في العمق - مستقبل البحرين وافاق الخروج من الأزمة - صورة عامة
في العمق

البحرين.. نفق الاستقرار

تتناول الحلقة الدولة البحرينية والمحاكمات الجارية فيها، والعقبات التي تقف أمام الحوار الوطني الجاد. كما تتناول المعارضة والدعم الخارجي الذي تتلقاه.

– مضامين الوثيقة السياسية
– الدولة البحرينية والمحاكمات

– عقبات تقف أمام حوار وطني جاد

– المعارضة والدعم الخارجي

– ثورة أم انقلاب على الحكم

علي الظفيري
علي الظفيري
علي الأسود
علي الأسود
ناصر الفضالة
ناصر الفضالة
فريد غازي
فريد غازي
سامي سيادي
سامي سيادي

علي الظفيري: أيها السادة لم يعد هذا زمن الأسئلة الكبرى، يغرق الجميع في بحر التفاصيل اليومية، يحمل البحريني من كل طرف شريط فيديو ووثيقة وصورة وشعارا وأوهاما ليدين البحريني الآخر، أصبح هم الإدانة أكثر ﺇلحاحا من هم المستقبل الذي يعيش أكثر لحظاته قلقا، في تاريخ الجزيرة الهادئة على ساحل الخليج العربي، سجل يوم الرابع عشر من فبراير مطلع هذا العام لحظة افتراقية كبرى بين السلطة والمعارضة ليمتد بعد ذلك ﺇلى أطياف المجتمع المختلفة، وبدأت عملية الاصطفاف تتراكم يوما بعد يوم، يقول المحتجون لم نفعل سوى ما فعل العرب في ربيعهم المشروع وتسرد الجبهة الأخرى روايتها المناقضة لرواية المحتجين، أصبحنا أمام جمهوريين وخطابين ومشروعين ورؤيتين في بلد لا يحتمل الكثير، وقدر للدولة الصغيرة أن تكون أرض الصراعات الكبرى بين القوى المتناحرة في الإقليم، سجلت المعارضة ممثلة بجمعية الوفاق خروجها من العملية السياسية باستقالتها من البرلمان، وأخفق الحوار في جمع المتناقضات على طاولة الوحدة الوطنية، وحان للأسئلة المقلقة أن تبث شكواها حول مستقبل البلاد وآفاق الخروج من نفق الأزمة الخانقة والطاحنة، والتي ينتظر أن يصل لهيبها ﺇلى كافة دول المشرق العربي، هذا ما نبحثه الليلة في العمق مستقبل البحرين فأهلا ومرحبا بكم، أرحب بكم مجددا، أرحب بضيوفي في هذه الحلقة السيد ناصر الفضالة النائب البحريني السابق في البرلمان والعضو المؤسس في تجمع الوحدة الوطنية في البحرين هنا في الأستوديو، كذلك أرحب بالسيد علي الأسود من لندن النائب المستقيل عن جمعية الوفاق الوطنية الإسلامية، نخوض حوارنا بشكل مباشر مع السيد علي في لندن، أستاذ علي بحكم أن كثير من النقاش مرتبط اليوم بجمعية المعارضة الأساسية وكتلة المعارضة الأساسية الممثلة بالوفاق، يعنى في بداية الاحتجاجات عرض الحوار الوطني من قبل ولي العهد البحريني، رفضت الوفاق في ذلك الوقت وكان هناك أكثر من سيناريو يفسر تلك الحالة، شاركت الوفاق بعد ذلك في الحوار في الشهر السابع والثامن في هذا العام وانسحبت أيضا، طبعا تحفظت في البداية وانسحبت بعد ذلك وكانت أيضا استقالة من البرلمان قبل كل هذه الأمور، الآن أين تقف الوفاق وكيف تنظر للوضع في البحرين، ماذا تريد تحديدا؟

علي الأسود: بداية أرحب بمشاهدينا الكرام، مشاهدينا في الوطن العربي لنبين هنا حقيقة مهمة جدا، أن البحرين هي ﺇحدى الدول الموضوعة على خارطة الربيع العربي، في البحرين وبعد القمع الذي حدث في الرابع عشر من فبراير، وبعد تجاوز السلطة للعديد من الاتفاقيات الدولية فيما يتعلق بالتعامل مع المتظاهرين والمحتجين السلميين، في البحرين وبعد صم السلطة لآذانها عن القوى السياسية المعارضة خلال السنوات الماضية، كان هناك شحن طبيعي أن يكون في هذا البلد الصغير، ونتج عنه هذه الحركة المطلبية التي تشكلت في الرابع عشر من فبراير، ما تبع ذلك من استقالة لكتلة المعارضة من البرلمان نتيجة صم السلطة لأذانها عن سماع المطالب الحقيقية لأبناء الشعب، كان لزاما وكان أمرا طبيعيا أن تستقيل هذه الكتلة لتعبر وبشكل واضح عن عدم جدوى البقاء في هذا البرلمان الذي يجب أن يعبر عن الإرادة الشعبية ولكنه في حقيقة الأمر لا يعبر عنها لأن تجاوزت الدولة في التعامل مع المتظاهرين آنذاك، استقالة كتلة الوفاق النيابية من البرلمان والعمل السياسي وارتباط ذلك بالعمل السياسي هناك أكثر من فكرة لا يمكن حصر العمل السياسي من خلال البرلمان فقط، هناك العديد من المشاريع التي تقوم بها قوى المعارضة الآن، هناك أفكار متعددة من أجل الوصول إلى وثيقة سياسية هامة قد يعلن عنها في القريب ﺇن شاء الله من أجل الخروج بالبلد من حالة الاحتقان الحاصلة اليوم.

مضامين الوثيقة السياسية

علي الظفيري: أستاذ علي ما مضمون الوثيقة السياسية وتمثل من؟ فقط الوفاق يعنى؟

علي الأسود: لأ قوى المعارضة لم تعد اليوم هي ممثلة في الوفاق وﺇن كانت الوفاق جمعية سياسية تمثل 64% من خلال الانتخابات الأخيرة التي خاضتها في 2010 ولكن القوى السياسية الآن العديد من الجمعيات عبارة عن العديد من الجمعيات والشخصيات الوطنية في البحرين هي تشترك الآن وتعكف على الخروج بوثيقة سياسية هامة من أجل تجنيب البلاد لخطر المشكلة الحقيقية.

علي الظفيري: طيب أعطينا لو تكرمت أستاذ علي الملامح الرئيسية لأن هذا موضوع نقاشنا اليوم، موضوع نقاش الليلة هو كيف ممكن أن نخرج من هذه الحالة، ما هي رؤية الوفاق عبر ما ستتضمنه هذه الوثيقة للخروج من الأزمة، ملامح، عناوين رئيسية على الأقل.

