صحفي مهتم بشؤون الطيران
أكثر من رأي

أمن وسلامة السفر بالطائرة

هل أصبح يتعين على المسافر أن يحدد نوع الطائرة التي يسافر على متنها تبعًا لتاريخ نوعها؟ وهل الأجواء آمنة خاصة في المناطق البحرية التي تعج بالأساطيل المجهزة بصواريخ موجهة آليًّا لإصابة أي هدف غير محسوب؟

مقدم الحلقة

عدنان الشريف

ضيوف الحلقة

– الكابتن يحيى العاجاتي، خبير الطيران المدني
– الكابتن نبيل السعودي، طيار وممارس شؤون سلامة جوية
– الكابتن نصري جميعان، طيار ومدرب
– إبراهيم خياط، الصحفي المهتم والمتابع لشؤون الطيران

تاريخ الحلقة

01/09/2000

undefined
undefined
undefined

عدنان الشريف:

مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرحب بكم مرة أخرى في هذه الحلقة من برنامج (أكثر من رأي) من قناة الجزيرة.

في هذه الحلقة نناقش موضوع السلامة والسفر بالطائرة الذي تتزايد الحاجة إليه يومًا بعد يوم، حتى إن المرء أصبح يتصور أن السماء أصبحت أشبه بطرقات مزدحمة بالطائرات، شأنها شأن الطرق المزدحمة بوسائط النقل البري، وعلى الرغم من أن التقارير والإحصائيات تشير إلى أن السفر بالطائرة هو من أكثر الوسائل أمانًا وسلامة، إلا أن حادث طائرة في مكان ما من العالم يهز الأوساط المعنية بالسفر، وكذلك وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، كما أن الناس على مختلف مستوياتهم يتابعون بشغف واهتمام بالغين كل دقائق حوادث الطائرات، بل وإن البعض منهم يذهب إلى حد مناقشة المواصفات الفنية لأي طائرة منكوبة.

وقد لا يثير حادث يقع لقطار ركاب -كما حدث قبل أيام في فرنسا- تساؤلات كثيرة، على الرغم من أن حوادث القطارات وحتى حوادث الطرق قد تؤدي إلى أضرار بشرية، تكون أحيانًا أكثر فداحة مما يتسبب عن حادث تحطم طائرة، ويلاحظ أن حوادث الطيران تكررت في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر، ومثير للقلق، ولكن بشكل عام نقول إنه مع تزايد اعتماد الناس على الطيران؛ فإن الحوادث الجوية قد تصل كما تقول بعض التوقعات خلال سنوات إلى حادث كل أسبوع، ولكن مع ذلك فإن تلك الحوادث تعتبر قليلة نسبيًّا قياسًا لأعداد الرحلات الهائلة.

ومن جهة أخرى يتزايد إقبال شركات النقل الجوي على شراء الطائرات الأكبر حجمًا، والتي يمكن أن تقل في الرحلة الواحدة أكثر من 800 شخص كما هو متوقع من قبل شركة إيرباص، فهل هناك اهتمام بالسلامة يوازي الاهتمام بتطوير الخدمات الجوية من منظور السعي إلى تحقيق أرباح عالية؟

هل أصبح يتعين على المسافر أن يحدد نوع الطائرة التي يسافر على متنها تبعًا لتاريخ ذلك النوع من الطائرات؟

وهل الأجواء آمنة خاصة في المناطق البحرية التي تعج بالأساطيل الحربية المجهزة بصواريخ حرارية موجهة آليًّا لإصابة أي هدف غير محسوب؟

حديثنا في هذه الحلقة لن ينحصر في الحوادث الثلاثة الأخيرة التي أثارت القلق؛ حادثة الطائرة المصرية ثم(الكونكورد)الفرنسية، ثم طائرة الخليج، بل يمكن أن يكون تلمسًا لبعض الحقائق حول التساؤلات المطروحة، ويمكن أن يكون أيضًا سعيًا للوصول إلى أفضل المفاهيم حول موضوع الطيران.

معنا في هذه الحلقة عبر الأقمار الصناعية من القاهرة الطيار وخبير الطيران المدني الكابتن (يحيى العاجاتي)، ومن عمان معنا الكابتن (نبيل السعودي) طيار وممارس شؤون سلامة جوية، ومعنا أيضًا الكابتن (نصري جميعان) الطيار والمدرب، وخاصة للطائرة (الإيرباص 320)..

في الاستديو معنا لتغطية الموضوع الصحفي (إبراهيم خياط) المهتم والمتابع لشؤون الطيران، وكان سيداتي سادتي كان من المفروض أن يكون معنا في هذه الحلقة من البحرين كما تمَّ الاتفاق معه أحد مسؤولي السلامة في شركة طيران الخليج، ولكنه اعتذر في آخر لحظة.

أُذكِّر مشاهدينا الكرام أن بإمكانهم المشاركة معنا في هذه الحلقة على الهاتف رقم:00442074393910 أو عن طريق الفاكس رقم 00442074343370

أهلاً بكم سيداتي سادتي، ونبدأ من الاستديو معنا الصحفي المهتم بشؤون الطيران، باختصار شديد، هل ما استمعت إليه في المقدمة يا أخ إبراهيم، هل هو حقيقة أن الطيران يعتبر أكثر أمانًا وسلامة من الوسائط الأخرى؟

إبراهيم خياط:

نعم، تعليقي على ما ورد في المقدمة عن احتمال وقوع حادث طيران كل أسبوع، هذه مبالغة تقريبًا، إلا إذا تحدثنا عن عشرين أو ثلاثين سنة مقبلة، وفي هذه الحالة أعتقد أن المخاطرة قياسًا إلى عدد الركاب ستكون قليلة، إذا نظرنا إلى عدد المسافرين في العالم اليوم كل سنة على الرحلات المجدولة التي تمثل نحو 67% من إجمالي عدد الرحلات في العالم، لوجدنا أن عدد هؤلاء المسافرين يبلغ مليارًا و600 مليون مسافر في السنة على رحلات مجدولة..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

مليار و600 مليون مسافر في السنة، غير الرحلات الخاصة..

إبراهيم خياط:

رحلات الطيران العارض (الشارتر) ربما نقدرها بحوالي سبعمائة مليون مسافر تقريبًا على هذه الرحلات، وبالتالي نتحدث عن أكثر من ملياري شخص كل سنة يمتطون الطائرة للانتقال من مكان إلى آخر، من أصل هذه الرحلات أو المسافرين هناك نحو 600مليون مسافر يذهبون في رحلات دولية، إذن العدد كبير، كم عدد..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

ولكن إذن ما هو سر هذا الاهتمام الكبير منكم أنتم المهتمين بوسائل الطيران أو المتابعين لشؤون الطيران لكل حادث يقع؟! كما ذكرنا هناك حوادث تقع للقطارات يموت فيها أكثر من عدد ركاب طائرة واحدة!

إبراهيم خياط:

الغموض الذي يحيط بسقوط هذه الطائرات، وما يروى دائمًا عن احتمال وقوع أحداث إرهابية، هذه مادة مثيرة للقراء، هناك وجدان جماعي يسكنه الخوف الذي غذته دائمًا -مثلاً- الوكالات الغربية المتخصصة بالترويج لدعايات معينة مثلاً الحديث عن أصولية، عن إرهاب عربي، عن إرهاب قادم من الشرق، وبالتالي أي حادث من هذا القبيل يرتبط بدرجة قلت أو كثرت بمنطقة الشرق الأوسط أو باحتمال وقوع تفجيرات.. مثلاً عندما نتحدث عن (الكونكورد) هناك أيضًا طائرة (بان أميركان) التي سقطت عام 1988م، إذن هناك خيوط تلتقي للحديث عن أشرار يأتون إلى هذا العالم المسالم.

[فاصل إعلاني]

عدنان الشريف:

معنا الكابتن يحيى عاجاتي من القاهرة، كابتن يحيى طيار وصاحب شركة طيران مدنية، كابتن يحيى الآن بعد كل ما سمعت في الآونة الأخيرة ربما وكما سمعنا من الصحفي الموجود معنا في الاستديو هل تفكر قليلاً قبل أن تستخدم طائرة في الأسطول التابع لشركتكم دون طائرة أخرى؟ وما هي المقاييس؟

يحيى العاجاتي:

طبعًا، بفكر أن الطائرات أكثر وسائل المواصلات أمانًا، ويمكن بتتسلط عليها أضواء لما بتحصل حادثة طيران، ده لسبب معلوم للكل؛ لأن (25%) مش أقول (50%) من الركاب ولكن 25 % من الركاب أصلاً بيخافوا يركبوا الطيارات، ولما بيركب الطيارة يبقى قاعد(مِتَنْـشِن)، فبالتالي لما بتحصل حادثة طيران الرأي العام كله بيبقى عارف.. عاوز يعرف الحادثة ده حصلت ليه وازاي؟ لكن احنا كشركات طيران..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

إجابة على السؤال، هل نتيجة لما تسمع من أحداث يكون عندك تفضيل لاستخدام طائرة دون طائرة، أولاً كصاحب شركة طيران وثانيًا كمسافر مثلاً؟

يحيى العاجاتي:

كصاحب شركة طيران أنا باختار الطيارة اللي حستخدمها كنوع اقتصادي؛ لأن كل الطائرات آمنة، وكل الطرازات اللي نزلت بتُغطِّي الأغراض اللي نزلت من أجلها، سواء حسب سعة الركاب، أو استهلاكها للوقود، أو المدى اللي بتوصل ليه، لكن كل الطائرات آمنة، وبتخضع لتفتيش حكومي، ومش ممكن تنـزل طيارة في العمل دون أن يكون أجريت عليها كل الاختبارات التي تضمن سلامتها وسلامة ركابها، فأنا كصاحب شركة طيران..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

يا كابتن يحيى عندما تقول كل الطائرات آمنة، نحن نسمع عن طائرات سحبت من الخدمة؛ لأنها ثبتت أنها غير آمنة، مثلاً لنأخذ الطائرة (الإيرباص 320) التي سقطت (طائرة الخليج) قبل أيام كما يعرف الجميع، وكان من المفترض أن يكون معنا ممثل لطيران الخليج، لربما يشاركنا الحديث، ولكن هذه الطائرة تكررت الحوادث عليها بشكل ربما ملفت للنظر، وهناك من يقول إن هذه الطائرة طائرة أوتوماتيكية 100% مما يجعلها عرضة لأي خلل، أو إذا كان الخلل -حتى- بسيطًا يمكن أن يؤدي بالطائرة إلى التحطم، ما رأيك؟

يحيى العاجاتي:

هذه الطائرة ده مدرسة جديدة في عالم الطيران، كل طيار مهما كانت خبرته، وعنده 12 ألف ساعة ، 14 ألف ساعة على الطيران، لما بييجي يتعامل مع الطائرة الإيرباص 320 مدرسة مختلفة بتكنولوجيا مختلفة، على سبيل المثال احنا تعلمنا الطيران، يكون عندك (الباتر فلاي) Butter Fly اللي هو عامل زي عجلة القيادة تتحكم فيها يمين وشمال. هذه الطائرة عبارة عن Joy-stick على شمال الكابتن، وعلى يمين Auto-pilot ..مدرسة جديدة لابد أنو يعمل ساعات كثيرة عليها، ويدرسها علشان يقدر يبقى آمن للطيران عليها، مدرسة مختلفة ولابد أنا في رأيي الشخصي إنو ما يتعملش Release لأي طيار على هذا الطراز إلا بعد عدد ساعات كبيرة من الطيران، وليس 70 ساعة أو 80 ساعة، أو 100 ساعة، لابد أنو يعمل عدد ساعات كبيرة عليها حتى يستطيع أن يتعامل مع هذه الوضعية الجديدة للطيران.

عدنان الشريف:

أنت تقول إن طائرة الإيرباص 320 لها خصوصيات معينة دونًا عن الطائرات الأخرى، ولاّ مثلاً هذا الكلام ينطبق على كل الطائرات المستخدمة؟

يحيى العاجاتي:

لأ، ده الإيرباص 320 هي أول Virgin نزل، إنو بدل ما يبقى فيه Butter Fly الطيار يقدر يمسك الـ Control بيه، ويطير مِن عليه، بيقود الطائرة بـ Control System أو الـ Butter fly ومعه Joy -Stick ده شعور غريب بالنسبة للطيار، لابد أنو يحقق ساعات طيران كثيرة علىSimulator حتى يتعود على هذا الوضع مهما كانت خبرة الطيار، عامل عشرة آلاف ساعة، أو ستة آلاف ساعة، لابد أنو طالما اختلفت الطريقة اللي بيقود بيها الطائرة، لابد أنو يحقق ساعات كثيرة عليها.

