شدو من المحراب
دروب

شدو من المحراب

تتناول الحلقة موضوع التزاوج بين الدين والغناء ومعرفة أسلوب الغناء الصوفي ومدى تأثيره على المستمع. وهل الغناء الديني يعتمد على تحريك القلوب؟

– التزاوج بين الدين والغناء وخصوصية مدينة حلب

– المحضن الأول

– الغناء الديني.. النسب الدقيقة

 

مشارك أول: كان الصوت الندي، الصوت الجميل، الكلمة اللي ذات المعنى والأسلوب الفني.. يعني تجد أنه أسلوب فني رائع.. يعني حقيقة وسد تلك الثغرة الموجودة.

مشارك ثاني: أبو الجود أعتبره موسوعة وهو الذي.. يعني دعم ركيزة الفن الإسلامي والعمل الإسلامي وأبو الجود هو من الناس الذين.. يعني صنعوا كلمة الفن الإسلامي بحقيقتها وهو مرجع حقيقي لهذا العمل.

مشارك ثالث: صوته جميل وكلماته مُعبِّرة وصاحب رسالة.

مشارك رابع: أبو الجود محمد منذر سرميني فنان كبير، على قدر عالي من حسن الأداء والاختيار للكلمات، فنان مرهف، مُعبِّر.

[تعليق صوتي]

نحن اليوم أمام حالة جد فريدة وظاهرة قل أن تتكرر، فهي تحمل في ثناياها مفاجئات وتناقضات مدهشة لمَن يعيش عصر العولمة المتماهي الملامح، فضيفنا أبو الجود.. فنان عالمي عند جمهوره في وقت يكاد جمهور الغناء السائد أن يجزم أن لا وجود لهذا الاسم إطلاقاً، كذلك فإن للمنشد أبو الجود في مجال الغناء الديني ما يزيد عن عقود ثلاثة بدأها بمجموعة أشرطة سُجِلت بأبسط الوسائل، آلة تسجيل وفرقة تُنشِد في مسجد باستخدام الدف فقط ومع ذلك فقد أفرزت هذه التجربة جمهوراً يتواجد في قارات العالم الخمس، مع أن غالبيتهم لم يعرفوا منه سوى صوته وأناشيده التي وصلت إليهم عبر أشرطة مستنسخة لا تتوفر في محلات التسجيلات ولم تَبُث منها وسائل الإعلام يوماً أنشودة واحدة ولأن المفاجئات والتناقضات لا تنتهي عند هذا الحد رأينا أن نترككم أمام صورة قل أن تتكرر لتجربة فنية مستمرة رغم معاكساتها لكل المؤشرات الفنية المعتادة وقبل الخوض في تفاصيل التجربة لابد أولاً من الوقوف على الأرضية التي شكلت تزاوجاً لافتاً بين الدين والغناء ولماذا تفردت مدينة حلب بهذه المزاوجة الفريدة؟

التزاوج بين الدين والغناء وخصوصية مدينة حلب

محمد قجة- باحث ومؤرخ: يعود الغناء في جذوره في الحقيقة بشكل موثَّق إلى فترة سيف الدولة بلاطه الباذخ، حيث استقبل هذا البلاط ثلاثة من أكابر أعلام المشتغلين بهذا الفن؛ الأول هو أبو الفرج الأصفهاني الذي أنهى كتابه الهام الأغاني وجاء به إلى حلب فقدمه إلى سيف الدولة وأجازه عليه وأعتذر من قلة المبلغ، الثاني هو المسعودي صاحب مروج الذهب الذي كتب في كتابه فصلاً هاماً جداً عن الموسيقى واعتبرها علماً شريفاً يثقل الذوق والعقل، أيضاً جاء به إلى بلاط سيف الدولة والثالث الأهم هو أبو نصر الفارابي الذي أنهى كتابين مهمين في حلب؛ الأول هو كتابه الفلسفي المدينة الفاضلة والثاني كتاب الموسيقى الكبير الذي يُعتَبر من أهم المراجع في تاريخ الموسيقى العربية، في هذا البلاط كان الفارابي يكتب الشعر ويُلحِّنه ويغنيه، فبالتالي كانت هناك البذرة الغنية جداً والقوية التي نراها فيما بعد تتعزز.. في الفترة الأيوبية مثلاً نجد بعض كبار المتصوفه يؤمون البلاط الأيوبي أيام الظاهر غازي، منهم السهروردي صاحب أبداً تحن إليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والراحوا.. من أجمل القصائد الصوفية التي تُغنَّى حتى اليوم والثاني الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي الذي استكمل في حلب ديوانه الهام ترجمان الأشواق، هو من أجمل قصائد الحب الغزلي وفي الوقت نفسه أرسى قواعد الفكر الصوفي الفلسفي الذي يَنظر إلى الإنسانية على أنها كيان واحد ولهذا فنحن حينما نتحدث اليوم عن هذا اللون من الغناء الديني والفكر الصوفي نتحدث في الوقت نفسه عن دفق في المشاعر والعرفان والفيض الذي يُغني البشرية بالحب وليس بالصراع ونموذجه الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي في الحقيقة، من قصائده الجميلة التي كانت تُغنَّى في تلك الفترة.. مرضي من مريضة الأجفان عللاني بذكرها عللاني ومن قصائده الجميلة في الموشحات التي عرض فيها الموشح المشهور لابن زهر.. أيها الساقي إليك المشتكي قد دعوناك وإن لم تسمعي، كتب في حلب موشحه الديني الشهير

