epa01074320 Turkish Prime minister Recep Tayyip Erdogan and his wife Emine greet their supporters of the Turkey's ruling party AKP 'Justice and Development Party' as they celebrate with early numbers of the polling
تحت المجهر

العثمانيون الجدد

تناقش الحلقة أزمة انتخابات رئيس الجمهورية التي أعادت تركيا إلى أجواء الاستقطاب العلماني الإسلامي الذي ما انفكت تعيشه من وقت لآخر.

– الديمقراطية.. رهان الإسلاميين في تركيا
– محاولة انتزاع تركيا من أحضان الغرب
– المشاريع الإصلاحية والعلاقة بأميركا والعرب

[شريط مسجل]


undefinedرجب طيب أردوغان: من أجل اختيار مرشح لرئاسة الجمهورية فأنا آخر ما خرجت به بعد كل تلك المشاورات هو اسم شخص عزيز إنه صديقي ورفيق دربي.

العثمانيون الجدد

الديمقراطية..
رهان الإسلاميين في تركيا

[تعليق صوتي]

ليلة الثالث من نوفمبر عام 2002 كادت الديمقراطية أن تثبت تفوقها كسلاح بيد الشارع الإسلامي في مواجهة القوى العلمانية المدعومة من الجيش والتي تفرض وصاية من نوع خاص على الحياة السياسية في تركيا، رهان الإسلاميين في تركيا اعتمد دائما على سلاح الانتخابات الذي إن لم يحقق الفوز في السجال فإنه قد يؤمن هدنة على الأقل بين الطرفين لكن فرحة الفوز في الانتخابات حينها جعلت قيادات حزب العدالة والتنمية تغفل عن أزمة مؤجلة تستتر وراء تلك المصالحة الزائفة أزمة انفجرت عندما أحس الجيش أن البساط يسحب من تحت قدميه وأن الحجاب الذي حاربه وطارده من المؤسسات التركية وجامعاتها على وشك أن يتسلل بشكل قانوني ديمقراطي إلى القصر الرئاسي أهم قلاع العلمانية في تركيا، أزمة انتخابات رئيس الجمهورية أعادت تركيا إلى أجواء الاستقطاب العلماني الإسلامي الذي ما انفكت تعيشه من وقت لآخر وصف بولانت أرنش أحد القيادات المتشددة في الحزب للرئيس المنتظر بأنه سيكون رئيسا متدينا ديمقراطيا أخرجت المارد العلماني من قمقمه.

أونور أويمان – نائب عن حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي المعارض: يقولون إنهم يريدون رئيسا متدينا معنى هذا أن جميع الرؤساء الذين سبقوا كانوا كفرة هل هذا يعقل يخرج وزيرهم ليقول إن الرئيس الجديد سيكون بشرى للعالم الإسلامي هل ينتخبون خليفة للمسلمين؟

[تعليق صوتي]

لم يكن الوصول إلى كرسي الرئاسة بالسهولة التي خالها أردوغان سحب الكرسي من تحته وكاد يهوي من حيث أراد أن يرتقي وبدا واضحا أن سلاح العلمانيين المزدوج القضاء والجيش قادر على حسم المعركة بمعزل عما في صناديق الاقتراع يحاول الحزب صد هجمات العلمانيين بنفي الصفة الإسلامية عن نفسه لكن من يصدق خصوم الحزب من العلمانيين وربما أنصاره لا يصدقون بعيدا عن السجال والاتهامات تظهر شهادة ميلاد الحزب أنه ابن شرعي للحركة الإسلامية في تركيا لكن صحة نسبه لا تقلل من كونه حركة إصلاحية خرجت بشكل سافر عن تقاليد الأحزاب الإسلامية من خلال تحديها للزعامات التقليدية وتطبيقها العديد من الإصلاحات التي طالت نهج ومصطلحات الحركات الإسلامية إصلاحات نقلت الحركة من إطار الجماعة إلى رحاب الحزب واعتمد الديمقراطية لغة للتفاهم بين الإسلام والغرب إنهم العثمانيون الجدد الذين يحاولون استعادة أمجاد أسلافهم ولكن بأدوات العصر لا بأدوات القرون الخالية كان هذا مصير أول سياسي تركي حاول الاستقواء بأميركا على العسكر إنه رئيس الوزراء السابق عندنان مندرس الذي أعاد رفع الآذان باللغة العربية في تركيا لم تكن في حينها العلاقات مع الأميركيين الغرب جريمة في أدبيات الإسلام التركي الذي يختلف في فلسفته وروحه عن الإسلام في العالم العربي لتأثر الأول بمدارس الصوفية أمن انتشار المدارس والطرق الصوفية في تركيا تقبل أكبر للآخر وقدم روح التسامح على روح الثورة والأخذ بالقوة كانت هذه المدرسة الأكثر انتشارا قبل ظهور تيار الإسلام السياسي في السبعينيات من القرن الماضي وقدر لها أن تجنب زعيما سياسيا آخر مشى على خطى مندرس لكن بحذر في أنقرة قبل اسطنبول كانت أول فكرة تركية للجمع بين الغرب والإسلام مسجد كوجاتبا خلفي يتربع فوق مركز تسوق بني على الطراز الغربي الحديث لا يفطن كثيرون هنا إلى أن هذا المبنى المركب أريد له أن يرمز إلى فكرة الجمع بين الإسلام ممثلا بالمسجد والغرب ممثلا بالسوق الاستهلاكية هذه الفكرة تعود للرئيس الراحل ترغوت أوزال الذي طالما أخفى انتمائه إلى الطريقة النقشبندية والذي عرف بأنه كأن أول رئيس تركي يخفي إيمانه ويختلس الصلاة في القصر الجمهوري بعيدا عن أعين العسكر سعى إوزال للجمع والتوفيق مبكرا بين الثقافة الغربية والتقاليد الإسلامية لكنه لم يستخدم الدين في سياساته قط لذلك لا يذكر أغلب الناس جهوده في هذا المجال إذ أن الأنظار كانت مشدودة حينها لشخص آخر تزعم حركة الإسلام السياسي في تركيا نجم الدين أربكان مؤسس حركة الميللي غوروش أو الفكر الوطني التي تتلمذ فيها رجب طيب أردوغان وعبد الله غول قبل أن ينفصلا عنها ويؤسسا فيما بعد حزب العدالة والتنمية حركة الفكر الوطني ميللي غوروش هي الحضانة الأساس للإسلام السياسي في تركيا تلك الحركة التي عرفت بعدائها للغرب وبخاصة لإسرائيل ظهرت في الستينيات على الساحة السياسية التركية وتأثرت بمثيلاتها من حركات إسلامية وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين.

