تحت المجهر

الفأس الإسرائيلية

تسلط الحلقة الضوء على قصة الزراعة بإسرائيل، وتجيب عن: هل حقا قامت إسرائيل بتدمير زراعات معينة بالدول العربية المجاورة للإبقاء على تفوقها؟ ما هي قصة العلاقات التجارية بين إسرائيل والدول العربية بمجال المنتجات الزراعية؟
‪حاييم أورون‬ حاييم أورون
‪حاييم أورون‬ حاييم أورون
‪بادي الرفايعة‬ بادي الرفايعة
‪بادي الرفايعة‬ بادي الرفايعة
‪ليف غرينبرغ‬ ليف غرينبرغ
‪ليف غرينبرغ‬ ليف غرينبرغ
‪روسي كوهين‬ روسي كوهين
‪روسي كوهين‬ روسي كوهين
‪هاشم يونس‬ هاشم يونس
‪هاشم يونس‬ هاشم يونس
‪سعيد فرحات‬ سعيد فرحات
‪سعيد فرحات‬ سعيد فرحات

حقيقة التفوق الزراعي الإسرائيلي

حاييم أورون/ وزير الزراعة الإسرائيلي السابق: الزراعة في إسرائيل من أفضل الزراعات في العالم وفي بعض الأمور لا تضاهيها زراعة، بإمكانك أن تتنقل من فرع إلى آخر، يقولون أن البقرة الأكثر إنتاجا موجودة في هذا البلاد لأن الإسرائيلي مربي الأبقار يعتمد على العلم والمعرفة وهناك تواصل متين جداً بين الباحثين وبين العاملين في الحقل الذين يطبقون على أرض الواقع ما توصلت إليه الأبحاث بمعنى أن ما يجري هو ليس بمحض الصدفة فأنت ترى ذلك في زراعة الورد، البطاطا، الجزر وفي الحليب والبيض أي في كل المجالات تقريباً.

هاشم يونس/ باحث في العلوم الزراعية: الزراعة في الوسط اليهودي كانت غنية في المياه لأنه وضعوا أيديهم على مصادر المياه وعلى الأرض، لكن الميزة اللي كان يمتازها الفلاح اليهودي عن الفلاح العربي أنه الفلاح العربي قياساً مع اليهودي كان فقيرا، الزراعة في الوسط اليهودي كانت مدعومة، كانوا منظمين اليهود كان عندهم رؤوس مال اللي كانوا يستثمروها أقولك ايش والأغنياء اليهود كانوا يدعموا كمان هذه المنشئات الزراعية الحديثة، فالتكنولوجيا سريعا جاءت والتطور الزراعي سريعاً كان في داخل المستعمرات اليهودية، اليهودي اللي أجا كمستثمر هو ما كان فلاح هو أجا وقالوا له هذه الأرض إلك وأنت يجب أن تقوم بتقنية واحد اثنين ثلاثة أربعة، لذلك كان سهل عليه انه يقتفى هذه التعليمات أنه يستعمل الصنف الجديد يستعمل تقنية الزراعة الجديدة يستعمل الأدوات الجديدة للزراعة اللي تمكنه أنه ينتج إنتاج زراعي أرقى..

يوآب كيسليف/بروفيسور في الاقتصاد الزراعي: فرع الزراعة في إسرائيل ناجح جداً مع أنه صغير نسبياً ويمكن القول أن مردود الدولة من الإنتاج الزراعي هو 2% تقريباً وأيضاً من يعملون فيه هم أقل من 2% مقارنة مع بقية المرافق الاقتصادية، لكنه مجال ناجح من الناحية التكنولوجية، وأستطيع أن أشير إلى ثلاثة مميزات: الأول والذي كانت إسرائيل رائدة فيه هو موضوع قطارات الري، وقد كانت المصانع الإسرائيلية في البداية من أوائل الذين نجحوا في تصنيع مثل هذه القطارات وقد نقلوا هذه التجربة إلى العالم كله، قطارات الري هي ليست القطارة نفسها إنما هي المبدأ الذي يمكنك من توجيه عملية الري بالحاسوب والري بطريقة أكثر انتظاماً وتتمتع فوق الأفضليات الهندسية بأفضليات في عملية الزراعة نفسها وقد كانت إسرائيل الأولى في هذا المجال لمدة طويلة، والأمر الثاني الذي كنا فيه الأوائل هو البندورة، هنا في الأكاديمية الزراعية نجحوا في تصنيع حبة بندورة تتمتع بإمكانية البقاء طويلاً على رفوف العرض، المشكلة التي واجهتنا هي وصول البندورة إلى أوروبا معطوبة، وأحد الباحثين هنا في الأكاديمية الزراعية نجح من الناحية الجينية بإنتاج بندورة تبقى طازجة لفترة أسبوعين بعد قطافها، المجال الثالث هو مجال تربية المواشي، أولاً إسرائيل تعمل دائماً على تطوير الجينات وتحسين القدرة الجينية للأبقار لتمكينها من إنتاج الحليب، ثانياً ولأنه لا توجد عندنا مراعي فإننا نبقيها في الحظيرة ونقدم لها طعامها هناك وبذلك يمكن القول أن عملية تغذية الأبقار هي مهنية جداً وعليه يصل إنتاج الحليب منها إلى أعلى النسب في العالم..