عدنان الشريف:

في الحقيقة نحن سنتحدث بعد قليل عندما ربما نتجاوز بعض الصعوبات الفنية نتحدث إلى عمان مع الكابتن الذي يقوم بتدريب الطيارين على الطائرة 320، ونتعرف أكثر على هذا الموضوع، ولكن أود أن أشير هنا إلى مقال نشر أمس وأول أمس في الصحف البحرينية والأردنية يتحدث عن خصوصيات معينة للطائرة الإيرباص 320، قبل أن نقرأ ما ورد في بعض هذه المقالات، أسأل الكابتن يحيى: الطائرة 320، نحن نعرف أن هناك عدة طائرات 320، هل 320 الموجودة حاليًا، والتي ربما تستخدمها..، مثلاً يقولون:320، أو 300 أو 400 هل هي نفس الطرز، ولكن بأحجام مختلفة أم ماذا؟

يحيى العاجاتي:

بيختلف في الـRange بتاعها أو المدى بتاعها، وفي عدد الكراسي، وفي بعض الأجهزة الملاحية الجديدة المتطورة التي بتنزل فيها، ولكن الطائرة الإيرباص 320 طائرة اقتصادية جدًّا وحديثة جدًّا، وفيها إمكانيات عالية، يعني الطيار.. مش عايزة بقى طيار متعلم طيران، ده عايزة Operator أو واحد بيلعب أتاري؛ لأن الطيارة بتستجيب وحتعمل كل اللي هي، الكابتن بيديها Orders بتاعها، لكن فيها بعض حاجات فنية صغيرة هي يمكن اللي محتاجة أنو الطيار يبقى عنده خبرة علشان يطيرها.

عدنان الشريف:

يقولون: إنو.. يعني المعروف عن الطائرة 320 أنها كاملة الآلية، يعني آلية 100% Full Automatic، وكذلك يقال إنها تمشي بالريموت كنترول Remote Control وهذا أمر غريب بالنسبة لطائرة، والغريب أن هناك من يعتقد وهو طيار قديم في مقال نشر أن السبب في سقوط الطائرة كما يرجح هو بخبرته الطويلة، السبب هو استخدام عدد من الركاب أجهزة الهاتف النقَّال التي تكثَّفت إشاراتها داخل الطائرة، وأدت إلى تحطم الطائرة..هل في هذا الكلام نوع من العلم أو المعقولية مثلاً؟

يحيى العاجاتي:

لا، أجهزة الهاتف النقَّال لو حتؤثر حتؤثر على الأجهزة الملاحية أثناء الـ Landing، وكذلك ممكن تؤثر على الاتصال بين البرج وبين الطيار، وتعمل تشويشًا عليه، ولكن ليس هذا السبب، لكن الطيارة ده بتمشي زي ما سعادتك بتقول بالريموت كنترول، هو الطيار بيدي الـ Order للـ Auto Pilot علشان.. لأي معلومة سواء بالارتفاع أو بالهبوط أو بالدوران لليمين أو للشمال.

الطيارة فيها Time Lag أو فرق حوالي ثمان ثواني، من سبع إلى تسع ثواني، عملوها (8) وسط، إنو لما بيديها الـ Order للطيار الآلي ينحرف لليمين أو ينحرف لليسار، الأسطح بتاع الطيارة عشان تستجيب لهذا الأمر بتأخذ لها حوالي 8 ثواني، ممكن مع طيار..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

إذن، يمكن القول إنو من الخطأ أن يتوجه بالطائرة -وربما على عكس الطائرات الأخرى- في الطائرة 320، خطأ أن يبدأ الارتفاع ويبدأ الاتجاه إلى اليمين أو اليسار، إذن نواصل الحديث، معنا أيضًا من عمان وقد تغلبنا الآن على بعض الصعوبات الفنية الكابتن (نصري جميعان) مدرب طيارين على نفس الطائرة 320، وكذلك معنا الكابتن أيضًا (نبيل السعودي) من هناك.

نبدأ أولاً بالكابتن نصري، كابتن نصري استمعت ربما إلى الحديث الذي دار مع الكابتن يحيى كانت هناك بعض الصعوبات الفنية، الحمد لله تغلبنا عليها، هناك المقال الذي في الحقيقة أثار كثير من الذين اتصلوا بالبرنامج قبل بثه، يقول (إسحاق الكوهجي) وهو طيار قديم ومتقاعد في طيران الخليج: إن الهاتف النقَّال قد يكون هو السبب في تحطم الطائرة، كيف تعلق على ذلك؟

نصري جميعان:

undefined

يا سيدي، بداية مساء الخير، سمعت كلام الأخ العزيز بالنسبة للطيارة الإيرباص 320، وقديش الطيارة معقَّدة، أنا بختلف معه بالنسبة للرأي؛ لأن الطائرة هي صحيح ذات تقنية متقدمة عالية، وقد تكون في بعض الأحيان معقدة في بادئ الأمر، لكن لا تختلف عن الطائرات أبدًا، صحيح أنها Joy –Stick بدال ما يكون عندنا Control Wheel Steering ، وهذا طبعًا الطيار مش متعود عليه، وخاصة الطيارين القديمين، إنما مع زيادة ساعات الـSimulator أثناء التدريب.

هذه الصعوبة يتخطاها الطيار، أي طيار بمستوى الـ Average يتخطاها بسهولة، والـ Response تبع الـControl يكون Spontaneous…أي يتحرك ويجاوب الإشارات اللي بيرسلها الكابتن بسرعة ما في إشي اسمه Delete بالـ Flight Control ، الشيء اللي لازم نفهمه كلياتنا أنو هذه الطيارة تختلف عن الطائرات اللي احنا كنا متعودين عليها من الأساس، ما في إشي اسمه (كوابل) و (Control Column) اللي يمشي الدفة، أو يمشي Alofter أو الجنيحات تبع الطائرة.

كلها إشارات، هذه الطيارة مبنية على إشارات كهربائية والتي نقولها في لغتنا fly by wire كل حركة الـ Joy – اللي هي تعطي نفس النتيجة في Control Column في الطائرات القديمة، الـJoy -Stick تعطي نفس الحركات المطلوبة من الطائرة أن تقوم بها مثل: الارتفاع والانخفاض، والدوران إلى اليسار أو إلى اليمين بنفس السرعة المطلوبة، إذا حتى ما كانت أدق وألين بالنسبة للطيار.

عدنان الشريف:

كابتن نصري عندما نقول إن الطائرة بهذه المواصفات ربما التقدم في التكنولوجيا واعتماد الإنسان أكثر من اللازم على التكنولوجيا قد يؤدي إلى حوادث، ونحن رأينا أن الطائرة 320 سجلت ربما أكثر من غيرها حوادث في السنوات الأخيرة، هل السبب إنو كما قلت في بداية الحديث أن الطائرة اقتصادية، ولذلك تفضلها شركات الطيران وتستخدمها؟

نصري جميعان:

الطيارة اقتصادية، اقتصادية، لكن نحنا هلأ صرنا في عالم الطيران المتقدم، كل شيء عمالو بيتقدم، التقنيات عمالها كل يوم بتلاقي إشي جديد طلع، ونحنا في مجال الطيران أو في أي مجال ثانٍ بدنا نمشي، العصر بدو يجرنا كلياتنا لهالتقنية المتقدمة، ونحنا علينا أنا نتعامل مع هالأشياء اللي عمالها بتطلع، الأخطاء اللي عمالها بتصير، هلأ صعب أنو ييجي أي واحد فينا يقرر في المرحلة هاي، خاصة إذا كان بدنا نطلع على الحادث اللي صار مع طيارة الخليج، أنو نقول الحق على الطيارة، أو الحق على الطيار.

في هلأ لجنة، لجنة عالمية عمالها بتحقق في الموضوع، سحبوا F.D.R وسحبوا C.D.R الكمبيوتر اللي بيسجل كل المعلومات الضرورية اللي كانت الطيارة قايمة فيها، ونفس الشيء الحديث اللي داير في الطائرة ما بين قائد الطائرة ومساعده، لحد ما تطلع كل النتائج هادي، ما حدا فينا بيقدر يقول الحق على (زيد) أو الحق على (عبيد) أو الحق على الطيار.

عدنان الشريف:

ماذا بشأن نظرية الهاتف النقَّال؟ بسرعة نتعرف عليها إن كانت..

نصري جميعان:

نعم سيدي، هذه الشغلة ضرورية جدًّا أنو الناس المحققين يطلعوا عليها بكل جدية؛ لأنو نحنا منعرف كلنا، عادة صار لنا سنين عمالنا منطير، أول ما تطلع الطيارة قبل ما تطير يبلغ الركاب المسافرون على الطائرة من أجل سلامتكم وسلامة الطائرة نطلب منكم إنكو ما تستعملوا آلات إلكترونية في الطائرة، وخاصة التليفونات النقَّالة؛ لأن هذه تخلق نوعًا من التشويش على الآلات الملاحية قد تؤدي إلى مشاكل لا تحمد عقباها.

عدنان الشريف:

ولكن أعتقد كابتن (نصري) أعتقد أنو مثل هذا الأمر إذا كان موجود يمكن تقصِّيه حتى ولو أنو جميع الركاب بمزيد الأسف انتقلوا إلى البارئ الخالق، لكن لنقل إنه ممكن تقصي هذا الموضوع من خلال الاتصال بأهاليهم وبذويهم، ومعرفة إذا كان هناك من كان يحاول الاتصال أو يتحدث عن هذا الموضوع.

معنا طبعًا إلى جانب الكابتن نصري الكابتن نبيل السعودي، كابتن نبيل أنت كنت في الولايات المتحدة وتعرفت إلى أساليب السلامة، هل هناك مثلاً ما يميز هذه الطائرة؟ ولننتقل بعد قليل إلى طائرة البوينج 767 لنتحدث عنها؛ لأنها هي الطراز الذي تستخدمه شركة الطيران المصرية، والتي سقطت في المحيط كما نعلم، ماذا يمكن أن نقول عن أساليب السلامة في هذه الطائرة، كابتن نبيل؟

نبيل السعودي:

يا سيدي مساء الخير كمان مرة، أساليب السلامة لها معايير من دولة إلى أخرى، وفي لجان السلامة أو سلطة السلامة الجوية في الدول بدها تتابع كل شركة بأنها تتبع الأساليب الصحيحة، من ناحية خلينا نقول Maintenance ، من ناحية الطيارين، من ناحية الفحوص الطبية، من جميع النواحي، وفي كل شيء له Records وبدهم يتابعوا هذا الـRecords وإلا بصير إنو يعطوهم مخالفات، ويمكن يسحبوا رخص الطيارين، أو إنو يوقفوا الطيارة إيقاف كامل، هذا إذا وجدوا أي خلل يضر بالسلامة الجوية، حتى ولو بصالح الركاب.

ما فيش تنازل عن أي نقطة تؤثر بسلامة الطائرة بتاتًا، هذا ما أنا بعرفه بالنسبة لطيار في الأردن، أو في الأجنحة الملكية، وسلطة الطيران المدني اللي عندنا، عندنا إحنا مقاييس، ويجب أنها تمشي بحذافيرها، ومنطلع على الـRecord في الأردن والحمد لله Touch wood، ما عندناش حوادث جوية،والحمد لله.

[موجز الأنباء]

عدنان الشريف:

كنا أشرنا في بداية الحلقة إلى مقال كتبه أحد طياري طيران الخليج القدامى هو معنا على الهاتف الآن السيد الكابتن (إسحق كوهجي) مساء الخير أستاذ إسحق.

إسحق الكوهجي:

مساء الخير.

عدنان الشريف:

الحقيقة يثير الانتباه كثيرًا ما كتبت في المقال الذي نشرته الصحف الأردنية وإحدى الصحف البحرينية، فهل لك أن تعطينا فكرة على ماذا بنيت هذه الاستنتاجات التي سنستعرضها بعد قليل؟

إسحق الكوهجي:

بسم الله الرحمن الرحيم، في الواقع هذا الحادث الأليم حيَّـر كثير من الطيارين؛ لأنها وقعت في ظروف عادية جدًّا، وفي رحلة عادية جدًّا، ومن قبل طيارين جايين إلى مطاراتهم اليومية، ومثل هذه الرحلات، ومثل هذا الهبوط، هبوط اعتيادي، ولكن اللي حصل أنو هناك مفاجأة في لحظة من لحظات الرحلة، المفاجأة أنه بعد أن قرر الطيار أن يرفع الطيارة مرة أخرى لعدم رغبته في النزول لأي سبب من الأسباب، وهذا أمر اعتيادي من قبل الطيارين؛ لأن ليس كل landing أو كل هبوط إجباري بالنسبة للطيار، هو بإمكانه أن يغير رأيه ويرفع الطائرة ويضعها في وضعها السليم وينزل مرة أخرى.

