صورة عامة - حديث الثورة 29/8/2011
حديث الثورة

المعارضة السورية

تناقش الحلقة واقع المعارضة السورية، عقدت المعارضات منذ اندلاع حركة الاحتجاج لقاءات عدة لكنها لم تثمر إطاراً جامعاً واحداً للقوى الداعمة لمطالب الجماهير بتغيير النظام.

– تداعيات الإعلان عن مجلس انتقالي في سوريا
– موقف الثوار من المجلس الانتقالي

– انشقاق داخل المعارضة حول تأسيس الانتقالي

– المعارضة السورية ودول الجوار

– رفض للتدخل الأجنبي في سوريا

 محمد كريشان
 محمد كريشان
حسان الشلبي
حسان الشلبي

بسمة القضماني
بسمة القضماني

محمد كريشان: أهلا بكم في حديث الثورة وكل عام وأنتم بخير، ليست المعارضة السورية في تبايناتها وقلة انسجامها استثناء في الحالات العامة للمعارضات العربية، ولأن ثورة السوريين باغتت المعارضة كما باغتت النظام وجد خصوم الأسد أنفسهم في سابق مع الزمن للتوحد في مواجهتها، ومنذ اندلاع حركة الاحتجاج قبل خمسة أشهر عقدت المعارضات لقاءات عدة وفي أماكن مختلفة لكنها لم تثمر إطاراً جامعاً واحداً للقوى الداعمة لمطالب الجماهير بتغيير النظام، ولعل أكثر مساعي تحقيق التكامل بين أطياف المعارضة جديةً الإعلان قبل أسبوع عن تأسيس مجلس وطني في أنقرة بمشاركة طائفة من القوى لكن للتشكيلة النهائية لذلك الكيان لم تكتمل وظلت مفتوحة.

[تقرير مسجل]

أمير صديق: مثلما فاجأت نظام بشار الأسد فاجأت الثورة السورية أطياف المعارضة وتقدمت عليها مطالب ووسائل، وفي ظل الفراغ في قيادة الثورة وتنسيق أنشطتها الميدانية والسياسية سعت المعارضة عبر عدد من المحاولات لتنظيم نفسها في كيان جامع يتصدى لتوجيه الثورة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلاد، ولأن المعارضة السورية عانت ما يشبه التجريف من قبل النظام طوال العقود الماضية فقد برزت بشدة إشكالات جمعها وتأطيرها في فترة ما بعد اندلاع الثورة في سوريا، ولمحاولات جمع الصف المعارض تمت في إسطنبول عبر مؤتمر تنادى له مئات المعارضين نهاية أبريل نيسان الماضي، وكان المؤمل أن يشكل نواة لكيان يوحد المعارضة لكن واقع الحال بعده لم يكن بأفضل منه قبله، فالمجتمعون لم يكن يمثلون كل أطياف المعارضة، وعليه فقد تلا المؤتمر مؤتمران آخران مطلع يونيو حزيران استضافت الأول مدينة أنطاليا التركية وضم حوالي ثلاثمئة شخصية سورية معارضة أبرزها ممثلون عن إعلان دمشق في المنفى، وقد دعا المؤتمر إلى استقالة الرئيس وتسليمه السلطة إلى نائبه قبل عقد انتخابات تشريعية في البلاد، أما المؤتمر الآخر فقد دعت له جماعة الإخوان المسلمين واستضافته العاصمة البلجيكية بروكسل، ومثل سابقه دعا المؤتمر إلى إسقاط النظام وإقامة دولة مدنية، في الثامن والعشرين من شهر يونيو نفسه انعقد بفندق سمير أميس في دمشق مؤتمر حمل شعار سوريا للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية حضرته مئتا شخصية معارضة ومستقلة رغم التشكيك الذي قوبل به المؤتمر من قبل الكثير من المعارضين إلا أن المؤتمر اعتبر الأول الذي تعقده المعارضة داخل سوريا منذ العام 1963، وقد دعم المؤتمر في بيانه الختامي الانتفاضة السلمية وأكد على ضرورة المسير قدماً في الإصلاحات وإنهاء الحل الأمني، آخر مؤتمرات المعارضة السورية الموسعة استضافته إسطنبول مجدداً منتصف شهر يوليو تموز، وكان مقررا أن ينعقد بالتزامن معه مؤتمر آخر في دمشق حالت السلطات دون التئامه وقد انتهى مؤتمر إسطنبول الذي حضرته أكثر من أربعمئة شخصية سورية معارضة إلى الاتفاق على تشكيل هيئة إنقاذ وطني تتألف من ممثلين للمعارضة ومن شباب الثورة السورية وتم اختيار المحامي المعارض هيثم المالح رئيسا للهيئة ورغم كل هذه المحاولات تبدو المعارضة السورية بعيدة حتى الآن عن التوحد في كيان بعينه يستثمر دماء جماهيره التي لم تبخل بشيء في سبيل التغيير.

[نهاية التقرير]

تداعيات الإعلان عن مجلس انتقالي في سوريا


محمد كريشان: معنا في هذه القضية من باريس السيدة بسمة القضماني عضوة اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني السوري، معنا أيضا من أنقرة حسان الشلبي الناشط السياسي في التيار الوطني الديمقراطي، معنا أيضا من دمشق عبر الهاتف حسن عبد العظيم الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي أهلا بضيوفنا، وقد يلتحق بنا ضيوف آخرون في سياق هذه الحلقة، لو بدأنا من أنقرة سيد حسان الشلبي المجلس الانتقالي السوري هو آخر ما ظهر من اجتماع أنقرة للمعارضة ما قصة هذا المجلس؟


حسان الشلبي: حيّاكم الله أخي الكريم وكل عام وأنتم بخير.


