أكثر من رأي

لاجئو كوسوفو

هل كانت أهداف الناتو تلتقي مع أهداف صربيا في تطهير المسلمين عرقيا؟ ما دور المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في حماية لاجئي كوسوفو؟ كيف يتم تمويل المفوضية؟ وهل هي معرضة للإفلاس فعلا؟ ما موقف الدول العربية والغربية من لاجئي كوسوفو؟
مقدم الحلقة سامي حداد
ضيوف الحلقة – نصرت تشانشر، سفير البوسنة والهرسك لدى قطر
– بانوس مومتيس، ناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين
تاريخ الحلقة 24/05/1999

undefined
undefined
undefined

سامي حداد:

مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم في حلقة أخرى من برنامج (أكثر من رأي) وتأتيكم الليلة على الهواء مباشرة من قطر. في غمرة الحرب الأطلسية في البلقان تبرز مشكلة اللاجئين، بما يهدد بكارثة إنسانية جديدة تذكرنا بمآسي ملايين اللاجئين في شتى أقطار العالم. معظم هؤلاء المنكوبين كانوا ضحايا الحروب والبيئة إضافة إلى العوامل الاقتصادية، ولا يعرف بشكل قاطع عدد الذين أرغموا على ترك بيوتهم في إقليم كوسوفو.

غير أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تعتقد أن حوالي 800 ألف شخص قد هربوا أو طردوا منذ بدء الحملة الجوية الأطلسية في الرابع والعشرين من شهر مارس (آذار) الماضي، ومن المفارقات التقاء أهم أهداف النظام الصربي مع أهم نتائج الحرب التي يخوضها حلف الأطلسي، أي إفراغ إقليم كوسوفو من سكانه الألبان.

مشكلة لاجئي كوسوفو تسلط الأضواء على مأساة المشردين في بقاع أخرى من العالم مثل: اللاجئين في إفريقيا، الشرق الأوسط، أفغانستان، أمريكا اللاتينية، جنوب شرق آسيا. الآن ما مصير لاجئي كوسوفو؟

وهل سيعودون إلى ديارهم قريباً كما يرون الأطلسي وتحت حمايته، أم سينتظرون نصف قرن أملاً في العودة، كما هي الحال مع الفلسطينيين؟

كيف ستتصرف المفوضية -مالياً- مع لاجئي كوسوفو؟

هل سيكون ذلك على حساب مخصصات اللاجئين في عالم الجنوب؟

ولماذا لا تدفع دول -مثل الولايات المتحدة- مستحقاتها للأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية المتفرعة عنها، بينما أدت غاراتها إلى خلق مشكلة لاجئين جديدة في أوربا؟ ولماذا تنسى أربعة ملايين لاجئ أفغاني شردوا من ديارهم من جراء الحرب الباردة بين الشرق والغرب أثناء وبعد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان؟!

نستضيف اليوم في الاستديو السيد (نصرت تشانشر) سفير (البوسنة والهرسك) في قطر، وعبر الأقمار الصناعية من (واشنطن) السيد (بانوس مومتيس) الناطق الصحفي باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ونأمل أن يشاركنا من (لندن) السيد عبد الباري عطوان رئيس تحرير "القدس العربي". لدينا مشكلة فنية مع الستلايت في لندن.

يمكن المشاركة بعد الموجز .. موجز الأخبار من داخل قطر على هاتف رقم 88840،من خارج قطر 97488841 أو 42، وفاكس رقم طبعاً 974 من خارج قطر 885999. أهلاً بسعادة السفير وبالضيف الكريم في واشنطن.

سعادة السفير، من المفارقات التي تلفت الانتباه في هذه الحرب .. الحرب الأطلسية في البلقان المفارقة تتمثل أن أهداف النظام الصربي -إلى حد ما- تلتقي مع نتائج الحملة الأطلسية ضد (صربيا) وكوسوفو؟ بعبارة أخرى: إفراغ الإقليم من السكان، كيف تقول في ذلك؟

نصرت تشانشر:

شكراً، أولاً أنا أرى أن أهداف النظام الصربي في صربيا والقيادة الصربية تتطابق مع أهداف الحلف الأطلسي ناتو. كما .. كما شاهدنا -وكما نشاهد بالاستمرار منذ أكثر منذ سنة- نظام صربي يقوم بجرائم والعنف، وقتل، وطرد اللاجئين من إقليم الكوسوفو، وذنبهم .. ذنب الألبان هو فقط أنهم ألبان، ويطلبون حقوقهم، أما الأهداف الناتو -كما يعلن هو- تحقيق حقوق الشعب الألباني في كوسوفو، ورجوع اللاجئين إلى هذه المنطقة بحماية القوات المسلحة الدولية تحت قيادة الناتو.

سامي حداد:

ولكن سعادة السفير، يعني من سخريات القدر أنه المنقذ -ألا وهو حلف شمال الأطلسي- يخلق مشكلة جديدة في كوسوفو، يعني قبل بدء عمليات الناتو في 24 مارس (آذار) الماضي كان عدد اللاجئين حسب تقرير المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الذين تركوا قبل الحملة كان حوالي 160 ألف.

نصرت تشانشر:

نعم.

سامي حداد:

منذ أن بدأت الحملة 800 ألف شخص تركوا كوسوفو! يعني كلهم تطهير عرقي، أم أن هذه الغارات أضافت الناس، أرهبتهم مما اضطرهم إلى .. إلى .. إلى الهروب؟ بعبارة أخرى: يعني الأطلسي -إلى حد ما- مسؤول عن هذه المشكلة الجديدة.

نصرت تشانشر:

على سوء الحظ بعض المحللين، وبعض المصادر الإعلامية والسياسية في العالم التي تتابع الأخبار هذه، وتحت ضغوطات الدعاية الصربية، ونتيجة قفل المصادر الصحيحة التي يمكن أن تتحقق أوضاع على واقع أرض، بعضهم أخذوا هذا الموقع بأنه غارات حلف الأطلسي سببت هذه المشكلة. أنا أريد أن نطرح التجربة البوسنية.

أنتم تعرفوا أن الحرب في البوسنة انتهت في سنة .. نهاية السنة 95، ولاجؤون بوسنة في نهاية السنة هذه قبل التوقيع على اتفاق (الدايتون) بلغوا ألف .. بلغوا مليون و900 ألف، وهذا كله حصلت قبل ضربات الناتو في البوسنة، وشخصيات ونظام ورؤوس .. حتى رؤوس التي ارتكبت جرائم هذه هي نفس الرؤوس التي يرتكبها الآن في كوسوفا…

سامي حداد [مقاطعاً]:

لا نريد أن ندخل في .. نعود إلى موضوع البوسنة والهرسك، والتطهير العرقي، ولكن ذكرت اتفاقية دايتون، وقالت: أنه يجب أن تبقى (سراييفو) مدينة موحدة، وعشرات الآلاف من الصرب أرغموا على المغادرة نهبت بيوتهم من قِبَل المسلمين في سراييفو، ويعني .. يعني مش كل واحد ملاك يعني مش هيك؟

نصرت تشانشر:

هذا أيضاً يمكن أن يكون نفس المصادر التي ذكرتها قبل قليل. مَنْ قال: إن الصرب أُجبِروا أن .. أن يغادروا سراييفو؟ ما سمعتم أنتم أنه القيادة الصربية، والمتهم الأول لجرائم الإنسانية. (رادوفان كاراديتش) هو سحب الصرب من سراييفو، دعاهم أن يغادروا سراييفو وهم -على سوء الحظ- انسحبوا من سراييفو، وحرقوا بيوتهم البيوت التي كانوا يبنونه طيلة حياتهم حرقوها وانسحبوا، وأصبحوا لاجئين، بعضهم بقوا في بوسنة في مدن أخرى، بعضهم راحوا خارج البوسنة.

الآن .. الآن هؤلاء الناس .. هؤلاء الناس، هؤلاء الصرب وغيرهم ممكن أن يرجعوا في سراييفو، وهم يرجعون وعلى حساب الأمم المتحدة والدول الغربية والشرقية، والدول الصديقة التي تساهم كثيراً في .. في مشاريع رجوع اللاجئين هذه هي حقيقة بخصوص…

سامي حداد [مقاطعاً]:

دقيقة .. دعني أنتقل إلى .. يؤسفني أنه يوجد مشكلة فنية مع لندن فيما يتعلق بالقمر الصناعي، ولكن ننتقل إلى السيد بانوس مومتيس الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا. سيد بانوس، يعني قرار الحرب هو قرار أطلسي .. الدمار، التهجير، ويطلب إليكم أنتم -في آخر لحظة- أن تذهبوا وترقعوا .. أو يعني أن .. أن تدملوا الجروح التي أحدثها الأطلسي. كيف تشعرون في ذلك سيد بانوس؟

بانوس مومتيس:

هو فعلاً مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إحنا لينا دور إنساني، وفي حروب مختلفة في العالم تدخلنا في إن إحنا نساعد اللاجئين بعدما بيعدوا الحدود. وواضح جداً دور المفوضية، إحنا منظمة لنا عملنا هو عمل إنساني، إنما الحل المطلوب في هذه الحروب هو حل سياسي. فإحنا كما قلت -قلت يا أخ سامي- كما الإسعاف بنروح بعد الحادثة إن إحنا نساعد اللاجئين، نعطيهم مساعدة، وفي نفس الوقت مساعدة قانونية .. حماية قانونية.

إنما الحل المطلوب في هذه الكوارث والحروب اللي هي كثرت في التسعينات .. شفنا أكثر من حرب بدء في مناطق مختلفة في العالم، المشكلة هي أصلاً سياسياً.

