في العمق

القدس وسياسة التهويد الإسرائيلية

يستضيف البرنامج الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ليتحدث عن مستقبل القدس في ظل الثورات العربية، وعن طبيعة الاعتداءات على المسجد الأقصى والقدس.
‪علي الظفيري‬ علي الظفيري
‪علي الظفيري‬ علي الظفيري
‪رائد صلاح‬ رائد صلاح
‪رائد صلاح‬ رائد صلاح

علي الظفيري: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام أسعد الله أوقاتكم بكل خير، القدس هذه الليلة في العمق، نقاشنا الليلة مع الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، مرحباً بكم شيخ رائد سعداء بوجودك في الدوحة هنا في أستوديو في العمق. 

رائد صلاح: بارك الله فيك. 

مستقبل القدس في ظل الثورات العربية

علي الظفيري: عامان ونصف من الثورات العربية الشعب العربي ثار في أكثر من بلد مما ربما سلط الضوء على تلك المناطق زاد الاهتمام في أحوال هذه البلدان العربية وكان هذا الأمر بشكل أو بآخر على حساب القضية المركزية العربية والإسلامية قضية فلسطين بشكل عام وقضية القدس ماذا جرى للقدس في عامين ونصف؟ ماذا حدث من تحولات من تغيرات من تطورات في هذه المدينة؟ 

رائد صلاح: بسم الله الرحمن الرحيم، دعني أقول بشكل واضح أن كل ما جرى بالقدس في خلال هذين العامين والنصف كان قد جرى للقدس خلال السنوات الماضية التي عاشتها تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي بمعنى مصادرة الأراضي، هدم بيوت، مشاريع استيطان، حفر أنفاق تحت المسجد الأقصى، اعتداءات متواصلة على المسجد الأقصى كانت طوال الوقت موجودة لم تغب للحظة واحدة. 

علي الظفيري: استمرار للنهج السابق. 

رائد صلاح: تمام، ولكن استمرار للنهج السابق مع تصعيد جديد في أساليب الاعتداءات سواء على القدس أو في المسجد الأقصى المبارك، وهذا واضح جداً وأعطي أمثلة على ذلك يعني في الماضي عندما كنا مثلاً نتحدث في سنة 2007 ونقول أنقذوا المسجد الأقصى الاحتلال الإسرائيلي يحفر أنفاق تحت المسجد الأقصى كان الاحتلال ينكر ذلك الآن هو يعلن عن حفر الأنفاق في البث المباشر أفلام وثائقية تعرض في القنوات العبرية رقم 1 رقم 2 رقم 10، مثال آخر في الماضي عندما كنا نصرخ ونقول هناك اقتحامات من قبل المجتمع الإسرائيلي المحتل للمسجد الأقصى، كان الاحتلال ينكر ذلك ويقول هذه تصرفات فردية ولكن الآن أصبح بشيء معروف رسمي يقوده بعض أعضاء كنيست من المجتمع الإسرائيلي أو تغطيه بعض التصريحات من شخصيات كبيرة مثل وزراء أو نواب وزراء في الحكومات الإسرائيلية. 

علي الظفيري: لماذا برأيك شيخ رائد؟ لماذا ما الذي جعلهم أكثر وقاحة اليوم في الحديث عن كل هذه الأمور؟ 

رائد صلاح: أولاً هذا الوصف أنا أوافق عليه نعم، وأقول الآن أكثر وقاحة وأكثر جرأة لا أقول على الشعب الفلسطيني فقط أكثر جرأة على كل الأمة المسلمة وإلا أعطيني تفسير لسلوك نائب وزير الخارجية الإسرائيلي عندما أصدر فيلم خيالي بين قوسين اعتبره وثائقي كان هو بطل الفيلم يظهر بهذا الفيلم بمشهد وهو يقف بجانب قبة الصخرة المشرفة ثم مباشرة يظهر في مشهد وقد هدمت قبة الصخرة المشرفة بأسلوب خيالي في الفيلم ثم يظهر في مشهد ثالث وقد بني مكان قبة الصخرة المشرفة ما يسمونه الهيكل الذي نعتبره باطل وكاذب ومزعوم، الذي يقوم بذلك ليس مراهقا سياسيا بالمجتمع الإسرائيلي نائب وزير لوزارة الخارجية الإسرائيلية، هذا في نظري ليس تحدي لي أنا ابن القدس أو أنا ابن المجتمع الفلسطيني هذا تحدي لأمة مسلمة يصل تعدادها الآن إلى مليار و 600 مليون وأكثر، هذا تحدي لعالم عربي نعم أنا أوافق هناك مرحلة وقاحة غير مسبوقة، هذه بدأت وهذه الوقاحة تنعكس على كل الأمة المسلمة والعالم العربي وحقه في قضية القدس والمسجد الأقصى. 

علي الظفيري: إحنا شيخ رائد يعني ما نفترضه الفرضية المطروحة اليوم في العالم العربي أنه إذا تحرر الإنسان العربي إذا سقطت أنظمة الاستبداد والقمع التي كانت تستخدم القضية الفلسطينية أو التي كانت أيضاً تقف موقف قريب لإسرائيل وللولايات المتحدة الأميركية نفترض إنه مع سقوط هذه الأنظمة يفترض أن يعتدل الوضع في القضية المركزية عند الإنسان العربي والمسلم قضية فلسطين، يعني من خلال فهمك على الأقل للمجتمع والنخبة السياسية في إسرائيل لماذا يجري هذا الأمر بهذه الطريقة الآن؟ 

رائد صلاح: أنا أتوقع وعندي قناعة طبعاً من رأيي ومن متابعتي للتفكير والسلوك المجنون للاحتلال الإسرائيلي، أن الاحتلال الإسرائيلي قبل الثورات العربية كان يتعامل مع مخطط تهويد القدس وطمعه في نهاية الأمر في بناء هيكل مكان المسجد الأقصى كان يتعامل بنفس طويل، الآن بعد الثورات العربية هو أدرك أن هناك واقع جذري قد تغير، هذا الواقع الجذري الذي قد تغير قد يحدث تغير جذري في علاقة الصراع الصهيونية الفلسطينية أو الصهيونية من جهة والبعد العربي الإسلامي من جهة أخرى أخي الكريم أنا أعرف وأنت تعرف أن من ميزات الأنظمة السابقة أنها لم تكتفِ بعدم قيام بدور إيجابي لنصرة قضية القدس والمسجد الأقصى أو القضية الفلسطينية عامة بل منعت الشعوب أن تؤدي هذا الدور، أبعد من ذلك لم تكتفِ بمنع شعوب بل حاولت طوال الوقت أن تحاصر القضية الفلسطينية بحدود ضيقة جداً وكأنها قضية ذات بعد فلسطيني فقط وكأنه لا يوجد هناك حق عربي وكأنه لا يوجد هناك حق إسلامي بمعنى كأنه لا يوجد واجب إسلامي ولا يوجد واجب عربي لنصرة هذه القضية. 

