في سبيل المادة والثروة {الَذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ والَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أُوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب كويس جدا.

أحمد القصص [متابعاً]: نقطة صغيرة.

فيصل القاسم: للأسف الشديد سأذهب إلى موجز للأنباء ثم أعود، نعود إليكم بعد موجز الأنباء من غرفة الأخبار إلى اللقاء.

[موجز الأنباء]

حقيقة الصراع بين الإسلام والغرب


فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدي الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة، هل هناك صراع بين الإسلام والغرب؟ النتيجة حتى الآن 86% يؤمنون بوجود الصراع، 13.9% لا يؤمنون، سيد القصص باختصار أود أن أعود إلى السيد سأعطيك المجال باختصار، سمعنا كل هذا الكلام لكن أريد أن تجيبني باختصار على أنه كل هذا الكلام عن صراع الحضارات وعلى أنه الغرب يُعادي العرب والمسلمين هو كلام.. هو في واقع الأمر كلام فارغ لسبب وحيد، أن العرب والمسلمين يعطون أنفسهم حجما أكبر بعشرات المرات مما يستحقون، أصلا العرب والمسلمون لا محل لهم من الإعراب في الحضارة الحديثة كي يصارعهم أحد لم يدخلوا الحضارة الحديثة كي يصارعوا الآخرين باختصار.

أحمد القصص: دكتور فيصل أصلا هذا الكلام تكذّبه السياسة الغربية نفسها وعلى رأسها السياسة الأميركية حين ينطق الرئيس الأميركي بوش بأن حربه التي شنها على أفغانستان وعلى العراق بأنها حرب صليبية ويكررها مرةً ثانية وليست زلة لسان ويتكلم جورج بوش نفسه منذ أيام عن حملة لتغيير لأيديولوجية المنطقة أي ثقافة المنطقة ويتكلم رامسفيلد عن حرب الأفكار ويتكلم باول عن مبادرة شرق أوسطية من أجل تغيير عقلية الناس في الشرق الأوسط ويضغطون على الناس وعلى الحكومات بالتحديد من أجل أن تغير المناهج الدراسية هم يقولون ذلك، إذاً وهم يقولون شغلنا الشاغل الآن هو المد الإسلامي ويسمونه بشكل مزيف ولتضليل الناس الإرهاب، إذا كانت الحضارة الإسلامية والثقافة الإسلامية لا تشكل تحديا حقيقيا للغرب فلماذا تُقلِق بعد الفتيات المحجبات دولة بقدها وقديدها فرنسا وتريد أن توقف هؤلاء الفتيات عن ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات الرسمية حفاظا على الهوية الفرنسية الغربية، هذه حقيقة الواقع.. حقيقة الأمر أن الذي يقلق حقيقة اليوم الحضارة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية هو الإسلام نفسه، نعم أنا أقول لك اليوم ليس هناك كيان سياسي يمثل الحضارة الإسلامية على أرض الواقع ولكن لا زال في هذه الأمة بقية كبيرة من ثقافة الإسلام التي تحافظ فيها على جدوى الجهاد والمقاومة ورفض الخضوع للغرب وثقافة الغرب وطريقة العيش الغربية، لقد وجدت أميركا والحكومات الغربية بشكل واضح أن التحدي الأساسي للأنظمة في بلاد المسلمين إنما هو تحد إسلامي بمعنى أن الشغل الشاغل والذي يؤرق الأنظمة التي صنعها الغرب في بلادنا إنما هي الحركة الإسلامية وبالتالي الحرب الأميركية الآن على الإسلام على الحضارة الإسلامية حرب وقائية، لأنهم مدركون أنه إن فُتِح المجال أمام الجماهير المسلمة لتعبر عن نفسها ولتوصل رغبتها إلى سُدة السلطة والحكم فإنه لن يصل إلى الإسلام..

فيصل القاسم: كويس جدا.

أحمد القصص: وبالتالي سيشكل خطرا كبيرا على الغرب ويذكرني هذا يا دكتور فيصل بما كان يفعله فرعون حين أخبره بعض المنجمين وبعض من فسروا له الأحلام أنه سيخرج من بني إسرائيل من يزيل ملكه، فراح يبحث عن الحوامل من النساء من أجل أن يترقب الولادة فحين يُولد ذكر من بني إسرائيل يقتله خوفا.. وهذا ما تفعله أميركا الآن ما تفعله أنها تخشى تقوم بحرب وقائية تخشى أن تصل.. أن يصل الإسلام السياسي الإسلام الحضاري إلى سُدة القرار في العالم الإسلامي فيشكل أكبر خطر على مصالح الإنسانية …

فيصل القاسم [مقاطعاً]: كويس أن سمعت هذا الكلام، سيد حرب وأنا قبل يومين بالضبط أعضاء في البرلمان البريطاني في الحزب الحاكم في بريطانيا بالحرف الواحد قالوا أو اعترفوا بأن الحرب على العراق كانت في واقع الأمر عبارة عن حرب صليبية ضد أعظم خطر يهدد البشرية ألا وهو الأصولية الإسلامية وشهد شاهد من أهلها.

علي حرب: هذا ما تقوله الأصوليات التي هي مرآيا لبعضها البعض والتي تخدم بعضها البعض وتتواطأ يعني مع بعضها البعض ضد البشرية..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: يعني البرلمان البريطاني أصولي؟

علي حرب [متابعاً]: لنأخذ مثلا موقف البابا، البابا لم يقل بأنها حرب صليبية وكان ضد يعني الحرب على العراق وكانت يعني شرائح واسعة من الشعوب الغربية في إيطاليا وفي بريطانيا وفي فرنسا وحتى في الولايات المتحدة التي هي بلد تعددي بلد الذي أنتج التعدد والاختلاف يعني حسب يعني.. إذا نرجع إلى منطوق النص القرآني هو الولايات المتحدة حيث يوجد أناس يعارضون يعني فبرأيي أن هذا يعني الكلام سواء صدر عنها يصدر.. إنه يصدر عن الأصوليات المغلقة الأحادية الاصطفائية التي سواء كانت بروتستنتية صهيونية بوشية أو إسلامية أو قومية، هذه الأصوليات التي تتمسك بمقولة صراع الحضارات هذه المقولة هي مقولة خادعة مُعِيقة مضللة تورث الاستبداد والإرهاب والدمار للذاتي وللغيري معا فماذا كانت يعني.. لنأخذ ببساطة ماذا كان نتيجة الحركة الجهادية يا سيدي؟ في مرحلة ما لم يكن هناك صراع يعني منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن كانت يعني دول إسلامية وتنظيمات وأحزاب عقائدية إسلامية متحالفة مع الولايات المتحدة ثم انقلب الأمر يعني في مرحلة أولى كانوا إما يعني في ركابها يخدمونها.. يخدمون استراتيجيتها في تقويض النظام الموالي لموسكو وعندما انقلبوا عليها ويعني فعلوا ما فعلوه في..

فيصل القاسم: أميركا.

علي حرب: أميركا التي قال عنها الفيلسوف الفرنسي، هم فعلوها ونحن أردناها، أي أن الأميركيين كانوا ينتظرون بالنهاية ذلك فهما وجهان لعملة واحدة يعني فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة أن أميركا أصبحت في العراق يعني في كلا الحالين نحن يا أخي أعود إلى مسألة التي لم استوفها، أعود إلى مسألة صراع الحضارات سواء بوجهه يعني التقني أو وجهه المدني أو بوجهه الثقافي الذي هو بيت القصيد يعني الصراع بين الغرب والإسلام حول عناوين الوجود كما ذكرت ولن أعيد، الله أم العقل، المشرك أم المشارك لنا في صناعة، المؤمن أو المواطن، الحجاب أو.. فأنا اعتقد نحن نقيم على مأدبة الغرب بالمعني الحضاري والثقافي والمعرفي والعلمي منذ زمن تشهد علينا.. تشهد هذه القاعة في مكة اليوم تشهد الألقاب، الأزياء تشهد الثقافة.. الثقافة الغربية التي نستخدمها في مختلف العلوم في الفلسفة وعلوم الاجتماع إنه ذكر مثلا زميلي العزيز عم بقول، ذكر يعني كلمة (Culture) يعني ذكرها.. فلقد حتى الثقافة الغربية التي يعني نحن نعدها أن الصراع مع هذه الثقافة، هذه الثقافة اخترعت الألقاب الدكتور محمد خاتمي في..

