حوار مفتوح
حوار مفتوح

الإعلام في زمن الحروب

تناقش الحلقة التحديات التي تواجه الإعلام في أوقات الحروب خاصة حرب يوليو/ تموز التي شنتها إسرائيل على لبنان في أعقاب أسر حزب الله جنديين إسرائيليين.

– دور المراسلين العرب في حرب لبنان
– الحرب اللبنانية والصعوبات المهنية
– الجزيرة بين حرب لبنان والتحديات المستقبلية


undefinedغسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم، من أبرز ما أفرزته الحرب الإسرائيلية العام الماضي على لبنان إبرازها بشكل كبير دور الإعلام العربي والمراسلين العرب فقد أثبت الصحافيون العرب قدرة فائقة وكفاءة عالية وهذا الكلام ليس إنشاءً كانوا في الميدان منذ اللحظات الأولى، أبرز تغطية موضوعية في معظمها حاولوا التوفيق بين الوطنية وبين المهنية بأعلى درجاتها المهم أنهم كانوا في الميدان وهنا لا أتحدث فقط عن المراسلين الذين نشاهدهم على الهواء مباشرة دائما أتحدث بشكل أساسي عن الفريق الإعلامي الذي كان يوجد في الميدان أو كان يوجد أيضا في داخل المكاتب فالذين كانوا داخل المكاتب كانوا ينسقون بشكل كبير ولولاهم لما تحرك المراسلون على الأرض والمراسلون على الأرض لولا وجود المصورين والمساعدين وجميع التقنيين لما شاهدناهم على الهواء مباشرة ولولا هؤلاء جميعا بدون استثناء لما شاهدنا مراسلين عرب ومراسلات أيضا عربا كانوا من أبرز ما أنتج الإعلام العالمي وليس فقط الإعلام العربي، حلقتنا هذه كان يمكن أن تكون العام الماضي ولكننا ربما آثرنا بمحض الصدفة أن نؤخرها عاما العام الماضي تقريبا كل الفضائيات وكل التلفزيونات العربية ربما بدون استثناء تحدثت عن دور المراسلين اليوم ربما حرصنا على أن نستحضر دور هؤلاء دور المراسلين والمراسلات ودور مَن نسميهم بجنود الخفاء مرحبا بكم جميعا بدون استثناء، طبعا كل وسائل الإعلام قامت بدورها ونحن بطبيعة الحال لا نستطيع أن نستضيف الجميع حرصنا أن نستضيف ونحن هنا في لبنان بطبيعة الحال لأن الحرب الإسرائيلية أقيمت هنا على لبنان بشكل أساسي نستضيف أو يسعدنا أن نستضيف الأخ مروان من تلفزيون المنار الذي كلفه تلفزيون المنار بتمثيله اليوم ونستضيف الأخت منى صاليبا مراسة قناة الـ (LBC) ونستضيف أيضا الزميل فراس حتوم مراسل الـ (New T.V) أما بقية الزملاء بدون استثناء فهم فريق الجزيرة من المراسلين الذين تعرفونهم وسوف نتحدث إليهم تباعا ومن جنود الخفاء الذين كانوا أيضا في الميدان إذا طبعا أود أن أنوه بأنه سيكون على الهواء مباشرة الآن بعض الزملاء الذي شاركونا في الحرب العام الماضي ولكنهم الآن مضطرون أن يكونوا أيضا يغطون معركة من نوع آخر في نهر البارد سوف نشاهدهم على الهواء مباشرة بعد قليل وأنوه أيضا بأننا في الجزء الثاني من هذا البرنامج سوف ينضم إلينا مدير عام شبكة الجزيرة وضاح خنفر.

دور المراسلين العرب في حرب لبنان

غسان بن جدو: منى صاليبا أنا أود أنا أبدأ معك ليس فقط لأنك فتاة وحقك علينا بطبيعة الحال وليس فقط لأن المراسلات اللبنانيات والعرب يعني كنّ أبرزنَ كفاءة عالية في تلك الحرب ولكن أسألك لكم أنك ضيفة كريمة بعد عام أنت شاركتِ في تلك الحرب في تغطيتها بعد عام إذا استحضرتِ لا أود أن أتحدث عن تفاصيل العام الماضي ولكن بعد عام ما هي أهم العِبَر التي خرجت بها؟

منى صاليبا – مراسلة المؤسسة اللبنانية للإرسال: من العبر هي كما أن الشعوب بحاجة إلى الإعلام لأن كل مشاهد كان ينتظر من الإعلاميين أن يقولوا له أو أن يقولوا المشاهدات والحقيقة وماذا يجري إلى ما هنالك فطبيعة الحال كم الإعلام مهم للشعوب هذا العِبرة الأولى وهي ليست فقط في الحرب إنما كل يوم ولكن في الحرب لأن فيه صعوبة للمشاهد أو للمواطن أن يكون له وصول للحقيقة ربما فقط الإعلام بمكان ما هو الذي ينقل ما يراه على الأرض المشاهد يكون منكفئ في منزله ليرى ويشاهد ويسمع وبالتالي هناك مسؤولية كبيرة على كل إعلامي حتى على المصور عندما أقول الإعلاميين فقط بالضرورة المراسل حتى المصور أن ينقل أقل في الحد الأدنى أو جزء أقرب إلى الموضوعية إن لم يكن هناك حقيقة مطلقة أو موضوعية مطلقة هذا ربما.

غسان بن جدو: هذا ربما العبرة الأساسية أن الإعلام كان له حضور بارز بطبيعة الحال ولكن هذا الحضور وهذا التأثير سيبقى مستمر ولكن عمل المراسل على الأرض في هذه الأجواء في قنوات عربية وفي هذا الفضاء العالمي يعني أهم عبرة ما هي أن المراسل العربي يستطيع أن يفعل شيئا أن وسيلة الإعلام تستطيع أن تفعل شيئا أم أن الحرب لأننا موجودون في بلد نحن ننتمي إليه وتم الاعتداء عليه فربما نحن نستطيع أن نشترح أشياء قد يغفل عنها آخرون أم ماذا بالتحديد؟

منى صاليبا: بطبيعة الحال يعني كمراسل كان عربي أم غير عربي سيقوم بالواجب كما هو مطلوب منه يعني نحن لبنانيون كانت الحرب أو كان عدوان على لبنان بطبيعة الحال سنغطي هذه الحرب هلا كيف كل مراسل يرى الحرب من منظار ربما ولكن هذا بغض النظر إذا ما كانت حرب إسرائيلية على لبنان واليوم نحن أمام حرب أخرى من نوع آخر في الشمال وأيضا نحن مجندون لتغطية هذه الحرب فهو بداية هو عمل هي رسالة نقوم بها كإعلاميين هناك تجد بعض الإعلاميين ليسوا براغبين في تغطية هكذا موضوعات ربما أنا من الأشخاص الذين رغبوا ويرغبوا أيضا لا سمح الله إذا ما تكررت الحروب في تغطيتها مجددا.

