مهاجرون سريون

– الطريق إلى روما.. حال المهاجرين غير الشرعيين
– أبعاد ونتائج قانون بوسيفيني
– المهاجرون الموسميون وأخطار العنصرية والمنظمات الإجرامية
– مهاجرون محتجزون وأحلام مكسورة

الطريق إلى روما.. حال المهاجرين غير الشرعيين

مهاجر مصري1: إحنا كنا 270 واحد على المركب، كان المركب ده 12 مترا، قعدنا بالضبط في البحر 52 ساعة.

مهاجر مغربي1: المركب اللي احنا قاعدين فيه كان فيه شق.

مهاجرة مغربية1: من بعد هاج البحر..

مهاجر مصري2: البحر عالي جدا عالى لدرجة أنه عاوز يقلب المركب والدنيا بتمطر والكلام ده كله بالليل وولعنا بالهدوم علشان يشوفونا نعمل أي إشارة.

المعلق: من شاءت لهم الأقدار أن يروا هذه الأرض يعتبرون أنه كتبت لهم حياة جديدة فمراكب الموت وصلت بهم أحياء إلى أقرب نقطة أوروبية في قلب المتوسط، جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي تفصلها 150 ميلا بحريا عن سواحل ليبيا وثمانون فقط عن سواحل تونس، منذ أن تلمس أقدامهم أرض لامبيدوزا يحملون لقب كلانديستيني أي مهاجرين سريين بالإيطالية.

مهاجر مغربي1: دخلونا لامبيدوزا اعطونا ديك الليلة بالليل دوزونا البصمات تونا وصلونا يدرسونا بره واحد واحد يدوا لك ترجمة اسمك وكنيتك ومنين جاي ويصورك.

مهاجر مصري2: أول ما رحنا جابوا لنا بقى حاجات أكل ومش عارف إيه ولبس وأخدونا وقفوا كده وواحد عربي سألهم أنت منين؟ أنا من البلد الفلانية، أنت منين؟ مش عارف منين، عندك كم سنة؟ قلت لهم أنا عندي 15 مواليد 16/6/1990 قال لي ماشي.

مهاجر مصري3: أنا واحد من الناس أنا قلت اسمي وتاريخ ميلادي ومنين وكل حاجة بالتفصيل الممل قلتها ما كذبتش عليهم في أي حاجة.

مهاجرة مغربية1: دزونا من الباتو في المركب السيشليا، إحنا كنا 41 واحد هزونا في ديك الباتو، من بعد بقينا مدة شهرين من بعد شهرين البوليس اعطونا ورقة للإفراغ باش ندخل إيطاليا مدة خمس أيام، أنا نزلت هنا في روما.

مهاجر مصري2: أنا قلت لهم زي ما كنت فاهم في مصر، قال لك قل لهم أنت فلسطيني وقل لهم اسم غلط علشان ما يرجعوكش مصر.

مهاجر مصري3: رحلونا على حتة اسمها كوروتانيا، في الصليب بتاع كروتانيا قعدت ثلاث ساعات ورحنا نطينا من على السور ومشيت كانت بقى الساعة واحدة بالليل، كان في مغاربة بقى بره بيبقوا قاعدين في الوقت ده علشان إيه؟ اللي ينزل يأخذوه يجيبوه هنا روما ويأخذوا منه فلوس.

مهاجر مغربي2: نزول البر جاء ناس أفريقيين يقولون يحرضوك إذا تعطي فلوس يخرجوك وتصل للمحطة أو الأتوبيس يرجع لحاله.

مهاجر مغربي1: أنا ما خليتوش يدوني بقيت يومين شفت كيف يحرضوا الناس كيف يهربوا عليها خليت ليلة تالية كان هربت في أربعة الصبح.

مهاجرة مغربية1: لقيت أوروبا غير اللي كنت أتصورها يعني يقولوا الناس أوروبا زوينة جئت لقيت غير الشيء اللي كنت أتصور أنا أعيش فيه، أنا خدامة الخدمة اللي فيها أنا حاليا مربية أطفال ولمدة عام ونصف وأنا معهم. ناس يعني طيبين بالزاف يعاملوني كأنني واحدة منههم يعني يساعدوني بالزاف الحمد لله كل شيء متوفر لي لكن الورق مهمين، الورق مهمين بالزاف أنا مثل القشة من الخوف ديال أتعرض ليوقفك بوليس. الحمد لله لقينا جمعية تساعد الناس ساكنة واخدة البيت بتاعي الحمد لله نشكر الناس هدول يساعدوننا وواقفين جنبنا يعني ناس طليان بس مزيانين.

مهاجر مغربي1: جئت لقيت جمعية اللي يساعدوا بعض الناس اللي ما عندهم أوراق أو الناس اللي عندهم محتاجين العائلات، تحسنت تعلمت اللغة والحمد لله نخدم شوي، في صعوبة العمل يعطيك التأمين ما يعطيك تأمين قانوني لأن ما فيش أوراق، نحن محرومين بالزاف.. نخدمهم ونعطيهم فلوس يقول لي أنت بلا أوراق محروم نسافر من روما ما قادرش نمشي لأن نمشي قد يوقفونا في المحطات ويقولوا ما عندكش أوراق، فأنا محبوس.