علي الظفيري: أنا أستنتج شيخ رائد أنه ما يجري الآن وبوتيرة سريعة لإحداث تغييرات في الواقع واقع القدس كمدينة ومحيط المسجد الأقصى يعكس حالة خوف لدى النخبة السياسية في إسرائيل مما يجري في العالم العربي ومن مستقبل العلاقة ونظرة العرب للقدس ولفلسطين وللقضية الفلسطينية؟ 

رائد صلاح: نعم أنا أجزم بذلك، أنا أجزم أن الاحتلال الإسرائيلي بسلوكه المجنون المتهور يحاول أن يستبق الزمن بمعنى يحاول أن يحقق أهداف كان يطمع أن يحققها تدريجياً يحققها الآن قبل أن تنضج الثورات العربية في موقعها قبل أن تفرض واقع جديد قيادة جديدة إرادة إسلامية عربية جديدة كفيلة بأن تكبح جماح الاحتلال الإسرائيلي. 

أجواء زيارة أوباما المرتقبة للقدس

علي الظفيري: هناك زيارة مرتقبة في نهاية هذا الشهر للرئيس الأميركي باراك أوباما للأراضي الفلسطينية وقيل أنه قد يحدث في هذه الزيارة أيضاً زيارة للمسجد الأقصى، أنتم القوى الوطنية والإسلامية في الداخل الفلسطيني يعني أخرجتم بيان تحدثتم فيه عن رفض لهذه الزيارة واستهجانها، ما موقفكم من هذه الزيارة؟ ولماذا أنتم منزعجون منها في حال تمت يعني من قبل أوباما؟

رائد صلاح: هذا كلام سليم 100% نعم نحن منزعجون جداً ولدينا مبرراتنا القوية لهذا الانزعاج، أولاً أنا أحب أن أذكر الجميع أن أوباما استبق انتخاباته لرئاسة البيت الأبيض بأن جاء وكان إنسان عادي طبعاً جاء إلى القدس وهناك اقترب من حائط البراق الذي تم اغتصابه من قبل الاحتلال الإسرائيلي وفرض عليه اسم كاذب المبكى وهناك تظاهر بأنه يضع بطاقة أماني بداخل شقوق هذا الحائط على عادة الاحتلال الإسرائيلي وكأنه يطلب شفاعة قوى الضغط الصهيونية من أجل دعمه في انتخاباته، هذا عمل قام فيه أوباما قبل أن يصبح رئيس للولايات المتحدة، أنا أذكر بشيء ثاني مهم جداً وخطير جداً وهو أنه يجري الآن عملية تدمير معلم إسلامي تاريخي كبير جداً يعود إلى عهد الصحابة وهو مقبرة مأمن الله الذي يدعم تدمير هذه المقبرة الآن هو شركة تسمى شركة فيزنتال. 

علي الظفيري: شيخ رائد أنا سأخصص جزء من النقاش للاعتداءات لكن زيارة أوباما الآن؟ 

رائد صلاح: تمام إذا أقول كالتالي هذا الاعتداء يقع الآن اقتحامه لحائط البراق قد وقع، الآن هناك في قنصلية أميركية في القدس كل هذه النقاط تجعلنا نخاف أن دخول أوباما إلى القدس المحتلة لا يمكن إلا أن يعطي رسالة واحدة وهو إعطاء شرعية سيادة باطلة للاحتلال الإسرائيلي في القدس أو إذا أخطأ خطأ أشنع منه أوباما ودخل إلى المسجد الأقصى فهو أيضاً يعطي سيادة باطلة للاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى. 

علي الظفيري: ترفضون رفض كامل أم تقترحون شكلاً وإجراءات مختلفة لهذه الزيارة في حال طلب منكم ذلك؟ 

رائد صلاح: نحن إذا نظرنا إلى الواقع وإلى الأوراق التي تعبر عن الواقع كيف هو؟ نحن نرفض هذه الزيارة.. 

علي الظفيري: جملة وتفصيلا. 

رائد صلاح: لأن كل المعطيات تقول أن أوباما لن يدخل القدس المحتلة إلا بوجود قوات إسرائيلية محتلة ترافقه وقد تكون هناك شخصيات رسمية إسرائيلية ترافقه، كل المعطيات تقول أن أوباما لن يدخل إلى المسجد الأقصى أيضاً بوجود قوات إسرائيلية احتلالية  ترافقه حتى لو كان واحد من قوات الاحتلال الإسرائيلي لذلك في نظرنا هذه الزيارة خطيرة جداً، هذه الزيارة نحن نعتبرها إذا وقعت هي إعلان عداء على الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني، ونذكر ونقول لأوباما أين كلماتك التي حاولت فيها أن تدغدغ مشاعر المسلمين والعرب عندما ألقيت كلمتك في قصر المؤتمرات في القاهرة؟ 

علي الظفيري: إذن أنتم ترون هذه الزيارة في حال تمت هي رسالة عدائية لكم كفلسطينيين في الداخل؟ 

رائد صلاح: هل هناك أعدى من وجود إنسان يعطي شرعية للاحتلال الإسرائيلي في القدس؟ هل هناك أعدى من إنسان يحاول أن يعطي شرعية لاغتصاب حائط البراق وتحويله إلى مبكى للاحتلال الإسرائيلي؟ هل هناك عداء اشد من إعطاء سيادة باطلة للاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى؟ 

علي الظفيري: ماذا ستفعلون إذا تمت هذه الزيارة؟ كيف تخططون للرد على مثل هذا الأمر إن حدث؟ 