غسان بن جدو: طبعا أنا من خلالك ينبغي أن نحيي زميلنا سلطان سليمان سلطان كان بالفعل من أبطال هذه الحرب استضفناه قبل مدة على شاشة الجزيرة أردنا أن أيضا من خلالك أن نكرمه فراس حتوم طبعا أنت شاب واعد في عالم الصحافة أصبحت من الصحفيين المعروفيين جدا الآن داخل الساحة اللبنانية وربما حتى داخل الساحة العربية لكن يعني عهدك بالصحافة منذ سنوات قليلة فقط ومع ذلك وجدناك في أتون تلك الحرب عندما يكون شاب قد درس الإعلام وفجأة بعد سنوات قليلة يجد نفسه يمارس شيئا لم يدرسه هل درستم فن الحرب تغطية الحرب؟

فراس حتوم – مراسل التلفزيون الجديد: لا بالتأكيد لم ندرسه في الجامعة بمعنى الدرس وحتى أيضا بعد أن دخلت إلى (New TV) أو عملت في (New TV) كما أتخيل كل الزملاء الآخرين لم يكن هناك دورات أو برامج ربما كانت هذه أهم العقبات اللي واجهتني كمراسل على الأرض هي عدم وجود خبرة سابقة وعدم وجود تدريب سابق يتعلق بكيفية التغطية الميدانية تغطية الحروب لأن أكيد الأستاذ غسان المراسل الحربي يحتاج إلى أن يتمتع بكفاءات مختلفة عن الكفاءات التي يحتاج إليها المراسل العادي هناك مسائل تتعلق بأبسط التفاصيل يعني ليست فقط بتفاصيل صناعة الخبر بل حتى بتفاصيل تنقله وتحركه وأين يجب أن يكون موجود وأين لا يجب أن يكون موجود ربما كانت هذا عدم درسنا لهذه المسائل أهم العقبات الي واجهتني شخصيا.

غسان بن جدو: إذا سألتك خلال تلك الحرب أهم لقطة يمكن أن تستحضرها بعد عام؟

فراس حتوم: يعني بأجيبك بصراحة أنا كنت أخشى أن تسألني هذا السؤال تحديدا لأنه من الأسئلة الصعبة 33 يوم حرب بما قمت أنا بتغطيته سواء في الفترة الأولى ببيروت يعني بالضاحية تحديدا أو لاحقا بالجنوب كان هناك العشرات من اللقطات الصعبة يمكن حاليا بيحضر إلى ذهني أول ما يحضر إلى ذهني لقطة أو مشهد الجثث الموجودة تحت الركام في صريفا لأن الوقت اللي دخلت وسائل الإعلام إلى صريفا كان هذه الجثث قد مضى على وجودها أكثر من أسبوعين فكان المشهد مؤثر جدا أن تشاهد يعني أطراف جثث أيدي أو أرجل عالقة تحت الانقاض بدأت تتحلل وأنت لا تستطيع أن تفعل شيئا أنت أو حتى فرق الصليب الأحمر أو الدفاع المدني اللي كانت موجودة معنا وغادرنا وتركنا هذه الجثث يمكن هذه كانت من اللحظات الصعبة أنت تجد يعني ناس بهذه الطريقة استشهدوا ولم يتمكن أحد حتى من سحب جثثهم.

غسان بن جدو: نحن من خلالك أخ فراس نحيي أيضا قناة (New TV) بكامل أعضائها (New TV) كانت من أبطال الحرب وكانت قناة تشرفنا جميعا من القنوات أيضا التي شرفتنا جميعا بلا منازع بطبيعة الحال هي قناة المنار.. قناة المنار لم تكن فقط قناة تابعة لحزب الله ولكنها كانت قناة إعلامية في نهاية الأمر يعني الزملاء والعاملون في قناة المنار هم زملاء صحفيون منذ الساعات الأولى تم استهداف قناة المنار ضرب الهوائي وبعد ذلك دمر المقر بكامله لكن ربما من المفاجآت الكبرى في هذه الحرب أن قناة المنار استطاعت أن تصمد على مدى 33 يوما من دون توقف الإطلاق أن تصمد ربما لعله بعض الثواني لا أكثر ولا أقل أخ مروان أنت كنت من بين الأشخاص الذين عملوا في الكواليس منذ الساعات الأولى التي قصفت قناة المنار وبعد ذلك استمريتم في مكانكم السري ربما في أمكنتكم السرية هل تستطيع أن تقول لنا كيف صمدت أو كيف عملتم أنتم كقناة المنار؟

مروان عبد الساتر – مراسل تلفزيون المنار: الحقيقة نحن منذ العام 2000 تقريبا ونحن نتوقع هذه اللحظة أو هذه الحرب أو حرب مثل هذه الحرب التي وقعت كنا نأخذ احتياطات دائما كان لدينا مراكز احتياط جاهزة منذ اليوم الأول للحرب في 12 تموز نفضنا الغبار عن هذه المراكز وجهزناها طبعا الضربة الأولى كانت بمثابة إنذار في يوم 13 تموز الهوائي عندما قصف كانت إنذار سعينا سعينا بشكل جدي لننتقل إلى مركزنا الاحتياطي وهو بالمناسبة في الضاحية الجنوبية بقينا في الضاحية المركز الرئيسي طبعا في الضاحية الجنوبية طبعا كانت تجربة..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: يعني اليوم تكشف بأنكم كنتم في الضاحية الجنوبية ضاحية بيروت الجنوبية كانت تقصف ولكنكم كنتم هناك؟

مروان عبد الساتر: نعم صحيح كنا في الضاحية صحيح بقينا 33 يوما..

غسان بن جدو: يعني نرجع نهنئكم مرة ثانية بالبقاء وحتى بالحياة..

مروان عبد الساتر: شكرا لك طبعا عندما دمر المبنى بشكل نهائي بـ 15 تموز أو صبيحة 16 تموز دمر المبني بشكل نهائي انتقلنا كليا إلى المبنى الاحتياطي الذي كان مجهزا طبعا بكل وسائل الإرسال والبث والحمد لله استطعنا الصمود والبقاء وكان هذا تحدي بالطبع يعني..