لكن اللي حصل أنو هو لما رفع الطائرة، وكان في موضع الارتفاع، والمحركات كانت شغَّالة تقريبًا أكثر من 80% بالنسبة للمحركات، والطائرة مرتفعة لأعلى وفجأة تغير الوضع رأسيًّا على تحت، وهبطت أو ارتطمت بالبحر، وهذا أمر غريب، غريب من ناحيتين؛ إيش الذي دعا الطيار إلى هذا الوضع؟ بعدين كيف لم يتدارك الوضع ويخرج الطائرة من هذا الوضع الخطر؟ هذا الذي..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

أنت في المقال كابتن إسحق تستبعد الخطأ البشري، كما ورد عن طيران الخليج أنهم يستبعدون الخطأ البشري، أولاً بودنا أن نعرف: الذي كان يتولى قيادة الطائرة أثناء محاولة الهبوط، هل هو الطيار الذي نعرف أنو كتبت عنه كل الصحف بأنه قبطان متدرب ومؤهل لقيادة الطائرة بكفاءة، أم أنه المساعد الذي لم يمض على وجوده على متن هذه الطائرة سوى ثلاثة أشهر؟

إسحق الكوهجي:

لجنة التحقيق أكدت بأن الطيار هو كان يقود الطائرة.

عدنان الشريف:

إذن أنت تؤكد على أن الخطأ ليس من المحتمل أن يكون خطأً بشريًّا.

إسحق الكوهجي:

هو الاحتمالات لا نقدر نجزم في هذه المرحلة حتى تنتهي لجنة التحقيق من التحقيق، ولكن أسلوب الحادث أسلوب غريب جدًّا، ولا يمكن لأي طيار أن يستوعب بأن الطيار ممكن يوضع نفسه في هذا الوضع المأساوي، خاصة..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

كابتن إسحق، تقرر إرسال الصندوقين؛ الأسود والآخر اللي فيهم المعلومات والتسجيل الصوتي إلى الولايات المتحدة، هل هذا يعني أنو ليس هناك ضمن مطار البحرين، أو طياري طيران الخليج من يمكنه أن يفك الشفرة، معروف أن مطار البحرين من أعرق المطارات في منطقة الخليج، وربما أولها الذي عمل كصلة وصل بين الشرق الأوسط، وشرق آسيا.. هل هناك عدم إمكانية للتحليل، ولذلك ترسل الصناديق إلى الولايات المتحدة لتحليلها أم ماذا؟

إسحق الكوهجي:

ما أعتقد أن المشكلة في الخبرات، ولكن هناك أمور قانونية يجب اتباعها في مثل هذه الحالات، ودولة البحرين آثرت أن تُخوِّل إحدى الجهات العالمية بالتحقيق في الموضوع، وهذا أمر طبيعي ممكن تحصل مع أي شركات، وأعتقد أن هذه مو مشكلة من المشاكل.

عدنان الشريف:

طيب، أنت في مقالك كابتن إسحق تقدم عدة نظريات أو عدة افتراضات، منها أن الركاب تحركوا في الطائرة، ونحن نعلم أن الركاب في لحظة الهبوط يكونون رابطي الأحزمة، ولا يمكنهم أن يتحركوا، تقول إن هناك احتمال انقطاع التيار الكهربائي كما حدث في إحدى الحوادث الماضية، وتقول إنه قد تكون سكتة قلبية للطيار، هل باختصار ممكن أن تُعرفنا على كل من هذه الفرضيات، إضافة إلى موضوع الهاتف النقَّال؟

إسحق الكوهجي:

نعم، أما بالنسبة لحق الهاتف النقَّال فهذا أمر مهم جدًّا -مثلما قال الكابتن نصري- التدقيق فيه؛ لأن احنا كنت بالأردن أنا أمس وسألنا خبير لاسلكي، وأكد بأنه إذا زاد عدد الهواتف على عشرة هناك احتمال كبير للتشويش على أجهزة الطائرة، وبخاصة هذه الطائرة 320 لأنها طائرة معقَّدة، وكلها مبنية على كمبيوترات، فإذا كان التشويش كبير بحيث أن الكمبيوترات تتعطل، الطائرة هذه بالذات لأنها تطير باللاسلكي فهي أول شيء مُخوَّل إنو يكون يتأثر؛ لأنو كل الإشارات اللي تصدر من القيادة إلى أجهزة الطائرة في الطيران كله بإشارات لاسلكية، فهذا يجب النظر فيه.

عدنان الشريف:

يعني بالريموت كنترول.

إسحق الكوهجي:

هذه الطائرة بالريموت كنترول، نفس الطائرات المقاتلة الحربية، أما احتمال السكتة القلبية فهذا احتمال وارد جدًّا، وهناك حوادث كثيرة، ممكن على سبيل الحصر أذكر مثال على الخطوط البريطانية في السبعينات أثناء الإقلاع طائرة من مطار لندن الكابتن كان Training Captainخبيرًا، ومعه المساعد تحت التدريب، والمساعد الثاني في الـ Seat الخلفي أثناء الإقلاع، وهو يرفع الطائرة في هذه الأثناء يسحب الـcontrol column ليرفع الطائرة. هنا أصيب بسكتة قلبية، ولم يضع الطائرة في الوضع الصحيح، فالطائرة ارتفعت ارتفاع أفقي مثل الصاروخ، وهوت على الذيل، ومات كل من فيها، وبعد التحقيق تأكد أن الكابتن أصابته سكتة قلبية والمساعد لم يكن له مجال..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

للتحكم في الطائرة.

إسحق الكوهجي(مستأنفًا):

في الوقت الحرج لتفادي الخطأ فهذا احتمال جدًّا قوي خاصة في هذا الحادث، لما شفنا إنو الطائرة تهوي بقوة إلى البحر، تخيل أنت ماسك الكنترول وتصاب بسكتة قلبية، إيش تفعل؟ اليد ممكن تدفع للأمام أو تسحب من قوة الأزمة القلبية، فهذا احتمال يجب أن ينظر إليه، أمَّا احتمال..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

نعم، احتمال انقطاع التيار الكهربائي.

إسحق الكوهجي:

الانقطاع الكهربائي هذا احتمال جدًّا رهيب، وهذا بخوف كل الطيارين، انقطاع التيار الكهربائي معناه في الليل ظلام دامس، يصبح الطيار كأنه مغمض العينين.

عدنان الشريف:

ولكن نحنا سمعنا عن انقطاع التيار الكهربائي عندما كانت الطائرات محلقة على ارتفاع، وتدارك الطيار الأمر في بعض الحوادث، هناك أعتقد مولد إضافي أو مولد (Stand by) كما يقولون.

إسحق الكوهجي:

نعم، في الارتفاعات العالية ممكن يكون هناك مجال للطيار، أمَّا في الارتفاعات الدونية أو النازلة، مثل هذه الحالة ألف قدم ولا شيء بالنسبة حق طيارة بسرعة ثلاثة مائة كيلو متر في الساعة، فحصل ظلام دامس، لو افترضنا حصل ظلام دامس، أول شيء تنقطع كل الاتصالات مع البرج، إلى أن يرتجع الطيارالـ stand by system، وهنا الطيار يكون مع أجهزة قليلة جدًّا يا دوب يشوف السرعة والارتفاع والاتجاه.. يعني يحتاج إلى تركيز شديد، وهذا مُربك للطيارين جدًّا.

عدنان الشريف:

يعني حقيقة نحن نواصل الحديث عن هذا الموضوع في هذه الحلقة من برنامج (أكثر من رأي).

معنا قبل أن نودع الكابتن الكوهجي في البحرين لأنه معنا على الهاتف، معنا أربعة من الطيارين في هذه الحلقة.

أريد أن أسأل سؤالاً محددًا لكل منهم، وأريد إجابة مختصرة لو سمحتم، نسأل: أنت كطيار، من هي -في رأيك- الطائرة الأكثر أو التي تفضلها كأكثر طائرة سلامة وأمنًا؟ هناك من الطيارين من يقول: الطائرة كذا.. وأنا رأيت أحد الطيارين وقد ذهبت إلى كابينة القيادة ضرب على عصا القيادة وقال: هذه أأمن طائرة في العالم، ما رأيكم؟ نبدأ بالكابتن يحيى عاجاتي.

يحيى العاجاتي:

أأمن طائرة في العالم -أنا بالنسبة لي- الطائرة 707 هي Old Fashion وقديمة، لكن ده المدرسة بتاعت الطيران، وده أأمن طائرة في العالم.

عدنان الشريف:

هل هي معقدة أكثر من الطائرة إيرباص 320 مثلاً؟

يحيى العاجاتي:

لا..لا، ده Simple خالص، ده مدرسة الطيران، طيارة غير معقدة إطلاقًا، أنا مش بقول كده معنى كده أن الطيارة الـ 320 طائرة معقدة، إنها طائرة جميلة جدًّا، وتكنولوجيا عالية، وسهلة في القيادة أكثر من الـ 707 ومن أي طائرة، فهي في منتهى السهولة في قيادتها.

عدنان الشريف:

نفس السؤال للكابتن نصري جميعان من عمان… أعتقد أن الإخوة في عمان لا يسمعوننا.

أوجه السؤال للكابتن إسحق الكوهجي على الهاتف، كابتن إسحق.. إجابة على سؤال: ما هي الطائرة الأكثر أمناً وسلامة في رأيك؟

إسحق الكوهجي:

في رأيي..الطائرة التي تكون من ضمن أسطول شركة عالمية ذات سمعة في السلامة هي الطائرة الأسلم.

عدنان الشريف:

هي طائرة ماذا لم نسمع-أخي الكريم-يا كابتن؟

إسحق الكوهجي:

أي طائرة على أسطول أي شركة عالمية ذات خبرة في السلامة تكون طائرة آمنة مهما كان نوعها..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

ولكن نحن نعلم مثلاً ربما في المجال الذي نعرفه نحن على مستوانا.. نعلم أن السيارات.. هناك مقاييس معينة للسلامة، من يدفع أكثر يحصل على أكثر، أليست أغلى الطائرات ثمنًا هي الأكثر أمانًا أو احتمالاً للأمان؟

إسحق الكوهجي:

نعم.. لكن في الطيران المعيار يختلف؛ لأن هناك أمور محددة يجب على كل صانع طائرة أن يتبعها؛ لكي تكون الطائرة آمنة، وأنا أعتقد أن الطائرات الموجودة حاليًا على خطوط الطيران العالمية كلها آمنة، بما فيها 320.. ولكن السؤال يبقى: التدريب، الطيارين، سير الشركة في هذا المجال، وطيران الخليج له خمسون عامًا من السلامة، وعدم الحوادث، وأعتقد هذا يكفي كشهادة.

عدنان الشريف:

نعم.. إذن الموضوع -كما ذكر الكابتن- يتعلق بالشركة نفسها، والطائرات ربما تتساوى، حتى يتسنى لنا الاتصال مرة أخرى بالكابتن (نصري) والكابتن (نبيل) في عمان، نسأل الصحفي (إبراهيم خياط) معنا في الأستوديو.. يعني تعليقًا، أنا تركتك فترة طويلة، لكي تستمع وتعلق على ما قلت.

إبراهيم خياط:

أنا أستمتع من حضراتكم.

عدنان الشريف:

ماذا يمكن أن نقول عن موضوع الصندوق الأسود؟ هل هناك اتفاقيات دولية؟ أو هل العقد شريعة المتعاقدين؟ إذا أنا صاحب شركة بعت طائرة لشركة معينة أقول: إنه إذا حدث حادث لهذا الطائرة أنا أكون مسؤول عن التحقيق أم ماذا؟

إبراهيم خياط:

لننظر إلى الموضوع من زاوية عملية، مركز قيادة القوات الأمريكية في منطقة الخليج هو البحرين، لنفترض.. هناك سيناريوهات، كما تفضل الكابتن إسحق، تقدم بسيناريوهات، هناك آخرون أيضًا يقدمون تكهنات، والتحقيق حتى الآن لم ينتهِ بعد، لنفترض.. والأمريكيون إذا كانوا قد كذبوا على العالم دائمًا بالحديث عن الإرهاب القادم من العالم العربي، وربما بالغوا -أحيانًا- في ابن لادن وغيره..إلى آخره.

عدنان الشريف:

نعم.