سامي حداد:

قبل بداية الحملة كان هو متوقع أن تبلغ النفقات المفوضية بـ 168 مليون، الآن الحديث عن 233، وربما بحلول شهر سبتمبر -ومع ازدياد هذا العدد من اللاجئين- أنتم بحاجة إلى مليار دولار، من أين تأتي هذه الميزانية؟! مليار دولار .. وإذا طالت المدة -حسب التقارير- 2 مليار بحاجة أنتم .. من أين تأتي هذه الأموال؟

بانوس مومتيس:

هي ميزانية المفوضية بتجيلنا عن طريق التبرعات من حكومات، ومن القطاع الخاص من مختلف أنواع العالم. أكبر 3 دول تتبرع هي الولايات المتحدة،الدول الأوربية .. السوق الأوربية، واليابان. هذه هي أكبر 3 دول، وهي بتعتبر تبرعات من ميزانية (الولايات المتحدة) بتغطي أكثر عن ربع ميزانية المفوضية، أكثر عن 250 مليون دولار سنوياً تتبرع بها الحكومة الأمريكية إلى المفوضية…

سامي حداد [مقاطعاً]:

ولكن .. ولكن من المعروف إنه يعني هذه المشكلة حلف الأطلسي، يعني كان هنالك تململ في أوروبا فيما يتعلق بألبان كوسوفو، الاتحاد الأوروبي كانوا مشلولي الأيدي عندما دخل الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، بدأت هذه الحرب، وسببت هذه المشكلة، وتقول: إن الولايات المتحدة هي الأكثر .. أكثر الناس تبرعاً!

لماذا لا تتبرع الولايات المتحدة بمستحقاتها إلى المنظمة الدولية، فهي مدانة .. أو مدينة إلى الأمم المتحدة بمليار ونصف مليار دولار، وتقول أن الأمريكان بيساعدوكوا في موضوع الإغاثة الإنسانية أستاذ بانوس؟!

بانوس مومتيس:

أحب أوضح إن الأمم المتحدة منظمة كبيرة فيها منظمات مختلفة متخصصة في مجال معين. مثلاً عندك بونيسيف (UNICEF) عملهم للأطفال، منظمة الصحة العالمية لمجال الصحة، صندوق الإغاثة، كذا .. كذا. إحنا منظمة متخصصة داخل الأمم المتحدة، عملنا هو مساعدة وحماية اللاجئين مهما كانوا في العالم. ففيه خلاف بين الأمم المتحدة اللي هم الرئاسة .. الـ home في (نيويورك) وهذا مكتب الأمين العام، وإحنا كمفوضية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منظمة متخصصة لحماية ومساعدة اللاجئين. فبالنسبة لنيويورك طبعاً فيه عجز في التبرعات…

سامي حداد [مقاطعاً]:

ولكن .. عفواً، سيد بانوس .. سيد بانوس، يعني أنتم مسؤولون عن اللاجئين في العالم، يعني هذه المشكلة الجديدة في أوروبا، واللاجئ في أوروبا يعني بتحطوه في خيمة five stars خمس نجوم، في حين اللاجئ في أمريكا اللاتينية، وفي إفريقيا، وفي أفغانستان مرميين على الحدود، بالكاد أحد يسأل عنهم. هذه المشكلة الجديدة ألا تؤثر على ميزانيتكم؟ يعني تسحبوا أموال من اللاجئين في العالم إلى .. إلى ألبان كوسوفو أليس كذلك؟ على حساب الآخرين هتكون هذه يعني!

بانوس مومتيس:

لأ، هذا غير صحيح، لأن لكوسوفو عملنا نداء خاص، وبدأنا بصندوق خاص لمساعدة اللاجئين الكوسوفو. حتى الآن كان فيه رد فعل قوي من دول مختلفة في العالم، خاصة للاجئين كوسوفو -كما قلت في برنامج .. في بداية البرنامج- اليوم يوجد أكثر عن 800 ألف لاجئ من كوسوفو.

فهذا برنامج خاص، ما بنأخد أي مساعدات من برامج مختلفة في العالم، بالعكس بنحاول إن إحنا التبرعات اللي بتوصلنا إذا قدرنا نتوصل كمية تبرعات كبيرة إن إحنا نبعت مساعدات إلى برامج أخرى في العالم اللي هي ما بتوصلهاش مساعدة كافية، اللي هي ما فيش اهتمام الإعلام والعالم .. ما بيسمعوا كثير عن اللاجئين في (أنجولا) أو اللاجئين .. حتى (رواندا) الآن ما بقتش .. يعني كان بقى صعب إن إحنا نقدر نلم تبرعات ونوصلهم مساعدات إليهم.

سامي حداد:

وماذا .. وماذا عن أربعة ملايين أفغاني مرميين على الحدود بين (إيران) و(أفغانستان) وهم سبب أو نتيجة الحرب الباردة بين (الاتحاد السوفيتي) السابق والولايات المتحدة التي شجعت على طرد السوفييت الذين احتلوا أفغانستان عام 79 ليلة عيد رأس السنة، ودربوا الأفغان والمجاهدين، وإلى آخره، ونسيوهم الآن! 4 ملايين لاجئ! سيد بانوس.

بانوس مومتيس:

في أفغانستان .. ممكن أعطيك أمثلة مختلفة للمناطق مختلفة في العالم اللي هي بدأت فيها الحرب بعد انتهاء الحرب الباردة. أفغانستان هو من أحد الأمثلة الموجودة. اللاجئين من أفغانستان هي أكبر وأكبر عدد لاجئين في العالم، طبعاً بعد اللاجئين الفلسطينيين موجودين طبعاً لفترة طويلة جداً، وإحنا -مفوضية- عندنا برنامج موجود لمساعدة وإغاثة هذه اللاجئين الموجودين في المخيمات بين الحدود مع إيران و(باكستان).

فعملنا موجود في مساعدة اللاجئين الأفغانستان في نفس الطريقة اللي إحنا موجودين لمساعدة لاجئين كوسوفو، أو أي لاجئين في العالم. المفوضية عملنا إن إحنا نساعد اللاجئ…

سامي حداد [مقاطعاً]:

دعني .. سعادة السفير، سمعت ما قاله السيد بانوس مومتيس الناطق الرسمي أو الصحفي باسم المنظمة المفوضية العليا اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. يعني هذا الاهتمام فيما يتعلق بلاجئي كوسوفو، هل تعتقد أنه نفس الاهتمام الذي يهتمون فيه في لاجئي رواندا الهاربين من (جواتيمالا) أو في اللاجئين من أفغانستان؟ أو ها دول أوروبيين يعني، يعني يعتبروا ناس من درجة تانية أعلى؟ هذا الاهتمام العالمي والإعلامي أيضاً.

نصرت تشانشر:

لو تريد جواباً صحيحاً على سؤال هذا، لابد أن تقوم بالتحليلات الدقيق .. في وسائل الإعلام، في المؤسسات السياسية الدولية، ونأتي بالنتائج هذه. صحيح أن الاهتمام لقضية اللاجئتين في أوروبا أكبر -لا شك- من اهتمام لقضية اللاجئين في أماكن أخرى مثل إفريقيا ووسط آسيا، وهكذا أرى السبب في هذا أن الظروف الاجتماعية، والظروف الثقافية، والمرافق الإعلامي هو أكثر تقدماً في هذه البلدان، ويستطيع أن يتابع قضية هذه بطريقة أجد مما يتابعه في أماكن أخرى.

وشيء آخر أيضاً، أن هذه الأزمات تحدث في حدود العالم المتقدم في أوربا، والرأي العام في أوروبا مهم جداً في سياسات، في قيادات البلدان، وهذا الرأي .. الرأي للمواطنين الأوروبيين يضغط كثيراً على القيادات السياسية، لكي يقوموا ببعض الخطوات في سبيل المعالجة لهذه القضية…

سامي حداد [مقاطعاً]:

ولكن ألا تعتقد -سعادة السفير- القيام بهذه الخطوات يعني مشكلة لاجئين أخري -كما كانت الحال في الحرب العالمية الثانية- كل أوروبا كانت لاجئين، لا يريدون أن .. يعني هنالك حوالي 20 مليون عاطل عن العمل في أوروبا الغربية .. يعني لا يريدون أن يكون هنالك تدفق جديد، سيل جديد من اللاجئين في أوروبا الغربية! يعني .. يعني بسبب البطالة وإلى آخره، ومن ثم يصرون على إظهار هذه المشكلة لحلها -ولو بالقوة- لإعادتهم إلى كوسوفا، أليس كذلك؟ يعني مش عاوزين المشكلة تنتقل إلهم، لأنه ربما تتفجر مستقبلاً؟

نصرت تشانشر:

فيه خوف من هذا النوع .. هذا صحيح، وأحسن الحل هو تأمين ظروف المناسبة لكي يرجع اللاجئين إلى بيوتهم، إلى أراضيهم. وهذا -كما ذكر سيدنا الكريم من واشنطن- يحتاج الحلول السياسية، وهذه الحلول السياسية يحتاج شيئاً آخر أيضاً.

سامي حداد:

يعني -بكل أسف- لا يوجد معنا عبد الباري عطوان من لندن -مشكلة فنية- أعتقد أن لدينا أمجد ميقاتي من (بلجراد) سيد أمجد، هل أنت معنا على الهاتف؟

أمجد ميقاتي:

نعم معكم بكل سرور.

سامي حداد:

سيد أمجد، هل تعتقد أن هذا العدد من اللاجئين الذي يصدر عن الناتو، وعن مؤسسة تابعة للأمم المتحدة ربما يعني مصداقيتها أكثر، هذا العدد الهائل من اللاجئين 940 ألف تركوا يعني كوسوفو، هل هذا بنظر صربيا صحيح هذا العدد أم مبالغ فيه؟

أمجد ميقاتي:

لا أعرف بالتحديد ما هي وجهة النظر الصربية و(يوغسلافيا) من حجم العدد، إنما هو المؤكد والذي تقربه حتى كثير من المنظمات والمؤسسات الدولية أن قضية اللاجئين برزت بعد غارات الأطلسي على يوغسلافيا، وتحديداً التشديد الذي كان على الكوسوفو ليس قبلها، وبذلك فإن قضية اللاجئين هي نتيجة وليست سبب.