رائد صلاح: جميل جداً أخي الكريم أولاً دعني أقول لك نحن بدأنا سلسلة فعاليات، نحن القوى الوطنية الإسلامية في القدس على صعيد قيادات سياسية على صعيد قيادات دينية وبدأنا بعقد مؤتمرات صحفية كان لنا هناك تظاهرات عند السفارة الأميركية في تل أبيب وأسمعناهم كلمتنا بالتفصيل وبصراحة أكثر أقول هل من المنتظر أن يكون رد الفعل فقط من مجموعة محاصرين في القدس أو من مجموعة من يعانون المطاردة في الداخل الفلسطيني 48، أين الموقف الإسلامي المطلوب على صعيد رسمي؟ 

علي الظفيري: ماذا تطلبون شيخ رائد أو تتوقعون؟ 

رائد صلاح: نعم، نعم أحسنت نحن نطلب بشكل واضح وصريح رفض هذه الزيارة بناءاً على الخطر الذي طرحته الآن ليس منا فقط بل من العناوين الكبرى في الأمة المسلمة والعربية إن كان ذلك على صعيد منظمة التعاون الإسلامي أو كان على صعيد الجامعة العربية أو كان على صعيد إتحاد علماء المسلمين نحن لا ننتظر بيان فقط يقال لمرة واحدة نحن ننتظر أن يكون هناك وقفة غضب وانتصار لحقنا في القدس وحقنا في المسجد الأقصى تؤكد لأوباما وللبيت الأبيض أن زيارته تعني تعدي كل الخطوط الحمراء وتعني إعلان عداء سيمس كل مسلم كل عربي كل فلسطيني في العالم. 

علي الظفيري: وهنا ربما يتذكر أوباما أن الثورات العربية هي جزء منها سواء ضد السياسيات الأميركية والأنظمة الملحقة بها وأنها ثورات أيضاً لإعادة الاعتبار للقضية المركزية العربية قضية فلسطين، الاعتداءات على المسجد الأقصى أنت كأحد حراس المسجد الأقصى تتحدث باستمرار عن اعتداءات زادت وتيرتها بشكل ممنهج ومنظم في الفترة الأخيرة وبإعلان وبارتياح إسرائيلي وربما تعبيراً عن حالة خوف مما سيتغير في العالم العربي ما هي طبيعة هذه الاعتداءات أين بالضبط وكيف تتم شيخ رائد؟ 

رائد صلاح: أخي الكريم دعني أقول جملة مهمة لا أريد أن أضع مقدمة طويلة أريد أن أجيب مباشرة لكن لا بد من هذه الجملة، الاعتداءات هي ليست تفكير آني عند الاحتلال الإسرائيلي وليست مزاج عند نتنياهو أو عند نائب وزير الخارجية الإسرائيلي هذه جزء من المشروع الصهيوني كما أعلن عنه في نهاية القرن الثامن عشر، أنا أعلم وأنت تعلم أن قيادات المشروع الصهيوني في حينه كان ديفد بن غوريون، ديفد بن غوريون هو الذي قال في حينه لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل، إذن جزء من المشروع الصهيوني منذ ميلاده كان تحديد مخطط يصل بهم إلى بناء هيكل على حساب المسجد الأقصى المبارك، الذي يجري الآن هو عبارة عن تنفيذ خطوات نابعة من رؤية هذا المشروع الصهيوني الذي أعلن عنه في القرن الثامن عشر الآن ينفذ هذا المشروع، كل الحكومات الإسرائيلية على اختلاف مسمياتها التي حاولت أن تضحك على عقولنا بمسميات قيل عنها حكومات سلام وقيل هناك حكومات يمين قيل هناك حكومات يسار وقيل هناك حكومات متطرفين كلها بدون استثناء ساهمت إما بتهويد القدس، كلها بدون استثناء ساهمت بالاعتداء المتواصل على المسجد الأقصى المبارك، كل ما نسمع عنه بالإعلام.. 

مواقف الحكومات الإسرائيلية من القدس متشابهة

علي الظفيري: كله كلام فاضي، قضية محاولة التفرقة بين الحكومات الإسرائيلية أنا أقصد إنه هذه كذا أنه هذه ميالة للسلام هذا رئيس وزراء قد يكون منفتح غير منفتح الخ.. يعني أنت ترى كلها كانت قائمة على المشروع بوتيرة مختلفة ربما. 

رائد صلاح: سأكشف لك سر، سأكشف لك سر اسمعني جيداً، الشاهد الذي يصّادق على حديثي هو فضيلة الشيخ عكرمة صبري الذي هو الآن إمام وخطيب المسجد الأقصى وفيما مضى كان مفتي الديار الفلسطينية، هو حدثني بشكل واضح في جولة مفاوضات بين الطرف الإسرائيلي والطرف الفلسطيني كان أحد أطراف المفاوضين الإسرائيليين كان يوسي سريد، من هو يوسي سريد في القاموس الإعلامي البارق الفاقع من هو يوسي سريد؟ هو زعيم اليسار الإسرائيلي، في تلك الجولة وهذا ما سمعته بهذه أذني، سمعته مباشرة يوسي سريد يقول للطرف الفلسطيني لن يكون هناك فرصة للنجاح في مفاوضتنا حول القدس إلا إذا أعطونا قطعة من داخل المسجد الأقصى حتى يبنى عليها هيكل هذا قول يوسي سريد هذا قمة اليسار الإسرائيلي ماذا ننتظر من شارون؟ ماذا ننتظر من نتنياهو؟ 

علي الظفيري: الأمر واضح بالنسبة لكم. 

رائد صلاح: اسمح لي أقول ملاحظة ثانية ودع كل مشاهد يسمع ويعلم يقيناً باطمئنان أنا أعطيك مثال آخر المدعو أبراهام بورغ الذي هو أيضاً يعتبر من حمائم القيادات الدينية الإسرائيلية هكذا يعرف من حمائم القيادات الدينية الإسرائيلية، كان رئيس الكنيست كان رئيس الوكالة اليهودية العالمية، قبل أشهر هو صاحب التصريح ليس تحليلي أنا هو صاحب التصريح قبل أشهر يقول في مقابلة في الإعلام العبري يقول كالتالي بالضبط: ستنزل نار من السماء ستحرق المسجد الأقصى عندها ستقوم حكومة إسرائيل بتعيين وزير لبناء هيكل مكان المسجد الأقصى وسيتم ذلك في فترة حكومة نتنياهو، هذه أقوال حمامة السلام المتدين فقيس على ذلك البقية الباقية. 

