صورة عامة - نقطة ساخنة - من يحكم مصر 10/12/2011
نقطة ساخنة

من سيحكم مصر ج2

تستكمل الحلقة في جزئها الثاني، مصر الحكم والاستبداد والتحرير والثورة، مصر الإخوان والسلفيين والأقباط، العلمانيون والليبراليون والإسلاميون والعسكر فوق الجميع.

– مصر بين حكم العسكر وفلول النظام السابق
– الثورة المصرية وذرائع الفتنة الطائفية

– الإخوان المسلمون وحالة الاستقطاب السياسي

– الليبراليون والعلمانيون وإقصاء الإسلاميين

– مواصفات الرئيس القادم

أسعد طه
أسعد طه

أمين إسكندر
أمين إسكندر
عبد الله السناوي
عبد الله السناوي
فهمي هويدي
فهمي هويدي
عماد جاد
عماد جاد
عبد الرحمن الأبنودي
عبد الرحمن الأبنودي

أسعد طه: أنت أنت وليس سواك، لا دونك ولا معك ولا حولك، لا فرعون ولا كهنة ولا معبد، أنت أنت وليس سواك، سيد عصرك ملك نفسك، مالك أرضك صانع حلمك، حاكمك خادمك جيشك طوعك، فلا تحزن أو ترتاب فأنت السيد وأنت المهاب، أنت أنت وليس سواك، السلام عليكم، مصر الحكم والاستبداد والتحرير والثورة، المخلوع وعياله وأعوانه والثورة المضادة، مصر الإخوان والسلفيون والأقباط، العمال والفلاحون والطلاب، العلمانيون والليبراليون والإسلاميون والعسكر فوق الجميع، مصر مَنْ ممن حكم مازال في الحكم ومَنْ ممن حرم سيأتي إلى الحكم من سيأتلف مع من ومن سيقصي من، الدولة دينية أم عسكرية أم مدنية سيداتي سادتي إليكم مصر.


أسامة الغزالي حرب/ رئيس حزب الجبهة الديمقراطية: مصر الآن في لحظة استثنائية جدا جدا من تاريخها لأن مصر الآن ببساطة شديدة بكلمة واحدة لأول مرة في تاريخها بلا فرعون، مصر دايما يحكمها فرعون سواء فرعون دا كان فرعون حقيقي أيام الفراعنة أو والي أو ملك أو خديوي أو رئيس جمهورية وفي الحقيقة كان جميعهم فرعون.


أسعد طه: رائع هذا الأمر مخيف أن يكون كل محصلة الثورة سقوط الرئيس الفرعون فيما البسطاء مازالوا يحلمون برئيس يملأ الدنيا عدلا بعد أن ملئت زورا وظلما، بسألك يا حج مين الريس الجديد اللي أنت عايزه؟


مواطن مصري أول: مواصفاته يخاف ربنا ويعرف الشعب دا فقير.


مواطن مصري ثان: أنا رأيي أن الثورة ما عملتش حاجة لغاية دلوقت لسبب واحد أنها أسقطت رأس نظام ما أسقطتش اللي فينا إحنا كشعب.


المواطن المصري الأول: دي الناس الشبعانة ما تخفش على البلد.


المواطن المصري الثاني: السادات عودنا ازاي نجيب الفلوس بالفهلوة، الثاني علمنا ازاي نأخذ الرشوة بالرشوة المباحة، خلينا زي أميركا مثلا أميركا دلوقت حاطة السلطة بالكونغرس والمجلس، الرئيس تبعهم عبارة عن بيعمل سياسات أنت اعملي سياسات وسيبنا إحنا نتصرف بالبلد تحت.


مواطن مصري ثالث: مش عايزين من العواجيز دول خالص بتوع النظام السابق دا مش عايزين حد، إحنا عايزين رئيس جديد يدير البلد ومجلس شعب جديد يتقي الله بمصر.

المواطن المصري الأول: لازم الإنسان اللي ما ينتجش رغيفه أكل عيشه ما ينتجش قراره ما يبقاش حر بقراره.


المواطن المصري الثالث: لا مفيش حاجة ما عندهمش خبرة أمال قاموا بالثورة ازاي لو ما عندهمش خبرة ما كنوش قاموا بالثورة لو ما عندهمش خبرة..


أسعد طه: هو عبد الناصر لما قام بالثورة كان عنده خبرة.

المواطن المصري الثالث: هو الشباب قاموا بالثورة ليه ما هو الشباب كله متعلم وفاهم إيه وفاهم البلد.


مواطن مصري رابع: مش إحنا جربنا ثورة 1952 ومسكتها الجيش وخدنا مدنيين وعملنا إيه النتيجة يعني طب ما نجرب دا وإحنا خايفين ليه، إحنا بالنهاية عايزينها إسلامية لا حكومة بعد الله، يحكمه بالصح والغلط وربنا قال مش أكثر من كدا مش هيبقى في بنطلونات لما تبقى الدولة إسلامية ما هو في بنطلونات وفي تمثيليات وفي كل حاجة.

مصر بين حكم العسكر وفلول النظام السابق


أسعد طه: من سيحكم مصر هو السؤال الصعب، السؤال السهل من يحكم مصر؟


عبد الرحمن الأبنودي/ شاعر عامية مصري: النظام لم يسقط بعد نحن لم نحقق ثورة على الإطلاق، نحن قمنا بالثورة ولكن لم نحقق أي من أهدافها وإن إحنا مطلوب ثورة لهذه الثورة تعيد صياغتها وتضعها على المدق الرئيسي لأن ما حدث هو يعني حول إلى انتفاضة إلى غضبة لكنه لا يحمل ملامح الثورة ونحن بعد ميدان التحرير لا نعيش واقعا ثوريا على الإطلاق بل نعيش عصر حسني مبارك المخلوع كما هو في كل مجال.