غسان بن جدو: ربما نعود إليك لاحقا طبعا نحن نتحدث أيضا نحي من خلالك قناة المنار وبقية القنوات ولكن نحن نعتبر بأيضا بأن زملائنا في قناة الجزيرة كلهم بدون استثناء كانوا من أبطال هذه الحرب وعندما أتحدث عن قناة الجزيرة أتحدث فقط عن هؤلاء الزملاء الذي نشاهدهم ينبغي أن نتحدث عن زملائنا في الدوحة في المطبخ الرئيسي وهو موجود في الدوحة والذي كان ينسق بشكل كامل وينبغي أن نحيي أيضا زملائنا الأبطال مراسلينا وزملائنا في قناة الجزيرة في فلسطين وهؤلاء أيضا كانوا الأبطالب الحقيقيين في شريط أعدته الزميلة سهير الأمير التي افتقدناها الليلة ربما بسبب وعكة صحية هي مونتيرة عندنا في قناة الجزيرة في المكتب هنا وكانت معنا طوال الحرب وأيضا كان معها ساعدها الأخ صفوان أيضا كان يفترض أن يكون معنا ولكنه يبدو أنه موجود في المكتب حيث لا يمكن أن نخلي المكتب بكامله أعد شريطا حول بعض كواليس عمل زملائنا أنا وإياكم جميعا نشاهده لأول مرة لأنه لم نشاهده سابقا تفضل توني.

[شريط مسجل لعمل فريق الجزيرة أثناء تغطية الحرب]

غسان بن جدو: هذا طبعا هذا جزء قليل من كواليس العام الماضي أود أن أنوه بطبيعة الحال بالإشارة إلى الزملاء الذين انتدبتهم قناة الجزيرة لمساعدة أو للمشاركة في الحرب العام الماضي أستحضر أسماء ياسر أبو هلالة، عمرو عبد الحميد عماد الأطرش، يوسف الشولي استحضر أيضا عبد الله البني الذي سمعتم صوته وكان مساعدا كبيرا لنا أستحضر أيضا المصور قاسم استحضر المصور الأخ الذي رافق ياسر أبو هلالة أستحضر الزملاء المذيعين توفيق طه، على الظفيري، حسن جمول، وفي البداية كانت معنا أيضا جمانة نمور وعذرا إذا كنت قد سهوت عن البعض بشرى عبد الصمد كانت أول مراسلة التي وصلت إلى مارون الرأس في صبيحة يوم الثاني عشر من تموز وقت ذلك بشرى كان عندها رضيعة والمفارقة اليوم أنه بعد عام الحرب نحن نتوقع لها قريبا إن شاء الله يعني بعد أيام قليلة رضيعة أخرى الحمد لله على سلامتك بشرى العام الماضي والحمد لله على سلامتك هذا اليوم ولكن منذ اللحظات الأولى أنت كنت في مارون الرأس طبعا كان معك مصطفى عيتاني كان معك أحمد نجفة كان معك أيضا؟

بشرى عبد الصمد – مراسلة الجزيرة: عمر الريتاني.

غسان بن جدو: عمر الريتاني وكان معك طبعا المايسترو المصور العزيز..

بشرى عبد الصمد: عصام عويسي..

غسان بن جدو: عصام وقت ذاك الجميع تساءل لماذا كنتم في مارون الرأس وبعدئذ ما أحد استطاع أن يدخل إلى مارون الرأس حديثنا عن أولى تلك اللحظات؟

بشرى عبد الصمد: يعني أعتقد أن الفضل الأساسي للدخول إلى مارون الرأس يعود لعصام مواسي اللي هو ابن المنطقة طبعا نحن كنا باتجاه إلى منطقة بنت جبيل التقينا بعصام وبحثنا عن مكان استراتيجي أو مشرف لمتابعة التغطية الإعلامية طبعا اختار عصام هذا الموقع ولاحقا أيضا لاحظنا أن هو الموقع الأفضل لأنه مشرف على المستوطنات الإسرائيلية وهو المكان التي تطلق منه القذائف باتجاه بعض القرى الجنوبية وأيضا له عديد من المناطق الجنوبية التي كانت تتعرض لقصف مكثف من الجانب الإسرائيلي.

الحرب اللبنانية والصعوبات المهنية

غسان بن جدو: عصام مواسي طبعا أنت من المصورين المبدعين في الساحة العربية وليس فقط في الساحة اللبنانية أنت مقاتل بكل ذلك من معنى شرفتنا وشرفت الإعلام العربي والتصوير العربي بشكل عام ولكن أنت الآن جئت من نهر البارد بالمناسبة طبعا سنحيي زملائك في نهر البارد الموجودين هناك ولكن يعني كنت مع بشرى ثم كنت مع كاتيا ثم.. لكن حدثنا عن أهم اللحظات الصعبة التي ينبغي على المصور حامل الكاميرا لأنه من دون كاميرا بالمناسبة ما فيه تلفزيون على حامل الكاميرا أن يثبت فيها صلابة ما ومهنية ما وتوازن ما في تجربتك على الأقل الحرب الماضي؟

عصام مواسي – مصور الجزيرة: الشيء الأساسي اللي لازم يتميز فيه الشخص هو يعني تحمل الضغط الحرب هذه كانت كثير ضاغطة على المصورين والصحفيين يعني بشكل عام لكن هذه ضغوط بالنسبة لأني متعود عليها وكنت بسرعة أمتصها وأنتقل إلى الشيء الثاني بسرعة وهذا اللي خلاني بشكل أكون مرن أكثر بهذه الفترة بالأخص.

غسان بن جدو: أنا أود أنتقل إلى.. بدك تكمل من فضلك عفوا؟

عصام مواسي: بالأخص بمنطقة مثلما تفضلت..

غسان بن جدو: بشرى..

عصام مواسي: زميلتي بشرى منطقة مارون الرأس ما كانش لحد الآن ما زال كثير ناس حتى عسكريين بيسألونا أنه ليه نقت الجزيرة.. الجزيرة ليه انتقيتم مارون الرأس شو عرفكم أنه هي ستكون هكذا..

غسان بن جدو: هو الحقيقة من كواليس العام الماضي إن أحد الزملاء اتصل بنا صباحا وقال لنا إنه فيه معارك ما فإحنا مباشرة ذهب بنا يعني تشاورنا مع بعض وقلنا ممكن تكون فيه عملية أسر طبعا كان دوام بشرى وقت ذاك عباس ناصر كان يفترض يجيء بعد الظهر فاتصل بي عباس الصبح يعني أنا قبل أن يتصل بي عباس اتصلت ببشرى وبشرى نتوجه مباشرة للجنوب وعباس طبعا بخبرته الحالية قال فلان يبدو في عملية أسر قلت له يعني خلي هذه المسألة لأنه بعدين نكتشفها بعدين طبعا عباس ناصر من الأبطال الكبار لهذا حرص أن نحدثك لاحقا ولكن بعد عصام أود أن أتوجه إلى نهر البارد حيث زميلنا هناك زملائنا بطبيعة الحال أود أن أشاهدهم حتى أعرف مَن ولكن أعرف أنه موجود المصور محمد علاء أعرف أنه موجود المساعد علي مرتضى وأعرف موجود طبعا زميلتنا سلام خضر أعرف أن موجود زين العابدين شمس الدين ربما نزيه صديق أعتقد لكن خليني أتحدث إلى محمد علاء من فضلكم محمد طبعا أنت كنت في ضاحية بيروت الجنوبية وكنت أيضا في الجنوب وكنت في قانا وفي صور رافقت كثيرا عباس ناصر لكن إذا سألتك خلال تلك الحرب أهم مشهد أو لقطة أثرت فيك محمد إذا كنت تسمعني أود أن أسالك أهم لقطة أو مشهد أثر فيك في الحرب العام الماضي؟

محمد علاء – مصور الجزيرة: أعتقد هي بالدرجة الأولى مجزرة قانا بالإضافة المشهد الذي رأيته خلال الحلقة التي صورتها في الضاحية الجنوبية ورأيت منزل وقد تدمر أثّر ذلك في نفسي ولكن رؤية الناس ومعنويات الناس العالية في الجنوب أعطاني دفعا وأحسست أني يعني لم أقدم شيئا أمام تضحيات هؤلاء الناس الذين قدموا الشهداء والبيوت والأرزاق وكل شيء.