فيصل القاسم: طهران.

علي حرب: طهران، الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر حتى لقبه هو لقب، يعني لقب غربي، طبعا أنا أحيي.. اغتنمها مناسبةً وأحيي الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي أعترف للآخر بحقه فنحن لا نعترف نريد للأخر أن يكون صورة عنا مرآة، هذا الموقف ليس.. لم يكن إساءة للإسلام إطلاقا بالعكس لقد قدم صورة حسنة عن الإسلام إذ أنه اعترف للآخر بشيء يناقض معتقده وهاهي الأهمية، طبعا هو يعتقد أن يعني هو فرض ديني ولكن هناك اعترف..

فيصل القاسم: عن الحجاب في فرنسا.

علي حرب: هذا مثال على يعني هذا مثال طبعا آتي من القرآن هذا هو المثال وليس إذاً مقولة صدام الحضارات كما تستخدمها استخدمتها الأصولية البروتستنتية وكما كانت صدى لها الأصولية الإسلامية في العالم الإسلامي، هذه الأصولية أولا هذه الأصولية إنها تحجب حقيقة الواقع والعلاقة العضوية بيننا وبين الغرب منذ حملة نابليون إلى غزوة بوش أي أن علاقتنا بالغرب وعلاقته بنا لا ينفك الواحد منا عن الآخر هو يحتاج إلينا كمواقع استراتيجية وكموارد طبيعية وكأسواق للاستيراد ونحن نعتمد عليه أيضا في كل شيء، في أساليبنا في ثقافتنا في علومنا في معارفنا في حتى أنماط عيشنا ولهونا أصبحت لم يعد هناك شيء صافي بمعني آخر يعني صدام الحضارات تقسم على نحو حاسم تحيل الهوايات إلى معسكرات، ماذا أفعل أنا بمئات الملايين المقيمين..

فيصل القاسم: داخل أوروبا أو داخل الغرب.

علي حرب: عشرات الملايين مقيمين في الغرب، أُنظر إلى الزيف يا سيدي نحن نقيم نعلن ثورتنا من الغرب كما فعل الخميني أو أننا نعلن نقيم مؤتمراتنا كما فعل حزب التحرير الإسلامي..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: حتى الفقه الإسلامي أصبح مركزة في الغرب.

علي حرب: لا يقيم دعوته هناك..

فيصل القاسم: بأيرلندا يعني ما راحوا.. راحوا على أيرلندا ما بعرف يعني.

علي حرب: يعني هو يملك حرية هناك لا يملكها في الدول العربية فإما أننا أن هؤلاء الغربيين بثقافتهم المدنيّة والفكرية والفلسفية ينصفوننا أكثر مما ننصف أنفسنا أو أن.. أو بالعكس أو أننا أداة لهم يستخدموننا من حيث لا ندري وفي كلا الحالتين كارثة..

فيصل القاسم: بس خليني أسألك بس سؤال.

علي حرب: فإذا كانت العلاقة بينه وبين الغرب عضوية أنا أسميها الاعتماد المتبادل هو لا يستغني عنا ونحن لا نستغني عنه، مع فارق أننا نحن لم ننتج بعد ولذا لم ننتج يعني لم نصبح منتجين مشاركين في الحضارة فينبغي أن تكون العلاقة بيننا قائمة على الشراكة والتبادل والاعتراف والإحساس بالمسؤولية المتبادلة عن المصائر، إن مقول صراع الحضارات تسير ضد نظام منطق العالم والأشياء ذلك أن العالم آخِذ في التوحد الآن أخذ..

فيصل القاسم: العولمة.

علي حرب: لا، آخذ في التوحد كما تشهد المشكلات الأمينة والبيئية والصحية حتى أخيرها فضلا عن ظاهرة اتساع ظاهرة الاختلاط والتهجين تعدد الجنسيات يعني اليوم الهوايات صارت هجينة، كيف أقسّم كما يقول الزميل دار الإسلام ودار الكفر؟ هذه يعني الخير والشر، الإسلام والكفر، المشرك..

فيصل القاسم: والمشارك، المشرك والمشارك معنا.

علي حرب: لا المشارك، هذه الثنائية التضادية التي تحول المجتمعات إلى معسكرات هذه مدمرة خادعة مزيفة، نحن في الحضارة الحديثة منذ زمن، إن مقولة صراع الحضارات تُلهينا عن الأمر الأساسي هو أن نكون مشاركين في صناعة الحضارة فليست المسألة إطلاقا مسألة صدام حضارات مسألة كيف يكون العرب مشاركين في صناعة الحضارة..

فيصل القاسم: طيب حتى لا نتشعب كثيرا، نعم.

علي حرب: ما الذي يمنع؟ إن ما يمنع ذلك هو الثقافة العربية الإسلامية بمختلف وجوهها ونسخها وأطوارها الإسلامية والقومية والماركسية والحداثية، أنت قرأت عندما كنا في الأستوديو..

أحمد القصص [مقاطعاً]: دكتور فيصل لا نريد أن نتشعب كثيرا.

فيصل القاسم: لا دقيقة.. بس دقيقة أنا عندي نقطة مهمة.

علي حرب [متابعاً]: أريد أن استوفي هذه النقطة اسمحوا لي.

أحمد القصص: أصبحنا فيه نقاط عديد وليست واحدة.

فيصل القاسم: بس دقيقة واحدة تفضل باختصار بس.

علي حرب: هذا ما أود قوله هنا أن الثقافة الإسلامية إذا أخذنا النماذج التي تسيطر عليها هذه الثقافة لا تنتج إلا العجز والتخلف والهزائم والكوارث النماذج ديناصورات التراث الداعية التراثي الذي يعني.. لا توجد أمة على وجه الأرض فيها هذا الكم من الدعاة الذين يريدون لنا أن نعيش كما عاش الناس..

فيصل القاسم: في القرن الرابع

علي حرب: في صدر الإسلام وهذه المهمة مستحيلة.. مهمة مستحيلة، من يدّعي ذلك هو الذي يقوض.. يعني يسيء إلى الإسلام.

فيصل القاسم: كويس جدا بس خليني جاوبني على سؤال بسيط، بس دقيقة.

علي حرب: أسمح لي، من يسيء للإسلام وللنص القرآني هو الإسلام يعني..

فيصل القاسم: الإسلاميون.

علي حرب: ومن يسيء إلى الحداثة الحداثيون ومن يسيء إلى العروبة هم العروبيون..

فيصل القاسم: كويس جدا، بس دقيقة واحدة خليني أسألك سؤال، بس دقيقة واحدة جاوبني عليه من شان انتقل، لا بس نقطة أنا السؤال المطروح إنه هل تريد..

علي حرب: بس مثال واحد بدي يا أخي بس مثال واحد.

فيصل القاسم: طيب باختصار..