أحمد أمين/ مدون وناشط من السويس: هنا القسم الأربعين كان يوم 28 القسم دا اتحرق قسم الأربعين أصلا في السويس كان رمز للقمع والقهر والتعذيب، حكاية الناس اللي كانت تخش هنا أنا واحد من الناس المفروض تابع للقسم دا بس كنت بخاف لما حيت أطلع البطاقة خفت إني أجي أطلعها من هنا لأنه معروف اللي كان بيخش هنا كان لازم وهو خارج يلبسوا له أي حاجة حتى لو داخل يعمل محضر أو يطلع بطاقة، يوم 25 اللي فجر الأحداث أصلا إن جينا بمسيرة من عند المحافظة كنا حوالي 200 فرد جينا وقفنا هنا بره لاقينا كان اتاخذ مننا 2 أو 3 ما كنتش الفكرة إن إحنا نهاجم القسم كان أصلا الأمن المركزي واقف بره متحصن بالقسم كانوا بيضربوا علينا فكان طبيعي رد فعل إن إحنا نضرب ثاني نواجه الضرب ابتدوا كان في ضباط فوق هنا بيضربوا على الناس نار من فوق وغاز مسيل للدموع لما إحنا حاولنا نقولهم طلعوا الناس إحنا بتظاهرة سلمية وما عملناش حاجة ابتدى الضرب فينا بطريقة وحشية جدا يعني اللي كانوا قدام اتلقوا بقى مسيل للدموع واتلقوا ضرب اتلقوا مطاطي، سقط أول شهيد مصطفى رجب وبعدين سمعنا في حد ثاني مات في حد ثالث مات في حد رابع مات هو القسم دا أصلا كمان ليه خلفيات تاريخية سنة 1973 لما اليهود دخلوا السويس كانوا متحصنين هنا بالقسم دا والفدائيين كانوا بره على حدود القسم وفي السور اللي هنا كان الشهيد إبراهيم سليمان وقع عليه برضه كان اليهود ضاربينه زي ما كانوا الضباط بيعملوا فينا بـ 28 يناير نفس الضرب كان من بره لجوا.


أسعد طه: لا تذكر الثورة في مصر إلا وتذكر السويس، واحدة من المدن التي أشعلت الثورة وحافظت على إبقاء جذوتها مشتعلة، مدينة صغيرة بسيطة قاتلت الهكسوس وناضلت أيام عرابي وسعد زغلول وردت الصهاينة حين أرادوا أن يلتفوا على مصر أكتوبر بثغرة وعانت ظلم ذوي الحكم تجاهلا وإهمالا.


عبد الله كمال/ رئيس تحرير روز اليوسف سابق ومستشار الرأي الكويتية: ما جرى في مصر هو فعل ثوري لا يرقى إلى تعريف الثورة لأنه الذي تغير في مصر هو إدارة الحكم وليس نظام الحكم الذين ثاروا في الشوارع لم يدخلوا قصور ليحكموها الذين ثاروا في الشوارع لم تكن لديهم قيادة راجحة أو هكذا أريد أن أقول، لم يوجد أو لم يعلن عن برنامج اجتماعي وسياسي مناقض للواقع، الدولة لم تزل تدار وفقا للقواعد التي كانت سارية من قبل.


أسعد طه: بل هي الثورة ربما تتعثر ربما تضطرب لكنها ثورة وإن لم تصل بعد إلى السلطة.


أحمد بهاء شعبان/ قيادي يساري ومن مؤسسي حركة كفاية: الوضع في مصر الآن وضع شديد الغرابة إن لم نقل شذوذ أيضا يعني في كل الثورات يعني حينما تنتصر الثورة تصل إلى مقاعد السلطة لكي تنفذ البرنامج الذي ثارت من أجله الذي حدث في مصر مخالف لهذه القاعدة.


مصطفى النجار/ وكيل مؤسسي حزب العمال: الثورة كانت جسد بدون رأس فبعد أن انتهت أو حدث مشهد التنحي لم تكن هناك رأس واضحة يمكن أن تقطف هذه الثمرة.


أسعد طه: في البدء قال المناوئون لا مساس بالجيش أما المجلس العسكري فهو يحكم ومن يحكم يمدح ويذم لاحقا طال غضبهم المجلس والجيش، المناوئون هو الوصف الذي أطلقته المؤسسة العسكرية على معارضيها وقد ضاقت ذرعا بالهجوم عليها من السياسيين والكتاب والصحافيين.


أمين إسكندر/ وكيل مؤسسي حزب الكرامة ومن مؤسسي حركة كفاية: تحكم مصر الآن من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أخذ شرعيته من توليه السلطة عبر نقلها ليه من الرئيس المخلوع لكنه اعترف بشرعية الثورة، اعترف بشرعية غضب وانتفاضة الجماهير واعترف بمشروعية مطالبهم أيضا وأدى التحية للشهداء لكنها انحازت إلى الثورة بمزاج النظام القديم بتقليدية النظام القديم بأداء النظام القديم، أؤكد أقول حتى ببطء النظام القديم.


عبد الله السناوي/ كاتب صحفي ورئيس تحرير العربي الناصري سابقا: المجلس العسكري قوة محافظة أطاحت بمبارك للحفاظ على الدولة أو ربما لإعادة إنتاج نظام من غيره لكنها كانت أيضا تقبل الضغوطات لتحقيق بعض أهداف الثورة، كلها قرارات صدرت بالقضاء ولم تصدر بالقرارات الثورية بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة لأنه ليس قوة ثورية.


أسعد طه: دور معقد للمجلس العسكري فمن ناحية لم يبادر باتخاذ خطوة راديكالية تنتمي إلى الثورة ومن ناحية أخرى يريد أن ينظر إليه باعتباره شريكا وحاميا لهذه الثورة.

[أغنية طاطي للفنان رامي عصام]

لما تكون شغال بذمة..

خايف على مصلحة الأمة..

شغلك يطلع من غير لازمة..

عشان ما بيعلاش غير واطي..

تطي راسك تطي تطي..

أنت في وطن ديمقراطي..

ولما حاميها يكون حراميها..

وبلاده ورا ظهره راميها..

طالع نازل واكل فيها..

مسنود بالبدلة الضباطي..

تطي راسك تطي تطي..

أنت في وطن ديمقراطي..

تطي راسك تطي تطي..

