صورة عامة - تحت المجهر 24/6/2010
تحت المجهر

هجرة المصريين

تتناول الحلقة دوافع هجرة العمال المصريين إلى الأردن وطبيعة عملهم فيها، وهل للحكومة المصرية دور في هجرة أبنائها؟

– دوافع هجرة المصريين إلى الأردن وطبيعة عملهم
– علاقة الحكومة المصرية بهجرة أبنائها

– استعدادات العودة إلى مصر

دوافع هجرة المصريين إلى الأردن وطبيعة عملهم

حمدي محمد
حمدي محمد
صلاح محمد
صلاح محمد
جهاد محمد
جهاد محمد
عبد الرحمن خير
عبد الرحمن خير
عادل جابر
عادل جابر

صلاح محمد/ حارس عمارة: جئت الأردن هنا الأردن من 20/9/2004، طبعا جئت هنا لتحسين معيشتي، ما لقيتش الوظيفة اللي هي تعينني على معيشتي في مصر أو أنني أكون مستقبلي ومستقبل أولادي يعني، فاضطررت أن آجي إلى الأردن فجئت عن كفيل وبأشتغل عنده طبعا وتسريح عملي وماشي قانوني والحمد لله. ونحن والحمد لله نشتغل بأجر مستورة يعني.

حمدي محمد/ عامل: والله السبب هو الظروف اللي خلتني أطلع وأسيب أهلي وأصحابي وآجي أشتغل هنا في الأردن، بس برضه الواحد بيحي يطلع الواحد يعني مثلا يتزوج ويجيب زيجته ويفتح مشروع في مصر نقعد فيه ونستقر في بعد الزواج وهيك، هلق صار لي في الأردن سنتين ما شفتيش أهلي وكمان بأقعد قدهم ثاني سنتين أو ثلاث سنوات كمان، ظروفي كده.

جمعة الزناتي/ عامل كافيتيريا: معي دبلوم زراعة 1986، 1987 طبعا كفرص عمل مافيش تعيين بالمرة، أنا بقى لي حوالي سنة وما جاءتني فرصة عمل في الحكومة، بره الحكومة اليوم اللي أنا بأشتغله بأصرفه ويعني مش مكفي كمان، ففي الحالة دي بدأت أتطلع وين أروح طيب؟ قلت خلاص كان معنا حتتي ذهب بتوع المدام بعناهم وجبنا العقد بـ 750 دينار وجئت من خمس سنوات في البلد.

عبد المفضل عبد الكريم/ مزارع: أصلا أنا خريج تجارة بس من بدايتي من صغري وأنا بأشتغل في الزراعة، جئت الأردن عام 2002، في ناس كثير صعب أنها تلاقي شغل في مصر وبعد كده الإنسان صاحب المسؤولية بيراعي بيته وبيرعي أولاده فبده مصاري علشان يقدر يعيش، في مصر صعب لكن لو اشتغلت يوم يمكن ما تشتغلش عشرة.

جهاد محمد/ عامل باليومية: اخترت الأردن لأنها على قد المصاري اللي معي، يعني أنا لو بعت حتتي عفش حيجيبوا كام؟! بعت الذهب حيجيب كام الذهب؟! بقى ألاقي العملية مش موفية أن أطلع على الاتحاد الأوروبي، أن أروح دولة ثرية مثلا زي الكويت، فأختار الأردن بحيث إنها أول حاجة قريبة لنا في اللهجة ثاني حاجة يعني محتضنانا شوية، الحاجة الثالثة والأهم في الموضوع كله على قد المصاري اللي معي.

عبد الرحمن خير/ عضو مجلس الشورى-نقابي: القطر الأردني بما يلقاه من صعوبة في الحصول على الموارد الطبيعية وما إلى ذلك فأحيانا قد يضيق بما يحتمل من عمال مصريين وسوريين وكلهم يتدفقوا إلى هذا البلد السهل الدخولي إليه.

عادل جابر/ عضو الهيئة الإدارية لنادي المصرية- الأردن: الأردن سوق مفتوحة أو السوق الأقرب للعامل المصري، الأسواق كان في سوق العراق، سوق العرق سكر، أسواق الخليج فيها قيود أكبر على العمالة المصرية أما الأردن ففي بحبحة في القانون أو في الاتفاقية برضك زي ما إحنا قلناها علشان في علاقات طيبة كمان محبوب أو في متناول يد صاحب العمل الأردني.

جمانا سليم/ مقدمة برنامج إذاعي يختص بالمصريين في الأردن: أصحاب العمل قالوا لي إحنا بنفضل العامل المصري لعدة أسباب، هو شخص غير مرتبط بأسرة، غير مرتبط بمناسبات اجتماعية يعني مش رح يجي يقول لي والله النهارده فرح ابن عمي أنا رح أسيبك أو النهارده أنا ممكن آخذ أسبوع لأنه عند عندي مناسبة معينة، فصاحب العمل دائما بينظر إلى الفائدة الأكبر، يعني أنا قد إيه ممكن استفاد من العامل اللي حيشتغل عندي ده.

مازن المعايطة/ رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن: عدد العمال المصريين في الأردن يتراوح ما بين ثلاثمائة إلى أربعمائة ألف عامل مصري غير مقيم من هذه العمالة، أما المقيمين بشكل رسمي والحاصلين على تصاريح عمل لا يتعدى المائتي ألف عامل.

جمانا سليم: العامل المصري موجود في الأردن من السبعينيات، يعني ما تجيش تبص على عمارة مبنية في الأردن ما تحطيتش فيها يد عامل مصري. العمال المصريين بيشتغلوا في القطاعات الخدمية الرئيسية اللي بتخدم الشعب الأردني بشكل مباشر في حياته في أكله في شربه في كل حاجة، يعني المهن التي بيشتغل فيها العامل المصري تعتبر شريان الحياة الأساسي للحياة أو للنسيج الأردني بشكل عام.

