في العمق

آثار الأزمة اليمنية الراهنة على دول الخليج

ناقشت حلقة الاثنين (20/10/2014) من برنامج “في العمق” آثار الأزمة اليمنية الراهنة على دول الخليج، وذلك بعد سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) على صنعاء.

أكد رئيس مركز الخليج للدراسات عبد العزيز بن صقر أن سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء أوجد خللا في التوازن بالمنطقة، مشيرا إلى أن الوجود الإيراني في اليمن -المرتبط بحدود لنحو ألف و500 متر مع السعودية- حول محور الهلال الشيعي (دمشق وبيروت وبغداد) إلى طوق يزعج الخليج.

وقال بن صقر في حلقة الاثنين (20/10/2014) من برنامج "في العمق"، إن المبادرة الخليجية كانت تهدف للحفاظ على اليمن، لكنه أشار إلى أن وجود طرف إقليمي قوي مثل إيران جعلها تتدخل لاستغلال الوضع اليمني المضطرب وفرض نفوذها.

وأضاف أن أمن اليمن ليس مسؤولية خليجية عربية فقط ولكنه مسؤولية دولية بحكم موقعه على ممرات مائية هامة.

من جهته قال رئيس قسم التاريخ بجامعة الكويت عبد الهادي العجمي إن إيران حققت قفزات خلال الفترة الماضية وملأت الفراغ في العالم العربي، مدللا على ذلك بما جرى في العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003.

وطالب العجمي دول الخليج بوقفة جادة بحق الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بوصفه معرقلا للعملية الانتقالية، وفق ما ذكر فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الخاصة باليمن.

وشدد على أن  تحالف صالح هو من سيطر على صنعاء بموجب اتفاق مع الحوثيين.

تهديدات
وأشار رئيس قسم التاريخ إلى أن التطورات الأخيرة في اليمن تجعل إيران قادرة على ضرب أي تجارة نفطية دون أن يلحق بها أي ضرر، موضحا أن "إيران لا تستطيع إغلاق مضيق هرمز لأنه سيجعلها في مواجهة مع المجتمع الدولي، لكن بإمكان أي مجموعة صغيرة من الحوثيين ضرب قافلة نفطية لدى عبورها مضيق باب المندب بإيعاز من إيران".

وانتقد العجمي الترحيب باتفاق السلم والشراكة الوطنية بين الرئيس اليمني والحوثيين، مشيرا إلى أنه أقر الوجود العسكري للحوثيين.

ولفت إلى أن إيران من حيث التسليح لا تقارن بالخليج وقدراته، لكنه أوضح أن طهران خلقت جذورا في كل المناطق، في حين يحتاج الخليج إلى بناء تحالفات سليمة وسريعة.

بدوره أكد بن صقر على أهمية التفاعل الخليجي السريع مع الداخل اليمني، وأشار إلى أن خروج الحوثيين من صعدة وانتشارهم في أنحاء متفرقة بالبلاد يضعفهم ويسهل ضربهم.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن اليمن لا يستطيع العيش من دون الخليج، والدول الخليجية لا يمكنها تجاهل اليمن وذلك لاعتبارات اقتصادية وجغرافية واجتماعية.