بغض النظر عن العدد هنالك تمييز في قضايا اللاجئين، إن كان في أوضاع لاجئي الكوسوفا تحديداً أو يوغسلافيا السابقة بشكل عام. فكما هو معروف أن القصف لا يمكن له أن يميز ما بين ألبانياً أو صربياً أو مسلماً -كأقلية قومية في ها الكوسوفو، أو تركي أو مع غيره، ويجري عليهم بنفس الشدة والمستوى.

وبالتالي فالهجرة من كافة الأطراف إلى مناطق مختلفة حسب التصريحات الرسمية التي تحدث بها الصليب الأحمر اليوغسلافي، ولم ينفيها -حتى الآن- منظمة الصليب الأحمر الدولية، فإن الهجرة الداخلية -بما فيها الهجرة من كوسوفو ومناطق داخلية في يوغسلافيا- تعرضت للتدمير والقصف، والناس الذين فقدوا منازلهم أو أماكن عملهم، وبالتالي تشردوا إلى القرى للعمل في الزراعة قد بلغ حوالي مليون شخص في داخل يوغسلافيا، وهذا حتى الآن لم يثير أي موجه من الشفقة أو لفت الانتباه للمفوضية العليا للاجئين، رغم أن هنالك وعوداً بأخذ ذلك بعين الاعتبار.

القضية الأخرى والأهم والأخطر هي أن اللاجئين الذين قدموا من (كروانيا) والبوسنة، والتي يبلغ عددهم -حسب الإحصائيات الرسمية والمفوضية العليا اللاجئين في إحصائيتها الأخيرة التي أعدتها في العام الماضي، وأبلغتنا إياها في مؤتمر صحفي السيدة (مارجريت أوكيب) مديرة المكتب الخاص في يوغسلافيا- قد بلغ أكثر من 750 ألف لاجئ، وليس هنالك أي اهتمام جاداً بهم.

والأهم من ذلك والأخطر أن رئيس وزراء (أيرلندا) السابق في بداية العدوان على يوغسلافيا عطى مقابلة لـ"سكاي نيوز" قال فيها: أن وزير الخارجية البريطاني السيد (كوك) قد خالف الحقيقة في قوله أنه لم يكن يعرف، فالأطلسي لم يكن يعلم أن غاراته ستؤدي إلى هذه السيولة من اللاجئين، وقال: أن السيد (كاربل) في مؤتمر عقد في (برلين) وكان هو -أي رئيس وزراء أيرلندا السابق- حاضراً فيه قد حذر من أن مغبة أن تؤدي الغارات الجوية إلى هجرة ما يقرب من مليون إلى مليون ونص في الأسبوعين الأولين من تلك الغارات، بما فيهم الألبان والصرب والمسلمين، وهذا على ما يبدو وقد حصل فعلاً، وهنالك مهاجرين بفعل القصف بالأساس.

[موجز الأخبار]

سامي حداد:

لو انتقلنا إلى واشنطن مع السيد بانوس مومتيس الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا، قبل موجز الأخبار كان هنالك مداخلة من السيد أمجد ميقاتي من بلغراد، يقول: إنه يعني الاهتمام .. وهنالك عندي فاكس -في الواقع- بنفس الموضوع، إنه الاهتمام بتصبوه الآن .. تركزون فيه على لاجئي كوسوفو الألبان، ولا تتحدثون عن اللاجئين الصرب الذين كانوا في كوسوفو وانتقلوا إلى صربيا، لماذا الحديث عن هؤلاء وليس .. مش كلهم بشر؟!

بانوس مومتيس:

طبعاً كلهم بشر، وإحنا كمفوضية الأمم المتحدة بنشتغل مع .. وبنساعد اللاجئين في كل أنحاء العالم مهما كانت ديانتهم، اللون أو الأصل .. المفوضية بتقوم بمساعدة -برضه في نفس الوقت- اللاجئين اللي طلعوا من صرب اللي هم موجودين كانوا موجودين في منطقة كوسوفو، طبعاً الاهتمام العالمي أكتر، والإعلام طالع على اللاجئين الألبان، لأنه الأعداد أكتر بكتير يمكن 10% من سكان كوسوفو هم من أصل صرب، وطبعاً فيه عدد كبير منهم طلعوا إلى داخل يوغسلافيا .. بس كمفوضية الأمم المتحدة بنساعد اللاجئين الصرب، والكروات، والألبان وفي مناطق العالم من غير ما نعمل أي تمييز لأي مجموعة محددة…

سامي حداد [مقاطعاً]:

هل أفهم من ذلك .. هل أفهم من ذلك يعني أن فريقاً منكم ذهب إلى صربيا نفسها لرؤية الأحوال؟ أو اعتمدتم على ما يقوله الصليب الأحمر اليوغسلافي، وربما لا تأخذونه يعني باعتباره .. ربما كان تحت وطأة تأثير الحكومة، أليس كذلك؟

بانوس مومتيس:

مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بلجراد فضل مفتوح طول الوقت، ولنا زملاء موجودين في بلجراد هم بيتابعوا في التنسيق مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر اليوغسلافي، والصليب الأحمر اليوغسلافي في بلجراد لمعاناة ومساعدة اللاجئين الموجودين داخل يوغسلافيا من صربيا، وفي نفس الوقت اللاجئين من كرواتيا اللي هم موجودين في بلجراد، ومناطق مختلفة اللي هم برضه تأثروا من ها الضربات اللي وصلت من الناتو.

سامي حداد:

شكراً. سعادة السفير، عندي فاكس من السيد إحسان حصباني من أبو ظبي دولة الإمارات العربية المتحدة، يقول فيه رسالة طويلة: نلاحظ في السنوات الأخيرة تعدد وتلاحق الحروب والدمار في الكثير من دول العالم -سواءً على المستوى المحلي أو العالمي- ثم ينتقل ويقول، يذكر بما قاله الدكتور بطرس غالي عندما كان أميناً عام للأمم المتحدة في إحدى لقاءات التليفزيون، إنه يحاول جاهداً في جميع .. مع جميع الدول شد أزر وتثبيت وزيادة عدد القوات الخاصة بالأمم المتحدة. السؤال -بعد مقدمة طويلة- ألا يعتقد أن تدخل حلف شمال الأطلسي حالياً ضد القوات الصربية في يوغسلافيا يزيد من ضعف وهيبة قوات الأمم المتحدة أمام الرأي العام العالمي وأمام شعوب العالم؟

نصرت تشانشر:

لست معكم في هذا، وهذا أتحدث من تجربتنا في .. في أرض البوسنة، الشيء الضعيف لا يمكن أن يصنع .. أضعف مما هو. نحن نعرف أريد أن أذكركم في دور الأمم المتحدة في البوسنة، أنتم تعرفوا أن هناك الأربع المناطق المحاصرة كانت تحت حماية قوات الأمم المتحدة، والأمين العام -في ذلك الوقت- كان مسؤولاً لهذه المناطق، وبين هذه المناطق منطقتين: منطقة مدينة (سربرينتسا) ومدينة (جيبا) سقطوا في يد الصرب، احتلتها الصرب وأذكركم أيضاً أن تحت هذه الحماية لقوات الأمم المتحدة قتل في ذلك الوقت في سربرينتسا حوالي 10 آلاف لاجئ مدني والعسكري أيضاً لمدة أربعة أيام، وماذا حصل بعد؟ هل اتعظ .. عفواً، عفواً .. هل اتعظ أحد؟!

سامي حداد [مقاطعاً]:

يعني بعبارة أخرى تريد أن تقول: أن الأمم المتحدة عاجزة عن القيام بدور شرطي العالم -كما هي الحال الآن- في عالم أحادي القطب .. الولايات المتحدة هي شرطي العالم وهي تفعل ما تشاء .. هذا ما تريد أن تقول؟

نصرت تشانشر:

لابد أن .. أن نذكر وهذا هو .. هذه هي الحقيقة أن عالمنا هذا في الحروب العديدة، وفي الحرب بالكثافة يحتاج المؤسسة، يحتاج المؤسسة التي تستطيع أن تحمي بعض الأقليات .. تحمي بعض الشعوب من إبادة جماعية مثلما يحدث على سوء الحال في هذه الأيام.

أنا .. أنا لست مشجعاً للناتو ولا للأمم المتحدة، بل أؤكد أن العالم، والمجتمع الدولي، والمجتمع ككرة الأرض يحتاج مؤسسة جدية قوية لكي تستطيع تحمي بعض الشعوب من الإبادة الجماعية.

سامي حداد:

يعني مؤسسة مثل حلف شمال الأطلسي .. أن تصبح شرطي في أي مكان في العالم!

نصرت تشانشر:

الآن .. الآن ليس .. ليس لدينا شيء أكثر من هذا، وأنتم تعرفوا أن الشرطة هي أحسن بل أوضاع من غير الشرطة ومن غير أي واحد.

سامي حداد:

دعنا نأخذ هذه المكالمة من السيد حسين عادل من الدنمارك، تفضل يا أخ حسين.

حسين عادل:

مساء الخير.

سامي حداد:

مساء النور.

حسين عادل:

أولاً: ناتو لم يخلق مشكلة جديدة، إنما المشكلة مع الجماعة الإرهابية والمقوقعين بجرائمهم البشعة في صربيا، المقارنة بين كوسوفو وأفغانستان مقارنة غير عادلة مطلقاً، الأفغان يقتلون بعضهم البعض، أما في كوسوفو فالجزارين هم الصرب، أما لو تركت قضية كوسوفو لهيئة الأمم المتحدة فمعناها إبادة شعب كوسوفو، ولنا تجربة مع حفيد بطرس باشا في … اللي كان مهاجر للصرب، مش عارفين كده وإلا إيه؟! وشكراً.