علي الأسود: نعم سأتحدث عن رؤية المعارضة في هذا المكان أو في هذا المجال، رؤية المعارضة أن يتم هناك ﺇصلاح سياسي أن يتم الرجوع ﺇلى المبادئ السبعة التي أعلنها سمو ولي العهد في بداية الأزمة، المبادئ السبعة التي تتكون منها تشكيل حكومة تمثل ﺇرادة شعبية، وهنا أجيب على نقطة هامة لم تمانع المعارضة آنذاك مسألة الحوار مع سمو ولي العهد التي أطلقها في بداية الأزمة، وﺇنما كان هناك تجاوز للذين رغبوا في أن يأخذوا البلد إلى منحى تصعيدي وخطير بعد قوات..

علي الظفيري: أستاذ علي الآن نعود لنقطة الصفر إذا سمحت لي، ولي العهد البحريني طرح هذه المبادئ السبعة في بداية الاحتجاجات تقريبا في 17 فبراير، الآن الوفاق بعد كل هذه اللفة الطويلة وبعد كل الاحتقان اللي حصل وتأجيج المجتمع طائفيا لا أقصد الوفاق فقط الحالة كلها، الآن نعود لنقطة البداية، هناك حالة ارتباك في موقف الوفاق كجمعية سياسية معارضة عبر الدخول في اللحظة الأخيرة في الحوار والانسحاب منه عبر رفض هذه المبادئ والآن القبول بها عبر الانسحاب من البرلمان وكان يمكن أن يكون ربما أرضية لإصلاح سياسي لماذا؟

علي الأسود: لم يتم رفض المبادئ في 17 فبراير، تم تقديم المبادئ في 13 مارس، عفوا المبادئ السبعة تم الإعلان عنها عبر تلفزيون البحرين في الثالث عشر من مارس وتم ترحيب القوى السياسية المعارضة في اليوم التالي لها من خلال مؤتمر صحفي وللأسف في نفس اليوم يعنى أبلغت القوى السياسية بأنه لا مجال الآن للحديث عن هذه المبادئ أو الحديث عن الحوار السياسي في البحرين، بل المجال كان آنذاك للتدخل العسكر وللضرب وللقتل وهو ما حدث من خلال قتل أكثر من 40 متظاهر كان آخرهم شاب باعتراف وزارة الداخلية تم إطلاق رصاصة الشوذن في صدره وللأسف الشديد برأتهم النيابة العامة قبل يومين.

علي الظفيري: أنا أخشى شيئا أيضا في هذه الحلقة العودة الآن أي نقاش بحريني محاولة للعودة أيضا إلى الوراء ومحاولة يعنى توضيح الصور أو توضيح المواقف السابقة، هذا أمر سيأخذنا إلى منطقة بعيده عن هدفنا من هذا النقاش اليوم وإن كان فيه أهمية، في تجمع الوحدة الوطنية أصبح هناك طرف ثالث كما يقول أهل الوحدة أو أهل هذا التجمع أن هناك طرف ثالث غير السلطة السياسية وغير جمعية الوفاق المعارضة، هناك طرف ثالث له رأي وله تصور آخر ما هي تصوراتكم اليوم أستاذ ناصر حول الوضع في البحرين الخروج من هذا المأزق الحالي؟

ناصر الفضالة: أولا يعنى بالنسبة لمداخلة الأخ علي الأسود عندما يتكلم ويقول باسم الشعب أصبحت هذه العبارة حساسة جدا وينبغي أن ينتبه لها كل من يتحدث بهذا الكلام.

علي الظفيري: لماذا؟

ناصر الفضالة: لأن لا يجوز لأحد أن يختطف اسم الشعب لوحده أو لفئة معينة، الشعب فيه مكونات وليس مكونا واحدا يدعي أنه يتكلم باسم الشعب، ولا داعي لأن نضع نسب غير حقيقية لتمثيلنا في هذا المجتمع لأننا سنضيع في الأرقام وفي فلسفات هذه الأرقام.

علي الظفيري: تحدث الأستاذ علي عن 18 مقعد في البرلمان.

ناصر الفضالة: 18 مقعد في البرلمان، أنا يعني بحسبة بسيطة عندما شاركت الوفاق ارتفعت النسبة في المشاركة في الانتخابات إلى 67% من مجموع المشاركة البحرينية في هذه الانتخابات، بعد الاستقالة الجماعية أصبحت المشاركة 51% الآن، لما دخلت الوفاق كانت النسبة يعنى تتراوح بين 53 و 52 إذن النسبة الحقيقية هي 16% التي فرقت وليست 60%، ولا نريد أن ندخل كثيرا في هذه المسألة.

علي الظفيري: بياخذنا لتفاصيل كثيرة.

ناصر الفضالة: أنا أعرف.

علي الظفيري: الوفاق خارج العملية السياسية أقصد في هاي العملية خارج البرلمان، الحوار فشل في أن يعيد الأمور إلى مسارها الطبيعي، هناك رؤيا سياسية وثيقة سياسية يتحدث عنها السيد علي عن رؤية المعارضة عودة للمبادئ السبعة التي طرحت من قبل ولي العهد واختلاف التواريخ أنا أقصد إعلان الرغبة في الحوار وليس فقط إعلان المبادئ.

ناصر الفضالة: أنا أؤكد أن الجمعيات التي تسمي نفسها بالمعارضة، الجمعيات الست الوفاق وبناتها إذا جاز التعبير رفضت مبادرة ولي العهد ونحن طرف مشارك في هذا الحوار الذي حدث والمحاولات لإثنائهم عن هذا الرفض، كان هناك عرض، الجميع استغرب كيف ترفض هذه الجهات المعارضة هذا العرض من سبع نقاط عرضها ولي العهد، كان بالإمكان أن تقفز بنا قفزه نحو تطوير العملية الديمقراطية في البحرين، لم تكن هناك خطوط حمراء في مبادرة ولي العهد، الجماعة رفضوها رفضا تاما حتى الجميع استغرب، المراقبون السياسيون بدءوا يتساءلون ماذا في جعبة الوفاق حتى ترفض مثل هذه المبادرة وماذا تريد أكثر من ذلك، بدون خطوط حمراء حتى قيل أن سقف المطالب هو ما يتواصل إليه المتحاورون، رفضوا الحوار جملة وتفصيلا، لا نريد أن نزايد في هذه المسألة، الآن هناك صعوبة من الخروج من الأزمة، أنا ألمس هذا في خطاب الأخ علي الأسود وهو يتكلم، ما دام هناك من يلغي وجود نصف المجتمع، يتكلم نحن الشعب ولا ينتبه أن هناك تلاوين أخرى، نحن في بداية الأحداث في فبراير وفي مارس جلسنا مع الجمعيات اللي هي الست أو السبع وقلنا ماذا تريدون نحن رأينا رفعتم شعارا يقول الشعب يريد إصلاح النظام، نحن معكم نريد أن نكون شركاء في قضية إصلاح النظام، قالوا نحن ليس لدينا طموح في إسقاط النظام، عندما تساءلنا عن هذه اللافتة الكبيرة باقون حتى يسقط النظام، وكيف تفسرون وجودكم تحت هذه اللافتة قالوا هناك فئة معينة تصعد بهذا الاتجاه، عرضنا أنا شخصيا عرضت على الجماعة لما كانوا موجودين تعالوا نجلس سويا إذا كنا هدفنا الإصلاح من أجل أن نضع يدينا على يد من يريد أن يسقط أو يخرب هذا التوافق.