محمد كريشان : وأنت بخير.


حسان الشلبي: وكل عام والأمة الإسلامية تسير نحو المجد والحرية والكرامة لا أدري حقيقة كيف يأتي هذا العيد على الشعب السوري بل كيف يأتي على الأمة الإسلامية والأمة العربية والشعب السوري يعاني ما يعاني، دماء الأطفال تسيل وحرمات النساء تنتهك، الحريات الدينية لم يعد لها أية قيمة والمساجد تهدم والشخصيات والرموز الدينية يُنال منها حقيقة لا أدري كيف سترتسم البسمة على وجوه القيادات العربية والإسلامية لكن لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون، أخي الكريم لا شك أن المرحلة الحالية تشهد حراكا نشطاً من قبل المعارضة السورية على شتى أطيافها وتشكلاتها وتكتلاتها وهي حالة صحية في المجمل إن نظرنا إليها لكن لا يكفي في هذه الحالة حسن النوايا لا بد أن يقرن ذلك بصحة السلوك وصواب الأداء ما حصل اليوم من الإعلان عن مجلس انتقالي للمعارضة السورية لا أشك في حسن النوايا ولا أريد أن أتطرق لذلك لا شك أن الأخوة يمتلكون من الجرأة ليقولون أنهم صادقين في ذلك لكن لن يسلكون الطريق الصحيح فأي طريق صحيح تسلكه المعارضة وهي تمارس سياسية الإقصاء والوصاية أي طريق صحيح تسلكه المعارضة وهي تنحي الشارع الثوري الذي هو أكثر أحقية وجدارة بالتمثيل من باقي أطياف المعارضة نتفاجئ جميعاً بالإعلان عن مجلس انتقالي تذكر فيه كثير من الشخصيات المعارضة الشريفة التي رسمت عبر هذه المدة وساماً حقيقياً من السعي نحو التوحد لكن نفاجئ أن ثمة إقصاء ثمة وصاية تمارس من البعض، يا ترى هل هذا هو الطريق الذي ننشده في سوريا هل سننتقل من وصاية حزب البعث وديكتاتورية بشار لنقع تحت وصايات أخرى..


محمد كريشان: عفواً فقط للتوضيح وصاية من أي جهة في أنقرة حتى نفهم؟

حسان الشلبي: أخي الكريم لا أريد أن أقول أنها وصاية من جهة محددة، هناك وصاية مورست من قبل المجموعة التي مارست هذا الإعلان حينما زجت بأسماء كثيرة دون أن تعلمها بأنها جزء من هذا المشروع، هناك وصاية مورست على الشارع السوري حينما أدعي أن جميع التنسيقيات وجميع القوات القوى الفاعلة الشبابية على الأرض قد مارست على ذلك، وأنا أحمل معي الآن في هذه الورقة أسماء العديد من التنسيقيات والقوى الشبابية التي أصدرت بيانات استنكار لما جرى، فمثلاً مجالس قيادة الثورة بدءاً من مجلس قيادة الثورة في درعا مروراً بمجلس قيادة الثورة في بانياس ففي اللاذقية ففي جبلة ففي دير الزور كلها تستنكر أن يتكلم أحد بأسمائها.


محمد كريشان: حتى نفهم الصدى الداخلي اسمح لي فقط معنا حسن عبد العظيم الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي لنستمع منه ربما لبعض الملاحظات التي ترد الآن داخل سوريا على ما أعلن في أنقرة اليوم؟ تفضل سيد عبد العظيم .


حسن عبد العظيم: أولاً أود أن أصحح، أنا الآن أتكلم باسم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية هذه نقطة أولى..


محمد كريشان: شكراً للتصحيح سيد.


حسن عبد العظيم: النقطة الثانية أسفر التقرير عن محاولات توحيد المعارضة، أتحدث عن مؤتمرات في الخارج ولم أتحدث عن مؤتمر أساسي ورئيسي مارسته القوى السياسية والتحالفات الوطنية والفعاليات الثقافية والشخصيات المستقلة، في دمشق عقد مؤتمرا تأسيسيا لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سورية، هذا تم تجاوزه مع أنه هو يضم غالبية الأحزاب السياسية وغالبية الشخصيات الوطنية في الداخل والخارج، وقسم أساسي من الحركة الوطنية الكردية في سورية فهذه نقطة، النقطة الثانية طبعاً كل المحاولات مشروعة من أجل توحيد المعارضة، القوى الأساسية الآن في سورية المعارضة ممكن تحديدها في قوى هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي تضم حوالي 15 حزب سياسي وتحالفات والشخصيات الوطنية الأساسية في الداخل والخارج بما فيها قسم هام من أحزاب الحركة الوطنية الكردية، وهناك إعلان دمشق هناك إعلان دمشق الذي يضم 5 أحزاب من الحركة الوطنية الكردية، وحزب الشعب الديمقراطي السوري وبعض الشخصيات الوطنية الأساسية، وفي التيار الإسلامي السياسي اللي عقد مؤتمر الإنقاذ فيه شخصيات إسلامية، لكن في هيئة التنسيق الوطنية هناك تمثيل لشخصيات إسلامية أساسية، في إعلان دمشق في هناك تمثيل لشخصيات وطنية أساسية إسلامية ، كل التيارات الآن متوضعة في تحالفين رئيسيين، هيئة التنسيق الوطنية من جهة، وإعلان دمشق من جهة أخرى ونحن نعمل لتوحيد المعارضة، كل المعارضة الوطنية في سورية، من أجل توحيد خطابها لأن القوى الأخرى الهامة والأساسية هي قوة الانتفاضة والحراك الشعبي والشبابي، كل هذا العمل من أجل توحيد المعارضة، من أجل حماية الانتفاضة واستمرار التظاهر السلمي لأن هو القوة الحاسمة في التغيير الوطني الديمقراطي في سورية.