طبيعة الاعتداءات على المسجد الأقصى والقدس

علي الظفيري: طيب طبيعة الاعتداءات شيخ رائد؟ ماذا يجري تحديداً الآن؟ 

رائد صلاح: أخي الكريم والله أنا لا أريد أن أتفلسف ولكن دعني أقول جملة مهمة أراها ضرورية هو مفتاح الحديث الآن، أخطر اعتداء على القدس، أخطر اعتداء على المسجد الأقصى هو استمرار وقوعهما تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي هذا أخطر اعتداء، هذا العنوان الرئيس.. 

علي الظفيري: هذا العنوان الرئيس؟ طيب المقبرة تحدثت عنها مقبرة مأمن الله؟ 

رائد صلاح: تمام كل الشر، كل الشر ينبع من هذا المصدر، الآن نعطي مثال المقبرة التي بدأنا نتحدث عنها، الحديث يطول عنها، ومأساتها كبيرة جداً ولكن اختصر وأقول كالتالي هي نموذج على سعي الاحتلال الإسرائيلي لإزالة إزالة مطلقة لشيء اسمه قدس وإعادة بناء واقع جديد اسمه يروشاليم في المصطلح العبري كأنه ما كان قدس لا أرض، لا بيوت، لا مقدسات، لا تاريخ، لا حاضر، لا شعب، لا مستقبل، النموذج على ذلك المثال البسيط هو مقبرة مأمن الله، مقبرة مأمن الله بالأرقام السريعة كانت تصل مساحتها إلى 154 دونم بمعنى 154 ألف متر مربع، هذه المقبرة بعدما وقعت مأساة فلسطين تم تقطيعها بني عليها فندق في طرف أخر بني مقهى في طرف ثالث بنيت حديقة سميت حديقة الاستقلال في طرف رابع بني مخزن لآليات بلدية القدس العبرية في طرف أخر الآن يجري تدمير مساحة واسعة من المقبرة لبناء ما يسمونه الآن متحف واسم وقح جداً يسمونه متحف التسامح على حساب تدمير مقدساتنا لم يبق من المقبرة أي شيء، دعني أقول لك.. 

الاعتداء الإسرائيلي على مقبرة مأمن المقدسة

 علي الظفيري: والمقبرة تحمل تاريخ! يعني حينما تقوم دولة ما طبيعية بتغيير مقبرة أو استخدامها لإنشاءات أخرى مثلاً قد يبدو أمراً اعتياديا لكن في هذه الحالة هو طي صفحة وكتابة صفحة جديدة؟ 

رائد صلاح: أخي علي أنا أسألك سؤال بسيط كم مرة قناتكم المحترمة الجزيرة نشرت خبر، ماذا كان رد فعل بعض رؤساء أوروبا عندما كان يقوم مجهول بوضع خرابيش على قبر يهودي؟ مجرد خرابيش، كان يتدخل رئيس الدولة الفلانية في أوروبا ويستنكر، يجري تدمير مقدساتنا، يجري تدمير هذه المقدسات التي تعود إلى عهد الصحابة رضي الله عنهم أول من دفن فيها هم جيل الصحابة رضي الله عنهم ثم امتد الدفن لذلك هي واسعة جداً 154 ألف متر مربع، والجريمة في هذا الأمر تزداد وقاحة وتزداد شراسة عندما نعلم أن الذي يدعم هذا المشروع هي شركة تسمى فيزنتال من كاليفورنيا دعمت هذا المشروع بـ 200 مليون دولار ثم ماذا؟ خذ هذه المفاجأة الذي وضع حجر الأساس لهذا المشروع الذي يسمونه متحف التسامح هو رئيس ولاية كاليفورنيا الحالي الممثل القبضاي صاحب أفلام الرعب في هوليود.. 

علي الظفيري: أرنولد شوارزنيغر. 

رائد صلاح: تماماً، هو الذي وضع حجر الأساس، فالقضية لذلك أنا دائماَ أقول يا ناس قضية تهويد القدس قضية تدمير المسجد الأقصى ما كانت فقط مخطط احتلالي إسرائيلي. 

علي الظفيري: هذه المقبرة شيخ رائد، مقبرة مأمن الله هل هناك أماكن أخرى يجري عليها عمل لتغيير طبيعتها بشكل يصب لصالح تهويد القدس بشكل عام؟ 

رائد صلاح: مع كل ألمي مع كل حسرتي القائمة طويلة، مقابر إسلامية، مساجد إسلامية، أرض وقفية إسلامية أو مسيحية كنائس عقارات مسيحية أيضاً جرى عليها اعتداءات حتى هذه اللحظات من قبل الاحتلال الإسرائيلي لو أردت أن أعطي القائمة.. 

علي الظفيري: الكل مستهدف مسلمة أو مسيحية بمعنى فلسطينية تمس الهوية الأصلية لهذه المدينة يتم الاعتداء عليها أو محاولة الاعتداء عليها، نتوقف الآن شيخ رائد مع فاصل مشاهدينا الكرام ثم نعود لنبحث أيضاً مع الشيخ رائد مع ضيف هذه الحلقة، كيف يمكن مواجهة مثل هذه الأمور وكذلك مواقف السلطة الوطنية الفلسطينية القوى السياسية الفلسطينية تجاه ما يتعرض له الأقصى والقدس فتفضلوا بالبقاء معنا. 

[فاصل إعلاني]

موقف السلطة وحماس من قضية تهويد القدس

علي الظفيري: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في العمق يبحث الليلة قضية القدس وما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات إسرائيلية مع رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح، حيّاكم الله مجدداً شيخ رائد تحدثت عن الاعتداءات تحدثت عما تتعرض له القدس بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص، الآثار الإسلامية والمسيحية الموجودة في هذه المدينة المقدسة أيضاً وأن هذا مشروع دائم لكنه ازدادت وتيرته في فترة العامين، حسب التفسير و التحليل لمخاوف مما سيتغير في العالم العربي نتذكر أن هناك شيئاً ما اسمه السلطة الوطنية الفلسطينية على ما أعتقد يفترض أن يكون لها موقف في يعني مواجهة ما يجري الآن، كيف ترى موقف السلطة؟ 

رائد صلاح: أخي علي دعني أكون صريح معك، قضية القدس.. 