سامي حداد:

شكراً يا أخ .. سيد بانوس في واشنطن، لديَّ فاكس من سوداني من شمال السويد، شوقي بدري، يقول فيه -ها موجه إلك بشكل خاص- إنه لماذا لا .. لماذا يتجنب العالم الحديث عن لاجئي جنوب السودان؟! إذا أخذنا في الاعتبار أن حرب جنوب السودان بدأت سنة 1955م، قتل في تلك الحرب 2.5 مليون .. لا أدري إذا كان هذا الرقم صحيح أو لأ، وتشرد أكثر من مليون شخص. لماذا لا نرى أي منظمة دولية أو عربية تقدم أي نوع من المساعدة؟ بعبارة أخرى: أنتم -كمفوضية عليا- ماذا فعلتم بالنسبة إلى اللاجئين بسبب الحرب في السودان؟

بانوس مومتيس:

شكراً للسؤال، طبعاً العدد .. الأرقام هي مظبوطة إن فيه عدد كبير من اللاجئين من السودان موجودين في (كينيا) و(أوجندا) وحتى داخل السودان نفسه في جنوب السودان، فيه مئات من الآلافات من اللاجئين داخل .. داخل السودان نفسه. الأمم المتحدة لنا موجودين داخل السودان، ولنا مكاتب في الخرطوم، ولكن في الجنوب فيه برنامج خاص اسمهOperation Life Line Sudan وهو برنامج خاص لمساعدة السودانيين في منطقة الجنوب، وهذه .. وهذا البرامج بيتحرك من منطقة (لوكيشوكيو) في كينيا.

فالأمم المتحدة موجودين في جنوب السودان، إنما لماذا ما فيه اهتمام من العالم كله لمنطقة السودان بنفس الطريقة زي ما هو لكوسوفو؟ هذا سؤال أكبر .. أو سؤال كبير جداً. إحنا -كأمم متحدة- بنساعد اللاجئين، وبنحب إن يكون فيه اهتمام من العالم كله، سواء من الصحافة أو من حكومات من ناحية المساعدات، ومن ناحية محاولة حل المشاكل، لأنه هذه هي أساس المشكلة حل المشكلة .. المشاكل…

سامي حداد [مقاطعاً]:

ولكن المشكلة مش كده يا أستاذ بانوس، أستاذ بانوس، فيه فرق كام ثانية بيني وبينك حتى تسمعني وأسمعك. المشكلة إنه يعني إذا أراد الإعلام الغربي أن يركز على منطقة معينة من العالم يركز عليها كما هي الحال الآن فيما يتعلق بكوسوفو، ونسبوا اللاجئينthe pot people من (فيتنام) ها دول الذين ذهبوا إلى (هونج كونج) و(سنغافورة) الذين هربوا بالقوارب، اللاجئين من جواتيمالا في أمريكا اللاتينية، رواندا، أفغانستان وإلى آخره. دعني آخذ هذه المكالمة من السيد أو الدكتور عبد الجبار من سوريا، مساء الخير دكتور.

د. عبد الجبار:

السلام عليكم.

سامي حداد:

عليكم السلام.

د. عبد الجبار:

تحياتي أستاذ سامي.

سامي حداد:

أهلاً.

د. عبد الجبار:

بدي أحكي لك مداخلة بسيطة يعني هي في مجال.

سامي حداد:

تفضل.

د. عبد الجبار:

من حسن حظ أمريكا يا أخي أن الأعلام العربي والإسلامي والإعلام عامة يدور في فلك أمريكا ويروج لها. يقول السيد نصرت: أن أمريكا هدفها إعادة اللاجئين! يا سيدي، إذا كان هدف أمريكا هو إعادة اللاجئين، لماذا لا يعود لاجئي فلسطين منذ عام 48، ولاجئي أفغانستان وجنوب لبنان؟!

يا أخي هدف أمريكا تحقق، واحتلت ألبانيا و(مقدونيا) ودمرت كوسوفو وصربيا، وهجرت الأوطان، وأخطاء القصف قتلت ودمرت الكثير. أطلب منك يا سيدي أن لا تنجر وراء أهداف أمريكا، أمريكا -بالقاموس السياسي- هي دمار العالم، وشكراً.

سامي حداد:

شكراً لرأيك يا دكتور عبد الجبار، سعادة السفير.

نصرت تشانشر:

شوفوا، أنا لست ناطق باسم الحلف الأطلسي، ولست ناطقاً باسم الألبان الكوسوفو، لكن على أسئلة مثل هذه .. أريد أن أجيب بسؤال آخر ما هي الطريقة التانية؟ وهل لديكم أي طريقة تانية…

سامي حداد [مقاطعاً]:

ما هي المشكلة -سعادة السفير- يعني فيه .. فيه مفارقات في الإعلام العربي.

نصرت تشانشر:

نعم.

سامي حداد [مستأنفاً]:

وعند المسلمين والعرب، في بداية الأزمة .. يا عالم! يا ناس! المسلمين يدبحوهم! كانت قصة مسلمين .. ألبان كوسوفو، عندما تدخلت أمريكا وحدثت مشكلة اللاجئين .. الله أكبر! الأمريكان سببوا لنا مشكلة! يعني مش عارفين كيف .. نرضي مَنْ؟!

[فاصل إعلاني]

سامي حداد:

سيد بانوس مومتيس في واشنطن، هنالك من يقول: بأن الإعلام الغربي يركز على مناطق تهمه ولا يركز على مناطق أخرى، ومن ثَّم .. ومن ثَّم فإن المنظمات التابعة للأمم المتحدة تنجر وراء هذا التشهير أو الإشهار الإعلامي، كيف تقول في ذلك؟

بانوس مومتيس:

إحنا كمنظمة الأمم المتحدة كمنظمة إنسانية هدفنا .. الهدف الوحيد اللي موجود اللي هي مساعدة اللاجئين. طبعاً الطريقة اللي بتغطي فيها الإعلام الغربي، أو الإعلام الأمريكاني، أو الإعلام العربي، هذا مش هو هدفنا، عملنا هو مساعدة اللاجئ في الفترة الأخيرة. طبعاً كان فيه .. فيه اهتمام كبير موجود للاجئين كوسوفو، في نفس الوقت هي عملية خاصة من ناحية إنك عندك الضربات من الناتو، في نفس الوقت لاجئين بيخرجوا إلى مناطق مختلفة في العالم -كما قلت- إحنا عملنا مساعدة الإنسان .. البني آدم مهما .. اللاجئ مهما كانت ديانته أو لونه، ما بنتدخل لمساعدة مجموعة مختلفة أو مجموعة .. مجموعة ثانية.

سامي حداد:

لنأخذ هذه المكالمة من السيد عمار إسماعيل من (براغ) اتفضل يا أخ عمار.

عمار إسماعيل:

مساء الخير.

سامي حداد:

مساء النور:

عمار إسماعيل:

تحياتي عزيزي، أني بس عندي .. مداخلة بسيطة على المكالمة اللي وردت قبل قليل فيما يخص الموقف الأمريكي من أزمات تشهدها هذه البقعة أو تلك من العالم. يكاد المنطق السياسي الحديث يعني يقول: بأنه ليس هناك صداقات دائمة ولا عداءات دائمة، وإنما ما موجود هو مصالح دائمة.

الواقع في ما يخص العرب والمسلمين يعني هذا العالم، إذا قدر أن يجد نفسه في هذه المعادلة بطريقة تضعه في موقع المصلحة اللي ممكن أن يهتم به كل أقطاب العالم سواءً كانت هذا .. هذه الأقطاب كبرى أو كانت هامشية، مركز أو بالهامش. المشكلة أن مازالت الذهنية الإعلامية العربية تتعاطى مع أي موقف يصدر باتجاهها بعقلية المؤامرة والتآمر، أن كل شيء عم يصير هو .. هو عبارة عن مؤامرة تستهدف الإسلام، وتستهدف العرب، وتستهدف هذا التاريخ والتراث.

أنا بالحقيقة أعتقد أنه آن الأوان لأن نضع هذه المعادلة أمامنا دائماً ونحن بلدان .. وخصوصاً البلدان العربية، بلدان إلها قيمتها الاقتصادية، إلها قيمتها السياسية الاستراتيجية، وبالإمكان تكون فعلاً عامل مؤثر في حركة المجتمع الدولي نحو الرقي والتطور. أنا بس حبيت أن أعطي هذه المداخلة، وألف شكر لك يا عزيزي، تحياتي.

سامي حداد:

شكراً، شكراً لك، بكل آسف ضيفنا الثالث العربي مش موجود معانا، السفير البوسني والناطق باسم المفوضية العليا للاجئين وهو يوناني الأصل. سيد بانوس، مرة أخرى إليك، الآن يعني هنالك دول عديدة .. حوالي 200 ألف من كوسوفو .. ألبان كوسوفو استقبلتهم دول أوروبية بما في ذلك (كندا) والولايات المتحدة و(أستراليا) السؤال: يعني استقبال هؤلاء الناس سيخدم -في المدى البعيد- أن يقل عدد سكان كوسوفو الألبان، أليس كذلك؟ يعني هل تشجعون على استقبال هذه الدول لهم بشكل دائم؟

بانوس مومتيس:

هو مش .. السؤال ما هواش موضوع إن إحنا نشجع، الوضع .. خليني أبدأ بالعدد، هو حتى اليوم 50 ألف تركوا كم (مقدونيا) إلى مناطق مختلفة في العالم. في بداية هذه الكارثة، إحنا…

سامي حداد [مقاطعاً]:

لا عفواً .. عفواً .. عفواً .. عفواً .. عفواً .. عفواً، منذ بدء .. عفواً، منذ بدء الأزمة حتى الآن حوالي 160 ومؤخراً حوالي 40 يعني استوطنواalready في .. في المناطق في الدول الأوروبية، حصلوا على حق اللجوء ويعلمون هناك.