موقف الثوار من المجلس الانتقالي


محمد كريشان: على كل سيد حسن عبد العظيم أنت باعتبارك المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي إذن نصحح أنت المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي وضعتنا في صورة هذه الخارطة إن صح التعبير نريد أن نعرف من السيدة بسمة القضماني في باريس عن رأيها في ربما ما يعتبره البعض ربما تشتت في صورة المعارضة لأنه الحقيقة اختلطت اللقطات بين أنقرة بين إسطنبول بين أنطاليا بين مؤتمر في دمشق للمعارضة ومؤتمر آخر حسب على إنه قريب من السلطة، كيف يمكن لشارع غاضب وثائر في سورية أن يجد تعبير له في مجلس معين يصبح هناك فيه تناغم بينه وبين هذه الجماهير الغاضبة؟


بسمة القضماني: في محاولات حقيقة متعددة، المحاولة التي قامت في إسطنبول منذ ثلاثة أسابيع تقريباً وكان يعمل عليها مجموعة من الخبراء أكثر مما هم سياسيون، مجموعة مستقلة تعمل على وضع خرائط لكل المعارضة بكل أطيافها بكل الشخصيات الموجودة وبمئات الأسامي التي وضعت في خرائط للتأكد من أن كل الأطراف مذكورة وممثلة في نواة مجلس وطني سوري، و كان هذا هو المشروع وأطلقت الفكرة بأن هذا المجلس بدأ بالتشاور مع الجهات المختلفة وسيكون تكوينه نصف تكوينه من الداخل والنصف الآخر من الخارج، على أن تكون هذه المجموعة ليس مؤتمر حقيقةً، كانت لقاء وكانت ورشة عمل أكثر مما هي كانت مؤتمر يعني، ولم يكن لها أي تغطية إعلامية خلال فترة العمل، هذا الجهد ما زال مستمرا في التواصل مع كل الجهات في الداخل وفي الخارج لكي تكون هذه تشكل نوع من المظلة الجامعة لكل التيارات السياسية، وليست فقط التيارات السياسية وإنما الشخصيات والمعيار هنا من لديه الكفاءة، من لديه القدرة على أن يقدم شيء للعمل لأننا في نهاية المطاف نحن بحاجة للعمل، سنعمل معاً فهذه المجموعة وضعت هذه الرؤيا والفكرة، توحدت جهود جهات مختلفة وبالتالي أصبح هناك نوع من التوازن السياسي حقيقة في هذه المجموعة، وانطلقت وما زالت تتشاور وتتواصل مع جهات مختلفة، الآن سمعنا هذا الصباح فعلاً بمبادرة مفاجئة تماماً وقرأنا لائحة صدر منها مجموعة من الأسامي كانت موجودة وضعها المجلس الوطني السوري أو نواة المجلس في إسطنبول، ومجموعة أسامي أخرى عديدة وأسماء وطنية وأسماء شخصيات الجميع يعرفها، وإذ نرى إنه ليس هناك معرفة حتى للذي عُين من قبل هذه المبادرة كرئيس إليها وهو الدكتور برهان غليون وحتى هو تفاجأ تماماً بهذا الإعلان.


محمد كريشان : هو فقط سيدة بسمة اعذريني هو فقط للتوضيح، الجماعة الذين أسسوا هذا المجلس الانتقالي السوري، يقولون بأن اختيارهم للأعضاء هو اختيار الشارع، يعني كأنهم أرادوا أن يقول هؤلاء هم الذين يمثلون الحالة الثورية في سوريا، ومن يرد أن يتبرأ فليقل أنا لست معنياً بهذا المجلس، يعني كأنهم أرادوا أن يضعوهم أمام الأمر الواقع، هل هذا أسلوب معقول في العمل السياسي؟


بسمة القضماني: تماماً هي حقيقة طريقة ارتجالية وليست جدية في الأسلوب يعني ولا في المنهجية، نحن اعتبرنا وضعنا منهجية وتعبنا كثيراً في وضع هذه المنهجية ونرى فجأة أن هناك تبني لمشروع أطلقه بشكل ارتجالي مجموعة من الناس الحقيقة حتى الآن نحن لا نعرف تماماً من هي هذه الجهة، ولكن عندما نرى أنه رد الفعل في الشارع هو بالحماس الذي رأيناه، فحقيقة يعني أنا أعتقد أن الشارع في سوريا تجاوز الآن المبادرة ومين قام فيها، وأطلق ديناميكية جديدة ستغصب غصب عن مجموعة المعارضات بكل أطيافها، وكل محاولاتها على إنها تتواصل وإنها تنسق بين بعضها البعض، وهنا أعتقد أنه لنعتبر أن هذه مبادرة كانت غريبة الشكل وحتى الآن غريبة ولكن لنستفيد منها ونبني على حماس الشارع ونستمر في التواصل نتبع منهجية، نتبنى معايير، ولكن بدنا نكون وراء وراءنا هذا الاندفاع من الشارع والحماس والتشجيع..