منذ أن لاح لعين المتكئ ذبت وجداً للذي كان معي

أيها البيت العتيق المشرف جاءك العبد الضعيف المسرف

عينه بالدمع دوماً تذرف غربة منه وفكراً

فالبكاء ليس محموداً إذا لم ينفع

هذه بقيت لعدة قرون تُغنَّى في الزوايا الصوفية، تأتي مرحلة أخرى أغنت هذا الموضوع وهي مرحلة الأندلسيين الذين بدأوا يهاجرون إلى المشرق بعد تساقط المدن الأندلسية، هؤلاء حينما جاؤوا إلى بلاد الشام جاؤوا إما إلى القدس لسبب ديني أو إلى دمشق لسبب روحي لارتباطها بالأندلس أو إلى حلب لسبب اقتصادي، فنجد أن الطابع الفني في حلب بدأ يغتني بالموشح الأندلسي الذي تطعَّم وأصبح لوناً خاصاً هو الموشح الحلبي ونشأت عنه القدود، القدود في الأساس نشأت في الزوايا وفي حلقات الذكر وكلمة القد كمصطلح معناها شيء مساوي لشيء آخر على قده، فلدينا نص عاطفي يتحول إلى ديني أو نص ديني يتحول إلى عاطفي ونجد أن أكابر المطربين والمغنيين كانوا بالأساس مؤذنين أو أئمة جوامع وفيما بعد أصبحوا مطربين وفي الحقيقة لا فرق بين الطربين، فتجد في الأمسيات الطرب العاطفي والطرب الديني، ذلك أن الطرب العاطفي كثير منه في الأساس إنما هو غزل رمزي تحسبه في الذات الإلهية أم في الجمال الإنساني وفي الحالتين أنت تتذوقه، كما قال الشيخ الأكبر

أدين بدين الحب أنَّا توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني.

المحضن الأول

محمد منذر سرميني (أبو الجود)- منشد: لقد أكرمني الله سبحانه وتعالى في الانتساب إلى طريقة الشاذلية وأنا صغير ولقد خصوني بعناية ورعاية لما وجدوا فيّ من هذه الموهبة وكانت رعايتهم هذه حافزاً كبيراً لأن أستجمع كثير من المقامات والأناشيد التي ثقلت هذه الموهبة فجعلتها بجراءة عجيبة تطال الأبيات وتهيئ منها نشيداً جميلاً أكاد أشعر بأنه هذا النشيد جديد، لكن كان الفضل لهم لما كان عندهم من كم كبير من الأناشيد التي حفظتها جيداً فكانت حافزاً ومساعداً ومؤيداً للموهبة التي هي عندي بأن كانت هذه الموهبة مستجمِعة لكل المقامات فأدت أداء يُكوِّن مدرسة جديدة.

