صورة عامة - في العمق 11/10/2010
في العمق

موريتانيا والاستقرار السياسي

تتناول الحلقة موضوع الاستقرار السياسي في موريتانيا، لماذا دخلت في حرب على القاعدة؟ ما الذي دفع هذا البلد الذي ما عرف الاستقرار السياسي يوما إلى هذا الاتجاه؟

– ماهية المقاربة الموريتانية في التعامل مع تنظيم القاعدة
– أهداف وتوجهات الحكومة ودور الغرب ومصالحه
– الحالة السياسية بين عوائق ومقومات الاستقرار
– سيناريوهات العلاقة بين الجيش والحكومة والمعارضة

 

علي الظفيري
علي الظفيري
محمد المصطفى
محمد المصطفى
الحسن ولد محمد
الحسن ولد محمد
المختار ولد الداهي
المختار ولد الداهي


علي الظفيري: أيها السادة إنها حرب الرمال المتحركة فموريتانيا التي اختارت أن تكون لوحدها الدولة المغاربية التي تخوض غمار معركة الإرهاب ربما لا تجد طريق العودة سالكا كما تفترض فالذين خبروا حروب الإرهاب الأميركية يعرفون عن أي رمال متحركة يكون الحديث، لكن التساؤل الكبير الذي يدور في الفضاءات المغاربية والساحة الموريتانية على وجه التحديد ما الذي دفع البلاد التي ما عرفت الاستقرار السياسي يوما إلى هذا الاتجاه؟ وماذا تحمل الأيام داخل البلاد وخارجها لمن حمل لواء هذه المعركة؟ هذا ما نبحثه الليلة في العمق فأهلا ومرحبا بكم. أهلا بكم مشاهدينا الكرام واليوم حديث عن الشأن السياسي في موريتانيا حالة الاستقرار المنشودة في هذه البلاد التي شهدت عددا كبيرا جدا من الانقلابات منذ نهاية السبعينات وحتى اليوم، معنا للغوص في عمق هذه القضية محمد مصطفى ولد بدر الدين النائب في البرلمان ونائب رئيس حزب اتحاد قوى التقدم المعارض، والحسن ولد محمد القيادي في حزب تواصل المعارض أيضا، والسيد المختار ولد الداهي القيادي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، مرحبا بكم ضيوفنا الكرام، شكرا لتلبية الدعوة، اليوم نقاش متنوع مع نخبة سياسية من الحكم إلى أقصى المعارضة ربما المعارضة أيضا هي معارضات في موريتانيا واختلافات بينها في قضية رئيسية ربما تكون مدخلا لنقاشنا الحرب الكبرى التي تشنها موريتانيا ضد تنظيم القاعدة.

ماهية المقاربة الموريتانية في التعامل مع تنظيم القاعدة


علي الظفيري: أستاذ محمد المصطفى سؤالنا ما هو الرابط برأيك كيف تفهم العلاقة بين هذه الحرب التي تشنها موريتانيا بشكل استثنائي على تنظيم القاعدة والحالة السياسية بشكل عام في البلاد؟


محمد المصطفى: شكرا. في البداية أريد أن أتكلم عن الاستقرار يعني ما هو الاستقرار، الاستقرار بالمعنى السياسي المتعارف عليه اليوم هو البلد الذي يستطيع عن طريق نظام حكمه أن يحدث التغييرات اللازمة بطريقة سلسة وديمقراطية، الاستقرار إذاً هو دولة المؤسسات والاستقرار أخيرا هو دولة القانون.


علي الظفيري: إلى أي درجة تتمثل هذه الحالة اليوم في موريتانيا؟


محمد المصطفى: بالضبط هذه الحالة للأسف لم تتوفر في يوم من الأيام في موريتانيا ولا في غالبية الدول العربية ولا في غالبية الدول الإفريقية، هناك استثناءات تؤكد القاعدة والذي يعنينا هو موريتانيا وموريتانيا منذ خرجت من كنف الاستعمار تسلم حكمها الرئيس المختار ولد داداه الرجل القوي الذي يسمونه أب الأمة لكن هذا الرجل حكم البلاد بطريق الحزب الواحد ومنع كل رأي معارض واستقر 18 سنة بالحكم..


علي الظفيري: حتى عام 1978 تم الانقلاب عليه، أنا أريد فقط أستاذ محمد التركيز على الحالة اليوم تحديدا.


محمد المصطفى: الحالة اليوم هي وليدة تاريخ..


علي الظفيري: نتيجة كل هذه التراكمات.


محمد المصطفى: يعني بعد سقوط حكم المختار ولد داداه تتالت الانقلابات إلى أن وصلنا إلى سنة 2005 حيث جاء مجلس عسكري جديد وأقر انتخابات بلدية ونيابية شفافة ورئاسية وتعهد بالرجوع إلى الثكنات وباحترام الديمقراطية ولكن للأسف بعض أعضاء هذا المجلس العسكري وخصوصا الرئيس الحالي لم يلتزم بهذا التعهد وقام بانقلاب في 6 أغسطس 1982..


علي الظفيري: بعد سنة وأربعة أشهر على حكم سيدي الشيخ ولد عبد الله.


محمد المصطفى: هكذا، سيدي الشيخ ولد عبد الله وبالتالي عدنا إلى المربع الأول مربع الانقلابات والحكم الذي لا يسمح والنظام الذي لا يسمح بالتبادل السلمي على السلطة، الآن بعد هذا الانقلاب حدثت معارضة قوية من طرف الذين لا يوافقون على هذا الانقلاب واشتد النزاع إلى أن اتفق الجميع في داكار على إجراء انتخابات رئاسية شفافة وأن تتلى هذه الانتخابات بحوار بين الفرقاء السياسيين هدفه استعادة الديمقراطية وإبعاد الجيش عن السلطة وتجنب التغييرات غير الدستورية، للأسف هذا الاتفاق لم يتم احترامه ولذلك فنحن عدنا إلى المربع الأول مربع اللا اتفاق بين الفرقاء السياسيين على الطريقة التي يجب أن يسير فيها الحكم.


علي الظفيري: ما علاقة هذا التوصيف بالحرب الكبرى التي تشنها الدولة اليوم الموريتانية والجيش والرئيس ولد عبد العزيز على تنظيم القاعدة؟


محمد المصطفى: العلاقة يعني وطيدة، الحرب التي تشنها موريتانيا اليوم هي في الحقيقة حرب غامضة وغاياتها غير واضحة، فلو كنا في بلد ديمقراطي لما تم شن هذه الحرب بدون إجماع وطني وبدون رأي البرلمان لأنها حرب تم خوضها خارج حدود البلاد في بلاد مالي..


علي الظفيري (مقاطعا): لكن برضا السلطات المالية يعني بقبولها.


محمد المصطفى: هذا به خلاف، لربما السلطات المالية سكتت لكن ليس هناك تصريح معلن والمهم ليس رضا مالي المهم هو رضا الموريتانيين أنفسهم.


علي الظفيري: طيب لماذا تم شن هذه الحرب بالطريقة التي ذكرتها؟


محمد المصطفى: السلطات تدعي أنها تنتقم من القاعدة لأنها شنت في يوم من الأيام 2005 حربا ضد الجيش الموريتاني وفي 2008 وحتى في 2008 أيضا في تورين ولكن هذا رأي لا يلقى الإجماع في موريتانيا.


علي الظفيري: نسمع رأي الأستاذ المختار ولد الداهي وهو قيادي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، السؤال الكبير اليوم أستاذ المختار هو لماذا تشن موريتانيا هذه الحرب التي لا تتواءم مع قدراتها العسكرية مع طاقاتها في ظل عدم إجماع وطني عليها أيضا وخارج حدودها كما ذكر المصطفى.


