تحت المجهر

الطائرات بدون طيار .. أداة إسرائيل لقتل الفلسطينيين

سلطت حلقة (15/7/2015) من برنامج “تحت المجهر” الضوء على ملف الطائرات الإسرائيلية بدون طيار التي تقصف الفلسطينيين في قطاع غزة، وربطت بينها وبين الطائرات الأميركية بدون طيار.
undefined

كنت مراسلا في العراق عندما سمعت لأول مرة عن الطائرات من دون طيار، كان الجيش الأميركي يقول إن استخدام هذه الطائرات في العراق وأفغانستان آمن ويمنع الأضرار الجانبية على الأرض، وإنها تكنولوجيا متقدمة جدا.

في ذلك الوقت بدأت التفكير بخطورة أن تستهدف أشخاصا على الأرض من مسافة بعيدة دون أن تكون جزءا من المعركة، بعد ذلك بسنوات عدة قرأت مقالات عديدة عن البرنامج السري للطائرات من دون طيار والذي يشمل دولا جديدة مثل باكستان واليمن والصومال.

وقد تحدثت المقالات والتقارير عن مدنيين قتلوا بطائرات من دون طيار، في ذلك الوقت بدأت أتساءل لماذا لا نرى وجوه الأشخاص الذين قتلوا بطائرات من دون طيار؟ ولماذا ليست هناك تقارير مكثفة عن هذا الأمر؟ وبدأت أكتشف أن هناك طائرات من دون طيار إسرائيلية تستهدف الفلسطينيين، ولا أحد يتحدث عنها.

ومن هنا جاءت فكرة هذا الوثائقي، أن أنقل للمشاهد صور ضحايا طائرات من دون طيار من باكستان وفلسطين، ونرى ونسمع من المدنيين الذين استهدفتهم هذه الطائرات بلا ذنب.

وكان مهما بالنسبة لي أن ألتقي بطيار إسرائيلي يسير الطائرة من دون طيار، حتى لو رفض الكشف عن وجهه وباسم مستعار، وأن أزور المصنع الإسرائيلي الذي يصنع هذه الطائرات، وأن أدخل قطاع غزة حيث يسمي الفلسطينيون هذه الطائرات "الزنانة" وألتقي أسرة فقدت ثلاثة من أطفالها في قصف طائرة من دون طيار، وأن أصل إلى وزيرستان داخل باكستان وأصور مع عائلة فقدت جدتها بقصف طائرة من دون طيار، ومع أنني والفريق حاولنا كثيرا أن يتحدث متحدث رسمي من الجيش الأميركي في الأمر، لكنهم رفضوا.

في هذا العمل الوثائقي عملت مع أربعة مصورين في أربعة أماكن مختلفة، ومع أربعة منسقين مختلفين، لنتمكن من مقابلة الأشخاص الذين كانوا نادرا ما يوافقون لحساسية الموضوع.

وقد قررت أن أبني هذا العمل من دون نص (صوت راو) لأمنح الضحايا والمدافعين عنهم، والمدافعين عن تكنولوجيا الطائرات من دون طيار، كلا فرصته للحديث دون توجيه مني للمشاهد، وأترك للمشاهد الحكم.

المخرج فرات العاني