محمد كريشان: على ذكر الحماس حماس الشارع السيدة القضماني معنا من سورية أبو ريان وهو عضو المجلس المحلي لقيادة الثورة في مدينتي اللاذقية وجبلة، سيد أبو ريان هل نحن الآن في سورية أمام حالة مشابهة لما حدث في تونس وفي مصر، وهي أن الشارع وحماسة الشارع مثلما قالت السيدة بسمة، ربما تجاوز النخبة السياسية ومحاولاتها التشكل في أطر معينة سواءً في الداخل أو في الخارج؟


أبو ريان: في البداية مسا الخير أخي..


محمد كريشان: مسا الخير..


أبو ريان: في البداية بدي أعلن الحداد في اللاذقية وجبلة وليس العيد على شهداء الوطن اللي قتلتهم عصابات النظام وشبيحته، بدي احكي بس على موضوع المجلس تبع أنقرة وعلى أساس هو ممثل من الشارع، أنا بشبهه تماماً كأنه مجلس الشعب السوري لما بقول عن بشار الأسد، بشار الأسد هو منتخب شعبياً، فأنا بظن أن هذه المبادرة مبادرة ولدت ميتة وهي مبادرة مشبوهة، أنا ما كثير بدي احكي سياسة بدي أحترم بعض الأسماء اللي يعني بداخل هي مع احترامنا للجميع ولكن نحن هون بدنا نذكر بأننا الآن نحن في حاجة إلى تجمع أخي وليس لتفرقة بين السوريين وخاصة في ظل الحديث عن المجلس الوطني السوري في إسطنبول اللي بالفعل كما ذكرت الأخت من باريس على إنه هو مجموعة خبراء عم يشتغلوا على خرائط عالية الجودة، ونحن طبعاً على اطلاع كامل مع اللجنة التحضيرية لمجلس إسطنبول ورح أكيد رح نكون معهم كثوار وبأغلبية كما تم النقاش معهم بهذا المجلس.


محمد كريشان: ولكن سيد أبو ريان بالنسبة للجماهير السورية الثائرة الآن، هل هي أقرب لما هو متشكل في الداخل مثلما قال السيد حسن عبد العظيم يعني هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي هناك أيضاً إعلان دمشق، هل تراها أقرب لهؤلاء منهم لأطر ربما شكلت في الخارج، هل هذه قضية مطروحة؟


أبو ريان: أخي اليوم نحن بحاجة لكل صوت بوحد الجميع، يعني ما في مانع إنه نتوحد تحت مظلة بتجمع الكل، إن كان علماني ولا إسلامي ولا يميني ولا يساري، وين المانع إنه نحن نعمل مظلة مثل ما صار بالمجلس الوطني السوري في إسطنبول ونجي ننضم كلياتنا تحتها يعني وين المشكلة، أنا ما شايف في فرق بين الداخل وبين الخارج أصلاً هي رجاءً هاي ما عاد تذكروها لأنه كل اللي في الخارج أصلهم من الداخل، أما بالنسبة للحراك الشعبي والشباب على الأرض، فأنا برأيي هذا المؤتمر اليوم اللي صدر من أنقرة فهو مرفوض ونحن كمجلس محلي في اللاذقية وجبلة أصدرنا رفض على هذه الطريقة الدكتاتورية والهوجائية صراحة، نحن شبعنا إقصاء للآخر..

انشقاق داخل المعارضة حول تأسيس الانتقالي


محمد كريشان: نعم شكراً لك أبو ريان عضو المجلس المحلي لقيادة الثورة في مدينة اللاذقية وجبلة، شكراً لك لهذه المشاركة، ضيفنا في أنقرة سيد حسان الشلبي، الحقيقة أنه هذه المجالس المختلفة، الكل يدعي فيها تمثيل الكل، ولكن في نفس الوقت لا أحد استطاع أن يستقطب أو يعتبر هو العنوان رقم واحد للثورة أو للجماهير السورية، هل هذا إشكال حقيقي وجدي؟

حسان الشلبي: أخي الكريم الإشكال الحقيقي هو تجاهل قوة الحراك الشعبي، الإشكال الحقيقي هو محاولة قوى المعارضة السياسية أن تمارس نوع من الوصاية والإقصائية على الحراك الأكثر أهمية، على الحراك الذي يعطيها المشروعية، هو نوع من البعد التشاوري فيما بين الشباب وفي ما بين الساسة، حقيقة أخي الكريم الشباب استطاعوا أن يبلغوا مراحل متقدمة من عملية النضج وتوحيد القوى فبدأنا نجد تكتلات حقيقية لدى القوى الشبابية، تكتلات إعلامية متميزة وتكتلات ميدانية حقيقية ليست افتراضية، بدأت تعطي نموذجا رائعا على الساسة إن أرادوا أن يحققوا المعادلة, ويحققوا مجلسا يمثل الثورة أن يتصلوا بهذا الداخل, ولا أقصد بالداخل، الداخل السياسي، بمقدار ما أقصد فيه الداخل الثوري, أنا هنا أستنكر ما سمعت الآن من الأستاذ الفاضل حسن عبد العظيم على أن يقول أن القوى السياسية توحدت في هيئة تنسيق وفي إعلان دمشق, يا حبذا كان هذا الأمر موجود, لو كان هذا الأمر موجود لما وصلنا إلى هذه المرحلة من الشتات, لأن حقيقة هيئة التنسيق هي نوع من الاندماج فيما بين قوى يسارية وقوى إسلامية وإعلان دمشق, إن كان ذلك الأمر فلم لا نتكلم عن مجلس مباشر ونعلن عن وجود كيان ممثل, أخي الكل يعاني على مستوى المعارضة بسبب الممارسات السلبية التي مورست لمدة خمسين عام, فكل من يحمل هذا العبء هو رأس النظام بشار الأسد وأسرته خلال أربعين سنة, مارسوا نوع من الإقصائية, مارسوا نوع من الديكتاتورية, أدت بالشارع السياسي لعدم ممارسته سياسيا, فأصبح محتاجا إلى قوى تمنحه الشرعية, وتمنحه التمثيل الحقيقي هي تلك القوى الشبابية, هي تلك القوى الثورية, هي التي ستختار ممثليها وهي التي ستقول هذا المجلس أو تلك الكيان هو ممثل حقيقي للشعب السوري.