عادل جابر: المصريون بيشتغلوا هنا في البلد يا في الحراسة يا في الأمانة يا في أعمال الإنشاءات يا في الزراعة وكمان المصري بيجي هنا ممكن بأنه هو بيستفيد خبرة، معلم الكنافة النابلسية في محلات الكنافة هنا مصري، من أين؟ تعلمها من هنا، اللي بيشتغل طباخ وبيعمل منسف برضك مصري، تعلمها هنا. النهارده في المطاعم بتخش أنت على مطاعم بتلاقي فيها مصريين بيقول لك أنا عندي مقلوبة، من أين؟ تعلمها هنا، تعلم المصري كثير من الحاجات هنا، تعلم دق الحجر يا أخي، في دقيقت حجر مصريين في البناء، في مصريين اللي هم قرويين ريفيين النهارده بيشتغلوا بنا، وبيشتغل قصّير، يعني تقدر تقول ده من الأشياء الإيجابية اللي هي علمت اللي ما عندهوش صنعة أو مهنة، علمتها له.

جهاد محمد: قلت لحضرتك أنه إحنا مثلا من الأرياف بيبقى اللي حواليك عارفين وأنت بتبقى محطوط في موقف أصعب منك لأنه أنت طبعا خايف أنه تطلع وما تتوفقش أو تتمسك وترجع يعني حاجات كثير، يعني أنت أي حاجة بتقابك بتشتغلها بره بلدك، يعني في أشياء أنت ما تشتغلهاش في بلدك وبتشتغلها بره البلد لأنه أنت بتبقى عايز تشتغل في أي حاجة تحقق الهدف اللي أنت طالع له، يعني تشتغل مثلا في الزبالة، يعني هذه من رابع المستحيلات أنه أنت تشتغلها في بلدك، تشتغلها هنا، أي حاجة تشتغلها ولا بتبص لمؤهلك العلمي ولا بتبص لأي كان. العملة السائدة في العالم هو الدولار، يعني يمكن يكون اليورو سائد شوية بس إحنا عندنا الدولار حاجة مقدسة، يعني بأحول على مصر حوالي مائة دولار يعمل تقريبا خمسمائة جنيه مصري، لما أقول أنا بعتها بأبقى مبسوط من نفسي ورقتين دولار اللي هم مائتي دولار بيعملوا ألف جنيه مصري.

صلاح محمد: بس هو في الشهر 180 دينار يعني يطلعوا حوالي ثلاثمائة دولار إلا شوية يعني، شهر بيوفي وشهر ما بيوفيش بس بنقول أحن مما كنا عليه في مصر يعني.

جمعة الزناتي: ممكن مائة دينار بأبعث يعني حوالي 750 جنيه، اللي أنا بأجيبه بأبعثه للأولاد علشان يحسوا أنهم موجودين، كوني أنا مش موجود يبقى يألكوا ويشربوا. أنا هناك ممكن أجيب الـ 750 جنيه ماشي، المحافظة اللي أنا فيها ما تؤهلنيش أنه أنا أجيب اللي أنا بأجيبه في الأردن، إذاً أنا حأسافر القاهرة، حأقعد في القاهرة شهر أو عشرين يوم، حأروح آخذ العشرين يوم اللي أنا اشتغلت فيهم آكل بهم وأشرب بهم ماشي فمش مجزية.

عبد الرحمن خير: وهو بيذهب بعيدا بحثا عن حلم أنه يرجع يستطيع أن يشتري قطعة أرض أو يزيد ماشيته رأسا أو رأسين أو يبني البيت، بيقبل ظروف صعبة وأحيانا قد تكون مهينة، إنما ماذا تفعل في هذه الأحلام التي تأخذ بتلابيب الناس.

جهاد محمد: يعني أنت حضرتك حتيجي لو شفت السكن حتلاقينا 12 واحد في سكن، في دوامات ليلية وفي دوامات نهارية نفس الفراش هو هو بنأكل نعمل نظام جمعية بنأكل مع بعض، اللي مش موجود ندع له حصته، الفراش اللي واحد بينام عليه في النهار، بينام واحد عليه في الليل.

صلاح محمد: ما بيبقى في وقت أو فراغ أنه الواحد يرفه عن نفسه أو يروح كافي شوب أو يروح هنا ولا هنا، ما بتظبط، ويوم ما بده الواحد يروح راتبه محدود يعني، يعني يوم ما بدي أصرف لي خمسين ليرة راح الراتب في الشهر يعني.

جهاد محمد: ازاي بقى شاب جاي يكافح وجاي متغرب وعنده أهل وعنده أسرة وجاي يطلع سينما ويطلع ترفيه، ده هو بيحجز نفسه عن ترفيهات كثيرة علشان يوفرها لعياله لأسرته كالعادة يعني.

مازن المعايطة: إحجام بعض العمال الأردنيين أو الشباب الأردني على الإقبال على هذه المهن ربما لأن هذا العمل يعتبر تقريبا عمل شاق إلى حد ما وفي بعض القطاعات مثل قطاع الزراعة يعتبر هذا العمل عمل موسمي والأجور متدنية فيه.

محمود أمين الحياري/ ناشط ونقابي عمالي أردني: العمالة المصرية الوافدة إلى الأردن لا يمكن تصنيفها بأنها عمالة ماهرة، معظمهم جاؤوا بتصاريخ عمل عادية إما عمال خدمات عامة نظافة أو عمال زراعة وما إلى ذلك. أما هل تم استقدامهم بالأصل من مصر بوصفهم مهنيين وحرفيين بمهن لا يجيدها العامل الأردني هذا كلام غير دقيق على الإطلاق. قبول العامل المصري بالعمل اليومي مما أثر حقيقة على مستوى الأجور في الأردن وخفف من الطلب على الأيدي العاملة الأردنية من قبل بعض أصحاب العمل الذين يرغبون بتجزئة أعمالهم للعامل اليومي.

جهاد محمد: جئت بعقد زراعي، عقد زراعي، جئت أشتغل في المدينة لأنه تبع الزراعي ما هواش عايز زراعي أصلا، صاحب العقد اللي أنا طالع عليه نفسه أخذها تجارة عايز مبلغ من المال، اللي بعث لي العقد الواسطة اللي بيني وبينه أخذت مني مصاري.