علي حرب: الدعاة مقولتش عن الدعاة اللي.. أنظر العرب أنتجوا أخذوا علوم اليونان وطوروها يعني طوروا الفيزياء والكيمياء ثم افتتحوا حقولا جديدة للمعرفة، الفقه الحديث التصوف إلى أخره، ماذا يفعل الدعاة؟ كلما أنتج الغربي إنتاجا في الفيزياء أو الكيمياء أو الطب ينسبه إلى القرآن والتراث، إنه سطو معرفي تصور يسطون على معارف الغربيين، هذا يعني نقيض القرآن، القرآن يقول اطلبوا يعني العلم أينما كان، هل يعني لو كان ابن سينا وابن الهيثم يأخذون بهذا الرأي.. رأي المفسرين لما أنتجوا علم، فبدلا من أن ننتج نحن معرفة ننسب المعارف التي ينتجها الغربيون بجهودهم وعقولهم فالقرآن كتاب هداية كتاب يعني قيم تروي من دور المعني الذي يربط الإنسان بعالم الغيب وليس هو كتاب.. لذلك أنا أقول لم يعد باستطاعة أحد في هذا.. يعني في العالم الإسلامي في ضوء الفشل نحن نملك ثلاثة أسلحة، التراث الغني الهائل لم يستطع أحدنا أن يفتح فرعا معرفيا انطلاقا من هذا التراث، النفط لم نقدم مع يعني الخيرات التي.. لم نقدم نماذج ناجحة للتنمية، في السياسة لا يوجد إنسان كمانديلا يعني يترك الحكم..

العرب والمسلمون والحضارة الحديثة

فيصل القاسم: طب كويس، بس الفكرة وصلت بس دقيقة، سيد أحمد، أنت سمعت هذا الكلام وكلام السيد المفكر يعني يصب في ما قاله الإعلامي البريطاني قبل أسابيع وثارت ثائرة الدنيا عليه كلروي عندما قال يعني ماذا قدم العرب والمسلمون للحضارة الحديثة حتى النفط الموجود لديهم لا يستطيعون استخراجه فذهبنا لنستخرجه لهم، قال يعني لا شيء ذو قيمة صدر عن العرب إلى ما هنالك من هذا الكلام وهذا يصب في نفس الطرح فإذاً كيف تصور نفسك على أنك مصارع للغرب.. ند للغرب وأنت في محل لا نقول في محل مفعول به في محل مجرور؟

أحمد القصص: يا دكتور فيصل، نحن ندرك تماما أن الأمة الإسلامية اليوم لا تقوم بدورها الحضاري وذلك منذ أكثر من قرن من الزمان لأنها مجردة من كيانها السياسي هذا أمر يعرفه الجميع ولا يمكن لحضارة أن تنتج إنتاجها من دون أن يكون لها كيان سياسي يمثلها ورغم أنه لا يوجد كيان سياسي لهذه الحضارة فهي تشكل هاجسا للغرب، فما بالك لو كانت لهذه الحضارة كيان سياسي يمثلها؟ هذا يدل أكثر على عظمة الحضارة الإسلامية أنه بغياب كيانها الغرب يحارب شبح الحضارة الإسلامية وطيفها الماثل في الأفق هذه نقطة، أعود إلى جدل الموضوع الأستاذ علي حين يكلمنا عن وحدة الحضارة وأنه ليس هناك داع للكلام عن حرب بين الحضارات معنى ذلك أنه يدعونا إلى ما يلي، هناك حضارة الآن تهيمن على العالم علينا أن نخضع لها وأن نسير في ركابها وأن نندمج فيها، أي عليكم أيها المسلمون أن تعيشوا في بلادكم على الطريقة التي يعيش عليها الغربيون، أن تنظروا للحياة على أنها المنفعة المادية البحتة وأن تنظروا إلى الإنسان على أنه السلعة وأن تتخلوا عن كل القيم التي تحملونها من إنسانية وخلقية وروحية وأن يعيش..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: طب وماذا قدمت هذه القيم دقيقة شوية أخي، لماذا نتشدق نحن بالقيم؟ ماذا أنتجت لنا القيم العربية والإسلامية؟ في الفكر والثقافة والصناعة والتكنولوجيا أليس حريا..

أحمد القصص [متابعاً]: يا دكتور، حين.

فيصل القاسم: دقيقة، لماذا لا نغير هذه الأفكار يا أخي؟ لماذا لا نغيرها؟ أفكار ميتة تعود إلى القرون الوسطى ديناصورات.

أحمد القصص: غيّرنها.. عقودا من السنين ورأينا نتائجها الآن وهي مزيد من الانحطاط والذوبان وعدم الوجود هُلامية صرنا في هذا التاريخ وفي هذا الحاضر، الثقافة الإسلامية والقيم الإسلامية والحضارة الإسلامية بكاملها حين وُجدت في أرض الواقع جعلت الأمة الإسلامية أعظم أمة في التاريخ وهذا أمر تشهد عليه قرونا من الزمان وحين تخلى المسلمون عن هذه الحضارة واخذوا بعضا من حضارة الغرب واستبقوا على بعض من مفاهيمهم الإسلامية أصبحوا يحملون ثقافة مزيجا من بقايا إسلامية وعدد كبير من المفاهيم الغربية ووجهات النظر الغربية فأصبحت ثقافتهم مزيجا ممزوجا فجا مزيزا يعني لا رائحة له ولا طعم ولا لون إلا الذوبان وعدم.. وانعدام الهوية.

فيصل القاسم: كويس جدا بس..

أحمد القصص: لا.. نقطة أنت تركت للأستاذ علي..

فيصل القاسم: طب بس أنا فيه نقطة مهمة بدي أخذها خلينا بس دقيقة أنا بس بدي أسأل سؤال بس يا جماعة دقيقة، بس فيه نقطة بدي استوضحها يا سيد علي حرب طيب يعني قال السيد أحمد القصص كلاما مهما، طب إذا كان العرب أنت صورت العرب والمسلمين الآن على أنهم يسطون على علوم الآخرين ولا محل لهم من الأعراب لا في الفكر ولا في التنمية ولا في الثقافة ولا في التكنولوجيا وإلى ما هنالك يعني صفر على الشمال – دقيقة بس دقيقة – الآن إذا كان العرب والمسلمون لا ينتجون إلا التخلف والعجز ولا ما بعرف شو كل الكلام اللي قولته لماذا أصبحوا هاجسا يرعب الغرب؟ لماذا اصبحوا الشغل الشاغل لأميركا والغرب بأكمله؟ لماذا هل لأنهم مصدر إرهاب؟ يعني ماذا بالضبط؟

علي حرب: لماذا نصدق ذلك هذه خدعة كبيرة، كذبة..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: كذبة.

علي حرب: إن الولايات المتحدة ربما تخلق.. أعداء وهميين لتصل إلى..