المختار ولد الداهي: أوضح لك توضيحا واضحا، لنتفق على المصطلحات، هي ليست حربا، الحكومة الموريتانية لم تقل بأنها حرب لم نستخدم كلمة حرب نهائيا..


علي الظفيري (مقاطعا): ماذا هي؟


المختار ولد الداهي (متابعا): ولذا أعترض أو أتحفظ على ما قلتم في المقدمة على كلمتين قلتم إنها حرب على القاعدة تشنها موريتانيا وحدها وقلتم إن موريتانيا لم تعرف الاستقرار يوما ما، أريد أن أناقشكم في هاتين الكلمتين قبل أن أناقش الأستاذ مصطفى..


علي الظفيري (مقاطعا): هما تقريبا الفكرتان الرئيسيتان في هذه الحلقة.


المختار ولد الداهي: هي ليست حربا، هي ليست حربا، لماذا؟ لأننا نحن في موريتانيا في الحكومة الموريتانية في الأغلبية الموريتانية لم نقل إنها حرب، إذاً ما هي إذاً؟ حتى نوضحها نعرفها، هي إستراتيجية واضحة لمكافحة الجريمة، الجريمة بأنواعها إرهابا تهريبا للمخدرات متاجرة بالأسلحة ولنأخذ منها ما يتعلق بالإرهاب، هناك إستراتيجية واضحة عند الحكومة الموريتانية لمحاربة الإرهاب منها ما.. دعائمها ثلاث، الدعامة الأولى دعامة فكرية الدعامة الثانية دعامة اقتصادية واجتماعية والدعامة الثالثة دعامة أمنية، كيف الدعامة الفكرية؟ نحن نحارب الإرهاب عن طريق بالمجادلة بالتي هي أحسن بالحوار مع السلفيين عن طريق العلماء الموريتانيين كلهم وبالتالي نوضح لهم الذي.. وهذا ما نسميه نزع وهم الشرعية لأنهم يتوهمون أنهم يمتلكون شيئا من الشرعية مغرر بهم أوهكذا يفهمون، نحن لكي ننزع منهم وهم الشرعية نحاورهم نجادلهم وهذا ما أعطى نتيجة إيجابية مؤخرا بتوبة ما يزيد على سبعين من هؤلاء السلفيين المسؤولين في موريتانيا..


علي الظفيري (مقاطعا): والرئيس أصدر عفوا..


المختار ولد الداهي (متابعا): والعفو عن بعضهم ثم النية في مواصلة هذا الحوار..


علي الظفيري (مقاطعا): الرئيس، اسمح لي..


المختار ولد الداهي (متابعا): اسمح لي لو سمحت، الدعامة الثانية حتى أوضحها لك تتعلق بتجفيف منابع أيضا اكتتاب هؤلاء الإرهابيين، من يكتتبون عادة حيث البؤس حيث الحرمان حيث الفقر ولذلك الحكومة الموريتانية في إستراتيجيتها تنتهج إستراتيجية تنموية تنحاز إلى الفرقاء تنحاز إلى الضعفاء تنحاز إلى المحتاجين تميز إيجابيا لصالح الشباب لذلك هذا أيضا رد وجزء من.. دعامة ثانية من إستراتيجية التنمية..


علي الظفيري (مقاطعا): طيب خلينا..


المختار ولد الداهي (متابعا): ونأتي إلى الدعامة الثالثة التي طرحت فيها السؤال وهي الأمن حتى أوضحها لك هي ليست حربا ولا نشنها نحن وحدنا وإنما هي إستراتيجية أمنية واضحة دعاماتها أيضا ثلاث، أننا نرفع من جاهزية قواتنا الأمنية والعسكرية حتى نحمي كافة حدود ترابنا ولذلك نحن لا نذهب إلى الحرب في دول مجاورة ولا في دولة مجاورة وكما قال لو..


علي الظفيري (مقاطعا): ثلاثمئة كيلومتر داخل مالي..


المختار ولد الداهي (متابعا): وليس كما قال الأستاذ مصطفى نحن لم نذهب إلى مالي..


علي الظفيري (مقاطعا): يعني الكلام أخذ وعطاء أستاذ المختار، ثلاثمئة كيلومتر داخل الأراضي المالية..


المختار ولد الداهي (مقاطعا): أوضح لك..


علي الظفيري (متابعا): ألا يعبر هذا عن حالة حرب؟


المختار ولد الداهي: لا، هذا لا يعبر عن حالة حرب هذا يعبر عن اتفاق بين كل دول الساحل بما فيها الجزائر وموريتانيا والنيجر تربطها اتفاقيات في هذا المجال لملاحقة المجرمين سواء كانوا إرهابيين أو سواء كانوا متاجرين بالمخدرات أو سواء كانوا متاجرين بالأسلحة، هذه المنطقة معروفة الآن بأنها مجال حيوي نشط للجريمة المنظمة وبالتالي نحن تربطنا اتفاقيات مع مالي بهذا المجال تسمح لنا بملاحقة المجرمين ونحن أيضا لا نلاحق المجرمين أينما كانوا سبعمئة كيلو وثلاثمئة كيلو، نحن في إستراتيجيتنا الأمنية تعتمد على تفكيك الخلايا الإرهابية النائمة سواء كانت في الداخل أو في الخارج وكلما تأكد لنا أن هناك خلية نائمة يهمها أو تخطط للهجوم على بلدنا سواء في الخارج أمكن لنا وجاز لنا ضمن الاتفاقيات الثنائية بين البلدين..


علي الظفيري: اسمح لي..


المختار ولد الداهي: وبين دول المنطقة قبل أن نفكك هذه الخلية.


علي الظفيري: قبل أن أنتقل للأستاذ الحسن ولد محمد وأستطلع رأيه في هذه المسألة، هناك تحفظان رئيسيان حول ما ذكرت، الأول أن هذه الإستراتيجيات الكبرى والتي رفضت يعني من خلالها تسمية ما يجري بالحرب تحتاج إلى إجماع وطني وهذا ما لم يتوفر كما تقول المعارضة، الأمر الثاني أن هذا الأمر يأتي في إطار إقليمي، حتى الجزائر البلد الرئيسي والجيش الأكبر الأكثر عددا والأكثر قوة لم يقم بما يقوم به الجيش الموريتاني، لم تحظ هذه الإستراتيجية بإجماع وطني داخلي ولم تخضها دول أكبر من موريتانيا أقوى عسكريا على الأقل، فلماذا تتصدر موريتانيا الواجهة برأيك؟


المختار ولد الداهي: يا أخي لا بد أن نوضح ولماذا تصرون أنتم؟ هذه ليست حربا، ثم أوضح لك هذين التساؤلين..


علي الظفيري: طيب سميناها إستراتيجية.


المختار ولد الداهي: الإستراتيجية التي عندنا لا تحتاج إلى إجماع وطني لأن المادة الثلاثين في الدستور واضحة أن رئيس الجمهورية هو الذي يحدد السياسة الأمنية والعسكرية ولسنا في حالة حرب حتى يتطلب الأمر البرلمان، لأن الحرب هي حرب عادة التي.. تعريف الحرب عادة هي الحرب التي تتطلب إجازة من البرلمان هي الحرب بين دولتين أو مجموعة دول أو دولتين، هذه ليست حربا هذه إستراتيجية أمنية ذاتية لبلد هناك رئيس جمهورية منتخب هناك حكومة يخولها الدستور أن تحدد وتنفذ السياسة الأمنية. أما إذا قلت لي لماذا موريتانيا وحدها ولماذا الدول ولماذا الجزائر بالذات لا تنهج هذا النهج؟ لكل دولة سيادة وإستراتيجيتها الخاصة بها، لا يتعلق الأمر بالتنسيق فالتنسيق قائم والتنسيق قائم في دول شبه المنطقة وقائم بين الدول على مستوى ثنائي فهذا جزء من سيادتنا أن نحفظ ترابنا أن تكون لنا إستراتيجية أمنية منها ما هو ناعم كما قلت ومنها ما هو صلب لكن لا هي بحرب ولا هي بحرب، هذا ما أؤكد عليه.