إبراهيم خياط:

حدث لهم كما حدث مع شخصية (غوارالطوشه) حينما قال: إن السكر قد ارتفع سعره، وحدث له في النهاية أنه هو قد صدَّق هذه الكذبة، الأمريكيون إذن مهووسون بما يروجونه، وأحيانًا بعضه يكون صحيحًا.. ولكنهم مضطرون إلى التحقيق، وبالتالي إلى المعرفة.. لو تخيلوا مثلاً أن هناك من قاد طائرة، وانقض بها مثلاً مجرم أو إرهابي.. أو أي شخص كان على موقع مثلاً للقوات الأمريكية في منطقة الخليج، إذن يريدون أن يتحققوا أن شيئًا من هذا الأمر لم يكن قد جرى، وهم لهم اليد العليا في كثير من الأمور التي تجري في المنطقة..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

يعني هل هذا شيء مفروض على شركات الطيران؟

إبراهيم خياط:

مش مفروض لكن من سيحقق فيه؟

عدنان الشريف(مقاطعًا):

السؤال المحدد أنه هل بإمكان الخبراء العرب أن يحققوا بنفس المستوى من الكفاءة؟

إبراهيم خياط:

أعتقد.. لكن هنا القضية مثلاً (إيرباص) تريد أن تحقق، الأمريكيون كانوا مهتمين، هناك مصالح أيضًا موجودة في نفس الموقع، إذن هناك اهتمام بأن يتم طمأنة جميع الأطراف المعنية، الفرنسيون يشاركون في التحقيق بالمناسبة، هم موجودون في الولايات المتحدة، ويشاركون في التحقيق، هناك إيرباص تُحقق، وطيران الخليج تُحقق، المحققون العرب من طيران الخليج موجودون مع الطاقم الأمريكي، كما حدث حتى في مصر للطيران، تعاونوا مع الأمريكيين، هناك فريق.. الأمريكيون أصدروا تقريرهم الذي كان من 1700 صفحة تقريبًا، ولكن المصريين كانوا دائمًا يتابعون الأمر عن كثب؛ وبالتالي الأمريكيون يقومون بذلك، ولكن هناك أيضًا متابعة من قبل الأطراف الأخرى، ولنقر بأن الأمريكيين يمتلكون إمكانات تقنية متقدمة، لنفترض أن لديهم سيناريو، مثلاً كان هناك حديث عن أن أحد المحركات قد اشتعل، الأمريكيون يمتلكون مجسات حرارية في أقمارهم الصناعية الموجودة في المدارات حول الأرض، لو كان حدث شيء من هذا القبيل فإن الأمريكيين لديهم بصمة حرارية في أقمارهم الصناعية يمكن أن تؤكد لهم ما إذا كان هناك حريق قد اشتعل مثلاً في هذا الموقع قبل وقوع الانفجار..

عدنان الشريف:

نعم.. نتحول بالحديث الآن إلى الكابتن (يحيى عاجاتي) بالقاهرة؛ لنتعرف أيضًا وأنت تدير شركة طيران عندما تشتري الطائرات، هل هناك شروط محددة تفرضها شركات تصنيع هذه الطائرة على الشركة التي تملك أو تستأجر هذه الطائرة؛ لكي يتم فحص أي خطأ فني في المستقبل بطريقة معينة مثلاً؟

يحيى العاجاتي:

عادة عندما يكون Operator لطائرة اشتريتها مصنعة مثلاً زي شركة بوينج، بوينج تبعث لكل Boeing Operators أي تعديلات، أي حاجات جديدة ظهرت على الطراز، حاجات لازم يغيرها، حاجات لازم يعدلها.. يعني يتابع مع Operator نفسه أو المشغل طوال ما هو يستعمل طرازه يظل يبعث له بمعلومات وتعديلات وأية حادثة تحصل لأية طائرة من عندهم يحللها، ويبعث لك النتائج، كي تهتدي بها، ومن أجل أنك إذا أردت أن تزود أي شيء في الصيانة بالنسبة للطائرة..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

لكن أنا أتحدث هناك عن شروط معينة كابتن يحيى، هل هناك شروط تعتبر شروطً في عقد يُسمَّى عقد الإذعان -مثلاً- في بعض المعاملات الدولية؟

يحيى العاجاتي:

لا..إطلاقًا، أنا عندما أكون Operator لطائرة أنا ألتزم بشيء اسمه Maintenance Schedule أو Maintenance Program، فالصانع يكون قد وضع برنامجًا للصيانة لابد أن أنفذه، ولابد أن أمشي وفقًا له بالضبط، وأنا بالطيران المدني المصري، الدولة التي أعطتني حق التشغيل تتابعني، وتلاحقني، وسيف على رقبتي، ولابد أن أمشي تبعًا لـ maintenance program الذي وضعه صانع الطائرة، لا أستطيع أن أحيد عنه، لا أستطيع أن أقوم بالصيانة بطريقة مختلفة عن الـ Maintenance program الذي وضعه الصانع.

عدنان الشريف:

وماذا عن النقطة التي ناقشناها كابتن يحيى؟ نقطة إمكانية فحص الصندوق الأسود، نحن نعلم أن حادث طائرة مصر للطيران كان في المياه الإقليمية الأمريكية؛ وربما كان هناك مبرر لأن يتم الفحص هناك، ولكن ماذا بالنسبة لطائرة تسقط في منطقة الشرق الأوسط، أو قريبة من سواحل دولة معينة؟ لماذا إذا كانت الإمكانيات توفرت هناك لا يتم فحصها في الموقع نفسه؟ خوفًا من أن جهات قد تتدخل من قريب أو من بعيد في تحديد النتائج أم أنك تعتمدون اعتمادًا كليًّا على النتائج التي يمكن أن تعلن من مثل تلك الجهات؟

يحيى العاجاتي:

الصندوق الأسود في أية طائرة، هناك أكثر من صانع للصندوق الأسود، وشركات طيران كثيرة لديها الجهاز الذي تحلل فيه بيانات الصندوق الأسود سواء من ناحية الـ C.V.R الذي هو Cockpit Voice Recorder الحديث بين الكابتن ومساعده، أو الكابتن والبرج، أو المساعد والبرج، أو الضيافة يتكلمون إلى الركاب، هذه اسمه الـ Cockpit Voice recorder وهذا هو الذي يحدد الكلام داخل الكبينة، وهناك الصندوق الأسود الآخر الذي فيه بيانات الطائرة، من ناحية السرعة، من ناحية درجة حرارة المحركات، من كل شيء..

في إنجلترا، وفي ألمانيا، وفي فرنسا، وفي بعض الشركات لديها الجهاز الذي يحلل هذه البيانات، حتى في مصر في.. تمللي بيبعتوا الصندوق إلى أمريكا كـFair Organization لماذا؟ لأنه الطائرة(بوينج)أو الطائرة(إيرباص 320) بالتحديد، لا يستطيعون أن يبعثوا به إلى فرنسا أو إنجلترا على أساس إيرباص..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

السؤال الذي يطرح نفسه هنا يا كابتن: لماذا لا يفحص في دولة مثل البحرين مثلاً أو مثل مصر؟

يحيى العاجاتي:

إنه يفرغ في ساعتين زمن أو في ثلاث ساعات، يعني في نفس اليوم، في فترة قصيرة جدًّا سيستطيع أن يسمع آخر نصف ساعة من الحديث في الكابينة، والصندوق البراميترز) حتى يفرغ هذا يأخذ وقتًا قصيرًا؛ لأن هذا يكون حقائق مجردة، هذا الصندوق يعطينا حقائق مجردة، لكن تدخل بعدها تحليل الحوادث والتكهنات، وهذا ما يأخذ وقتًا.

عدنان الشريف:

كنا قد سألنا -قبل قليل- اثنين من الطيارين الذين معنا، وكنَّا وجهنا سؤالاً يقول: ما هي في رأيك أأمن الطائرات الموجودة حاليًا في الخدمة، الطائرات المدنية؟ كابتن (نصري) ما رأيك في هذا الموضوع؟

نصري جميعان:

كل طائرة عمالها تطير في الأجواء وهي سالمة إذا كانت بتوخد الصيانة الكافية، والشركة المسؤولة عنها بدير بالها بـ Routine Checks تكون طائرة آمنة، يعني يصعب أن أحدد ذلك، هناك طيارون يقول لك: أحب نوعًا معينًا؛ لأنه طار عليه عدة ساعات..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

يعني أنت كابتن نصري أي الطائرات تحب أنت؟ أي الطائرات تفضل؟

نصري جميعان:

صعب أن أحدد لك وأقول لك.. إيرباص أو بوينج أو لوكهيد.. كل هذا ليس له أي معنى بالنسبة للطيارين، الركاب قد يفضل الراكب أنو يطير بطائرة بوينج لسبب معين أنه بينبسط في الرحلات بالوسع تبعها، ما في لها حوادث، لكن هذا صعب أن يحدد أحد أن طائرة معينة هي الأسلم.

عدنان الشريف:

كابتن نبيل، هل هناك من تعليق، كابتن نبيل السعودي على هذا الموضوع؟

نبيل السعودي:

أول شيء يا سيدي الأمان بالله بالدرجة الأولى.

عدنان الشريف:

لا إله إلا الله.

نبيل السعودي:

وكل طائرة-مثلما تفضل الكابتن نصري جميعان-إذا أخذت الطائرة الصيانة الكاملة، والتدريب الكامل للطيارين.. فالطائرة تكون آمنة بالطيران بإقلاعها وهبوطها، ما فيش عليها أي غبار، لا أستطيع أن أقول لك: إن الطائرة (البوينج) أحسن من (الإيرباص) أو (الإيرباص) أحسن من (الكونكورد) أو أأمن، لكل طائرة مميزات، ولكل طائرة حسنات وسيئات..

عدنان الشريف:

طيب كابتن نبيل.. أنت قضيت فترة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعرفت على أساليب السلامة بطريقة ربما مباشرة، نحن إذا تحدثنا -قليلاً- عن المخاطر التي قد تلحق بالطائرات المدنية في أجواء تعج بالأساطيل الحربية، نحن نتذكر الطائرة الإيرانية التي ضربت بصاروخ، نتذكر الطائرة التي ضربت بـ (سخالين)، نتذكر الطائرة الليبية التي ضربتها القوات الإسرائيلية في سيناء، وبالتواريخ التي سنذكرها بعد قليل، هل هناك معرفة كاملة -حقيقة- لدى الطيارين، ولدى شركات الطيران بما يجري على الأرض، والذي يمكن أن يعرض حياة الركاب الآمنين للخطر عن طريق خطأ عسكري من صاروخ حراري أو نحوه؟ هل تعرفتم على هذا؟

نبيل السعودي:

يا سيدي، قبل ما نقول، مش وجودي في أمريكا عرَّفني على الشغلات هذه، أي طيار في العالم معه الخرائط التي يطير بها في الجو، فيها مناطق خطر، ومناطق ممنوع المرور فيها، ومناطق رماية، ومناطق عديدة وموجودة تحديدًا على الخرائط التي يستخدمها بالطيران، المرور بهذه المناطق يجب أن يكون مسبقًا مع الرادار والجهات المعنية، أما أنو يكون الطيار يعرف أنه إذا في صاروخ موجه عليه ليس عندهRadar Tell Warning الرادار الذي يعطيه إنذارًا..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

ولكن نحن من خلال الأحداث التي ذكرناها الآن وغيرها، تعرضت طائرات مدنية لمثل هذه الأخطاء، ما رأيك كابتن نصري؟ يعني هل هناك فعلاً احتياطات كاملة لدى شركات الطيران في العالم في هذا الموضوع في هذا المجال؟

نصري جميعان:

سيدي، أكيد وشيء مؤكد أنه في بالنسبة لهذا الموضوع دائمًا عندنا (شغلات) تعليمات Notams تصدر عن أي حركات عسكرية، أو تدريبات أو ميادين رماية، خاصة ميادين الرماية في أي محل في العالم، حيث يكون فيه محدد الموقع بالنسبة للارتفاع الذي لابد للطائرات أن تتحاشى هذه المنطقة كلها أو أن تحيد عنها كليًّا، تبعد عنها كليًّا، ويكون هناك بُعد كاف، حتى تمنع الضرر الذي قد يحدث.. لكن المشاكل التي صارت عندنا في المنطقة، وأنت ذكرتها مثل الطائرة الإيرانية في الخليج، أو الطائرة الليبية فوق سيناء، هذه شغلات لا أستطيع أن أعلق عليها، شغلات عسكرية.. هل هي مقصودة؟ هل هي غير مقصودة؟ علمها عند ربي والناس الذين عملوها.

أنا أقول إنه بالنسبة للأجواء، الأجواء بالنسبة لنا كطيارين مدنيين أمينة عندما نحلق في هذه الأجواء. عندنا نحن خرائط دائمًا تكون Up-dated يعني لا يمكن أن نطير بخارطة، لا يكون عليها الـ Notams عليها التعليمات الأخيرة، لأنه قبل أن يطير الطيار يأخذ Notams ، ويرى هذا Notams، إذا كان هناك شيء اسمه danger area يود أن يحلق فوقها أو بالقرب منها حتى يأخذ احتياطاته اللازمة..