عادل جابر: العامل اللي جاي مصر هو تحت الإغراءات وعدم الثقافة وخاصة الثقافة العمالية، فيش ثقافة، وعدم إدراكه بأمور البلد حتى للي هو جاء علشانه الدينار ما بيعرش قديش بيصرف، فبيجي وهو بيراهن حيعمل قدي إيه وحيروح بقد إيه والفترة قد إيه، في العمالة الوافدة في بطالة، فهي دي النقطة السلبية أنه في عدد، كم كبير والشغل محدود، العمل محدود.

محمود أمين الحياري: هي خطورة دخول أعداد كبيرة من العمالة المصرية إلى الأردن تشكل مجموعة مخاطر من ضمن هذه المخاطر أنها تؤثر في الأجر العادل اللي ممكن أن يتقاضاه العامل الأردني وتحرمه من فرصة الدخول إلى سوق العمل.

جهاد محمد: الأغلبية العظمى بتقف على الدوار اللي هي مثلا تبقى ما هياش عارفة أساليب الدوام مش عارفة مناطق الدوام لأنه بيبقى جاي جديد مش عارف، بألاقي ناس على الدوار بأقف معهم، وكل واحد له رزقته يوم تلاقي شغل يوم ما تلاقي شيء، يوم في الأسبوع تداوم، أسبوعين ما تداومش.

عادل جابر: ده الرجل ده دافع ما يملك ولموا له فلوس ودفعوا له، للرجل بتاع المقاولات اللي هو الوسيط بلاش نقول عليه سمسار الوسيط، وبيجي هنا حيعمل إيه حينزل الشارع حيروح يقف عالدوار، حيروح يقف تحت الكوبري حيروح يقف عند الجامع علشان خاطر يطلع يشتغل يوميا.

محمود أمين الحياري: هناك سماسرة أردنيين يعملوا على استقدام أعداد من العمالة المصرية بحجة الحصول على تصاريح عمل زراعية بما يقارب ستمائة دينار بيتحصلوا على مبلغ ستمائة دينار لغايات تأمين العامل المصري بالحصول على هذا التصريح وبعد ذلك يتم التخلي عن العامل مما يدفعه إلى الدخول إلى سوق العمل بشكل فردي دون حماية قانونية وأحيانا يكون عرضة للمساءلة القانونية والتسفير. هناك مافيات حقيقية في مصر ويتبع لها من هو موجود في الأردن من الأردنيين.

جمانا سليم: يعني كلمة تسفير ما بين قوسين دي بتشكل رعب عند أي عامل مصري هنا طبعا بتكلف علشان يقدر يؤمن ثمن تصريح عمل وثمن عقد عمل يجي يشتغل هنا في الأردن.

جهاد محمد: البوليس بالنسبة للوافدين يعني الشخص المخالف يعني بيمثل له ملك الموت يعني اللي حيقبض حياته، بيتفرقوا وبيجروا وبيعدو ا ما بيهمهمش باصات اللي بيدعس اللي بيتخبط اللي بيتصاب، مافيش يعني تعبير من الآخر هو يعتبر ملك الموت بالنسبة للإنسان المخالف.

صلاح محمد: ما بيهرب إلا اللي هو غير قانوني وبيخاف أنهم يمسكوه يعني، لكن أنا الحمد لله رب العالمين معي تصريحي معي إقامتي بس هذا ما بيمنعش أنه ممكن يصير تحقيق فبأضطر ممكن لو عرفت أنه أنا أتجنبهم بأتجنبهم يعني.

محمد عبد الرحمن/ عامل بناء: إذا صادفني شرطي بأشرد، باشرد في الشارع بأفضل أجري، بأفضل أجري لما يرجعوا من ورائي، بأفل، ليش بقى إذا وضعي سليم بأفل؟! إذا وضعي مخالف بأفل. والله العظيم.

حمدي محمد: هنا من شغلك لدارك ومن دارك لشغلك، مستخبين عن المشاكل مستخبين عن الشرطة.

جهاد محمد: يعني أنا بأشتغل في الباطون وبأعرف أن وضعي مخالف، أنا مخالف، مش لاقي قدامي إلا الباطون مثلا، طبعا الباطون بيغلق ومش مؤمن عليك، لأنه مثلا من عمرة لعمرة، من عمرة لشركة الموقع مش ثابت يعني إن حصل لك حادث صاحب العمل بيتخلى عنك، ممكن يقول لك أنا ما أعرفه، هيقول لك انطمى وخلاص يعني تعب مصاب مش حيديني إنتاج، حيتخلى عنك، وفي برضه نسبة أقلية برضه اللي بيراعي ربنا، بيعالجك على نفقته وبيخليك معه على ما ربنا يكمل شفاءك.

جمانا سليم: قطاع الإنشاءات هو من أكثر القطاعات العمالية اللي ممكن يتعرض فيها العامل لإصابات قد تفقده أحد أعضاءه أو ممكن تسبب له تشوه وأنا التقيت مجموعة كبيرة من المصريين فعلا، تعرضوا أنهم اتنشر اصبعهم انقطع اصبعهم وهم بينشروا أو مسمار دخل في رجليهم وهم أهملوه لسبب أو لآخر ما معهمش ثم العلاج وتم بتر رجليهم، بيشتغلوا في ظروف يعني اللي هي السلامة العامة غير موجودة في مهنتهم دي.

جهاد محمد: وعندي مثل حي موجود دلوقت في مستشفى من مستشفيات المملكة كان في واحد مصري معانا من السكن وجاي قانوني وعلى شركة، تعرض لحريق في قلب الشركة وجابوه وأسعفوه وعمل بلاغه، يجي صاحب العمل ومحروق ووضعه ما يسمحش والدكاترة قايلين مثلا أسبوع يكون في المستشفى علشان مثلا يغيروا له ويتابعوه محتاج للمتابعة غير ما يكون في السكن، وصاحب العمل بعدما جابه ويتعرض للكلام ده قال لك لا أنا عايزه أطلعه النهارده قبل بكره، طيب ليه عايز تطلعه النهارده قبل بكره؟ قال لك علشان المصاري.