صادق البيراق – أحد قيادات حركة ميللي غوروش (الفكر الوطني): حتى السبعينيات ظل تركيا مولية وجهها للغرب ولا علاقة لها بالشرق أو العالم الإسلامي حتى الآن لا يزال في تركيا من يصير على أن تركيا مكانها في الغرب أما نحن فكنا نقول إن قلبنا في مكة ورأسنا في الأناضول وإحدى ذراعينا في القوقاز والأخرى في البلقان.

[شريط مسجل]

نجم الدين أربكان: بنفس العزم والإيمان والحب سنواصل مسيرتنا نحو فتوحات جديدة.

[تعليق صوتي]

نجم الدين أربكان هو بلا شك أكبر زعيم سياسي لتيار الإسلام السياسي في تركيا وقد عرف من خلال الأحزاب السياسية التي أنشأها منذ العام ألف وتسعمائة وتسعة وستين وتم حظرها بتهمة معاداة النظام العلماني القائم.

[شريط مسجل]

المتهمين من أعضاء حزب السلامة الوطني والنظام الوطني على مبادئ الجمهورية وشخصية أتاتورك مقصود وليس محض مصادفة.

نازلي اليجاك – نائبة عن حزب الفضيلة المنحل: لم يكن هدف أربكان النهائية الإطاحة بالنظام العلماني الديمقراطي لكن حديثه كان فيه ما يفسر على أنه يريد ذلك كما كان يستخدم الإسلام لأغراض سياسية بشكل بارز.

[تعليق صوتي]

المسلم الحقيقي هو مَن يصوت لحزب الرفاه شعار طالما استخدمه أركبان أثناء حملاته الانتخابية شعار أثار الانزعاج حتى من داخل الحزب وبين المقربين لاستخدامه الدين بشكل كبير سلم للوصول إلى البرلمان.

كوركوت أوزال – شقيق الرئيس الراحل تورغوت أوزال: نحن كنا ضد الإسلام كأداة من أدوات السياسة لأن الإسلام عنصر مشترك في المجتمع ولا يمكن أن يكون عنصرا سياسيا هو فضيلة فوق السياسة إذا حاولنا استخدامه فإن الإسلام سيسيس وتسييس الدين مصيبة كبيرة.

محاولة انتزاع تركيا من أحضان الغرب

[تعليق صوتي]

هامش الديمقراطية المتمدد في تركيا والمتمثل في الاحتكام إلى انتخابات نزيهة شكل متنفسا للحركات الإسلامية فرغم اتهام النظام لحركة الفكر الوطني ميللي غوروش بالعمل على إقامة دولة إسلامية إلا أن ما ميز تلك الحركة عن مثيلاتها في العالم الإسلامي كان انتظام مشاركتها في الانتخابات وابتعادها عن الشدة والعنف حزب الرفاه نجح في اختبار إدارة البلديات بعيدا عن الإسراف والفساد والمالي وهو ما مهد لفوزه في انتخابات عام ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين البرلمانية بعد سنوات من التمثيل المتواضع في البرلمان أصبحت حركة ميللي غوروش المرشحة الأكبر لتشكيل الحكومة فهل كانت الحركة مستعدة لخوض ذلك الاختبار، نجم الدين أربكان كان يشك في أن يسمح له بذلك.

صحيفة يني غون

على ما يبدو فإن تلك القوى المعروفة اتخذت قرارا بعدم الاعتراض على وصولنا للسلطة ولكنهم سيحاولون الإطاحة بنا فور تشكيلنا الحكومة وسيضعون أمامنا العراقيل وينصبون لنا الفخاخ.