أسعد القاضي/ مهاجر مصري: أنا أسعد القاضي مقيم هنا في إيطاليا من سنة 1989 دخلت إيطاليا عن طريق الحدود النمساوية والحمد لله بعد ما دخلت بحوالي شهرين فتح الكولون بتاع تسعين سناتوريا بتاع ليجي مارتيلي فالحمد لله حصلت على الأوراق بعد دخولي البلد بثلاثة شهور، تبهدلت شوي بالأول قعدت حوالي ثماني شهور نقدر نقول شبه في الشارع لأني طبعا ما كنتش جاي على حد يعني، والحمد لله واحدة واحدة تعرفت على ناس مصريين هنا وساعدوني طبعا في الأول، بعد ست سنين من مجيئي هنا نزلت مصر وتزوجت وجبت مراتي معي والأمور مشيت على كده الحمد لله يعني.

المعلق: هكذا كان حال الهجرة غير الشرعية إلى هذه البلد، شهور من الهجرة السرية حتى تصدر سناتوريا أي عفو عام يمنح كل المهاجرين السريين إقامة شرعية حال أثبتوا أن لديهم عملا وسكنا، آخر عفو صدر عام 2002 ومنح إقامة شرعية لستمائة ألف مهاجر سري آنذاك، بعده أغلقت الحكومة الإيطالية أبواب العفو.

أسعد القاضي: معي 14 واحد شغالين معي فيهم قرايبي معي نسيبي ومعي ابن اختي والباقي جيراني، طبعا العمال اللي معي معظمهم من غير أوراق شباب صغير ولسه جايين، اللي جاي بقى له سنتين واللي بقى له ثلاث سنين فالحمد لله أنا ما بصيتش للنقطة إذا كان معه ورق ولا ما معهوش ورق أهم حاجة أن هو ابن البلد فإذا كنت أقدر أساعده أبقى أساعده ورزقي ورزقه على الله مع أني أعرف أن ده غلط علي لأن بالنسبة لتشغيل العامل من غير أوراق مش قضية عمل دي قضية بينالي يعني ممكن لو مشوها لي صح ممكن فيها حبس.

مهاجر مصري3: جئت طبعا حوالي ثلاث سنين جاي عن طريق روسيا، روسيا بلاروسيا أوكرانيا المجر النمسا إيطاليا تهريب يعني.

مهاجر مصري4: واصل عن طريق فيزاشنكل السويد قعدت في السويد يومين عديت الدنمارك ركبت من الدنمارك رحت فرنسا قعدت حوالي ثلاثة أيام أو يومين وركبت القطر الدولي وجئت إيطاليا.

مهاجر مصري5: دخلت ميلانو اتمسكت في المطار ما ورق مش سليم حبسوني ليلة وتاني ليلة رحت الحجز لقيت بها مغاربة وتوانسة وجميع الملل العربية، أخذوني إدوني ورق كده بيقولوا عليها ورقة فيا هنا وسابوني.

مهاجر مصري4: إحنا بيبقى عندنا شباب قاعد على الكافتريا على القهوة وكده يعني وفجأة يدخل علينا واحد ما شفنهوش مثلا بقى لنا ثلاث سنين ولا أربع سنين نازل علينا بعربية وبنى شقته واتجوز وأنت قاعد، بتغير أنت عايز تعمل زيه فأنا المهم أنت بتدور على سكة يعني بتشوف سكة توصلك للي هو صاحبك بقى فيه دلوقت، فأنت بتشوف أي سكة لو إيه، لو حتيجي مشي.

مهاجر مصري3: حاصل على كلية لغة عربية شعبة تاريخ وحضارة، قعدت أربع سنين في الكلية كل سنة جاي طالع بتقدير جيد، أعمل إيه؟ ما فيش لا وظيفة ولا أي مشروع ولا أي حاجة، دفعت حوالي 70، 75 ألف جنيه علشان الفيزا، كسيولة طبعا ما كانتش موجودة في يد والدي أو كده يعني في حتة أرض انباعت كده.

أسعد القاضي: المشكلة أن الموضوع برضه ما بيوقفش، أنا في ناس لسه جاي من عندنا من البلد من حوالي نقدر نقول أسبوعين، واحد عنده 15 سنة والثاني عنده 16 سنة والمهم كلهم تحت العشرين، دافعين 120 ألف جنيه علشان يجي هنا إيطاليا، طيب جاي ليه بـ120 ألف؟ لما أنت معك 120 ألف جاي ليه؟ أنا بالـ 120 الف دول أنا لو قاعد في مصر وشغلت دماغي صح والله العظيم أنا حأكسب أكثر من هنا.