علي الظفيري: على ماذا تعترضون أستاذ ناصر من الأمور التي تطرحها اليوم جمعية الوفاق أو طرحتها على الأقل بشكل واضح لم تتحدث عن إسقاط النظام والشيخ علي سلمان تحدث أكثر من مره الأمين العام لجمعية الوفاق.

ناصر الفضالة: أنا الآن أعترض على هذه الوثيقة التي يتكلم عنها لأنها تأتي من طرف واحد، لن يوجد حل للبحرين وللخروج من هذه الأزمة ﺇلا بوثيقة توافقية بين مكونات الشعب البحريني، يجب على الوفاق أن تنزل من البرج العاجي الذي تجلس فيه ومن معها وتحضر إلى مكونات المجتمع وتتحاور معه، لنا تجربه معهم في قضية الحوار التوافقي الوطني الذي حدث، قبل أن يبدأ الحوار كانوا يشككون أن هذا ليس حوارا وسيفشل، ثم في اليوم قبل الحوار بيوم دخلوا في الحوار وشاهدنا كيف تم الحوار، أنا لا أدري الأخ علي حضر هذا الحوار أو لا، المحور السياسي الذي حضرته كان الأطروحات التي دائما كانت تطرح كلها تشكك ولا تناقش المحاور المطروحة في داخل قاعات الحوار الوطني الذي نريد أن نخرج جميعا بفكره توافقية من أجل أن نطور العملية الديمقراطية أن نؤصل الحقوق، أن نعطي صلاحيات أوسع لمجلس النواب، وكل النقاط نوقشت حتى قضية تداول السلطة انتخاب الحكومة وكل هذه التفاصيل.

علي الظفيري: تقبلون بحكومة منتخبة تمثل أغلبية برلمانية في التجمع.

ناصر الفضالة: هذه المسألة طرحت في الحوار الوطني التوافقي وعرضت عدة رؤى ليست رؤية واحدة ممكن أن تعرض وتوصل المجتمعون إلى عدة اقتراحات اتفقوا عليها أننا لا بد أن نمر بمرحلة تدرجية في هذه المسألة، نحن لدينا ارتباط إقليمي، لنا ثقافتنا لنا أسلوبنا في التعامل مع جميع التلاوين لكن عندما تأتي أنت تدخل الحوار وتقول أما أن تفعلوا ما أقول وإلا أنا سأرفض أي خيار آخر، هذه وثيقة تقودنا إلى نفس النقطة الآن.

علي الظفيري: خلينا نرجع للأستاذ علي، أستاذ علي هل نفس الوثيقة اليوم أيضا يعنى كما يلمح الأستاذ ناصر انه في محاولة فرض في محاولة أن تكون هذه المطالب فيها نوع من القسر فيها وأيضا تجاهل المكونات الأخرى، اليوم برز لدينا تجمع الوحدة الوطنية الوحدة الوطنية وهو الممثل المكون السني بكل وضوح على الأقل في البحرين، هل تم التواصل مع هذه المكونات حتى نصل إلى حالة توافقية على الأقل؟

علي الأسود: لا نرغب في تصنيف المجتمع البحريني إلى مجتمع سني ومجتمع شيعي أيا كان السبب وتحت أي ظرف وتحـت أي ضغط، الفكرة الأساسية إذا كان هناك حاجة لإظهار هذه الوثيقة وهناك حاجة للوصول إلى توافق حقيقي لماذا لا نكون في مكان واحد بحيث نعلن أننا نرغب في أن نشكل مجلس تأسيسي وأن تكون البحرين دائرة انتخابية واحدة، بحيث ينتخب فيها شعب البحرين من يجده مناسبا من أجل التوصل أو الوصول إلى صيغة سياسية توافقية حقيقية وليس كالذي جرى في الحوار وفيما سمي بحوار التوافق الوطني، نحن نطلق عليه بأنه حوار حكومي حكومي بامتياز لأنه لم يمثل الإرادة الشعبية آنذاك حيث كانت تمثل المعارضة السياسية في البحرين 45 مقعد من أصل 300 مقعد، كان العديد من الذين اشتركوا في حوار بما سمي في حوار التوافقي آنذاك ممن ليس له علاقة أصلا بالعمل السياسي.

علي الظفيري: ليش قبلتم أستاذ علي في اليوم قبل الأخير تشاركون وبعدين انسحبتوا؟

علي الأسود: الفكرة أن تشارك فيما يسمى بالحوار من أجل أن تبين حقيقة هامة بأن الدولة لا ترغب حقيقة في أن تجلس على طاولة حوار حقيقية، كان هناك اعتراض على process على عملية الحوار نفسها إلى أين ستؤول هذه الأفكار هل ستؤول إلى جهة ما كي تنفذها أو تطبقها، هل ستؤول إلى المجلس النيابي الذي هو محل اختلاف الآن حيث مثل هذا المجلس حقيقة يعنى في هذا اليوم هناك 60 ألف صوت يمثلهم 40 نائب بينما مثلت المعارضة في مجلس 2006 و 2010 تقريبا في حدود 82 لـ 83 ألف صوت في ذلك الوقت، لماذا لا نذهب إلى صناديق الاقتراع لماذا لا نتوافق على تشكيل مجلس تأسيسي من أجل عدم إلغاء الآخر من أجل وجود الجميع تحت هذا المسمى الوحدة الوطنية الحقيقية في البحرين من أجل إصلاح سياسي حقيقي جدي من أجل الوصول إلى الديمقراطية والابتعاد عن الديكتاتورية والابتعاد عن فكرة الأحادية في السلطة والابتعاد عن فرض القرارات.

علي الظفيري: وضحت الفكرة أستاذ علي وآخذ رأي أيضا السيد ناصر فيها بعد قليل، قضية المجلس التأسيسي دائرة انتخابية واحدة هذا مطلب يعنى لا يختلف عليه فنريد أن تستطلع رأي اليوم التجمع سيد ناصر الفضالة ولكن قبل ذلك معي عبر الهاتف من البحرين المحامي فريد غازي النائب السابق في البرلمان ومرحبا بك أستاذ فريد، هناك قضية رئيسية اليوم تشكل يعنى أو تمثل سببا رئيسيا في حالة الاحتقان وهي قضية المحاكمات، محاكمات للطاقم الطبي ومحاكمات أفراد آخرين شاركوا في عملية الاحتجاج محاكمات عسكرية تم إدانتها من قبل مؤسسات ومنظمات دولية ومن قبل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ومنظمة العفو ومؤسسات حقوق الإنسان، كيف تنظرون أستاذ فريد لملف المحاكمات اليوم كواحد من العقبات التي تقف أمام التوافق، الوحدة الوطنية العودة إلى قبل كل هذا الإشكال الحاصل اليوم في البحرين؟

فريد غازي: مساء الخير لك وللأخوة المشاهدين ولمن معك في البرنامج.