علي الظفيري: المفترض أن تكون صريح شيخ رائد لأنها مسؤولية أمام مليار ونصف مسلم أمام عرب مسلمين ومسيحيين أمام الجميع؟ 

رائد صلاح: أحسنت، لا أخالفك بكلمة، لذلك كلماتي أمانة يا أخي علي قضية القدس وقضية المسجد الأقصى قضية أثقل من كل إمكانيات الشعب الفلسطيني، قضية أثقل من إمكانيات السلطة الفلسطينية لذلك في تصوري السلطة الفلسطينية الآن تعاني من قضايا في غاية الخطورة وفي غاية الغموض مفاوضات غير قائمة حتى لو قامت مفاوضات نتيجتها صفر، هناك خطر على تهويد الضفة الغربية متواصل هناك منع واضح جداً تكبيل واضح جداً لإرادة السلطة الفلسطينية حتى لا يكون لها دور في القدس بشكل مباشر. 

علي الظفيري: لكنها تشارك بذلك هي الآن بشكل أو بآخر تمنح شرعية لما يجري من الطرف الآخر أن هناك أمام العالم اليوم أمام المجتمع الدولي ولغة المجتمع الدولي أن هناك طرفان الآن إشكالية عدم تفاوض تعليق التفاوض لكن هناك دائماً طرف آخر وبالتالي العملية في ظل أو في إطار المقبول، لماذا لا يأتي هذا الطرف ويتوقف تماماً ويقول أنا لا أستطيع أن أتم هذه المهمة وهي مهمة أثقل مني بكثير، نحن نقدر الصعوبات التي تواجهها السلطة ولكن لماذا لا تعتذر عن هذا، هي فشلت في هذه المهمة ولا لا؟ 

رائد صلاح: دعني يعني أنا أقول كالتالي ما ألمسه أنا من السلطة الفلسطينية من تصريحاتها فعلاً في هناك تساؤلات بصوت عالي الآن في داخل السلطة الفلسطينية هل فعلاً هناك جدوى من استمرار المفاوضات مع الطرف الإسرائيلي؟ ما هي الإمكانيات المتاحة الآن لإيقاف تهويد الضفة الغربية؟ ما هي الإمكانيات المتاحة لإيقاف تهويد القدس وتدمير المسجد الأقصى المبارك؟ حقيقة هناك تساؤلات الآن بصوت عالي في داخل السلطة الفلسطينية لذلك أنا في تصوري المطلوب، المطلوب وأقولها بشكل عملي بالاتجاه الإيجابي المطلوب الآن من العمق الإسلامي بالذات في برنامجنا في العمق طبعاً المطلوب من العمق الإسلامي ومن العمق العربي أن يدعم مثل هذه التوجهات اللي عند السلطة الفلسطينية ليشكل الجميع خط مواجهة واحد في وجه الاحتلال الإسرائيلي. 

علي الظفيري: شيخ أنت جاملت السلطة خلينا نشوف جماعة أقرب لكم شوية جماعة غزة حركة حماس وهي حركة مقاومة ومقدر كل ما تقوم به، لكن أيضاً مشغولين بجمهورية غزة وبدولة غزة وكأنه أصبحت غزة هي حدود الدولة الفلسطينية عند حركة حماس، أيضاً أين دور هذه الحركة في قضية القدس وما تتعرض له بعيداً عن البيانات، ترى البيانات كل واحد يصدر بيان يعني؟ 

رائد صلاح: هل تنكر أنت أو أنا يا أخ علي أن من مخططات الاحتلال الخبيثة التي سار عليها ببطء كانت كالتالي: هي فرض قطيعة بين قضية القدس والمسجد الأقصى من جهة والعمق الإسلامي ثم قطيعة مع العمق العربي ثم قطيعة مع الضفة الغربية ثم قطيعة مع قطاع غزة كي تبقى القدس وحيدة، النتيجة الآن التي تسألني عنها وأنا أسألك عنها طبعاً لأن قضيتنا واحدة الآن على الرغم من دورنا الرسمي في هذا البرنامج هي قضيتنا واحدة ومشتركة للجميع أنا في تصوري نحن نحتاج إلى حل نخرج فيه من هذا المأزق، عنوان هذا الحل أنا في نظري، عنوان هذا الحل يجب أن يكون هناك خطاب واضح يؤكد للاحتلال الإسرائيلي أنّ الاحتلال الإسرائيلي عندما تجرأ على سبيل المثال يوم الأحد القريب هذا الأحد الماضي علينا قبل أيام معدودات عندما تجرأ جندي احتلال إسرائيلي وضرب المصحف الشريف بقدمه ثم داس عليه، ثاني يوم جندي آخر مد يده على حجاب مسلمة في المسجد الأقصى وانتزع حجابها، ثالث يوم المدعو فيغلين عضو الكنيست حاول أن يقتحم قبة الصخرة هذا كله في أسبوع واحد، ما المطلوب منا؟ أنا أخي الكريم المطلوب منا هناك ملاحظات على السلطة الفلسطينية هناك ملاحظات، هناك ملاحظات على الواقع الفلسطيني على قطاع غزة وحكومة غزة هناك ملاحظات، ولكن أنا في تصوري أين الخطاب الجذري المطلوب الآن؟ الخطاب الجذري المطلوب الآن خطاب إسلامي عربي جزء منه البعد الفلسطيني يقول بشكل واضح إلى الاحتلال الإسرائيلي: أيها الاحتلال الإسرائيلي أنت لا تواجه الشيخ رائد أنت لا تواجه  الشيخ عكرمه أنت لا تواجه أبو مازن لا تواجه إسماعيل هنية أنت تواجه الأمة المسلمة والعالم العربي من حق الأمة المسلمة والعالم العربي أن تتخذ كافة الخطوات المشروعة حتى تدافع عن حقها في القدس والمسجد الأقصى هذا ما هو مطلوب. 