[تعليق صوتي]

صدقت نبوءة أربكان ولم يصدق العالم الإسلامي ما حدث حكومة الإسلامي أربكان توقع اتفاقيات عسكرية مع إسرائيل وتحذر الحجاب في الجامعات تحت ضغط العسكر الذي لم ينسحب من الساحة السياسية حتى أمن انقلابا سياسيا أطاع بحكومة أربكان واطمئن بعد أن أجهزت المحكمة الدستورية على حزبه السياسي وحكمت بحظره فيما عرف بعد ذلك بانقلاب الثامن والعشرين من شباط، لم يكن قرار الإطاحة بتجربة أربكان داخليا محض إذا كان للغرب المتحالف حينها مع العسكر دور كبير في توجيه الأحداث فتخصيص أول زيارة رسمية لأربكان إلى طهران وتشكيل مجموع الدول الصناعية الثماني بالإضافة إلى سياسة الاقتصاد الوطني المغلق في وجه الاستثمارات الغربية اعتبرت تحديا سافرا من قبل الغرب وبخاصة أميركا.

عبد الله غل – نائب زعيم حزب العدالة والتنمية: عملت قريبا جدا من أربكان كانت سياستنا حينها بعيدة عن الواقعية تعتمد تماما على الخطى الحماسية والشعارات ومداعبة مشاعر الناخبين.

[تعليق صوتي]

لم يدرك أربكان أن محاولة انتزاع تركيا من أحضان الغرب إلى قبل العالم الإسلامي قد يكلفه الكثير فلا الحضن الغربي كان مستعدا للتخلي عن حليفته العسكرية في المنطقة ولا القلب الإسلامي كان قويا بما يجب ليتقبل ويخذي هذا العضو الجديد.

رجائي كوطان – زعيم حزب الفضيلة المنحل: سياسات حكومة أربكان كانت ضد مصالح القوى الإمبريالية 100% أعلن أربكان وقف الاقتراض من الخارج وأن تركيا ستعتمد على نفسها في تنمية اقتصادها بعدها دشنا مجموعة الدول الصناعية الثمانية الإسلامية الغرب فهم معنى تلك السياسات جيدا فهمها أفضل من كثير من الأوساط في تركيا وأعتبر الغرب أن هذه السياسات ستفقد الغرب سيطرته وتحكمه في العالم الإسلامي.

بولنت أرينش – أحد نواب حزب الرفاه سابقا، رئيس البرلمان الحالي: كان واضحا أن القوى التي رفضت سياسات وأفكار أربكان تدخلت بشكل قوي وضغط للإطاحة بحكومته.

[تعليق صوتي]

سقوط حكومة وحل الحزب كشف عن أصوات معارضة داخله لسياسات زعيمه المتفرد بالقرار إذ تشكلت جبهة معارضة بين قيادات شابة اعتبرت أن حزب الرفاه وقع في أخطاء لم تعرف قيادته كيف تخرجه منها أخذت هذه الأصوات في الارتفاع شيئا فشيئا وشكلت جبهة معارضة عرفت بالإصلاحيين أو المجددين.

عبد الله غل: كنا بين خيارين فإما أن يكون لدينا حزب شفاف أو غير شفاف يمكن أن يكون داخل الحزب أفكار متعددة ومختلفة بل وربما مخالفة ومناقضة للطرح العام المهم هو السماح بمناقشة جميع تلك الأفكار بأسلوب علمي والخروج باتفاق وتفاهم وإجماع كنا نعاني الكثير هذا الصعيد وبسبب تلك المشاكل فإن حزبنا خذل ناخبيه ولم تحقق سياساته النجاح المنشود.

رجائي كوطان: في الحقيقة بدأت بعض الأفكار والمفاهيم المختلفة والجديدة تظهر داخل الحزب بعد انقلاب الثامن والعشرين من شباط فبراير وخلال حل حزب الرفاه وتشكيل حزب الفضيلة بدأت تلك التيارات بالظهور بشكل علني وواضح داخل الحزب.

[تعليق صوتي]

لم يكلف الأمر نجم الدين أربكان سوى تبديل لوحة الحزب ليعود من جديد في ركاب حزب الفضيلة الذي عهد بزعامته إلى رفيق دربه رجائي كوطان إلى حين انتهاء فتره حظره من العمل السياسي هذه التخريجة زادت الأزمة الداخلية تفاقما.

نازلي اليجاك: بالتحديد كانت قيادة أربكان للحزب من بعيد عن طريق رجائي كوطان سببا في تشكل تيار رافض من الشباب كانوا ضد تفرد أربكان في الحكم وكانوا أيضا ضد استخدام التعابير الدينية في سياسة الحزب وفيما بدا أنه محاولة لتبرئة ذمة من التوقيع على قرار حظر الحجاب في الجامعات دفع أربكان بالنائبة مروة قوقجي محجبة إلى البرلمان نائبة عن حزب الفضيلة كثيرون من داخل الحزب رفضوا هذا الأسلوب المتحدي للنظام في عقر داره وأدركوا سلفا أن الأمر سينتهي إلى أزمة جديدة فجرت الخلاف هذه المرة داخل الحزب.