صلاح محمد: كحراسة في عماير مافيش ساعات عمل محددة، مافيش إلا الجمعة هي اللي.. وأحيانا واحد يطلبك يوم الجمعة يوم راحتك بده يشغلك بده تغسل له السيارة، شو رح تساوي له يعن يحتقول له لا؟! تقطع عيشك يعني فبتضطر أن تمشي أمورك علشان تعيش.

عادل جابر: العامل المصري بيشتغل 12؟ آه، وفي مصر بيشتغل 12 ساعة ومش 12 ساعة بس، 14 ساعة، يعني شوية كده نتكلم بصراحة، الشغل مش عيب، لما بيشتغل 12 ساعة مش كثيرة 12 ساعة وبيأخذ ثمنهم، في العقد مش عاطينه overtime أو عاطينه ساعات إضافي ولكن هو بيأخذ 12 ساعة لأنه حيروح فين العامل المصري؟ حيروح فين، ما عنده علاقات اجتماعية في الأردن فبيقضيها في الشغل بيستفيد، بيكسب إيه؟ بيكسب رضى معلمه.

مازن المعايطة: لا ننكر أن بعض أصحاب العمل يستغل العمال الوافدين على اعتبار أن هذا العامل الوافد له هدف أن يجمع شيء من المال من أجل أن يؤمن مستقبله فلديه الاستعداد التام أن يعمل سواء كان بشكل قانوني أو بشكل غير قانوني من أجل توفير هذا المال.

جهاد محمد: في حضرتك ناس بيبقوا جايين على دوامات سليمة والتصاريخ مظبوطة وتمام التمام، بس علشان ضيق المعيشة والغلاق بيحاول يدبر بقدر الإمكان شغلة إضافية، الشغلة الإضافية بقى بتحطه في متاهات.

صلاح محمد: والله مسألة غسيل السيارات طبعا مافيش تصريح بيحمي أو إقامة تحمي أنك تمشي تغسل سيارات في الشارع طبعا، فبيبقى رابته محدود، مثلا في هذه المنطقة إن كان ماسك له عشر سيارات، 15 سيارة بيغسل فيهم، وهو غسيل السيارات يعني أقسم بالله غسيل السيارات هذا عذاب، تعالى في الشتاء يعني أغلبية المصريين تلاقي بيجيهم الروماتيزم هنا من كثر الغسيل في الشتاء.

محمود أمين الحياري: هناك مكان لغسيل السيارات وتأجير شوارع وتضمينها لبعض العمال، الوافدين نفسهم يضمنونها لبعضهم، هناك بعض المناطق في العاصمة الأردنية عمان لا يستطيع أي عامل كان حتى لو كان أردنيا أن يقوم بممارسة أعمال غسيل السيارات إلا بإذن من ذلك العامل المصري المسيطر على هذا الشارع.

عادل جابر: التقسيمة الجغرافية هذه تكون بينهم بين بعض، أنت لك الحارة دي وأنا لي الحارة دي وأنا لي الشارع ده وأعطيني الشارع ده، بنفس الشارع اللي أنا ساكن فيه في قرايب هم الأولاد، قرايب كلهم شبه بعض، وماسكين الشارع هم اللي بيغسلوا السيارات فيه، بس ما أظن أنه يجي لهم واحد ثاني لأنه مش حيجي لهم واحد ثاني، عند الرزق بيخافوا من بعضهم.

جمانا سليم: وده بيدر دخل، يعني أنه يغسل عربية إلى جانب شغله كحارس عمارة بيأخذ مرتب آخر الشهر أو بيأخذ مثلا بقشيش من البيوت اللي بيروح يجيب لهم طلبات أو بيوصل لهم حاجة أو كده، ده برضه دخل إضافي له، ومن هنا يتولده عندهم أنه أنا لازم أحافظ على شغلتي دي، لما آجي أسافر زيارة عايز أؤمن حد أضمنه يكون مكاني بحيث أنا لو رجعت رجعت استلم مكاني يديه لي ما يكونش مسيطر عليه.

محمود أمين الحياري: هذه الشوارع وهذه الأحياء محتكرة لفلان وفلان وفلان ولا يقبل بأن يأتي إلى هذا الحي أو إلى هذا الشارع أيا كان إلا إذا كان من أقاربه ولقاء مبلغ مالي محدد، يعني حتى إذا بده يغادر المنطقة ويعود إلى بلده بيبيع الشارع بيع، بيبيعه لأي مستقدم آخر.

جمانا سليم: فبتلاقي أنت حميمية المكان وحميمية القرابة بتعطي الأولوية أكثر من غيرهم، ومن هنا بتتولد الشللية يعني.

صلاح محمد: والله اللي بيجيب واحد مكانه للشغل حسب الارتياحية اللي هو فيها وحسب أمانته يعني، يعني مثلا واحد في عمارة حارس واحد في فيللا حارس بيضطر أن يجيب واحد بلدياته أنه هو يضمنه يعني، يعني بيحب الناس والناس بيحبوه، فبيضطر يجيب لهم واحد أنه هو يضمنه أو زي ما بنقول يطول برقبته يعني.

عبد الرحمن خير: حتى في مصر بعض المهن يحتكرها بعض الناس، أنا عندي مثلا محلات الفطير في القاهرة، فطير، دي كل أو أغلب اللي بيشتغلوا فيها من محافظة الأليوبية خفراء العمارات حديثي الإنشاء أو مهن البناء كله بيجي من الصعيد، بوابي كان زمان من المحافظين في جنوب مصر، التعصب المهني الذي يركب التعصب الإقليمي ده شيء سائد وطبيعي بيحدث في كل بلدان العالم.

عادل جابر: بتلاقي أولاد البحيرة متعرفين على بعض، يعني ممكن يكون يوم الجمعة ده، واحد من ابن البحيرة عازم كل بتوع البحيرة ورايحين يقولوا لك نحن معزومين على الغداء عند فلان مثلا في السلط عن فلا هنا عند فلان هنا، في تحالفات بس تحالفات كويسة.