روسي كوهين/ مسؤولة السياحة الزراعية مستوطنة يائير-النقب: أهم ما في الأمر أننا ننتج خارج الموسم، نحن نزرع بهذا الشكل لنصل إلى السوق الأوروبية في الشتاء عندما يكون الصقيع هناك ولا يوجد منافسون كثر لنا والأمر ذاته في الولايات المتحدة، في الشتاء تكون المنافسة أقل، نحن نحاول أن تختار الأوقات المناسبة التي يوجد فيها نقص في السوق من المنتجات المحلية ولا يوجد منافسون لنا لتزويد المنتوج، فالبندورة وكذلك الفلفل هي خضر نمتاز بتصنيعها وتعتبر ذات خصوصية وفرادة، طعمها حلو وهي الخضر الأساسية التي نقوم بتصديرها 70% من المزارعين عندنا يزرعون الفلفل للتصدير فقط، والأمر بطبيعة الحال لا يتوقف عند النوع فقط فنحن لا نتقوقع مكاننا ونبقى على نفس النهج إنما نتطور باستمرار، أعتقد أن الأمر المميز هو نجاحنا في تحويل صحراء قاحلة غلى أرض منتجة تنتج الخضر والفواكه والورود للتصدير والتي تعتبر من الدرجة الأولى في العالم.

اقتصاد فلسطيني محلي قائم على الزراعة

مصطفى كبها/ محاضر في التاريخ والإعلام: مقولة بأن المهاجرين اليهود جاؤوا إلى بلاد قاحلة جرداء وإلى أرض جرداء، هذه مقولة يستعملها الكثير من المؤرخين وتعلم وتدرس في المناهج التعليمية الإسرائيلية، وفيها الكثير من عدم الدقة على اعتبار أن هذه الأراضي تمت فلاحتها على مدار آلاف السنين بالطرق المختلفة المناسبة للسياقات الزمنية المختلفة وتم تطوير أصناف ومحاصيل زراعية تتلاءم مع مناخ البلاد يكفي أن نذكر بأن فترة الانتداب كان هناك 6 مليون شجرة زيتون في فلسطين، 6 مليون شجرة زيتون تم القضاء عليها من خلال إقامة الأحراش الجديدة أشجار الصنوبر والسرو وما إلى ذلك التي خنقت أشجار الزيتون التي كانت في الجبال وفي أماكن عدة أيضاً جرى إزالة بساتين الزيتون كما جرى إزالة بساتين الحمضيات، يعني على سبيل المثال عام 1947 كان هناك قرابة  300 ألف دونم مزروع بحمضيات الفلاح الفلسطيني وفي الثلاث سنوات الأولى بعد إقامة إسرائيل جرى إزالة ما لا يقل عن ثلثين هذه المساحة، بعض البيارات جفت، بعض البيارات أزيلت والكثير منها أزيلت وأقيم عليها أحياء سكنية خاصة في المنطقة الواقعة بين يافا وغزة، زراعة البرتقال بدأت منذ على الأقل 5 إلى 6 قرون في فلسطين، قد يتغاضى البعض على أن الباخرة المحملة ببرتقال يافا، وبرتقال يافا هذا اسم جامع لكل برتقال فلسطين، الباخرة الأولى المحملة بهذه الثمار غادرت ميناء يافا عام 1862، وتحت الماركة المسجلة جافا بمعنى 20 عام قبل قدوم المهاجرين أو النواة الأولى للمهاجرين اليهود إلى فلسطين. 

حاييم أورون: الزراعة بدون شك كانت جزءا مركزياً جداً من العقيدة الصهيونية، لقد رأوا في العمل في الأرض أكثر من مجرد العمل في الأرض، هذه الظاهرة استثنائية، استثنائية جداً فعندما جاء دكتور في الفلسفة من برلين عام 1925 وعام 1930 إلى التعاونية الزراعية التي تسمى هازوريا اليوم فإنه لم يعمل في اختصاصه كدكتور إنما أصبح فلاحاً ذلك شكل جزءاً مركزياً من العقيدة الصهيونية، وفي حين أن مجموعات كثيرة من الشعوب ومنها الشعوب العربية تتطور تصاعدياً من الزراعة إلى المدينة فإن الصهيونية رأت في العمل بالأرض وفي الارتباط في الأرض أمراً  مركزياً ولكن ليس الارتباط في الأرض بالمفهوم الإقطاعي، إنما كانوا يشترون الأرض من الإقطاعي ويمنحونها للمستوطن مجاناً وكانوا يقولون له أنت هنا تزرع وتعيل نفسك وهكذا تساهم في إقامة الدولة، ومن لا يلاحظ هذا الارتباط فإنه عملياً لن يفهم ما حدث لذلك أقول نعم الكثير الموارد وأنا أتحدث عن ما كان قبل قيام الدولة تم توجيهها لتطوير الزراعة، قوى كثيرة كانت وجهتها الزراعة.

ليف غرينبرغ/بروفيسور في علم الاجتماع السياسي: الاستيطان الزراعي يتمثل تحديداً في الجمعيات التعاونية والمستوطنات الجماهيرية، هاتان الصورتان متشابهتان تم تطويرهما قبل قيام الدولة بكثير لملائمة الظروف السياسية والاقتصادية في ظل غياب الدولة، هناك عاملان مهمان يجب فهمهما: الأول الظروف التي تطورت فيها الصهيونية في أوروبا والثاني الظروف التي سادت في أرض إسرائيل- فلسطين عندما جاءت الصهيونية إلى هنا، ففي أوروبا كان ممنوعاً على اليهود أن يمتلكوا الأراضي وأن يعملوا فيها، وعندما بدأت اللاسامية استنتجت الصهيونية أن أحد أسبابها يكمن في أن اليهود لا يعملون في المرافق الأساسية للاقتصاد وهي الزراعة والصناعة بل عملوا في التجارة، وهكذا ربطوا بين كراهية اليهود ومكانتهم الخاصة كتجار وأصحاب مصالح، الإيديولوجية الصهيونية الاشتراكية أو حركة العمل الإسرائيلية رأت أننا بحاجة إلى العودة غلى مرافق العمل الأساسية كالزراعة والصناعة كي نكون شعباً عادياً مثل غيرنا.