عبد الله غل: حولنا أن نوصل وجهة نظرنا لحل مشاكلنا بشكل هادئ وبالحوار لكننا أدركنا أن الحوار لا يفيد ولا يغير من سياسة الحزب لذلك لجئنا إلى قانون الأحزاب وطالبنا بعقد مؤتمر طارئ للحزب.

[تعليق صوتي]

مؤتمر حزب الفضيلة كان على موعد من سابقة في تاريخ حركة الفكر الوطني ميللي غوروش فلأول مرة تشهد الحركة انتخابات حقيقية حول الزعامة إذا يجرأ أحد خلال ثلاثين عاما الماضية على أن يقف في وجه الزعيم نجم الدين أربكان أو يطالب بمحاسبته ومناقشة سياساته.

جميعكم أخوتنا حكموا عقولكم أنتم الذين ستحددون نتيجة هذه الانتخابات لا تقبلوا أن يفرض أحد وصايته عليكم.

[تعليق صوتي]

باءت جميع محاولات نجم الدين أربكان لمنع ترشح منافس لزعيم الحزب بالفشل وبدا أن المواجهة واقعة لا محالة بعد أن رشح المجددون عبد الله غل ضد كوطان وتبادل الطرفان الاتهامات بقسوة خلال الكلمات التي ألقيت في المؤتمر.

عبد الله غل: تقولون إننا ما زلنا صغار أبعد هذا العمر يجب أن كون شركاء في القرار.

رجائي كوطان: في هذا المؤتمر شهدنا خروجنا سافرنا على تقاليدنا الحزبية إذ أصر زملائنا الذين أسسوا فيما بعد حزب العدالة والتنمية أن يخوضوا الانتخابات ضدي وبقائمة ترشح منفصلة تماما خسر المجددون أو التيار الشاب تلك الانتخابات بفارق بسيط لكنهم فازوا بما هو أهم.

عبد الله غل: حققنا نجاحا كبيرا الغالبية كانت تؤيدنا وترى أننا على حق وأن سياستنا هي الصحيحة نصف الأعضاء صوتوا لنا والنصف الآخر امتنع لكن بلا شك كان ذلك المؤتمر نقطة تحول مهمة في تاريخ الحياة السياسية في تركيا كنا نتمنى أن ننجح تغيير من خلال الحوار والانتخابات لنكون مثالا يحتذي لبقية الأحزاب الإسلامية في الشرق الأوسط التي تسعى وراء الإصلاح كان ذلك سيصبح نموذجا للإصلاح والتجديد من الداخل.

مصطفى كارا علي أوغلو – صفحي: حزب العدالة والتنمية خرج على جميع العادات والتقاليد الحزبية المعهودة في تركيا إذ أنه لم كتب قبلا النجاح لأي حركة تتمرد على زعيم الحزب.

[تعليق صوتي]

فشل الحوار في إنجاح أهم محاولة تجديد وإصلاح في تيار الإسلام السياسي في تركيا فكان الانقسام إلى محافظين.

[فاصل إعلاني]

[شريط مسجل ]

مآذننا حرابنا وقبابنا خوذنا جوامعنا معسكراتنا ومؤمنينا جنودنا.

[تعليق صوتي]

لم يدري أردوغان أن حراب العسكر لا تقبل بحراب مآذنه وأن خوذهم قادرة على تحدي قبابه بيتان من الشعر كان كفيلان بأن تعيث حراب العسكر بمن كان على عرش اسطنبول متربعا حكم بالسجن على أردوغان غير أن خطاه نحو السجن بعيدا عن عرش اسطنبول كانت تقودها ولو بعد سنين إلى عرش رئاسة الوزراء الوداع الجماهيري الحاشد الذي سبق تنفيذ أردوغان العقوبة كان مؤشرا واضحا على أن شعبية الفتى باتت تنافس شعبية شيخه أربكان ولم يدري العسكر أن سجنه سيكون منحة لا محنة وإن أوصد باب السجن عليه فتحت من دونه أبواب.

رجب طيب أردوغان – زعيم حزب العدالة والتنمية: دخلت السجن بعد ذلك تجربة السجن كانت تجربة مهمة جعلتني أراجع مواقفي وتحركاتي مع العديد من الزملاء واتخذت حينها قرارات حاسمة.

[تعليق صوتي]

على العكس من السرعة التي اشتهر بها أربكان في تشكيل الأحزاب فإن ولادة حزب العدالة والتنمية أخذت الكثير من الوقت سبق تشكيل الحزب سيل من الاجتماعات والنقاشات كان أمام المجددين تحد كبير للخروج بصورة تجمع بين الإصلاح والتجديد دون التخلي عن هويتهم الإسلامية.