أحمد القصص [مقاطعاً]: وما الذي يؤرق نوم الإسرائيليين يا أستاذ علي اليوم؟

علي حرب [متابعاً]: لكي تصل إلى منابع شو النفط أقول بودريار الفيلسوف الفرنسي يقول هم فعلوها الجهاديين ونحن انتظرنها كنا ننتظرها وكأنهم كانوا لأن المدرسة الجديدة التي تسيطر على الفكر.. على الحكم في الولايات المتحدة، هذه منذ زمن واضعة خطة لاحتلال شو العراق وكانت تنتظر مثل هذا الحدث، هل هم يعرفون ذلك أم لا يعرفون لست ادري في هذا الخصوص فلا يعني نخدعنُ أنفسنا في هذه المسألة وهنا يحضرني قول معاوية الرهيب، يا بني من حاول خداعك فانخدعت له قد خدعته، يعني يبدو أنهم يستدرجوننا ويخدعوننا، نحن هل بالفعل.. هل بالفعل نحن لأننا تخلينا عن القديم، بالعكس إن القدماء كانوا خلاقين مبتكرين فتحوا الكون بينما نحن انظر إلى النماذج الثقافية الموجودة على ساحتنا، أناس خائفون من عصر العولمة نُخَّب ثقافية قومية إسلامية مذعورة من عصر العولمة التي هي فتوحات، بينما يذكر أحد الإنجليز يقول إن النبي محمد ربما كان الوحيد الذي يتعاطى التجارة وكأنه يعرف بأنفسنا أكثر مما نحن نعرف، نحن نخشى بينما الحضارة الإسلامية كانت حضارة أهم عنصر فيها هي أنها حضارة تعارف، ما هو التواصل اليوم الذي نتحدث عنه؟ التواصل هو الشكل الحديث للتعارف في القرآن فحضارتنا كانت حضارة تعارف، حضارة تبادل وأهم ظاهرة في العصر الحالي هي التواصل والتبادل، أمر آخر أنا بالفعل لا أمارس الوصاية على أحد بعد فشل المشاريع، أنا اعتبر نفسي الأقل إسلامية أقل عروبة ولبنانية وعقلانية وحداثة عليّ أن اعترف أن اعتذر إن حتى الإسلاميين عليهم أن يعتذروا، لنأخذ الساحة اللبنانية سيدي التي جرى فيها يعني ارتكاب فظائع خطف على الهوية وقتل باسم عناوين دينية.. سواء بين المسيحيين..

فيصل القاسم: كويس جدا..

علي حرب: اسمح لي..

فيصل القاسم: ولكن باختصار والله باختصار بس كي لا نخرج من الموضوع بس دقيقة..

علي حرب: أنا لا أخرج كثيرا عن الموضوع في هذه القضية.

فيصل القاسم: بس دقيقة يا سيد علي..

علي حرب: نقطة واحدة اسمح لي بس فقط..

فيصل القاسم: بس دقيقة هذه النقطة وصلت بس دقيقة أنا أريد أن أسال يعني بس هذه النقطة أريد أن أخذ منك جواب سيد أحمد، قال.. يعني أنت ركزت لي على إنه بالرغم من إنه لا يوجد كيان سياسي يضم الإسلاميين ويدافع عنهم وإلى ما هنالك من هذا الكلام لكنهم مازالوا يشكلون هاجسا كبيرا وهم الشغل الشاغل للغرب، طب قال لك سيد علي حرب إن يعني لا تنخدعوا بمثل هذا الكلام الكبير، أنا أريد أن اقرأ لك شيئا قليلا الشيوعية.. قبل هزيمتها الرسمية سبق لها أن كانت بالنسبة إلى الغرب عدوا من مثل ذلك المصاف فدعواتها أو ادعاءاتها الطوباوية كانت في بعض الفترات تلاقي هواً حقيقيا لدي جمهور كوني عريض داخل بلاد الغرب نفسها وبين قطاعات واسعة من الإنسانية المُستغّلة أو المُستضعّفة والمُستعمّرة في عديد من أصقاع الأرض، كما كانت طاقة فكرية وثقافية هائلة حتى كان الماركسيون والدائرون في فلكهم هو.. هم القوة الغالبة على الحياة الثقافية في بلدان مركزية أو في بلدان كثيرة، الشيوعية باختصار كانت سياسيا وفكريا وثقافيا وعسكريا ندا قويا للغرب، أنت كحضارة إسلامية الآن، ماذا لديك أن تصارع الغرب به غير شوية أفكار وشوية أفكار كما قال لك تعود إلى بداية.. إلى عشرين قرن ماضي؟ ماذا؟

أحمد القصص: دعنا نوضح الفرق الواضح والشاسع بين..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: باختصار دون أن تتفلسف بدي تدخلي في الموضوع.

أحمد القصص: باختصار فرق شاسع ما بين الشيوعية وما بين الإسلام، الشيوعية يا دكتور عبارة عن كيان سياسي مادي بحت فُرِض على.. فرضت فيه الأنظمة الشيوعية على الناس بالقوة والنار والحديد وليس لها نصيب من ضمائر ونفوس الناس إطلاقا هي مجرد أن اهترى الكيان السياسي والمادي للشيوعية تبخرت الشيوعية في الهواء، أما الإسلام فهو كيان اثبت وجوده وتحديه لكل الحضارات مئات السنين وحتى حين انهار كيانه السياسي..

فيصل القاسم: بقولّك كذبة قال لك سيد علي حرب هذه كذبة.. كبيرة أكذوبة.

أحمد القصص: هذه ليست كذبة هذا واقع يعيشه الجميع وهذا واقع تتداوله جميع الأوساط السياسية والفكرية والثقافية اليوم أن الذي يحرك الشارع في العالم الإسلامي بشكل أساسي هو الإسلام، ابحث لي عن شخص يحرك الشارع من العلمانيين أو الحداثيين أو التداوليين أو العالميين أو العلمانيين اليوم، من الذي يحرك الشارع حقيقة اليوم إلا الخطاب الإسلامي؟ هذه قضية في غاية الأهمية.

علي حرب [مقاطعاً]: أنا بقولك..

فيصل القاسم: بس دقيقة

أحمد القصص: لا.. أسمعني.

الخطاب الإسلامي ودلائل على وجود الصراع

فيصل القاسم: بس لا دقيقة لا عفوا شوية طب يا أخي بس دقيقة، بدي منك جملة واحدة من الذي يحرك؟ بس جاوبني على هذه الكلمة عما بيقولك لا يحرك أحد إلا الخطاب الإسلامي وهذا إن دل على شيء يدل على حيويته وتأثيره، تفضل باختصار.

علي حرب: فيه فرق، بين يعني.. أه هناك فرق بين أن نُحرك جماهير بشكل يعني قد تكون قطعان عمياء تسير وراء (كلمة غير مفهومة)

فيصل القاسم [مقاطعاً]: يعني كل هؤلاء قطعان يا سيد؟

علي حرب [متابعاً]: لا أسمح لي وهناك فرق بين أن تكون هناك جماهير يعني أنا حتى كلمة جماهير لا أؤمن بها أنا اعتبر أن يعني.. وهذه مقولة المجتمع التداولي أنا احترام الناس ولم أعد أقول هناك جماهير، أنا أقول المجتمع البشري والعربي منه، هو مجتمع يتألف من حقول واختصاصات كل إنسان..

فيصل القاسم: بس جاوبني.. بس أسمعني

أحمد القصص [مقاطعاً]: الدكتور يناقض نفسه في هذا الكلام دكتور فيصل.

فيصل القاسم: لم تجبني.. أنا أريد أن تجيب على كلام السيد القصص عندما قال لك إنه اقوي قوة مؤثرة في الشارع العربي والإسلامي هي الفكرة الإسلامية.

أحمد القصص: هنا الدكتور سؤال، أستاذ علي أنت تناقض نفسك، أنت الآن تقول عن الجماهير أنها قطعان من الغنم وفي كتاباتك ومقالاتك التي قرأتها مؤخرا ترفض كل وصاية من المثقف الأعلى على الجماهير وتعطي دورا كبيرا وأهمية واحتراما كبير للجماهير، فلماذا تحولوا الآن إلى أن تنظر للناس على أنهم قطعان من الغنم وهذه القطعان من الغنم يُحدِث بها عدونا المجازر في فلسطين وأفغانستان والعراق؟ لو كانت قطعانا من الغنم هل كانت ستشكل تحديا حقيقيا للاستعمار وللاحتلال الغربي في بلادها؟ هذه قضية مقولة دعني هنا اكمل يا دكتور فيصل.

فيصل القاسم: طيب بس دقيقة سأعطيك لكي تكمل لكن بعد هذا الفاصل.

[فاصل إعلاني]

فيصل القاسم: أهلا بكم من جديد مشاهدي الكرام، نشرك السيد محمود عبد الكريم من لبنان تفضل يا سيدي، طيب فقدنا الاتصال، نعمة الراوي بريطانيا تفضل يا سيدي.