الاستيطان الإسرائيلي لاستغلال الأرض

محمد يزبك/رئيس قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا: الاستيطان معناه، استغلال الأرض وبالنسبة لليهود لأن اليهود يعني في دول العالم كلها قبل مجيئهم لفلسطين كانوا يعملوا في كل المهن إلا مهنة واحدة وهي مهنة الزراعة، ومعنى ذلك أنه بالنسبة للحركة الصهيونية كان من الواضح من البداية إنه إذا هذه الهجرة إلى فلسطين لم يعني يكن لها تعلق ما بين الإنسان المهاجر وما بين الأرض ستبقى هذه الهجرة وكأنها هجرة مؤقتة، ونفس الشيء وكأنه الوجود اليهودي في أوروبا وجود مؤقت لأنه ليس مرتبط بالجذر، والجذر هو الأرض، ولذلك كان هنالك تفكير جديد بالحركة الصهيونية أنه حين نقل السكان حين نقل اليهود من أوروبا إلى فلسطين يجب نقلهم إلى نقلة نوعية بمعنى الارتباط بالأرض التي أنت تعيش عليها ولذلك كان منذ البداية أولاً أنه عدم تشغيل غير اليهود في الأراضي التي تم امتلاكها، عدم تشغيل غير اليهود لأنهم اعتقدوا أنه اليهودي نفسه الصهيوني يجب أن يتعب وأن يشقى وأن يعرق حتى يكون له علاقة يعني جسدية إن أردتِ مع الأرض هذه، هذا تغيير كبير جداً بالنسبة للتفكير الصهيوني ما بين الأرض في أوروبا يعني الوجود في أوروبا والوجود في فلسطين فبالإضافة إلى كونه مصدر رزق ومصدر اقتصادي، هنالك يعني محاولة لربط المهاجرين اليهود إلى فلسطين بالأرض ليصبحوا لهم جذور في هذه الأرض.

ليف غرينبرغ: حتى قيام الدولة تمثل الاستيطان الزراعي بشراء الأراضي لكنهم لم يشتروا الكثير  من الأراضي ويمكن القول أن 7 أو 10% من أراضي الدولة استملكت بالشراء، لكن البقية كانت نتيجة الحرب وهذا واضح، واضح أن أغلبية الأراضي والأساسية منها جاءت في أعقاب الحرب وطبعاً نتيجة طرد الفلسطينيين من أراضيهم، ليست المسالة أن الفلسطينيين غادروا أراضيهم بل أنهم حرموا من العودة إليها، بعد قيام الدولة تم الإعلان عن هذه الأراضي بأنها  مهجورة، أملاك متروكة تتبع بملكيتها للدولة، تم منحها للاستيطان الزراعي كأرض تبقى في ملكية الدولة، لكن الدولة تساعد المستوطنين على تطوير الزراعة.

محمد يزبك: مع انتهاء الانتداب البريطاني يعني كان حوالي 6 إلى 8% من أراضي فلسطين الزراعية الخصبة وهذا المهم يعني هي ليست فقط أراضي فلسطين يعني نحن نتحدث عن أراضي في منطقة النقب الصحراوية نتحدث عن أخصب المناطق وأكثرها في المواقع الإستراتيجية من منطقة الجليل الأعلى وحتى منطقة الخليل كان هنالك يوجد مستوطنات إسرائيلية ممتدة على طول البلاد وحتى على عرض البلاد وهذا يعني إذا كانت خطيئة فلسطينية أو ليست خطيئة أو انه جهل للفلسطينيين طبعاً هو كان جهل فلسطيني ليس أكثر من ذلك بمغزى ومعنى الحركة الصهيونية أنها حركة تريد أن تستعمر البلاد واستعمار إحلالي مثلما قلت، إحلالي يعني في البداية خطوة وراء خطوة حتى يصل إلى قوة ومن ثم يعني إلى إخلاء البلاد من سكانها الأصليين.

مصطفي كبها: عند إقامة إسرائيل عام 1948 بقي في أيدي الأقلية العربية التي نتجت بسبب حرب ونكبة عام 1948 ما مجموعه من 18% من مساحة أراضي الدولة كانت بحوزة المواطنين العرب 165 ألف عربي بقي، الآن العرب يشكلون قرابة 20% من سكان الدولة وجل ما لديهم هو 2.3 % من مساحة الأراضي المتبقية بمعنى بالفترة الواقعة من عام 1948 حتى عام 2011 تناقصت نسبة الأراضي التي يمتلكها العرب تناقصا كبيراً رغم الازدياد الكبير بعدد السكان بمعنى أن الأقلية العربية ضاعفت نفسها تقريباً عشر مرات تقريباً عشر مرات، ولكن نسبة الأراضي نزلت تقريباً عشر مرات.

هاشم يونس: القرى العربية لا تكبر تبقى في مساحتها اللي بعد 1948فقط، يعني إحنا لا نستطيع أن نحصل على أرض زيادة على أرض الملكية، فالأرض هي تتجزأ في كل جيل في داخل الوسط العربي مما يضعف القدرة الزراعية بسبب لتجزئة لأنه الأسواق اليوم تحتاج إلى كمية كبرى، الفلاح الكبير ممكن  أن يستمر، الفلاح الصغير بنام.