غسان بن جدو: بالمناسبة يفترض نشاهد الآن هو بيت محمد علاء هذا هو بيت محمد علاء الذي في الحقيقة لم نكن نعرف أنه بيت محمد علاء الذي قصف ولكن هو فوجئ كان هو عباس ناصر في صور وفوجئ كلاهما بأن هذا بيت محمد علاء الذي احترق بالكامل أنا أود أن أعود إلى الإخوان المصورين أيمن المولى أيضا كنت من الأشخاص من أوائل الأشخاص الذين اقتحموا الميدان أنت لم تكن معنا في البداية ولكن كنت تتعاون معنا ثم انضممت إلى القناة في جزء من الحرب ولكن في الحقيقة أنت كنت أيضا من الجريئين جدا يعني دائما في الدخول إذا أردنا الآن نوجه نصيحة أو لا أقول نصيحة ولكن هي توصية.. توصية كعبرة لك إلى حامل الكاميرا ما الذي يجب أن يفعله خلال الحرب؟

أيمن المولي – مصور الجزيرة: هناك فرق بين مَن يحمل الكاميرا كهاوي ومَن يحمل الكاميرا كمحترف الخبرة في الحرب ضرورية يعني الشخص المصور إذا ما في خبرة بالحرب يمكن أن يقتل ولازم يعني يكون المصور دائما نحن مرأنا بحرب وصار عندنا هذه الخبرة لازم يستعمل على طول بكل تغطية له يعني لازم يكون عنده خبرة بهذا الموضوع بالأماكن اللي ينقيها بييشوف إذا في طيران ولا ما في طيران يعني بيحاول يكون هو يكون على الأرض واعي للذي عم يصير.

غسان بن جدو: ماهر المر كان مساعدا للمصور ولكن في تلك الحرب أثبت كفاءة في التصوير ورافق الزميل العزيز ومن أبطال الحرب أيضا بسام القادري إلى البقاع كنتما هناك يعني كنت معنا طبعا هنا ولكن بعدين أيضا كنت مع الأخ بسام إلى تلك المنطقة ولكن كنت هنا أيضا صورت وصورت في البقاع في مناطق أخرى هل تستطيع أن تقول أنت شاب يعني أول مرة ربما تصور والمفارقة أنك صورت مباشرة في حرب يعني في حياة أو موت شو ممكن تحكيه لنا بعد سنة؟

ماهر المر – مصور الجزيرة: أهم شيء الواحد يأخذ حذره من كل المناطق اللي بده يفوت عليها إن كانت بيروت أو بالبقاع أو بالجنوب أو أي منطقة بده يفوت عليها فيها قصف.

غسان بن جدو: حتى ما نكون يعني كثير كأنك ننصح المشاهدين نعطيهم توصيات أعتقد المشاهد اليوم حريص على أن يسمع تفاصيل يعني تفاصيل مشاهدتنا العينية حتى يكمل معنا بشكل جيد هل يمكن أن تذكر لنا تفصيل أساسي خلال تلك الحرب تعتقده كان لافتا هل هو بالضاحية هل هو في البقاع وين بالتحديد تذكر هذا الأمر؟

ماهر المر: بالضاحية أكثر.

غسان بن جدو: وين بالتحديد؟

ماهر المر: قناة المنار والمناطق اللي حولها..

غسان بن جدو: إذاعة النور على ما أعتقد تقصد.

ماهر المر: إذاعة النور..

غسان بن جدو: لأن قناة المنار بالمناسبة شفناها في ذلك المشهد وكان الأخ يونس فرحات بالمناسبة يونس فرحات هو مهندس أسنجي ولا علاقة له بالتصوير مطلقا ولكن كان هو وأحد الزملاء هناك وهو الذي صور كذلك الدخول إلى قناة المنار أعتقد تلك الصور بعض دقائق قليلة من قصف قناة المنار لكن أعتقد أنت كنت في..

ماهر المر: إذاعة النور بالأمانة العامة..

غسان بن جدو: آمال حمدان زميلتنا كانت هي منتجة أنت كنت في المكتب من المنسقات الأساسيات وأيضا كنت في الميدان يعني أكثر من مرة كنت في الميدان طبعا أنا أود أن أعترف للناس الآن بعد عام أن أنت وبعض الزملاء كانوا دائما حريصين على أن يرحوا للميدان ولكن ربما بعد عام أدركت أيضا أن الوجود في المكتب كثير مهم لكن مع ذلك حصلت لقطات يعني الآن شفناك مثلا أنتِ ومَن كنتِ أنت ِوعمر؟

آمال حمدان – منتجة الجزيرة: مرة مع عباس ناصر وعمر عيتاني والي براخيا وكمان مع بشرى عبد الصمد ويونس ومحمد..

غسان بن جدو: طيب جميل حديثنا عن دور المنتج وحديثنا عن قصة جان دارك اللي اكتشفتموها؟

آمال حمدان: تفتكر يعني دور المنتج كمان مصطفى وحسن..

غسان بن جدو: سآتي إليهما..

آمال حمدان: بس يعني إحنا كنا عم ننسق بالمكتب بين شو عم يصير على الأرض بلبنان وبين الدوحة يعني نرسل الخبر العاجل أو ننسق شو عم يصير على الأرض نحكي مع محمد الدهش وعفيفي دياب يعطونا الأخبار قصة جان دارك أنه كنت أنا وعمر عيتاني وإليا براخيا بالضاحية وكنا معهم نغطي زيارة أحد من الأمم المتحدة وبعد ما ذهب هذا الشخص بقيت أنا وياهم وشفنا امرأة عجوز عم تمشي وحاملة ست كبيرة كثير بالعمر وحاملة كيس فيه أكل ورحنا لعندها على البيت وكانت بالمربع الأمني وسألناها ليه أنت بقيتي كانت مع زوجها وجارتها وهي مسيحية وقاعدة بالمربع الأمني وما رضيت تطلع فهيك وقتها عملنا الموضوع.

