الواقع العربي

واقع مسيحيي الشرق

ناقشت حلقة السبت (27/12/2014) من برنامج “الواقع العربي” الأوضاع الراهنة التي يعيشها مسيحيو الشرق، وألقت الضوء على معاناتهم، خصوصا في العراق وفلسطين المحتلة.

ظل المسيحيون في الشرق العربي جزءا مهما من النسيج الاجتماعي على مدى قرون عديدة، ولكنهم في السنوات الأخيرة عانوا من ويلات الحروب والكوارث التي عصفت بالمنطقة تماما مثلما اكتوى بنارها المسلمون العرب.

في هذه المنطقة لعب المسيحيون العرب أدوارا سياسية مهمة واحتلوا مواقع بارزة، بيد أنّ الصراعات المسلّحة التي تهزّ استقرار أكثر من بلد دفعت الكثير منهم إلى الهجرة، مما جعل أعداد المسيحيين في الشرق الأوسط تحديدا في تناقص مستمرّ يهدّد بإفراغ مدن من الوجود المسيحي الذي يعود إلى آلاف السنين.

حلقة السبت (27/12/2014) من برنامج "الواقع العربي" ناقشت الأوضاع الراهنة التي يعيشها مسيحيو الشرق، وألقت الضوء على معاناتهم، خصوصا في العراق وفلسطين المحتلة.

الأعداد تقلصت
وشارك في الحلقة الأب مانويل مسلم عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس وراعي كنيسة اللاتين في قطاع غزة سابقا، ودهام محمد العزاوي عضو مفوضية حقوق الإنسان والخبير في شؤون المسيحيين في العراق.

وقال الأب مانويل إن فرح عيد الميلاد هو فرح عربي إسلامي في فلسطين، ولفت إلى أن المسيحيين كانت أعدادهم في العالم العربي تقدر بنحو ثلاثين مليونا، مضيفا أنها تقلصت كثيرا اليوم.

وأكد أن المسيحيين كانوا يعيشون "العهدة العمرية"، وأن المسيحي الفلسطيني كان يعيش مع المسلم في تناغم كبير ويتمتع بجميع حقوقه.

ورغم إقراره بأن المسيحيين كابدوا الخوف منذ زمن بعيد، فإنه شدد على ضرورة أن يتجذروا في أرضهم بدل أن يغادروها.

واعتبر الأب مانويل مسلم أن حماية المسيحيين في الشرق تأتي من المسلمين الذين يعيشون معهم، مبينا أن هذه الحماية تمنح المسيحيين الأمل في البقاء.

وخلص إلى القول "نحن أحفاد صلاح الدين، سنقاتل مع المسلمين لبقاء شعبنا هنا، وسنحمي أرضنا، ونريد من المسلم أن يوفر لأخيه المسيحي قانونا مبنيا على الجغرافيا والتاريخ والحضارة".

"إبادة جماعية"
وذكر دهام محمد العزاوي عضو مفوضية حقوق الإنسان والخبير في شؤون المسيحيين في العراق أن ما يعانيه العراقيون المسيحيون اليوم يشبه إلى حد كبير ما يسمى في كتب التاريخ "الاضطهاد الأربعيني".

واعتبر أن المسيحيين يتعرضون الآن في العراق لـ"إبادة جماعية"، محذرا من أن استمرار الوضع الراهن لخمس سنوات أخرى سيهدد بانقراض المكون المسيحي في هذا البلد.

وأكد العزاوي أن المسيحيين جزء أساسي من المجتمع العراقي، لافتا إلى وجود محاولات لوصف المنظومة القيمية للإسلام بأنها ضد الآخر.

وختم الخبير بالقول إن ما يحصل اليوم للمسيحيين لا يمت لقيم الإسلام بأي صلة.