أنت في وطن ديمقراطي..


عماد جاد/ باحث بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية: أنا تقديري وتصوري إن المجلس العسكري ليس لديه خبرة في الحكم وليس لديه خبرة بتكوينات وتضاريس المجتمع المصري وقواه السياسية وبالتالي بدا مرتبكا.


عبد الله السناوي: ولم تكن لهم خارطة طريق ولم تكن لديهم الكفاءة التي تسمح بامتلاك قرار طريق صحيحة وربما لجئوا إلى بعض المستشارين وأنا أظن أن الاستشارات كانت سيئة إلى الحد أن مصر ارتكبت الموبقة الأولى والخطيرة في تاريخ الثورة أن خريطة الطريق بدت مرتبكة ومتعسرة ولا نعرف إلى أين نمضي بالضبط.


أسعد طه: المجلس العسكري الحاكم بطبيعته الحاسمة وبعاداته العسكرية وتقاليده في السمع والطاعة وبتاريخه الذي يعتز به ويعتز به المصريون وجد صعوبة في التأقلم مع هذه الأجواء ومع مطالبات المعارضين له بالوفاء بتعهداته بتسليم السلطة للمدنيين.


عبد الله السناوي: بالإضافة إلى ذلك كله نحن أمام مجلس عسكري، جنرالات أغلبهم تجاوز الستين وخبرتهم الأساسية هي خبرة عسكرية تقوم على الطاعة وليست لهم سابق معرفة بالحياة السياسية يعني باستثناء إنهم كانوا بيقروا جرايد أو يتفرجوا على التلفزيون ممكن يعجبوا بمذيع معين أو كاتب صحفي كمسائل شخصية يعني يتابعون الحياة السياسية أو الإعلامية لكنهم ليس طرفا فيها وغير مصرح لهم بالانخراط فيها فكانت لديهم خطة إذا ما جرى التوريث أن يقوموا بانقلاب صريح.

[هتاف]

بنحب بلدنا، لو حتى حبسونا..


أسعد طه: المحاكمات العسكرية للنشطاء المدنيين والسماح لرموز النظام القديم بالعودة إلى الساحة السياسية والإبقاء على الإعلام المصري الرسمي كما كان في عهد مبارك والعديد من القرارات والمواقف الأخرى كل ذلك أنهك صفوف المعارضين الذين لجئوا إلى ما يشبه حرب استنزاف ضد المجلس تظاهرات واعتصامات واحتجاجات لا تنتهي.


محمد عادل/ متحدث إعلامي سابق لحركة 6 إبريل: على أصحاب البدلة الكاكي إن هم يرجعوا أماكنهم ويحرسوا البلاد عمر العسكر ما يقدر يدير الجيش قام جايب التورتة وقام حاططها في النص ثم قال الناس كله يبعد 10 متر بعيد عن التورتة وبعد كدا اللي يلحق جزء من التورتة يلحق.

الثورة المصرية وذرائع الفتنة الطائفية


أسعد طه: ثمة مقولة المصريون أخرجوا أفضل ما لديهم أثناء الثورة، وأسوء ما لديهم بعد الثورة انقساما واتهامات متبادلة بالخيانة والكفر والفسوق، بدأت الأحداث حينما تقرر إجراء استفتاء على بنود لتعديل الدستور فتخلى المجتمع المصري عن وحدته وانقسم شطرين.


فهمي هويدي/ كاتب ومفكر إسلامي: شاع بين الناس أن الكنيسة ضد التعديلات ولاحظت منابر الإعلام كلها كانت تقريبا في أيدي القوى الليبرالية التي اعتادت طول السنين اللي فاتت إنها هي القوى اللي على السطح هي اللي عبأت الرأي العام ضد التعديلات وكانت المفاجأة الكبيرة إنه نتيجة الاستفتاء كانت مؤيدة للتعديلات كانت دي أول خيط في الاستقطاب.


عماد جاد: الدين استخدم بشكل مكثف من الجانبين والحق قول نعم عشان المادة الثانية ما تتشالش من الدستور والحق قول نعم عشان الإسلام يحكم والثاني يقول الحق قول لأ حتى لا تطبق الشريعة يعني دا كان بروفة لو عايزين نزق مصر ناحية جهنم نزقها بالطريقة دي.


صبحي صالح/ محامي وقيادي إخواني: نعم حدث اصطفاف ديني يوم الاستفتاء نعم، وعلى الجانبين وعلى الفريقين يعني على الجانب الإسلامي والجانب القبطي حصل اصطفاف وعلى الجانب الذي قال نعم والذي قال لا أيضا حدث اصطفاف فلا نحاول اختزال المسألة في الاصطفاف يعني إذا كان بعض فصائل التيار الإسلامي التي نعم بدافع الشرعية وبدافع المحافظة على الهوية الأمة وكذا وكذا دا حرص على الهوية أكثر منه تصنيف مجتمعي وبالمقابل كل الأخوة الأقباط من قبل فتح اللجان كانوا راكبين في أوتوبيسات وطالعين من الكنيسة وطوابير واقفين يقولوا لأ لأنهم خايفين من علو نجم الحركة الإسلامية ويتصورون أن في ذلك خطرا على حقوقهم فهي مشاعر معتبرة مشاعر محترمة.


أسعد طه: في هذا الحي السكندري تتذكر سيد درويش حيث ولد وسيد درويش يعني ثورة 1919 يعني مسلمون ومسيحيون يعني الهلال والصليب يعني كل فريق يؤمن بما يؤمن به حتى النخاع لكنه يعيش مع الآخر ويحبه يعني المواطنة وفي هذه الثورة أنشد الشيخ الأزهري محمد عبد المطلب قصيدته الشهيرة..

كما قال الشاعر:

كلانا على دين به هو مؤمن..

ولكن خذلان البلاد هو الكفر.

إذا ما دعت مصر ابنها نهض لنجدتها..

سيان مرقص أو عمرو.


أمين إسكندر: أنا واحد من الناس تربيت وأنا بسمع والدي بيقول لي افتح يوم السبت يا ابني الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أنا ما كنتش بفهم أي حاجة بس شايف صوت جميل مش جميل في الطلب جميل في الأداء.