[نص مكتوب]

تحارب إسرائيل المزارع العربي الفلسطيني داخلها كما تحارب إسرائيل المزارع الفلسطيني والسوري تحت الاحتلال.

سعيد فرحات/ رئيس لجنة تصدير التفاح من الجولان السوري المحتل: منتوج التفاح عنا بمعدل سنوي 35 ألف طن، كان في الماضي ويسوق فقط في الأسواق الإسرائيلية، واجهنا عدة صعوبات من ناحية الأسعار، حاولوا يتحكموا فينا من ناحية الأسعار، في البدايات لم يوجد لدينا كان في الوقت الماضي ثلاجات، كان يتم التحكم بالمزارع وبالموسم انه يبيع بأي ثمن زهيد يكون أو تفاحه بروح بعدين قمنا ببناء الثلاجات من أجل حماية أرزاقنا، صاروا يحاربونا كمان بعد الثلاجات يحاربونا بالأسعار بالنسبة للأسواق اللي  موجودة عندهم كنا نبيع قسم على غزة قسم على الضفة الغربية لإخواننا في الضفة وغزة، والقسم الأكبر يروح على الأسواق الإسرائيلية، مثلا المياه ما فيش عنا مياه كفاية، ممنوع علينا نستغل مياهنا المقررة للجولان، أبسط الأمور بركة رام هي أحد مصادر المياه أو خزانات المياه للجولان، رغم أنه ندفع ثمن الماء ممنوع علينا نسقي منها إلا بكميات محدودة جداً يعني أعطيك مثالا بسيطا يعطوا بالنسبة للمستعمرات بالجولان اللي بنوها وأعطوها لأصحابها بدون أي مقابل بس ييجي يسكن بالجولان ويأخذ أرض زراعية جاهزة يعطوا للدونم 750 كوب بالسنة بينما إلنا يعطونا 250 كوب بالسنة ممنوع علينا نحفر أبار ممنوع نعمل خزانات ممنوع نحفر برك لجمع المياه بحجة أن هذه الأشياء تقلل من منسوب  المياه في بحيرة طبريا.

يوأب كيسليف: ليس التنازل عن الجولان مسألة زراعية إنها مسألة سياسية تتعلق بالمياه في طبريا وغير ذلك، من هنا فإن الإدعاء بأنه تجب حماية الزراعة من أجل الحفاظ على الجولان عسكرياً باطل توجد مبررات متعددة لدى جهات مختلفة في إسرائيل حول ضرورة البقاء في الجولان لكن مسألة المياه هي مسألة مختلفة تماماً وقد حاولت سوريا تحويل بعض مسارات الأنهر عن طريق الجولان إلى نهر اليرموك.

ليف غرينبرغ: واضح جداً أن إحدى وجهات النظر الإسرائيلية تؤكد على أهمية إبقاء السيطرة على المياه وأعتقد أن هذا السبب من حيث مركزيته يفوق الموضوع الاقتصادي أو الزراعي في الجولان أو غور الأردن، السيطرة على المياه ومصادرها مسألة أساسية جداً وطبعاً التمييز بمخصصات المياه بين العرب واليهود أمر مركزي.

هاشم يونس: يعني كل المياه اللي تملكها إسرائيل مليارين كوب إحنا عنا بين 10 و 12 مليون كوب مياه علماً إنه الأرض والماء وما في جوف الأرض يعود للدولة، السيطرة هي للدولة على مخزون المياه ما تقدر أنت تستعمل المياه كيف بدك يجب أن تحصل على تصريح أو على رخصة في استعمال المياه حتى لو كان البئر في ملكية إلك لازم أنت تخضع للمخصصات تبعاهم.

[نص مكتوب]

تحرم إسرائيل المزارع الفلسطيني داخلها من المياه كما تحرم إسرائيل المزارع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الاحتلال من المياه.

[فاصل إعلاني]

صراع متواصل على المياه واستيلاء على الأراضي

خليل شيحا/مدير عام الإغاثة الزراعية الفلسطينية: إسرائيل تستغل حوالي 80% من كميات المياه التي تتوفر في الضفة الغربية وقطاع غزة تتوفر في الضفة الغربية وقطاع غزة حوالي 750 مليون متر مكعب سنوياً تستغل السلطة الوطنية الفلسطينية أو فلسطيني الأراضي المحتلة حوالي 150 مليون متر يعني معدل  حوالي 20% و600 مليون تستحوذ عليها سلطات الاحتلال وبالتالي هناك صراع متواصل على مسألة المياه بشكل يومي هناك أيضاً رصد مباشر لحفر الآبار في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية من قبل إدارة المدنية وهناك مضايقات مستمرة وأيضاً هناك محاولات إسرائيلية دائمة للحفر في الأعماق أكبر من الأعماق التي يحفر عليها المزارع الفلسطيني ومش للصدفة تقوم التجمعات الاستيطانية الكبيرة على الأحواض المائية يعني الحوض الغربي والممتد تقريباً من إصبع أرائيل وحتى عصيون هو نفسه الحوض المقام عليه معظم المستوطنات الإسرائيلية.