المذيع؟ ماذا تتذكر من تلك المرحلة؟

محمد منذر سرميني: الحقيقة كل ألحان الصوفية مؤثرة، لأنهم يعتمدون على تحريك القلب إلى هدف فكانت الألحان مقصودة عندهم، هذا التحريك أتاني هدية من عندهم فصار عندي القدرة على اللحن وتحريك القلوب والسامعين والفضل لهم في هذا، فمثلاً أذكر نشيد

الحبيب عرفته وأنا منه خايف

كانت هذه النشيدة في الأوساط بشكل عجيب لها دورها

الحبيب عرفته وأنا منه خايف ما يحبك إلا مَن هو بك عارف

وهكذا هالنوع من النشيد اللي فيه أصالة وفيه تأثير استسغته وأحببته فكان أشعر دائماً في كل لحن ألحنه يجب أن يُخلِّف أثر في السامع.

[مقطوعة غنائية]

رحماك يا رب العباد رجائي

ورضاك قصدي فأستجب لي دعائي

وحماك أبغي يا إلهي راجياً

منك الرضا وجد بولائي

[فاصل إعلاني]

[تعليق صوتي]

ليس في الأمر سراً إذاً ولا تحتاج المسألة شرحاً طويلاً كما قالوا، فقد انطلقت التجربة من المسجد وتكفَّل رواده الملتزمون على مدى الأيام بتسويقها، أي أن تفسير هذا الانتشار غير المعلن والوفاء الفني المُوشَّى بالقداسة يمكن استيعابه بيسر وسهولة إذا ما أدركنا أن جمهور أبو الجود تعرفوا إليه كنشاط ديني بديل عن الفن الحرام وتواصلوا معه من هذا المنطلق.

مشارك رابع: المتدينون والملتزمون إٍسلامياً هم جل المستمعين لأنه حقيقة لم يتاح لأبي الجود والمنشدين الرواد الأوائل أن تُبَث أناشيدهم ويسمعها الناس لا في فضائيات ولا في إذاعة تتبنى هذه الأصوات فبقي محصور لأن الناس لا تعرف وحقيقة لو عرفت ولو سَمِعَت أناشيد أبو الجود وإخوانه من الرواد أعتقد أن كثير من الناس ستشتاق إليها وتطلبها بإلحاح، لأنها تجمع بين الكلمة الهادفة واللحن المُعبِّر وهذه مهمة جداً، كانوا يختاروا ألحان حقيقة تُعبِّر بطريقة مناسبة وطيبة عن الكلمات ثم عذوبة الصوت.

مشارك ثاني: شباب المسجد اللي كانوا في هذه الفترة كانوا طبعاً يحسون إنه فيه منشد اسمه أبو الجود وكذا وقد يستمعوا له، فكان فيه نوع من الارتباط اللي.. خلينا نحكي العاطفي.. من خلال شباب المسجد.. يعني والأناشيد تابعة الروحانية.

مشارك ثالث: أصدقائي في المسجد.. طبعاً الإنسان كان يدور على بديل للغناء فنصحوني بسماع أكثر من منشد منهم أبو الجود.

مشارك أول: التطلع والأمل اللي كان منشود فعلاً أن تجد البديل، فكان عنده الفن وكان عنده الكلمة وهذه كان.. خلت يعني يكون جيل كبير.. يعني في وقت من الشباب وجيل أن يتجهوا إلى الاستماع إلى.. في غياب الفِرَق اللي هي موجودة حالياَ..يعني كانت هي نشأة وكانت هي بداية في تصوري لإيجاد النشيد الإسلامي، النشيد الهادف، النشيد الملتزم.

مشارك رابع: الجمهور في أغلبه الذي يستمع للغناء أو الفن الإسلامي الملتزم.. النشيد الإسلامي حقيقة هو غالباً ما يتجه نحو هذا الفن في الغالب، ربّما بعض المختصين أو الشباب المهتم بالفن الإسلامي يصير عنده شيء من الفضول.. يصبح عنده شيء من الفضول يعرف ماذا يقول الآخرون، لكن الشاب المسلم الجمهور أعتقد في غالبه يريد أن يستمع هذا الفن بالذات ولا يعنيه أن يستمع للآخرين من باب المفاضلة اللحنية أو المفاضلة الفنية، فهو أصلاً في نظره أن هذا الغناء وفي أغلبه.. يعني غير هادف ويحث على أشياء ربّما غير إيجابية، لا يستحق.. في نظر هذا الجمهور ربّما لا يستحق السماع، فهو يحصر نفسه غالباً فما يعتقد أنه يتناسب مع أفكاره والتزامه.