مهاجر مصري4: الشغل في مصر مش حيدخل لك الدخل اللي أنت بتدخله هنا إنما هنا أنت شغال الحمد لله يعني لو شغال دائم وحلو آه أنت ربنا بيكرمك وتسددهم خلال سنة ونصف سنتين بتسددهم، مين في مصر بيشتغل بيدخل سبعين ألف في سنة ونصف؟

مهاجر مصري3: كنت شغال نقاش أنا في مصر، أبوي كان معارضني أن أجي هنا إيطاليا وأهلي كانوا معارضين أن أجي إيطاليا، حاولت أن برضك أقعد في مصر وبرضك ما عرفتش، أنا هنا بقى لي دلوقت سنتين لسه ما عملتش طبعا أي حاجة من اللي في دماغي، ما فيش ما عملتش أي حاجة من اللي في دماغي لسه، يدوبك يعني سددت الرحلة وبادئ لي أخت بتتجوز دلوقت في مصر يعني بدأت إيه بأجوزها، طبعا مسؤوليتها مني طبعا أكيد فإن شاء الله حأجوزها وأبتدي بقى إيه أبص لنفسي ولحياتي طبعا وإن شاء الله ربنا يكرمنا إن شاء الله.

مهاجر مصري4: أنا جاي هنا علشان أحقق هدف في مصر فطبعا أنا جاي هنا أحقق الهدف اللي أنا عايز أعمله في مصر وبعد كده رايح بلدي لأن الغربة ما هياش حلوة.

مهاجر مصري3: إيطاليا حلوة للي معهم ورق والناس اللي هي بقى لها هنا كثير، الناس اللي معهم ورق بيعرفوا يأخذوا حقهم هنا من البلد صح وبتاع إنما الناس اللي زينا ما معهاش ورق بيتبهدلوا وبيتعبوا على ما يلاقوا شغل وبيتعبوا في كل حاجة، يتعبوا لو مثلا عربية شرطة أوقفتهم مسكتهم بتاع كده.

مواطنة إيطالية/ صاحبة مطعم: أنا أعرف هؤلاء الشباب منذ فترة طويلة لأنني أشتري فاكهة من السوق الذي يعملون فيه، إنهم شباب جاد ومهذب لذلك فهم لا يستحقون أن يطردوا من هنا، أتمنى أن لا تتسببوا في طردهم فهم يكسبون رزقهم بأمانة وسآسف كثيرا إن تعرضوا لأي أذى.

مهاجر مصري4: ممكن تروح في أي وقت عاد عادي عارفين الكلام ده بس سايبينها على الله يعني.

مهاجر مصري3: في مثل عندنا في الفلاحين بيقول لك امش في طريقك عدل يحتار عدوك فيه، يعني طالما أنت ماشي مستقيم ومن بيتك لشغلك ما فيش حد حيوقفك ولا في أي حاجة يعني طالما أنت ماشي مستقيم خلاص، عملت مشاكل معرض ان أنت تتمسك في أي لحظة.

ماريو موركونيه/ مدير إدارة الهجرة بوزارة الداخلية الإيطالية: الهجرة السرية إلى إيطاليا هي قضية معقدة جدا لأن إيطاليا حدودها مفتوحة فهي شبه جزيرة وبالتالي غالبية حدودها سواحل لذلك فمن المنطقي أن تتعرض لفيضان الهجرة السرية من قبل الباحثين عن حياة أفضل، سواء من شمال أفريقيا من بلاد المغرب أو بلاد جنوب المتوسط أو من شرق أوروبا من المناطق التي تعاني من أوضاع صعبة أو تعاني من الحروب مثلا، من الصعب علينا أن نقوم بإحصاء عدد المهاجرين السريين لأنهم غير معروفين لنا ولكن الإحصائيات التقريبية تشير إلى وجود من خمسمائة إلى سبعمائة ألف مهاجر سري حاليا في إيطاليا.

أبعاد ونتائج قانون بوسيفيني

المعلق: قانون الهجرة الساري حاليا في إيطاليا هو مزيج بين قانونين، أولهما صدر عام 1998 والثاني عام 2002 وهو القانون الذي يحمل اسم بوسيفيني، بوسي هو زعيم حزب رابطة الشمال الحزب المشهور بمواقفه المعادية للمهاجرين، وفيني هو زعيم حزب التحالف الوطني وريث الحزب الفاشي، كلاهما كانا وزراء في حكومة برلسكوني عام 2002 عندما أصدر القانون الذي منذ صدوره وهو يواجه انتقادات شديدة.

باولو فيريرو/ سكرتير حزب إعادة تأسيس الشيوعية: قانون بوسيفيني هو قانون يهدف إلى زيادة الهجرة السرية وليس العكس لأن هذا القانون وضع نظاما جعل دخول إيطاليا شرعيا يعتبر من الأمور شبه المستحيلة لأن هذا القانون يسمح للمهاجر بالدخول شرعيا في حالة واحدة فقط وهي أن يتقدم صاحب عمل في إيطاليا بطلب لاستقدام مهاجر بعينه واسمه وأن يكون الطلب قد أدرج في قائمة أعداد العمالة المسموح بها سنويا وحصل على موافقة السلطات، أنا لم أسمع أبدا عن صاحب عمل وظف شخصا دون أن يعرفه مسبقا.

ماريو موركونيه: قانون بوسيفيني صدر في فترة تاريخية وسياسية انتهت ومر عليها الزمن، وهو بالتأكيد يحتاج الآن إلى بعض التعديل.