عبد الله غل – نائب زعيم حزب العدالة والتنمية: من أجل إظهار اختلافنا عن البقية وجديتنا كان علينا أن نعمل بشكل جدي وعلمي فأقمنا مركزا للبحوث السياسية والفكرية تمت فيه مناقشة جميع الأفكار دون تحفظ بحثنا كيف نشكر حركة تجديد وإصلاح واستعنا في سبيل في ذلك بأصدقاء لنا من الخارج لهم تجربة جيدة من أجل الوصول إلى تصورا واضح لحركتنا الجديدة.

بولنت إرينش – أحد نواب حزب الرفاه سابقا- رئيس البرلمان الحالي: أهم عوامل نجاح تلك المرحلة إننا لم نقصي أي فكرة من النقاش أو الحوار كان عملا جماعيا بكل ما في الكلمة من معنى نحن نؤمن بأن الديمقراطية هي أفضل وسيلة للحكم اليوم وفي برنامجنا الحزبي ذكرنا إننا سنشكل نموذجا يحتذى في المنطقة في تطبيق الديمقراطية وتوسيعها من خلال هويتنا الإسلامية دون التخلي عن هويتنا الأصلية.

المشاريع الإصلاحية والعلاقة بأميركا والعرب

[تعليق صوتي]

وضع الحزب جانبا شعارات الإسلام هو الحل وأعطى الأولوية لتخليص تركيا من مشاكلها السياسية والاقتصادية المزمنة من أجل قيام دولة قوية مستقلة في قراراها السياسي التنمية والديمقراطية كانت الأولوية للحزب الذي قرر تجنب الدخول في سباق على إثبات إسلاميته وسط مجتمعا يدين 90% منه بالإسلام.

"
لا يمكننا أن نحمل الدين مسؤولية فشلنا، الدين يجب أن يبقى فوق كل شيء، ونؤمن بأن توزيع الحريات والديمقراطية هو الذي سيضمن إزالة أية عوائق أمام حرية الدين والعبادة
"
عبد الله غل

عبد الله غل: من الخطأ القول إن كحزب إسلامي في بلد مسلم لا يمكنك احتكار الدين لنفسك وإلا فماذا ستكون الأحزاب الباقية والسياسة في نجاح وفيها فشل فلا يمكننا أن نحمل الدين مسؤولية فشلنا الدين يجب أن يبقى فوق هذه المسائل لكن هل يعني هذا تخلينا عن الدين أبدا الدين حقيقة لا يمكن إنكارها لكننا نؤمن بأن توزيع الحريات والديمقراطية هو الذي سيضمن إزالة أي عوائق أمام حرية الدين والعبادة لأن حرية الدين هي من أهم مباد حقوق الإنسان.

[تعليق صوتي]

لكن هذا العمل الجماعي ما كان لينجح لولا علاقة خاصة جمعت أهم شخصين فيه علاقة تجاوزات الصداقة والزمالة الحزبية وترفعت عن التنافس السياسي، علاقة جعلت تبادل المناصب بينهما ممكنا وسلسا فغل يسلم طواعية رئاسة الوزراء إلى أردوغان الذي بدوره يرد الجميل بعد أربع سنوات من خلال ترشيح غل لرئاسة الجمهورية.

مصطفى كارا علي أوغلو: عبد الله غل هو الرجل الثاني في الحزب لكن شخصيته وتأثيره يتجاوزان أحيانا تلك المرتبة لأنه رفيق درب أردوغان منذ البداية وشريكه في كل شيء الرجلان يدركان قيمة هذا التفاهم الذي يجمعهما والأهم أنهما يدركان فداحة المشاكل التي قد تنشأ في حال خلافهما.

[تعليق صوتي]

أمر آخر ميز عملية التحضير لتشكيل حزب العدالة والتنمية كان إعداد عشرات المشاريع الإصلاحية الجاهزة للتنفيذ فور وعدم الاكتفاء بالتنظير الفكري فقط.

حلمي غولار- وزير الطاقة: أنا أيضا من مؤسسي الحزب وقد توليت مسؤولية الأبحاث وتطوير المشاريع وأذكر أننا كنا أعددنا نحو ثلاثمائة مشروع جاهز للتنفيذ.

[تعليق صوتي]

في صيف عام 2001 وبالتحديد في الرابع عشر من أغسطس شهدت تركيا ولادة حزب العدالة والتنمية الذي ضم عدد من السياسيين اليمينيين والقوميين والليبراليين بالإضافة إلى أردوغان ورفاقه رفع الحزب شعار الإصلاح والديمقراطية وخرج بمصطلح جديد يصف به هويته بمصطلحات سياسية لا إسلامية.

رجب طيب أردوغان: نحن حزب محافظ وديمقراطي بمعنى أننا نحافظ على عادات وتقاليد وثقافة الأمة التركية ونسعى لتطبيق ديمقراطية قوية ومتطورة لا تقل عن الديمقراطيات المتطورة في العالم.

علي بولاطش – كاتب متخصص في الحركات الإسلامية: الحركات الإسلامية جميعها كانت نشيطة واستفادت من الظروف الدولية خلال فترة الحرب الباردة وفي تلك الفترة كان مسموحا لها استخدام تعابير إسلامية قوية ولكن جميع تلك الحركات بدت عاجزة عن مواكبة التحول العالمي الذي بدأ بعد انتهاء الحرب الباردة حزب العدالة والتنمية هو أول من نجح في تطوير لغة جديدة لتلك الحركات في النظام العالمي الجديد ترك الشعارات الدينية وخرج بهوية الحزب المحافظ الديمقراطي.