نعمة الراوي: ألو.

فيصل القاسم: تفضل يا سيدي.

نعمة الراوي: ألو السلام عليكم.

فيصل القاسم: وعليكم السلام تفضل يا سيدي.

نعمة الراوي: أنا الدكتور نعمة الراوي من بريطانيا، أريد شوية أرد على الأخ الدكتور علي حقيقة إنه ما أعرف إنه هالأفكار اللي فيه ما أعرف منين جايبها إنه عندما يقول إنه الأمة العربية ليس لديها الحضارة، إذا كان ليس لديها حضارة أو ليس لديها إمكانيات ما الذي جاء بالغرب ليضرب العراق هذه نقطة، النقطة الثانية إنه عندما يقول إنهم العرب والمسلمين غير مثقفين فهذا كلام مردود عليه أنا كنت أستاذ في الجامعة في بغداد وطلبتي وهم طلبة بكالوريوس لديهم معلومات قيمة وكبيرة ولهذا السبب إنه العراق لما أراد أن يصعد إلى قمة العلم أو يتناول قمة العلم فضُرِب في بدايته ضربة قوية وبكل ما تعني الكلمة، النقطة الثانية إنه إذا نظرنا إنه العالم العربي أو الإسلامي أراد أن يأتي بحضارة من محمد علي، عبد الناصر وحتى صدام حسين أرادوا أن يعملون شيء ولكن الغرب لم يسمح لهم وهذا هو نوع من صراع الحضارات، أين الدكتور علي إنه يقول لا إن الكل قطعان غنم..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: كويس جدا، أشكرك جدا.

نعمة الراوي [متابعاً]: فهذا كلام غير واقعي.

فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر وصلت الفكرة، سأعطيك المجال لكي ترد، لكن السيد القصص يجب أن يأخذ دوره كاملا في النقاش، أريد أن ترد على هذه النقاط التي طرحها الدكتور.

أحمد القصص: يا صديقي الدكتور يطرح مقولة صراع الحضارات وكأنها قضية بدأت مع هنتنغتون وضربات الحادي عشر من أيلول وأن هذا الأمر لم يكن موجودا في الماضي، أريد أنا هنا أن أطرح بعض الحقائق الموجودة منذ قديم الزمان وحتى يومنا هذا ولن أعود كثيرا إلى الوراء، حين انتهت الحرب العالمية الأولى وكان من ضمن الخاسرين فيها السلطنة العثمانية دولة الخلافة الإسلامية العثمانية وأرادوا أن يعقدوا صلحا مع الأطراف الخاسرة، في مؤتمر لوزان سنة 1922 اشترط رئيس الوفد البريطاني على الوفد العثماني، الكرزون هنا البريطاني اشترط أربعة شروط على الوفد العثماني من أجل أن يعترف باستقلال تركيا، ما هي هذه الشروط الأربعة؟ أولا إلغاء الخلافة الإسلامية، ثانيا طرد السلطان الخليفة العثماني من أرضه، ثالثا مصادرة أمواله ورابعا إعلان علمنة الدولة بالكامل، أليس هذا دليلا صارخا على صراع حضاري وعلى هجمة حضارية من الغرب على بلادنا، طيب قبل أن يكون هناك صمويل هنتنغتون وقبل أن يكون هناك ضربات الحادي عشر من أيلول دعونا..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: وغزو العراق وغزو أفغانستان.

أحمد القصص [متابعاً]: دعونا نقرأ نصوصا لنيكسون الرئيس الأميركي الأسبق كلام واضح جدا جدا له يقول فيه روسيا وأميركا يجب أن تعقدا تعاونا حاسما لضرب صحوة الأصوليين المسلمين وهنا في كتاب بعنوان انتهزوا الفرصة أو الفرصة سانحة يقرر فيها أن الإسلام قوة هائلة وأن تزايد عدد سكانه والقوة المالية التي يتمتع بها تشكل.. تشكلان تحديا رئيسا للغرب وأن الغرب سيضطر إلى تشكيل حلف جديد مع موسكو لمواجهة عالم إسلامي معاد ومعتد فإن الإسلام والغرب متناقضان ومتباينان وإن المسلمين ينظرون إلى العالم على أنه معسكران لا يمكن التوفيق بينهم دار الإسلام ودار الحرب ويضيف قائلا من هنا ينبغي أن يستعد الغرب لمواجهة حاسمة مع الشرق الإسلامي فالعالم الإسلامي يشكل واحدا من أعظم التحديات السياسية الخارجية للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين وهنا لم يكن رئيسا حتى نقول هذا الكلام مجرد ترويج سياسي ويقرر أنه وإن لم يوجد مكتب مشترك لرسم سياسة المسلمين فإن الحضارة الإسلامية تعتبر رباطا مهما بينهم، إذاً هذا الكلام ليس من نمط الدجل والدعايات السياسية، هنا..

فيصل القاسم: بس يا سيدي ..

أحمد القصص: دكتور..

مقومات العرب لدخول الصراع

فيصل القاسم: خليني أشرحها للناس أنا والله ما بدي أعاندك أنا مش معك ولا ضدك لكن كيف يمكن أن نترجم كل هذا الكلام؟ أنت تعلم الآن الصراع بين الحضارات يقوم على صراع القوة صراع التكنولوجيا صراع الاقتصاد صراع الأفكار، أين نحن من كل ذلك؟ كل الدول العربية مجتمعة لا يوازي إنتاجها القومي إنتاج أفقر بلد أوروبي عفوا ألا وهو أسبانيا، طيب يعني هذا يدخل كما قال الدكتور يدخل في نطاق إيه؟ جاوبني.

أحمد القصص: أنا شاكر.. لك على هذا السؤال أصلا الجبهة الأمامية مثلا الصف الأمامي لنا الآن في صراعنا الحضاري في حقيقة الأمر هو الكيانات السياسية والأنظمة السياسية القائمة في عالمنا فهي التي تحُوُل بين الأمة الإسلامية وبين أن تعبر عن نفسها في كيان سياسي يتبنى الحضارة الإسلامية فواقعنا الآن إنما الأمة الإسلامية الآن مشلولة غير قادرة على أن تعبر عن نفسها وأن تدافع عن نفسها بل أن تغزو الغرب مجددا حضاريا كل ذلك لأنها لا تمتلك حقيقة كيانها السياسي لذلك أقول، الخطوة الأولى الآن في صراعنا مع الحضارة الغربية هي حقيقة صراع مع الأنظمة التي أوجدها الغرب في بلادنا هذه الأنظمة التي لا رائحة لها ولا طعم ولا لون إلا رائحة المخابرات والزنازين والأقبية وبعض الأقلام المأجورة التي تملأ عقول الطلاب والناس ببعض ما يأتينا من الغرب من الأفكار المعلبة التي..

فيصل القاسم: طب ماذا لدينا الآن؟ قلت لي إنه لدينا ثروات ماذا؟

أحمد القصص: لدى هذه الأمة كلها مقومات تمكنها من أن تكون أقوى دولة في العالم، ما هي مقومات الدولة يا دكتور فيصل؟ أهم مقومة..

فيصل القاسم: أولا خلينا نقول..

أحمد القصص: الدولة الأمة أو الأمة الإسلامية بالتحديد أهم مقومات الأمة يا دكتور فيصل قبل الثروات هو وجهة النظر الحضارية وجهة نظر عن الحياة والأمة الإسلامية تملك وجهة نظر عن الحياة لا شأن لها بما يسمى بالحضارة المعاصر بل هي الحضارة الغربية، هناك حضارة إسلامية تعطي نمطا معينا من الحياة..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: باختصار..