بانوس مومتيس:

هذا رقم غير مظبوط، لأن إحنا -الأمم المتحدة- بنساعد أو بننسق مع دول مختلفة في العالم، في إعادة استيطان هذه اللاجئين من مقدونيا من مخيمات لدول مختلفة. فحتى اليوم تقريباً 50420 لاجئ طلعوا من منطقة مقدونيا إلى مناطق مختلفة. هذا الـ.. يعني، لأول مرة قررنا في هذه العملية إن إحنا نساعد اللاجئين يطلعوا من مقدونيا إلى مناطق مختلفة في العالم، وهذا كان قرار صعب جداً بالنسبة لنا، واللي خلانا نأخذ هذا القرار كان وضع حكومة مقدونيا.

مقدونيا -كما تعرف- فتحوا .. قفلوا الحدود يمكن أكثر عن 20، 30 مرة في خلال الشهرين اللي فاتوا، ويومياً لما كانوا بيوصلوا اللاجئين في الحدود طبعاً مقدونيا كانوا يقفلوا الحدود، وطلبوا مننا إنهم ما هيقبلوا عدد من اللاجئين إضافيين إذا دول مختلفة في العالم مش هتاخذ عدد الموجودين في مقدونيا، فكل اللي طلعوا من المنطقة، ومن اللاجئين الكوسوفو طلعوا من مقدونيا الأغلبية طلعوا إلى أوروبا، (تركيا) و(ألمانيا) ودول مختلفة في أوروبا.

والقرار كان قرار من اللاجئين نفسهم اللي عندهم عائلات موجودين في هذه المناطق، وطبعاً الفكرة إن هو موجودين في هذه الدول مؤقتاً لحد ما السلام يوجد في بلدهم .. كل اللاجئين…

سامي حداد [مقاطعاً]:

إذا الآن .. إذا كان .. إذا كان في استقبال .. عفواً .. إذا كان استقبال هؤلاء، وأريد السفير أن يشارك في هذا الموضوع، وسأبقيه بعد لحظات لأنه فيه عندي مكالمة من (باريس). يعني إبقاءهم بشكل مؤقت وإصرار الناتو على عودتهم في الوقت الذي لا يصر الناتو ولا أمريكا على عودة اللاجئين في أفغانستان، الفلسطينيين .. وإلى آخره. فكروا بذلك حتى آخذ -أولاً- هذه المكالمة من السيد إبراهيم محمد باريس، تفضل يا أخ إبراهيم .. آلو.

د. إبراهيم محمد:

نعم، نعم.

سامي حداد:

اتفضل.

د. إبراهيم محمد:

مساء الخير.

سامي حداد:

مساء النور.

د. إبراهيم محمد:

يا أخي بيقولوا كل ما اتكلمنا بيقولوا: مؤامرة، عقلية مؤامرة! هي مؤامرة، هي مؤامرة، إيش تكون؟! P.. Conspiracy أمريكا تعمل مؤامرة، فيقول لك كل ما أتكلمنا يقول لك: هذه عقلية مؤامرة! والحل بالنسبة للأخ السفير يقول لك: إيش الحل؟ الحل تتوقف عن إيقاع الناس في بعضها البعض، وأن تتوقف هذه .. تدمير الشعوب من أجل .. من أجل السيطرة على العالم، يعني أنا لازم أمريكا تقول لـ(ميلوسوفيتش) –متفقة معاه- أنا أكسر لك شوية محطات كهربائية قديمة، وأكسر لك مصافي بترول قديمة، وأنت ابقى اقتل 150، 200، 300 ألف، اعمل تطهير عرقي، وبعد ذلك المصافي خلال 3، 4 أيام ترجع يوغسلافيا جديدة ونظيفة ومصافي جديدة، ومحطات كهربائية جديدة، وانتهى الموضوع it is ponspiracy، إنها مؤامرة مش .. عقلية، إحنا ما عندناش عقلية .. أمريكا…

سامي حداد [مقاطعاً]:

conspiracy ،conspiracy نعم، إيه.

د. إبراهيم محمد [مستأنفاً]:

آلو، أخ..

سامي حداد:

اتفضل.

د. إبراهيم محمد:

أمريكا .. والغرب خايفين من هذا المارد الذي يطلع من القمقم، خايفة على عظمتها وقوتها، خايفة من شوية مسلمين ضعيفين…

سامي حداد [مقاطعاً]:

شكراً..

د. إبراهيم محمد [مستأنفاً]:

خايفة، هذه مؤامرة it is conspiracy، it is conspiracy ،نعم.

سامي حداد:

شكراً دكتور إبراهيم محمد على موضع الـConspiracy by the way مؤامرة أمريكية، سعادة السفير، وبعدين إنتو أكثر ناس دقتم في البوسنة والهرسك يعني مؤامرة أمريكانية عليكم.

نصرت تشانشر:

أسمع كثيراً عن هذا .. هذه الكلمة أصبح مصطلح خاص في .. في كل كلام سياسي، ويبدو أن .. أن الضعفاء يستعمل الكلمة هذه فقط -مؤامرة- وربما هناك يوجد مؤامرة، ربما يوجد شيء من هذا، لكن في ظروف مثل هذه أنا -شخصياً- لا أريد أسبب التشويشات في اهتمام العالم الإنساني بقضية هؤلاء الناس المشردين، بمناقشات هل .. هل هناك مؤامرة أو شيء آخر. فعلينا أن نقوم ببعض الخطوات بجدية لكي نساعد الناس، لكي نقوم بالضغوطات السياسية الدبلوماسية على المؤسسات الدولية لكي يوقفوا المذابح والإبادة هذه.

سامي حداد:

إذن .. إذن .. نعم، الآن قبل هذه المكالمة طرحت سؤالاً عليك وعلى السيد بانوس في واشنطن. الإصرار الأطلسي على إعادة لاجئي كوسوفو، والآن في حوالي 40 إلى 50 ألف جندي في مقدونيا وفي ألبانيا جاهزين لإعادة هؤلاء اللاجئين لحمايتهم، في الوقت اللي فيه ملايين اللاجئين في العالم لا تصر أمريكا على عودتهم، هناك قرارات دولية مثل اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة من 48، نصف قرن مضى ولا نجد ذلك. لماذا الإصرار على إعادة هؤلاء ونسيان هؤلاء يا سيد بانوس مومتيس في واشنطن؟!

بانوس مومتيس:

أنا في اتفاق تام معك يا أخ سامي، لأن طبعاً إحنا كمفوضية الأمم المتحدة بنشجع إعادة اللاجئين في كل أماكن في العالم، في قرارات الأمم المتحدة موجودة لعودة اللاجئين الفلسطينيين، أو أفغانستان، أو في مناطق .. ولحتى الآن يعني -الحمد لله- في بعض المناطق المختلفة في العالم مثل في (موزمبيق) في خلال الخمس سنين الأخيرة قدرنا نحن نرجع مليون ونصف مليون لاجئ عادوا إلى بلدهم.

فكمفوضية الأمم المتحدة الحل المفضل الموجود إلنا لكل لاجئ موجود في العالم -أي منطقة في العالم- هي عودته إلى بلده، وأملي طبعاً إن لاجئين كوسوفو واللاجئين الفلسطينيين، ولاجئين الـ.. كل .. كل لاجئ .. كل بني آدم عايش بعيد .. بره بلده وعايش في الهجرة، ولأنه اطرد إنه يسيب بلده، وبقى لاجئ في منطقة مختلفة في العالم إنه يرجع في بلده.

سامي حداد:

سعادة السفير، نفس السؤال يعني الاهتمام بإرجاع ألبان كوسوفو إلى كوسوفو، يعني بعض الدول استقبلت العديد منهم حوالي 160، 200 ألف، والباقي يجب أن يعودوا تحت قوة سلاح .. تحت حماية الناتو. هل الدول الأوروبية تخشى باستقرارها بسبب وجود هؤلاء؟ أنت تعرف مشكلة اللاجئين تتفجر بين الحين والآخر حتى لو كانوا في أماكن أخرى، خصوصاً في غير أوطانهم، إيه.

نصرت تشانشر:

خصوصاً في ظروف البطالة الاقتصادية. هذا الرقم الذي ذكرته في البداية يبدو أنه صحيح، لكن هناك نوعية خاصة من اللاجئين. نعرف .. تعرفوا أن الكثير من الألبان ومن البوسنيين ومن الصرب أيضاً كانوا يعلمون في دول غربية خصوصاً في ألمانيا و(النمسا) و(سويسرا) وكل من كان لديه أقرباء أخذ عائلة أو عائلتين معه في دولة المقيم فيها، يعمل فيها، وهؤلاء الناس يبلغ .. ربما يبلغ عددهم 150 ألف يعيشون على .. على مصاريف الأقربائهم الذين يعلمون ويعيشون في .. في هذه الدول الغربية.

أما الباقين في معسكرات اللاجئين في كوسوفو .. في ألبانيا، في مقدونيا في (جبل الأسود) وفي البوسنة، هناك في البوسنة أيضاً وصلت أكثر من20 ألف لاجئ ألباني…

سامي حداد [مقاطعاً]:

وفي ألبانيا حوالي 450 ألف، في مقدونيا حوالي ¼ مليون. لنأخذ هذه المكالمة من السيد حمد إسماعيل من جدة في المملكة العربية السعودية.

حمد إسماعيل:

السلام عليكم.