عدنان الشريف:

ولكن من واقع الأحداث الخطأ قد يقع ولو واحد في الألف مثلاً، معنا الكابتن (إسحق الكوهجي) من البحرين، كابتن إسحق.. أنت تعلم أنه منذ العام 1990م بعد حرب الخليج، منطقة الخليج فيها الكثير من القوات، وخاصة قوات التحالف، والقوات الأمريكية بشكل خاص، هل تعتقد بأن هذا الوجود أثَّر على الطيران؟ ونحن نذكر -كما قلنا قبل قليل- حادث الطائرة الإيرانية، هل هناك احتياطات معينة اتخذت بعد ذلك إذا كنت تعرف طبعًا؟

إسحق الكوهجي:

نعم.. أنا كنت أثناء حرب الخليج أطير على منطقة الخليج، وفي هذه الأجواء، وطبعًا نحن مررنا بهذه الأمور كلها، وأحب أن أوضح شيئًا واحدًا.. الطيران المدني لا يسير على هواه، هناك خطوط مثل خطوط الـ High Ways، نسميها Air Ways في الأجواء تربط بين البلدان، وتربط بين النقاط، والطيار يلتزم بخط الرحلة هذا، وهناك رقابة جوية لكل منطقة، هو مسؤول عن الطائرات التي تحلق فوق أجوائها، فهناك تنسيق رهيب. يعني أنا ما أعلم أي علم فيه تنسيق وفيه اهتمام مثل علم الطيران، فالناس يشتغلون لك من أول حركة إلى أن تنزل، الكل مستعد لأداء الخدمة لك، الأمور مرتبة ترتيبًا علميًّا جدًّا، وآمناً جدًّا، فالطيار يطير على حسب التعليمات، وعلى حسب هذه الخطوط، ولا يحيد عنها، وإذا كان هناك أي خطر أمام الطيار، يوجهه البرج فورًا إلى وجهة أخرى، وأنا حصلت لي أثناء الخليج فقد كنت أمشي بين البحرين ودبي، وفجأة هناك طائرات أمريكية متجهة بالاتجاه المعاكس، وأنا كنت نازلاً في دبي فإذا ببرج المراقبة في البحرين يقول لي: أوقف هبوطك، وابق على الارتفاع الذي أنت عليه لأن هناك طائرات حربية ليست تحت سيطرتي قادمة باتجاهك..

عدنان الشريف:

إذن كابتن إسحق أنت تقول إن هناك تنسيقًا 100%، ولكن إذا أنت فوجئت وأنت تهبط في مطار دبي أن هناك طائرات تأتي بالاتجاه المعاكس، إذن التنسيق غير موجود في بعض الأحيان لنقل التنسيق غير موجود، واحتمال الخطأ وارد.

إسحق الكوهجي:

نعم، في أحوال حرب الخليج هذا احتمال غير عادي، والوضع غير عادي كانت هناك عمليات عسكرية، ولكن مع ذلك الرادار على علم بالأمور، ويراها مع أنه لا يكلمهم، نحن عندنا (راديو) نستمع إليهم، وهم يكلموننا، ويقولون: أنت أين متجه؟ الطائرة على الاتجاه الفلاني أنت أين تتجه؟ I don’t find yourself من أنت؟ فنقول: نحن نتبع طيران الخليج في رحلة من البحرين لدبي.. Ok، فهم يروننا، هم أنفسهم معنا، حتى الحربيون أنفسهم معنا، هم لا يمشون عميانًا، لديهم رادار، ثم إنهم يخافون على أنفسهم لا يريدون الاصطدام بالطائرات المدنية، فهذا شيء غير وارد؟

عدنان الشريف:

نعم.. نشكرك كابتن كوهجي من البحرين، نشكرك على هذه المشاركة، نبقى مع ضيوفنا كابتن يحيى عاجاتي بعد ما سمعنا إلى هذا الموضوع، الآن هناك احتمالات خطأ، ونحن استعرضنا الحادث، في حادث (السخالين) مثلاً كان هناك اعتذار لليابانيين أقارب الضحايا، ولكن عندما ضربت القوات الإسرائيلية الطائرة الليبية لم يكن هناك اعتذار، عندما ضربت الطائرة الإيرانية أيضًا أعتقد أنه كان هناك اعتذار، هل هناك معاملات خاصة أم أن هناك ظروفًا خاصة بكل من هذه الحوادث إذا كنت تذكر طبعًا من خلال عملك كطيار؟

يحيى العاجاتي:

كل حادثة من هذه لها ظروفها، وحسب الوضع ما بين الدولة التي تطير على حدودها، لو الوضع شائك فربما تضرب ولو الوضع دولة صديقة من الممكن أن تنحرف الطائرة بعض الشيء عن مسارها ولا تضرب، تأخذ توجيهًا فقط بأن تعدل مسارها، لكن أعتقد بالنسبة لطائرة الخليج كان هذا الهبوط في دائرة مطار البحرين..

عدنان الشريف:

لا.. نحن لا نتكلم هنا بالتحديد عن طائرة الخليج، نحن نتحدث عن الطائرات التي يمكن أن تصاب خطأ من قوات عسكرية، دعونا ننتقل بالحديث إلى إبراهيم خياط (الصحفي المهتم والمتابع لشؤون الطيران) طبعًا أنت سمعت بالنسبة لهذه الحوادث، وتابعتها، هل هناك ما يمكن أن نذكره حول التعامل مع هذه الحوادث كل على حدة، خاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي يوكل إليها تحليل الصناديق السوداء بالطائرات؟

إبراهيم خياط:

ليست كل الصناديق السوداء توكل إلى الأمريكيين، لكن بالمطلق الأمريكيون أصحاب مصلحة، بعض الروايات..كانت الروايات التي ذكرتها مصر للطيران مؤدبة إلى درجة كبيرة، ولكن ما قيل وما يقال في أوساط العاملين في مجال الطيران هو أن هناك نظام دفاع جوي. وأعتقد هذه الراوية ذكرت في مرات كثيرة، ساحلي في محاذاة نيويورك، نيويورك فيها مطاران كبيران، وهناك مطار ثالث قيد الإنشاء أعتقد، كل الممرات الجوية التي تمر فوق نيويورك قادمة في رحلات عبر الأطلسي، هناك ثلاث حوادث سقطت فيها طائرات منذ عام 1996م في هذه المنطقة:

الطائرة السويسرية، طائرة T W A والتي يقال إن سبب الانفجار كان اشتعال في داخل أحد خزانات طائرة البوينج T W A التي مات فيها 230 شخصًا.

وهناك أيضًا حادث طائرة مصر للطيران.

الأمريكيون إذن أصحاب مصلحة إذا تحدثنا في هذا المجال، لو كان هناك فعلاً نظام دفاع ساحلي مزود ببطاريات صاروخية قادرة على إسقاط الطائرات المدنية، وأقر الأمريكيون بأن ذلك تكرر أكثر من مرة، ماذا سيكون موقف العالم؟ ماذا سيكون موقف صناعة النقل الجوي؟

عدنان الشريف(مقاطعًا):

يعني هناك غموض يسود الموقف في الموضوع، وإخفاء الحقائق قد يكون إلى ما لا نهاية..

إبراهيم خياط:

لديها مصلحة..هذه تكهنات، ليس لدي دليل لأسوقه، وأقول: فعلاً هؤلاء الأمريكان متورطون.

عدنان الشريف:

قبل أن أنتقل بالحديث إلى الكابتن يحيى عاجاتي بالقاهرة، هناك فاكس يقول: إنه أثناء الحرب العراقية الإيرانية تعمدت القوات الأمريكية عدم إطفاء فرقاطة لكي ترمي أو لكي تنفذ شيئًا ما، ويقول: إن أغلب الأحداث الغامضة تقع قرب الأساطيل الأمريكية، ما تعليق كابتن يحيى عاجاتي على هذا الموضوع؟

يحيى العاجاتي:

في الواقع، الطيران يطير طالما التزم بارتفاعه وباتجاهه وبمواعيده سيصل سالماً وآمنًا، أمَّا كون أن شيئًا من الصواريخ سيصعد إليه من الأرض للجو، لا أستطيع أن أجزم بأن هناك شيئًا مثل ذلك حدث.

عدنان الشريف:

هناك دار بعض الحديث عن الطائرة المصرية حتى الصحف المصرية تكلمت عن هذا الموضوع..بأنها قد تكون قد ضربت بصاروخ عن طريق الخطأ في المنطقة التي ذكرها الأخ إبراهيم؟

يحيى العاجاتي:

هو احتمال وارد جدًّا لأن الطائرة قد غادرت مطار نيويورك منذ 55 دقيقة وكل الأسطح ليس عليها Tension والطائرة في حالة Cross وفجأة تنزل، تنـزل..هذا معناها أن الذيل طار، الشيء الوحيد الذي يجعل الطائرة تنزل بهذا الشكل أن تكون مجموعة الذيل هذه طارت خالص.

عدنان الشريف:

إذن هذا الاحتمال لا يزال قائمًا، وفي الحقيقة يقودنا إلى تساؤل، أمس بالتحديد استمعنا إلى التقرير الصادر من فرنسا عن القراءة في المعلومات الخاصة بصندوق طائرة (الكونكورد) التي سقطت قرب باريس، وقالوا: إن هناك جسمًا أو نوعًا من جسم غريب بعدما انفجر فجَّر العجلات..

إبراهيم خياط(مقاطعًا):

قطعة معدنية.

عدنان الشريف:

قطعة معدنية فجرت إطار الطائرة، وبذلك أشعل النار لأنه كان قريبًا من الخزان، وأوردت الأنباء- هنا في لندن وفي أوروبا- تفاصيل الحديث الذي دار بين برج المراقبة، وبين الطيار الذي قال: نحن نواجه مشاكل، فقال له برج المراقبة: بإمكانك الهبوط في أي لحظة تشاء، ثم ذكر اسم المطار الآخر، ثم قال: ليس هناك فائدة، وانتهت القصة.

حادث طائرة الكونكورد حدث بعد حادث الطائرة المصرية بوقت طويل، وظهرت هذه النتائج بالتفصيل، لماذا لم نتعرف على النتائج الخاصة بالطائرة المصرية رغم صدور تقرير من أكثر من ألف وثمانمائة صفحة حتى الآن كابتن يحيى؟

يحيى العاجاتي:

في طائرة الكونكورد كان الكابتن يتكلم مع البرج، وفعلاً أظهر أن عنده مشاكل، يواجه مشاكل، والحديث تمَّ تفريغه من الـ C.V.R Cockpit Voice recorder وتحلل، وعرفوا أنه يواجه مشاكل، وأغلقت الحادثة على ذلك، لكن في حادثة مصر للطيران دخلت فيها أشياء متشابكة كثيرة، فالطيار (البطوطي) رحمه الله لكي يجلس على كرسي القيادة، ويقول: توكلت على الله اعتبروها تطرفًا دينيًّا، مع أن أي بني آدم مسلم..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

هذا يا كابتن، هذا الموضوع أخذ عن طريق مترجمين عرب في الولايات المتحدة الأمريكية عندما قالوا لهم: ماذا تعني هذه الجملة؟ إذن هناك تضارب في التفسير لما يمكن أن يقال، نحن نعلم جميعًا أن عبارة توكلت على الله أنني أنوي أن أفعل شيئًا خَيِّرًا، ولكن.. إذن يقودنا الموضوع مرة أخرى: أين دورنا نحن في قضية التحقيق في هذه الحوادث كعرب؟

يحيى العاجاتي:

المفروض ألا يكون دورنا كمراقبين فقط هناك، لكن المفروض أن يكون لنا كعرب دور ثان، نريد أن نسمع هذا الحديث In Public يذاع وينشر، لماذا يذاع الصندوق الأسود هذا أو الحديث الذي دار في الكابينة فقط هناك عند لجنة التحقيق؟ لماذا طالما هي قضية تهم العرب كلهم، وتهم الطيران العربي.. لماذا لم نسمع كلنا هذا الحديث، ونسمع ماذا كان يقال في الكابينة؟

عدنان الشريف:

نسمع سؤال أحد الأخوة المشاهدين، الأخ محمد دقة من النمسا، أخ محمد تفضل.

محمد دقة:

السلام عليكم، أحييكم وأحيي الأخ، مداخلتي هي.. أسباب تساقط الطائرات في هذه الأيام هو من علامات يوم القيامة، هذا أولاً، لأن من علامات يوم القيامة تكثر الحوادث، تكثر البراكين، تكثر تساقط الطائرات، والهزات الأرضية، والعواصف.