باولو فيريرو: الوضع الذي نتج عن هذا القانون هو الآتي، يدخل المهاجرون إلى إيطاليا سرا، يجدون عملا يمارسونه في الظل بلا أي عقود بعدها يجدون صاحب عمل يكون على استعداد لأن يوظفهم ويقدم الطلب في قائمة العمل السنوية، إذا حصل على الموافقة يغادر المهاجر إيطاليا سرا حتى لا يمر على الشرطة وإلا منحته قرار طرد يحرمه من دخول أوروبا شرعيا لعشر سنوات عندها لن يتمكن من العودة، إذاً من ينجح منهم في دخول إيطاليا والبقاء فيها ثم الخروج منها سرا دون أن يسجل لدى الشرطة ولو مرة واحدة سيعود إلى بلده ليحصل على تصريح الدخول ثم يدخل إيطاليا أخيرا في الجولة الثالثة بطريقة شرعية، هذا هو الوضع الذي نتج عن قانون بوسيفيني وهو وضع مختل تماما ينتج ببساطة هجرة سرية إلى إيطاليا.

مهاجر مصري2: كنا لازم أجي تهريب، لأنه علشان تيجي هنا إيطاليا دلوقت وبفيزا مش حيدوك فأنا لما كلمت أبي ما كانش راضيا جدا فألحيت عليه مرة واثنين لغاية ما وافق، هو كان خائفا علي جدا وكان ممانعا كثيرا، حتى والدتي، بس أنا لما لقيت الحالة وحشة في مصر لما يكون والدي تعبان ومش قادر أساعد حسيت أني ما ليش لازمة في البيت وما كانش في أي طريق ثاني أني أساعده غير أني أنا قدامي حل واحد أسافر بس أجيب فلوس. بعد سنة ونصف من وجودي هنا لسه موضوع المدرسة والورق، كان في واحد صاحبي قال لي أنت تروح المدرسة قلت له إزاي مش فاهم؟ لو رحت المدرسة أخاف يرحلوني، قال لي لا، أنت صغير ومن حقك أنك تأخذ ورق، إحنا مسمينها بلغتنا إحنا المصريين مدرسة بس هي اسمها مركز رعاية أو ملجأ بقى أصح، مشيوا لنا في الورق، لسه الورق بتاعك (كلمات أجنبية) يعني أنت لسه قاصر أقل من 18 سنة من حقك تأخذ ورق، أخذنا بقى الورق ونحمد ربنا سبحانه وتعالى أنني أخذت الورق أحسن من كل شيء، صحيح بقى لي هنا ثلاث سنين في إيطاليا ما عملتش حاجة بس الورق بالدنيا. أول حاجة أحسيت بالأمان، أنا كنت لما أشوف واحد ضابط شرطة معدي في الطريق مش عاوز أقول لك أنا كنت بتلجلج أنا كنت بأخاف جدا، خايف أحس أن أنا تعبت قوي في سفريتي تعبت قوي على بال ما جيت هنا مش عاوز أكرر التعب ده تاني. المدرسة اللي أنا رحتها اسمها شتادريات أكبر مدرسة على مستوى إيطاليا فأنا سعيد جدا أنني في المكان ده النهارده علشان حتى أشوف الناس دي لأن الناس دي كويسة وكانت معاملتها معي محترمة وأنا كنت محترما فهم أحبوني وأنا أحببتهم فعلا. المكان ده بيتي، أهلي اللي اتحرمت منهم، المكان ده أنا قضيت فيه أحلى أيام حياتي بجد عشت عيشة كويسة وكان مستوى محترم جدا يعني حسيت بأني في وسط أهلي، من بعد عن أهلي الناس دول عوضوني كثيرا بصراحة بحنية وتعليم ويحبوا يدوك النصيحة زي ما يكون بيعاملك كأنك ابنه. أنا قعدت هنا حوالي سنة ونصف ما تتصورش أنا عرفت فعلا قيمة المكان ده إلا بعد ما خرجت من هنا، بس هو له ذكريات جميلة جدا، حتى كنت أنا وابن خالي وكنت مع علاء ومع عصام وكان فيصل كنا خمسة مصريين مع بعض نخرج في الجنينة هنا نلعب ونجري وما كانش في دماغنا حاجة بصراحة كنا عايشين حياة كويسة كنت أنا حتى لما أكون شغال في بتساريا بالليل كنت أجي البيت أصحيهم حتى لو كانت الساعة 12، كنا بنحس بطعم الحياة سوا. درست لما كنت في شتادريات عملت حاجة اسمها الإعدادية وخلصتها وأخذت الشهادة وعملت السوباريا البريمو سوباريو ما أخذت منه شهادة لأني ما كملتهوش علشان ورائي مسؤوليات علشان ما ينفعش أقعد أتعلم وأكمل تعليم ومش حأقدر أسدد مش حألاقي الشغل أساعد في أهلي وأساعد في نفسي وأدفع إيجار وأدفع الحاجات دي كلها وأعمل اللي عاهدت عليهم نفسي، ما أقدرش ما هو حاجة من اثنين يا أكمل تعليمي وألاقي حد يصرف علي لغاية ما أكمل تعليمي وأقول بس يا إما بلاش يا إما أمشي في طريقي وبعدين أنا فكرت فيها شوية قال لك أنت جاي هنا تشتغل وبعدين أنا أخذت اللي أنا عاوزه من تعليم، أعرف أقرأ وأكتب باللغتين والحمد لله.