حمد إسماعيل:

عندي مداخلة بسيطة يا أخ سامي.

سامي حداد:

اتفضل.

حمد إسماعيل:

يعني أستغرب من كثير من المسلمين إنهم لم يتعرضوا إلى كلمة الجهاد في سبيل الله -عز وجل- أليس المسلمين في (الشيشان) ستة آلاف هزموا 100 ألف إنسان من روسيا مدججين بأحدث الأسلحة الفتاكة؟! وغيرها وغيرها من الحوادث التاريخية على أيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصحابة، وما أدري لما .. أتمنى يعني من المسلمين أن يفكروا في هذه النقطة بجدية وأن يستخدموا هذا السلاح الذي يخشى الغرب خشية كبيرة منه، وشكراً.

سامي حداد:

شكراً لك، سيد بانوس، هنالك لاجؤون في شتى أقطار العالم، هل تعتقد أنه ربما يعني استغل هؤلاء من قبل الدول المضيفة لهم لأغراض سياسية أو أي شيء آخر؟ ولكن بشكل خاص لأغراض سياسية. أعطيك مثال .. يعني أعطيك مثال. يعني كادت أن تحدث حرب بين إيران وأفغانستان عندما قتل الأفغان الدبلوماسيين الإيرانيين في (مزار الشريف) وكادت يعني أن تكون الملايين هذه الأربعة من اللاجئين الأفغان في إيران كادوا أن يشكلوا نواة جيش للصراع مع أفغانستان. بعبارة أخرى: يعني هل يمكن استغلال هؤلاء لأغراض سياسية؟

بانوس مومتيس:

للأسف الشديد نعم، يعني شفنا في مناطق مختلفة وأمثلة مختلفة في العالم من اللاجئين الموجودين في دولة مضيفة، هذه الدولة المضيفة بتحب تستغلهم لأهداف سياسية، سواء كان هذا الهدف إنها حزب سياسي أو حتى جيش مناضل موجود في الخارج لبدء حرب مع هذه الدولة.

بس أحب أوضح إن في أغلبية الحالات الموجودة، أغلبية اللاجئين الموجودين في العالم، والآن اليوم موجودين أكثر عن 50 مليون لاجئ ونازح في .. في العالم كله. أغلبية هذه اللاجئين هم بني آدمين، ناس عايشين في مخيمات، أمل حياتهم إنهم يرجعوا في بلدهم. فهذه الاستغلال وهذه الأمثلة اللي عاطيتها عدد صغير جداً من اللاجئين ممكن يدخلوا فيها.

سامي حداد:

ولكن يعني أنتم كمفوضية عليا -كما نرى الآن في كوسوفو- هنالك بعض المخيمات على مستوى راقي جداً، يعني فيها كهرباء وجميع أدوات الأشياء اللي بحاجة إلها الإنسان، ألا يشجع ذلك يعني الذين يقعون تحت ضرب الأطلسي أو التطهير العرقي الصربي أن يهاجروا ويتركوا قراهم -أصلاً- المحروقة ويأتوا لهذه المخيمات؟! كأنما تشجعون هؤلاء الناس للهرب -خاصة في موضوع كوسوفو- للإتيان إلى هذه المخيمات الفخمة، وفي إحدى الدول العربية في الخليج أحسن .. أحسن .. أحسن مخيم عملته بدون ذكر أسماء، نعم. مش قطر طبعاً، اتفضل.

بانوس مومتيس:

من قطر فعلاً المخيمات هي المساعدة الموجودة فيها على مستوى عالي أو أعلى من مناطق تانية في العالم، وإنما هذه اللاجئين بيوصلوا في .. في المخيمات بيوصلوا فعلاً مطرودين على حسب المعلومات اللي بيعطوه لنا اللاجئين لما بيوصلوا في الحدود، وإحنا المفوضية عندنا أكثر عن 500 موظف في كل الحدود الموجودة مع كوسوفو والمناطق المختلفة مقدونيا وألبانيا، كلهم بيطلعوا من بيوتهم مطرودين من جيش يوغسلافيا، كلهم بيقولوا نفس الحكايات…

سامي حداد [مقاطعاً]:

أو .. أو .. أو خوفاً من .. من ضربات الطائرات الأطلسية. لنأخذ هذه المكالمة من سنترال بإحدى السنترالات في بيروت من السيد علي سيريني، اتفضل يا أخ علي.

علي سيريني:

آلو، مرحباً.

سامي حداد:

هلا.

علي سيريني:

مساء الخير.

سامي حداد:

مساء النور.

علي سيريني:

أستاذ سامي، عندي مداخلة عن قضية اللاجئين السياسيين، وأنا بصفتي لاجئ سياسي في بيروت. آلو، سامعني؟

سامي حداد:

سامعينك، بس إحنا بنحكي عن لاجئين الحروب، الفيضانات، الجفاف، يعني مش اللاجئين السياسيين. على كل حال اتفضل، اتفضل.

علي سيريني:

أستاذ سامي، أستاذ سامي أنا أريد أن أسلط الضوء على قضية علاقة اللاجئين السياسيين ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السياسيين.

سامي حداد:

اتفضل.

علي سيريني:

بصراحة، اللاجئين السياسيين لا يشكلون أي أهمية لدى united nation قسم اللجوء السياسي، وأنا أريد أن يسجل الأستاذ بانوس مومتيس هذه الملاحظات. طبعاً ديمومة المكتب واقفة على وجود اللاجئين، ولمصلحة مَنْ؟ طبعاً لمصلحة القائمين على العمل في المكتب، أنا أعطيك مثالاً. هناك لاجئين سياسيين عراقيين -مثلاً- في لبنان، يعني صار لهم سنين، ولا تحل قضيتهم، يعني سفر لا يسفرونهم، مساعدات لا يساعدونهم، فبالنتيجة يعني شنو ضمانات وشنو مستقبلهم يعني غامض جداً، واستغلوا تغاضي السلطة اللبنانية عن وضعهم، فوين أهمية .. يعني اهتمام الأمم المتحدة بشؤون اللاجئين؟!

سامي حداد:

مع أن هنالك يعني بتعرف يا أستاذ علي فيه منظمة العفو الدولية، فيه (19 Article) في لندن، (Human Rights Watch) في نيويورك، يعني هذه بتتابع قضايا، ولكن دعني أوجه السؤال إلى السيد .. دعني أوجه السؤال إلى السيد بانوس مومتيس إذا كانوا…

علي سيريني [مقاطعاً]:

لا أستاذ سامي .. أستاذ سامي .. أستاذ سامي عندي بس ها النقطة، لو سمحت .. أيوه…

سامي حداد [مقاطعاً]:

خليك معانا شوية، لأنه ما هو .. مسكين هذا مش عربي حتى يلحَّق، خلينا ناخد الجانب هذا، رجاءً ابقَ معنا. هل .. هل .. هل تهتمون بشؤون اللاجئين السياسيين؟ بالإضافة إلى اللاجئين يا سيد بانوس؟

بانوس مومتيس:

نعم، وردي للأستاذ علي، لأنه أنا مازالت أعرف وعندي فكرة عن الوضع الموجود باللاجئين في بيروت، فإحنا كمفوضية الأمم المتحدة بنساعد اللاجئ…

سامي حداد [مقاطعاً]:

لا، عفواً .. اللاجئين السياسيين .. لاجئين سياسيين، مش لاجئين في المخيمات، لاجئين سياسيين.

بانوس مومتيس:

نعم نتدخل، إحنا عندنا مكتب في بيروت، وبنقوم بمقابلات يومياً لأي أحد بيطلب اللجوء، سواء كان لأسباب سياسية أو دينية أو عرقية أو مختلفة، فعملنا هو على حسب اتفاقية (جنيف) الـ 1951م اللي هي في إطار هذه الاتفاقية الدولية، اللاجئ هو الشخص اللي مشي من بلده، لأنه اتطرد لأنه عبر عن آراؤه السياسية أو الدينية وهكذا.

فعملنا في إطار اتفاقية جنيف لـ 1951م، وأحب أطلب من الأخ علي إنه يوصل .. يتصل بمكتب المفوضية في بيروت، ويأخذ معاد، ويقابل المسؤولين الحماية الدولية، المحامين الموجودين في هذا المكتب وأنا متأكد إن هم هيسمعوا إلى مشكلته.

سامي حداد:

يعني .. يعني بعبارة أخرى .. يعني بتعطوهم معاش إنتو بالإضافة إلى الدولة المضيفة، طبعاً الواحد بيتجه إلى بلد لأنه ضد البلد الآخر، وبياخد معاش من الطرفين. سيد علي، فيه عندك تعقيب آخر؟

علي سيريني:

آه أستاذ سامي، تعرف القصة شنو؟ اللاجئين الموجودين في لبنان الدولة اللبنانية لا تعترف بوجودهم على الأراضي اللبنانية، وبناءً على هذا لا يحق لهم العمل، وعليه لابد لمكتب الأمم المتحدة أن تسفرهم للدول الأسترالية، والكندية، والأوربية، ولكن الأمم المتحدة تتماطل في تسفير هؤلاء، لمصلحة مَنْ؟! مثلاً مرات كثيرة يستقبلون كماً هائلاً من اللاجئين من دون الحيثيات التي تطرح في مكتب الأمم المتحدة على أساس أن يكون مضطهداً إنسانياً أو سياسياً أو إلى آخره.

فمثلاً مرات كثيرة -خصوصاً في زمن الأستاذ حافظ علوي المدير السابق- كان ياخد بالجملة، يقبل بالجملة اللاجئين السياسيين، ويكدسونه هنا، يعني ويمارسون بحقهم موتاً بطيئاً، يعني بصراحة يتعاملون مع اللاجئين معاملة ما دون المستوى الحيواني حتى أقول، وأعتذر عن هذه الكلمة، ولكن يعني لا يوجد هناك أي ممارسة الحل وضعهم النهائي، والسلطة اللبنانية ساكتة عن هذا الشيء، وذلك .. وذلك .. تلك من مصلحتها.