الجهود العربية والإسلامية لنصرة القدس

علي الظفيري: على من تعول إسلاميا؟ أنت تتحدث شيخ رائد طبعاً يعني توجهك إسلامي رئيس الحركة الإسلامية هذا مقدر ومفهوم، على من تعول إسلاميا؟ إيران تبنت القضية الفلسطينية وكانت  الداعم يعني أيام التيارات الممانعة كانت إيران هي الداعم، شاهدنا إيران كيف استثمرت القضية الفلسطينية وعبثت في القضية الفلسطينية ووظفت أيضاَ الجهاز التنفيذي لها في حزب الله بحجة المقاومة والدفاع وتبني القضية الفلسطينية، شاهدناها اليوم ماذا تفعل للمسلمين وللعرب في سوريا مقابل والله أنه ترفع بعض الشعارات أو تستثمرها، إسلاميا على من تعول من هي الدولة أو من هي الدول مجموعة دول مسلمة التي يمكن أن  يكون لها موقف حقيقي ومؤثر في قضية فلسطين؟ 

رائد صلاح: أنا باطمئنان أقول أعول ولكن ليس تعويلا مستعجلا ووهميا  بل تعويلا واقعيا، أعول على مستقبل الثورات العربية التي من شأنها في قادمات الأيام أن تستقر في وضعها الداخلي، استقرارها في وضعها الداخلي سيعني لي رد الاعتبار المطلوب لقضية القدس والمسجد الأقصى وقضية فلسطين عموماً كقضية إسلامية عربية فلسطينية هذا ليس لأنني في حركة إسلامية فهمي كمسلم فهمي كعربي كفلسطيني يقول ذلك، تاريخي يقول ذلك، حضارتي تقول ذلك، فكري إن كان ديني أو قومي أو وطني يقول ذلك، من ينكر ذلك لا أحد ينكر في نظري، أنا أعول على الثورات العربية أن تعيد هذا الاعتبار لقضية القدس والمسجد الأقصى وقضية.. 

علي الظفيري: أين الرئيس مرسي والإخوان المسلمين؟ رئيس إسلامي يرأس أكبر بلد عربي وأهم بلد عربي أين موقف مثلا الرئاسة المصرية أو مصر ممّا تتعرض له القدس؟ 

رائد صلاح: أنا وأنت وكل عاقل لا يمكن أن ننتظر من الرئيس مرسي أن يحدث المعجزات خلال أشهر معدودات ويحاول أن يتدارك الزمن الذي مضى عليه قرابة القرن من التآمر على فلسطين بداية من الانتداب البريطاني وصولاً إلى المشروع الصهيوني، لا يمكن خلال أشهر أن يعالج تبعات قرن كامل أنا نعم أنا أنتظر الخير من مصر من تونس من ليبيا من اليمن أنا أنتظر الخير بعد نجاح الثورة السورية وبعد زوال هذا النظام الذي فقط شرعيته، أنا أنتظر من كل هذه الدول أن تشكل في المستقبل شخصية تكاملية ذات إرادة جماعية إسلامية عربية اللي فعلاً تجدد فينا وجود الممانعة الحقيقية أمام التغول الصهيوني وأمام تغول الاحتلال الإسرائيلي وتتبنى القضية الفلسطينية حتى تناصرها لا حتى تنتفع منها.. 

علي الظفيري: الشيخ رائد هنا قضية أيضاً مهمة ونستغل وجودك معنا، هناك من يتبرك بكم أنتم من تدافعون عن المسجد الأقصى والقدس والقضية الفلسطينية وهذا دور طبعاً تاريخي ومهم وهناك من يستثمر هذا الأمر، النظام السوري أنت تتحدث الآن انّه سقطت شرعيته بالكامل كان دائماً يتحدث عن المقاومة حزب الله على سبيل المثال وأنا أتعمد أن أتحدث عن هذا الأمر لأنه المسألة أخلاقية قبل كل شي وتأتي في سياق استغلال القضية الفلسطينية أو الشعار في الحالة العربية ، كيف ترون الحديث عن القضية الفلسطينية من قبل هذا النظام ومن يدافع عنه في لبنان مثل حزب الله وإيران التي كانت ترفع أيضاً شعار الدفاع عن القضية الفلسطينية ودون إنكار ما قامت به من إيجابيات حينما كانت الأوضاع مختلفة، لكن حينما مست مصالحها وحلفاءها ظهر الشيطان الطائفي في سوريا وفي حزب الله وفي إيران بشكل يعني يثير الاستغراب حقيقةً؟ 

رائد صلاح: يا أخي ما في أروع من قول الله سبحانه وتعالى {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}[الرعد:11] بمعنى الذي يريد أن يعطي حرية لفلسطين يجب أولا أن يعطي حرية لشعبه لأن فاقد الشيء لا يعطيه، الحرية تبدأ من الداخل ثمّ تنتقل إلى الآخر لذلك أنا قلتها لا زلت على قناعة فيها أنا شخصياً أرفض أن يكون تحرير فلسطين على حساب دم طفل سوري، الشعب السوري في نهاية الأمر هو جزء من امتدادي القومي العربي جزء من امتدادي الإسلامي العقائدي، جرحه هو جرحي، الأمة السورية هي نفس الأمة التي في غزة والخليل ورام الله وفي نابلس، الطفل اليتيم الآن في مخيمات الفلسطينيين هو نفس الطفل اليتيم في المخيمات السورية الآن لا فرق بينهما، لذلك أنا أقولها بشكل واضح وبشكل لا تردد فيه نحن بإذن الله رب العالمين مع الشعب السوري مع انتصار الشعب السوري على ظلم هذا النظام الذي انتهى دوره لأنه لمّا ينتصر الشعب السوري ويملك حريته يمكن أن ينتصر لحريتي في المستقبل بدون ذلك هي أوهام لا وجود لها في أرض الواقع. 