محمد كريشان: هو.. على كل بغض النظر عن أية اختلافات تنظيمية أو مجالس مختلفة سيد حسن عبد العظيم في سوريا, إذا أردنا أن ندخل في جوهر الطروحات المتداولة الآن, ما هو الحد الأدنى الذي يجمع كل هذه المعارضات, لا نريد أن نقول الداخل والخارج, كما قال أبو ريان, لا نريد أن نستعمل هذه الصيغة ولكنها مطروحة على كل, ما هو الحد الأدنى الذي تجمع عليه كل أطياف المعارضة السورية في هذه المرحلة؟


حسن عبد العظيم: كل المعارضة الوطنية الديمقراطية من أحزاب سياسية وشخصيات وطنية لكل التيارات, القومي واليساري والإسلامي والليبرالي, كلها مجمعة على هدف أساسي مركزي هو التغيير الوطني الديمقراطي, تغيير الوضع القائم, هذا النظام الشمولي الذي يقوم على فكرة حزب واحد وحزب قائد وهيمنة على الدولة والمجتمع, إلى نظام الانتقال إلى نظام وطني ديمقراطي حقيقي يقوم على التعددية السياسية والحزبية على الحريات الأساسية على الانتخابات الديمقراطية, الشعب مصدر السلطة مصدر السلطة التشريعية, والسلطة مصدر السلطة التنفيذية لبناء دولة وطنية تتحقق فيها الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة, في هدف واحد يوحدنا جميعا, لكن هناك في محاولات, مثلما أشارك أنا ضيوفك من اسطنبول ومن باريس بأنه في تسرع أحيانا لدى البعض, يعني كل الجهود المبذولة على مدى أربعة أشهر من أجل تأسيس إطار هو عبارة عن هيئة تنسيق, كانت مبادرة طرحتها الشخصيات المستقلة, وقبلناها في التجمع الوطني الديمقراطي والتجمع اليساري, وأيضا عرضت على إعلان دمشق وشارك فيها أيضا الجانب الإسلامي السياسي, كان الأستاذ هيثم المالح من المشاركين الأساسيين في هذه المبادرة لكن ذهابه إلى اسطنبول قطع الطريق, هذا هدف التغيير هو الحد الأدنى ليوحد الجميع, بغض النظر عن الاختلافات الأيديولوجية والانتماءات السياسية, الكل مجمع على التغيير الوطني الديمقراطي, لكن هناك محاولات متعددة للاستباق لعقد مؤتمرات وطرح أسماء ومجالس إما حكومة ظل أو مجلس انتقالي دون دراسة, بدون إعداد الوثائق بدون اتصال ووضع أسماء بهيئة التنسيق الوطنية فوجئنا بأن كثير من الشخصيات في هيئة التنسيق الوطنية ورد اسمها في هذا المجلس وهي لا علم لها ولا خبر وبالتالي ينبغي أداء المعارضة أن يكون نموذج في الديمقراطية وبالتشاور الديمقراطي ولا يضع الناس والوضع العربي أمام الحصار…


محمد كريشان: ولكن سيد عبد العظيم الآن, اسمح لي فقط في هذه المقاطعة, هل هناك الآن خوف من أن تكون الصورة فيها بعض الانشطار بمعنى شارع ثائر ومتحمس ويدفع بضحايا كل يوم, وفي نفس الوقت نخبة سياسية تنشط وتقدم طروحات ولكن ليست في حالة تلاحم مع هؤلاء الذين ينزلون إلى الشارع كل يوم؟


حسن عبد العظيم: بالعكس, نحن في قوى هيئة التنسيق الوطنية, نحن نعتبر نفسنا جزء من الانتفاضة وجزء من الحراك الشعبي وليس لنا أي وصاية على هذه الانتفاضة وعلى هذا الحراك الشعبي, هي الأساس ونحن في, يعني مؤسساتنا قررنا أن يكون لها ثلث المؤسسات على الأقل, هي الأساس وكل عملنا من أجل توحيد المعارضة في هيئة التنسيق, كل نضالنا وعملنا هو من أجل دعم الانتفاضة وانتصارها وتحقيق أهدافها, يعني هي الأساس لو خمدت لا سمح الله أو توقفت فسترجع سوريا إلى نقطة الصفر, فالأساس دعم هذه الانتفاضة والوصول بتحقيق أهدافها بالتغيير الديمقراطي الشامل على المستوى الدستوري والتشريعي, وعلى مستوى الحريات الأساسية, وبناء الدولة الوطنية, هذا شيء أساسي لأن النظام مع الأسف الشديد وصل إلى مرحلة يطلق مجرمين شبيحة يعتدون على شخصيات عظيمة مثل الأستاذ علي فرزت وهو فنان ومبدع عالمي, ومثل الشيخ أسامة الرفاعي يعتدون عليهم ويضربوهم ويحاولون تكسير أيديهم هذا يدعونا كقوى سياسية إلى الالتحام بحركة الشارع وبالانتفاضة، ويتفضل الشارع ويسبقنا نحن لا نمارس وصاية أبدا على الشارع لأنه هو الشارع اللي أعطانا هذه القوة وأعطانا هذه القدرة على التفاعل مع الأحداث من أجل تحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة.


