تحت المجهر

أزمة أثينا ج2

واصل برنامج “تحت المجهر” عرض الجزء الثاني من حلقة “أزمة أثينا” التي تتطرق إلى تراجع الأوضاع المعيشية للشعب اليوناني، وبروز ظواهر جراء ذلك مثل الانتحار والتشرد.
على مدى أكثر من 13 عاما أسافر حول العالم، أصور وأخرج أعمالا تقدم للجمهور قصصا عن ظلم العالم والتعذيب والظلام والعنف.. صوّرت في أكثر الأماكن خطورة في العراق أثناء الحرب وفي باطن أفريقيا.

واجهت الإحباط الإنساني والجوع والمأساة والحرب والموت، وتصديت من خلال أعمالي الوثائقية لجشع الحكومات والشركات المتعددة الجنسيات التي تعد بـ"التنمية" في اليد اليمنى بينما تقدم الفقر باليد اليسرى، لكنني دائما وجدت الأمل والقوة والمقاومة شعاعا.

 في هذا الفيلم، "أزمة أثينا"، ضمن برنامج تحت المجهر، في جزأيه (ساعتين تلفزيونيتين) أقدم لأول مرة وطني "اليونان". على مدى أربع سنوات كاملة عملت على هذا العمل، بإنتاج مشترك بين قناة الجزيرة الإخبارية وقناة "دبليو دي آر" (WDR) الألمانية، واكتشفت أن ما صورته وكنت شاهد عيان عليه في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، أصبح في حديقتي الخلفية.

 هذا العمل هو ردي الشخصي على الأزمة الاقتصادية التي عصفت ببلدي، هو وقفتي ضد انعدام المساواة والظلم، هو محاولتي لرفع صوت من لا صوت لهم. وأخيرا، هذا العمل يرى النور.

 منذ بداية الأزمة في عام 2010، قررت مع فريق من سبعة أشخاص أن نبدأ التصوير فورا، تصوير كل حدث مهم في هذه الأزمة، بالتركيز على حياة الناس، أبطال الطبقات الاجتماعية المختلفة، شهود العيان الذين تغيرت حياتهم مع الزمن بسبب الأزمة وكانوا ضحاياها المباشرين.

في الوقت نفسه، كنا نتبع الخط الدرامي للأزمة نفسها، نسأل السياسيين وأصحاب القرار والمتحكمين بمداخل ومخارج الأزمة أصعب الأسئلة، في اليونان وخارجها، في أوروبا وأميركا، ونتبع في الوقت نفسه بالتوازي خط العنصرية والحركات السياسية التي تعمقت عنصريتها مع الأزمة.

 إن هذا العمل هو سؤال في البحث عن معنى "أجورا" (الساحة الرئيسة في أثينا باليونان)، مثل ساحة التحرير في القاهرة، وغيرها من ميادين الحرية في أماكن أخرى من العالم. أثينا هي رمز للديمقراطية تاريخيا، لكن اليوم أصبحت أثينا تباع في مزاد السوق العالمي.

          * يورغوس أفغيروبولوس