في العمق

لماذا يرتبط الإرهاب بالمسلمين في الإعلام الغربي؟

تناول برنامج “في العمق” مسألة الإرهاب وارتباطه بالعرب والمسلمين في الإعلام الغربي، وما الذي يساعد على استمرار هذه الصورة؟

قال أستاذ الإعلام في جامعة "الملك سعود" إبراهيم البعيز إن "الإعلام دائما ما يقدم صورة مزيفة للواقع، والصورة التي ترسم للعرب والمسلمين في الإعلام الغربي مزيفة جدا".

وبحث برنامج "في العمق" في حلقة الاثنين (16/5/2016) مسألة الإرهاب وارتباطه بالعرب والمسلمين في الإعلام الغربي، وما الذي يساعد على استمرار هذه الصورة؟

ورأى أن ربط العرب والمسلمين بالإرهاب أمر مقصود لعدة أسباب، أبرزها أن الإعلام لا يتحدى قناعات جمهوره ولكن يعمل على تعزيزها، بالإضافة إلى أن مناقشة قضية الإرهاب بشكل مفصل ستقود إلى معرفة أسبابها وربما تبرير بعضها، وبالتالي يتم التعامل بصورة نمطية.

من جهته رأى أستاذ الإعلام في معهد الدوحة للدراسات العليا عماد العبيدي أن صورة العربي والمسلم تغيرت مع مرور الوقت، فخلال فترة الأربعينيات إلى اللسبعينيات من القرن الماضي كان إرهابيا وعنيفا، لكن الخطاب بدأ يتطور بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 حيث أصبح هناك المسلم الصالح الذي برأته أميركا من الإرهاب والمسلم الطالح المتهم بالإرهاب.

وأشار إلى أن السينما بالأخص عملت على دعم ما سمي بالحرب الأميركية على الإرهاب، وحولت الصورة النمطية عن العلاقة بين الإسلام والإرهاب إلى صورة ثابتة.

نظرة موضوعية
في المقابل نفى المحلل السياسي الأميركي المختص بشؤون الشرق الأوسط دانيال بايبس أن يكون هناك توجه موحد لدى الإعلام الغربي لربط الإسلام بالإرهاب.

وتابع أن هناك ثلاثة آراء بهذا الشأن، فوسائل الإعلام المرتبطة باليسار تقول بأنه لا توجد علاقة بين الإسلام وأعمال العنف، أما رأي اليمين فيرى أن الإسلام سبب العنف، ثم هناك رأي ثالث وسط -وهو رأيي الشخصي- يعتقد أن هناك جزءا من الإسلام مسؤولا عن العنف.

وأضاف "لو نظرنا إلى الإسلاميين لوجدنا أنهم منقسمون لعدة أقسام، فهناك جزء يستخدم العنف مثل تنظيم الدولة، وقسم آخر لا يستخدمه مثل رجب طيب أردوغان، لكن في النهاية الجميع يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية".

وفيما يتعلق بدور مؤسسات مثل "أمبس ووتش" التي أسسها وتقوم بمضايقة الباحثين والعلماء الذين ينتقدون إسرائيل ومهاجمة الإسلام، أوضح بايبس أن المؤسسة تسعى لدراسة ما يدرس في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وعرض الكتب، واصفا ذلك بأنه عمل أكاديمي بحت ولا يندرج تحت بند المراقبة، كما أن المؤسسة لا تملك أي سلطة، فهي فقط توجه انتقادات.

وسائل المواجهة
وفيما يتعلق بمواجهة هذه الظاهرة، قال إبراهيم البعيز "من المهم في البداية أن ندرك أن وسائل الإعلام تعطي معلومات معلبة وسريعة، وبالتالي يجب استبعاد سوء النية والقصد، بدليل اختلاف الوضع في الأبحاث والدراسات العلمية المعمقة".

وأشار إلى أن الإشكالية الأبرز التي تواجه العالم العربي هو "أننا نتعامل مع الغرب من حكومة لحكومة ونفتقد التواصل عبر مؤسسات المجتمع المدني أو التواصل المباشر عبر الفضاء الإلكتروني".

وحذر البعيز من محاولات الإعلام الغربي واللوبي الإيراني مؤخرا لمهاجمة قطر والسعودية وربط الإرهاب بهما أو بالوهابية، رغم أنهما من أبرز الدول المواجهة للإرهاب.

أما عماد العبيدي فاعتبر أن دعم الغرب للدكتاتوريات العربية قائم بصورة أو بأخرى على فكرة الصورة النمطية عن العرب، والتصور بأن الاستبداد سيحمي الغرب من العنف الكامن في المنطقة.

ولفت إلى أن الإعلام الغربي بدأ يدرك مؤخرا أن الجيل الجديد من جهاديي "داعش" المولودين في أوروبا، تطرفوا حتى قبل أن يصبحوا إسلاميين بسبب العزلة والتهميش.