عماد جاد: يعني لما ييجي حد يقول لي أن المسلم الباكستاني أو البنغلادشي أقرب لي من المسيحي المصري يعني اعمل إيه طيب يعني ازاي أنا بأكل واشرب من نفس المية ونفس الأرض وبنتجند بنفس الجيش وبنروح بنفس المكتب التنسيق ويمكن نشتغل بمكان قريب ونأكل من نفس العيش وقوله لأ أنا الخواجة الأميركاني اللي عينيه خضرا دوت وشعره أصفر أقرب لي منك ازاي يعني ففكرة الوطن فكرة مهمة.

[هتاف]

الهلال مع الصليب.


أسعد طه : فإن وأدت هذه الفتنة بين المسلمين والمسيحيين أطلت برأسها فتنة أخرى.


مصطفى النجار: أنا قلق من حالة الاستقطاب بين التيار العلماني والتيار الإسلامي في مصر وهي حالة سلبية جدا لن تفيد أي من التيارين ولن تفيد مصر لأن مصر يعني لا يمكن أن تستبدل حالة الاستقطاب التي كانت موجودة بين الحزب الوطني والإخوان بحالة استقطاب ما بين الإخوان وبين القوى الليبرالية.


أسعد طه: لكن ذلك ما حدث وما يحدث وفي التفسير ما يؤلم.


صبحي صالح: من 25 يناير إلى 13 فبراير كانت كل مصر بتقول يا للي ارحل، وترفع راية واحدة ومطلبها واحد فعندما خرجنا من ميدان التحرير عدنا إلى حالنا قبل الثورة اللي له قاعدة شعبية له واللي ما لوش ما لوش، عاد اللي له وزن له وزن واللي صفر صفر اللي ما كنش موجود رجع ما كنش موجود اللي كان له تاريخ رجع بتاريخه.


عماد جاد: إحنا عارفين إنه الجماعة كجماعة لم تشارك في ثورة 25 بدأ تسجيلهم يوم 28 وكانت أول من غادر الميدان إلى عمر سليمان للحوار كويس فيعني هي بدأت متأخر وخرجت بدري ظنا منها أولا لأنه كان في حالة من حالات الغطرسة وغرور القوة.


أحمد بهاء شعبان: من يتصور أنه سيرث الحزب الوطني في الاستبداد بمصر القادمة وتوزيع الأدوار والاستئثار بأغلبية الكعكة أعتقد أنه يخطئ خطأ جسيما كما أخطئ الحزب الوطني في تعامله مع الشعب المصري.

[هتاف]

إحنا شعب مية مية، إحنا شعب مية مية.

الإخوان المسلمون وحالة الاستقطاب السياسي


أسعد طه: زاد الاستقطاب وغابت صورة التحرير العظيمة التي كانت فيها كل فصائل المجتمع يدا واحدة وقاطع الإسلاميون أغلب تظاهرات القوى الأخرى المناوئة للحكم العسكري، فسر البعض ذلك بالحكمة وفسره آخرون بالانتهازية والاستكبار والشعور بالتمكين.


صبحي صالح: تمكين مين الإخوان بيعيشوا مرحلة العودة إلى الحياة إحنا كنا محرومين من الحياة إحنا ما كناش مواطن درجة ثانية ولا ثالثة ولا رابعة ولا خامسة، إحنا كنا بنعيش جماعة محظورة، ممنوع من الإعلام، ممنوع من الوظائف، ممنوع من الترقي، ممنوع من القضاء ممنوع من الوظائف الدبلوماسية، ممنوع من الوظائف العسكرية، يعني مش مواطن خالص حاجة كدا ما لهاش لازمة.

[هتاف]

حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل.


صبحي صالح: وكان كل شيء فيه مستباح يتسلط علينا ويتفتش بيته ويتقبض عليه من غير مناسبة وتصادر أمواله من غير مناسبة ويحال لمحاكم عسكرية من غير مناسبة ويحاكم محاكمة بلا ضمانات ومن غير مناسبة فإحنا بنعيش مرحلة العودة للوطن بس.

[فاصل إعلاني]


عبد الله كمال: الإخوان لديهم إحساس منتشي بانتصار ما تحقق على نظام 1952 بشكل أو بآخر ولديهم إحساس منتشي بأنهم حققوا ما لم يتمكنوا من تحقيقه منذ تأسسوا سنة 1928 لكن لديهم عقدة تاريخية جوهرية لم تجد حلا حتى الآن أنهم كلما صعدوا فإنهم يصعدون إلى الهاوية حدث هذا في 1948 وفي 1952 وفي 1954 وفي 1665 وفي 1981 وفي 1987 وحتى في 2005.

[هتاف]

الشعب يريد تطبيق شرع الله، لا إله إلا الله، بالروح بالدم نفديك يا إسلام


أسعد طه: التيار الليبرالي لجأ إلى فزاعة المخلوع وهي تخويف المجتمع من تبعات وصول الإسلاميين إلى الحكم فيما تصريحات وسلوك بعض فصائل الإسلاميين تؤكد مخاوفهم.

[هتاف]

قادم قادم يا إسلام حاكم حاكم يا قرآن..


طارق الزمر/ عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية: أنا رأيي أن ليس المجتمع المصري هو الذي يتخوف، الذي يتخوف من وصول الإسلاميين للحكم هم قلة مثقفة تعلمت تعليما غربيا ولم تقرأ أو تتفقه في فقه السياسة الإسلامية، ولهذا فإنها تنظر إلى السياسة الإسلامية من الخارج وتزعم أن الدولة الإسلامية هي دولة دينية وهذا غير صحيح على الإطلاق.


أمين إسكندر: أنا أميل إلى فكرة أن الدستور لا بد أن يكون دستور دولة مدنية وأنا لا أرى في الإسلام وأنا قارئ كويس في تاريخ الخلافة وفي تاريخ الإسلام السياسي لا أرى دولة دينية، أنا أرى دولة مدنية ببساطة بشروط العصر.