صلاح محمد: الجمعة الواحد بينام بصراحة يعني بيرح أعصابه من القرف اللي بيشوفه طبعا والشغل والتعب فبيريح أعصابه يعني، طبعا يوم الجمعة هذا الواحد ما بيصدق أن يأتي، بس على صلاة الجمعة نصلي الجمعة ونيجي بقى نفكر نساوي للغداء إيه. في شباب أحيانا نتجمع شوية ونأكل عند هؤلاء شوية وعند هؤلاء شوية، زي عزيمة يعني بعد الجمعة، يعني مرة نأكل سمك مرة جاج يعني ماشية الأمور والحمد لله.

حمدي محمد: نيجي كل جمعة نلعب هون في الملعب ده، بس إحنا بنلم بعض كده المصريين إخواتي هؤلاء كلهم ونلعب كل جمعة، يوم الجمع اليوم الأساسب بتاعنا اللي هو إجازة، إحنا دلوقت مثلا بنجيب جاج بنطبخه عندنا نأكله، هذه مش كل يوم كمان يعني يوم في الأسبوع.

جمانا سليم: هم بيختاروا أفضل واحد فيهم يعرف يطبخ علشان يوم الجمعة يوم الطبيخ بالنسبة لهم، اللي لازم يعني طول النهار أو طول فترة الأسبوع بيأكلوا حاجات take-away يعني ممكن يكون صندويتشات ممكن يأكلوا في مطعم فول وفلافل لكن يوم الجمعة لازم يكون طبيخ وفراخ يا لحم أو سمك.

جهاد محمد: بمناسبة الطبايخ وما طبايخ والأكل، يعني كنت أستغرب من المنسف وكنت بأستغرب من المقلوبة يعني كان فيه داخل في حاجات، طبعا في الأردن الحمص أساس في المقبلات، إحنا عندنا الفول أساسي، فيعني حسبما تتأقلم يعني بتعيش وإلا إيه بدك تساوي، حبيته ومافيش أزكى من المنسف والمقلوبة طعمتها أزكى من لحمتها.

جمانا سليم: يعني إحنا المصريين موجودين في الأردن فبنكتسب لهجة البلد اللي إحنا قاعدين فيها، يعني لو كنا موجودين في لبنان برضه حنكتسب لهجة الناس اللي إحنا قاعدين عندهم، يعني إحنا اللي لازم نتكلم بمفرداتهم مش هم اللي اللازم يتكلموا بمفرداتنا، لما عايزين نروح نجيب عيش، ما نقدرش نقول عايزين عيش، فحنقول عايزين خبز، فبتلاقيهم يكتسبوا من وقت لآخر بعض المفردات زي أنت عايز، إيش بدك.

جمعة الزناتي: يعني مصطلحات غريبة علي اللي هي شو، وإيش بدك؟ ولا مش عارف إيه وهيك. شاب أردني يقول لواحد مصري شو، أكيد حيقول له يعني إيه، استفسار يعني، هذه الشو دي عندهم استفسار، عندنا إيه؟ يعني عاوز إيه أنت آه.

صلاح محمد: والله شوية لهجتي اختلفت ما بين الحكي هنا الأردن وما بين مصر يعني، هذا بيجي من التعامل مع إخواننا هنا الأردنيين طبعا فبيضطر الواحد أنه إحيانا اللهجة تختلف بيحكي معهم بلهجتم، اللهجة كويسة جميلة.

جمعة الزناتي: يعني في واحد قال لي أنت لابس الفيلا الحمرة ليه، أنا واحد إداها لي، ما كنتش عارف أنه هي إيه بصراحة، أنا لقيتها بتاع حمرة كده بأغطي رأسي بالبرد وبتاع، قلت إيه خليها على رأسي، قال لي أنت عارف يعني إيه دي؟ يعني حاجة كبيرة قوي في البلد، قلت طيب والله يا أخي أنا على طويل حأكويها وأهتم بها كونها حاجة كبيرة وبتقربني أو فيها شين من الانتماء للبلد.

[فاصل إعلاني]

علاقة الحكومة المصرية بهجرة أبنائها

عبد الرحمن خير: السوق عرض وطلب ونتيجة لقبول الناس بأوضاع أقل مما يمكن أن تحصل عليها في بلدان أخرى بتحدث هذه الأشكال المسيئة والمهينة للعامل العربي عموما أنا ما بأقولش العامل الأردني والعامل المصري، ولكن أنا بأقول العامل العربي، ده بيحتاج نوعا من التنسيق بين السلطات التي تعمل في مجال العمالة بين القطرين، بيحصل تنسيق إنما نظرا للتدفقات الدائمة العمال بيصعب عملية تنظيمهم، فهذه المسألة بدأت تبرز بعد حرب أكتوبر 1973 في الحقيقة، خرجت أعداد كثيرة من القوات المسلحة ارتفعت أسعار البترول فبدأ حلم الهجرة إلى حيث البترول، لم يكن المصري فيما مضى يفكر في أن يهجر بلاده.

إلهام الميرغي/ خبير اقتصادي: بعد 73 وبعد الطفرة النفطية بدأت الحكومة تتجه إلى وقف الاستثمار في المشروعات العامة وبالتالي الاعتماد بشكل رئيسي في التنمية على القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي.

عبد الرحمن خير: أصبح لا حل أمام النظام لحل المشكلة الاقتصادية إلا أنه يفتح باب الهجرة للخارج ففتح على مصراعيه وألغيت جميع التشريعات التي تحول بين المصريين وبين السفر وأصبح استخراج جواز سفر أشبه بشراء علبة سجائر، يعني في نفس السرعة وبالتالي نزح الناس إلى الخارج بحثا عن مصادر جديدة أفضل وأوسع للرزق. أيضا الثقافة التي بدأت تسود يعني هناك أشياء كثيرة دخلت لنا مع الانفتاح، الطفرة النفطية، وثقافة الحل الفردي إنه هو عايز يحل مشكلته خلاص بغض النظر عما يحدث في الآخرين.