علي الظفيري: أستاذ الحسن ولد محمد القيادي في حزب تواصل، هذان توصيفان للحالة، أين تقف من هذين الرأيين؟


الحسن ولد محمد: بسم الله الرحمن الرحيم. أشكرك. أنا حسب ما أرى أن الأمر على الأقل إن لم يكن حربا فهو قريب من الحرب ذلك أن الجيش الموريتاني عندما يخرج بعدته وعتاده والكثير من أفراده إلى بلد آخر ويتوغل فيه مئات الكيلومترات بحثا عن خلايا كما قال المختار..


علي الظفيري: نائمة.


الحسن ولد محمد: لو كانت نائمة لما كانت خسائرنا بهذا الحجم، هي مستيقظة يبدو للأسف وأنا أخاف أن يكون ما حصل عكس ما قيل، أخاف أن تكون هناك كمائن تنصب لمؤسستنا العسكرية بقصد الإضرار بها. نحن من حقنا..


علي الظفيري (مقاطعا): عفوا، من؟ ما هي مصادر هذه الكمائن؟


الحسن ولد محمد:أنا أتصور أن الحرب -ما يسمى الحرب على الإرهاب- في الأصل هي حرب بين جماعات الغلو والغرب لكن الغرب يحاول أن يحول هذه الحرب من ساحته إلى ساحات العالم الإسلامي وساحات العالم الثالث لينهك الجماعات وينهك الدول والشعوب أيضا ويشغلها في هذه الحروب الجانبية عن التنمية والحريات العامة وعن خدمة الفقراء والرفع من مستوياتهم وعن التعليم..


علي الظفيري (مقاطعا): ألا تعتقد أستاذ حسن أن الضرر الذي وقع على موريتانيا كاف لخوض مثل هذه الحرب، ما يقرب من الحرب أو الإستراتيجية الأمن باختلاف المسميات، يعني الضرب وقع على موريتانيا وفي العاصمة نواكشوط وبالتالي هناك شرعية لخوض مثل هذه المعركة؟


الحسن ولد محمد: الظاهرة كما تتذكرون جميعا هي ظاهرة كونية وظاهرة إقليمية فلماذا ننفرد نحن عن غيرنا من هذه الدول بمطاردة هؤلاء في دول أخرى؟ نحن نحارب نقوي مؤسستنا ونقوي لحمتنا الداخلية ونضع الإستراتيجيات المتكاملة وغير المتناقضة، لا أن نحاور اليوم ونضرب غدا، نطرح إستراتيجيات متكاملة ومنسجمة لها خلفية إجماعية تصاحبها خطط تنموية كافية وديمقراطية وطريقة للانتقال السلمي للسلطة ويكون الجميع في هذه الحرب إذا كانت هناك حرب مفروضة أن تكون مع البلد لا أن تكون هناك مناوشات بين جنود في بلد آخر وبين جماعات أخرى، أتصور أنه علينا في موريتانيا أن نخرج من هذه الحرب أو من هذا الوضع وأن نتفرغ لأمورنا، يسعنا ما وسع مالي.

أهداف وتوجهات الحكومة ودور الغرب ومصالحه


علي الظفيري: يعني ربما السؤال هنا الآن لماذا لا تحظى هذه الحملة العسكرية -ربما نجد توصيفا نقبل به جميعا- يعني الحملة العسكرية الكبيرة..


المختار ولد الداهي (مقاطعا): لا، لا، أنا لا أقبل بالحملة العسكرية لأنها ليست حملة عسكرية، هي إستراتيجية أمنية، هي إن كانت حملة فهي حملة أمنية.


محمد المصطفى: حملة سياحية يعني..


علي الظفيري: ماذا يمكن أن تسمي..


محمد المصطفى: حملة نزهة يعني، لنقل نزهة!


علي الظفيري: أستاذ محمد المصطفى لماذا يخوض الحكم في موريتانيا هذه المعركة؟ لماذا لا تحظى بالإجماع؟


محمد المصطفى: هذه المعركة كما قلت في بداية الحديث غامضة الأهداف لأنها الحكومة تدعي بأنها جاءت ردا على هجوم رجال القاعدة على الجيش الموريتاني في المغيطي سنة 2005 وفي تورين سنة 2008 لكن هذا الادعاء مردود عليه لأن هذه الحكومة نفسها الرئيس محمد ولد عبد العزيز أيام المغيطي كان يعني مقربا من الرئيس معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع وتم تعيينه على رأس كتيبة لمطاردة القاعدة لكنه فضل القيام بانقلاب على مطاردة القاعدة وفي تورين سنة 2008 كان هو الرئيس وهو الذي أعطى الأوامر للجيش بمطاردة القاعدة وكانت الخسائر فادحة لكنه لم يقم بمطاردة القاعدة فما الذي جعله اليوم يطارد القاعدة انتقاما لمعارك جرت سنة 2005 و 2008؟ الجواب بالنسبة لا يوجد في هذا الاتجاه، الحرب الحالية هي حرب بين القاعدة وفرنسا ومن ورائها أميركا، كما تعلمون..


علي الظفيري: يعني حرب بالوكالة تخوضها.


محمد المصطفى: هكذا، هي حرب بالوكالة تخوضها موريتانيا نيابة عن الغرب والدليل على ذلك هو أنه جرت معركتان المعركة الأولى جرت في يوليو الأخير وجاءت تزامنا مع معركة قادها الجنود الفرنسيون في نفس اليوم وفي نفس الوقت لإنقاذ الرهينة جرمانو الذي كان بأيدي القاعدة وفي هذا الوقت بالذات شنت الحكومة الموريتانية هجوما وجميع وكالات الأنباء وحتى الحكومة الفرنسية أكدت أنها عملية مشتركة بين الجيش الموريتاني والجيش الفرنسي لإنقاذ جرمانو، إذاً هي ليست انتقاما لجنودنا الذين قتلوا سنة 2005 و 2008، والمعركة الثانية جاءت تزامنا مع اختطاف الفرنسيين في النيجر وبالتالي من المؤكد أن هدفها ليس انتقاما لمعركة 2005 و 2008 ولكنها يجب البحث عن مبررها في اختطاف الرهائن الفرنسيين وبالتالي نحن هنا أمام حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، هناك حرب بين القاعدة وفرنسا ومن ورائها أميركا لكن هاتين الآخرتين تريدان منا أن نقوم نيابة عنهما بهذه الحرب، المعارضة يعني لم يتم استشارتها أولا لكي تساند هذه الحرب، ثانيا لم تتضح لها أهدافها، ثالثا لم تكن راضية عن هذه الحرب حتى لو تمت استشارتها لن تنصح أبدا بخوض هذه الحرب.


علي الظفيري: أستاذ المختار هذا ما يطرح اليوم في كل وسائل الإعلام وفي التحليلات السياسية المرتبطة بما يجري هناك في موريتانيا تحديدا هذه العلاقة مع تنظيم القاعدة، يقال كثيرا ما أورده أستاذ محمد المصطفى بأنها حرب بالوكالة وحرب غير شرعية يخوضها النظام في موريتانيا لأهداف تتعلق بكسب أو بتمكين أو بيعني تكريس هذه العلاقة مع القوى الدولية تحديدا فرنسا والولايات المتحدة الأميركية.