علي الظفيري: مساء النور.

فريد غازي: حقيقة المحاكمات هي محاكمات تم تشكيلها وفق قانون خاص وتشكيل خاص يمثل فيه الجانب المدني من قضاة من القضاء المدني حوالي قاضيين وتستند إلى قانون العقوبات وقانون الإجراءات العادي المتبع في القضايا الجنائية العادية، هذه المحاكمات تم توفير كافة الضمانات للمتهمين من محامين من مراقبة محلية ودولية.

علي الظفيري: بوجود قاضي عسكري أستاذ فريد.

فريد غازي: نعم بوجود قاضي عسكري وبتشكيل خاص ولكن لا يمكن أن نطلق عليها محكمة عسكرية ويوجد معه قاضيين مدنيين وأيضا تطبق القوانين الاعتيادية في مملكة البحرين، عندما نطلق عليها محكمة عسكرية هذا الوصف ليس دقيق أنها محكمة خاصة والشيء الآخر بعد توفير كافة الضمانات هنالك ادعاءات بارتكاب جرائم معينة تم محاكمة بغض النظر متهمين تم تقديمهم للقضاء والقضاء اتخذ يعنى الأحكام كما يرتأيها.

علي الظفيري: طيب ﺇذا كان هكذا الوضع أستاذ فريد، سامحني على المداخلة، ﺇذا كان هذا الوضع سليم قانونيا ليش البحرين اليوم تطرح أو تقول في 5 أكتوبر أنها ستعيد محاكمة هؤلاء الأشخاص بعد الضغط الدولي اللي أشار وانتقد السلامة القانونية لهذه المحاكمات، محسن العلوي محامي الدفاع يقول أن الجلسة ما استمرت 10 دقائق لإصدار الأحكام؟

فريد غازي: إذا تسمح لي أن توصيف المحاكمة بأنها إعادة محاكمة هذا توصيف خاطئ، هي ليست إعادة محاكمة هذه محاكم استئنافية نظم اللجوء لها المرسوم لقانون 28 لعام 2011 وهو أن تحال القضايا المحكوم بها من محاكم السلامة الوطنية إلى المحاكم الاعتيادية الجنائية تجاوزا المدنية هي محاكم جنائية في الأصل مدنية فبالتالي إعادة المحاكمة من يشتغل في القانون يفهم بأن الدعوة الاستئنافية أو الطعن بالاستئناف يعيد المحاكمة ابتداء وينظر فيها على أساس ما يقدم لها من أدلة ودفوع جديدة أمام محكمة الاستئناف، بل أن قانون الإجراءات الجنائية ذهب إلى أبعد من ذلك عندما تطعن للنيابة العامة في الأحكام وأجاز لها بموجب نص المادة 302 للمحكمة أن تلغي أو تعدل سواء ضد المتهم أو لمصلحته، بمعنى أن الأحكام التي تستأنف التي ويوافق عليها بالاستئناف من المتهم لا يجوز لها إلا أن تكون لمصلحته ولا يجوز لها أن تكون ضده بينما النيابة العامة للمحكمة أن يكون الحكم ضد المتهم ولمصلحته فهي محاكم استئنافية ومفهوم أنها محاكم أعيد محاكمة المتهمين هذا توصيف غير دقيق وفهم.

علي الظفيري: أنت ترى أنه استمرار بمعنى هو عملية الاستئناف كما تجري في المحاكم تسلسل المحاكم الاعتيادية بمعنى المحكمة الأولى الاستئنافية إلى آخره.

فريد غازي: نعم هذا بالضبط ما حدث.

علي الظفيري: شاكر لك أستاذ فريد غازي المحامي البحريني والنائب السابق في البرلمان، أيضا نتحول ﺇلى وجهة نظر قانونية لأن هذه القضية تشكل اليوم واحدة من العقبات الرئيسية، معنا السيد سامي سيادي العضو القيادي في جمعية وعد الديمقراطية الجمعية المعارضة نأخذ رأيه القانوني، مرحبا بك أستاذ سامي ﺇذا كنت قد استمعت لرأي السيد فريد أنه لا يوجد خلل في هذا الأمر وأنه استمرار بمعنى أنه تحويلها من بند السلامة الوطنية ﺇلى المحاكم الأخرى من قبيل الاستئناف والاستمرار في المحاكمة، هل هذا الوضع سليم قانونيا؟

سامي سيادي: مرحبا أستاذ أهلا بضيوفك الكرام، في الواقع يعنى لازم نرجع لنشأة المحاكم أساسا نشأة المحاكم نشأت بموجب مرسوم ملكي وهو مرسوم إعلان السلامة الوطنية وبالتالي هناك لا محالة مخالفة دستورية للمادة 105 فقرة ب وهي أن تنشأ المحاكم يعنى أولا بقانون وأيضا أنه المحاكم العسكرية ذات اختصاص خاص يحاكم أمامها العسكريين وليس المدنيين وﺇنما ممكن للمدنيين أن يحاكموا في حالة إعلان الأحكام العرفية فقط وليس السلامة الوطنية، السلامة الوطنية أعطاها الدستور ضمن المذكرة تذكيرية توصيف معين بأن لا يعنى جميع القوانين المرعية تكون وأيضا، جميع حقوق المواطنين تكون مرعية في حالة السلامة الوطنية ويعتبر الدستور هو حالة يعنى أقل درجة من الأحكام العرفية، وبالتالي نشأة هذه المحاكم تصطدم بعدم الدستورية وهذا أساس ﺇحنا أمام.

علي الظفيري: يعنى أستاذ سامي هي من الأساس غير دستورية أو تخالف نصوص الدستور؟

سامي سيادي: نعم، وأمام المحاكم السلامة الوطنية تقدمنا بهذه الدفوع سواء الخاصة بعدم دستورية هذه المحاكم على اعتبار الإنسان أمام..

علي الظفيري: الآن تصريح الحكومة البحرينية بإعادة محاكمة 20 على الأقل من العاملين الطبيين أمام محكمة مدنية، هل هذه ترى فيها محاولة رسمية لإعادة تصحيح مسار المحاكمات؟

سامي سيادي: هو في الواقع في القانون البحريني لا يوجد مفهوم بإعادة المحاكمات إحنا بالقانون عندنا محاكم يعني داخل السلم التدريجي وبالتالي هناك محاكم على مراحل محكمة الجزاء الأولى والاستئناف ومحكمة التمييز وبالتالي مسألة إعادة المحاكمات كما هو يعني تصريح النائب العام لا يتفق مع هذه المادة وهو التدرج القضائي في البلد.