علي الظفيري: وإن كانت تقال بوجع، لكن هل سقطت إيران من حسبة القضية الفلسطينية أيضاً ومن حسبتكم كفلسطينيين بعدما قامت به من دعم لعمليات القتل والتشريد والتجويع والقصف على السوريين الذين تدافع أنت عنهم الآن؟ 

رائد صلاح: أنا قلتها كلمات لا أتراجع فيها ولا زلت أؤكدها وأؤكدها أمامك الآن، قلت يا أهلنا في سوريا صمودكم وصبركم سينتصر على الدعم الإيراني وعلى الدعم الروسي وعلى الدعم الصيني وعلى الصمت الأوروبي وعلى النفاق الأميركي، أنا أقولها يا أخي الكريم بشكل واضح لا تردد فيه أنا لا أقبل من إيران أن تأتي لتقول لي أريد أن أعطيك حريتك مقابل أن أنتزع الحرية من الشعب السوري لا، أنا لا أرضى ذلك، أنا أريد حرية الشعب السوري إلى جانب حريتي الذي ينتزع حرية  الشعب السوري هو يخدعني ويضحك علي ويوهمني بالخيال إذا ادعى أنه سيعطينني حرية لا أريد الحرية منه. 

علي الظفيري: ماذا تقول لحزب الله ولحسن نصر الله وهذا الحزب الذي وقفت معه الأمة وساندته ودعمته مالياً وإعلامياً ونفسياً ومعنوياً وعاطفياً في وقت كانت التحريض عليه أيضا من أطراف أخرى أطراف طبعاً تكره كل شيء، كان تحريض عليه كبير وقفت معه الأمة وساندته في حربه حروبه مع إسرائيل الآن شاهدنا موقفه كيف يعني يكون ضد الشعب السوري ويكون ويثبت أيضا أنه أداة تنفيذية بيد السياسات الإيرانية ما هي رسالتك في شيخ رائد صلاح له؟ 

رائد صلاح: أنا أقولها بشكل واضح ومباشر بلا أي لغة دبلوماسية أقول لهم أنا أنصحكم أن تعيدوا النظر في دوركم المرفوض الذي ملتم فيه إلى جرائم بشار الأسد وإلى جرائم شبيحة بشار الأسد أن تقيّموا أنفسكم من جديد قبل أن تفقد الثقة فيكم نهائياً من قبل كل حر مسلم أو عربي أو فلسطيني أقول لهم وأذكرهم بما أنهم يرفعون هذه الكلمة وهي كلمة حزب الله أذكرهم بقول الله تعالى {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ}[الرحمن:60] الشعوب العربية ومن ضمنها الشعب السوري هو الذي رفع صوركم طوال السنوات الماضية عندما كان هناك مراحل صراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ففي تصوري ولو من باب ولو من باب الحفاظ على الإحسان يجب أن لا تشاركوا في مجازر الشعب السوري التي يرتكبها بشار الأسد أن أنصحهم أن يعيدوا النظر في أنفسهم على الأقل إذا لم يستطيعوا أن يخالفوا أوامر إيران على الأقل أن يقفوا موقف متفرج لا والغ في دماء الشعب السوري. 

علي الظفيري: نعود للقضية المركزية نختم فيها شيخ رائد الآن ما هي مقترحاتكم لوقف ما يجري الآن ما هي تصوراتكم لوقف ما يجري من محاولات إسرائيلية لتغيير الأوضاع في مدينة القدس؟ 

رائد صلاح: لدينا مقترحان أو بالأحرى لدينا رؤيتين آسف كلمة مقترحان في نظري خطأ لدينا رؤيتين: الرؤيا التي يظنها الكثير الآن هي خيال أنا أظنها هي واقع بإذن الله سيتحقق ورؤية مرحلية أما الرؤية التي أعتبرها  الحل الجذري الذي سيتحقق هي كالتالي في نهاية الأمر سنبقى نرقع آلام القدس ترقيع وسنبقى نرقع مأساة المسجد الأقصى ترقيع ما دام هناك احتلال إسرائيلي،  أن نعطي الحل الجذري للقدس والمسجد الأقصى بعيداً عن سياسة الترقيع فقط في موقف واحد زوال الاحتلال الإسرائيلي كي يتم ذلك لا بد مما لابد منه بد أنا أدرك أنه لن يتم ذلك بمجرد برنامج من على شاشة الجزيرة لكن أنا من حقي أن أنصح ومن حقي أن أبدي قناعاتي وأقول آن الأوان لابد من وحدة حال وحدة كلمة وحدة صف إسلامية عربية إلى جانب البعد الفلسطيني فعلا يشكل القوة الرادعة لهذا الاحتلال الإسرائيلي هذه بإذن الله رؤيتي الأساسية، الآن الرؤية المرحلية الآنية كما يقال أنا بسميها ترقيع اللي هي باختصار بسيط نحن الآن مطالبون أن لا نقف موقف المتفرج على استمرار تهويد القدس وتطهير أهلها تطهير عرقي وأن لا نقف موقف المتفرج على استمرار حفر شبكة أنفاق تحت المسجد الأقصى اقتحامات يومية للمسجد الأقصى، أنا أطالب مرحليا بأن نقوم بمشاريع أولا من شأنها أن تدعم تثبيت أهلنا في القدس.. 

علي الظفيري: عملية تمويل دعنا نقول لدعم مشاريع ما.. 

رائد صلاح: جزء منها تمويل وليس كلها تمويل، جزء منها تمويل.. 

علي الظفيري: كل العمليات التي تتم لصالح اليهود ولصالح تهويد القدس كلها تتم بدعم رجال أعمال سواء يهود أو غير يهود أميركان ولا غربيين صح أم لا؟ 

رائد صلاح: حتى أجيبك دعني اسمح لي أعطيك بس أرقام مذهلة، ما اعرفه أنا من قراءاتي سنويا الجمعيات الأميركية تقدم فقط لتهويد القدس سنويا 980 مليون دولار. 

علي الظفيري: طيب لإبقاء القدس كما هي ماذا يأتي؟ كم المبالغ التي تصل؟ 

رائد صلاح: من أين؟ 

علي الظفيري: من كل مكان أقصد لإبقائها كما هي عربية مسلمة مسيحية؟ 

رائد صلاح: نعم، نعم. 

علي الظفيري: يعني كم يقابلها تقريبا؟ 

رائد صلاح: المطلوب أقول لك قاعدة الرقم يجب أن نتحمله بناء على هذه القاعدة، القاعدة كالتالي أنا بس أسأل سؤالا بسيطا: كيف نريد أن نتعامل مع القدس؟ هل نريد أن نتعامل مع القدس كقضية إغاثة؟ إذا كانت القضية إغاثة لا نريدها. 