المعلق: في هذه المنطقة بوسط إيطاليا تعيش جالية مغربية كبيرة كلهم يعملون في الزراعة منهم من جاء شرعيا ومنهم من جاء حارقا كما يقول أهل المغرب أي متسللا عبر البحر، بعدها حصل على عقد عمل ومن ثم أوراق إقامة شرعية، كان هذا في زمن الإعفاءات، اليوم تعيش بينهم قلة بلا أوراق، ليسوا متسللين بل دخلوا إيطاليا بتأشيرة عمل موسمي منع قانون بوسيفيني إمكانية تجديدها.

مهاجر مغربي2: أنا من وسط عادي هو الأغاديري كان فلاح إحنا ما كناش نحب نشتغل معه في حتى سقي شجر الزيتون والآن منيجي الصبح مفروض عليك تعمل في الميدان الفلاحي فقط إحنا نيجي إيطاليا باش نحسن الطرف ديالي هو فقط باش نيجي بطريقة شرعية ما نجيش حارق، أما تقدر تحصل على كونترا اشتريته الكونترا كله يباع ويشترى في المغرب والثمن ما بين ثلاثة آلاف حتى ستة آلاف يورو، مدة الكونترا كانت تسعة أشهر هم كانوا يقولوا لنا يمكن تمدد وتطلع عليها أوراق رسمية ولكن لا تمديد ولا تجديد، المشغل ديالي اللي جيت معه بالكونترا الأولى قال لي إذا أردت كونترا آخر تعطيني أربعة آلاف أو خمسة آلاف يورو وأنا اشتغلت معه موسم في 34 يوما ما حصلتش على حتى 1500 يورو، كيف أعطيه خمسة آلاف يورو وأرجع مرة أخرى إلى المغرب بعقد آخر؟ فلما جئت بطريقة شرعية هو ندمت لو حرقت كان أفضل لأنه ما تشعرش بالشماتة أنك دفعت مال كونترا لشخص وهو أخذ منك المال بطريقة مزيفة، هي فقط كونترا كأن إنسان باع رأسه، عبودية لرأسه، وجئنا لهنا وصار واقع آخر.

باولو فيريرو: قانون بوسيفيني هو كالسير على حبل قد تقع من فوقه في أية لحظة فحتى عندما تكون شرعيا تواجه خطر أن تتحول إلى غير شرعي، هذا هو القانون لذلك فإن وضع العمال الموسميين مثال على أن هذا القانون يسمح بالمتاجرة في العقود ويجبر المهاجرين على البقاء سرا في إيطاليا لكي يدفعوا ثمن العقد وتصريح الإقامة الذي حصلوا عليه ولكن صلاحيته انتهت.

[فاصل إعلاني]

المهاجرون الموسميون وأخطار العنصرية والمنظمات الإجرامية

مهاجر أفريقي: تعالوا لتروا كيف نعيش، أنتم تقولون إننا في أوروبا، صحيح؟ تعالوا لتروا إذاً كيف هي الظروف هنا، سأريكم الواقع الذي نعيش فيه، انظروا هذه هي البيوت، هنا يعيش خمسة أشخاص، هل هذه هي أوروبا؟ أجيبوا أنتم. هل هذه هي أوروبا؟ نحن هنا في إيطاليا إذاً في أوروبا أليس كذلك؟

مهاجر جزائري: أنا مهاجر جزائري في إيطاليا، نحن الآن في جنوب إيطاليا بالضبط في كالابريا في موسم البرتقال، العرب يجيئون هنا لكي يشتغلوا بالبرتقال ولكن الشغل قليل، هنا العرب والأفارقة كثيرة وكلهم مهاجرون بصفة غير قانونية، الناس تشتغل بعشرين يورو ما يهموش أنت تنام فين ولا تأكل فين ولا.. ما يهموش المهم استغلال، باش تؤجر منزلا غالي يعني أنت لا تخلص عشرين يورو ظروفك ما تسمح لك باش تكري دارا لهذا نحن نسكن في البيوت القديمة وبعض الأفارقة يبنون بالكرتون منازل وعايشين فقط.

فولفيو فاسالو باليولوجو/ أستاذ القانون بجامعة باليرمو: الأوضاع التي يعيشها المهاجرون السريون في إيطاليا هي دليل على الاستغلال والعبودية ولكن هذه الأوضاع تتخذ أشكالا مختلفة من مقاطعة إلى أخرى ففي الشمال يستغل المهاجرون في العمل كخدم في بيوت الأغنياء أو كعمالة في المصانع وفي روما يعملون في قطاع الخدمات كالمطاعم أما في الجنوب فيعملون في الزراعة في مقاطعات كامبانيا، كالابريا وصقلية، في تلك المناطق تعيش المنظمات الإجرامية التي تتكسب أيضا من عمالة المهاجرين السريين حيث تمارس دور الوسيط في سوق العمل فتجعلهم يعملون بلا أية حقوق وتفرض سيطرتها عليهم بالعنف.

