في العمق

تحالف خفي بين واشنطن وطهران ضد تنظيم الدولة

ناقشت حلقة الاثنين (15/9/2014) من برنامج “في العمق” طبيعة التحالفات الجديدة التي تتشكل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وانعكاس ذلك على المنطقة.

أكد الباحث والمحلل السياسي العراقي لقاء مكي وجود تحالفات غير معلنة بين الولايات المتحدة وإيران لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، مدللا على ذلك بتزامن الضربات الجوية الأميركية ضد التنظيم مع مواجهات المليشيات الشيعية معه في آمرلي بمحافظة صلاح الدين.

لكن مكي لفت خلال حلقة الاثنين (15/9/2014) من برنامج "في العمق"، إلى أن إيران وسوريا قد تدعمان تنظيم الدولة بصورة غير مباشرة لإفشال أهداف التحالف الدولي الذي تشكله الولايات المتحدة لمواجهة التنظيم في العراق، موضحا أن النظام الإيراني له سابقة في دعم تنظيم القاعدة.

وأشار المحلل العراقي إلى أن النظام السوري "أهدى" تنظيم الدولة 400 صاروخ حراري مضاد للطائرات غنمها التنظيم بعد استيلائه على مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة، عقب انسحاب القوات السورية بكل أسلحتها وذخيرتها عدا الصواريخ.

وحول مشاركات الدول العربية في التحالف الدولي، أكد مكي أن ما يجري في العراق يؤثر على دول الخليج أكثر من مصر، مشددا على أن الأخيرة لن تقدم أي حماية للخليج لكونها "مشغولة بالداخل ولن تؤجر بنادقها".

لقاء مكي:
النظام المصري يرغب في استثمار الوضع الراهن في المنطقة من أجل إدخال الجماعات التي يراها إرهابية في دائرة المواجهة

دوافع مصرية
وأوضح مكي أن النظام المصري لديه مشاكل في سيناء ويصنف جماعة الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقوات ثورية في ليبيا على أنها حركات "إرهابية"، ويرغب في استثمار الوضع الراهن في المنطقة من أجل إدخال الجماعات التي يراها "إرهابية" في دائرة المواجهة، مشيرا إلى أن ذلك ظهر خلال تأكيد مصر لأميركا أن مكافحة الإرهاب لا تقتصر على مواجهة تنظيم الدولة.

وأكد أن إسرائيل وتنظيم الدولة هما المستفيدان من تشكيل التحالف الدولي، حيث إن الأولى تعتمد على الدول العربية في وقايتها من خطر تنظيم الدولة، والثاني سيستفيد من خلق حالة من التعاطف وسط الشباب المسلم "غير المتمكن دينيا" وبالتالي يزيد عدد المتطوعين في التنظيم.

وألمح مكي إلى أن الفشل في الحرب ضد تنظيم الدولة قد يساهم في تقسيم المنطقة جغرافيا، مشددا على أن "الحضور العربي إذا رجع إلى العراق فسيقل النفوذ الإيراني، وستعود العافية إلى البلاد بعد أن ظلت محصورة بين تركيا وإيران لأكثر من عقد".

وهم خليجي
من جانبه اتفق الكاتب والمحلل السياسي سامح راشد مع مكي، مؤكدا أن "فهم الخليج بأن القاهرة ستكون في خدمة جميع المصالح الخليجية وهم".

وأوضح أن تعريف السعودية -بصفتها قائدة الخليج- للإرهاب ينطلق من ناحية "عقائدية"، حيث تعتبر نفسها راعية الدول الإسلامية وأي نموذج آخر للإسلام يمثل تهديدا للدولة وليس نظام الحكم، مضيفا أن تعريف النظام المصري "سياسي يصنف أي شيء يمثل خطرا عليه إرهابا".

وأبدى راشد تأييده لحديث المحلل العراقي في إمكانية دعم إيران لتنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أنه بإمكانها تنفيذ ذات السياسة الأميركية في دعم الطرفين خلال حرب العراق وإيران.

وحول الأطراف المستفيدة من تشكيل التحالف وقدرتها على تحقيق أهدافها، قال المحلل السياسي المصري إن إيران "أكثر الأطراف تحديدا لما تريد وطريقة الوصول لما تريده. والسعودية ومصر تعلمان ماذا تريدان لكنهما لا تعلمان كيفية الوصول إلى أهدافهما. أما الولايات المتحدة فهي لا تعرف ماذا تريد".

وأكد أنه في حالة فشل الحرب ضد تنظيم الدولة "سنكون أمام تنظيم أكثر شراسة، كما جاء تنظيم الدولة أكثر شراسة من القاعدة".