الغناء الديني.. النسب الدقيقة

محمد منذر سرميني: مَن قال أن الموعظة دائماً هي ذات هيبة نحو الأمور السلبية أو كذا؟ مَن قال ذلك؟ هناك موعظة تسمو بك، تحتاجها، تشعر بأنك إنسان من خلالها، أنا لما أنشد فأقول

يا أمي أنت سقيتني لبن التوحيد مع الفطرة

وغرست حنانك في قلبي من أول رشفي للقطرة

ونفحت أريجك إيماناً كالورد إذا أهدى عطره

مَن مثلك يا أمي قدراً؟ أقدامك تاج للغرة

ما المانع أن أقول هذا المعنى مع لحن جميل؟ ألا ألامس شغاف قلبك نحو توجهك إلى أمك وسعيك إلى بِرِّها؟ ليست المواعظ دائماً هي الأجواء التي نشعر بأنه فيها هيبة وكذا، لا ليست كذلك، هناك مواعظ تحتاجها وتشعر بأنك ملامس لها ومضطر لأن تسمع لمثل هذا حتى تكون إنساناً..

"
الغناء الديني حتى ينجح يجب أن تكون عوامله دائما كلها في أعلى ذروة من النجاح، يعني لا معنى لمضمون رائع مع لحن بسيط أو إيقاع بسيط
"
محمد منذر

محمد منذر سرميني: الغناء الديني حتى ينجح يجب أن تكون عوامله دائماً كلها في أعلى ذروة من النجاح، يعني لا معنى لمضمون رائع مع لحن بسيط، مع إيقاع بسيط، مع نغمة غير جميلة، لا معني ذلك، الغناء الديني حتى يسمو ويسمو يجب أن تكون مقوماته كلها مع بعضها البعض في أجمل صورة وهذا الإنشاد الديني الذي أراه نتيجة أنه عُمم في الأجواء في الكرة الأرضية ما عُمم إلا من خلال مقومات وراقية وهذا رأيته بعيني في كثير من البلاد، يرددون أناشيد دينية بحب ويحفظونها حفظاً جميلاً ومتقناً، طيب ما الدليل على ذلك لو لأنها لامست حاجة فيهم أليس كذلك.

[تعليق صوتي]

هناك مَن يقول أنه يستمع إلى الغناء الديني بضعة آلاف مقابل عشرات الملايين من مَن يعشقون ويحفظون سواء الغناء العام أو الغناء حتى باللغة الإنجليزية والفنون الغربية، فهل هذا معنى الحصار أو لنقُل محدودية الفئة التي تتحدث عنها؟

محمد منذر سرميني: أنا أتصور هذه النسبة غير منضبطة، الذي رأيته أن هناك فيه رغبة كبيرة من المستمعين في شتى البلاد إلى الإنشاد الهادف الديني الجديد الذي يلامس حياتهم ومعاناتهم وحاجاتهم، هذا الإنشاد الديني الذي أحببته وأحببت نشره أيضاً كانوا هم في حب له وحفظ له وما سوى هذا الإنشاد صحيح بقي في أجواء خاصة في البلد اللي نمى فيه، ما انتشر.. انتشر هذا الإنشاد اللي استمد من القرآن معانيه ومضمونه.

المذيع: الفن الآخر ما الذي تقصده هل هو غناء ديني أم؟

محمد منذر سرميني: آه ديني، لكن بقي على ما تعوَّد عليه، الرجاء الصرف، المديح الصرف فقط، ما لامس المعاناة التي يحياها الناس اليوم، ما لامس الحاجة الماسة التي يفكر فيها الإنسان، أنا كيف أفكر في هذا الكون؟ كيف أفكر في هذا الخالق العظيم؟ كيف أفكر في الأخلاق؟ كيف أفكر في هذا الدين من خلال أنه رحمة؟ ما تعوَّد الإنشاد أن ينشد مثل هذا المضمون فلما أنشد هذا المضمون كان له مَن يسمع.