هاني عامر/مزارع فلسطيني: اطلع على الجدار تعال شوف عند هذا الشارع القديم الأصلي اللي كنا نفوت على الأرض منه، من هون دغري على الأرض اليوم هذا شارع مسكر هيو تعال شوف البوابة هان هي مسكر من هان ممنوع نفوت هيو، ساكن في البيت هذا اللي هو جزء من مسحة من قرية اسمها مسحة والقرية هذه كلها خلف الجدار باستثناء البيت تبعنا قصوه من القرية وأتبعونا للمستوطنة ومش للمستوطنة وبس من الجهة هذه في الجدار وجيش ومن الجهة الثانية في بيوت للمستوطنة وإحنا جايين داخل الجدار اللي هو الجدار اللي بفصل فلسطين من أولها لأخرها بعرفش شو بسموه لكن هذا أنا بسميه جدار الموت يعني هذا الجدار موتنا لأنه مش بس فصل بيتي أو فصل البيوت أو فصل الناس عن أهلها فصل الأرض عن بعضها، فصل ترابها فصل المزارع عن أرضه، صار استحالة إنه الإنسان يعيش بعده يعني لذلك بسميه جدار الموت إحنا في الأساس مزارعين أشتغل، في عنا أرض زراعية خلف المستوطنة هذه، أشتغل مزارعا فيها مش أنا بشغل أبوي كان فيها وسيدي وأبو سيدي من يعني من يوم ما خلقنا إحنا نشتغل مزارعين في الجهة هذه خلف المستوطنة، فاليوم الموضة اللي ماشية والعصر اللي إحنا عايشناه عصر الإغلاق، عصر التسكير، عصر الخنق، عصر الإعدام، عصر الموت لكل شيء حي ممنوع، هذه البلد اليوم إحنا عايشين بوضع إنه ممنوع يكون فيها شيء حي، فالطريق شريان حياة كونه الطريق شريان حياة بربط الناس بأرضهم أغلقوها سكروها هسه ممنوع إحنا نفوت من الطريق هذه، عملوا مستوطنة جابوا هذول اللّمم مش عارف منين من أي بلاد من كل بلد واحد جابوه وشيء منهم ما بعرفش على أي ديانة ماشي ومن أي ديانة وشو دينه بعرفش المهم لموهم وقالوا أنتم يهود أو إسرائيليين بعرفش شو بسموهم بغض النظر عن التسمية أنا مسميهم المجرمين لأنهم هذول مجرمين حقيقة أجوا أخذوا أرض سكنوا فيها أخذوا أرضنا وقعدوا فيها ومنعونا نفوت على أرضنا.

خليل شيحا: لغاية الآن حوالي 52% أو ربما أكثر بقليل من الأراضي الفلسطينية تحت السيطرة في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت السيطرة الإسرائيلية تتمثل تقريباً نحو 42% هي المستوطنات وما هو مقام حولها من توسعات أو المناطق المتاحة للاستيطان والمستوطنات المقامة هناك أيضاً 9% من الأراضي تم عزلها خلف جدار الضم والتوسع 86% من هذه الأراضي بالأساس أراضي زراعية وخصبة وكانت تستغل وكانت تحقق عائد اقتصادي للأسر التي تعتاش منها، للأسف هذا أثر بشكل حقيقي كبير على مستوى الفقر تحديداً في العائلات وفي القرى وفي التجمعات التي كانت تجمعات منتجة أصبحت جراء إقامة الجدار تجمعات مهمشة يجتاحها الفقر والعوز وهناك مزيد من الهجرة من هذه التجمعات إلى داخل الأراضي الفلسطينية وإلى المدن طلباً للعيش وطلباً للعمل بعد أن كانوا يعتاشون من أراضيهم.

[نص مكتوب]

في داخل القرى العربية في مناطق فلسطين 1948 أو في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان المحتل عام 1967 تحارب إسرائيل الزراعة الفلسطينية أينما كانت.. حرب إسرائيل هي مع الأرض الفلسطينية.

ليف غرينبرغ: الدافع الأساسي للاستيطان في الجليل وفي النقب وفي غور الأردن وداخل الضفة الغربية هو بالتأكيد سياسي هو المحافظة في الجليل أو في النقب على الأغلبية اليهودية وهو في الأغوار أو في الضفة الغربية لضمان عدم وجود تواصل جغرافي للحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية، هذا يعني أن كل الموضوع لا يتعلق بالزراعة نفسها ومن المؤكد ليس لاعتبارات اقتصادية إنما من منطلق مصلحة الدولة في منع تشكيل قدرة فلسطينية تمكنهم من إقامة دولة خاصة بهم.

مصطفى البرغوثي/أمين عام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية: إسرائيل استخدمت الزراعة كرافعة لعملية محددة اللي هي الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وطرد الفلاحين الأصليين من هذه الأراضي واستخدمت لهذا الأسلوب عدة وسائل: أولاً المجازر اللي ارتكبت لتهجير الفلسطينيين وبالتالي جعل الأرض بدون أصحاب، ثانياً حتى في المناطق اللي بقوا فيها الفلسطينيين مثل القرى الجليل والمثلث بشكل منهجي إسرائيلي استولت على الأراضي وحولت الفلاحين والمزارعين في هذه المناطق من فلاحين يعملوا في الأراضي إلى عمال في إسرائيل لأنه فقدوا الأرض أخذتها إسرائيل منهم، والوسيلة الثالثة اللي استعملوها هي إدخال تقنيات عصرية وحديثة بعمليات الزارعة بحث تصبح زراعتهم منافسة جداً وقوية جداً لتطرد المزارعين العرب من المهنة حتى تستطيع إسرائيل أن تعمل هيمنة، إسرائيل عندها هدف مش بس اقتصادي كان اللي هو تطوير زراعة ذات تقنيات عالية ومنتجة بصورة ممتازة وإنما كان عندها هدف ثاني مهم وهو إنه تلغي الوجود الفلسطيني لأنه الوجود الفلسطيني مرتبط بالأرض مرتبط بالزراعة بالأرض.