وأنا أريد هنا أن أناشد السلطات اللبنانية والحكومة اللبنانية أن تراجع هذا الملف، لأن هذه المسألة جداً مهمة، وهي تشكل -برأيي- خطراً على اللبنانيين وعلى اللاجئين. أعطك مثالاً -أستاذ سامي- أنت تتكلم عن المساعدات، تتصور أن اللاجئ هنا العزابي السياسي يأخذ 75 دولار قبل سنة، قطعوا هذه المساعدات والحمد لله! 75 دولار كل ثلاثة أشهر! صاحب العائلة يأخذ 200 دولار تقريباً! طيب، هاي المساعدات وبين تروح؟! معروف القنوات.

آخر نقطة .. خلاصة .. يعني خلاصة القول كان هناك لاجئين عندهم نوع تعامل خاص مع الموظفين داخل المكتب، وخصوصاً الأستاذ حافظ علوي، واعتراف أمامي أحد الموظفين في مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت -وإذا كنتم تريدون أذكر اسمه- اعترف أمامي أن أحافظ علوي كان يسفر فلسطينيين وسوريين وجنسيات متنوعة باسم العراقيين، وحين كان يخبر بهذا الأمر كان يسكت، ويسفرهم، وكذلك عن طريق من هنالك من موظفين المكتب…

بانوس مومتيس [مقاطعاً]:

السيد علي، السيد علي، أحب..

علي سيريني [مستأنفاً]:

وأنا أنتقي الأستاذ سعيد .. رفيق سعيدي، ونتوسم فيه الخير، ولكن كذلك نناشده ونناشد السلطات اللبنانية أن تفتح هذا الملف وتحل هذه القضية نهائياً، ليس معقول بقاء لاجئي كوسوفا…

سامي حداد [مقاطعاً]:

إن شاء الله، بأعتقد إنه إذا هلا بيراقبوا البرنامج سمعوك، وإذا الوضع مش عاجبك، روح على لندن فيه كتير هناك وبيعطوا معاش .. فلوس أكتر. على كل حال سيد بانوس، فيه عندك شيء بتحب تعقب عليه على ما قاله الأخ علي؟

بانوس مومتيس:

أحب أوضح للي تابعوا معنا هذا النقاش إن -أولاً- مكتب المفوضية في بيروت المكتب مفتوح، البيبان مفتوحة لأي حد يحب يقابل .. يعمل مقابلة. بالنسبة للسفر من بيروت إلى أستراليا ودول مختلفة في العالم، الأعداد محدودة جداً. للأسف طبعاً مستحيل إن 22 مليون لاجئ موجودين في العالم إنهم يغادروا إلى دول مختلفة في العالم، فالعدد محدد جداً، وبأحب أطلب من الأستاذ علي إنه يتصل بمكتبنا ويحاول يحل مشكلته محلياً في .. مع مكتب المفوضية في بيروت.

سامي حداد:

شكراً، سعادة السفير، فيه مؤيد البغدادي من (السويد) جاي إلك، السؤال موجه إلى السيد سفير البوسنة. أنت لا تؤمن بوجود مؤامرة أمريكية، هل جمهورية البوسنة والهرسك هو بلد حر، لديه سيادة أم أن أمريكا هي التي .. مش واضح .. تعتبر أن البوسنة هي شبة مستعمرة أمريكية حالها حال كثير من دول العالم، مثلها مثل كوريا الجنوبية وغيرها؟ وهل الهدف الأمريكي لمساعدة بعض الشعوب .. دول البلقان أي بإدخال قوات إلى هذه البلدان الدول؟ وشكراً.

نصرت تشانشر:

شكراً، بالنسبة للسؤال هذا أريد أن أوضح أن أوضاع شعوب البلقان مثل الشعب البوسني بوشناق، ومثل الألبان، ومثل الأقليات الأخرى وهم مسلمون يعيشون في محيط المسيحي فيه .. فيه ضرب، وبنهاية القرن هذا عندما بدأت أو استيقظت الأيديولوجية الفاشية في .. في .. في هذا المنطقة، هذه الأقليات وهذه الشعوب ليس لديه أي فرصة أن يبقوا في قيد الحياة من غير التدخل الخارجي، مهما كان هذا التدخل.

ولو نختار التدخل من المستحسن أن نتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بل أن نتدخل مثلاً -أريد أن أذكر- الدولة التي ليس لديها التراث الديمقراطي، النظام الديمقراطي التي لا تحترم حقوق الإنسان. نحن في أوضاع التي نختار فيها أقل شر. هذه هي حقيقة ولابد أن نفهم…

سامي حداد [مقاطعاً]:

ولكن لو .. لو قلبنا الآية .. لو قلبنا الآية، لو إنه الصرب .. لو إنه أهل البوسنة، مسلمي البوسنة هم الذين بدءوا التطهير العرقي. اسمح لي .. لنفرض نقلب المعادلة، والدولة الأعظم هي كانت روسيا مش أمريكا، ألن يجادل الصرب بنفس هذا المنطق الذي تقول فيه؟

نصرت تشانشر:

ربما، لا أعرف كيف .. كيف ستتصرف واحد إذا حصل شيء لكن أريد أن .. أن أجيب على هذا. لو ارتكب مسلمون البوسنة الجرائم التي هي ارتكبتها الصرب ضد المسلمين وضد الألبان ما .. ما بقي شيء منهم. أولاً: هذا مستحيل أن يحدث…

سامي حداد [مقاطعاً]:

لا، لا، هذا يعني سؤال افتراضي أكاديمي على أساس يعني أنتم يعني تتحدثون بهذا المنطق لو كانت الأوضاع .. على كل حال، لنعد إلى السيد بانوس مومتيس، من المعروف أن ميزانيتكم في تدهور وشبه إفلاس .. كل الأمم المتحدة أصلاً، في حتى المعاشات بعض الموظفين يعني بأعرف بعض الزملاء اللي بيشتغلوا هناك يعني تدفع بالقطارة.

كيف .. كيف ستعالجون مشكلة اللاجئين الآن في كوسوفو، اللاجئين في العالم؟ يعني من أين .. ذكرت في البداية أن هناك دول مانحة، لكن هذه الدول مانحة .. كل فلوسها حطتها على الطيارات والصواريخ مثل أمريكا و(بريطانيا) وغيرها، كيف ستحصلون على هذه الأموال؟ من أين؟

بانوس مومتيس:

من حكومات، ومن القطاع العام، أحب أن أعطي مثال، دولة (إيطاليا) مثلاً الشعب الإيطالي هو تالت أكبر تبرع وصلنا لمساعدة .. إغاثة اللاجئين كوسوفو من إيطاليا، أكثر عن عشرة ملايين دولار وصلوا من الشعب الإيطالي! من مدارس، من .. من كنايس، من جوامع، من كل شخص وكل بني آدم حاول إنه يساعد شعب الكوسوفو، ولاجئين كوسوفو، وأملي إن طبعاً دول…

سامي حداد [مقاطعاً]:

ولكن .. عفواً .. عفواً .. عفواً، الواقع يا أستاذ .. يا أستاذ بانوس، يعني أنا قبل حوالي شهر كنت في إيطاليا، وبدأت الحملة هذه ربما يعني كشعب متوسطي لأسباب إنسانية، ولكن عندكم عقدة في إيطاليا فيما يتعلق بالألبان (لي ألبانيزي) بيسموهم، ولذلك يدفعوا لهم فلوس .. مساعدات حتى لا يأتي من هناك آلاف منهم، يعني حتى لا يأتي الكثير من لاجئي .. مش عايزينهم ييجوا! يعني ليس حباً فيهم، وإنما حتى لا يدخلوا إلى حدودهم…

بانوس مومتيس [مقاطعاً]:

يعني طيب هل رأيك إن لما الشعب الإيطالي ساعدوا لاجئين رواندا هل هو كان نفس الهدف، لأن هم بدهم ييجوا من رواندا؟ هل مثلاً الشعب في الدولة الاسكندنافية الدنمارك و(فنلندا) وكل هذه الدول القطاع الخاص وشركات والقطاعات ساعدوا بكل ما يقدروا لمساعدة هذه اللاجئين، هل برضه هدفهم إنهم .. لأنهم .. فيه بعض طبعاً من الخوف في كل الدول الأوربية، وفي السنين الأخيرة شفنا حكومات والرأي العام في أوروبا بقوا أكتر متحفظين بالنسبة لاستقبال اللاجئين.

إنما هذا مش هو السبب الوحيد، يعني شفنا إن رد الفعل لمساعدة اللاجئين من القطاع الخاص، من شركات في أوروبا كلها وبس! وفي مناطق مختلفة في أمريكا اللاتينية، شركات صغيرة بيتبرعوا لمساعدة لاجئين كوسوفو.

أملي إن المساعدات توصل برضه عن طريق الدول الخليجية، الدول العربية، عن طريق مكتب المفوضية، لأن عملنا هو برضه عمل مهم إن هو الحماية القانونية لحق اللجوء، إحنا المنظمة الوحيدة .. ما فيه أي منظمة أخرى من عملنا في مجال الحماية القانونية، وطبعاً تنسيق المساعدات، لأن المفوضية هي أكبر منظمة إغاثة موجودة لايوم في كوسوفو لمساعدة وتنسيق عمليات الإغاثة لأكثر .. لكل اللاجئين الموجودين طبعاً من كوسوفو، وأكثر عن 22 لاجئ في العالم.