[تعليق صوتي]

في ذات العام انزلقت تركيا إلى أزمة اقتصادية حادة وفقد الشعب ثقته بجميع الأحزاب التقليدية التي كان فسادها أو سوء إدارتها عامل أساس في تلك الأزمة في حلكة تلك الظلمة كان الجديد الذي جاء به حزب العدالة والتنمية بمثابة مصباح يضيء لهم طريق الخروج فاق تجاوب الشارع مع داوت حزب العدالة والتنمية للإصلاح والتجديد كل التوقعات ووصل الحزب على أكتاف الناخبين وتحت حصانتهم إلى السلطة بحثت عيون العلمانيين عن الجيش حينها لكن أمام هذا الدعم الشعبي الكبير ما كان للجيش أن يخرج من ثكناته علاوة على وجود سبب آخر منع الجيش من التدخل ورد في دراسة أعدها مقربون منه إن تركيا ممثلة بالرئاسة والحكومة والجيش وقوى الاقتصاد الخاص اتفقت عام 1999 على دفع تركيا لدخول الاتحاد الأوروبي اتفاق رسم إستراتيجية تركيا للمرحلة القادمة وهو ما منح حزب العدالة والتنمية الفرصة للوصول إلى السلطة دون عائق مقابل تعهده بالحفاظ على هذا الاتفاق والسعي بكل قوته لإكمال مسيرة العضوية في الاتحاد الأوروبي جبهة الجيش التي هدأت آنذاك فتحت على أردوغان نيران جبهة أخرى من ذوي القربى إذ اتهم أربكان تلاميذه بالعمالة لأميركا وإسرائيل وخيانة القضية الاتهامات بنيت على تصريحات سابقة لخبير الحركات الإسلامية الذي سبق أن عمل في الـ (CIA) نحن نشج اندماج الحركات الإسلامية في السياسة ونعتقد أن انقسام تلك الحركات يفسح المجال أمامها للحوار والنقاش والمراجعة فتظهر أحزاب معتدلة وتقدمية في مقابل تلك الراديكالية ويمنع احتكار حزب واحد لتيار الإسلام السياسي العلاقة مع الغرب كانت أحد أهم المعايير التي ميزت المجددين الإصلاحيين عن بقية التيار الإسلامي في تركيا.

عبد الله غل: علاقاتنا مع أميركا بدأت بعد وصولنا للحكم وليس قبل ذلك أميركا هي القوة العظمى في العالم سياسيا وعسكريا واقتصاديا بالطبع ستكون لنا علاقة معها المهم هو أن تكون هذه العلاقة متوازنة وعلى أرضية سليمة.

[تعليق صوتي]

هجمات الحادي عشر من سبتمبر جاء بمثابة هدية الميلاد لحزب العدالة والتنمية إذا نقلت الحزب من المحلية إلى العالمية أصبح الحزب مسؤولا عن نفي تهمة الإرهاب عن الأحزاب الإسلامية عموما والتأكيد على أن اللقاء ممكن بين الإسلام والديمقراطية.

"
حزب العدالة والتنمية سيثبت للعالم أن الإسلام والديمقراطية يلتقيان ولا يتصارعان على عكس ما يدعي البعض
"
رجب طيب أردوغان

رجب طيب أردوغان: حزب العدالة والتنمية ليس حزبا محليا فقط لكنه مرشح أيضا ليكون نموذجا عالميا نجحنا في أخذ مكاننا في الساحات التركية والآن سنثبت للعالم أن الإسلام والديمقراطية يلتقيان ولا يتصارعان على عكس مما يدعي البعض.

[تعليق صوتي]

أخذ غل على عاتقه دعوة العالم الإسلامي تطبيق إصلاحات سياسية لتوسيع دائرة الديمقراطية والحريات ومواجهة مشاكلهم بأنفسهم لسد الطريق على التدخل الخارجي في شؤونهم.

داود أوغلو: ما نسعى إليه هو أن يخرج الشرق الأوسط من أزماته ويتحول إلى منطقة تقوم مسيرة العولمة سياسيا واقتصاديا هذا ممكن ومن أجل ذلك فأن المنطقة بحاجة إلى قيادة سياسية قوية تثق بنفسها وتطرح أفكارا إصلاحية جديدة وتستند إلى قاعدة اقتصادية سليمة.

[تعليق صوتي]

بقيت الدول العربية والإسلامية تتابع بين مؤيد ومشكك ومعارض دعوة حكومة العدالة والتنمية للإصلاح واستخدام الديمقراطية كسلاح للاستقلال بالقرار لكن تلك الدول قررت إعطاء تركيا فرصة لتفريغ شحنتها الإصلاحية داخل منظمة المؤتمر الإسلامي التي اختارت مرشح حكومة والعدالة والتنمية البروفيسور التركي أكمل الدين إحسان أغلو لأول مرة بالانتخاب أمينا عاما أعطى الأولوية لتطبيق إصلاحات جذرية داخل ثاني أوسع منظمة دولية في العالم بعد الأمم المتحدة دعوة أخرى للديمقراطية جاءت من خلف الأطلسي على ظهر الدبابات التي احتلت العراق لغرس الديمقراطية في أرض هقصرى تزامن الدعوتين الأميركية والتركية أتاح للبعض اعتبار التحركات التركية جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير الأميركي.