المختار ولد الداهي: وأنا أبدأ من حيث انتهيت قبل أن أجيب على الرئيس ولد المصطفى، أولا الحكومة الموريتانية الآن والرئيس محمد ولد عبد العزيز ليس بحاجة لتقديم قرابين للنظام الغربي حتى يعترف به لأنه خاض الانتخابات الأخيرة الانتخابات الرئاسية في 14 يوليو واجتاز الشرط الأول رغم ترشح كل من له سمت رئاسي لهذه الانتخابات حيث أحال إلى التقاعد السياسي أكثر من تسعة مرشحين أكثر من تسعة برامج مجتمع ثم إنه الرئيس العربي الوحيد الذي تجرأ على قطع العلاقات مع إٍسرائيل ذاك الذي يغيظ النظام الغربي في فرنسا أو أميركا إن كان يغيظها شيء، إذاً هو لا يريد وطبعا لا يضحي بوطنه وبأولاده لإرضاء أحد حتى إرضاء أحد أيا كان وليس هؤلاء وعلى كل حال هذا دليل على ذلك، كنت ما أعرفه عن البرنامج أنه في العمق وأننا سنغوص في العمق في إشكالية الاستقرار السياسي أركانها أهدافها وربما علاقة هذه الإستراتيجية الأمنية والأحداث التطورات الأمنية الأخيرة في التأثير على الاستقرار السياسي في موريتانيا وما كنت أود أن أدخل في توصيف الأشياء وتسمية الأشخاص وإلصاق بهم صفات ليس لنا دليل عليها فلا دليل على أن الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع كلف الرئيس محمد ولد عبد العزيز يومها بخوض معركة في المغيطي وأنه رفض ذلك وأنه قام بانقلاب، لا دليل على هذا نهائيا وبالتالي نربأ لنفسنا بالحديث عنه. أما بالنسبة للمعارضة وبالنسبة للإجماع فينبغي أن توضح هذه المسألة، هذه ليست حربا أولا، لا هي بكلمة حرب ما هي بحاء ولا براء ولا بباء، ليكن ذلك واضحا. ثم إنها ليست حربا بالوكالة، نحن لا نخوض حربا بالوكالة عند أحد، إن كانت حربا بالوكالة إن كانت إستراتيجية أمنية بالوكالة فبوكالة شرعية عن الشعب الموريتاني، هذه الشرعية اكتسبناها من انتخابات 18 يوليو حيث أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز اجتاز الانتخابات بنسبة 52% في الشوط الأول وإثر اتفاق داكار، اتفاق داكار الذي تنازل فيه الرئيس محمد ولد عبد العزيز وهنا أفتح قوسا قصيرا أنه للخروج من الأزمة ومن التغيير السياسي الذي حدث في 6 أغسطس وهنا أود أن أؤكد أنه ليس انقلابا وبشيء بسيط دون أن ندخل جدالا حول المصطلح لأن كلمة انقلاب في اللغة تعني قلب معناها عكس الشيء وما حدث كانت هناك حياة دستورية..


علي الظفيري (مقاطعا): يعني بس لاحظ أنك تتكلم عن مسلمات يعني كل الناس متفقة أنه انقلاب كل الناس متفقة أنها حرب ونحن الآن نطرح وأنت يعني تشكك في قضية العمق وأنت تناقش في مسلمات كل الناس تتناولها بالطريقة هذه!


المختار ولد الداهي: لا، لا، أين هؤلاء الناس؟ 52% من المجتمع الموريتاني الذي زكى محمد ولد عبد العزيز قال بأنه ليس انقلابا قال بأنه كان تغييرا سياسيا، والانقلاب أيضا في الاصطلاح ما هو؟ يحدث عادة في هزيع من الليل في هدأة من الليل يحل الدستور تحل المؤسسات الدستورية، يا أخي لم يحل الدستور، التغيير حدث في وضح النهار التغيير حضره البرلمان أغلبية الشعب الموريتاني حضرته النقابات أملته الضرورة وهنا يمكن أن نرجع إلى ما هو الاستقرار السياسي؟ الاستقرار السياسي له أركان خمسة إذا هد أحد هذه الأركان الخمسة كان لا بد من التغيير، ما هي هذه الأركان الخمسة؟ وحدة وطنية راسخة ثم تعددية سياسية راسية ثم حكامة اقتصادية راشدة ثم قضاء مستقل ثم جاهزية أمنية وعسكرية. ما حدث في موريتانيا يوم 6 أغسطس أنه وحدة وطنية مهددة والحكامة -تعرفون- الفساد بلغ أوجه والقضاء تعرفون أنه لا يمكن أن يحاكم أحدا والحياة الدستورية متعطلة، لا دولة برلمانية لا حكومة لا غير..


علي الظفيري (مقاطعا): الآن ماذا يتوفر من هذه الأركان؟


المختار ولد الداهي (متابعا): فكان لا بد من تغيير لذلك لم يكن هناك استقرار.


علي الظفيري: الأركان الخمسة كيف تراها اليوم أستاذ المختار؟


المختار ولد الداهي: الأركان الخمسة نعم الأركان الخمسة في موريتانيا ما أراها اليوم دون مجادلة، لا أقول بأنها هكذا صلبة بنيت بناء قويما دائما هكذا لكن أراها بأحسن ما تكون أراها واعدة وبذلك على الشعب الموريتاني وعلى النخبة الموريتانية أن نتجنب التأزيم ونتجنب التعطيل ونتجنب المهاترات الجانبية هذه حرب هذه حرب بالوكالة هذه فرنسا، يا أخي لا فرنسا قالتها ولا نحن قلناها والرئيس قال في لقاء الشعب هذه ليست حربا، نحن لا نخوض حربا مع القاعدة ولا القاعدة في المغرب الإسلامي هؤلاء لا نخوض معهم حربا ولا يعنونا في شيء، هناك ظاهرة إرهابية نتعرض لها بشيء بسيط كما يتعرض لها معظم العالم لأن إستراتيجية واضحة متكاملة منها ما هو ناعم ومنها ما هو صلب، منها الحوار نمد يدنا، يدنا مبسوطة كل البسط لا نندم في ذلك للحوار مع هؤلاء الناس ثم من بعد ذلك نقبض أيضا قبضة أمنية حتى لا يتعرض مواطنونا أو المعاهدون المؤتمنون في بلادنا لخطر لكن في حدودنا..


علي الظفيري (مقاطعا): طيب اسمح لي..


المختار ولد الداهي (متابعا): الأركان الخمسة كما قلت حتى أجيب على سؤالك..


علي الظفيري (متابعا): مضطر أستاذ المختار أنا آسف جدا ولأن الوقت قصير لا أريد أن أتحول لأستاذ الحسن، أتوجه لفاصل حتى أتيح الوقت الكافي للتعليق على جملة من القضايا المرتبطة بنقاش الليلة، مشاهدينا الكرام فاصل قصير تفضلوا بالبقاء معنا.

[فاصل إعلاني]

الحالة السياسية بين عوائق ومقومات الاستقرار


علي الظفيري: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في العمق يبحث الليلة حالة الاستقرار السياسي في موريتانيا مع نخبة من السياسيين الموريتانيين من مختلف الأطياف. أستاذ الحسن ولد محمد أريد الآن أن ربما نبتعد عن قضية الحرب والمواجهة وما يجري على الحدود مع مالي..