فأحب إن أعمل نداء لكل المشاهدين هذا البرنامج ولمسؤولين الحكومات في الدول العربية، وخاصة في الدول الخليجية في لم تبرعات ومساعدة عن طريق عمل المفوضية.

سامي حداد:

شكراً سيد بانوس، معنا الآن في هذه اللحظة مكالمة من الشيخ يوسف وهو ألباني ويعيش في ألمانيا. اتفضل يا شيخ.

يوسف:

السلام عليكم أخي الكريم.

سامي حداد:

عليكم السلام.

الشيخ يوسف:

المداخلة كانت في موضوع الكوسوفو حين كان في موضوع اللاجئين والهجوم الناتو في صربيا، والله أعلم أنا أرى أن هجوم ناتو كان مساعدة على الصرب أكثر مما كان للألبان، لأن هناك .. هناك لو كانت هجوم ناتو تريد أن توقف جثث الألبان كان باستطاعتهم أنه ينظر هجومات الناتو أنها تنظر إلى أين تقصف. كان المفروض كما .. كما .. يطهر .. كما ينظف .. كما يطرد الصرب الألبان من كوسوفا بدون استثناء كل البشر، كان من المفروض أن يهاجم ناتو على كل من يرى في أراضي صربيا، كان بشراً أو حيواناً أو كان ما كان، ولكن الأمر هناك فيه اتفاق أو تفاهم بين الصرب والناتو.

الغرض ليس غرض مساعدة الألبان، بل الغرض مساعدة الصرب أكثر مما هي لمساعدة الألبان، لأنهم يريدون بهذا .. يقصدون تواجد الصرب وتواجد قوات الناتو في بلقان، وإخراج المسلمين من ديارهم. كما تعلمون أن المسلمون في بوسنة وهرسك إلى يومنا هذا ما عادوا إلى ديارهم، بينما الصرب .. كل الصرب الذي أراد أن يعود إلى .. إلى جمهورية البوسنة والهرسك في منطقة المسلمين عاد، بينما المسلمين أن يعودوا إلى جمهورية صربيا الذي يحتلوا الصرب إلى يومنا هذا ما عادوا مع للأسف الشديد، فلذلك أنا أرى كما كان التآمر بين الناتو أو حلف الأطلسي والصرب في بوسنة، نفس المؤامرة بين حلف الأطلسي والصرب في كوسوفا، والله عليم، وشكراً لكم.

سامي حداد:

شكراً يا شيخ يوسف، سعادة السفير,

نصرت تشانشر:

من الصعب جداً أن نتدخل في تصريحات مثل هذه، هل هناك مؤامرة أو لا توجد المؤامرة، وأنا لا أريد أن نتدخل في هذا. الوقت أمامنا سيكتشف ماذا .. ماذا كان بالفعل هدف هذه الحملة.

بالنسبة لأوضاع التي ذكرته .. ذكرتها الأخ قبل قليل في بوسنة، أريد أن أذكر أن المدة هذه -ثلاث سنوات- وقد رجع في بوسنة 485 ألف لاجئ، 485 ألف…

سامي حداد [مقاطعاً]:

لاجئ إيه؟ صربي، بوسني، مسلم، أرثذوكسي؟

نصرت تشانشر [مستأنفاً]:

من .. من هؤلاء الناس 70%، 70% مسلمون، وأما 30% الصرب والكروات. إذن هذه العملية -عملية رجوع اللاجئين إلى ديارهم- صعبة جداً، ويحتاج وقت، ورجوع كل اللاجئين مستحيل، لن يرجع اللاجئون من أي دولة في .. في أي أزمة التي حصلت حتى الآن. الآن كلهم، بل هناك تقديرات بإمكانية .. إمكانية رجوع اللاجئين إلى ديار ديارهم، إلى أماكن السكن من قبل الأزمة يقدر 60%…

سامي حداد [مقاطعاً]:

لكن هل تعتقد واحد ساكن في ألبانيا، في كوسوفو، وذهب إلى فرنسا وإلى ألمانيا وإلى أمريكا، يعني تفكر يرجع؟ يعني هناك كثير من اللاجئين في العالم حتى من اللاجئين العرب يعني الفلسطينيين، إلا اللي عايشين في المخيمات هؤلاء يعني يجب لهم حق العودة، بس هناك آخرون استوطنوا في الخارج.

نصرت تشانشر:

نعم.

سامي حداد:

يقولك شو راح أرجع أبدأ من السفر يعني؟!

نصرت تشانشر:

شوفوا، الأوضاع مثل هذه نجدها في .. في قضية البوسنة أيضاً. في ألمانيا كانت تعيش أكثر من 400 ألف بوسني البشناق أغلبهم كانوا بشناق المسلمون. بعد الحرب الاتحاد الأوروبي قد وقع اتفاقيات مع دولة البوسنة الخاص بالتزام لجوء اللاجئين، وبطريقة ما هذه المنظمة -الاتحاد الأوروبي- يجبر الدول لكي يسمحوا رجوع اللاجئين، وبهذه طريقة…

سامي حداد [مقاطعاً]:

يعني .. يعني .. يعني البشناق اللي عندنا في العالم العربي، في سوريا، في الأردن، في لبنان عايزينهم يرجعوا عندكوا؟

نصرت تشانشر:

لا يوجد كثير بشناق في العالم العربي، ولكن…

سامي حداد [مقاطعاً]:

ولهم مراكز ممتازة يعني في .. في .. في المؤسسات المختلفة.

نصرت تشانشر:

لكن في الغرب رجع كثيرهم بهذه الطريقة، وهناك إمكانية أن يرجعوا ألبانيا، حتى إجباراً، لأن الدول الغربية لا .. لا .. لا يتحملوا المصاريف…

سامي حداد [مقاطعاً]:

يعني .. يعني هؤلاء اللاجئون .. أريد أن أوجه هذا السؤال إلى الخبير من المفوضية العليا للاجئين. إذا ما عاد اللاجؤون إلى ديارهم، وفي العالم ونحن الآن نتحدث عن ألبان كوسوفو، هل تعتقد أن يعني عودتهم ستكون سهلة طوعية تحت حماية حلف شمال الأطلسي، يعودون إلى بيوتهم التي أحرقت، إلى جانب الصرب داخل دولة يوغسلافيا؟ كيف تكون نفسية هؤلاء للعيش؟

بانوس مومتيس:

طبعاً صعب جداً، لأن عودة اللاجئين .. اللاجئين هيرجعوا في بلدهم فقط إذا هيحسوا إن فيه أمن وسلام في منطقة كوسوفو، وإحنا -كمفوضية للأمم المتحدة- بنشجع العودة فقط إذا كانت عودة طوعية. إحنا ضد عودة أي لاجئ في أي منطقة بالعنف، إذا الشخص ما بده يتحرك طبعاً حرية الرأي مهمة جداً بالنسبة لنا.

على حسب توقعاتنا إحنا بنشوف إن العودة في .. خاصة في الشهور القادمة هتبقى صعبة جداً جداً، وهذا هو السبب إن إحنا بدأنا برنامج استعداد لفترة الشتاء، وبدأنا إحنا نعطي لكل اللاجئين الموجودين خيم خاصة لفصل الشتاء، لأن على حسب توقعاتنا من الصعب جداً إن اللاجئين يرجعوا في .. في خلال الأسابيع أو الشهور القادمة.

سامي حداد:

سعادة السفير، في نهاية البرنامج أنتم جربتم التطهير العرقي في البوسنة كيف تصف نفسية اللاجئ أو الأقلية من جراء التطهير، ويعود إلى بلده؟ قلت: إن بعض الصرب عادوا إلى البوسنة، وبعض المسلمين عادوا، كيف نفسية الإنسان؟ كيف يعيش في جو مثل هذا؟

نصرت تشانشر:

الأوضاع النفسية لهؤلاء الناس الذين جربوا التطهير العرقي، الإبادة الجماعية، القتل للأقرباء، تدمير كل ممتلكاتها، طبعاً هي صعبة جداً ومعقدة، والجروح من هذه التجارب هي عميقة جداً وتبقى فترة طويلة، لكن البشر الحي هو يستطيع أن يعالج ويعالج جرحه ويناقش الإمكانيات ويبحث عن الإمكانيات اللي يخرجوا، لأن أي مكان مهما كان مريحة، مهما كان الحياة سهل، مهما كان يكسب في حياته، هو يفضل مسقط رأسه…

سامي حداد [مقاطعاً]:

أنا أعرف هنالك في .. في أوربا، أنا عشت طول عمري في أوروبا فيه حقد .. فيه حقد بين الأوروبي عندما يشوفوا ألماني يعني فيه حقد، بيذكروا الحرب .. الآن الألبان كوسوفو هم مسلمون، يعني عندهم التسامح والنسيان كمسلمين دينهم، وإلا تفكيرهم أوروبي الحقد وعدم النسيان؟ باختصار آخر كلمة.

نصرت تشانشر:

شوف، الألبان هم غالبية المسلمين وأكبر شعب في المنطقة، وتصرفاتهم مختلطة أوروبية وشرقية مثل الآخرين الذين أخذوا شيء من الشرق وشيء من الغرب…

سامي حداد [مقاطعاً]:

على كل حال علينا أن نرى عندما يعودون، ونرى كيف يتصرفون، مشاهدينا الكرام لم يبقَ لنا إلا أن نشكر ضيوف حلقة اليوم، في الاستديو السيد نصرت تشانشر سفير البوسنة والهرسك لدى دولة قطر، ومن واشنطن السيد بانوس مومتيس الناطق الصحفي باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في واشنطن. مشاهدينا الكرام، حتى نلتقي في حلقة أخرى من برنامج (أكثر من رأي) وستكون من دمشق في مقابلة مع وزير الخارجية السوري الأستاذ فاروق الشرع، فحتى ذلك الوقت تحية لكم من فريق البرنامج، وإلى اللقاء.