صبحي صالح: لا الدولة الدينية اسمها في المصطلح ثيوقراطية (Theocratic) اللي هو الحق الإلهي، الدولة الإسلامية ليست دولة دينية، الدولة الإسلامية دولة مدنية وفق المعايير الحديثة لكنها منضبطة بمرجعية إسلامية تحافظ على هويتها وانتسابها الحضاري والثقافي لكن ليست قائمة على الحق الإلهي.


رفيق حبيب/ مفكر مسيحي ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة: الاختلاف هل تكون الدولة قائمة على المرجعية العلمانية أم المرجعية الإسلامية، الكثير من النخب العلمانية لا تريد أن تستخدم كلمة علمانية لأنها كلمة مرفوضة في الشارع المصري وبالتالي تستخدم كلمة مدنية بدلاً لها وتظل تجادل أن الأحزاب القائمة على المرجعية الإسلامية لا تتوافق مع مدنية الدولة، وهي تقصد في الواقع أن هذه الأحزاب لا تتوافق مع العلمانية.


يحيى الجمل/ نائب رئيس الوزراء السابق: الدستور التركي يخلي الجيش ضامن لمدنية الدولة ممكن أن يوضع نص أن الجيش يضمن ديمقراطية ومدنية الدولة وممكن أيضاً أن نقول أنه مدنية الدولة تتوقف على مدى إيمان الناس بمدنية الدولة، لأنه أنا دائماً أقول لا يوجد أسوأ من الدولة البوليسية إلا الدولة الدينية وليس في الإسلام دولة دينية، الدولة الدينية يمكن موجودة في بلدين دلوقت في العالم، إسرائيل وإيران.


أسعد طه: سؤالٌ ما هي الضمانات التي يقدمها الإسلاميون للحفاظ على ديمقراطية مصر الجديدة إذا ما وصلوا إلى الحكم؟


عبد المنعم الشحات/ متحدث باسم الدعوة السلفية: لماذا يطالب الإسلاميون عموماً والسلفيون خصوصاً بتقديم ضمانات، بينما الأطراف الأخرى لا تقدم ضمانات وهي التي بدأت بممارسات ديكتاتورية من الآن حين تحاول أن تلتف على نتائج التعديلات الدستورية وتحاول أن تفرض مسار غير المسار الديمقراطي، وعموماً الضمان بالنسبة للسلفيين خصوصاً أنهم بالفعل عبر تاريخهم كانوا يزهدون في حكم يكون المحكومين فيه غير موافقين على ما يطرحونه ويقولون أن في هذه الحالة ينبغي أن نمارس الدعوة التربية التي كنا نمارسها عبر التاريخ.


طارق الزمر: والله أنا بعتبر هذه من أهم النكات التي أُطلقت خلال الثلاثين سنة الماضية، لأنه في الوقت مثلاً الذي شهدنا انقلاباً على الديمقراطية الإسلامية في الجزائر بعد اقتراب الإسلاميين للوصول إلى السلطة يعني كثير، وشهدنا انقلاباً على ديمقراطية حماس ووصولها إلى الحكم في فلسطين، أتعجب ممن يقول أن الإسلاميين هم الذين من ينقلبون على الديمقراطية، الحقيقة أن الإسلاميين هم ضحايا كل الانقلابات في المنطقة خلال الستين عاماً الماضية.

[النشيد الوطني المصري]

مصر يا أم البلاد

أنت غايتي والمراد

وعلى كل العباد

كم لنيلك من أيادي

الليبراليون والعلمانيون وإقصاء الإسلاميين

أسعد طه: ليس الإسلاميون وحدهم وإنما كل التيارات والأحزاب والجماعات في مصر يجري الآن نقدها وتقييمها وكأن الثورة التي ما زالت مستمرة أرغمت كل مصر على أن تراجع كل ماضيها وحاضرها تهيئة واستعداداً لمستقبلها فطالت الانتقادات كذلك التيارات الليبرالية والعلمانية.

[مقطع من قصيدة الدايرة المقطوعة لشاعر العامية المصري عبد الرحمن الأبنودي]

كما قال الشاعر:

إذا مش نازلين للناس فبلاش..

والزم بيتك..

بيتك.. بيتك..

وابلع صوتك..

وافتكر اليوم ده..

لأنه تاريخ موتى..

وموتك.

إذا مش نازلين للناس فبلاش..

مادام الدايرة ما كاملاش..

والحاجة ماتاماش..

وأصحاب الحاجة ماعارفاش..

إيه المعني..

وأي بطولة..

فإن حياتنا..

وأحلا سنينَّا..

يروحوا بلاش؟

حاجة ما راكباش!!

الله يخرب بيت الفكر..

وبيت اليوم..

اللي ورانا الفكر..

لئن الفكر كتاب..

وعويضة..

حياته هباب وتراب.

عايش زمنه الكداب..

زى العادة ـ مرتاب!!

كنكة على دِمْس..

ونفَس..

مقطوع في الغاب..

ما شبعناش عنه بُعد..

وهوه..

ما شبعش غياب!!


عمرو الشبكي/ كاتب ومفكر سياسي مصري: جزء من مشكلة خطاب التيارات المدنية أنه لا يحاول تطوير خطابه لا يحاول أن يكون أقرب ويتفاعل مع الناس ومع همومهم اليومية ويكتفي بانتقاد الإخوان وهذا لا يبني تيارا سياسيا ولا يبني مشروعا سياسيا.


عبد المنعم منيب/ باحث في الشؤون الإسلامية: إحنا لو شفنا التاريخ الحديث ما فيش زعيم علماني حاز بقبول شعبي بسبب علمانيته إنما بسبب خطابه اللي هو مش علماني، خطاب مرتبط بحاجة معينة، ظروف معينة تاريخية زي مثلاً سعد زغلول كان مقاومة الاستعمار، كذلك عبد الناصر، عبد الناصر علماني لكن هو الناس مش التفت على خطابه العلماني إنما الناس التفت على خطابه القومي والعروبي ومقاومة الامبريالية والاستعمار وإسرائيل ومشكلة فلسطين وهكذا.