محمد كريشان: شكرا لك سيد حسن عبد العظيم, المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي في سوريا, على كل سنحاول بعد الفاصل أن نتطرق إلى أي مدى ربما سيصبح النظام في سوريا مستفيدا مما قد يبدو عدم وضوح في عنوان المعارضة السورية وأيضا إلى أي مدى هناك أدوار إقليمية في تداخل مع هذه المعارضات لنا عودة بعد قليل نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة من حديث الثورة والتي نحاول أن نرسم فيها صورة ولو تقريبية لحالة المعارضة الآن في سوريا من عمر الثورة السورية. سيدة بسمة القضماني في باريس, إلى أي مدى عندما تطرح القضية السورية بهذه الضبابية أحياناً ربما أو عدم الوضوح لدى قطاعات واسعة على الأقل من الرأي العام العربي والدولي، قد يكون النظام في دمشق هو أكبر مستفيد من هذا الوضع.


بسمة القضماني: طبعاً هو أكبر مستفيد لا شك، وأعتقد أنه علينا جميعاُ أن يبقى في أذهاننا هذا العامل الأساسي، ثانياً أن هناك شارعا ينظر إلى أي عوامل تعطيه الأمل وعلينا مسؤولية إذا ما تكلمنا عن الداخل والخارج خلينا بس نتكلم عن مسؤولية خاصة للخارج وهي إنه الخارج لا يتحمل التنازلات أو التضحيات إللي قدمها الشعب يومياً والشباب في الشارع الذين يتظاهرون ويضربون بالرصاص، علينا نحن مسؤولية خاصة في أن نوحد الصفوف، والمجلس الوطني السوري يحاول بهذا الاتجاه وهو لم يغلق الباب لأي جهة، عندما توجهنا للشباب في الداخل وفي الخارج أيضاً اللي هم على تواصل دائم مع الداخل، أول سؤال هل كل القوى موجودة ، هل حتتوحدوا هل حتقفوا مع بعض وتطلعوا بصوت واحد، نعم هو هذا الجواب كان دائماً هذا هو الهدف الأساسي ولذلك لم نغلق الباب حتى الآن ولن نغلقه حتى تكتمل هذا التمثيل لكل الجهات، ثانياً شرعية لا أحد يستطيع أن يدعي الشرعية في غياب مجال للانتخابات يعني، فالمزاودة على موضوع الشرعية أنا أعتقد إنه هي عبثية، يمكن أن نبني نوعا من الشرعية من خلال الإنجاز، ماذا سنقدم للثورة من خلال عملنا، هل نحن أداة فعالة، هل نحن ذراع مفيد، هل هذه المعارضة ستقدم شيئا سياسياً استراتيجياً قانونياً رؤية، من يضع الأولويات ومن يضع الرؤية للمستقبل ومن يقول كيف تدار الأزمة وما هي أولوياتها وماذا نريد اليوم وغداً وبعد أسبوعين من الأطراف المختلفة من الدول العربية من دول الجوار، من الدول الخارجية، من المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهكذا، لنضع كل هذه الاعتبارات، هذا المطلوب منا اليوم.


محمد كريشان: ولكن سيدة القضماني، هل المطلوب أن تحدد المعارضات النمط الدولة المنشودة بعد إسقاط النظام إذا ما تم ذلك كما تعبر المعارضة، هل هناك اتفاق على هذه المسألة على الأقل في أطروحات المعارضة جميعاً الآن.


بسمة القضماني: جهات عديدة تجتهد ولكن لم تتوحد القوى لنخرج برؤية واحدة وبصوت واحد وسندخل تحت هذه المظلة المشتركة ونتجادل ونختلف ونتناقش ونخرج باتفاق حول رؤية مشتركة، لكن إذا ما اشتغلنا في الاتجاه هذا، هو توحيد مجرد للتوحيد، توحيد بأي هدف، الهدف هو إنه نطلع بشيء ونضع أولوياتنا ونتقدم وننطلق أخيراً بعمل مشترك، وهذا تحدي حقيقي يعني إذا وضعنا الأهداف هذه ندخل في ديناميكية ونقول للداخل كل يوم نحن نعمل إن شاء الله حننجز وحنطلع بشيء، تقدمنا بتغيير في بعض مواقف الدول المترددة في أن تدين هذا النظام والآلة القمعية لهذا النظام وتساعدنا في أن نعطي أمل للداخل، وأن الحق والقانون يسود في الأخر في بلدنا كما هو سائد في بلاد ديمقراطية، هذا إللي أنا أعتقد إنه هذا التحدي هو التحدي الأساسي، وإذا نظرنا بشكل ديناميكي للعمل الذي مطلوب منا وهون المسؤولية الحقيقية أعتقد إنه سنتوقف عن إنا إحنا نحبط آمال الشباب، يا سيدي طلع هالصوت من الداخل وقال أخيراً راح تتوحدوا وراح نغصبكم تتوحدوا، نلاقي الحالة ما بنعرف شو هي، معلش الصوت وصل، والرسالة وصلت وخلينا كل واحد شوي يعني يقلل شوي من الشخصنة ومن الطموحات ومن..