المختار ولد الداهي (مقاطعا): لا زلت تسميها حربا، يا أخي سمها مرة إستراتيجية أمنية!


علي الظفيري: طرحنا إستراتيجية أمنية طرحنا المسميات كلها.


الحسن ولد محمد: اتفقنا على أن تكون حملة، اعتبرناها حملة.


المختار ولد الداهي: لا، لا، ليست حملة.


علي الظفيري: ما يجري على الحدود مع مالي، هكذا أعتقد أنه يكون مقبولا يعني الحالة في كذا، ها؟ حالة.. قيل إن هذا الأمر مرتبط بأمرين رئيسيين، أولا العلاقة مع القوى الغربية بشكل رئيسي متطلبات هذه العلاقة في المنطقة، الأمر الثاني هو الحالة السياسية في موريتانيا ما بعد الانتخابات العام الماضي وحالة عدم الاستقرار التي شهدتها البلاد طوال السنوات الماضية وهو كان سؤالا افتتاحيا ربما يعني الآن نعود له بعد تأصيل قليلا، ما علاقة ما يجري بحالة الاستقرار السياسي؟ هل فعلا البلاد تتجه نحو الاستقرار بعد ما ذكره الأستاذ المختار قبل قليل، انتخابات وتعددية سياسية اقتصاد ينمو وأمن قوي وما إلى ذلك؟


الحسن ولد محمد: البلد في مفترق طرق، ما ذكرتموه حصل مرات سابقة حصلت انتخابات وتارة تكون نزيهة وحصلت أيضا برامج تنموية وبرامج اقتصادية وأعطي لها الكثير من المسميات في مختلف الفترات ودوفع عنها ولبست لبوسا براقا، لكن نحن الآن نحتاج إلى أن نكون صرحاء مع أنفسنا ومع مجتمعنا..


علي الظفيري (مقاطعا): ما هو الخلل؟


الحسن ولد محمد: الخلل هو للأسف في أن مشكلة الوصول للسلطة لم تحسم بشكل عملي، من الناحية النظرية نضع دساتير جيدة لكن لا نحترمها، لا نحترمها في صلاحيات الرئيس ومتى تنتهي ولا في صلاحيات الوزير الأول ومتى تنتهي ولا في صلاحيات أعضاء الحكومة وحتى المجالس المحلية، نحن للأسف تعودنا وهذا ما زلنا نعيشه إلى سلطة الشخص أو الفرد الواحد باستثناء الفترة الوجيزة التي قضاها السيد محمد ولد الشيخ عبد الله على السلطة وباستثناء الأسلوب اللبق الذي كان المختار ولد داداه رحمة الله عليه يمارس به سلطته، نحن لم نتعود على أن يكون هناك عقد اجتماعي يحدد الصلاحيات ويحدد..


علي الظفيري (مقاطعا): يعني هذا كلام نظري أستاذ الحسن، الآن ما المشكلة؟ هل المشكلة في الطريقة التي وصل بها الحكم الحالي أم في طريقة إدارته للبلاد؟ الآن في تعددية سياسية في برلمان في هناك معارضة تشارك اليوم إعلاميا تشارك سياسيا بشكل قوي وهناك يعني دستور يحكم البلاد، ما هي المشكلة؟


الحسن ولد محمد: المشكلة أنه كما كنت أريد أن أقول ما دمنا لم نتفق على قواعد عملية لحل مشكلة الوصول للسلطة وما دمنا لم نهتم بالتنمية ولم نرفع من واقع المواطن العادي ونرفع من مستوياته في التعليم ومن مستوياته في معيشته اليومية، المواطن الآن يعيش أزمة أسعار خانقة ويعيش غالبية منه في حرمان كبير للأسف، هذا لا أحمله لهذه السلطة وإنما هو نتيجة تراكمات وأخطاء الأنظمة المتعاقبة، هذا الأمر لا يمكن أن يحله شخص واحد هذا يحتاج أن يجلس له أهل موريتانيا أن تجلس له المعارضة والسلطة وأن يشخصوا مشاكل بلدهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ووحدته الوطنية وأن يضعوا تصورا مشتركا لا أن يكون تصورا فرديا يراد أن يملى على جهة وعلى عدة جهات من رضي بها ونعمة ومن لم يرض به أضرب الحائط، إذاً نحتاج أن تكون هناك رؤية جامعة تنطلق من هوية المجتمع ومن خلفيته وتناقش بعمق مشاكله وتكون محل اتفاق ويكون احترامها واجبا على الجميع لا أن نكون اليوم راضين ومع زيد فإذا ذهب زيد تغير موقف عمرو ولا هذا، نحتاج أن يكون عندنا عقد اجتماعي أساسي.


علي الظفيري: أستاذ محمد المصطفى اليوم هل نحن في موريتانيا نشهد حالة استقرار هشة يخشى عليها من الانهيار أم لا تتوفر هذه الحالة من الاستقرار السياسي في البلاد؟


محمد المصطفى: الناس في موريتانيا نتيجة لنظام الانقلابات والانقلابات المضادة..


علي الظفيري (مقاطعا): طيب انتهى الأمر وضعناه خلف ظهورنا يعني.


محمد المصطفى: لا، لا، ونتيجة للحرب أيضا على القاعدة يعني هم في كل صباح يتوقعون انقلابا جديدا في كل صباح جديد يتوقعون انقلابا جديدا وفي كل مساء يتوقعون عمليات حربية إما هجوما من القاعدة وإما هجوما من القوات الموريتانية في عملية استباقية كلما كانت أرواح رهائن غربيين مهددة، هذه هي الحالة النفسية السائدة في موريتانيا..


علي الظفيري (مقاطعا): ما مدى احتمالية الانقلاب على حكم يبدو مستقرا اليوم في موريتانيا؟


محمد المصطفى: يعني كل الأحكام التي تم الانقلاب ضدها ظهرت مستقرة، كان حكم مختار ولد داداه مستقرا في ظاهره وكان حكم ولد الطايع مستقرا في ظاهره وكان حكم سيدي ولد الشيخ..


علي الظفيري (مقاطعا): لكن القوة العسكرية التي انقلبت على ولد الطايع وبعد ذلك عادت مرة أخرى هي القوة التي تحكم اليوم بشكل دستوري وقانوني عبر صناديق الانتخابات يعني.


محمد المصطفى: هي نفسها التي كانت تحكم في زمن ولد الطايع وولد الطايع كان رئيسا بحكم صناديق الاقتراع يعني صناديق العسكر صناديق اقتراع العسكر، وفي عهد سيدي ولد الشيخ عبد الله كان هناك انتخابات أقرها الجميع وصادق عليها الجميع وما كان أحد يتوقع انقلابا. الانقلابات لا تأتي إلا في ظلام وما دامت السلطات.. ما دامت المؤسسات السياسية في البلد لم تؤمن ولم يحدث اتفاق بين الفرقاء السياسيين على أن الجيش لا يمارس السياسة ولا يتدخل فيها وأن السياسة من شأن السياسيين وأن مهمة الجيش هي الدفاع عن الحدود والحوزة الترابية ما دام هذا الأمر لم يقع فليس هناك استقرار سياسي ممكن.


علي الظفيري: طيب نسأل الأستاذ المختار عن قضية الجيش وقضية المخاوف من انقضاض الجيش بشكل دائم من خلال التجارب السابقة -وأرجو أن لا يكون في اختلاف في هذا يعني على هذه المصطلحات- على العملية السياسية في البلاد، تأمين موقع الجيش كحامي للعملية السياسية وليس كطرف يتدخل ويؤثر في العملية السياسية بشكل سلبي.