مهاجر تونسي: أنا مهاجر عربي بالتحديد من تونس، أتيت لهذه البلاد عن طريق البحر وأتيت من وقت القانون يعطونا أوراق هنا، في هذا الوقت أنا قدمت أوراقي ما قبلونيش، سرينا كونتراتو دافارو، عقد عمل يعني خرج كله فالصو، مزور يعني كما نقول، جئت حكيت.. وبالآخر تروح تأخذ العقد بيجوز تأخذ.. يعني هنا أنت إنسان غير مقبول هنا.

مهاجر جزائري: الشغل في إيطاليا فيه الأعمال الشاقة فقط اللي الإيطالي ما يشتغلهاش يشتغلوها العرب.

مهاجر تونسي: نهار كامل تخدم 12 ساعة ما تنجمش تقعد مثلانك لفوق ظهرك ما تنجمش تقعده لفوق، أنت وقت ما تقعد ظهرك يجيك العرف يعني يقولوا العرف يقول لك كيفاش، لا، يقول لك اخرج، يخرجك فورا، وحتى لو خادم نصف نهار ما تخلصش به.

مهاجر جزائري: السلطات تعرف باللي إحنا نيجي في الموسم نشتغل وبعدين ما يهمهمش الأمر، المهم البرتقال يجنوا البرتقال ويعملوا شغلهم بعدين كل واحد يمشي في حاله.

باولو فيريرو: عندما كنت وزيرا ذهبت لزيارة بعض مناطق جنوب إيطاليا، هناك زرت موقعا يسكنه مائتان أو ثلاثمائة أو أربعمائة مهاجر سري يعيشون في ظروف غير إنسانية داخل مبنى قديم، كان بصحبتي يومها مدير إدارة الهجرة الذي قال لي سأعتبر أنني لا أرى شيئا، وإلا فواجبه يقتضي أن يطردهم جميعا من ذلك الموقع ولكن إن طردهم سيتوقف جني محصول الزيتون أو محصول البرتقال، إذاً الكل على دراية جيدة بتلك الأوضاع ولكن أحدا لا يغيرها، لماذا؟ لأن هناك حاجة إلى عمال سريين يكلفون قليلا وليس لهم حقوق فمن مصلحة أصحاب العمل أن يجدوا من يعمل لديهم مقابل اثنين أو ثلاثة يورو في الساعة.

فولفيو فاسالو باليولوجو: في تلك المناطق يوجد عنف حقيقي فهناك أشخاص قتلوا فقط لأنهم طالبوا بمستحقاتهم، هذا حدث في صقلية وفي كالابريا، العنصرية المنتشرة في كالابريا تدفع شخصا ما إلى أن يحمل مسدسا ويقتل مجموعة من المهاجرين بينما يسيرون في الشارع، ببساطة هكذا، هذا واقع حدث في مدينة روسارنو قبل بضعة شهور.

مهاجر تونسي: مروح لحقوني زوز بالموتورات، زوز موتورات (كلمات أجنبية) يعني كما نقول إحنا السلام عليكم، هي تشاو تشاو، هم حبسوا (كلمات أجنبية) أربعة من الناس واحد بحديد وواحد بسلسلة هم فقط.. يروحوا في السبيتال، بقيت 15 يوما في السبيتال أنا الوقت هذا.

فولفيو فاسالو باليولوجو: في تلك المناطق توجد دولة إيطالية غير شرعية ممثلة في المنظمات الإجرامية كالمافيا وغيرها، هذه المنظمات تتحكم في مساحة كبيرة من تلك المقاطعات وبالتالي تدير جزءا كبيرا من سوق العمل كما أنها تضمن عدم تدخل الدولة ولهذا السبب يذهب العديد من المهاجرين السريين إلى هناك لأنهم يعلمون أنه في تلك المناطق لن يسألهم شرطي عن تصريح الإقامة.

سافيريو بيلليتسي/ طبيب: أطباء بلا حدود هي منظمة طبية إنسانية متواجدة في 65 بلدا حول العالم، في إيطاليا تقدم المنظمة رعاية طبية ونفسية للمهاجرين. من خلال الدراسات التي قمنا بها اكتشفنا أن المهاجرين يأتون من بلادهم في حالة صحية جيدة ثم يمرضون في إيطاليا فكما نرى في هذا الموقع أغلبهم يعاني من أمراض الجهاز التنفسي والعظام بخلاف الإصابات الجسدية المختلفة وهي أمراض ناتجة عن ظروفهم المعيشية هنا، إنها بالفعل حالة طوارئ إنسانية طبية. نحن نحاول أن ندفع بالسلطات لمواجهة هذه الحالة المزرية وتحسين الظروف المعيشية لهؤلاء المهاجرين الموسميين فهم هنا محرومون من الحد الأدنى للمستوى المعيشي المتوفر لأي شخص في أوروبا، ففي بلد متحضر مثل إيطاليا لا بد من ضمان توفر ذلك الحد الأدنى.