علي الظفيري: أشكرك سامي السيادي العضو القيادي في جمعية وعد الديمقراطية طبعاً المحامي قبل ذلك وقد أخذنا وجهات نظر قانونية، أستاذ ناصر فضالة الوضع هذا كله وضع سياسي يعني بمعنى الحديث حتى من جوانب قانونية لا يكون دقيق 100% لأن الوضع سياسي ومعالجته تتم سياسياً، هل تبدو اليوم السلطة في البحرين راغبة في تجاوز حالة الاحتقان عبر حل هذه الإشكالية، محاكمة أطباء طاقم طبي فصل تعسفي لكثير لآلاف من الموظفين يعني تقريباً 2000 وشوي من الموظفين و المهنيين في كافة القطاعات لأنهم شاركوا باحتجاجات يرون بأنها احتجاجات سلمية ومشروعة أيضاً لتلبية مطالبهم.

ناصر الفضالة: أولاً أخي الكريم أنا لست متحدثاً باسم السلطة أنا أحد مكونات هذا الشعب ونريد أن نتكلم بصدق في هذه المسألة ودون استعلاء كما يفعل الآخرون، مثلاً الدكتاتورية التي تكلم عنها الأخ علي هو يمارسها في الواقع لأنه يريد أن يلغي الآخرين ويريد أن يفرض وجهة نظر واحدة مثل في الانتخابات، هو يقول يجب أن تتحول البحرين إلى دائرة واحدة هناك أكثر من 212 صيغة لقضية الدوائر الانتخابية.

علي الظفيري: خلينا قبل الدوائر المحاكمات.

ناصر الفضالة: إيه نرجع للانتخابات.

علي الظفيري: إيش رأيكم في تجمع تقييمكم لهذا الوضع.

ناصر الفضالة: نرجع لقضية المحاكمات، المحاكمات أولاً في قضاء موجود ومازالت القضايا معروضة على القضاء أظن من السابق لأوانه أن نستبق القضاء نحن ونبتدي نريد أن نلغي الأحكام ونفرض رؤيتنا حول هذه الأحكام أنه يجب إطلاق، حتى إطلاق كلمة الفصل التعسفي هناك لجنة دولية الآن اللي هي لجنة بسيوني هذه اللجنة تنظر في كل هذه المطالب، قضية الفصل، قضية الاتهامات، قضية الدلائل التي جمعت على الناس هي ستخرج في الأخير هل هو فصل تعسفي هل هذا نوع من الإجرام هل هناك منهجية في كذا، في كذا، كل هذه الأمور لا يجب أن نستعجل، التدخل في القضاء.

الدولة البحرينية والمحاكمات

علي الظفيري: أستاذ ناصر، اسمح لي الشيخ عبد اللطيف محمود يقول لا نقبل التساهل من قبل الدولة اليوم في محاكمة المخطئين وكأن التجمع اليوم أصبح أداة ضغط يدفع باتجاه التشدد في مواجهة المحتجين أو المعارضين.

ناصر الفضالة: هو في الواقع ليس تشددا، نحن بصراحة أقولك الشعب البحريني لن أقولك كل الشعب، هناك فئة كبيرة حتى لا أصبح كالآخرين و أتكلم باسم الشعب يرون أن هناك تراخ في تطبيق الأحكام.

علي الظفيري: من قبل من؟

ناصر الفضالة: من قبل الدولة.

علي الظفيري: باتجاه..

ناصر الفضالة: ولذلك نحن نقول إحنا إذا أردنا أن نؤصل دولة المؤسسات ودولة القانون يجب أن يطبق القانون في مثل هذه الجنايات التي تثبت بالأدلة وبالقضاء، الشيخ عبد اللطيف عندما يتكلم لم يقل يجب أن نتجاوز القضاء غيره من المشايخ الذين يقفون على المنابر يقولون يجب إطلاق الأسرى و السجناء كأننا في حالة حرب مع دولة أخرى أجنبية ،هناك من يقول هذه محاكمات غير عادلة، هي لم تصدر أحكامها حتى الآن.

علي الظفيري: منظمة العفو الدولية تصف المحاكمات بأنها صورية وصورة زائفة من العدالة، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان يتحدث أنه هذه الأحكام قاسية على مدنيين في محكمة عسكرية مع وجود، يعني كل المنظمات الدولية الأميركان صرحوا، المتحدث باسم البيت الأبيض، الكل تحدث عن إشكالات حقيقية.

ناصر الفضالة: كل ما يتحدثون عن هذه الإشكالات هم يمارسونها، يعني أنظر كيفية تعامل الأميركان مع الوول ستريت والمتظاهرين بتهمة سد الطريق ماذا يفعلون بهم وشاهدتم الصور وتعرفون ماذا يحدث، هذا نوع من الضغوط التي تمارس نتيجة عدم وضوح رؤية، أنا بصراحة أقول هناك نفاق دولي يحدث وهناك محاولة استخدام فكرة الربيع العربي لتنفيذ أجندات معينة تراد أن تمرر، لذلك أنا أنبه جميع المكونات الشعب البحريني أن لا ينساقوا خلف ما يراد لهذه المسألة، أحد الكتاب الأجانب قال أن البحرين ليست جزءاً من لعبة الدومينو وإنما هناك مؤامرة تريد أن تحركها من الخارج لأجل أجندات دولية وأجندات خارجية، نريد أن ننتبه ،هناك من يريد أن يتجاوز القانون وهناك من يقول لابد من تطبيق القانون بحزم حتى نحفظ هيبة الدولة، الدولة الآن هيبتها مهزوزة عند المتضرر وعند من يرتكب الفعل، عندما يطلق من السجن أشخاص كانوا عليهم جنايات وعليهم أحكام بعافوا هكذا بدون محاكمات ورأساً يتوجهون إلى ميادين ممارسة العنف وتجاوز القانون هذا يعتبر إسقاط لهيبة الدولة، يجب أن نؤصل القانون وهذا ما نطالب به، نحن لا نطلب التعسف في الحكم ولا نطالب الانتقام من أحد بالقانون لكن نطالب أن تكون هيبة الدولة في تطبيق القانون وعدم التراخي لأن هذا سيقودنا إلى الهاوية وإلى نفق لا نستطيع أن نخرج منه.

علي الظفيري: تعتقد أن الدولة متراخية في تطبيق القانون مع المعارضة.

ناصر الفضالة: في تراخي، في قضية تطبيق القانون، وأنا أعتقد أن هذا التراخي قد يكون بسبب الضغوط الدولية الشديدة التي تمارس من قبل أجندات دولية وأجندات إقليمية.

علي الظفيري: الآن مضطر أتوقف أكيد الأستاذ علي عنده تعليقات كثيرة على ما ورد في قضية المحاكمات وقضية الفصل وقضية هذه العقبة اليوم التي تقف أمام، ربما عودة الأمور على الأقل إلى الحوار والنقاش و البدء بالبحث عن مخارج، لكن مضطرين نتوقف مع فاصل، فاصل قصير مشاهدينا الكرام تفضلوا بالبقاء معنا.