ثانيًا:التقوقعات الفلكية هي التي تسبب حوادث الطيران، فتصبح هناك بؤرة في الجو فتصطدم الطائرة أو تحترق، وشكرًا.

عدنان الشريف:

شكرًا.. أوجه هذا السؤال للكابتن نصري جميعان في عمان، استمعت إلى ما قاله الأخ ربما موضوع الفلك يمكن أن نعلق عليه، ما رأيك كابتن نصري؟

نصري جميعان:

يا سيدي، رأيي واضح صريح بالنسبة لهذا الموضوع، حتى يأتي يوم القيامة، نحن ننتظر يوم القيامة، لكن نحن نتكلم في شغلات فنية في sciences صعبة شيئًا ما، على كل الأحوال..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

هو تحدث عما دعاه (التقوقعات الفلكية) ربما يقصد بعض التحولات في الطقس في العالم، ربما ازدياد حرارة الكرة الأرضية، ربما اختلاف الطقس، الظاهرة المعروفة بأن الطقس أصبح ربما غير مستقر في كثير من أنحاء العالم، هل يمكن أن يكون هذا أيضًا سببًا في تزايد حوادث الطائرات؟

نصري جميعان:

ما أظن يا سيدي، بالنسبة للموضوع هذا كليًّا، موضوع الطيران وتغيرات الطقس، وغيرو وغيراتو من هالشغلات هادي، هادي غير واردة أبدًا أبدًا لأن الطائرات مجهزة لأن تطير وتحلق في أجواء الطقس فيها حرارته ترتفع لدرجات عالية مثل شبه القارة الهندية، أو تطير على البلاد الباردة في كندا، والقريبة من المحيط في أوروبا.. يعني هذا كلام كله غير وارد بالنسبة للطائرات، لا يؤثر تأثيرًا كبيرًا..

عدنان الشريف:

كابتن نصري استمعت إلى الحديث الخاص بموضوع التعرف على أسباب سقوط الطائرات بسرعة، بالنسبة للطائرة الفرنسية مثلاً، ولم يتسن لنا حتى الآن معرفة أسباب سقوط الطائرة المصرية بشكل دقيق، يعني أود القول مرة أخرى إنو كيف يمكن التأكد من أن التحقيقات الجارية تحقيقات منصفة، وبنفس الدرجة في أي مكان من العالم؟

نصري جميعان:

يا عزيزي بالنسبة لواقع التحقيق في حوادث الطائرة، المفروض أن يكون تحقيقًا من لجان حيادية، ومسؤوليتهم، مسؤولية الناس الذين يحققون في حادث طائرة، ذهب ضحيتها أعداد رهيبة من الناس، مفروض تكون حياديتهم موجودة، ومسؤوليتهم كبيرة أنهم يصلوا للنتيجة، حتى يرسلوها وينشروها لكافة دول العالم، ولكافة الشركات الصانعة والمستعملة لهذه الطائرات، لأنه قد يكون يوم من الأيام إذا أخفى هذا الإنسان أو أخفت هذه اللجنة الحقيقة قد يكون يومًا من الأيام هو أو عائلته أو حبايبه طائرين بالطائرة فتصير لها نفس المشكلة.

عدنان الشريف:

يعني، تعليقًا على هذا الموضوع كابتن نصري كان أثناء التحقيق مع ذوي ضحايا الطائرة وكذلك مع قريب للكابتن البطوطي -رحمه الله- عندما قال: إن الحقيقة ستظهر في كتاب بعد عشرين سنة سيستفيد كاتبه بملايين الدولارات، هل هناك فعلاً ما يمكن إخفاؤه من الأسرار؟ خاصة عندما قبل قليل تحدث الكابتن يحيى العاجاتي وقال إنه احتمال أن تكون الطائرة المصرية ضُربت بصاروخ احتمال قائم.

نصري جميعان:

قد يكون هذا احتمال بالنسبة لتفكيرهم، إن شاء الله ستظهر الحقيقة، انظر حادث طائرة T W A من أربع سنوات صار الحادث، أخذوا النتيجة قبل حوالي أسبوعين، ونشروها، وبالنسبة للطائرة المصرية أظن أن هناك حقائق عندهم، ما هي؟ إلى الآن لم تظهر، إن شاء الله موضوع مثل موضوع الطائرة المصرية فعلاً موضوع رهيب، وأتصور أن النتائج ستظهر في يوم من الأيام.

عدنان الشريف:

نعم، ولكن نسأل الكابتن نبيل السعودي أيضًا.. إذا كانت فعلاً هذه الطائرة ضربت بصاروخ، فمن مصلحة الولايات المتحدة أن تخفي الأمر بكليته، وربما عمدت السلطات المسؤولة عن هذا الموضوع إلى تعويم القضية، إلى طرح أكثر من عشرين أو ثلاثين احتمالاً ليتوه الناس في هذا الموضوع وينسوا القضية، ما رأيك؟

نبيل السعودي:

والله هذا إذا كان الصاروخ ضارب الطائرة صحيح، لكن هناك عندك اللجنة التي تحقق مثلما تفضل الكابتن نصري في الحادث.. يعني بالنسبة TWA الأسبوع الفائت أعطوا النتائج، إذا تطلعنا على موقع الطائرة، وأين وقع الحادث والوقت الذي حدث فيه والزمن والطقس الذي كان موجودًا، يعني كانت صعبة جدًّا، وليس من السهولة إعطاء النتيجة بسرعة، هذا ليس في صالحنا أن نخمن تخمينًا فقط.

عدنان الشريف:

الكابتن يحيى عاجاتي باختصار شديد لو سمحت، هل من مصلحة الولايات المتحدة إذا كان موضوع الصاروخ هو موضوع حقيقي أن تخفي الحقائق؟ وهل بإمكانها ذلك؟

يحيى العاجاتي:

نعم بإمكانها، وإذا كانت مضروبة بصاروخ، فمن مصلحتها ألاَّ تقول إنها ضربت بصاروخ.

عدنان الشريف:

يعني يمكن هذا؟

يحيى العاجاتي:

باختصار شديد.. نعم يمكن طبعًا.

عدنان الشريف:

ما رأيك في قضية تعامل الولايات المتحدة -أخ إبراهيم- مع النتائج التي تتوصل إليها؟ هل بالإمكان أن تخفي شيئًا منها؟

إبراهيم خياط:

هناك نظرية المؤامرة، هذا الموضوع يدور حول هل يخفون أم لا؟

عدنان الشريف(مقاطعًا):

نحن لا نتكلم -هنا- عن نظرية المؤامرة، نحن نتكلم عمَّا إذا كان في مصلحة من يخفي شيئًا خطأ..

إبراهيم خياط:

يتآمر المرء حسب مصالحه، هذا هو مفهوم التآمر، الفكرة بالنسبة للأمريكيين، نحن تحدثنا عن لماذا يحقق الأمريكيون مثلاً لمصر للطيران أو غيرها..

أولاً: هناك تحقيق جنائي، يعني هناك فرضية..فتح تحقيق بدعوى أن هناك عملاً جنائيًّا لإسقاط الطائرة، بمعنى أن الأمريكيين افترضوا إذا كان هنا عامل شخصي، أو طيار مثلاً قام بإسقاط الطائرة، ليبرروا موقفهم في حال كانوا قد أسقطوا الطائرة، ليرفعوا المسؤولية عن كاهلهم.

إذن الأمريكيون قاموا بالتحقيق، الطائرة سقطت في أعماق المحيط، قاموا بانتشال قطع الطائرة المتناثرة، لديهم خبرة أيضًا الأمريكيون في هذا الموضوع، أنا لا أدافع عنهم، ولكن أنا أقول: يمكن أن نتحدث مثلاً نطلق دعوة لإقامة لجنة تحقيق عربية، مثلاً هناك الاتحاد العربي للنقل الجوي، كنت آمل لو كان الدكتور عبد الوهاب تفاحة أمين عام الاتحاد قد شاركنا اليوم لأنه خبير متضلع في كل قضايا الطيران، وأيضًا الاتحاد يمكن أن يشكل قالبًا من خلاله تنبثق لجنة عربية تمولها شركات طيران عربية.

عدنان الشريف:

أين هو الاتحاد العربي إذا كان على هذه المعرفة أمين عام الاتحاد العربي -تقول- إنه على معرفة جيدة في مجال الطيران، أين هذا الاتحاد من التحقيقات الجارية؟

إبراهيم خياط:

هناك متابعة، كل شركة طيران تتابع ما بينها، لكن مبادرة من هذا القبيل ستكون في لحظة من اللحظات-كما رأينا-في القضية بين مصر والولايات المتحدة وصلت إلى حد اتصالات ما بين الرئاسة في البلدين، هناك بُعد سياسي..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

لماذا لا يكون الاتحاد العربي للطيران الجوي طرفًا في هذا الحوار أو الجدل؟

إبراهيم خياط:

أنا لا أدافع عنهم، أنا لا أمثلهم، لكن أنا أقول: إن قضية من هذا القبيل ستكتسب دائمًا بُعدًا سياسيًّا، نتهم دولة كالولايات المتحدة بأن فيها أطرافًا أو جهات حكومية تسعى إلى لفلفة بعض المواضيع، لو أن الأمريكيين فعلاً متضايقون من قضية من هذا القبيل، لو أنهم فعلاً كانوا مذنبين، نحن نصدر تكهنات، نتكهن، لو أنهم فعلاً مذنبون كيف يمكن أن تتصور أن هيئة..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

نحن لا نأتي بهذه الأمور من فراغ لأنها طرحت..

إبراهيم خياط:

نحن نتحدث عن تكهنات..يعني هي آراء، وليست هي حقائق، نحن لا ننفي ولا نُؤكد، نتحدث اعتمادًا على أفكار.

عدنان الشريف:

معنا على الهاتف مهند داوودي من لندن، مهند.

مهند داوودي:

مساء الخير للجميع، عندي مداخلة تقريبًا من ستِّ نقاط:

أولاً: أريد أن أعرف لماذا تهربت طيران الخليج من المشاركة في برنامجكم القيم؟

عدنان الشريف:

والله طبعًا لهم عذرهم، هم اعتذروا في آخر لحظة كما ذكرنا في بداية الحلقة، ولكن انضم إلينا مشكورًا الكابتن الكوهجي، وعلق على الموضوع -ربما- بمقدار ما يتوقع أو يعرف، وهو طيَّار سابق.

مهند داوودي:

سيدي الكريم، النقطة الثانية بمداخلتي وهي: بالنسبة للكابتن الكوهجي الذي أعطى مثالاً كابتن الطائرة British airways التي طلعت من مطار لندن، وكان معه طياران اثنان أثناء الإقلاع. الطيار صحيح صار معه Heartache أو صار معه جلطة وتوفي فيها، وسقطت الطائرة، ولكن بحالة الهبوط بالنسبة لطائرة طيران الخليج، الطائرة في مرتين، وفي الثالثة عملت approach down بسرعة غريبة جدًّا، وكان الـ Adviser من Control Tower أن لا ينزل الطيار ويطلع، والطيار لم يخبر أن معه أية مشكلة.

عدنان الشريف:

طيب، ربما يستطيع أحد الطيارين معنا الإجابة عن هذا الموضوع، ماذا أيضًا؟

مهند داوودي:

الموضوع الثالث الذي كنت أحب أن أحكي فيه أن طائرة (الكونكورد) خلال شهر أو خلال ستة أسابيع من انفجارها طلعت النتائج للجميع حتى كما قلت الـ script الخاص بالـCockpit Voice Recorder ، أنا يهيأ لي لأننا نعيش في العالم الغربي، الذين يعيشون في فرنسا وبريطانيا لن يتقبلوا الغموض على أهاليهم، وبسبب هذا الشي ظهرت النتائج بسرعة، وسبب التأخير من ناحية الطيران للأسف، وأقولها: من ناحية طيران الخليج، هو في الـ politics أو السياسيين الذي سيتدخلون في النتائج هذه.

عدنان الشريف:

نعم، هذه نقطة -طبعًا- أشرنا إليها، وأجاب عنها الكابتن جميعان قبل قليل، وكذلك الكابتن يحيى عاجاتي والكابتن نبيل.. طائرة الخليج المنكوبة لم يمض عليها وقت طويل حتى نقول: إنه تأخر ظهور النتائج، ولكن كنا نتحدث عن الطائرة المصرية، هل عندك نقطة أخرى أستاذ مهند.

مهند داوودي:

أنا لم أقل:إنها تأخرت، لكن أنا أقول: إنه يهيأ لي أن سرعة إفصاح أو الوضوح أو نتائج الكونكورد هو أن شعوب الدول الغربية لا تنتظر أن يكون هناك..