أسعد طه: نصيحة إذا سئمت من التناحر الذي يعانيه الصف الوطني أو إذا أصابك يأس أو إحباط من تجاوز هنا أو تراجع هناك، فاذهب إلى السويس لتسترد عافيتك الثورية.

[أغنية لفرقة أولاد الأرض]

استشهد والله وفايدي اكفاني..

فداكي وفدا أهلي وبنياني..

أموت ويا صاحبي قوم خد مكاني..

دا بلدنا حالفة ما تعيش غير حرة..

قدمت بيتي وسكيت دكاني..

يا شطي وبحري وشبكي وسفينتي..

يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي..

استشهد تحتك وتعيشي أنت..

يا بيوت السويس..

يا بيوت السويس..


مواطن مصري من السويس: السويس لها تاريخ كبير وعمرها ما هتتنازل على إنها تكون رأس حربة وأنا سمعت المقولة ديه في التحرير، رأس حربة للثوار المصريين كلهم.


مواطن مصري ثاني من السويس: الجيش متخوف من حاجتين، دوره في السلطة إيه بعد ما ييجي رئيس مدني ثم أن الرئيس مكاسبه هتروح فين، ثم نمرة 3 وهي مهمة عنده، طب ربما ييجي حاكم في مصر يحاكم الناس ديه على فساد يتكشف ربما، نكتشف أن الجيش كان فيه فساد أدى أن الجيش المصري ينعطف لصالح إسرائيل، أدى لأن أميركا تبقى هي المصدر الوحيد للسلاح، السلاح اللي يحولونه بعد كده إلى خردة يدوه لأحمد عز يعمل بيه حديد تسليح.


مواطن مصري ثالث من السويس: يعني ثورة إيران أعدمت 600 ألف، الثورة الروسية أعدمت ملايين، الثورات ديه لأن الثورات بتحل طبقة اجتماعية محل طبقة اجتماعية أخرى، إنما الثورات الديمقراطية المفترض إن هي في الآخر بتهد أركان نظام الاستبداد القديم كي تبني نظاماً ديمقراطياً حديثاً في ده مش مطلوب أن تكون الثورة دموية..


مواطن مصري رابع من السويس: السعودية مش مصلحتها أبداً إنه يقوم نظام ديمقراطي جنبها في المنطقة.


مواطن مصري خامس من السويس: الشباب اللي مات والناس اللي ادت حياتها عشان خاطر التراب، ما إدتش حياتها عشان تشيل حسني مبارك أو تشيل خمس أو ست وزراء أو الكلام ده لا.


مواطن مصري سادس من السويس: وغالباً في السويس اللي يملك المنابر هو اللي يملك الشارع.


مواطن مصري سابع من السويس: الشعب المصري، الدين عنده بالسليقة، الحياة عنده بهدوء الحياة جميلة، الحياة عنده إنه هو يأكل ويشرب وينام ويخرج ويتفسح ويروح وييجي وعايش ببساطة شديدة جداً مش عايش بتعقيدات، مش عايز حد يفرض عليه بسلطة معينة وحاجات زي كده.


مواطن مصري ثامن من السويس: أعتقد أن الرئيس القادم لا بد أنه يفهم في ذهنه أساساً إنه هو رئيس لدولة مؤسسات وليس رئيس ليحكم شعب.


مواطن مصري تاسع من السويس: لازم يعرف إن هو مجرد موظف في الدولة وليس ديكتاتور أو صاحب سلطة مطلقة إنه هو محاسب لازم يحاسب زيه زي أي حد في البلد.


مواطن مصري عاشر من السويس: الكاريزميات خلصت في العالم نهرو، وعبد الناصر غاندي هكذا يعني والرئيس الأبوي خلص لأن نظام القبيلة انتهى من بدري، الرئيس الأبوي اللي يحمل هموم الوطن ويشرّح كل حاجة ده برضه أعتقد أن الشعب المصري كان مشكلته أنه يبلغ سن الرشد وأن المسؤولين عنه يعلموا ذلك، يعلموا أنه هو بلغ سن الرشد.

مواصفات الرئيس القادم


أسعد طه: الرئيس الفرعون لا مكان له في مصر الجديدة انتهى، أقسم الناس ألا يصنعوا بأيديهم مرة أخرى صنماً ثم يعبدونه، الرئيس هو خادم الشعب يأتمر بأمره ويخضع لإرادته وإلا فإن التحرير ليس ببعيد.


حمدين الصباحي/ مرشح الرئاسة: أنا ابن فلاحين وأظن أن الفلاحين والعمال وشرائح الطبقة الوسطى التي ظُلمت بشدة في عقود سابقة لديها أشواقها المشروعة لأن تحصل على نصيبها في الثروة وفي السلطة وأن تصوغ هذا الوطن بما يكفل كرامتها وكرامة هذا الوطن، في السياسة الداخلية سأبدأ بحزمة قرارات متعلقة بالاستجابة لأحلام فقراء مصر في عيش كريم، في السياسة الخارجية أنا عاوز أبادر بالدعوة لإقامة منظمة جديدة إقليمية لدول حوض النيل تؤمن علاقات مستقرة ما بين دول النيل كله قائمة على الاحترام المتبادل، وأريد أن أبادر بحوار عربي جاد مع كل الأقطار العربية هدفه أن نستلهم التجربة الأوروبية في إقامة اتحاد أوروبي ويبحث عن آليات جديدة لإقامة علاقات عربية تقوم على أساس الثقافة المشتركة وهي حقيقة مؤكدة، كيف نعكسها في نظام تعليم، ثالث حاجة تهمني في السياسة الخارجية أن، أريد أن أقيم علاقة ما بين المثلث العربي التركي الإيراني وهو قلب العالم الإسلامي.