[فاصل إعلاني]

عقبات تقف أمام حوار وطني جاد

علي الظفيري: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام في العمق يبحث الليلة مستقبل البحرين في ظل الاحتقان والأزمة القائمة في البلد منذ طبعا فبراير واحتجاجات الرابع عشر من فبراير مع السيد ناصر فضالة هنا في الأستوديو والسيد علي الأسود من جمعية الوفاق للمعارضة من لندن، أستاذ علي استمعت لحديث الإخوة عن قضية المحاكمات وهي قضية اليوم تشغل الرأي العام البحريني كيف تنظرون أنتم اليوم في جمعية الوفاق لتعامل الحكومة مع هذه الملفات كعقبة تقف اليوم أمام العودة لحوار وطني جدي أمام ربما فرصة لنقاش آخر يعيد الأمور إلى مجاريها؟

علي الأسود: الحكومة في البداية عاجزة عن الحديث عن هذه الملفات والتوصل إلى رؤية سياسية أو حلول سياسية ممكن أن تخرج البلد من هذه الأزمة لذلك تريد الأغلبية السياسية في البحرين أن تكون هناك حكومة منتخبة تمثل الإرادة الشعبية الحقيقية وأن تكون حكومة ديمقراطية من أجل محاسبتها كما يتفضل ضيفكم الكريم الذي وصف حديثنا بأنه ديكتاتوري وهذا استخفاف، أعتقد بأنه استخفاف بعقلية وذهنية المشاهد العربي الذي يعرف حقيقة ما تقوم به سلطة البحرين اليوم من قمع متواصل ومن قتل وإذا كان هناك من يستخف بالقانون فإنها السلطة في البحرين وأنها الدولة التي قتلت أبناءها وقتلت شبابها من أجل استرضاء أو بقائها في هذا المكان، هناك من يرغب في أن يطبق القانون إن كان هناك من يرغب في تطبيق القانون فإنها قوى المعارضة التي طرحت هذه الفكرة بأن يكون هناك قضاء عادل ونزيه كما تفضل الأخ أو الأستاذ سامي السيادي وطرح بأن أصل المحاكم هي محاكم غير دستورية لأنها لم تنشأ في أيام أو في فترة الطوارئ في البحرين كما سميت ولذلك استدركت أعتقد حكومة البحرين بعد قيام المجتمع الدولي بضغط كبير من عدة جهات وكان هناك حديث واضح وصريح من السيدة نافي بيلاي وكان هناك حديث آخر من أمنستي، العديد من المنظمة الدولية التي وصفت هذه المحاكمات محاكمة الأطباء بأنها استخفاف بالقضاء من يصدق أن يحتل أو يحول عشرين طبيب ممن يشهد لهم بالنزاهة في عملهم خلال سنوات مضت في البحرين بأن يكونوا أو يحاولوا احتلال مستشفى ولماذا يحتلون المستشفى ما الذي يحتوي عليه هذا المستشفى غير الجرحى وغير القتلى الذين وغير الوثائق التي تثبت عملية أو تورط السلطة في قتل المتظاهرين والمحتجين، هناك العديد من الملفات الشائكة في البحرين على السلطة أن تجلس مع المعارضة كما تفضل وكما تحدث الرئيس الأميركي أوباما في افتتاح الدورة السادسة والستين في الأمم المتحدة حين قال على السلطة أن تذهب لتحاور المعارضة من أجل الخروج من هذا المأزق، المأزق في البحرين لن يتم الخروج منه عبر استخدام الأجهزة الأمنية وعبر محاصرة القرى ليليا، هناك الآلاف من الذين من أبناء القرى محاصرون في كل مناطق البحرين.

علي الظفيري: أستاذ علي لو سمحت لي، الآن أريد أن أسألك أيضا أستاذ علي في نقطة مهمة جدا كيف تنظرون إلى التجمع اليوم أصبح لدينا ثلاثة أطراف يعني، يقول تجمع الوحدة الوطنية وهم اليوم مكون رئيسي في أي نقاش على الأقل قائم في البلد أن الوفاق تتعامل بغرور بتعالي وتنظر بأنها الممثل الوحيد ربما الرئيسي على الأقل للتيار الشعبي الناقم، بينما يرى أهل التجمع أن لديهم أيضا قضايا ومشاكل حقيقية وأن الوفاق لا تسعى لتوافق مع هذه المكونات حتى تتقدم فرصة الحوار الوطني للأمام، كيف تنظرون إلى موقف التجمع اليوم من القضايا الرئيسية التي تطرحونها حكومة منتخبة دائرة مثلا كما ذكرت بقية المبادئ الرئيسية التي تسعون لتطبيقها؟

علي الأسود: التجمع حينما طرح بأن له مطالب وهذه المطالب حقيقية لأن معاناة شعب البحرين في الفترة السابقة لا تتعلق فقط بطائفة أو مجموعة أو كتلة واحدة هناك معاناة حقيقية في البحرين يعرف النائب السابق ضيفكم الكريم أنه تم إغلاق مكتب المقاطعة للبضائع الإسرائيلية في البحرين ماذا عمل من أجل هذا الملف، ماذا عمل من أجل استرجاع سرقة الأراضي في الدولة باعتراف الحكومة في البحرين أن هناك العديد من الأراضي تم سرقتها وتم تجاوز هذا الملف.

علي الظفيري: بس أنت أستاذ علي، سلوك المعارضة حول تجمع الوحدة الوطنية إلى بلاطجة وإلى أتباع للنظام رغم هم يعني نعرف هم عندهم نقد حاد أيضا للسلطة في قضايا كثيرة يختلفون أحيانا في التوقيت، في التوقيت مثلا؟

علي الأسود: لم تتحدث المعارضة البحرينية عن تجمع الوحدة الوطنية بهذا الشكل كما تفضلت هناك العديد من الذين تعرضوا للقمع خلال الفترة الماضية حتى هذا الجمهور الذي تعرض لأشد أنواع المضايقات والضرب والتعذيب وصور كثيرة جدا وكنت أتمنى لو أنكم عرضتم بعض المقاطع أو بعض الصور التي تثبت ما يقوم به حقيقة قوات الأمن يوميا في المناطق المختلفة والتي كان آخرها مساء هذا اليوم حينما تم محاصرة مسجد في قرية أبو صيبة بعد الانتهاء من مراسم الدفن أو من مراسم..

علي الظفيري: خلينا في نقاشنا أستاذ علي.

علي الأسود: الأخيرة التي اعترفت وزارة الداخلية بأنه تم قتله، نعم..

علي الظفيري: في الفكرة كيف تنظرون اليوم لموقف التجمع وإمكانية توافق أرضية مشتركة بينكم وبين مكون رئيسي يعني يخفف من الاحتقان ويطرح مبادئ مشتركة وتوافق شعبي وطني.