غسان بن جدو: وكان ربما مَن يعني مَن أبدع التقارير التي أنجزت خلال الحرب يعني حسب اعتقادي بطبيعة الحال لعلكم استمعتم في ذلك الشريط اسم محمد الدهش أنه فيه أحد الزملاء يقول أعطوني محمد الدهش، محمد الدهش هو منسقنا في الجنوب ومقيم بشكل أساسي في مدينة صيدا هل تذكر محمد الدهش ونرحب بك تذكر تلك اللحظة وأنت أثبت طبعا جرأة فائقة وقت ذاك في لحظات كانت تستدعي جرأة وإعلاء صوت؟

محمد الدهش – منسق الجزيرة: بيهمني أن أركز على نقطة واحدة أنه نحن كعم نتعامل مع الأخبار السرعة والموضوعية بالخبر كان فيه تحدي حقيقي استكمالا لموضوع زميلتنا يوم ما ألقيت مناشير فوق مدينة صيدا تطلب بإخلاها بعض وسائل الإعلام أظهرت أنه مفروض أن يخلوا مدينة صيدا كان في عندنا جرأة إن إحنا نطلع نقول لا هذا الخبر مش صحيح وأصرينا على الخبر وكان هذا عمل كثير رائع بهذه الفترة لأن كانت مدينة صيدا عم تضم أكثر من مائة ألف نازح.

غسان بن جدو: سأعود إليكم ولكن مشاهدي الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا وقفة نعود بعدها لاستكمال حوارنا المفتوح وأنوه إلى أنه سينضم إلينا بعد قليل مدير عام شبكة الجزيرة وضاح خنفر.

[فاصل إعلاني]تصل

غسان بن جدو: مشاهدينا الكرام أهلا بكم أود أن أعود مرة أخيرة إلى نهر البارد لأنه الإخوان وضعهم صعب شوية وربما مضطرون الآن أن يغادرون ولكن أتوجه إلى سلام خضر أنت الآن زميلتنا في الجزيرة ولكن أحدثك العام الماضي باعتبارك كنت زميلة في إحدى القنوات على ما أعتقد كنت في قناة دبي وأيضا شاركت في تلك الحرب اليوم أنا لا أود أن يعني أجري أي مقارنة على الإطلاق بين الحرب العام الماضي وهذه الحرب ننسى تماما ما يحصل الآن في نهر البارد لكن أنت كنت كفتاة في قناة دبي وكنت أيضا ذهبت إلى الجنوب على ما أعتقد عندما تستحضرين كل ما يحصل أنت كفتاة طبعا نحن لا نريد أن نفرق بين المراسل والمراسلة في كل الأحوال ولكن ما الذي يمكن أن تقدمه كإضافة المراسلة الزميلة المراسلة في الحرب؟

سلام خضر – مراسلة الجزيرة: يعني بالنسبة للتغطية الإعلامية أعتقد سواء كان مراسل أو مراسلة الرسالة واحدة والرسالة التي تنقل حول ما يحدث غسان عادة أو غالبا تكون واحدة لكن أعتقد في كثير من الأحيان ربما المراسلة الصحفية قد تستطيع إذا جاز التعبير أن تنقل الصورة ربما بحالة لا أقول أو لا أصف هذه الحالة بأنها حالة من شعور الأقوى ولكن في بعض المرات خاصة في المواضيع الإنسانية قد تكون المراسلة المرأة أكثر قدرة على نقل ما يحدث من مآسي إنسانية هذا بطبيعة الحال لا يقلل من قدر المراسل الرجل على نقل الحدث خاصة ما يصيب المدنين في هذه الحروب غسان ولكن كون المرأة ربما أكثر تأثرا من النواحي الإنسانية قد تكون بالتالي أكثر قدرة على نقل معاناتنا ولو بالصورة أو على الأقل بالتعليق على ما يجري غسان.

غسان بن جدو: هل هذا دقيق بسام بمعنى آخر هل فعلا الزميلة المراسلة هي الأقدر على تغطية الشؤون أو المآسي الإنسانية أكثر من غيرها؟

بسام القادري – مراسل الجزيرة: قد يكون هذا الشيء بداية تحية للجميع عفوا قد يكون هذا صحيح في أحيان معينة ولكن في أحيان أخرى كما بدأت الزميلة سلام بأنه بالفعل فرق كبير بين المراسل أو المراسلة في التغطية بشكل عام قد يكون الجانب الإنساني عند المراسلة أو عند السيدة بشكل عام أقوى وأكبر من عند الرجل هذا ما يمكنها من أن تعطي في هذا المجال أكثر.

غسان بن جدو: عباس ناصر يعني أنت غطيت الحروب وغطيت المآسي الإنسانية بس خلينا نبقى في المسألة سأعود إليك في نهاية الحلقة هل فعلا كيف يمكن أن يغطي المراسل الصحفي مأساة إنسانية بأم العين أنت على الأقل كنت في قانا ولم تخفِ دمعتك عندما كنت تنقل تلك المشاهد المأساوية في قانا كيف يمكن أن يشرح المراسل الإنسان تغطية للمآسي الإنسانية أكثر من العسكرية؟

عباس ناصر – مراسل الجزيرة: يعني ربما قبل حادثة قانا كنت أعتقد أن المراسل يكون على تماس مع القضايا الإنسانية من زاوية مهنية تشبه ربما حالة الطبيب وبالتالي يألف هذه المأسي ويتعامل معها كحدث وكأرقام لكن مجزرة قانا كانت أثبتت سقوط هذه النظرية وردتنا لإنسانيتنا دائما يردد هذا العبارة قانا رجعت لنا لإنسانيتا كنا نأنف حالة القتل وحالة المآسي اللي كانت موجودة قانا كان لها وقع خاص علينا أنا وقتها اعتذرت من المشاهدين إحنا يجب أن نلغي عواطفنا بالتعامل مع الأحداث لكن بقول لك كان الموضوع أكبر بكثير من أن نقدر نضبط عواطفنا.