عدنان الشريف:

يعني أنت تقصد أن الشعوب تعامل على مقدار صبرها بالسنة لهذا الموضوع، لأن أيضًا هذه النقطة أجاب عنها الكابتن نبيل وقال: إن هناك طائرة TWA التي لم يعلن، والتي هي قبل كل هذه الأحداث لم يعلن عنها إلا قبل عدة أسابيع أو عدة شهور. لا أعرف الحقيقة بالضبط، ولكن هذا يعتمد على كثير من الأمور الفنية التي قد نتحدث عنها أيضًا في هذه الحلقة.

هل انتهت النقاط التي أردت طرحها يا أخ مهند؟

مهند داوودي:

نعم، شكرًا لك.

عدنان الشريف:

شكرًا لك، الحقيقة نعود إلى الموضوع ذاته، موضوع أنه لماذا لا يمكن أن نتحدث بصراحة، وحتى ربما أوحى لي بهذا السؤال الأخ مهند إذا كان الأمر موجه للغربيين، الغربيون لا يصبرون، ويريدون أن يعرفوا الحقيقة تمامًا، ولكن نحن كشعوب عربية في الدول العربية نتقبل بعض الغموض ونسكت وننسى، هل هذه حقيقة في الصحافة؟

إبراهيم خياط:

هذا صحيح، ولكن لا تنطبق على حالات الطائرات الثلاث التي نتحدث عنها T WA أربع سنوات قبل أن يطلقوا التقرير النهائي أو يصدروه، مصر للطيران سقطت في مياه المحيط، لجمع القطع والحديث عن انفجار وارتطام، ظروفها مختلفة عمَّا حدث، طيران الخليج أعلنوا النتائج في اليوم ذاته، وفي اليوم الثاني، إذن لم يكن هناك أحد حاضرًا يمثل هذه الشركة اليوم، ولكن على الأقل المعلومات التي وردت كانت كافية كل يوم -أعتقد- بدقة، فهناك وضوح.

طائرة(الكونكورد)كل الرحلة استغرقت دقيقتين، والحطام تناثر في بقعة محددة، وتمَّ جمعه، وتمَّ التعرف إلى أسبابه في فترة دقيقة استغرقت أسبوعين إذا قدرنا أن هناك على الأقل أربعين أو خمسين محققًا شاركوا في هذا التحقيق، وكان كل الحطام بين أيديهم.

عدنان الشريف:

نعم، الحقيقة طائرة أو ظاهرة الكونكورد التي هي تطير بضعف سرعة الصوت كانت ظاهرة -ربما- غيرت مفاهيم الطيران، نحن نعلم أن الطيران بدأ مع بداية القرن العشرين وتطور ربما أكثر من غيره من المجالات خلال حوالي قرن من الزمن، ليصبح على هذه الدرجة من التقدم.

للحديث عن التقدم التقني هناك من الطائرات المطروحة الآن للبيع في معرض(فامبرا)كما رأينا قبل أيام طائرة(A 3 W X X)التي هي طائرة الإيرباص، والتي تحمل أكثر من ثمانمائة راكب،نسأل الكابتن جميعان، كابتن جميعان هل الاتجاه إلى تحميل عدد كبير جدًّا من الأشخاص بالاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، بعد أن رأينا كيف أصبحت الآن، أو ربما تصبح الكونكورد في خبر كان؟! هل هو الطريق السليم للمستقبل أو مستقبل الطيران بشكل خاص؟

نصري جميعان:

في الواقع أنه بالنسبة للطائرات، فالظاهر في هذه الأيام أن الشركات تركض وتتسابق لكي تصنع طائرة كبيرة تصل إلى ثمانمائة راكب، شيء حلو أن نرى طائرة ثمانمائة راكب، لكن إذا لو تفكر فيها فهذه شغلة إذا صار لا سمح الله فيها أي مشكل في المستقبل فأنت تحكي لي عن قرية كبيرة راحت، ولكنهم إذا كانوا يرون هذا Commercial تجاريًّا أنهم بحاجة إلى طائرة من هذا النوع، عندنا طبعًا الإيرباص تود أن تذهب إلى شركات العالم كلها، وتأتي لتعطيهم الـ Specifications عن هذه الطائرة، وترى إذا كانت تقدر على أن تبيع هذه الطائرة، طبعًا لازم يأتيها Confirm Orders من عدد من الشركات حتى تبدأ في بناء Front Type الخاص بها.

أنا شخصيًّا أنظر إليها بأنها ستكون الطائرة مكلفة جدًّا، ليست فقط الطائرة بل أيضًا عليك أن تنظر إلى المطار، المطار الذي يستطيع أن يحوي هذه الطائرة، المواقف الخاصة بها، والجسور التي تطلع لترتفع على أبواب الطائرة وينزل الركاب منها، يعني شغلة معقدة جدًّا أكثر من أن نقول-فقط-لقد صنعوا طائرة كبيرة تحمل ثمانمائة بني آدم.

[موجز الأخبار]

عدنان الشريف:

ومواصلة للحديث أتوجه بالسؤال إلى الكابتن يحيى عاجاتي بالقاهرة، وهو يدير شركة طيران.. تحدثنا عن الطائرات الكبيرة الضخمة التي تستوعب عددًا كبيرًا من المسافرين أكثر من ثمانمائة..

يعني لو خُيِّرت أنت في هذا الموضوع وكان عندك فعلاً عدد كبير من الركاب، عدد الركاب في تزايد هائل، هل تختار مثل هذه الطائرة التي تستوعب أكثر من ثمانمائة راكب؟

يحي العاجاتي:

في الواقع ثمانمائة راكب كثير جدًّا، أنا شخصيًّا عندما أدير شركة وعندي -فعلاً- الطلب على هذا العدد من الركاب أفضل أن أنقله على طائرات في حدود المائتين وخمسين، الثلاثمائة، الأربعمائة Maximum لأنه يدخل فيها التأمين وسعة المطارات، وتجميع الركاب، ودخولهم إلى الطائرة، ربما يكون هناك إضاعة للوقت وإضاعة للفلوس أيضًا، فشركات التأمين أنا متوقع أن تجعل التأمين مبلغه عاليًا جدًّا جدًّا، وهذا سيكون عبئًا على شركة الطيران.

عدنان الشريف:

ولو سألنا الكابتن نبيل السعودي في عمان، يعني أنت طيار، هل تفضل مثلاً أن تتحول إلى قيادة طائرة من هذا النوع، تحمل أكثر من ثمانمائة راكب، تكون أنت مسؤولاً عن إيصالهم بالسلامة إلى الوجهة التي يريدونها؟

نبيل السعودي:

لِمَ لا؟ أحب أن أطير بالطائرة، لكن إذا صح لي أن أُطيِّرها فسأطيرها، أما إذا أخذنا الرأي أن صناعتها وتكاليفها وتأمينها، وشغلات كثيرة..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

وتكاليفها، فهناك إذا نظرنا إلى تكاليفها يجب أن ننظر أيضًا إلى إيرادها، طبعًا عندما تحمل ثمانمائة راكب أو أكثر في الرحلة الواحدة، فهي تُدرُّ طبعًا مبالغ كبيرة على الشركة.

نبيل السعودي:

صحيح، لكن هل دائمًا يكون معك ثمانمائة راكب؟ يعني هل تستطيع أن تضمن أن كل رحلة تطلع تكون ثمانمائة راكب؟

عدنان الشريف:

في الحقيقة هذا السؤال نوجهه للأخ إبراهيم خياط في الأستوديو، مهتم كثيرًا الأخ إبراهيم بموضوع أعداد المسافرين، هل هناك حاجة لمثل هذه الطائرة؟ هل هناك حاجة لتوسيع المطارات الحالية مثلاً؟

إبراهيم خياط:

هذه التقنية تتكيف مع تكيف الحاجات في الأسواق التي تكون فيها حركة انتقال واسعة، نتحدث أساسًا عن نمو كبير في سوق أمريكا الشمالية، في أوروبا الغربية، وأيضًا قليلاً في أوروبا الشرقية، ولكن أيضًا في جنوب شرق آسيا وفي الشرق الأقصى.

هناك إذن أسواق تحتاج إلى حركة انتقال منتظمة لكميات كبيرة من المسافرين، بعض المشاكل التي تواجهها المطارات خصوصًا في الغرب، لو نظرنا مثلاً إلى مطار (فرانكفورت) مطارات كثيرة تريد أن تجدد نفسها، ولكنها لا تمتلك الأراضي الكافية للتوسع لأنها أقيمت من قبل في خاصرة المدن الكبرى والعواصم، وهذه المدن الآن تمتد نحوها لتبتلعها، ولم تعد هناك أراضٍ يمكن استخدامها في مشاريع من هذا القبيل في وقت..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

وهذا قد يزيد من المخاطر، إذا سقطت الطائرة قد تسقط على حي سكني، كما حدث في بعض الأحيان، الطائرة الإسرائيلية التي سقطت فوق (أمستردام) وسببت المشكلة الكبيرة.

إبراهيم خياط:

طبعًا، وهناك طائرة يابانية سقطت فوق (أوساكا) وذهب ضحيتها خمسمائة وعشرون شخصًا، إذن هذا العامل سيكون مضاعفًا، لو سقطت الطائرة وفيها ثمانمائة راكب فإن الكارثة ستكون أكبر، ولكن الحادث سيكون مجرد سقوط طائرة.

ما يحدث الآن هو أن الأسواق تتغير، وتتغير حركة النقل من(الهابسHabs ) مطارات المراكز الرئيسية التي منها تتفرع الحركة إلى الأسواق المجاورة.

وهناك أيضًا انفتاح. هناك تكتلات لشركات كبيرة تستحوذ على الأسواق، تستطيع أن تسيطر على حركة الطلب، تستطيع أن تنظم علاقات، هناك أربعة أو خمسة تكتلات في العالم اليوم تسيطر على حركة النقل الجوي، هناك تحالفات..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

في عجالة أنا أريد أن أركز على نقطة ذكرتها قبل قليل، موضوع الاتحاد العربي للنقل الجوي، هل بإمكان الاتحاد العربي أن يساهم في مثلاً تقدير الاحتياجات وتحديد الأولويات بالنسبة لهذا؟ هل يمكن التعاون فيما بين الشركات من خلال هذا الاتحاد؟ لماذا إذا لم يكن هذا التعاون موجودًا لماذا ليس هو موجودًا؟

إبراهيم خياط:

أعتقد أن التعاون موجودًا، ولكنه لم يصل إلى درجة الدخول في مجال سيادي، يخص سيادة الدول وحقها في التحقق والإشراف على تحقيقات من هذا القبيل، الشركة لديها خبرة فنية وعلاقات فنية مع الحادثة إذا وقعت، أما الجانب الجنائي أو التحقيق في قضايا من هذا القبيل فهي في عالمنا العربي بالتركيبة التي هو عليها هو أمر لا يزال يخص السلطات السيادية، وهيئات الطيران المدني في أغلب الوقت ترتبط..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

أنا أسأل عن الاتحاد.

إبراهيم خياط:

هيئات الطيران المدني هي التي تعطي الصلاحية لشركات طيران الاتحاد، وشركات الطيران عامل اقتصادي..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

هل هناك اتحاد قوي؟ هل يمكن اعتبار الاتحاد العربي للنقل الجوي اتحادًا قويًّا؟

إبراهيم خياط:

نشط وفعال، وبوسعه أن يتطور أكثر، وهذا يعتمد على مدى رغبة شركات الطيران العربية وأغلبها حكومي في إعطاء صلاحية..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

وهل تستجيب له مثلاً؟

إبراهيم خياط:

أغلبها يصاب بخسائر كل سنة.

[فاصل إعلاني].

عدنان الشريف:

كابتن يحيى العاجاتي في القاهرة، من خلال متابعتك للموضوع الآن نحن نرى كيف تمَّ إسكات ربما الرعد القوي الذي يصدر عن طائرة الكونكورد، هل هذا يعني أن هناك من التكنولوجيا ما يمكن أن يتوقف في لحظة من اللحظات؟ وماذا تتوقع للكونكورد؟

يحيى العاجاتي:

أتوقع للكونكورد أنها ستطير ثانية، لكن هي لأنها طائرة تعتبر قديمة الآن، لأنها من إنتاج 21 يناير 1976م يعني Almost، عندها حاجة وعشرون سنة، لابد أن يُعمل لها Engine program ، وAlready الصانع عمل لها Engine program لهذه الطائرة، لكن لازم أن ترجع ثانية فهي طائرة خطيرة وتطير أسرع من الصوت، ضعف سرعة الصوت، فلابد من أن يُعاد النظر فيها.