علي الأسود: نعتقد بإمكانية التوافق في حال جلسنا حقيقة على طاولة حوار حقيقية وليس كالذي حدث في السابق، هناك حوار شكلي لم ينتج ولم يثمر إلا مفاهيم اعتدنا على سمعها بأننا نعيش أيام الوحدة الوطنية ونعيش أيام التي يكون فيها الأمن في البحرين مستتب وأن لا توجد مشاكل وأنه تم حل المشاكل من خلال هذا الحوار الوطني وتم طرح العديد من الملفات، المشكلة الرئيسية في البحرين الديمقراطية، هناك مفهوم حقيقي يجب أن تلفت السلطة إليه ويجب أن يلتفت الآخرون إليه وبوصولنا وحين نصل إلى مفهوم الديمقراطية سوف يرتاح الجميع في هذا البلد سوف يكون هناك تعددية سوف يكون هناك تداول سلمي للسلطة بأن لا نمد يدنا كقوى معارضة.

علي الظفيري: أستاذ علي، هذا كلام من حيث الشكل يبدو سليما ومثاليا لكن حينما تدخل النقاشات الخلفية وكلنا يعرف أين تتم هذه النقاشات الشعبية والجماهيرية، هناك تشكيك، أسأل الأستاذ ناصر الفضالة الآن أنتم دائما تطرحون التشكيك ما تطرحه الوفاق اليوم من حيث الشكل سليم لكنكم دائما تتحدثون على ما ورائيات عن افتراضيات عن رغبة بالسيطرة عن حتى دعم خارجي واعتماد على أطراف خارجية وهناك إشارة واضحة لإيران بينما هناك أيضا استناد على دول الخليج وعلى السعودية بشكل رئيسي من قبل أطراف أخرى من التجمع وغير التجمع؟

ناصر الفضالة: في الواقع يعني أنا أستغرب من الكلمات التي ذكرها الأخ علي الأسود عندما نفى ما قالته قياداته في قضية التجمع، قيادات التجمع وليس مجرد أشخاص قالوا هؤلاء البلطجية هؤلاء المنتفعين هؤلاء المجنسين، قيادات في الوفاق نفسها، خليل مرزوق علي سلمان وغيرهم من الشخصيات قالت هذا الكلام وهم لا زال حتى في خطابه تشعر نوعا من الاستعلاء يقول عندما نقرر الديمقراطية سيتاح لهم الفرصة ليجلسوا ويتحاوروا معنا أن أقول لن نستطيع أن نخرج من هذه الأزمة ما دامت هذه التي تسمى نفسها في المعارضة وأنا اعتبرهم صراحة عندما أذهلوا العالم كما قالوا بالسلمية هم لا يمارسون من السلمية إلا اسمها في الواقع يعني يوميا مثلما هو يذكر هذه المساجد أنا أيضا أذكر له السلمية التي يمارسونها، السلمية التي مورست في السلمانية والتي ينكرها هو اليوم، عندما تستخدم سيارات الإسعاف لتغلق بوابات الطوارئ عندما يتم اختطاف الآسيويين في سيارات الإسعاف ويتم بتعذيبهم في داخل السلمانية، عندما يتم اكتشاف وجود أجهزة اتصالات متطورة للتشويش على أجهزة أخرى، عندما تدخل أسلحة بيضاء ونارية في داخل السلمانية عندما يمارس الطبيب الذي يتكلم عنه التحقيق مع المرضى ويتم تعذيبهم.

علي الظفيري: هذه التفاصيل اللي قلنا ما راح نخرج منها.

ناصر الفضالة: هذه أمور هو ينكرها نحن أول الطريق للخروج من الأزمة أن نعترف بالخطأ ولا نستكبر أننا أخطأنا ووقعنا في خطأ، الوفاق اليوم.

علي الظفيري: ما هي الأخطاء التي ارتكبتموها أنتم الآن، يعني من باب حث الآخرين على الاعتراف، دعنا نعترف ماذا ارتكب التجمع من أخطاء؟

ناصر الفضالة: التجمع ارتكب أخطاء حالة بقية الآخرين، من أخطاء التجمع أنه أولا لم يتحرك على مستوى الحدث منذ البداية، التجمع منذ البداية يجب أن يجتمع مكونات المجتمع ويقف وقفة في البداية ولا يتحرك فقط في الأزمة التي حدثت، هذه من أخطاء التجمع، هناك أحداث خرجت على الساحة أثبتت أن هناك من يريد أن يختطف إرادة الشعب ويتكلم باسم الشعب ويلغي الآخرين ثم ينكر هذا الشيء، المكافلية التي تستخدم والتي تمارس كل أشكال التدليس والكذب والنفاق التي نسمعها في وسائل الإعلام مع الأسف هناك خطابان، خطاب موجه للجمهور ويقال له أنت إمام ثورة ويجب إن تسيطر، عندما يعلن في الدوائر أن ستعلن جمهورية مهداوية ما معني هذا؟ هل يستطيع أن يفسرها الأخ غير دولة ولاية الفقيه، هل هذه الثورة تريد أن، عندما يقول نريد أن نجعل لجنة تأسيسية لصياغة الدستور، أليس هذا قفزا على الدستور وإلغاء للدستور؟ الدستور لا يلغي بجرة قلم أو بمجرد كلمات أو رغبات، يجب أن يحدث هذا التغيير نتيجة توافق وطني، جميع تلاوين المجتمع تجلس، عندما دعينا للوفاق وللحوار ومن اجل أن نؤصل أن يكون هناك مطلبا وطنيا، فعلا نقتدي بالثورات الراقية التي تريد أن تصلح مجتمعاتها، كان الخطاب الذي يوجه لنا، نحن نعرف كيف نتصرف مع هذه الدولة، هناك تجاهل لمكونات رئيسية في هذا المجتمع.

المعارضة والدعم الخارجي

على الظفيري: خلينا نسمع رأي الأستاذ علي وأيضا أعطي بعض التعليقات من تويتر والفيس بوك ، وفي أشياء موجهة للوفاق انه لماذا لم تستجب الوفاق لطلب ولي العهد بالحوار؟ هل هناك دعما خارجيا؟ هل تملك قرارا مستقلا أم يملي عليها من الخارج؟ أستاذ على كثيرا ما تردد حول الوفاق بحكم التركيبة المذهبية الخاصة للوفاق وللجمعيات الأخرى التي نعرفها الأصالة والمنبر وغير ذلك، لكن الوفاق دائما طرف رئيسي في المعارضة، هذا الأمر اليوم ألا يشكل حاجزا أمام قبول شعبي أوسع من قبل أطياف ومكونات المجتمع كافة لما تطرحه الوفاق؟

علي الأسود: أرجع إلى خطابات وزعماء العرب الذين اعتلوا منصة أو مناصب الرئاسة اللي بمدة تقارب الثلاثين أو الأربعين عاما في الفترة السابقة من أيام الربيع العربي أشكر الأستاذ الفاضل حينما قال بأن ما حدث في البحرين ثورة وأنه يجب أن تقارب الثورات في الوطن العربي، وأن هناك العديد من المفاهيم التي حدثت أو العديد من المفاهيم التي يجب مراجعتها حينما يحدث أي تحرك في منطقة الوطن العربي دائما ما تأخذ القوى الحكومية، دائما ما تأخذ الحكومة هذه الشماعة وتقول بأن هناك أيادٍ خارجية حركت..