إلهام الميرغي: دول الخليج هي الوجهة الرئيسية للعمالة المصرية في الفترة دي، ولكن بجانب دول الخليج كان في أيضا هجرة إلى الأردن والعراق ويمكن كانت الهجرة إلى الأردن أكثر باعتبارها كانت المعبر اللي المصريين بيدخلوا منه للعراق.

أحمد بهاء الدين شعبان/ ناشط سياسي: السياسة الرسمية للدولة هي تشجيع الهجرة للتخلص من عبء الملايين المصرية التي تجد عنتا في توفير أسباب الحياة لها، السبب الأساسي أن المشروع الوطني للبناء والنهضة انتهى، ويعني حل محله مشروع الاندماج في النظام الرأسمالي العالمي من مواقع التبعية في الأساس.

عادل جابر: الهجرة دي عملة صعبة، عملية اقتصادية أنا ما بأعرفهاش بس أنا بأسمعها طول عمري أن عائدات المصريين في الخارج وصلت مليار، مليار ومش عارف إيه وطلعت والسنة دي مافيش عائدات، يعني أصبح تشجيع الهجرة ده أمر دولة موافقة عليه.

جمعة الزناتي: البلد هناك بلد الكبار بلد الناس اللي هم القياديين في الدولة، ابن الوزير بيطلع وزير، ابن الدكتور بيطلع دكتور، ابن المفروم بيندعس عليه. إحنا عندنا -معليش مع احترامي لحضرتك- إحنا عندنا موارد كثير جدا وفلوس كثير جدا ولا تقول لي بترول ولا تقول لي خليج، نحن عندنا قناة السويس وعندنا صناعة وعندنا تجارة وكل حاجة وسياحة والناس هناك بتشتغل إحنا شعب غير كسول وإلا لو كنا كسول ما كانش في الناس اللي سيادتك بتشوفها على الدوار دي، الناس اللي بتشيل باطون في كل الدول العربية، حتقول لي بتأخذ مصاري آه، بس المصر هو اللي بنى أي بيت هنا، ماشي، الناس هناك الكبير هو اللي معه الفلوس والصغير مفروم، تصور حضرتك أنه إحنا بلد الزراعة وبلد الماء وبلد البترول وبلد السياحة وبلد الآثار وبلد الماضي والحضارة والعراقة ومش عارف إيه، إحنا بنقف على رغيف الخبز يعني حاجة يشمئز لها، يا سلام! أنا هنا بأكل رغيف الخبز حتى لو ما معيش حاجة، بأكله وأنا مبسوط جميل شكله حلو يفتح النفس وما بأقفش ما بأتفرمش علشان آخذه، هناك -استغفر الله العظيم- يعني أنت لو سافرت مصر حتشوف يعني رغيف خبز أسود قد كده والناس واقفة بتقطع في بعضها وبتموت في نفسها، هل دي لعنة من عند ربنا؟ هل دي مساوئ.. يعني مش عارف مش عايز أقول الناس الكبار أروح في داهية.

صلاح جمعة: نحن كنا مستأجرين هيك إيجار أرض، كان زمان في خير، كنا نزرع الأرض ما كانش في حاجة اسمها إيجار، في بالنص، بتزرع اللي الأرض بتطاله بتقسمه أنت والمالك يعني.وشوية قال لك المالك يرفع الإيجار على الفلاح، طيب يرفع الإيجار على الفلاح صار الفلاح ما عادش يلاقي يأكل ولا عاد قادر يزرع، اضطررنا نسيب الأراضي.

جهاد محمد: إحنا يعني الدرجة اللي تحت الرابعة وفي طبعا محسوبيات وفي أولويات وفي وساطات فالحاجات دي كلها بتروح لهم. ما نقدرش نحن نصل لها، مش بالسهل يعني.

جمعة الزناتي: آه عظيمة يا مصر، عظيمة على عيني وعلى رأسي، بحبها آه على عيني وعلى رأسي، بس أنت لما بتكون ما انتاش عارف تأكل في بلدك، بتفقد الثقة في الدنيا كلها مش في البلد بس، ما هو لو أنا ابني تعب مش عارف أعالجه، عندنا اللي بيتعب ومش معه بيموت، بيموت. حتقولي لي أنتم تسعين مليون، ما تصير مليار يا عمي.

إلهام الميرغي: يعني هي الحكومة تتمنى أن تصحه الصبح تلاقي أن الثمانين مليون هؤلاء النيل بلعهم أو البحر بلعهم وبالتالي كلما يبقى العدد أقل كلما ده حيبقى أسهل في القيادة وفي السيطرة.

عبد الرحمن خير: كثرة وتعدد السكان مش مشكلة لأنه في بلدان زي الصين استطاعت أن تستفيد من الكثرة العددية، وحينما تكون هناك مشروعات تعتمد على عمالة كثيفة العدد بالتأكيد تمتص الكثير من الأيدي العالمة.

إلهام الميرغي: السياسة الاقتصادية الموجودة بتجمع ما بين المتناقضات أن مصر عندنا في سياسة تسمح بالبناء على الأراضي الزراعية الخصبة في وادي النيل ونتجه لاستصلاح الأراضي الصحراوية بملايين ومليارات الدولارات، بينما الأرض الخصبة تنتهك في البناء، نفس الوضع حتلاقيه حضرتك في الماء، أنه إحنا بنهدر المياه في ملاعب الغولف وحمامات السباحة ونافورات القصور بينما عندنا أحياء كاملة وقرى كاملة في مصر طلعت في مظاهرات العطش لأن لها شهور لا تحصل على مياه الشرب النقية. إحنا حنلاقي أنه إحنا عندنا مثلا بدأ يبقى في عمالة آسيوية كثير، كانت بدأت عمالة هندية في قطاع المقاولات، دلوقت إحنا عندنا عمالة آسيوية في قطاع الغزل والنسيج بأعداد كبيرة زائد طبعا أن المناطق الصناعية المؤهلة واتفاقيات الكويز اللي ما بين مصر والولايات المحدة واللي بتجبر بعض مصادر النسيج المصرية على استقدام عمالة من إسرائيل للعمل ضمن هذه المشروعات.

