في العمق

العراق.. المسار الصعب

تساءلت حلقة الاثنين 9/3/2015 من برنامج “في العمق” لماذا لم تعد إيران تخفي تدخلها العسكري في العراق؟ وما أثر هذا التدخل على سير المعارك العسكرية؟

سلطت حلقة الاثنين 09/03/2015 من برنامج "في العمق" الضوء على الأوضاع في العراق، وتساءلت لماذا لم تعد إيران تخفي تدخلها العسكري في هذا البلد؟ وما أثر هذا التدخل على سير المعارك العسكرية؟ وكيف تؤثر دول الإقليم الأخرى على الأوضاع في العراق؟

واستضافت الحلقة الأكاديمي والباحث فارس الخطاب، والباحث في المركز العربي للأبحاث عبد الوهاب القصاب، والباحث عبد الحميد العاني.

معركة مفصلية
وقال الخطاب في مستهل حديثه إن المعركة في تكريت غير واضحة المعالم وهي تشكل مفصلا كبيرا في سياق التمدد الإيراني بالمنطقة.

ورأى أنه إذا حدث أن انتصرت القوات الحكومية والإيرانية في معركة تكريت فإن ذلك سيمثل نصرا معنويا لإيران التي ذاقت طعم الهزيمة في الحرب العراقية الإيرانية طيلة ثماني سنوات.

وذكر أن من منح إيران فرصة ذهبية للتدخل في العراق هي الولايات المتحدة، لافتا إلى أن الإمبراطورية الإيرانية اليوم أكبر من تلك التي أسقطها العرب في الفتح الإسلامي.

وشدد الخطاب على ضرورة أن ينبذ القادة الخليجيون الصراعات الداخلية ويقدموا مشروعا لجامعة الدول العربية من أجل إنشاء قوة عسكرية لتخليص العراق من تنظيم الدولة الإسلامية والتدخل الإيراني على حد سواء.

واتهم الباحث تنظيم الدولة بأنه منح طهران فرصة ذهبية لإزالة المحافظات العراقية التي ظلت عصية على النفوذ الإيراني بشقيه المذهبي والعسكري.

وأشار إلى أن العشائر السنية توجد بين فكي كماشة، وإلى أن هناك مشروعا لتصفية هذه العشائر.

وخلص إلى أن الشعب العراقي بلا قيادة وبلا دولة، معتبرا الذات العراقية تتعرض لعملية قتل يمارسها الساسة العراقيون الذين يقودون بلدهم لمصير مجهول، وفق تعبيره.

رمزية تكريت
وبيّن الباحث في المركز العربي للأبحاث عبد الوهاب القصاب أن رمزية تكريت تكمن في أنها مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي اعتبر رمزا معاديا للتحالف الذي يحكم بغداد اليوم.

وقال إن هناك تصميما وعزما كبيرين من الجانب الإيراني لأن تتولى طهران الهيمنة على معركة تكريت قيادة وتخطيطا وتوجيهات.

وأضاف القصاب أن الإيرانيين إذا نجحوا في معركة تكريت فسيأخذون على عاتقهم تنفيذ المهام اللاحقة وفي مقدمتها استعادة الموصل.

وذكر أن إيران تلعب أوراقها في المنطقة بشكل ماهر، مشيرا إلى أنها تريد أن تثبت عبر معركة تكريت أنها الصوت الأعلى في العراق وعلى الآخرين أن يتبعوها.

وأوضح الأكاديمي والباحث عبد الحميد العاني أن القسم الأكبر من العشائر لا يقف مع أي من الطرفين، في إشارة إلى الحشد الشعبي وتنظيم الدولة.

وقال إن العشائر السنية تدفع عن نفسها القتل الذي جاءها من القوات الحكومية ومن معها من المليشيات، متهما تلك القوات بممارسة سياسة الأرض المحروقة، بحسب تعبيره.