علي الظفيري: هناك إشكالية أستاذ علي في بنية الوفاق مثلا اليوم في مجلس علماء في مرجعية دينية ملزمة للوفاق كيف للأطراف الأخرى أن تؤمن على الأقل في الاتفاق وفي المشاركة وفي رفع نفس الشعار أنه هناك خصوصية لهذه الجمعية قد تأخذها بعيدا عن الأطياف الأخرى؟

علي الأسود: حددت القوى المعارضة ومن ضمنها جمعية الوفاق ما تريد حينما قالت نريد دولة مدنية ولا نريد دولة ولاية الفقيه ما الذي يمكن أن تقدم القوى السياسية في البحرين اليوم مشتركة أو مجتمعة فلنسأل هذا السؤال حينما يقول الأستاذ إبراهيم شريف يريد إصلاح سياسي في البحرين وهو معتقل الآن خلف القضبان هل يريد الأستاذ إبراهيم الشريف دولة ولاية الفقيه في البحرين هل يريد الإخوة في تجمع أو في منبر الوطني الديمقراطي أو في التجمع الوطني أو في التجمع القومي دولة ولاية الفقيه حينما تتحد كل هذه القوى من أجل الوصول إلى صيغة أو مفهوم سياسي ديمقراطي من أجل الخروج من البلد من هذه الأزمة الحقيقية أعتقد أن هناك استخفاف أيضا أكرر هذه الكلمة بالعقل أو بذهنية المشاهد العربي حينما نكرر أن هذه الثورة التي حدثت في البحرين، أو هذه الحركة هي تابعة لأي جهة ما، هناك أكثر من مفصل حددت فيه قوى المعارضة حقيقة ماذا تريد من شكل من الدولة تريد حكومة منتخبة تريد أن تطبق شكل الملكية الدستورية، تريد دستورا توافقيا وعقديا في البحرين.

ثورة أم انقلاب على الحكم

علي الظفيري: أستاذ علي، والله واضح لأنه الوقت ضاق بس، أستاذ علي لو سمحت لي يعني هناك ظلم يراه البعض بأنه يلصق في الوفاق، نريد دولة مدنية نريد حكومة منتخبة نريد دولة مدنية بالاشتراك مع قوى قومية، قوى ليبرالية ومع ذلك دائما هناك من يستفيد من التركيبة المذهبية بحجة أن ثمة شيئا خفيا سيظهر علينا فيما بعد يعني هذه الجمعية السياسية وتطرح اليوم مبادئها وما تريد بشكل واضح لماذا التشكيك فيما ورائيات والخوف من الافتراضات والاتجاه نحو قوة أنه في طائفتين وبالتالي يمكن اللعب كثيرا على هذا الوتر؟

ناصر الفضالة: لا يوجد عندنا أخي تشكيك نحن نعتمد على أدلة تدين هؤلاء الأشخاص الذين نتهمهم بأنهم ليسوا أصحاب ثورة وأؤكد ما حدث في البحرين ليس ثورة وإنما محاولة فاشلة للانقلاب واختطاف البلد لصالح أجندة ولاية الفقيه والتي ينكرها الآن وأنا أشكره ومع ذلك أعلن في الدوار هذا الكلام من قيادات كانت موجودة، أعلنوا الجمهورية المهداوية وقالوا أنها ارحلوا ولا نريد الأمويين في البحرين كل هذه خطابات..

علي الظفيري: سياسيا، يمكن محاسبة جمعيات سياسية على أنهم يمكنوا أن يطرحوا أمرا.

ناصر الفضالة: لا ليس أفراد عندما يرفع الشعار في هذا المكان في المنصة الرئيسية التي تتولى ما تسميه أنت بثورة أنا لا أطلق عليه ثورة أنا أقول هؤلاء الجماعة تعرضوا لاستقطاب طائفي وهم يريدون أن يحولوا البحرين إلى دولة تتبع ولاية والذين معهم لن ينكروا..

علي الظفيري: أستاذ ناصر، يبدو أن الآن أسئلة كثيرة ربما وردت في التعليقات، يعني هل يبني ثقة هذا الخطاب الآن، هل يبني ثقة بمكونين مذهبين سنة وشيعة هل يبني ثقة بين مكون مثل تجمع وبين جمعيات سياسية أخرى هل يأخذ البحرين إلى منطقة أكثر أمنا، أم يدفع إلى الاقتتال فيما بعد؟

ناصر الفضالة: هو لا يبني ثقة لذلك نحن نريد أن نشخص نحن لا نريد أن نبني على الأوهام ما يحدث الآن هو انشقاق خطير طائفي في البحرين هناك مقاطعة بين الطائفتين أنا لم أذكر كلمة شيعة التي ذكرها وقال أنها شيعة..

علي الظفيري: هو ذكر شيعة وسنة، وهناك جريمة في الأمر، للتوصيف.

ناصر الفضالة: هناك مقاطعة بين الطائفتين هناك أخطاء فظيعة ارتكبت، هناك فئة كبيرة في البحرين تعتقد أن الوفاق هي جناح لحزب الله في البحرين لذلك الأخطاء التي حدثت إن لم يتم الاعتذار عنها وتوضيحها والرجوع عنها علنا مثل دهس رجال الشرطة، ضرب الطلبة في الجامعة في حملة يقودها أحد النواب الذين استقالوا، قطع لسان المؤذن..

علي الظفيري: أستاذ ناصر سامحني انتهى الوقت، أستاذ علي تعليق دقيقة أرجوك أقل من دقيقة، وين رايحين في البحرين؟

علي الأسود: أكرر المطلب للخروج من هذه الأزمة، المطلب أن نكون بشكل دولة مدنية أن نحصل على الامتيازات التي تحصل عليها الدول الديمقراطية أن نتوافق على حلول يمكن أن تستمر لأن البلد لن يسير في مكون واحد ولا يمكن أن يلغي أي طرف آخر وأن من يدعي بأن هناك ما ورائيات بحسب وصفك الدقيق أستاذ علي أعتقد أنه واهم ويحتاج لمراجعة دقيقة وحسابات لأنه من طلب التدخل ومن طلب الكونفدرالية ليست هي قوى المعارضة، من طلب الكونفدرالية هم مجموعة معروفة في البحرين.

علي الظفيري: أستاذ علي الأسود أعتذر منك انتهى الوقت، علي الأسود النائب المستقبل عن جمعية الوفاق الوطنية الإسلامية المعارضة من لندن شكرا جزيلا لك، ناصر الفضالة عضو المؤسس في تجمع الوحدة الوطنية والنائب السابق، شكرا جزيلا لك، للأسف انتهى الوقت وحديث البحرين يطول ولكن إن شاء الله يكون عندنا حلقات أخرى ونذكر بعناوين البرنامج في توتير، في موقع التوتير والفيس بوك طبعا in-depth في تويتر وصفحة في العمق عبر موقع الفيس بوك وأيضا بريد البرنامج indepth@aljazeera.net لنا لقاء إن شاء الله الأسبوع المقبل تحيات الزميل راشد جديع مخرج هذه الحلقة في آمان الله.