أحمد القصص: هذه تملكها الأمة الإسلامية وهذه التي تشكل القلق الأساسي للغرب الآن هذه واحدة، الأمة الإسلامية فيها المد الديمغرافي البشري الهائل ولديها المواقع الاستراتيجية الهائلة ولديها الثروات ولديها أناس يضحون بأنفسهم من أجل إعلاء كلمة الله، إذاً هذه الأمة فيها من المقومات ما يؤهلها لأن تكسر شوكة أميركا في.. منذ أول يوم تستعيد فيها كيانها السياسي ولهذا أميركا ترهب العالم الإسلامي فهي حقيقة تهجم علينا هجمة حضارية، الدكتور يدعونا إلى التخلي عن الثوابت يا دكتور فيصل الأستاذ علي يدعونا إلى التخلي عن الثوابت التخلي عن الحقائق التخلي عن القطعيات، بل بكل بساطة يرى أن مصمم الأزياء وهذا عنوان مقال له مصمم الأزياء المبدع أكثر فاعلية من المثقف أو المفكر إذاً علينا جميعا أن نبحث عن وظائف لدى العم سام من أجل أن ننخرط في حياته الغربية وأن ننسى حقائقنا الأساسية وأن ننسى قيمنا الأساسية وأن ننسى طريقة عيشنا التي نحن مكلفون بإعادتها من جديد من أجل أن نعثر على مقعد أو على مكان نكون فيه، يا أخي نقطة مهمة

فيصل القاسم: بس دقيقة بحياتك، بس خليني أنا أسألك كيف ترد هل تستطيع أن ترد على هذه الحقائق؟ حقائق دامغة يا دكتور هذا من جهة، من جهة ثانية كيف تفسر ذهاب البابا بين الحين والآخر إلى أفريقيا؟ لماذا؟ لمواجهة المد الإسلامي؟ صحيح أن المسلمين فقراء ومستضعفين و(كلمة غير مفهومة) إلى ما هنالك من هذا الكلام لكنهم.. لكن الجميع يعني هناك صحوة هناك الكثير من الإقبال عليهم وهم يخيفون العالم صح ولا؟

علي حرب: طيب (Ok) حسنا بشكرك على هذا السؤال واسمح لي في عدد من النقاط أريد إيضاحها..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس باختصار رجاء.

علي حرب [متابعاً]: بالنسبة لمسألة الجمهور ومن يحتقر الجماهير من بالفعل هذه نقطة أساسية جدا، أولا بالنسبة للبابا البابا أنت استشهدت الآن بمقالة دكتور هاشم صالح قبل هذه المقالة فيه مقالة أخرى استشهد فيها بما صدر عن المجمع الفاتيكاني يعني في الكنيسة وأُعتبِر طبعا خروج من فلك الحروب الصليبية من فلك يعني دار الإسلام ودار شو الكفر فيما يعنينا اعترفت فيها الكنيسة بأن المسلمين هم يعني يقدرونهم وهم يعبدون الله الواحد الأحد يعني وأنهم يعني لا.. خارج عن لغة التكفير فمادُمت ذكرت البابا فأنا أعتبر أن علينا أن نقتدي بالبابا الذي عندما أتى إلى دمشق فاعتذر من الكنيسة الأرثوذكسية اعتذر يعني منها عما بدر من الكاثوليك من اضطهاد إلى الكنيسة الكاثوليكية فيمكن أن نقتدي بهذا الموقف الذي هو ذروة التسامح والسماحة والاعتراف بالمعنى القرآني للكلمة علينا يا صديقي العزيز مادُمت تطرح الشعار الإسلامي الذي اُنتهِك على أرض الواقع تأمل أنه على الساحة اللبنانية سواء السُنية والشيعية يأتي شيخ.. يأتي شخص يقتل شيخا من هذا الفريق يقتل شيخ ثم يقول علانية.. يعني يتباهى بقتله على الشاشة هذا على حتى..

أحمد القصص [مقاطعاً]: دكتور ليس من المناسب أن ننحدر لهذا المستوى.

فيصل القاسم: من يخدع من؟ بس.

أحمد القصص: أنت تأتي بنماذج مشوهة تجعلها شاهدا على أفكارك.

علي حرب: الأخوان على الساحة الشيعية أحد الدعاة البارزين يقول بعد ثلاثين عاما من العمل الديني تأليفا ومحاضرة وظهورا على الشاشة أن الدين يتحول إلى تجارة ودكاكين، لم يعد يكفي أن يرفع الواحد شعار العروبة والإسلام والله حتى نصدقه بعد كل هذه الارتكابات.

فيصل القاسم: هؤلاء الذين يدجلون على الشعوب برأيك.

علي حرب: لا أقول ذلك.

فيصل القاسم: طيب من الذي يخدع الشعوب؟ ما أنت قلت من الذي يخدع الشعوب؟

علي حرب: أه يخدعون هم الذين.. وهذا يردني إلى الهجمة الغربية، الهجمة الغربية يعني تصل إلى المواقع والمصالح والأسواق فإذا كانت المصلحة تقتضي مساعدة الإسلاميين ومساعدة الإسلاميين فيساعدوهم وإن اقتضت لا فليست المسألة إطلاقا صراع ضد الله أو ضد العروبة المسألة أين هي المصالح؟ الصراع في العالم الغربي صراع شو صراع استراتيجي عسكري للسيطرة وهنا أقول الصراع يعني لا يوجد فقط بيننا وبين الغرب، في العالم الغربي صراع ونحن نعاني من صراع أشد وأدهى، نحن نريد منذ نصف قرن إعادة ثلاثة أو أربعة ملايين فلسطيني بينما مثلا فيه أنظمة عربية قتلت مليون شخص ومعاق يعني تركت مليون شخص قتيل ومعاق..

أحمد القصص [مقاطعاً]: الأنظمة العربية صدى للحضارة غربية يا دكتور

فيصل القاسم: بس دقيقة..

أحمد القصص: هذه الحضارة العربية.. الأنظمة العربية..

علي حرب: أنا لا أقول..

أحمد القصص: ليست شاهدا على ما تقول الآن..

علي حرب: أن ابن لادن أو صدام حسين هم وديعة أميركا أو صنيعة أميركا إنهم آتون من بيئتنا الثقافية الدينية من يصنع هؤلاء الذين يتحولون إلى يعني آلات إذا لم أقول قطعان يتحولون إلى آلات ينفذون ما يمليه عليهم أميرهم أم شيخهم لكي يضربوا في الرياض أو يضربوا في الدار البيضاء أو يضربوا في أي مكان هذه هي الثقافة إنهم أبناء مولدون للثقافة القومية العروبية وللثقافة الدينية ذاتها ونحن نجهل أنفسنا، نحن يعني نستغرب كيف يفعل هؤلاء ما فعلوه..

أحمد القصص [مقاطعاً]: يا دكتور.. يا أستاذ علي دقيقة.

فيصل القاسم: بس دقيقة.

علي حرب: هم من بنات أفكارنا أما أننا نحن من يحتقر الناس يحتقر الناس هؤلاء الذين يعني يريدون أن يكونوا يختمون على عقولهم هؤلاء..

فيصل القاسم: بالشمع الأحمر.

علي حرب: يختمون أما أنا فإنني أريد القول أول من ضرب مفهوم الجمهور والنخبة أنا أتعامل مع أي إنسان بوصفه صاحب اختصاص أيا كانت وظيفته بوصفه صاحب اختصاص أما الذين يحولونهم إلى آلات تنفذ بصورة عمياء ما يمليه عليه أمير أو شيخ ليصرع الدماء.. ليسفك الدماء في الأرض هم الدعاة هم الذين يعني أصحاب المشاريع القومية والإسلامية، أنا أقول أن هؤلاء عليهم أن يقدموا الاعتذار كما فعل البابا على ما بدر أنظر إلى محاولات الحوار الإسلامي المسيحي أو التقريب بين السُنة والشيعة عبر عقود لا يستطيعون أن يقربوا لأن بعد العقلية عقلية مغلقة عقلية الاستبعاد إنها عقلية الاستعباد..