استعدادات العودة إلى مصر

جمعة الزناتي: إيمته مخطط أروح؟ يعني حأنزل في الأربعاء اللي جاء أو في ثمانية اللي جاي عايز أكون موجود فأنا بشر برضه يعني زي كل الناس عايز أشوف امرأتي عايز أحس أنني موجود ولا هي خلقت علشان تكون مش أنثى وأنا خلقت علشان أكون حجر، لا، عايز أحس بوجودي. يعني حأشتري لأولادي إيه؟ تفتكر حأجيب له كومبيوتر مثلا، حآخذ له كوتشي يعني جزمة، حآخذ له بدلة رياضة حأجيب للمدام عبايتين وحاجات من اللي هي كده يعني، ما هي أم العيال حأجيب لها عبايتان وأجيب لها قلم من بتاع الأحمر ده، زيي زي كل البشر ما أنا عايز برضه بعد السنة، يعني حأنزل في الأربعاء اللي جاي أو في ثمانية اللي جاء عايز أكون موجود فآخذ لها بتاع قلم أحمر، وحتنبسط به يا سلام!

جهاد محمد: يعني أكيد حأغرض لهم هو كل حاجة متوفرة في مصر بس يعني اسم الشاب أنه هو جاي من بره، جاء من الأردن، جاي من ليبيا، الاسم أنه هو جاي من بره والحاجة جاية من بره، الشغلة يعني اللي هم يعني بتعز عليهم وبتسطهم أكثر البطاطين، يعني البطانية دي جاية من بره، ابني جايب لي بطانية من بره.

جمعة الزناتي: ركبنا من سحاب لمجمع الجنوب ومن مجمع الجنوب للعقبة طبعا كل ده مواصلات، ومن العقبة حجزنا المركب وانتظرنا.

جهاد محمد: طبعا اللي زينا بيجي بباص، حتى بيستخسر يجي لانش سريع علشان بيحاول يوفر قدر الإمكان، لأنه ما أقدرش على تيكت الطيارات.

جمعة الزناتي: أخذنا في المركب حوالي ستة ساعات نزلنا نويبع، طبعا نزول نويبع ده من الأشياء الصعبة جدا لأنه في بهدلة كثير، أي حاجة أنت جايبها بتترمي في الأرض يعني روح بقى على ما تدور عليها ساعتين.

جهاد محمد: تفتيش أغراض وقفة على الموازين وقفة على السير من مرحلة لعدة مراحل، تطلع بره تحمل على العربانة تأخذ أغراضك من على العربانة تطلع بره، كذا مرحلة يعني.

جمعة الزناتي: في التفتيش بقى زحام ووجع قلب حاجة غريبة ما كأناش في بلدنا، كل واحد يعني اللي حيقول لك صباح الخير عاوز، لا إحنا في بلد غريبة، إحنا في بلادنا غرباء.

جهاد محمد: وكمان المجيء من قلب الميناء اللي هي نويبع لغاية مثلا محافظة الغربية ثماني ساعات برضه.السفر أخذ معاي تقريبا يومين عناء ومشقة وبهدلة، صار لي مش راجع على مصر بقى لي حوالي ثلاث سنوات وستة أشهر أو سبعة أشهر، وقول الحمد لله نحمد ربنا، بس لما بننزل بقى نشوف أهالينا نشوف أولادنا بتروح كل الهموم وبتزيل كل الحاجات اللي قابلتنا يعني.

جمعة الزناتي: والله ده ابني وده ابني وده ابن أخت المدام ابني حبيبي أحمد برضه.

جهاد محمد: بالنسبة للناس الناس ولاعاجبها مثلا إن كنت أنا رجعت حلو، رجعت معي مصاري، رجعت عملت مصلحة، حيقروا علي، إن رجعت ما معيش حيفضحوني، حيقولوا ده رجع خايب، ما قدرش على الغربة ده كان بايظ هناك ده كان ده كان حاجات كثيرة يعني. أفكر في الرجوع لو ما تأقلمتش في مصر، يعني أكيد برضه أنه أنا عايز أوفر لقمة عيش لأولادي زي ما حكيت، يعني فرصة العمل هنا ضيقة، يعني إحنا محافظة الغربية مدينة المحلة، المحلة الكبرى، المحلة الكبرى دي كانت الثانية عالميا في إنتاج الغزل والنسيج، دلوقت القطن انضرب والمصانع تخصخصت، فالخصخصة يعني بيشيل عمال ياما، عايز يوفر.

جمانا سليم: يعني الدراما لسه مصورة الشباب المصري للأسف الشديد أن بلاد بره أنت حتقعد لك سنتين ثلاث حتقدر تجيب مبلغ تسد فيه يمكن حق العقد اللي أنت استلفته وتبني بيتا وتتزوج وتشتري عربية، لا طبعا، ده كله مش موجود.

عادل جابر: ما فيش حد بيروح يكون نفسه، النهارده حديثا من عشرين سنة وطالع مافي واحد بيسافر وبيحوش، بيسافر علشان يأكل وبس.

جمانا سليم: إحنا قاعدين نشتغل هنا بالـ 12 ساعة وبالـ 15 ساعة ويمكن أكثر كمان وما عندناش أيام إجازات للأسف الشديد جدا، نا هيك عن النظرة السلبية للعامل المصري في الأردن وبنعكس عليه بشك سلبي على نفسيته وعلى أدائه في العمل على كل ده.

جهاد محمد: إحنا جايين وعارفين إنه إحنا حنتعرض مثلا واحد يتكلم معك بكبرياء، واحد مثلا مش مديك وضعك، ما يعرفش أنه أنت متعلم، مفكر أنه أنت جاي وضعك جاهل وفي ناس كثير متواضعة وبتحترمك وبتقدرك وبتديك أكثر من طاقتك.