ماريو موركونيه: الإدارات المحلية تبذل جهدا كبيرا فمنذ أيام قليلة هاتفني رئيس إقليم كالابريا بشأن الأوضاع بمدينة أوساريو ولكن الإمكانيات المادية قليلة خاصة في وقت أزمة اقتصادية ولا بد من الانتباه إلى أن عدد المتسللين العام الماضي بلغ ضعف العام الذي سبقه ففي عام 2008 تسلل ضعف متسللي عام 2007 وهذا كلف ويكلف الدولة الإيطالية 135 مليون يورو سنويا.

مهاجرون محتجزون وأحلام مكسورة

المعلق: خلال الشهور الأولى من عام 2009 سلطت الأضواء على الهجرة السرية إلى إيطاليا، وزير الداخلية الإيطالي المنتمي إلى حزب رابطة الشمال واجه وصول أعداد جديدة من المتسللين إلى شواطئ لامبيدوزا بقرار ترحيلهم إلى بلادهم مباشرة من الجزيرة وعدم نقلهم إلى مراكز التحقق من جنسياتهم كما كان سائدا فامتلأ مركز استقبال الجزيرة ووصل عدد المحتجزين فيه إلى ما يقارب ضعف سعته القصوى.

باولو فيريرو: مراكز الاستقبال هي مراكز اعتقال إداري بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ففيها يحتجز أشخاص لم يرتكبوا جريمة لأن الهجرة السرية حتى اليوم ليست جريمة ولكنهم يعتقلون بشكل إداري مما يعني واقعيا التعدي على حريتهم وحقوقهم ولكن هذا يحدث في كل أوروبا فهذه المراكز توجد في كل دول أوروبا سواء تلك التي تجرم الهجرة السرية أو التي لا تجرمها.

المعلق: زار الوزير الجزيرة دون أن يزور مركز الاستقبال بعدها أعلن أن الحكومة ستبني مركز احتجاز جديد بها، اعترض مواطنو الجزيرة وخرجوا في مسيرات رافضين أن تتحول جزيرتهم التي تعيش على الصيد والسياحة إلى سجن للمتسللين. أثناء إحدى المسيرات تمكن المتسللون المحتجزون في مركز الاستقبال من الفرار منه في سابقة هي الأولى من نوعها، توقع البعض أن يصطدم الفريقان ولكن ما حدث كان العكس.

مواطن إيطالي/ أحد المتظاهرين: لا بد أن نضمن حرية هؤلاء المهاجرين الذين عانوا حتى وصلوا هنا.

ماريو موركونيه: يوجد اليوم مركزان في الجزيرة، الأول هو مركز الاستقبال والإسعاف الأولي والثاني هو مركز تحقق من الجنسية وطرد لأن الوزير قرر أن من يصل الجزيرة ولا يحق له البقاء في إيطاليا لا بد من إعادته مباشرة إلى بلده.

المعلق: تمرد المحتجزون في مركز استقبال لامبيدوزا وشب حريق اتهم بعض المحتجزين التوانسة بإشعاله، بعدها بدأ نقل بعض محتجزي لامبيدوزا إلى مراكز أخرى وهناك حاول بعضهم الانتحار.

مواطنة إيطالية: ما هذا؟ أليس هو نتيجة سياسة هذه الحكومة؟ أنا أكره العنف ولكن إن سجنت في ظروف غير إنسانية لمدة شهرين سأتحول إلى وحش، وأي شخص يتعرض لمثل هذه الظروف سيتصرف هكذا.

المعلق: خلال تلك الفترة كان مجلس الشيوخ الإيطالي يناقش مشروع قانون الأمن الجديد الذي تقدم به وزير الداخلية والذي يجرم الهجرة السرية ويرفع مدة احتجاز المتسللين في مراكز التحقق من الجنسية إلى 18 شهرا بدلا من شهرين، ويضم بنودا أخرى تخص الهجرة.

مهاجر مغربي1: على حسب القانون اللي دايره إيطاليا اللي ما عندوش أوراق مشان السبيتار يبلغوه بالمخزن هذا قانون إنساني من غير أي حاجة يعني مختلف القوانين الدولية الأوروبية ولا العربية.

مشاركة في مظاهرة: نحن نعارض هذا القانون إنه قانون عنصري وفاشي يعيدنا إلى عصر هتلر وموسوليني.

مهاجرة مغربية1: أول مرة شاركت في مظاهرات هنا في إيطاليا، في المغرب عمري ما شاركت في مظاهرات، خرجت شاركت فيها لأني ما عنديش أوراق فالقانون سيطبق علي، خرجنا باش نقول إن هذه القوانين قوانين عنصرية لا إنسانية يعني نحن بدون أوراق صحيح نحن عايشين غير قانونيين ولكن نحن من حقنا أن نعيش كباقي الناس اللي عندهم أوراق، نحن نعيش بحالنا بحالهم نحن كلنا بحال وحال.