مرتكزات الصراع وأسبابه

فيصل القاسم: والاستئصال بس أرجوك لأنه الوقت يداهمني، محمود عبد الكريم لبنان تفضل يا سيدي – بس دقيقة سأعطيك المجال – تفضل يا سيدي.

محمود عبد الكريم: السلام عليكم.

فيصل القاسم: وعليكم السلام.

محمود عبد الكريم: أولا أنا سعيد بما يقدمه الأستاذ أحمد قصص وفيما أرى أنه يعبر عن أفكار حزب التحرير، السيد علي حرب يريد أن ينكر صراع الحضارات وهو متناقض مع نفسه إذ أنه يدعو إلى الحضارة الغربية ويتحامل على الإسلام وحضارته ودعوته ألا يرى أنه لا يستطيع أن يتمسك بالغرب وبحضارته إلا وهو ضيق الصدر من الإسلام وحضارته والأمر الآخر مع السيد حرب أنه تجاهل الواقع بشكل يتجاوز كل حد، هو لا يتحدث عن الحضارة هو يتحدث عن ألفاظ وكلمات مثل (Culture) وما سوى ذلك ويقول استشهدت بمقال وجئت بمقال عن وسائل وأساليب يا أخي أذكر الحديث عن الحضارة عن طريقة العيش عن المفاهيم عن الحياة..

علي حرب [مقاطعاً]: أنا لم ألفظ كلمة أجنبية.

محمود عبد الكريم [متابعاً]: يا سيد علي حرب اسمح لي، حديثك كله اسمح لي تسخيف للموضوع يعني الحضارة هي المفاهيم عن الحياة هي النظرة مثلا أسمع لي أقول لك ما الحضارة يعني بتحدث عن الحضارة هي النظرة مثلا إلى المرأة وحقوقها وواجباتها وكذلك للرجل وحقوقه، هي النظرة إلى الحاكم إلى صلاحياته إلى واجباته إلى المحكوم كذلك، لا أريد أن أستطرد في هذا أضرب مثلا، مثلا خذ الزنا الربا اللواط الذي تبيحه الحضارة الغربية أستاذ علي زواج الرجل من الرجل والمرأة من المرأة، هذا حديث عن الحضارة وليس عن الكهرباء والكمبيوتر هذه وسائل وأساليب ما هي نظرة الإسلام إلى الزنا والربا واللواط وغير ذلك؟ ما هي نظرة الغربيين؟ اسمع الأمر الأساسي في الموضوع..

علي حرب: يا سيدي أين هي المشكلة؟ هل هذه هي المشكلة؟

فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر للأسف الشديد وصلت الفكرة، أشكرك جزيل الشكر، بس نأخذ أناس كثيرون ينتظرون لو سمحت.

علي حرب: بس ليست هذه هي المشكلة.

فيصل القاسم: طالب نعيم تفضل يا سيدي.

طالب نعيم: السلام عليكم ورحمة الله.

فيصل القاسم: وعليكم السلام؟

طالب نعيم: يعني الحقيقة جعلتني أنتظر كثيرا أستاذ فيصل أرجو أن تترك لي المجال.

فيصل القاسم: تفضل يا سيدي لو تكرمت آسفين تفضل.

طالب نعيم: إن الكلام عن صراع الحضارات لابد من أن يرتكز على نقطتين اثنتين؛ النقطة الأولى تتعلق بالتوجه لدى الدول التي تتبنى الحضارة الغربية القائمة على أساس فصل الدين عن الحياة وأما النقطة الثانية فهي تتعلق بموقف الإسلام من الحضارات الأخرى، أما النقطة الأولى فإنه لمن المستغرب والمستهجن إنكار أن يكون الغرب يخوض حربا ضد الإسلام والحضارة الإسلامية والأمة الإسلامية فاحتلال البلاد الإسلامية والعمل على نشر الديمقراطية التي تعني القضاء على الإسلام السياسي والعمل على تغيير مناهج التعليم وتغيير مفاهيم إسلامية قطعية مثل فرض الجهاد والخلافة والحدود وحرمة الربا والزنا والترويج لحقوق الإنسان التي تجعل الإنسان عبدا لأهوائه ورغباته وليس عبداً لله والحديث عن ظلم الإسلام للمرأة وأن الإسلام إنما انتشر بالسيف ولولا ذلك لما وجد ذلك العدد الكبير من المسلمين والهجوم اللاذع على القرآن وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

علي حرب [مقاطعاً]: كيف يفهم المسلمون أنفسهم الآن؟ هذا هو السؤال الذي.. إنهم يعني هذا من..

فيصل القاسم: أشكرك سيد نعيم وصلت..

علي حرب: هذا الكلام هو الذي يصنع الهزائم والكوارث، إننا لا نريد أن نعترف بأننا هناك مشكلة هناك..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: هذا الكلام يصنع الكوارث والهزائم.

علي حرب: طبعا من يعني لأننا لا نعرف أين هي المشكلة؟ هل المشكلة فقط مع الغرب أم المشكلة أننا فشلنا في الدفاع عن أنفسنا في مواجهة الغرب؟ المشكلة..

فيصل القاسم: كويس جدا بس أرجوك تعطيني بس..

علي حرب: أنا اسأل سؤال أين هي مشكلة عشرين مليون في إيران؟ هل هي مع الغرب والولايات المتحدة أم مع السلطة الحاكمة؟ أين هي مشكلة على الأقل خمسة عشرة مليون كردي يعني لهم كيانهم اللغوي؟

فيصل القاسم [مقاطعاً]: هل هي مع الغرب أم مع..

علي حرب [متابعاً]: هل هي مع الغرب أم مشكلتها مع إيران والعراق وتركيا يعني مع الدول الإسلامية؟ أين هي مشكلة يعني المرأة العربية؟ هل مشكلة المرأة العربية مع الغرب أم مشكلتها مع الرجل؟ نحن لا نريد أن نعترف بالمشكلة..

فيصل القاسم: دائما نطرحها على أساس أنها صراع مع الغرب بس دقيقة.

علي حرب: نتعلم مع الغرب..

فيصل القاسم: بس دقيقة واحدة يا دكتور.

علي حرب: هل أنا مثلا أسمح لي شوية.

فيصل القاسم: والله أسمح لي لأنه فيه ناس تنتظر لأنه الوقت يداهمنا، موسى القرني من السعودية والله سأعطيك المجال، تفضل يا سيدي

موسى القرني: دكتور فيصل مساء الخير عليك وعلى ضيوفك الكرام.

فيصل القاسم: يا هلا تفضل يا سيدي.

موسى القرني: سيدي لا أريد أن أطيل لكني أريد أن أطرح نقطة مهمة جدا وهي أنه يخطئ كثيرا من يحاول أن يجعل من الحضارة الإسلامية جزء من الصراع الموجود الحالي لأنه الحضارة الإسلامية على الأقل منذ بداية القرن الماضي أُفرِغت من محتواها بفعل فاعل أو بفعل فاعلين يعني هذا شيء وأنت تعرف من أقصد الأنظمة السياسية العربية الفاسدة لذلك تم إفراغ هذه الحضارة العظيمة من هدفها الأسمى الذي جعلها فعلا ضعيفة في مصارعة أو مجابهة الحضارات الأخرى، على النقيض من ذلك الآخر مازال يرسل لنا حضارته في طرق متعددة وبأوجه كثيرة جدا ومن ضمنها زيارة البابا لأفريقيا وغيرها هذه أنا أعتبرها (Soft attack) يعني هجوم ناعم جدا

فيصل القاسم [مقاطعاً]: خفيف.