عبد المنعم أبو الفتوح/ مرشح الرئاسة: أنا بتصور النموذج التركي نموذج ناجح لأنه أنموذج قريب من اللي أنا بؤمن فيه وهو نموذج عملي يعني حينما يغيب عن الناس أن أعظم ما جاء به الإسلام هو الحرية والعدل والرفاهية، بركز على أربع قضايا مهمين: قضية الحرية وتعميقها بآليات وقوانين ولوائح ونصوص تمر من خلال البرلمان المنتخب وعنا قضية استقلال القضاء، لأنه لا تقدم من غير حرية والعدالة، لا بناء ولا رفاهية من غير حرية وعدالة، الأمر بناء على الحاجتين دول وتعميقهم، تعميقهم بآليات محددة، الإيمان بالبحث العلمي والتعليم وبالرعاية الصحية.


محمد سليم العوا/ مرشح الرئاسة: الشعب ينتظر اهتماما حقيقيا بقضايا الإنسان المصري، ينتظر اهتماما حقيقيا بقضية الاقتصاد وليس اهتماما مظهريا ينتظر رئيسا يحافظ على كرامة البلاد وكرامة كل مواطن فيها سواء كان مقيما داخلها أو مقيما خارجها، ينتظر رئيسا يقيم توازنا حقيقيا بين حق البلد وحقوق الدول الأخرى في التعامل الاقتصادي والسياسي والعسكري والتجاري بينها وبين غيرها من الدول.


عمرو موسى/ مرشح الرئاسة: قراري الأول إلغاء قانون الطوارئ إن لم يكن قد ألغي، قراري الأول أو الثاني هيكون إعادة النظر في غابة القوانين، غابة القوانين اللي صاغها درزية القوانين ووضعت في كل قانون استثناء أو سبوبة زي ما بقولوا فنشرت الفساد، دية يجب إعادة النظر فيها فورا، إذا انتخبني الشعب المصري سأبدأ بأن أقلب الإدارة المصرية واحد إلى ورشة إلى ورش عمل كبيرة ورشة ضخمة جدا، فيها ورش بتشتغل على كل نواحي الحياة لإعادة البناء، وكذلك الوضع الاقتصادي وكيفية التعامل معاه، إيه هي السياسة الاقتصادية اللي هنعملها، ثم الأوضاع الأخرى الخاصة بالسكان، والفقر، الفقر اللي النهارده واصل إلى فوق الأربعين في المية.


أسعد طه: غير أن لكل واحد من المرشحين للرئاسة نقطة ضعف ينفذ إليه من خلالها المهاجمون، على سبيل المثال يهاجم أحدهم من باب أن لا خبرة إدارية له.


حمدين الصباحي: لا أعتبر هذه أحد مؤهلات الرئيس، مش عارف امتى نيلسون مانديلا كان عنده خبرة إدارية لكي يقود جنوب إفريقيا على سبيل المثال، ولا متى كان جمال عبد الناصر ذو خبرة إدارية ليقود أهم تحول في تاريخ مصر، وأهم مشروع بعد مشروع محمد علي في التاريخ المصري الحديث، وبالتأكيد أنا أعي جيدا أن آخر رئيس عاجب أصحاب هذا النقد هو أوباما، وعاوز أسألهم هو كان عنده إيه خبرة إدارية أوباما في إدارة الدولة في أميركا، كان سيناتور زي ما أنا كنت نائب للشعب عشر سنوات، أعتقد أن ما تحتاجه مصر في الرئيس وضوح رؤيته وانحيازاته الاجتماعية.


أسعد طه: ومرشح آخر لأنه محسوب على النظام القديم.


عمرو موسى: ودا في تناقض يا أخي، اختيار رئيس الوزراء الجديد كان أيضا عضو في النظام القديم، ووزير من الوزراء هو عضو في الحزب الوطني، على الأقل ما كنتش عضو في الحزب الوطني، معيار واحد، ما تسألنيش هذا السؤال، إذا كان آخرين قبلوا بنفس إن لم يكن أكثر من المواصفات دي، إنما هو إحنا كنا قاعدين يعني ما بنشتغلش، ما كل الشعب المصري كان بيشتغل بيشتغلوا في عصر حسني مبارك، إنما كان لنا مواقفنا اللي أدت إلى الإبعاد إلى الإقصاء إلى الخلاف إلى إلى إلى غيره ويعني هذه الظروف والشعب يحكم، ارجع لخطبتي سبع أيام قبل الثورة في قمة شرم الشيخ الاقتصادية اللي كان موجود فيها الرئيس السابق ورؤساء كثيرين وأمراء وملوك، لما قلت إن ثورة تونس ليست بعيدة عن هنا وكررتها مرتين.


أسعد طه: فيما يهاجم هذا المرشح لتردي علاقته بالأقباط.


محمد سليم العوا: إن علاقتي بالأقباط علاقة وطنية قديمة ومستمرة أصفها دائما بأنها لا تنقسم ولا تنفصم، لا هنبقى دولتين ولا هنعيش في دولة واحدة لكن ما حدش فينا بيكلم أخوه هذا لن يقع، تقع بعض الأحداث زي الكلام اللي قاله الآن ابيشوى عن القرآن الكريم وعن العرب ووجودهم في مصر تقتضي تصويبا تاريخيا أو تصويبا علميا دينيا، تصديت للتصويب التاريخي والتصويب الديني وإذا تكررت مثل هذه الأحداث سأتصدى لتصويبها فليس هذا بيني وبين الأقباط، ملايين الأقباط لأ هذا بيني وبين شخص منهم قال كلاما خطأ في العلم وخلا من خطأ في التاريخ بينا بالدليل العلمي خطأه دا كل الإشكال فيش إشكالية أكثر من كده.


أسعد طه: سألت هل تسمح الولايات المتحدة الأميركية بوصول رئيس إسلامي إلى قمة السلطة في مصر؟


عبد المنعم أبو الفتوح: بعد الثورة لا يجوز أن نسمع بمثل هذه السؤال، بعد الثورة لا يجوز أن نسمح بعد دماء الشهداء وبعد نزول ثمانية عشر مليون مصري من أجل أن يستردوا وطنهم المخطوف من عصابة حسني مبارك وتبعيته لقوى خارجية لا يجوز بعد هذا الوقت أن نقول تسمح أميركا أو لا تسمح وتسمح إسرائيل أو لا تسمح، صاحب الحق في حكم مصر هو الشعب المصري ولا أحد سواه، وشعب الحق في تحديد رئيس مصري من عدمه هو الشعب المصري ولا أحد سواه


أسعد طه: المرشحون لمنصب الرئيس كثيرون غير أن هناك آراء متشائمة بشأنهم.