حاييم أورون: في غور الأردن أقاموا الجمعيات التعاونية الزراعية والمستوطنات الزراعية ليحرسوا الأرض وليس لتغيير التوازن الديمغرافي لأن هناك أصلاُ يوجد القليل من الناس أحضروهم للسيطرة على هذه المنطقة أما لماذا؟ لأنها منطقة حدودية هذه حدود وقد يأتي منها الأردنيون والعراقيون، وفيه نتيناهو يقول اليوم أنه إذا حقق سلاماً فإنه سيبقي غور الأردن تحت سيطرته، الآن كيف يفعل ذلك بقوات شرطة لا، جزء من الرؤية أنه لكي تبقي السيطرة هناك يجب أن يكون سكان وماذا يفعل السكان هل يقفون على الحدود ويحرسونها لا هم مزارعون ويعملون في الأرض.

[شريط مسجل]

أحد المتحدثين في معرض الأبحاث الزراعية- مستوطنة يائير: لدخول رئيس الدولة الرجاء الوقوف، رئيس دولتنا العزيز والمحبوب الغالي والمميز من لا يتنازل عن أي لقاء مرتبط بالاستيطان والصهيونية أنت مصدر إلهام لنا جميعاً، فخامة الرئيس شرفتنا اليوم بغرس شجرة الطلح الشجرة المذكورة في كتبنا وفي صفر الأسماء واستعملت لكل عمل لآبائنا بني إسرائيل في التحضير للهيكل والمذبح والمعبد، جذورنا مثلها مثل جذور شجرة الطلح عميقة جداً في  أرض العربة تجد تعبيراً لها في الاستيطان وفي المعرض الزراعي الأكثر إثارة للإعجاب في دولة إسرائيل الذي يعرض منتوجات متطورة من الفواكه والخضر والورود والأسماك التي شاهدتها والتي تفخر بها المنطقة ودولة إسرائيل، رؤية جعل الصحراء تزدهر هي جزء من حلمك ويشرفنا أن نشاركك إياه.

متحدث آخر في معرض الأبحاث الزراعية- مستوطنة يائير: كلنا نعلم أن القرار بالقدوم والإقامة تحديداً هنا في الجنوب الحار الذي يعاني من ظروف طقس غير اعتيادية هو قرار ليس بالهين، سكان المنطقة يدفعون أحياناً ثمناً باهظاً ويتواجهون ظروفاً صعبة واليوم تحديداً وهو يوم سعيد أدعو متخذي القرار إلى توجيه الأنظار إلينا إلى العربة وإلى البحر الميت هنا بعيداً عن المركز نشهد صناعة صهيونية حيوية ومتنوعة، تخصيص أراض توزيع المياه بالتساوي ودعماً من المؤسسة مما سيؤدي إلى مضاعفة الاستيطان في العربة وجنوب البحر الميت هذا الأمر سيداتي سادتي عمل صهيوني حقيقي.

حملات لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية

مصطفى البرغوثي: إحنا بدينا حملات عديدة، الفلسطينيون عملوا حملات عديدة، الفرق بين الحملات الماضية وهذه الحملة إنه الحملة اللي ننظمها تحت شعار حملة بادر لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية تتميز بأنها إستراتيجية كيف؟ بأنها تختار بضاعة بضاعة وتركز كل الجهد عليها حتى تنهي وجودها في السوق الفلسطيني ثم تنتقل لبضاعة ثانية ثم لثالثة وإحنا اكتشفنا إنه هذا الأسلوب فعال أكثر، بدأنا الحملة بمقاطعة مشروب اسمه "التبوزينا" اللي هي عصائر إسرائيلية ولم يكن اختياره أمر صدفة كان مبني على دراسات منها إنه هذا النوع من المنتجات الذي يباع بصورة كبيرة جداً في السوق الفلسطيني منتج كمالي يمكن الاستغناء عنه بسهولة بس الأهم إنه في منتجات وطنية بديلة إله أكثر صحية أفضل طعماً برأيي وأرخص تقريباً 50% وبالتالي موضوعياً فرصة لأنه استبدال المنتج الإسرائيلي بمنتج فلسطيني وطني حسب المعطيات اللي موجودة عنا حتى الآن في بعض المحلات أنا لا أريد أن أعمم ولكن حسب المعطيات اللي توفرت عنا إنه خلال فترة عيد الأضحى انخفض الاستهلاك من هذا المنتوج في السوق الفلسطيني بنسبة 70% هذا يدل على إنه عندما تكون الحملة محددة ومنظمة وذات طابع إستراتيجي يمكن أن تكون تحقق نتائجها، كمان يجب أن يكون هناك مراكز رصد ومراقبة فلسطينية وعربية في كل دولة من الدول العربية لكيفية منع وصول المنتجات الإسرائيلية ومقاطعة البضائع الإسرائيلية لأنه أنا برأيي هذه إحنا إذا لم نغير ميزان القوى لن يحدث حل للقضية الفلسطينية ولن نوقف الاحتلال ولن نزيل الظلم والغبن الواقع على الشعب الفلسطيني من شان نغير ميزان القوى يا إما الواحد بدو يلجأ للحلول العسكرية وهي غير واردة أو بدو يلجأ لحلول أخرى ومنها المقاطعة الاقتصادية، أنا أعتقد الدفاع عن الزراعة الفلسطينية وحماية المزارع الفلسطيني له دورين: الدور الأول صمود الإنسان وبقاؤه على أرضه وثباته فيها والدور الثاني المهم كثير جعل الاحتلال يخسر، لن يزول الاحتلال ما لم تصبح تكاليف الاحتلال أكبر من مكاسبها.