المختار ولد الداهي: أولا قريبا قال الرئيس المصطفى الآن إن الانقلابات لا تأتي إلا في ظلام، ما يؤكد أن التغيير الأخير الذي حدث في 6 أغسطس حدث في وضح النهار فهو ليس انقلابا. لكن أوضح لكم شيئا، أرجع قليلا إلى الأركان، لا بد أن نعرف الاستقرار السياسي ما هي أركانه؟ خمسة كما قلت..


علي الظفيري: أشرنا لها.


المختار ولد الداهي: أشرنا لها، عندما تكون 50% من هذه الأركان ضعيفة توقع تغييرا أو انقلابا ولذلك لماذا في 6 أغسطس حدث انقلاب؟ سأستعرض معك حالة الأركان الخمسة، الوحدة الوطنية لم تكن صلبة، صدعها لم يرأب، التعددية السياسية كان البرلمان معطلا وكانت الحكومة لا تستطيع أن تشكل، شهران دون تشكيل حكومة مارست مهمتها ونحن دولة ضعيفة محتاجة إلى إدارة وإلى غير ذلك لذلك لا يمكن أن تتعطل فينا الحكومة إلى هذا الحد، وكانت هناك مظاهرات شعبية تهدد بالدخول وكان هناك تهديد بمحاكمة الرئيس أمام محكمة العدل السامية إذاً وكان هناك احتقان اقتصادي والفساد بلغ أتيه الأطم، إذاً..


علي الظفيري (مقاطعا): السؤال أستاذ مختار فقط السؤال..


المختار ولد الداهي (متابعا): إذاً، هذا اسمح لي هذا..


علي الظفيري (متابعا): إذا تكرمت، قضية دور المؤسسة العسكرية..


المختار ولد الداهي (مقاطعا): آتيك إلى هذا..


علي الظفيري (متابعا): وتحفزها الدائم، يعني أرجو لا نبتعد عنه حتى.. الوقت..


المختار ولد الداهي: آتيك إلى هذا، لذلك في 6 أغسطس كان..


علي الظفيري: تدخل الجيش.


المختار ولد الداهي: كان التغيير لا بد منه لا مناص منه، لذلك الاستقرار ليس هكذا كلمة ذهبية وحلما هكذا نقوله، لا بد له من أركان ودعائم إذاً لا بد أن نبني هذه الأركان وندعمها ونؤسسها حتى يكون الاستقرار مضمونا لذلك فنحن اليوم في حالتنا اليوم الحالة الموريتانية أظن أن هذه الأركان أكاد أجزم وأقطع بأن هذه الأركان الآن أصلب وقت تكون فيه هي الآن لأن الوحدة الوطنية..


علي الظفيري (مقاطعا): لا، لا، هذه وجهة نظر الحاكمة..


المختار ولد الداهي: لا، لا، لازم أقول..


علي الظفيري: إذا الطرف الآخر يعتقد أن بعضا من هذه الأركان مهتز وضعيف..


المختار ولد الداهي: أقول لك..


علي الظفيري: ما الذي يؤمن الاستقرار السياسي غير ابتعاد الجيش عن الحكم؟


المختار ولد الداهي: أوضحه لك توضيحا واضحا..


علي الظفيري: طيب تفضل.


المختار ولد الداهي: هم يقولون هذه الأركان مهددة، أنا أقول لك هذه الأركان الآن صلبة ومبنية كيف هي مبنية، فقط يقول لماذا هذه الأركان مهددة؟ الجيش بعيد عن السلطة وهكذا الجيش بعيد عن السلطة والأركان الخمسة..


علي الظفيري (مقاطعا): هل تعتقد بشكل جدي أن الجيش بعيد عن السلطة في موريتانيا؟


المختار ولد الداهي: أعتقد أنه في الوقت الذي أتحدث إليك وبعد الانتخابات الأخيرة التي لا شبهة فيها بشهادة المجموعة الدولية..


علي الظفيري (مقاطعا): وكنا في النقاش اتفقنا..


المختار ولد الداهي: (متابعا): وبشهادة المعارضة التي كانت تتولى وزارة الداخلية وتتولى وزارة المالية وبشهادة اللجنة المستقلة للانتخابات التي كانت ترأسها المعارضة وثلثها من المعارضة هذه الانتخابات التي لا شبهة فيها وضعت.. أحسب أنها وضعت حدا للتغييرات غير الدستورية وأن البلد الآن في حالة استقرار وأن الأركان الخمسة الآن صلبة وأن الركن المتعلق منها بالحكامة الاقتصادية الراشدة وهنا كما قال زميل قبل قليل لا بد أن نتوجه إلى التنمية ونترك هذه المهاترات، يا أخي المعارضة أقول لك لماذا يقولون هناك.. يستدعون دائما انقلابا ويتمنون انقلابات دائما تمنوها في عهد ولد الطايع تمنوها في عهد سيدي يتمنونه الآن لأن الخطاب السياسي في حالة بوار وهم بالأمس قبل الإستراتيجية الأمنية والحالة الأمنية الآن مع التنظيمات الموجودة في شمال مالي كانوا يقولون بالانتقائية في الفساد ويشنون حربا على الفساد التي نشن عليه حربا الآن، لما اتضح لهم أن لا انتقائية وأن الذين هم في جانب محمد ولد عبد العزيز أكثر المتضررين من معركة الفساد وأنها معركة حقيقية وأنها تؤتي حصادها تخلوا عن ذلك، تحدثوا في مرحلة أخرى عن الحوار وغياب الحوار وداكار الذي لم يتفق عليه فاعترفوا.. هم الذين خرجوا على داكار بالمناسبة، اتفاق داكار ينص واضح فيه بنود سبعة وفقرات خمسة هم أول من خرج عليه لأنهم الذين لم يعترفوا بنتائج الانتخابات الرئاسية وطالبوا مع ذلك بتطبيق اتفاق داكار وهم الذين خرجوا عليه، ونحن الآن لما قال نحن الآن نطالب بالحوار وندعوهم للحوار ويدنا مبسوطة كل البسط للحوار السياسي مع المعارضة، لما اتضح للرأي العام أيضا بوار وإفلاس المطالبة بالحوار ها هم الآن يستغلون الحالة الأمنية، وبالمناسبة الشعب الموريتاني لن يغفر لهم هذه لأن هذه حالة أمنية تتطلب إجماعا سياسيا ويجب أن تسمو فوق المهاترات السياسية..


علي الظفيري (مقاطعا): طيب خليني أسأل الأستاذ..


المختار ولد الداهي: (متابعا): لا يجب أن نزج بالبلد في حالة أمنية خطيرة..


علي الظفيري: وضحت الفكرة..


المختار ولد الداهي: فنقول إننا في حرب ونحن لسنا في حرب وإنها حرب بالوكالة ولسنا حربا بالوكالة وإن لدينا مشكلة مع جيراننا وليست لدينا مشكلة مع الجيران..


علي الظفيري (مقاطعا): وضحنا هالنقطة هذه..


المختار ولد الداهي:(متابعا): الرئيس المالي أوضح في الزيارة الأخيرة أنه لا مشكلة لديه مع موريتانيا وأنه أذن لموريتانيا بملاحقة المجرمين على أراضيه وكذلك الحال في التنسيق مع دول المنطقة.