موسى القرني [متابعاً]: ولكن يحمل حضارة الآخر لكي يغطي على عيونا الحضارة الحقيقية التي لدينا نحن.. أنا أعتقد أن لدينا..

فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر أشكرك الوقت يداهمنا.

موسى القرني: شكراً.

المسلمون والتركيز على صراع الحضارات

فيصل القاسم: أشكرك بس دقيقة سيدي أشكرك جزيل الشكر هناك نقطة يعني نقطة أريد أن أغطيها بالنسبة لصراع الحضارات يعني لماذا يعني إذا نظرنا في واقع الأمر نجد يعني أن المسلمين دون غيرهم هم الذين يركزون على مثل هذه الأمور يعني طبعا جاء عن هنتنغتون لكن نحن المسلمين لدينا مثلا منظمة ما يسمى بالمؤتمر الإسلامي هذا من جهة، من جهة ثانية هناك من يرى في الواقع بأنه التاريخ لم يكن.. لم يشهد بأي حال من الأحوال صراع حضارات، الحرب العالمية الأولى والثانية لم تكن صراع حضارات وهما يعني أكبر حربين ربما في التاريخ، كانتا حربين أهليتين إذا صح التعبير بين الأوروبيين أنفسهم صح ولا وذهب.. أعطيك مثال ثاني الحرب في أميركا في القرن التاسع عشر كانت عبارة عن حرب أهلية بين الأميركيين ذهب ضحيتها الآلاف عشرات الآلاف من الأميركيين كانت داخل الحضارة الواحدة ثانيا – دقيقة واحدة – حتى نحن داخل الأمة العربية يعني الحروب الأهلية داخل العرب أنفسهم وداخل المسلمين أنفسهم كلفتنا أكثر مما كلفنا الصراع العربي الإسرائيلي بعشرات المرات، فلماذا أنتم مهووسين يعني أو مهووسون بصراع الحضارات؟

أحمد القصص: يا دكتور نحن لسنا هنا لننكر أصنافا شتى من الحروب في التاريخ، هناك حروب من أجل أن يسطو أحد الأخوين على السلطة يذهب من أجله.. هذا معروف وهناك حروب من أجل السيطرة إلى أخره ولكن الملامح الأساسية للصراع في التاريخ كله كانت ملامح.. بل أنظر كيف قسّم المؤرخون وكثير من المؤرخين الغربيين وغير الغربيين كيف قسّموا التاريخ حين قسّموه إلى مراحل جعلوا من سقوط الإمبراطورية الرومانية منعطفا في التاريخ ثم جعلوا من سقوط الإمبراطورية البيزنطية مرحلة تاريخية جديدة ثم جعلوا من الثورة الفرنسية مرحلة تاريخية جديدة إذاً هناك منعطفات أساسية في التاريخ هي منعطفات حضارية، الصراع الحقيقي الذي أعطى للتاريخ شكله هو صراع بين الحضارات لست هنا لأنفي أشكالا متعددة من الصراع ولكن نقول الصراع الأساسي هو صراع الحضارات ونحن يا أستاذ..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: إذاً خلينا مع الغرب خلينا بين المسلمين والغرب.

علي حرب [مقاطعاً]: لا هو يناقض نفسه.

أحمد القصص [متابعاً]: لا عفوا.

علي حرب: اسمعني شويه.

أحمد القصص: لا إذا سمحت أنا لم آخذ نصيبي في الكلام.

فيصل القاسم: تفضل بس باختصار أرجوك.

أحمد القصص: المشكلة التي ذكرتها يا أستاذ علي بالنسبة للأكراد إنما هي مشكلة التقسيم الاستعمار الغربي الذي قسّم البلاد على أساس قوميات على أساس سايكس بيكو وليست هي نابعة من داخل.. حين كانت هناك دولة إسلامية واحدة كان الأكراد والعرب والترك جميعا يخضعون لها على أنها تمثل المسلمين، المشكلة لا يجوز لك بعد أن توقفت عن خوض النقاش فكريا أن تنزل إلى الواقع من أجل أن تقول هذا قتل هنا وهذا قتل هناك هذا حقيقة عبارة عن عجز في متابعة النقاش تقول لي هذا فعل ذاك وهذا فعل ذاك أبقى في صلب القضية وأنت مفكر ولا يمكن أن تخرج بالموضوع يا دكتور إلى أن فلان قتل فلان والشيخ فلان قتل فلان هذه نماذج يمكن أن توجد في أي واقع، في الواقع النظري الذي نعيش فيه..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: كويس جدا بس عندي نقطة بعد أريد أن ترد عليها وسأعطيك المجال – يا سيدي بس دقيقة – في كتابهما نهاية الشر لريتشارد بيرل وديفد بروم، تعرف من ريتشارد بيرل أحد مخططي الحرب على العراق، يدعوان إلى خوض حروب ضد العرب والصين وكوريا وحتى فرنسا ودول أوروبا القديمة وبالتالي تنتفي عن هذه الهجمة الأميركية صفة الصراع الحضاري، هم ضد فرنسا هم ضد أوروبا القديمة هم ضد كوريا ضد الصين فإذاً لماذا نحن نضعها في أنفسنا؟

أحمد القصص: الصين يا دكتور تشكل نموذج حضاري مختلف عن الغرب أيضا، الغرب يحارب كل الحضارات التي تناوئه وأميركا بالذات تريد أن تجعل نموذجها متفوقا حتى على النموذج الأوروبي ونحن نعرف خلافا ثقافيا ما بين النمط الأميركي والنمط الأوروبي إذاً هذا الذي تقوله أنت هو أيضا دليل على أن أميركا لا تريد لأي نمط حضاري أن يكون موجود غيرها..

فيصل القاسم: كويس جدا أنت عاجز عن متابعة النقاش باللجوء إلى هذه الأمثلة التي لا تقدم ولا تؤخر.

علي حرب: بالعكس أنا يعني أولا يعني..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: باختصار انتهى الوقت.

علي حرب [متابعاً]: هذا مجرد إدعاء وكأنه أتى إلى هذه الحلقة يعني لكي يقول هذه الكلمة فيما أنا حاولت أن أقرأ مقولة صراع الحضارات لكي أخلص إلى نتيجة أنا كشخص..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: وهي.

علي حرب: وبالتالي أنه لا يمكن لنا إدارة العالم الآن بمنطق صراع الحضارات..

فيصل القاسم: حلو جدا للأسف الشديد انتهى الوقت.

علي حرب: يدار بعقلية جديدة سميتها العقل التداولي الذي يقوم على عدد يعني من الأركان والعناصر وطبعا أنا يعني هذا ما يمكن أن يعود الواحد إليه أما ما يقوله فهو يعني هذا هو..

أحمد القصص [مقاطعاً]: ابتديت الحلقة بالأستاذ علي هل يمكن أن أنهي الحلقة؟

فيصل القاسم: طيب كلمة واحدة.

أحمد القصص: كلمة واحدة الحضارة الغربية الآن تترنح من داخلها والمؤهل الآن لضربها بالضربة القاضية هي الحضارة الإسلامية بعد أن تستعيد كيانها السياسي كيان الخلافة الإسلامية

علي حرب: هذا الوهم كبير.

فيصل القاسم: هذا الوهم أنت تقول نتيجة الاستفتاء على الإنترنت 86.3% يعتقدون بوجود صراع بين الإسلام والغرب 13.7% لا يعتقدون بذلك، مشاهدي الكرام لم يبقى لنا إلا أن نشكر ضيفينا المفكر اللبناني السيد علي حرب والسيد أحمد القصص رئيس رابطة الوعي الثقافي ومؤلف كتاب الإسلام والغرب وصراع الحضارات، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل وحتى ذلك الحين هذا هو فيصل القاسم يحيكم وإلى اللقاء.