[نص مكتوب]

تمر المنتجات والصناعات الزراعية الإسرائيلية إلى الوطن العربي.

العلاقات التجارية بين إسرائيل وبعض الدول العربية

بادي الرفايعة/رئيس لجنة مقاومة التطبيع- الأردن: من المعروف أن هناك تجارة صهيونية مع الدول العربية وتمر للأسف عبر بعض الدول منها الأردن ومصر، كان في وقت سابق لا يوجد وضوح في موضوع الخضار والفواكه الإسرائيلية كان يتم تضليل الناس لا يعرف المستهلك العادي أن هذه بضائع صهيونية سيجد هذه الخضار والفواكه موجودة على رفوف المحلات يتناولها ويشتريها لا يعلم أن هذه الفواكه صهيونية وبالتالي كانت هذه عملية تضليل، عندما أصبح في نشاط للجان مقاومة التطبيع وأصبح في توضيح وتحذير الناس من هذه التجارة أصبحت الناس لا تقبل على التجارة صارت حذرة أكثر في التعامل مع الفواكه والخضار الصهيونية وبالتالي الأرقام أصبحت في تراجع رافق ذلك مجموعة من النشاطات اللي قامت فيها لجان مقاومة التطبيع من نشاطات أمام سوق الخضار المركزي أو في مجمع النقابات المهنية أو أمام وزارة الزراعة كنا باستمرار نعمل اعتصامات ونقوم بحرق البضائع الصهيونية للأسف نعم تمر بضائع صهيونية بشكل عام ومنها الخضار والفواكه وفي أكثر من حالة تم الإمساك ببعض هذه الشحنات وهي تنوي للاتجاه لدول الخليج وحتى مرات تجاه سوريا وكانت هذه البضائع صهيونية المصدر ولكن تم التغطية عليها من هنا بالأردن من خلال شهادة منشأ أردنية وعندما تم كشفها تم التراجع عن تصديرها حصلت هذه الحالات وأنا متأكد أنه يحصل الكثير من هذه الحالات مع العراق بالذات فيحتاج ومعروف أنه السوق العراقي سوق كبير بالنسبة للكيان الصهيوني ويتم التصدير إله بكميات كبيرة سواء الخضار والفواكه أو حتى أنواع أخرى من البضائع باتجاه العراق وهناك ساحة للأسف ضخمة بمعبر الأردن الشمالي لنقل هذه البضائع باتجاه العراق يعني معروف إنه الكيان الصهيوني يسعى بكل الطرق والوسائل لتوسيع تصديره واختراق الأسواق العربية والإسلامية وهو يسعى لذلك ويهتم بذلك الأمر وأعتقد أن هناك تجري علاقات مخفية بهذا الاتجاه قد تكون هناك شركات وهمية قد يكون هناك عملية تضليل أو عملية تغيير بلد المنشأ من خلال قبرص ومن خلال هولندا.

محمد لؤي بيبرس/مهندس: هناك شركة بذور اسمها هايتك، هايتك هي شركة هي عبارة عن علامة تجارية وهمية لشركة هزيرا، هايتك هي عبارة عن hazera international technology، هايتك لديها مكتب في هولندا وهذا المكتب هو الذي يصدر الشهادات لجميع الدول العربية، هناك شركة Haifa chemicals بدأت بمحاولات إغراق لبعض منتجاتها للدول العربية وتسترت Haifa chemicals وراء مسميات مختلفة على سبيل المثال هناك شركة اسمها Delco، Delco هي مسجلة بفرنسا وفي فترة من الفترات كانت تصدر إلى الدول العربية والإسلامية سواء كانت التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني أو التي لا تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني، العولمة والمعلوماتية كشفت بعض هذه الأمور فوجدنا أننا عندما نتتبع شركة Delco نجد أنها بشكل صريح هي جزء من منظومة Haifa chemicals وهي أحد أذرعها التسويقية بالإضافة لذلك هناك شركة عالمية ومشهورة لمعدات الري اسمها شركة Netafim هذه شركة Netafim هي شركة صهيونية عندما تذهب إلى الدول العربية وخاصة دول الخليج تجد معدات Netafim تحتل نسبة مئوية لا بأس بها بالزراعة الحديثة، هناك معدات إلكترونية تختص بالتحكم في الزراعة المحمية والزراعة المتخصصة، نعم هناك في منظومات التحكم وفي السيطرة والأتمتة هناك نجد أحياناً أن الصهاينة قد اخترقوا الأسواق العربية في هذا النوع بالذات وأحياناً نجد أن الشركة التي نفذت هذا المشروع ربما تكون هولندية أو دنمركية أو من الولايات المتحدة ولكن تستعين ببعض المعدات أو الأجهزة الإلكترونية المتخصصة وبموجب اتفاقيات تأتي بها من الكيان الصهيوني.

مصطفى البرغوثي: الآن الزراعة والتقنيات الزراعية الإسرائيلية أصبحت وسيلة دبلوماسية لإسرائيل، وسيلة للانتشار السياسي وسيلة لبناء علاقات في دول إفريقية كثير يحاولوا يمرروا تقنياتهم وتكنولوجياتهم من شان يمدوا نفوذهم وفي نفس الوقت منتجاتهم لدول العرب لأنهم يريدوا وأنا ذهلت عندما شفت منتجات أو سمعت ورأيت منتجات إسرائيلية في أسواق عربية بعضها يغطوه يحطوا عليه اسم ثاني بعضها بحطوش عليه بكون محطوط عليه الاسم الإسرائيلي هذا أيضاً يجب أن يقاطع.

