في العمق

هكذا تعمل إسرائيل لتهويد القدس والأقصى

بحثت الحلقة سياسات التهويد المستمرة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بشكل مخيف، وتستهدف مدينة القدس والمسجد الأقصى، فالحفريات تتم بشكل يومي، ويتزامن هذا مع تحريف إسرائيلي للمنهج التعليمي الفلسطيني.

أكد ضيفا حلقة 25/8/2014 من برنامج "في العمق" عربية القدس، وحذرا من مخططات التهويد الإسرائيلية التي تستهدف المدينة والمسجد الأقصى، كما ناشدا العرب والمسلمين التدخل العاجل لوقف تلك المخططات.

وقال الباحث في مركز الدراسات المعاصرة في أم الفحم إبراهيم أبو جابر إن التهويد يتم بوتيرة متسارعة جدا، حيث يجري تزوير للتاريخ والآثار والمعالم في القدس، وأكد أن الحفريات التي تقوم بها إسرائيل وصلت مستوى عاليا جدا، مشيرا إلى أن مستوى الحفريات تحت المسجد الأقصى وصل لنحو تسعين مترا، إضافة إلى وجود نفقين عميقين جدا، واحد يبدأ من جنوب سلوان والثاني من شمال باب المغاربة.

وأكد أبو جابر أن هذه الحفريات تسببت في شقوق وتصدعات ببناء المسجد الأقصى، كما حذر من  السياحة الدينية التي تشرف عليها جمعيات صهيونية مدفوعة الثمن، والتي قال إنها تقتصر على السياح اليهود، إذ يسمح للمئات منهم يوميا بالدخول إلى المسجد الأقصى والتجول في باحاته بهدف التطبيع مع العرب وإيجاد مكان هناك لإقامة صلواتهم الدينية.

وبهدف تهجير سكان القدس -يضيف أبو جابر- ترفض سلطات الاحتلال منح تراخيص البناء لأهل المدينة، وكذلك تطبق عليهم قانون منع لم الشمل بين المقدسيين، إضافة إلى غرس 19 مستوطنة في القدس الكبرى لتلتف حول الأحياء العربية بهدف تغيير معالم المدينة.

من جهته، تحدث أستاذ التاريخ في جامعة عين شمس أنور زناتي عن مخاطر حقيقية تهدد القدس والمسجد الأقصى، مشددا على خطورة ما أسماه "أخطبوطا إسرائيليا" يقوم يوميا منذ عام 1967 بحفريات هدفها التأثير على المسجد الأقصى، بحجة روايات مزيفة بدليل أن عالم آثار إسرائيليا نفى وجود ما يسمى "حائط المبكى" بالأساس. 

وقال زناتي إن إسرائيل تبحث عن تدمير كل ما له صلة بالمقدسات الإسلامية، فقد حولت مدرسة بناها المسلمون عام 725هـ من أثر إسلامي قيم إلى سلة مهملات، كما هدمت 28 قرية محيطة بالقدس وبنت بأحجارها بيوتا لليهود لتزوير التاريخ الفلسطيني العربي.

وكشف أن ما بين 54 و57 ألف مبنى يعود للفلسطينيين هدمهم الاحتلال في القدس، لكنه يمنع منحهم تصاريح للبناء، واعتبر ذلك "أكبر عملية تطهير عرقي في التاريخ".

التعليم
وتحدث زناتي عن سياسة التهويد عبر التعليم، والتي قال إنها أخطر أنواع التهويد، حيث بدأت إسرائيل منذ عام 2013 في تحويل المناهج التعليمية الفلسطينية إلى مناهج تعليمية إسرائيلية بعدما كانت قبل ذلك تتدخل وتحذف كل ما يتعلق بالهوية الفلسطينية. وقال إن الهدف هو محاولة تزييف الوعي الفلسطيني وبث قيم تخدم الصهيونية.

وبحسب ضيف "في العمق"، فقد شملت سياسة التهويد حتى الأسماء، وتحدث عن خطة لتحويل كل الأسماء العربية إلى عبرية.

وأشار أبو جابر إلى أن السلطات الإسرائيلية تضغط على الفلسطينيين بمنع الميزانية عن مدارسهم.

وبشأن الموقف العربي لوقف مخاطر التهويد، طالب أستاذ التاريخ في جامعة عين شمس بوعي قومي عربي، واقترح حلولا تتمثل في ضرورة مساعدة المقدسيين للتمسك بممتلكاتهم ورسم جداول للقرى العربية، والدفع بتحرك شعبي نضالي.

أما أبو جابر، فدعا العرب إلى التدخل من أجل إنقاذ القدس، ووجه سؤاله للعرب قائلا "ماذا فعلتم من أجل القدس وفلسطين والمسجد الأقصى، ومساعدة المقدسيين كي لا يهاجروا خاصة في ظل الضائقة الاقتصادية التي يمرون بها؟"