محمود أمين الحيارى: لدينا كم هائل من أبناء هذا الوطن عاطلين عن العمل هم أولى بفرص العمل هذه وأولى بأن يؤمنوا مستقبلهم وأن يؤمنوا حياتهم وأن يعيشوا ظروف طبيعية يستطيعوا.. أن ننأى بهم عن المشكلات التي قد تنجم نتيجة ارتفاع نسبة البطالة والتي قد تواجه مشكلات اجتماعية خطيرة جدا، العامل الأردني حينما يتم تأهيله وتجهيزه لسوق العمل يجابه بأن البعض يميل إلى العمالة المصرية، لأن العامل المصري لا يطالب بإشراكه في الضمان الاجتماعي، لا يطالب في مظلة تأمين صحي، في حين أن العامل الأردني يطالب بأن يتم إشراك العامل الأردني في مظلة الضمان الاجتماعي وتوفير الرعاية الطيبة اللاقة له ولعائلته، لأن الوافد المصري يقبل بالأجر اليومي فمنشان هيك بنشوف أن العامل المصري بينافس العامل المحلي وتم إقصاء العامل المحلي من عدد من المهن وعدد من الحرف تم إقصاء العالم المحلي لحساب العامل المصري.

عبد الرحمن خير: المشاعر القطرية بتبرز فين؟ بترز حينما تزيد الأيدي العاملة عن احتياج القطر، كل واحد بيدلع نفسه بقى كل واحد بيدور على مصلحته هنا، ودي لا تستطيع أنك أنت تمنعها لأن ده شيء إنساني وبيبقى حريص برضه على أنه يعيش على جزء من ثروات بلاده، وكثيرا ما نحذر أبناءنا وإخواننا حتى في التصرفات والسلوكيات حتى يحافظوا على مشاعر الآخرين ولا يصيروا عبئا عليهم، إنما طبعا صعب أن تفعل هذا في ملايين بتسافر.

جمانا سليم: لما جئت أعمل برنامجي، برنامج اسمه "على بلد المحبوب" كتجربة أولى من نوعها في الأردن أنه حاجة إعلامية سواء كان مرأي مسموع أو مكتوب تعمل حاجة متخصصة لجالية مصرية موجودة في الأردن هنا، كنت أنزل أقعد معهم في القهاوي وعرفتهم بنفسي طبعا أنا مذيعة مصرية وعايزة أعمل لكم برنامج خاص بكم وكذا، فكانت الفئة الكبرى أو المطلب الأساسي أنه إحنا تكلمي عن مشاكلنا في العمل، طبعا المصريين الموجودين هنا زيهم زي المصريين الموجودين في أي مكان يعني بيموتوا في حاجة اسمها أهلي وزمالك وكذا، ويعني كرة القدم بتأخذ حيزا كبيرا جدا من تفكيرهم لدرجة أنه هم مستعدين يعني يوم مباراة معينة يأخذوا إجازة من الشغل ويضحوا براتبهم مقابل أنهم يشاهدوا المبارة دي.

جمعة الزناتي: تصور إنه إحنا في كأس أفريقيا ده أنا ما طلعتش، يعني مصر مصر مصر وأخذنا كأس، الناس الكبيرة اللي أخذت، اللاعبون أخذوا والمدربين اللي أخذوا ومش عارف إيه، أنا ما طلعتش كل الناس بتقول لك طيب أنت ليه ما طلعتش مع الناس دي؟ قلت لهم علشان الناس دي غلابة بالكم غلابة عايزين يفرحوا، ولذلك الناس الكبيرة سايباهم إيه؟ يفرحوا شوية، خليهم يقولوا شوية، إنما أنا عندي ما يؤهلني أن أفرح؟ مش فرحان، إيه أخذنا دورة ولا أخذنا لعبة ولا.. إدي لابني رغيف خبز وما تدنيش فوتبول.

جهاد محمد: يعني تيجي تحلها مش عايزة تتحل، فأنت تسلم أمرك لله واللي يحصل يحصل حتعمل إيه يعني أنت طالع حتأخذ لقمة عيش، أنت طالع تدور على رزقتك، بتتحرك ما تقدرش تقف بثبات، الوقوف بثبات مش مطلوب، الفقر بيؤدي إلى حاجات كثير كثير كثير.

مازن المعايطة: من منطلق الاتفاقيات العربية لحرية تنقل الأيدي العاملة العربية لو كانت الدول العربية الأخرى تتيح المجال للعمال العرب بحرية التنقل لكان هناك تكاملا اقتصاديا، إذا أنا شغلت عندي في الأردن عمال وافدين ممكن أصدر عمالة إلى الدول النفطية وبالتالي هم يستقبلوها بدون تعقيدات وتتسع هذه القضية إلى حرية التنقل في العالم.

عبد الرحمن خير: أعتقد أن ده حق مشروع للمواطن العربية في ثروة وطنه العربي بدلا من أولئك الذين يأتون من جنوب شرق آسيا، للأسف أقطار الخليج تفضل دائما العمالة من جنوب شرق آسيا وهي عمالة تختلف معنا في توجهات كثيرة بل وتشكل خطرا على الأمن القومي العربي، ويصل مثلا أنا في سنة من السنوات قرأت رقم عن تحويلات العمالة الهندية في أقطار الخليج، كانت بتصل إلى حوالي 15 مليار واحتياجات الهند من النفط 14 مليار، يعني مسدودة، وفي وقت من الأوقات تحدث وزير الخارجية الهندي في البرلمان وقال والله إحنا لنا مصالح في بلدان الخليج علينا أن نحميها وقت اللزوم يعني، يعني هناك حتى الهنود كانوا يفكرون في التدخل في أقطار الخليج.

مازن المعايطة: لا بد أن بعض الدول العربية المستوردة للعمالة تحذوا حذو الأردن هناك أنا ما في عندي مشكلة بأستقبل عمال وافدين عرب وبأصدر عمال من عندي إلى الدول العربية ثم يتبعها قضية السلع ثم يتبعها قضية الصناعة وبيكون التكامل الاقتصادي العربي وما بيكون عندنا مشكلة.

[معلومات مكتوبة]

– جمعة الزناتي، ما زال يقارع أكواب الشاي وفناجين القهوة ولا يفكر بالعودة إلى الديار.

– جهاد محمد، عاد إلى الأردن ويعمل في مهن مختلفة بعيدا عن أعين رجال الأمن

– صلاح محمد ترك حراسة العمارة إلى وجهة غير معلومة.