غسان بن جدو: حدثنا عباس حدثنا الآن معلش لأنه وأنت بالكاميرا وقت ذاك لم تكن مضطر للحديث عن هذه التفاصيل ولكن في نهاية الأمر حدثنا عن تفاصيل والكواليس وصولكم إلى قانا واكتشافكم تلك المجزرة طبعا قانا تحدث عن قانا وقد شهد جنوب لبنان يعني عشرات من أمثال قانا؟

عباس ناصر: في الواقع بهاتيك الفترة كنت أنا وزميلي العزيز ياسر أبو هلالة فكنا نتناوب كمراسلين طبعا كان فريق العمل معنا وقتها محمد علاء كان ما زال موجود هناك بعد أنضم إلينا وعمر فكنا نتناوب على العمل فكان ياسر هو بالفترة الصباحية فأنا استيقظت على خبر المجزرة أنه هناك مجزرة كبيرة وقعت في قانا والأعداد كانت باللحظة الأولى كانت تتجاوز الستة وخمسين كان هناك حديث ربما عن 58 شهيد في هذه المجزرة طبعا كنت محدثك أن إحنا كنا بدأنا نتعاطى مع الحدث على أنه مجرد أرقام نسأل كم قتل هنا لأنه كانت المجازر كثيرة حقيقة لكن هذه المجزرة كان لها وقع خاص الرقم كان كبير جدا وإلى رمزية كون قانا حدثت فيها مجزرة من ذي قبل فأخذنا قرار بشكل عفوي وبشكل سريع يعني رغم أنه كانت الطرقات تعرف أنه شرق وجنوب مدينة صور كانت يستحيل أن تمر عليها حافلة أو سيارة بدون أن تتعرض للقصف كان طريق موحش جدا لكني أتذكر وقتها ما تشاورنا يعني ركبنا بالسيارات كنا سوا وتوجهنا مباشرة إلى قانا خاصة ويعني واسمح لنفسي أن أمرر هذه الملاحظة أنه كنا نعتبر أنه علينا مسؤولية أكبر كقناة جزيرة لأنه كنا نشعر عندما نتحرك يتحرك الجميع وإذا كنا نبقى كانوا يبقوا فهذا كان محفز أكثر ودافع أكثر أشعرنا بالمسؤولية فتوجهنا فيه شيء غريب حصل معنا أنه وصلنا إلى قانا وكانت بعد طبعا فترة كانت الطرقات مقطعة وصلنا إلى قانا لكن ما فيه أحد على الطرقات نهائيا ما كنا نعرف وين المجزرة بقينا يمن هذه المرة الأولى نتحدث عنها بقينا حوالي ثلث ساعة نقرب بالسيارات ونأخر ما كنا نعرف وين المجزرة لحد هذه اللحظة كانت الأمور بعدها في إطار ربما تغطية لكن ساخنة شوية حقيقة عندما حس الناس أنه في حركة داخل الضيعة وخبرونا وين المجزرة المشهد كان من نوع آخر يعني حقيقة قد ما أحكي عن هذا المشهد مش مثل ما يعيشه الشخص جثماين مكدسة فوق بعضها كلها من الأطفال مشهد يعني كان مؤلم للغاية ولن ينسى على الإطلاق.

غسان بن جدو: أرجوا تنبيهي فقط عندما يحضر الأخ وضاح خنفر فيتم تنبيهي عمر عيتاني طبعا أنت كنت منذ البداية موجود في أكثر من مكان ولكن يعني صارت معك أكثر من طرفة أكثر من حادثة أنت بطبعك طريف مهضوم يعني بالعبارة اللبنانية هنا لكن صارت معك أكثر من طرفة ولكن إذا بتلخص كل مَن حصل أنت طريف وكل ما حصل معك من طرائف في طرفة واحدة طرفة نحن نتحدث عن حرب ولكن أقصد الشيء اللافت اللي كان معك خلال تلك الحرب؟

عمر عيتاني: الشيء اللافت اللي كان معنا عندما انتهت الحرب أول يوم وقف إطلاق نار عملنا جولة كبيرة إحنا والأخ عباس وإيلي والأخ وسام موعد جلنا كل الجنوب تقريبا بس آخر ضيعة اللي هي أكثر ضيعة بحبها عيتا الشعب صادفنا رجل من أبطال يعني أبطال المقاومة أعطى لنا رقم تليفون نتلفن.

غسان بن جدو: مقاوم يعني تقصد مقاتل..

عمر عيتاني: مقاتل نعم فهذا الرقم التليفون هو جرب يتلفن كثير ما كان يعلق قال لما تصولوا لصور أطلبوا لي هذا الرقم قولوا هذا الشخص اسمه يونس قولوا له أن خيك يوسف استشهد بس خيك محمد بعده عايش نحن تطلعنا قلت له طيب مين محمد قال لي أنا محمد استغربنا لكن فكان هذا المنظر كثير..

غسان بن جدو: يعني وين العجب فيه هو..

عمر عيتاني: هو محمد خيه استشهد هو زعل لأنه ما استشهد..

غسان بن جدو: آه محمد زعل لأنه ما استشهد..

عمر عيتاني: ما استشهد وبيقول لي خبر خيي يوسف أنه يونس استشهد يعني حسينا حالنا كثير ما قدمنا شيء إحنا..

غسان بن جدو: إيليا براخيا طبعا أنت كنت يعني مفيد بالمناسبة لأنه حتى تسمية الناس تسميه المراسلين من دون تحدث كيف كانت الحرب يعني كل الناس كانت مشاركة فيها كلهم كان بيشارك بتغطيتها بشكل كبير أيضا أنت كنت يعني في أكثر من مسألة يعني بدون استثناء يعني كنت بالضاحية كنت في الجنوب كنت في كل المناطق ولكن يعني هذه أول حرب تغطيها؟

إليا براخيا: لا مغطين حرب 1996 واللي قبل كنا موجودين بس هيدي أكثر شيء كانت عنيفة..

غسان بن جدو: إذا لخصت الحرب ماذا تقول؟

إيليا براخيا: يعني إحنا والزهار عشنا كل حروبها وغطينا حروب بس وصلنا إلى مرحلة أنه من كل الحروب اللي عشناهم ما وصلنا ولا نتيجة فيهم ما شفنا نتيجة منهن يعني هيدي بنعتبر أنه هيدي كان ندين على إذا تماس في اختلاف الكلمة بس كان انتصار وكنا شاهدين عليه يعني هذا اللي مبسوطين فيه إحنا كنا شاهدين على شيء ما بيصير دائما يعني.

الجزيرة بين حرب لبنان والتحديات المستقبلية

غسان بن جدو: ربما سؤال يوجه قبل أن أعود إليكم بطبيعة الحال إلى مدير عام شبكة الجزيرة وضاح خنفر طبعا نحن الآن نستطيع أن نحاسب أنفسنا ونستطيع أن ننقد أنفسنا كما نستطيع أن ننتقد أنفسنا ولكن الجزيرة غطت بطريقة ما كان لها مناصرون وكان لها مخالفون هل إذا حصلت حرب أخرى ستجد الجزيرة بنفس أو بروح التغطية ذاتها؟