يوأب كيسليف: لدينا الكثير من المبادرات المشتركة مع مصر لا أعرف حجم ما تبقى منها لكني أعتقد أنها تقلصت الآن، وكانت هناك بعض الأعمال المشتركة مع الأردن وبالتأكيد هناك تحويل للتكنولوجيا مثلاً تكنولوجيا الري في الأردن قسم كبير منها تم استحضاره من هنا لكن اليوم يستطيعون اقتناءها من أي مكان آخر في العالم وأنا اليوم لا أعرف شيئاً عن تبادل الإنتاج الزراعي مع الأردن في الاتجاهين.

حاييم أورون: كان هناك تعاون مشترك ومكشوف وفوق الطاولة مع الأردن ومصر وكانت هناك مثلاً مزرعة تربية المواشي شمالي عمّان التي نشط فيها الإسرائيليون لكن لا أستطيع أن أقول لك ما يجري هناك اليوم وحسبما أذكر كانت هناك أيضاً منطقة كاملة من المزارع غربي القاهرة في آخر هذا المثلث عند النقطة التي تنتهي معها المساحة الخضراء في شمالي مصر في مزارع كهذه بشمالي مصر والتي احتوت على الكثير من المعرفة الإسرائيلية والتواجد الإسرائيلي فيها حيث كان الإسرائيليون ينشطون هناك وهكذا دواليك، الآن لدي شعور أننا لا نتحدث عن الحجم ذاته الذي شهدناه في حينه أأمل أن هذا الأمر مستمر وكلي أمل بعد بأن تتغير الظروف أن يشكل هذا التعاون إحدى القنوات الحقيقية لإقامة علاقات بين إسرائيل وبين الدول العربية.

مصطفى البرغوثي: كل المنطقة العربية أصبحت تنظر إلى الزراعة الإسرائيلية وكأنها المثل الذي يجب أن يحتذي، وعلى الرغم من  المقاطعة العربية لإسرائيل كانت هناك علاقات مع إسرائيل لدول عربية عديدة التي أرادت وكأنه تستعمل التكنولوجيا يعني تريد إرشاد بالتكنولوجيا الجديدة، ولذلك إسرائيل استغلت هذا الواقع إنه في عندها تكنولوجيا زراعية متطورة لتبني علاقات مع دول عربية حتى في فترة ما قبل 1967.

محمد يزبك: الدول العربية في عنا مشكلة أساسية من سنوات الخمسينيات بدأت هذه المشكلة تتفاقم أكثر فأكثر وأكثر وهي إنه المجتمع كمجتمع الاقتصاديات الاجتماعية فهذه الدول العربية بدأ أن يكون يشارك في اقتصاد الدولة كل أفراد البلاد ما حصل هو إنه تغير المجتمع من مجتمع فيه طبقات اجتماعية وطبقات اقتصادية إلى مجتمع ما يسمى بالهرمي يعني المجتمع أصبح في حتى من السبعينات وبداية الثمانينات بدأت تظهر بشكل واضح هذه القضية إنه إن في مجموعة من هؤلاء المتمولين وهؤلاء المتمولين يقفوا على رأس المجتمع وباقي المجتمع ككل يعني ممكن أن أقول مجتمع الفقراء دولة الفقراء ما عدا مجموعة قليلة جداً تقف على رأس الهرم.

مصطفى البرغوثي: الثورات العربية والتغير اللي بجري الآن في العالم العربي يفتح باب، باب كبير لئن يكون الحكم رشيد، الحكم الذي كان حكم فاسد، حكم للأسف أنا برأيي الذي حصل إنه الناس اللي أجوا على ظهور الدبابات باعتبارهم ثوريين وبدهم يغيروا الوضع في العالم العربي أصبحوا هم نفسهم نوع من البرجوازية الطفيلية اللي عندها مصالح مع الكمبرادور ومع الشركات المتعددة الجنسيات في العالم وشركات وأصبحوا هم وكلاء لهذه الشركات ولم يكن عندهم اهتمام بالاقتصاد الوطني، هم أصبحوا طبقة بحد ذاتها طفيلية مناقضة لمصالح المجتمع مناقضة لمصالح الفلاحين كان همهم بس الارتزاق والكسب الذاتي على حساب شعوبهم وعلى حساب اقتصاد شعوبهم، اليوم الثورات العربية اللي تصير بتفتح السياسة لأمرين أولاً سياسة حكم رشيد بمعنى أن لا يكون الفاسدون هم الذين يقرروا السياسات وبالتالي لينتخبوا من الشعب هم اللي يقرروا السياسيات، ومن ناحية ثانية تفتح الباب لكي تصبح هذه البلدان مهتمة برفاه شعوبها وهذا يعني أن تعتمد على نفسها أن تقوي منتجاتها أن تستفيد من مياهها أن لا تكون مجرد سوق للعالم الخارجي وإنما تصبح هي أيضاً دولة منتجة، بكل دول العالم أوروبا نعرف إحنا دول أوروبية كثير تنفق ملايين لدعم زراعتها لأنه بدهم يخلوا مزارعيهم موجودين وبدهم يخلوا منتجاتهم الزراعية موجودة نعرف هذا الحكي، المزارع العربي والفلسطيني يجب أن يلقى نفس النوع من الإسناد والدعم من شان نحافظ أيضاً على مكانته ودوره وإنتاجه ودوره الوطني كمان في حماية بلده واقتصاده.