جنكيز شاندار – المستشار الصحفي للرئيس الراحل تورغوت أوزال: ما هو بربك مشروع الشرق الأوسط الكبير هذا الذي تتحدث عنه أميرك هل له وجود أصلا هل هو حقيقي إنه وهم وسراب كبير وبالتالي فأن لا شأن لحزب العدالة والتنمية بهذا المشروع.

مصطفى كارا علي أوغلو: لو كان حزب العدالة والتنمية صنيعة أميركية لا توارى عن الأنظار ليس لأميركا أو إسرائيل تأثير على صوت الناخب التركي الناخبون لا يصوتون في تركيا بأمر من أميركا أو إسرائيل أو فرنسا أو أوروبا.

[تعليق صوتي]

بعد انتخابات 2002 بأسبوعين فقط رفض أردوغان طلب ملحا من السفير الإسرائيلي للقاء به وعوضا عن ذلك جمع أردوغان السفراء العرب في أنقرة وكشف لهم عن نيته إعادة إحياء العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي من جديد ربطت حكومة العدالة والتنمية تطوير علاقاتها بتل أبيب بمدى التزام إسرائيل بعملية السلام في الشرق الأوسط أعيد تصميم العلاقة بين تركيا وإسرائيل من حليفين عسكريين إلى ندين متنافسين في منطقة تعيد رسم خريطة موازين القوى فيها.

أونور أويمان – نائب عن حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي المعارض: سياسات حكومة العدالة والتنمية أفقدت تركيا حيادها القديم في الشرق الأوسط فنحن منذ زمن كنا نحرص على الحياد وعدم دعم أي طرف على طرف آخر في الشرق الأوسط وكنا نرفض التفاوض مع الإرهابيين لكن حكومة العدالة والتنمية دعت حزب حماس الإرهابي لزيارة تركيا رسميا.

[تعليق صوتي]

لكن العلاقة مع واشنطن ما كانت لتنتظر فحرب احتلال العراق الأميركية كانت تدق أبواب الحكومة التركية طالبة من حزب العدالة والتنمية أن يحدد موقفه في أول وأصعب اختبارا يواجه قرر حزب العدالة والتنمية استخدام أهم سلاح بيده في وجه الضغوط الأميركية، فاوضت الحكومة التركي وماطلت في الرد على الإدارة الأميركية وقرر عبد الله غل رئيس الوزراء حينها ترك القرار بيد البرلمان رافضا إجبار نواب حزبه على التصويت لصالح قرار بعينه وجاءت النتيجة ، رفض البرلمان السماح لأميركا استخدام الأراضي التركية كانت مفاجئة مدوية فهل كان تعويم التصويت حيلة لتجاوز الضغوط الأميركية أم قرار بريئا المحصلة انفجرت أكبر أزمة سياسية في تاريخ العلاقات التركية الأميركية قبل عشر سنوات كان الاتحاد الأوروبي في أدبيات أردوغان ناديا مسيحيا معاديا للعالم الإسلامي أما اليوم فأنه يوقع داخل كنيسة في روما نيابة عن حكومته اتفاقية الدستور الأوروبي ومن ثم بدء المفاوضات على عضوية تركيا أصاب أردوغان إذ أن دخول تركيا الملعب الأوروبي ولو كلاعب احتياط حقق لأنقرة قفازات كبيرة في مجال تطوير اقتصادها وتدعميه.

علي بابا جان – وزري الاقتصاد والاتحاد الأوروبي: هدفنا دخول الاتحاد الأوروبي وقد عملنا بجد على تعزيز سيادة القانون وتوسيع الحريات والديمقراطية وقد أسس ذلك الاستقرار الكبير وتنمية لاقتصادنا وتحولت بذلك تركيا إلى دولة جاذبة للاستثمارات.

جنكيز شاندار: خلال النصف الأول من هذا العام فقط جذبت تركيا مليار دولار كاستثمارات أجنبية إلى أرضها وهذا ضعف ما كانت تحصل عليه تركيا خلال السنوات الماضية نجح حزب العدالة والتنمية في دمج الاقتصاد التركي والاقتصاديات العالمية وفتح أمامها باب التنافس مع القوة الاقتصادية الأخرى مشاهد التغيير التي طرأ على أفكار وسياسات أردوغان ورفاقه كانت تتجسد يوما بعد يوم إذ سمح أردوغان بهدم مبنى مركز لتحفيظ القرآن الذي درس فيه صبيا تنفيذا لأوامر القضاء للتخلص من المباني العشوائية غير المرخصة غير أن ثمة من يرى أن حجارة القديم المتهدم ماهية إلا لبنات لبناء جديد أعلى وأمتن فمقابل هدم مبنى متداعي كان العلمانيون لا يخفون سخطهم من دعم المدارس القرآنية وخريجها.