عمار علي حسن/ باحث في العلوم السياسية: البعض يقول على المرشحين حتى الآن إنهم لا يصلحون فهذا لا يريد حاكما موظفا يعمل عندنا عند الشعب المصري الذي أقام ثورة كبيرة لكنه يريد إما حاكما ملهما أو حاكما فوق الشعب أو حاكما لديه صلاحيات كبيرة حتى يسيطر على الأوضاع القائمة، هذا فريق لا يزال قائما في المجتمع المصري ينتظر مخلص أو الحاكم الإله أو شبه الإله أو الرئيس صاحب الصلاحيات الواسعة أو الصلاحيات شبه الإمبراطورية.


عبد الله كمال: الوضع في مصر سوف يبقى ساعيا للاستقرار دون أن يبلغه في الخمس سنوات المقبلة.


الكابتن غزالي/ شاعر المقاومة الشعبية بالسويس: أنت عارف دايما الهبات التاريخية اللي زي الثورة الجميلة بتاعتنا دي، دايما يفكر فيها الحالمين يعني ويقودها المجانين مش كدا ولا إيه ويجني ثمارها الانتهازيين، الحذر من اللي هيجي الآن ونحن نقترب من مصر جديدة وفكر جديد وناس جديدة الصعوبات البادية والفزاعات اللي ينشرها الإعلام اللي بالهوا دا ببلاش وكل ده هيأخذ لفته ويتعب ويوقع.


محمد القصاص/ ممثل شباب الإخوان سابقا والمرشح الحالي لمجلس الشعب: النموذج لشباب التحرير استطاع أن يتآلفوا وأن يتحالفوا وان يتعاونوا مع بعض دا كان له حاجتين، الحاجة الأولانية أنهم كانوا ينظرون إلى تغليب المصلحة العامة وينظرون إلى تغليب المصلحة الوطنية بعيدا عن الأيديولوجيات التقليدية وبعيدا عن أمر ثاني آخر أنهم لم يحملوا أنفسهم بتاريخ الصراع القديم بين أصحاب هذه الأيديولوجيات أو بين القيادات القديمة.


إسراء عبد الفتاح/ ناشطة بحركة 6 إبريل: أنا متفائلة بعد انتهاء مرحلة الحكم العسكري ورجوعه إلى ثكناته وأن يكون عندنا رئيس ومجلس شعب شايفة إن المرحلة دي هتبقى مرحلة التحول فعلا الديمقراطي.


عمار علي حسن: بعد الثورات السياسية تبدأ الشعوب تنشغل بثورات فكرية وثورات اجتماعية وثورات اقتصادية تنهي الهوة الكبيرة بين الطبقات، ثورة مصر بدأت في هذا الطريق الآن هناك جدل حول هذه الآراء، وأعتقد أن الجدل هو بداية الفعل في البدء كانت الكلمة.


فهمي هويدي: الآن المجتمع استيقظ ومحتاج إنه هذه اليقظة تتشكل في أوعية، هذه الأوعية تبقى معبرة لأنه أنا مش مضطر أعمل إضراب على شان أو اعتصام أنا لو عندي نقابة قوية تستطيع إنها تقدم مطالبي للشركة أو المؤسسة أو الدولة فنحن لدينا فرصة تاريخية الآن لكي نشكل خلايا للمجتمع قوية تجعل صناعة الفرعون صناعة مستحيلة.


عبد الرحمن الأبنودي: يعني ما حدش بيعمل الثورة لوحده الشباب عرف يعني كان طبعا ماليه الفخر ماليه الإحساس بالزهو، ولكن اكتشف أنه لا يستطيع أن يصنع الثورة الحقيقية، هو قدر يوقع السلطة لكن الثورة قلب تربة، تقلب التربة تعرضها للشمس والهوا وتعيد الزراعة فيها ثاني، لوحده ما يقدرش لازم ده وجنبه الثاني وجنبه الثالث وما فيش حاجة اسمها اتجاهات وبعدين قبل دا وبعد دا كله لازم شعبك يكون معاك.

[قصيدة للكابتن الغزالي- شاعر المقاومة الشعبية بالسويس]

كما قال الشاعر:

ولا عمر راية النصر هتفارق جبينك يا وطن..

إحنا فداك ولا عمر دقت كعبنا..

فوق أرضنا تفارق خطاك..

الشعب هو البندقية..

والمدافع والرصاص..

إحنا الشباب الفدائية جند المقاومة والخلاص..

ولا عمر راية النصر هتفارق جبينك..

ولا عمر الصعب يهزنا..

يا شعبنا قوم للكفاح نفدي العروبة دمنا..

مصر أمنا عاشقة الصباح..

والله ندفع عمرنا فدا كل شبر فأرضنا..

يصبح براح..

ولا عمر الظلم دام على أرضنا..

اسأل تاريخنا والزمان على أرضنا..

يا ما انهزم مغول تتار فرس ورومان..

الشعب عمره ما ينهزم..

ونقول خلاص..

تشهد آثارنا بمجدنا وبزندنا نجيب الخلاص..

ولا عمر راية النصر هتفارق جبينك..


أسعد طه: من سيحكم مصر، التحرير يحتكر الإجابة، الناس، الشعب، العمال، الفلاحون، الطلاب، الموظفون، الأطفال، النساء، الرجال، الشيوخ، الوجوه نفسها التي أسقطت المخلوع، هؤلاء البسطاء الطيبون، الهامات التي استردت كرامتها لن تسمح بعودة الأصنام، فليحكم مصر من يحكم، القرار لن يكون في يده، القرار بات في أيدي أصحابه، توغل برفق في زمنها الجديد بمينا وعمر بيمينها ويسارها، بفوقها وتحتها أي منهم يفوز، مصر تنتصر، مصر أخيرا لا تبكي ولا تنتحب، مصر أيها السادة ولأول مرة تنتخب، السلام عليكم.