وضاح خنفر – مدير عام شبكة الجزيرة: هذا لا شك فيه أخي غسان الحقيقة أبدأ أولا بتحية الزملاء جميعا وأعتقد أن النجاح في تغطية الحرب كان بفضل عزيمة وشجاعة مراسلينا وطواقمنا التي امتازت عبر السنوات الماضية القدرة الفائقة في الحركة الميدانية والشجاعة المهنية العالية لا شك أن قناة الجزيرة بمنهجيتها العامة وعبر العقد الماضي شكلت روحا وشكلت بعقول المشاهدين عقدا العقد الذي بيننا وبين المشاهدين هو الالتزام بأعلى درجات المهنية الالتزام والاحنياز في الحقيقة الانحياز نحو حق الإنسان في المعرفة الانحياز نحو حق الإنسان في أن يعرف المعرفة بعيدا عن التأثيرات السياسية وبعيدا عن التصفيق والتطبيل والتزمير لهذا أو ذاك هذا هو العقد الذي بيننا وبين المشاهدين العقد الذي بيننا وبين المشاهدين أن نحترم العقل الجمعي للمشاهدين الذين نخاطبهم وأن نحترم عقولهم كذلك وأن نخاطبهم بالمعلومة الصادقة وأن نخاطبهم بالرأي الذي يمثل النسيج المشترك والنسيج العام بكل تفصيلاته الرأي والرأي الآخر الآراء المختلفة جميعا نحن لسنا أوصية على عقل المشاهد ولا نحاول أن نقدم للمشاهد شيئا نحاول أن نقدمه إليه تحيزا لفئة دون فئة لحزب دون حزب أو مذهب أو دين أو أيديولوجيا محددة من هنا تميزت قناة الجزيرة هذه هي الجزيرة إذا هذا العقد الذي بيننا وبين المشاهدين إذا تغير فالجزيرة لن تعود جزيرة أصلا الجزيرة واجهت ضغوط كثيرة جدا أثناء تغطية الحروب وواجهت أيضا ضغوط كبيرة جدا من دول وحكومات عالمية في محطات مختلفة لكنها صمدت وصبرت لأنها تعرف.

غسان بن جدو: يعني هل خلال حرب لبنان واجهتم ضغوطا؟

وضاخ خنفر: الحقيقة الضغوط لم تنقطع دوما منذ السنوات الماضية طوال المعارك منذ أن بدأت الحرب على أفغانستان.

غسان بن جدو: لا أنا أتحدث عن حرب لبنان تحديدا لو واجهتم ضغوطا تحديدا؟

"
الضغوط لم تنقطع أبدا السنوات الماضية منذ أن بدأت الحرب على أفغانستان، وفي حرب لبنان واجهتنا ضغوط هائلة من خلال الضغط على طواقم مراسلينا في كل من لبنان والجانب الإسرائيلي
"
وضاح خنفر

وضاح خنفر: الحقيقة في حرب لبنان نعم واجهنا ضغوطا كثيرة مراسلون على الأرض واجهوا ضغوط طواقمنا على الجانب الإسرائيلي كذلك واجهت ضغوط معينة هناك أيضا مواقف سياسية مختلفة من أطراف انتقدت قناة الجزيرة في تغطيتها والانتقادات عادة ما تأتي من كل الأطراف في الحقيقة ولذلك أنا أقول إن العامل المشترك والأساسي هي هذه الروح التي أسستها الجزيرة والتي يجب أن تستمر وستبقى كي تبقى الجزيرة في عقول مشاهدينا دوما هي الجزيرة التي عرفوها وأحبوها خلال السنوات الماضية.

غسان بن جدو: لكن عندما تقول الآن أنها ستبقى هذا سؤالي الأخير عندما تقول ستبقى الآن طبعا أنت تعرف أن هناك جدل حول أنه يمكن سياسة الجزيرة قد تشهد تغييرات ففي أي اتجاه ممكن أن يحصل هذا الأمر؟

وضاح خنفر: الحقيقة أن الجزيرة عبر السنوات الماضية دائما اعتادت على كثير من الجدل في الشأن العام لأن الجزيرة أصبحت في عقول الناس شأنا عاما وكل ما يحدث في داخل الجزيرة يصبح بطريقة أو بأخرى شأن عام لكن الذي أقوله لك بصدق وبإخلاص أن هذه الجزيرة بطواقمها وبمراسليها وبروحها وبالعقد الذي تعاهدت به مع المشاهدين بمهنتيها العالية بعدم انحيازها لفئة على فئة بتحيزها للإنسان مطلق الإنسان تحيزها لقيمة الحرية لقيمة الديمقراطية لقيمة حق المعرفة وليس للرأي الأيديولوجي أو الرأي الفكري هذه هي الجزيرة وهذه الجزيرة لا يمكن أن تتغير لأنه لو تغيرت لن تكون هي الجزيرة الناس أحبو الجزيرة ليس لأنها قناة تتشكل من أجهزة ومعدات وتقنية عالية الجودة والمستوى أحبو الجزيرة لما في الجزيرة من مصداقية ومهنية والتزام بالخط المهني واحترام للعقل الجمعي للمشاهدين واحترام لعقولهم حتى لا تنصرف الجزيرة لتكون أداة دعائية أو لتكون منبر لطرف على حساب طرف هذا أن حدث فالجزيرة لن تكون الجزيرة.

غسان بن جدو: بعنوان أخ وضاح من فضلك يعني بعنوان من فضلك أهناك من إمكانية للتغيير في الخط التحريري للجزيرة هذا سؤال يسأل جميع الصحفيون وأعتقد أنهم سيسمعونك الآن؟

وضاح خنفر: لماذا الجزيرة لا يمكن أن تتغير الخط التحريري للجزيرة خط ثابت قناة الجزيرة لها مؤسسة وهذه المؤسسة قائمة على ميثاق شرف صحفي وعلى دليل سلوك مهني وقائم على تواصل وحب واحترام مشترك ما بين المشاهدين والقناة هذه الجزيرة ليست منبرا لأحد ليغيره ولن تتغير الجزيرة خطها التحريري خط ثابت وخط لم يتغير رغم كل الضغوط وسيبقى كذلك إن شاء الله رمزا للمهنية العالية وللالتزام المهني والأخلاقي الرفيع في عقول المشاهدين وحبا وتقديرا لهذه المهنة وللذين ضحوا في سبيل هذه المهنة من أبناء الجزيرة وغيرهم.

غسان بن جدو: شكرا لك سيد وضاح خنفر مدير عام شبكة الجزيرة سأعود إليكم إخوانا الزملاء الضيوف لأنه كلنا عائلة واحدة بطبيعة الحال لكن كاتيا ناصر هي بطبيعة الحال هي انتدبتها القناة من الدوحة بلا شك أنت من بطلات وأبطال هذه الحرب بالتغطية الإعلامية السؤال الأساسي كاتيا أين تبدأ الوطنية في التغطية أو أين تنتهي الوطنية وأين تبدأ المهنية التغطية؟

كاتيا ناصر – مراسلة الجزيرة: كنت ما بأتمنى تسألني هذا السؤال بصراحة اتهمت أكثر من مرة أنه أدائي خلال الحرب كان منحازا تماما وأنا أقول أنه أنا كنت منحازة إلى قيمة الإنسان لأنه أعتقد أنه في بعض المواقف أن تكون حياديا يعني أنك تقف مع الجلاد في وجه الضحية أنا كنت مع قيمة الإنسان ولو عدت إلى تغطية ما كنت أشهده في الجنوب ولو كان في الصين لكنت كما كنت قالوا كنت هيئة إغاثة نعم كنت هيئة إغاثة لأنه لم يكن هناك مَن يساعد هؤلاء الناس كان هناك نعم موضوعية في التغطية كنا نغطي جميع الأطراف.