ماريو موركونيه: القوانين الإيطالية المنظمة للهجرة ليست بأي حال أسوأ من مثيلاتها الأوروبية، من الطبيعي أن الأجواء تتغير وتتأثر بالظروف الاقتصادية والسياسية وسنرى ماذا سيحدث في البرلمان خلال الأيام القادمة، ولكن إذا نظرنا بأمانة وحيادية إلى القوانين الإيطالية سنجد أنها ليست أشد قسوة من بلاد أوروبية أخرى فالآن مثلا يناقش البرلمان مد مدة الاعتقال الإداري في مراكز التحقق من الجنسية إلى 18 شهرا وهي المدة المطبقة دائما في بلاد أخرى بل هناك دول لم تضع حدا أقصى لمدة الاحتجاز.

المعلق: تصاعد الجدل حول مشروع قانون الأمن عندما عرض على البرلمان، عرضه اليسار بل صوت بعض نواب اليمين الحاكم ضده في المرة الأولى، سحب الوزير القانون ثم أعاد طرحه للتصويت بعد تعديل بعض بنوده.

باولو فيريرو: قانون قاس كهذا يهدف إلى الاستحواذ على الثقة باستغلال العنصرية مما يعني أن يقال لبعض الإيطاليين الذين تخيفهم ظاهرة توافد المهاجرين نحن سنقر قانونا قاسيا ضد الهجرة، هكذا يفوزون بأصوات العنصريين، واضح جدا أن هذا لا علاقة له بالواقع.

مهاجر جزائري: أنا أتمنى أن الشباب العرب يفكوا من الهجرة السرية هذه عن طريق البحر، ما فيش كنوز في إيطاليا ما فيش جنة في إيطاليا، في إهانة وفي عذاب.

مهاجر تونسي: أنا حائر بش نكمل نعيش هنا بيجوز نضيع، باش نروح للبلاد مشكلة أكبر، بلية إحنا كنا نقولها في تونس غاب وجاب، غاب وجاب معه، تو إحنا غبنا عندي خمس سنين وجيت لا حاجة هنا ما عملتش حاجة حتى الفلوس اللي نبعتها فلوس بتاع مصروف مش فلوس تقعد تستناني حتى نيجي تنصرف.

مهاجر مغربي1: نجلس ثلاث سنين أنا، مش.. إخوتي توحشتهم مش ما توحشتهمش، بالحق يزوني داروا في انتماء داروا في خير لأني هم هزوني أنا ما مشيتش أنا رغبة عندي لأن أنا جئت هنا لنساعدهم، نمشي هنا وهنا لنعاونهم. بحق الله يشدوني وقالوا لي زيد يرحلوك ما عندي مانع، عادي.

مهاجر مغربي2: أنا دائما أفكر هناك فقط ضياع الوقت وأفكر العودة في المغرب.

مهاجرة مغربية1: المستقبل كنت أتمنى يكون أحسن من هذا الشيء اللي فات نتمنى في المستقبل يفتحوا نطلب من الحكومة الإيطالية تفتح شي سناتوري باش الكل يصوب الأوراق بتاعه.

ماريو موركونيه: أعتقد أن هذا مطلب صعب فالعفو أمر لا تسمح لنا به القوانين الأوروبية ولكن من يدري؟

فولفيو فاسالو باليولوجو: من لهم في إيطاليا سنتان أو ثلاث ولديهم عمل أو سكن ولم يرتكبوا جرائم لا بد من النظر إلى حالة كل منهم بمفرده من خلال قانون يمنحه إقامة دائمة وليس عن طريق عفو عام كل أربع أو خمس سنوات.

باولو فيريرو: أعتقد أن هذا بالفعل أمر حتمي لكي نتعامل بطريقة حضارية مع ظاهرة الهجرة التي تتعلق بحياة ملايين الأشخاص ولكن إيطاليا مستمرة في التعامل معها وكأنها قضية أمنية.

مهاجر مصري3: أنا جئت هنا وحطيت مدة معينة يعني إيه؟ ممكن أقعد ست سنين من أول ما حطيت رجلي في البلد هنا، في ورق ماشي يبقى كرم من عند ربنا طبعا، ما فيش يعني بعد ست سنين مش حأقدر استحمل.

مهاجر مصري2: لا قدر الله لو اتمسكت ورجعت مش حأفكر أرجع هنا ثاني لأن دي كانت تجربة نفسي أجربها وجربتها وخلاص وانتهت.

مهاجر مصري4: مش حأفكر بالرجوع يعني استحالة أفكر في الرجوع.

مهاجر مصري5: حأقعد في مصر حوالي ست شهور يعني أتزوج وابني بيتنا وأدور على فيزا سياحة.. فيزا عمل أجي بها ثاني أحاول أني أجي هنا ثاني بس آجي معي ورق وكده بحيث أني أعرف أشتغل وأجي أقف على رجلي ثاني.

المعلق: في مايو/ أيار 2009 اعتمد مجلس النواب الإيطالي قانون الأمن الجديد وأصبحت بموجبه الهجرة السرية جريمة يعاقب مرتكبها بغرامة تتراوح من خمسة إلى عشرة آلاف يورو كما رفع الحد الأقصى لاحتجاز المتسللين في مراكز التحقق من الجنسية إلى 180 يوما.