المعارضة السورية ودول الجوار


محمد كريشان: يعني هذا الصوت وصل، ولكن هل وصل صوت المعارضة وهنا أسأل سيد حسان الشلبي هل وصل صوت المعارضة لدول مهمة في الجوار السوري، تركيا بطبيعة الحال تلعب وما زالت تلعب دور، إيران بلد مهم، الأطراف الدولية، الاتحاد الأوروبي، روسيا، الجامعة العربية، لا نلمس بأن المعارضة السورية تحاول إقامة شبكة إعلامية أو شبكة من الاتصالات الدبلوماسية لإقناع كل هذه الأطراف برجاحة وجهة النظر المطالبة الآن بإسقاط النظام السوري.


حسان الشلبي: أخي الكريم محمد ليس المطلوب أن يصل صوت المعارضة، المطلوب أن يصل صوت الشارع السوري، إذا كان المطلوب هو أن يصل صوت الشارع السوري الذي رفع شعار إسقاط النظام بدءاً من رأسه، بدءا من رأس الهرم انتهاء بالمؤسسة الأمنية القمعية وما يتعلق فيها من مؤسسات فاسدة فإذاً على هذه المعارضة أن تمثل الشارع حقيقيةً وتمثيل الشارع حقيقيةً أقول الشارع الذي استطاع أن يثور على الديكتاتورية استطاع أن يثور على آل الأسد واقصائيتهم ووصايتهم،هو قادر أن يثور على تشرذم المعارضة وتفرقها وأن يلجأ المعارضة الصادقة، المعارضة التي حقيقةً تبحث عن مصلحة الوطن بأن تجتمع على طاولة واحدة وإذا ما تحقق ذلك فلا شك أن هذه المعارضة ستكون قادرة على إيصال صوت الشارع لتركيا ولدول العالم العربي والعالم الإسلامي وباقي أنحاء العالم، هذه هي الحالة الوحيدة، أي محاولات أخرى فردية تطرقها المعارضة أو تقوم بها المعارضة لن تجد الصدى النافع، ولن تكون حقيقةً ذات واقعية وإيجابية أو انعكاس على الشارع السوري، وأكبر مثال ما زلنا الآن نحن نعيش الآن في الشهر السادس من هذه الثورة المباركة، والتفاعل العالمي والتفاعل الإقليمي والتفاعل العربي مع ثورة الشعب السوري تفاعل خجول لم يرق إلى مستوى طموح الشارع السوري، إذن الشارع السوري هو من سيقول هذه المعادلة وليست المعارضة أخي الكريم.


محمد كريشان: أنت الآن تكلمنا من أنقرة هل هناك خصوصية للدور التركي في احتضان كثير من الاجتماعات المعارضة وهي التي ذكرت بأنها فقدت الآن على لسان الرئيس عبد الله غول فقدت الثقة في النظام السوري.


حسان الشلبي: أخي ليس هناك خصوصية للدور التركي، المعارضة السورية وجدت مناخاً من الحرية والديمقراطية في تركيا، فكتب لها أن تمارس اجتماعاتها الهادفة إلى توحيد صفوفها وإيصال صوتها إلى العالم الأخر فكانت هذه القضية في تركيا هذا بالمرحلة الأولى، لا شك أن تركيا دولة إسلامية دولة شقيقة دولة ذات جوار، دولة ذات امتداد سكاني وتداخل سكاني فيما بينه وبين الشعب السوري، من هذه الناحية نعم هناك خصوصية، لكن بالشكل العام في النهاية سوريا هي جزء من العالم العربي تحن إلى عروبتها وتطالب العالم العربي بأن يستفيق وأن يساندها في تحقيق مطالبها، بدأنا نجد الشارع السوري ينادي جامعة الدول العربية بأن تعيد التفكير فيما يسمى معاهدة الدرع العربي التي من شأنها حماية الشعوب وحماية الممارسات السلبية التي قد تمارس من قبل القادة على شعوبهم، بدأنا نجد الشارع السوري يطالب بما يسمى بمعاهدة الدرع الإسلامي أو الحقوق الإسلامية باتجاه قطر إسلامي باتجاه قطر آخر، هذه هي الخصوصية التي تبحث عنها سوريا، لكن في ظل غياب دور عربي كانت العيون تتجه باتجاه تركيا، الآن غابت تركيا بسبب مواقف ربما تكون لم تكن عند طموح الشعب السوري، لاشك أنها قد تمتد أنظار الشارع السوري باتجاه دول الغرب وهذا ما لا نتمناه لأننا لدينا قناعة على أن الشارع السوري لم يكن في مرحلة من المراحل مؤيداً لأي تدخلات أجنبية ولكنه يرتمي في حضن الجامعة العربية وأسأل الله سبحانه وتعالى أن لا تخيب الجامعة العربية ظنه كما خيبته خلال الستة الأشهر الماضية.