علي الظفيري: قطعا لا. 

رائد صلاح: لا نريدها ولكن للأسف حتى الآن نتعامل مع القدس كقضية إغاثة، نحن نريد أن نتعامل مع القدس كقضية حق يجب ألا يضيع، حق إسلامي عربي فلسطيني يجب ألا يضيع في الأرض، في المقدسات، في البيوت، في المسجد الأقصى في الكنائس، في المساجد في كل مكان. 

علي الظفيري: من يدعمكم الآن شيخ رائد؟ دعنا نتحدث عن الحالة العربية من أكثر الداعمين لهذه الحالة الإبقاء على القدس أو التعامل مع قضية القدس كقضية رمزية قضية حق وليست قضية إغاثة، الإغاثة، الناس تعطي كل الناس؟ 

رائد صلاح: كلام سليم الذي يدعمنا أولا: على صعيد جماهير نحظى بدعم من كثير من جماهير الأمة المسلمة بدون استثناء بداية من ماليزيا حتى تركيا عالمنا العربي كذلك، نحظى بدعم من مؤسسات ناشطة بشكل خاص جزء كبير منها في قطر، في دولة قطر، وسلفا طبعا سأبقى احمل لهم الشكر، أيضا في بعض المؤسسات في تركيا، الذي اطمع به أنا يا أخي الكريم بشكل صريح أقولها: نخن لا نريد إلا شيء واحد نحن لا نريد أن يكون هناك دعم من الأنظمة نحن نريد شيء واحد أن يكون هنالك فقط مباركة سياسية، قرار سياسي يتيح دعم مشاريع تثبيت أهل القدس في القدس والوقوف في وجه اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى. 

علي الظفيري: عربيا ما ذكرت إلا قطر ترى شيخ يعني أنت انتبهت لهذا الموضوع أو لا؟ أنظمة أنا أتكلم.. 

رائد صلاح: أنا مرة أخرى أقول حتى افهم جيدا بإذن رب العالمين نحن في مشاريعنا نتلقى دعم من جماهير مسلمة عربية منها مؤسسات أما من أنظمة حقيقية نحن لا نتلقى إطلاقا من أي نظام في الدنيا لا من نظام عربي ولا من أي نظام مسلم الذي نطمع به.. 

علي الظفيري: مؤسسات خيرية؟ 

رائد صلاح: مؤسسات خيرية نعم على سبيل المثال في قطر.. 

علي الظفيري: العراق.. 

رائد صلاح: العراق على سبيل المثال هي تدعم في هذا الاتجاه المؤسسة التي استضافتنا قبل أيام أيضا هي تدعم في هذا الاتجاه.. 

علي الظفيري: مؤسسة الأصمخ. 

رائد صلاح: الأصمخ نعم. 

علي الظفيري: نحن بدعم العمل الخيري ما عندنا مشكلة نذيع أسماء يعني بدعم القدس ما فيش مشكلة حتى لو خالف السياسات. 

رائد صلاح: هنالك دور أيضا تقدمه مؤسسة الشيخ عيد، جمعية قطر الخيرية أيضا تقدمه. 

علي الظفيري: إذن كله دعم شعبي تقصد، رسميا لا يوجد أنظمة رسمية تتبنى هذه المسألة؟ 

رائد صلاح: حقيقة على الأقل في حدود علاقاتنا أقولها بشكل واضح.. 

علي الظفيري: ليش؟ يخافون مثلا ولا هنالك إشكاليات أمام هذا الأمر أو هم يوعزون للجمعيات بالدعم بعيدا، ممكن يكون شيء قانوني أو سياسي يمنع هذا ما اقصده أنا؟ 

رائد صلاح: الحقيقة أنا لا املك التفسير ولكن أنا أتحدث عن الواقع، واقع تجربتي أنا حتى الآن أنا ما لمسته وما أتمناه على الأقل إذا لم يكن هناك دعم من الأنظمة فقط أن يكون هنالك قرار سياسي يجيز للشعوب، يجيز للمؤسسات الخيرية أن تدعمنا في مسيرة الناس فيها كل خير. 

علي الظفيري: وإذا وصل هذا الدعم ماذا يمكن أن يفعل؟ السؤال: ماذا يمكن أن يفعل؟ 

رائد صلاح: الكثير أنا أعطيك عناوين: نحن الآن في أمس الحاجة لترميم بيوت في القدس القديمة وإلا هذه البيوت قد تكون في أوضاع خطيرة تضطر الأسر إلى هجرها وعند ذلك تهود القدس القديمة بالتدريج وهذه مأساة، ثانيا: نحن بحاجة إلى دعم ليس لترميم البيوت فقط لترميم الأسر نفسها لأن الاحتلال الإسرائيلي يراهن على تدمير الأسرة المقدسية.. 

علي الظفيري: لضرب اقتصادها حتى تهرب. 

رائد صلاح: ضرب اقتصادي وحتى ضرب اجتماعي، تفكيك الأسرة، نحن بحاجة إلى ترميم الأسر، على سبيل المثال نحن بحاجة إلى دعم مصاطب العلم كمشروع استراتيجي في المسجد الأقصى المبارك وشرحه يطول، نحن بحاجه إلى دعم مسيرة البيارق أيضا كمشروع استراتيجي لنصرة المسجد الأقصى المبارك، نحن بحاجة إلى مشاريع لدعم المؤسسات الناشطة حقوقيا من أجل الحفاظ على حقوق أهلنا في القدس رفع الظلم عنهم من قبل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، القائمة طويلة. 

علي الظفيري: الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني شكرا جزيلا لك، واعتذر عن ضيق الوقت.. 

رائد صلاح: جدا ضيق. 

علي الظفيري: القدس والمسجد تحتاج أكثر من ذلك، شكرا جزيلا لك. 

رائد صلاح: الله يبارك فيك. 

علي الظفيري: الشكر موصول لكم مشاهدينا الكرام كانت الحلقة مخصصة عن القدس التي بدأ الاهتمام بها يتضاءل قليلا في ظل الاهتمام المنطقي والمبرر بقضايا أو بأماكن وبقاع عربية كثيرة مشتعلة في هذه الأيام شكرا لكم وإلى اللقاء.