سيناريوهات العلاقة بين الجيش والحكومة والمعارضة


علي الظفيري: أستاذ الحسن، قضية الجيش اليوم واحتمالية قيام الجيش بانقلاب هل هذا الاحتمال بعيد لأن مؤسسة الجيش فعلا اليوم مؤمنة بالعملية السياسية ونضج فكرها فيما يتعلق بدورها اليوم في موريتانيا أم لأن من يحكم موريتانيا اليوم هو الطرف الأقوى في المؤسسة العسكرية أم أن هذا الاحتمال غير وارد لأسباب أخرى؟


الحسن ولد محمد: من حيث المبدأ أريد أن أنبه إلى أن القوى الديمقراطية ونحن منها أننا ضد الانقلابات وضد الوصول للسلطة عن طريق عسكري كما أننا ضد الاحتفاظ بالسلطة عن طريق العسكر أيضا..


علي الظفيري (مقاطعا): وهذا مش حاصل الآن، يعني الرئيس الآن وصل الانتخابات وهناك انتخابات يعني رئاسية..


الحسن ولد محمد: الرئيس وصل عن طريق..


المختار ولد الداهي: وهم اعترفوا بها، المعارضة اعترفوا بها.


علي الظفيري: وفي مشاركين بالانتخابات.


الحسن ولد محمد: وصل في البداية عن طريق انتخابات هذا ما لا خلاف عليه وأستغرب أن يسميه، يصر الأخ مختار على تسميته بشيء آخر..


علي الظفيري: تجاوزنا هذا.


المختار ولد الداهي: أسميه تغييرا لأنه تغيير فقط.


الحسن ولد محمد: (متابعا): والآن هو الآن موجود عن طريق انتخابات هذا أيضا ما لا ينكره أحد..


علي الظفيري: هذا متفق عليه، الجيش أستاذ الحسن بعيد فعلا؟


الحسن ولد محمد: (متابعا): هذا لا ينكره أحد، بعيدا فعلا نحن لا نشكك في شرعية الرئيس وفي شرعية أسلوبه لكن الطريقة التي يدير بها البلاد والطريقة التي يدير بها الأمور هي التي لا نطمئن إليها تماما، نحن نريد نتصور أن البلد شركة بين الجميع يحتاج أن يتعاون الجميع على إدارته وأن يساهم الجميع في تنميته وفي إبعاده عن شبح الانقلابات..


علي الظفيري: طيب هذا واضح يعني الرجل عنده أغلبية برلمانية وبالتالي ليس بحاجة إلى التعاون مع المعارضة..


المختار ولد الداهي: تماما، تماما..


الحسن ولد محمد: ما المشكلة هذه..


علي الظفيري: هذا واضح، لا، قضية الجيش الآن، هل الجيش احتمال انقلاب الجيش اليوم بعيد لأن الرئيس قوي وهو قوي في المؤسسة العسكرية أم لأنه مؤمن بالعملية السياسية؟


الحسن ولد محمد: هذا رهن بالتطورات، إذا استمرينا في حكم الفرد وليس المؤسسات وليس الأحزاب وإذا استمرينا في حرب بالوكالة عن الآخرين في بلدان أخرى وإذا استمرت معاناة المواطنين وحرمانهم وعدم تكافؤ الفرص بينهم، إذا استمر الأمر على ما كنا عليه في المرات (القادمة) فلا نستغرب أن يحصل ما حصل للأسف وهذا ما لا نتمناه، لكن نريد لبلدنا، نحن الآن عمرنا حوالي خمسين سنة بعد الاستقلال عندما ننظر حصيلة هذه الخمسين سنة سنجدها هزيلة، هذه الحصيلة ينبغي أن نتعاون من أجل أن تكون بحجم هذه الأمة العظيمة وهذا الشعب المعطاء وبالتالي فأتصور أن هذا جهد لا يمكن أن يقوم به شخص واحد هذا جهد جماعي يحتاج أن يقوم به الجميع ويحتاج أن يكون ثمرة حوار وشراكة وليس ثمرة..


علي الظفيري (مقاطعا): اسمح لي فقط من أجل ضيق الوقت إذا سمحت لي فقط أسأل الأستاذ محمد المصطفى، هناك سيناريوهات عدة طرحت في هذه العملية العسكرية أن تستمر ويحقق فيها الجيش الموريتاني مكسبا وبالتالي تتعزز الحالة السياسية في البلاد والسلطة الحاكمة أم تتعرض لهزات وبالتالي يكون احتمال انقلاب -كما أشار الحسن ولد محمد- واردا، إلى أي الترجيحات تميل أستاذ محمد المصطفى؟


محمد المصطفى: الحرب الآن كما قلت لك هي حرب بين القوى الغربية والقاعدة، نحن نخوضها بالوكالة وأنا لا أريد..


علي الظفيري (مقاطعا): طيب نتيجة الأداء الموريتاني فيها؟


محمد المصطفى: يعني الآن كل شيء يتعلق بالوقت يعني في المستقبل القريب، هناك هدوء على الجبهة ما دام الرهائن الفرنسيون لم تحل مشكلتهم، ما دام هؤلاء الرهائن رهائن فلن يقوم الجيش الموريتاني بعمليات عسكرية تهدد سلامتهم لأن عملياته أصلا هي من أجل سلامتهم ولكن عندما تحل مشكلة الرهائن ففرنسا ومن ورائها أميركا لها مصالح إستراتيجية في المنطقة لها اليورانيوم في النيجر وعندها البترول في موريتانيا تقوم توتل باستغلاله ولها مصالح أخرى في المنطقة ولا تريد أن تتخلى عن هذه المسألة وبالتالي حربها مع القاعدة حرب أبدية. السؤال المطروح هو هل الموريتانيون هل الحكومة الموريتانية ستستمر في مؤازرة محاربة القاعدة من وجهة النظر الفرنسية أم هل تتراجع عن هذه الإستراتيجية وتسلك إستراتيجية جديدة؟ بالنسبة لنا في المعارضة لا نريد أكثر من أن نترك يترك الموريتانيون لكي يحاربوا القاعدة بطريقتهم الخاصة وبالتفاهم الذي تكلم عنه الأخ المختار نحن ندعم هذا الاتجاه وبالتعاون مع جيراننا في المنطقة لكن الغربيين لا يريدون هذا وهم يريدون منا فقط أن نموت من أجل الدفاع عن مصالحهم هذه المصالح التي ليست شيئا آخر غير نهب ثرواتنا، يريدون أن نموت لكي يظلوا ينهبون ثرواتنا..


علي الظفيري (مقاطعا): الأمور تتجه لاستقرار أو لعدم استقرار برأيك؟


محمد المصطفى: أبدا، أبدا..


علي الظفيري: وتقييمك كسياسي؟


محمد المصطفى: أبدا، الاستقرار في الوضع الراهن غير ممكن وهناك عنصران..


علي الظفيري: بشكل سريع لو تفضلت.


محمد المصطفى: هناك عنصران يمنعان الاستقرار، العنصر الأول هو عدم التفاهم في داخل موريتانيا على نظام الحكم الذي يجب أن يحكم موريتانيا هل هو نظام تشاوري يبعد الجيش عن السلطة وعن ممارستها أم هو نظام فردي يعني يلبس لباس الديمقراطية ولكنه في الحقيقة نظام الجنرالات، ما دامت هذه المشكلة لم تحل فالاستقرار لن يكون. كذلك الحرب، الحرب الآن مهيمنة على كل شيء، ما دامت مشكلة الحرب مع القاعدة لم تحل يعني ما دامت موريتانيا لم تسل نفسها من هذه الحرب وتعتمد على قواها الذاتية..


علي الظفيري: فهي تغذي حالة عدم الاستقرار.


محمد المصطفى: فهي تغذي حالة عدم الاستقرار.