رفض للتدخل الأجنبي في سوريا


محمد كريشان: نعم، على ذكر هذا العنصر الخارجي سيدة بسمة القضماني كان هناك وما زال هناك شبه إجماع داخل المعارضة السورية بمختلف أطيافها على ما يسمى رفض التدخل الأجنبي، ولكن في الفترة الماضية بدأنا نسمع بعض الأصوات وإن كانت خجولة أو محدودة تطالب بحماية دولية للشعب السوري بعد كل هذا الاستشراس في قمع الناس العزل، هل يمكن أن تطور هذه المسألة على الأقل كموضوع نقاش في أوساط المعارضة السورية؟


بسمة القضماني: هنا أهمية التنسيق والسماع لما يأتي من الداخل، هناك فعلاً بعض اليافطات والشعارات رفعت بشيء كنا نعتبره نحن في ثوابت وأنه لا للتدخل الخارجي، لا للطائفية، لا للعمل المسلح ولا لتسليح أو عسكرة الانتفاضة أو الثورة، الثوابت هذه رأينا أنه لما نصل إلى مأزق حقيقة ليس هناك استثمار في هذه الثورة بشكل سليم بسبب غياب توحد المعارضة، وأنا أعتقد أن هذه أحد النتائج الحالة هذه، هناك طبعاً رهان على أن العالم لم يقف من غير ما يتحرك أو يأخذ إجراءات ضد هذا النظام وإذا تكررت مذابح كما حصل في الثمانينات في سوريا، فالرهان على الخارج وتأطير الدور الخارجي هذا يرجع إلى المجموعات اللي ممكن تنشط في الخراج بكفاءات معينة وهون المطلوب يعني نحن لا نستطيع أن ندعي الشرعية السياسية بقدر ما نستطيع أن نقول، لنجمع كل قوانا وكفاءاتنا حتى نقدر نأخذ المطالب اللي بدأت يعبر عنها في الداخل وهي لسه ما زالت أقلية، ولكن نسمعها جيداً ونأخذ بعين الاعتبار ما يأتي من الداخل، أنا لا أستطيع أن أجلس في باريس وأقول للشباب لأ العمل المسلح غير مقبول أو لأ المطالبة بالتدخل أو منطقة حظر غير مقبول من طرفكم، أنا لا أستطيع أن أقول ذلك، ولكن أنا من واجبي ومن واجبنا نحن كمجموعات وكمجموعة للمعارضة أن نصغي لذلك بشكل جيد وأن نفسره تماماً وأن نصيغ بعد ذلك الأولويات ومطالبنا كما قال الجميع نحن مجمعون على أن الدور العربي هو الدور الأول الذي يريده الشعب السوري، خارج، داخل، كل التيارات تريد أن يكون الدور العربي، ومصر أكثر من دولة أخرى، الدول التي عاشت الثورات نريدها طبعاً لأنه نشعر أن هناك سندا حقيقيا، من سند هو ليس فقط سياسي ولكن اجتماعي معنوي ثقافي وكهذا، ولكن عندما يغيب ذلك نتوجه نريد روسيا، نريد البرازيل، نريد أوروبا طبعاً ونريد الولايات المتحدة، نريد مجتمع دولي يرى ما يجري ويقف في وجه هذا النظام إذا ما استطاع الشعب السوري أن يقف وحده.


محمد كريشان: نعم، على ذكر الثورات العربية وهنا أنهي مع السيد حسان الشلبي بسؤال، هل إذا ما استمرت أوضاع المعارضة السورية بهذا الشكل، هل هناك إمكانية أو احتمال أن تمضي الأمور مثلما مضت في تونس ومصر بمعنى الشارع هو سيفرض إرادته في النهاية وإرادة الناس لا تقهر وتأتي بعد ذلك القوى السياسية تركض لتعبئة فراغ معين في مرحلة مقبلة؟


حسان الشلبي: أخي الكريم أقول هذا ما يحصل الآن، هذا ما يحصل الآن، هذا ما يقوم به الشارع الآن، هو الذي يرسم معيار ما يريد، هو الذي يرفع الشعارات الذي يريد، هو الذي يخط الخط اللازم للمعارضة لكي تطالب وتتكلم، هو الذي يرفع السقف وهو الذي يخفضه، هو الآن بدأ يتكلم عن موضوع الحماية الدولية وهو قد يبدأ ليتكلم عن موضوع التسليح أو تسليح الحراك كما حصل في أكثر من حالة، بدأنا نجد أن هناك من يرفع لافتات يطالب بشيء من الثورة المسلحة، السبب ما هو أخي الكريم، لا يلام ذلك الشارع الذي يذبح ابنه أمامه، لا يلام ذلك الشارع الذي تنتهك الأعراض أمامه، لا يلام ذلك الشارع الذي تنتهك حرماته الدينية، لا يلام ذلك الشارع الذي بدأ يطالب منه أن يقول الكفر عياناً جهاراً لا إله إلا بشار وخسئا بشار وخسئا آل بشار وخسئا طغمة بشار أن يسقط شارعاً على هذا الضيم وعلى هذا الانهيار إن سكت العالم ولم يساعد الشعب السوري في محنته ستفلت الأمور وستعود بالوبال ليس على سوريا فحسب بل على المنطقة ككل، لأن اشتعال سوريا لا سمح الله هو إشعال للمنطقة وخوض في حرب يحاول النظام الفاسق الماجن أن يسوق إليها المنطقة هي الحرب الطائفية، أسأل الله يفيق العقلاء وأن تستفيق الأمة العربية كلنا أمل في ذلك لكي تحمي المنطقة وتحمي الشعب السوري من الدخول في متاهة ليس لها أول ولا آخر.


محمد كريشان: شكراً جزيلاً لك سيد حسان الشلبي الناشط السياسي في التيار الوطني الديمقراطي كنت معنا من أنقرة، شكراً أيضاً للسيدة بسمة القضماني كانت معنا من باريس عضو اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني السوري، بهذا مشاهدينا الكرام نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة، غداً بإذن الله نلتقي في لقاء آخر وحديث آخر من أحاديث الثورة ومرة أخرى كل عام وأنتم بخير..