غسان بن جدو: لكن عفوا عندما تتحدثين عن الانحياز يعني ما الذي يعنيه لأنه مشكلتنا كاتيا أنه وإحنا في نهاية الأمر نحن وسيلة إعلام نحن نريد أن نقدم المعلومة ولا نقدم العاطفة فقط وإن كنا طبعا عندما نشترح العاطفة فهذا سيصدقنا المشاهدون أكثر لكن ما الذي يعنيه أن تقولي نحن منحازون يعني هل هناك واقع نغطي عليه نعتم عليه ما الذي يعنيه الانحياز.

كاتيا ناصر: لا هو بطبيعة الحال إبراز تفاصيل غير قتل وضرب وقصف وما إلى ذلك أن تستطيع إيصال شعور طفلة في مستشفى مرجع عيون لم يسأل عنها أحد عندما قالت أنت هنا من أجلي أردت إيصال هذا التفصيل إلى العالم عندما شاهدت مقاوما ينتشل من تحت الأنقاض لم أقل هذا مقاوم قلت هذا مقاتل ولكنني جعلت العالم يشاهد بأن هذا الرجل قتل وهو يقاتل من أجل أرضه هذا هو التفصيل أوصل هذه المعلومة إلى المشاهد وأدعه يقرر بنفسه أنا مع التفصيل وليس مع التغطية العامة لأنه أرى أن التفصيل تستطيع أن تكسب أو أن تشد المشاهد إلى رسالة وهذه الرسالة برأيي في تغطية الجزيرة كانت الإنسان.

غسان بن جدو: طبعا نحن بعد عام لأنه نحن مضطرين للإجابة على هذا السؤال منذ العام الماضي للآن ونحن نسأل كاتيا ناصر وعباس ناصر أخوان زميلان ولكنها ليس شقيقان عباس ناصر من الجنوب وكاتيا ناصر من البقاع طبعا من التجهيزات التي ساهمت بشكل كبير في البث على الهواء مباشرة جهاز نسميه جهاز البث الفضائي أو (SNG) طبعا إخوانا في (SNG) زين العابدين شمس الدين لاحظتموه الآن موجود هو الذي يقود الفرقة هناك في نهر البارد ولكن معنا وسام موعد معنا أحمد نجفي ومعنا رئيس القسم يونس فرحات، يونس باسم هؤلاء إذا سمحت يمكن إذا تحدثنا أنتم في نهاية الأمر يعني تذهبون إلى الميدان وبتغطوا في سيارة بتروح وتجيء وتطلع أحمد نجفي كان بمارون الراس وسام الموعد كان فترة طويلة بشكل عام بالجنوب أنت كنت في أكثر من منطقة بطبيعة الحال كيف ممكن تلخص هذا الأمر للسادة المشاهدين؟

يونس فرحات – رئيس قسم جهاز البث الفضائي: يعني كان فيه خطورة بسبب حجم السيارة وكان الإسرائيليين يعني مهددين أنه السيارات الكبيرة سوف راح يضربوها وسيارة (SNG) كانت في خطر دائم وتحركها كان في خطر دائم.

غسان بن جدو: ومع ذلك صمدتم وعلمت والحمد لله مصطفى عيتاني أنت مدير العمليات بطبيعة الحال ولكن أيضا كنت منتج أنت وأخونا العزيز حسن نور الدين إذاً ممكن العمليات على الأرض يعني في نهاية الأمر هذه حرب مش عمليات عم بنغطي مشاهدات أو مهرجانات فيلمية عادية كيف ممكن تعملوها في الحرب.

مصطفى عيتاني: يعني أهم شيء كان يحيي كل الزملاء لأنه كنا يد واحدة تنسيق واحد ما حدا عم بيقول أنا ما بدي أعمل ها الشيء أنا بحييهم كلهم وإن شاء الله ما بترجع أي حرب كانت كلنا يد واحدة وهنظل يد واحدة بأحيي الجزيرة لأنه..

غسان بن جدو: نحيي بقية القنوات توني عون يقول لي بعد فيه أربعين ثانية عشرة لعباس وعشرة لفراس وعشرة لمنى وعشرة لعفيف، عباس..

عباس ناصر: أنا باختصار شديد بدي أقول أنه في نهاية أيامي في الجزيرة أريد أن أتوجه بتحية إليك أبو مهاب وللإدارة ولكل الزملاء في الدوحة وتحديدا وطبعا الزملاء في مكتب طهران اللي بدأت معهم ولكل شخص موجود هنا وكل شخص في مكتب الجزيرة في بيروت ضحينا سوا وتعبنا سوا وضحكنا سوا وبكينا سوا.

غسان بن جدو: فراس حتوم آخر كلمة إذا سمحت وين المايك من فضلكم بسرعة..

فراس حتوم: أنا على السريع أريد أن أشكر محمد كليكلاش وعدنان عبد الله وحسن عابدين وخليل السعودي الفريق التقني اللي كان موجود بالجنوب إضافة إلى السادة الزملاء ولكن هنا تحديدا..

غسان بن جدو: منى..

مني صاليبا: نشكر كل الأشخاص على أمل أن يكون لبنان سيد حر مستقل ولا نغطي حروب بعد اليوم..

غسان بن جدو: عفيف دياب طبعا كنت أيضا مراسل أساسي ومنتج أساسي في البقاع..

عفيف دياب: في البقاع وجزء كبير من الجنوب يعني أشكر كل مَن ساهم مع الإعلاميين في إعطاء الخبر الدقيق إن كان في مناطق الجنوب أو البقاع..

غسان بن جدو: أخ مروان من فضلك أخيرا..

مروان: إن شاء الله إلى انتصارات أخرى..

غسان بن جدو: فقط أشير إنه عماد سفيان هو كان المسؤول المالي عندنا وكان يضخنا مع زملائنا في مالية الجزيرة التي نشكرهم فعلا نشكرهم لأنه ما تركونا ولو يوم واحد كل يوم كانوا يبعثوا لنا أموال رغم كل حاجة شكرا عماد شكرا للجميع بدون استثناء أنا أسفي لأنني لا أستطيع أن أشكر الجميع شكرا لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة إلى حلقات أخرى ليس بالضرورة لحروب ولكن لتجارب كمدارس إعلامية مع تقديري لكم في أمان الله من الدوحة بيروت نهر البارد وأيضا إخوانا الأعزاء في مكتب فلسطين مع تقديري لكم في أمان الله.