علي الظفيري: أستاذ المختار منذ عام 2005 حدثت تحولات مهمة جدا في موريتانيا بالاختلاف عليها وبتفاصيلها الكثيرة قيل إن ثمة إيجابيات كثيرة رشحت على الساحة السياسية، اليوم الجنرال ولد عبد العزيز، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يعني أمامه فرصة تاريخية ربما لاستثمار هذه الأوضاع ولقيادة البلد والاتجاه به نحو مزيد من الاستقرار عبر حوار وطني، لماذا لا يتم استغلال هذه الحالة وهذا المخاض الطويل منذ عام 2005 وحتى اليوم لإقرار حالة استقرار سياسي نهائي متفق عليها وعليها إجماع وطني؟


المختار ولد الداهي: أوضح لك، أبدأ به لأني لن أكون كالذين يقولون أبدأ بالإجابة على شيء آخر ثم أعود إليك، أبدأ بسؤالك لماذا لا يكون حوارا وطنيا؟ أقيمت انتخابات في 18 يوليو كما قلت انتخابات نزيهة لا شبهة فيها بشهادة الجميع فرقاء داخليين ومراقبين دوليين، بعض أحزاب المعارضة -بعض ولا أقول كلهم لأن حزب تواصل حضر معنا قبل بنتائج تلك الانتخابات- رفض نتائج هذه الانتخابات، نحن قلنا لهم على كل حال إن كان لديكم مزاعم بأي ملاحظات على هذه الانتخابات فائتوا ببرهانكم إن كنتم صادقين، لم يأتوا بشيء، بعد سنة تم الاعتراف صريحا من كل هذه الأحزاب بنتائج هذه الانتخابات، رئيس الجمهورية في لقاء الشعب وقبل ذلك الأغلبية الرئاسية أيضا في أيام تسمى أيام الحكامة الوطنية دعونا للحوار، من الجزيرة التي يسمعها الكثير من الناس نقول بأن يدنا مبسوطة كل البسط للحوار السياسي الوطني الشامل الذي لا قيد فيه ولا شرط ويتطرق لكل المواضيع بما فيها وضعية الجيش بما فيها الاستقرار السياسي بما فيها الإستراتيجية الأمنية نتحدث معهم بكل شيء ما داموا اعترفوا بهذه الانتخابات. لكن دعني أعرج قليلا على ما يقال بأنه حرب..


علي الظفيري: بشكل مختصر.


المختار ولد الداهي: هناك إستراتيجية، لأننا في العمق ونريد أن نغوص في العمق، الحالة الموريتانية.. هناك إستراتيجيتان ومقاربتان لمحاربة القاعدة، مقاربة عسكرية صرفة هي التي تنتهجها أميركا وقواعد عسكرية هنا وهناك في العراق ومعروف بأنها فشلت فشلا ذريعا، وهناك مقاربة أمنية تعتمدها كل الدول لتحصين بلدنا. ونحن لا مشكلة لنا نهائيا مع القاعدة لأن القاعدة أو الذين تطرفوا فكريا أو لهم شيء من الغلو الفكري ننزع منهم ذلك لأنهم بنوه على أننا أقمنا.. أن البلد الدولة وقتها أقامت علاقات مع الكيان الصهيوني، قطعت هذه العلاقات، الحوار معهم تكريم العلماء إنشاء أكبر مسجد طباعة المصحف إقامة إذاعة للقرآن الكريم ثم الانحياز للطبقات الفقيرة والمهمشة هذا اتجاه واضح وعلني من رئيس الجمهورية ثم حكامة اقتصادية واضحة، الأموال التي كانت تذهب في الفساد وكثيرة ما هي 80% من الميزانيات هي الآن تصرف في الطرق هي الآن تصرف في الدراسات. لكن أقول لك أين المشكلة عربيا وموريتانيا هكذا، المشكلة في المعارضة لأن المعارضة لا تريد إلا أن تصل إلى السلطة فإذا لم تصل إليها غلابا تصل إليها كيدا..


علي الظفيري: المعارضة..


المختار ولد الداهي: اسمح لي أوضح لك هذه الفكرة لأنها عربيا في حالة موريتانية..


علي الظفيري: وأنا أريد أن أوجهها للحسن ولد محمد.


المختار ولد الداهي: أوصفها لك ثم يرد علي.


علي الظفيري: تفضل.


المختار ولد الداهي: المعارضة في العالم العربي لا يهمها إلا أن تصل إلى السلطة غلابا عن طريق الانتخابات فإن لم تستطع أن تصل بالانتخابات تصل إليها كيدا عن طريق المشاركة في الحكومة..


علي الظفيري: المشكلة، سامحني أستاذ مختار..


المختار ولد الداهي: لا، لا مشاركة، نحن عندنا أغلبية برلمانية مريحة نحكم هذا البلد وندعم المعارضة على أن تكون معارضة فنرسخ الديمقراطية.


علي الظفيري: المشكلة في المعارضة أولا لا تقبل هذه اليد الممدودة، ثانيا هي تقتات على حالات الانقلاب والتغير المفاجئ في الحكم وتستفيد منه وهي لا تقبل الحوار وفكرة الحوار والمشاركة وأيضا القبول بدورها وبحجمها وبحجم تمثيلها أيضا اليوم في المشهد السياسي. أستاذ الحسن باختصار لو تكرمت.


الحسن ولد محمد: أنا أربأ بكم عن هذه الصفات وأربأ أيضا بزميلي عن التهجم على المعارضة وللأسف هذه نبرة تحتمي بها الأنظمة الشمولية كل من عارضها لا بد أن يكون التركيز على كيل الاتهامات وعلى اتهام يتصورون في هذا حلولا لمشاكل البلد و.. المعارضة حريصة على مصلحة بلدها وهي التي تنبه على الفساد وهي التي تبحث عن كل ما يرفع من شأن البلد ونسمح أيضا لمن في الأغلبية أن.. ولا نصفه بهذه الصفات، لا أتصور أن الأمور تحل بهذه الطريقة بهجوم المعارضة على السلطة ولا هجوم السلطة على المعارضة، نحن عندنا أساسيات متفق عليها، الحوار طلبته المعارضة قبل أن يعلن النظام استعداده له لكن للأسف هذا الاستعداد ظل نظريا وكلاميا لم يتجسد في شيء، للأسف الأمور بيد.. أمور مركزية، يمكن الأخ المختار وقالها قبله الوزير الأول وقالها الرئيس ثم تراجع عنها، يقولون بأنهم مستعدون للحوار، المعارضة طلبت الحوار و.. الحوار قائم لكن للأسف هذا الحوار السلطة هي التي تعرقله وهي التي تقف دونه.

علي الظفيري: لسوء الحظ يعني طبعا الوقت دائما يداهمنا ولأنه وقت ضيق، قدر الإمكان مهمة هذه الحلقة أن تسلط شيئا من الضوء ربما على ما يجري هناك في موريتانيا. الحسن ولد محمد القيادي في حزب تواصل المعارض شكرا جزيلا لك ولمحمد المصطفى ولد بدر الدين النائب في البرلمان ونائب رئيس اتحاد قوى التقدم المعارض شكرا جزيلا لك، شكر أيضا موصول للسيد المختار ولد الداهي القيادي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم. وأخشى أنه وزعنا نصيب الحديث حسب التمثيل في البرلمان! شكرا لكم ضيوفنا الكرام على تلبية الدعوة وأيضا عناء السفر من موريتانيا إلى هنا في الدوحة. الشكر موصول لكم مشاهدينا الكرام، بريد البرنامج نذكركم به alomq@aljazeera.net هذه كل التحايا من الزملاء داود سليمان منتج البرنامج وجابر العذبة مخرج هذه الحلقة، في أمان الله.