عدنان الشريف:

لماذا توقف موضوع الطيران بأسرع من الصوت عند الكونكورد؟

يحيى العاجاتي:

توقف عند الكونكورد لأنها أعلى تكنولوجيا حصلت لأسرع من الصوت، مازال لم تحدث نتائج للطائرة أو لم تحدث لها حوادث، هذه كانت أول حادثة تحدث لها فلابد من أن يعاد النظر، وتُدرس أسباب الحادثة لكي تواصل الطائرات الأسرع من الصوت دورها مرة ثانية.

عدنان الشريف:

أسأل نفس السؤال للكابتن نصري جميعان في عمان، كابتن نصري يعني موضوع الكونكورد، رأينا طائرة الكونكورد هي الطائرة الوحيدة في العالم التي أعلن عن أنها تطير بأسرع من الصوت، لماذا لم تحاول شركات أخرى تصنيع مثل هذا النوع أو التكنولوجيا من الطائرات؟

نصري جميعان:

السبب بسيط جدًّا سيدي، وتقدر أن تحكيه في كلمة واحدة، وهي (التكلفة) التكلفة كانت باهظة كثيرًا بالنسبة للكونكورد كان الأمريكان (بوينج) يعملون على النموذج الذي أسموه S T T أوقفوه رأسًا في تلك الأيام، هي الطائرة طارت سنة 1968م ودخلت على الخدمة في سنة 1972م البوينج أوقفت الحكي هذا، لأنه في هذه الأيام ارتفعت أسعار الوقود، فمصروف الطائرة بالنسبة للوقود شيء رهيب جدًّا، وتكلفة بناء الطائرة كثير، قررت الشركات أنه (Enough is Enough) يعني دعنا نمشي على الطائرات التي نحن فيها، ثم إنها توفر حوالي ثلاث ساعات في Across the Atlantic الثلاث ساعات الله بيساعد الركاب وتمشي الأمور بسلام، وهذا كل الذي صار.

عدنان الشريف:

كابتن نبيل هل توافق على أن طائرة الكونكورد ستعود إلى الجو مرة أخرى؟

نبيل السعودي:

100%.

عدنان الشريف:

ما الذي يدفعك إلى هذا التأكيد؟

نبيل السعودي:

والله لأن الحادث الذي صار لن يوقفها بتاتًا، إنه حادث عارض.

عدنان الشريف:

هو ليس حادثًا واحدًا -حقيقة- نحن رأينا كيف أن شركة الطيران البريطانية (British air ways) أعلنت عن شرخ في جسم الطائرة أو إحدى طائرات الكونكورد، وربما تكرر في أكثر من طائرة قبل حدوث الكارثة للطائرة الفرنسية، وبعد ذلك بعدة أيام طائرتان من طائرات الكونكورد غيرتا الاتجاه، وواحدة منهما كان على متنها رائحة دخان، وواحدة أخرى دخان، ثم ربما هذه الأحداث أدت إلى توقيفها، هل تعتقد بأنه فعلاً هناك مشكلة يمكن حلها في الكونكورد؟

نبيل السعودي:

نعم سيدنا، لأن الطائرة إذا تطلعنا إلى الطائرة.. قاعدين نقول: إنها أسرع من الصوت، وهذا أكيد سوف يحدث فتقًا قليلاً في جسم الطائرة أو Cracks هذا شيء عادي جدًّا مع الـ maintenance اللازمة، الصيانة اللازمة للطائرة، سوف ترجع الطائرة تطير مرة ثانية.

عدنان الشريف:

نعم، معنا نبيل يوسف من أستراليا، نبيل يوسف تفضل.

نبيل يوسف:

مساء الخير جميعًا، بالنسبة للإخوة الطيارين الذين معنا في البرنامج، أعتقد أن الأخ الذي تكلم من مصر يتكلم وهو مجبر على وجهة معينة ربما أعطتها له الحكومة المصرية أن يكون محدودًا في الكلام، لذا هو مضطر لهذا الكلام وألا يبوح بأسرار تضر بالحكومة المصرية مع الحكومة الأمريكية، وإذا رأينا بالنسبة للطائرة الليبية التي سقطت في سيناء في 1973م.. لأنهم ركاب عرب، هناك فرق بين أن يكون الراكب عربيًّا أو راكبًا أمريكيًّا أو إنجليزيًّا، يعني هناك مثلاً قضية (لوكيربي) تسع سنوات شعب محاصر، لأنهم ركاب أمريكيون، إذا كان الركاب عربًا فلا يهمهم، لماذا من الضروري أن يمشي الصندوق الأسود إلى أمريكا لكي يُحقق؟ لأنه في مصلحة أمريكا كل شيء يبدو..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

أخ نبيل، نحيل السؤال، طبعًا الكابتن يحيى العاجاتي استمع إلى تعليقك حول الموضوع، كابتن يحيى ماذا تقول في رأي الأخ يوسف من أستراليا؟

يحيى العاجاتي:

في الواقع -الآن- طالما مازالت نتائج تحقيق الطائرة المصرية التي وقعت على الأرض الأمريكية لم تظهر النتيجة الأخيرة، فلا نستطيع أن نجزم بأي شيء لأن كل هذه ما زالت تكهنات، وأنا كان رأيي أقول: فعلاً احتمال كبير أنها تكون مضروبة بصاروخ، لكن ما زالت نتائج التحقيق في الآخر لابد أن تظهر، كل هذه تكهنات.

عدنان الشريف:

إذن ليس هناك من تعليمات حول ما يمكن أن يقال أو لا يقال في هذا الحديث.

عدنان الشريف:

إطلاقًا، إطلاقًا، أن أتكلم بكل حرية، وأنا ضد أن يقولوا: إن الكابتن البطوطي انتحر، كيف ينتحر؟! إنه رجل طيار (زي الفل) وليس عنده ما يدعو إلى الانتحار، لكن هو سيناريو يُوضع لكي يقفلوا التحقيق على سبب تكهنات، ولا يوجد أي دليل على أنه انتحر.

عدنان الشريف:

أخ إبراهيم خياط، قبل قليل كنا نتحدث عن تصنيع طائرات أسرع من الصوت، الكونكورد هي الوحيدة، هناك الكابتن نصري جميعان قال: إن البوينج تخلت عن هذا الموضوع، نحن نعلم أن البوينج أو ربما (الإيات) أو ربما جهات معينة منعت (الكونكورد) من الذهاب إلى مناطق إلا إذا كانت تطير فوق البحر، نحن نعلم أن الكونكورد كانت تطير من لندن إلى البحرين لفترة معينة في بداية السبعينات ثم توقفت، هل تعتقد بأن البوينج فعلاً كانت تحارب الكونكورد؟

إبراهيم خياط:

الأمريكيون كانوا يحاربون الكونكورد؛ لأنهم رأوا أن الأوروبيين سبقوهم في هذا المجال، الأمريكيون كانت لديهم .. الآن نتحدث عن(بوينج) و(لوكهيد مارتن) وغيرهما، شركتان أو ثلاث تسيطر على السوق الأمريكية، عندما نتحدث عن السبعينات أو الستينات إذا وضعنا الأمر في سياقه كانت هناك شركات عدة كبيرة وعشرات الشركات المتوسطة التي تنشط في صناعة الطيران وتصنيع القطع الرديفة.

في الولايات المتحدة الأمريكية كانت هناك سوق كبيرة تتغذى من البنتاجون، وكان البنتاجون يرغب أيضًا في أن يراها تنمو في الخارج وتواصل احتكار تصنيع الطائرات في العالم.

عدنان الشريف:

ولكن البوينج أو لوكهيد مارتن كانت شركات قوية يمكنها أن تنتج مثل هذه الطائرات؟!

إبراهيم خياط:

الفكرة كانت أنه لو روجت لنمط معين.. في البداية عندما كان الأمريكيون..

عدنان الشريف(مقاطعًا):

يعني يريدون أن يكون السبق لهم في البداية.

إبراهيم خياط:

هو ضرب الفكرة في وقت أتى فيه -كما أورد الكابتن جميعان- في السبعينات، لأن الطائرة وضعت قيد الخدمة عام 1976م أتى ارتفاع النفط ليحد من استخدام هذه الطائرات ذات الاستهلاك العالي، الأمريكيون في ذلك الوقت كان هناك سبعون طلبية على طائرة الكونكورد، إلا أنه الذي أنتج منها فعلاً كان فقط أربع عشرة طائرة، فإذن الأمريكيون حاربوها ومنعوها أن تحلق في الولايات المتحدة الأمريكية، واضطرت إلى الذهاب إلى المحكمة العليا لاستصدار أمر يتيح للكونكورد بالتحليق فوق الأراضي الأمريكية، كانت هناك حرب حقيقية بين الأمريكيين والأوروبيين.

عدنان الشريف:

كنت تتحدث عن حرب حقيقية بين الشركات الأمريكية والشركات الأوروبية المصنعة، هل يمكن أن نتوقع مثل هذه الحروب الآن، وقد اتجهت الإيرباص كما نعلم إلى إنتاج الطائرة الضخمة هذه المرة؟

إبراهيم خياط:

هناك منذ سنوات عدة، وأنا أتابع هذا الموضوع، وأذهب إلى المعارض الدولية في أوروبا أو في خارجها، في كل مرة تتوجه بوينج وإيرباص، هناك فعلاً حرب حقيقية تدور بينهما، نذهب لنتحدث مع المسؤولين، جو المعركة مستمر بين الطرفين، مشروع من هذا القبيل سيكلف على الأقل اثني عشر مليار دولار، يعني هذا مبلغ كبير لإنشاء طائرة ستستخدم في نصف تجهيزاتها على الأقل ما تمتلكه إيرباص حاليًا من خبرات ومن تجهيزات، كيف لو كان الأمر لبناء طائرة تستطيع تحمل أحمال وإجهاد كبير، طائرة تفوق سرعة الصوت.

عدنان الشريف:

نعم، هذه النقطة سيداتي سادتي نريد أن نشير إليها في نهاية البرنامج لم يبق لدينا وقت طويل، ولكن هنا رأي الكابتن يحيى عاجاتي أنت -ربما- لك يد أو لك رأي في اختيار طائرة إذا كانت الشركة تريد أن تشتري طائرة جديدة، هل تشعر بأن هناك فعلاً حربًا بين الشركات الأمريكية والشركات الأوروبية في هذا المجال؟

يحيى العاجاتي:

طبعًا هناك بين بوينج وبين إيرباص حرب شرسة وكل شركة منهما تعمل Promotion لطائراتها، وتريد أن تبيع طائراتها الجديدة والحديثة، وكل هذه الشركات تعمل تسهيلات وأشياء كثيرة لشركات الطيران لتبيع لها منتجها.

عدنان الشريف:

طيب، نسأل الكابتن نصري جميعان، إذا كانت هناك حرب من هذا النوع، لنا أن نقول: إنها حرب تجارية، وربما التنافس فيها مشروع، ولكن هل هناك فعلاً ما يمكن أن نقول: إنه حرب تكنولوجية، يمكن أن تؤدي بطائرة إلى أن تكون أفضل من الثانية أم أن التكنولوجيا العالمية أصبحت متاحة للجميع بالدرجة ذاتها؟

نصري جميعان:

أكيد سيدي، التكنولوجيا العالمية الآن موجودة ومتاحة للأمريكان، ومتاحة للأوروبيين بصورة واضحة، وفيما بينهم طول الوقت يشتغلون سويًّا في هذا الموضوع بالنسبة لبيع الطائرة، بيع الطائرة شغلة تجارية، منافسة ما بين الأمريكان وبين الأوروبيين، الآن مَن الذي سيستفيد من هذا الموضوع، هي الشركة التي تستطيع أن تعطي أحسن تسهيلات، تسهيلات مالية وغيرها..

عدنان الشريف [مقاطعًا]:

في الحقيقة سيداتي سادتي لم يبق لنا وقت في هذه الحلقة، نرجو أن نكون قد توصلنا إلى مفاهيم معينة أو واضحة حول موضوع الطيران.

كان معنا مشكورين في هذه الحلقة عبر الأقمار الصناعية من القاهرة الطيار وخبير الطيران المدني كابتن (يحيى العاجاتي) ومن عمان كان معنا الكابتن (نصري جميعان) وهو طيار ومدرب طيران، وكذلك الكابتن (نبيل السعودي) طيار وممارس شؤون السلامة الجوية، في الأستوديو كان معنا الصحفي (إبراهيم خياط) المهتم والمتابع لشؤون الطيران.

سيداتي سادتي نحييكم دائمًا على أمل اللقاء بكم في حلقة قادمة من برنامج (أكثر من رأي) وهذا عدنان الشريف يحييكم من لندن.