الغناء دون موسيقى والمنافسة

محمد منذر سرميني: الموسيقى لا شك هي.. يعني من جمال هذا الكون، لكن الصوت الذي وهبه الله سبحانه وتعالى للمنشد والمغني هو الأجمل، أنا أرى عند فقد هذا جمال هذا الصوت لا بأس أن تُعين الموسيقى هذا الصوت لتوصله إلى درجة من الكمال، لكن إن وجد الصوت الجميل يستطيع بقدراته أن يُعبِّر عن المضمون اللي تُعبِّره الآلة في كافة إيقاعاتها ونغماتها وأرى أن يُخصص لهذا الصوت الجميل المختصون من موزعين لأصوات حوله، من استوديوهات راقية في إظهار هذا الصوت الجميل حتى يكون المنافس ويوم يعجز هذا الصوت عن إشباع رغبات السامعين، هناك فتوى والله أعلم بها في المغرب أباحت استعمال الموسيقى لمَن يعتقد أو أقتنع في هذا، أما ما أراه لنفسي لليوم ما رأيت الحاجة الماسة في استخدام الموسيقى لطالما أستطيع أن أعبِّر عن المقام والنغم الذي ألحن فيه النشيد المعين في أداء أعتبره جميل إن شاء الله؟ أتمنى أن يوجد في الساحة اليوم وقد وجِد ولله الحمد العمل الخير المنافس فيه محبوب، أما أعمال أهل الدنيا قد يكوِّن هذا التنافس عداء، أنا لما أرى أي منافس في نفس المنهج أعتبره حبيب إليّ، لأنه صاغ من هذه الكلمة ومن هذا الصوت ومن هذا اللحن الطريق الذي أرسمه طول عمري، فألتقي به مع الغاية التي أنشدها فهو حبيب وكم أتمنى أن يوجد على الساحة مئات المنافسين، فهذا ما أرغبه.

المذع: لا تشعر بالمنافسة مع المطربين المشهورين.. أسماء معروفة لا نريد أن نذكرها الآن يحفظها الناس ويعلون بها أصوات مسجلاتهم؟

محمد منذر سرميني: أبداً لا أشعر بهذا لأنه لا وجه للقياس، هو في غاية وأنا في غاية، كل مَن يشترك معي في غاية هو حبيب وكل مَن لا يلتقي معي في غاية أدعو له أن يتحول مما هو فيه إلى الغاية التي أنشدها.

المذيع: أعود إلى المنافسة.. ألا تشعر أن مَن يستمع إلى الأغاني الموجودة في كل مكان لولا تلك الأغاني لربّما أستمع إلى أشرطتك وإلى أغنياتك؟

"
يجب على الإعلام أن ينصف المواهب الموجودة في الساحة ويظهرها وبالتالي السامع يختار ما يحب
"
 محمد منذر

محمد منذر سرميني: لا شك، لذلك أنا أنتظر من الإعلام أن ينصف هذه المواهب من أمثال أبو الجود ومَن ظهر في الساحة، أن ينصف هذه المواهب ليظهرها وبالتالي السامع يختار ما يحب، أما أن تكون هذه المواهب كامنة فهذا حرام.

مشارك رابع: لو سمع الجمهور العادي مناجاة أبو الجود وابتهالاته لتلقفها بعشق وطلبها بتكرار ولكن ربّما حقيقة يحول دون ذلك التسجيلات التي لا تساعد والتليفزيونات والفضائيات ربّما لا تقبل إلا بمواصفات معينة حتى تبث.

مشارك ثالث: يكاد يكون المنشد الوحيد اللي ممكن ينسيك الغناء، يعني بقية المنشدين.. يعني ممكن يكون المنشد على نمط واحد معين أما أبو الجود خلينا نحكي متجدد.. يعني الأنشودة الإسلامية تتكون من كلمة ولحن وصوت فهو بيمتاز بالثلاثة، يعني بيختار كلماته بدقة، ألحانه جميلة ومتنوعة وصوت ما شاء الله إمكانياته عالية.

[مقطوعة غنائية]

علمتني رفة الأطيار أن أشدو وأن أعلن نشيده

علمتني كيف أبني قلعتي في الصخر كي أبقى عنيداً

علمتني كيف أمضي في الفضاء الرحب نشوان سعيداً

رغم ما قد يعتريني من سهام لن تصيداً

فاكسري كأس الحيارى وامسحي عنكِ الصديد