أونور أويمان: حزب العدالة والتنمية جاء بشعار الإصلاح والتجديد وقالوا إنهم تركوا سياسات الأحزاب الإسلامية التي جاؤوا منها وقالوا إنهم تغيروا لكن فور استلامهم السلطة ظهر من خلال سياستهم أنهم لم يتغيروا لأنهم عادوا إلى استغلال الدين في السياسة من جديد.

[تعليق صوتي]

كما أجل بل حذف من أجندة حزبه لاحقا مشكلة الحجاب طالبا الصبر إلى حين توفر توافق شعبيا على حلها لكن أردوغان ورغم ذلك وجد نفسه محاصرا باتهامات متناقضة فمن بقي اتهام أستاذه أربكان له بالخروج عن الصف الإسلامي والعمالة للغرب ومن جانب آخر ازداد اتهام العلمانيين له بالسعي سرا لبناء نظام إسلامي من خلال توزيع المتدنيين على مناصب هامة في مفاصل الدولة لهؤلاء وهؤلاء جاء جواب أردوغان في قاعة البرلمان علنا.

[شريط مسجل]

رجب طيب أردوغان: تغيرت بل تطورت لم أبق على ما كنت عليه قبل ثلاثين سنة لأن عقلي ليس متحجرا.

كروكوت أوزال – شقيق الرئيس الراحل تورغوت أوزال: أردوغان تعلم من دروسه السابقة واستطاع أن يطور نفسه أراه اليوم وقد تقدم في السن كنت أراه كابن لي لكنه كبر اليوم وأصبح أقوى مما سبق واستطاع أن يفرض نفسه وتجربته على العالم.

[تعليق صوتي]

على العكس من أردوغان بدا أن بعض الأمور لا تتغير ومنها شك العلمانيين الأتراك في كل المتدنيين وعدم قبولهم المصالحة معهم أو الوصول إلى حل وسط مرة أخرى لجأ الجيش مدعوما بقوة علمانية إلى استنهاض الاستقطاب العلماني الإسلامي بقطع الطريق على أردوغان ورفاقه الذي كانوا قاب قوسين من الوصول إلى قصر الرئاسة قناع الدفاع عن العلمانية عاد ليغطي على الوجه الحقيقي للصراع القائم.

نازلي اليجاك – نائبة عن حزب الفضيلة المنحل: الأمر يتجاوز برأيي مسالة الخلاف العلماني الإسلامي إلى مسألة صراع على السيادة في تركيا والتحكم في مقاديرها هناك طبقة نخبة تحكم تركيا بأفكارها وثقافتها الغربية وهذه الطبقة لا تريد أن تتخلى عن هذا الحكم لغيرها عبد الله وأردوغان وأناس من العامة جاؤوا من الأناضول يحملان معهما ثقافة الأناضول المحافظة الصراع الحقيقي هنا بين هاتين الطبقتين.

مصطفى كارا علي أوغلو: هذا أهم صراع تشهده تركيا حاليا ليس الخلاف على وجود أو حل حزب العدالة والتنمية الخلاف هنا طبقي وصراع بين الفئات على السلطة.

[تعليق صوتي]

انتهت أول فترة حكم لحزب العدالة والتنمية بكبوة لكن تلك الكبوة دفعت أردوغان ورفاقه للقيام من جديد لإكمال مشاور طويل ملئ بالتحديات تحديات إغراءات السلطة التي قد تدس بذور الفرقة في قلوب متآلفة قبل تحقيق الهدف المرجو بتحويل تركيا إلى نموذج سياسي في المنطقة.

مصطفى كارا علي أوغلو: النموذج الذي قدمه حزب العدالة والتنمية هو نجاحه في تجديد أفكاره وإصلاح شانه بنفسه واندماجه في النظام السياسي للوصول إلى السلطة بشكل ديمقراطي بعيدا عن العنف وشخصيا لا أعتقد أن تركيا ستتحول إلى نموذجا يحتذى في المنطقة فلكل دولة شروطها الخاصة لكن لا يجب أن ننسى أن كل تجربة ناجحة تعطي دفعة أمل لبقية الحركات والقيادات السياسية في المنطقة.

[تعليق صوتي]

استطاع حزب العدالة والتنمية أن يفسح لتركيا مكانا مهما ومؤثرا في الخريطة السياسية للمنطقة وكشف عن إمكانات لديها للتأثير كانت غائبة مستترة فتحولت من جسر جغرافي بين الشرق والغرب إلى جسر سياسي ثقافي اقتصادي لا يكتفي بالربط بينهما وإنما يعمل على التأثير فيهما معا لتقريب المسافة لكن يبدوا أن الجسور قبل أن تكون بين الإسلام والغرب يجب أن تمتد أولا بين أبناء الدين ذاته فالهوة بين أبناء تركيا أنفسهم ليست أقل من الهوة التي تفصل بين الإسلام والغرب.