من واشنطن

قضية خاشقجي بعد انتخابات الكونغرس الأميركي.. هل ستبقى حية؟

تناولت هذه الحلقة من برنامج “من واشنطن” قضية اغتيال جمال خاشقجي في ضوء نتائج انتخابات الكونغرس الأميركي، بعد أن شغلت بال قطاع واسع من الأميركيين لعدة أسابيع.

شغلت قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول بال قطاع واسع من الأميركيين لعدة أسابيع. ويتوقع أن يتحرك الكونغرس الجديد بشأن هذه القضية ومراجعة العلاقة مع السعودية، بل وعموم ملفات السياسة الخارجية والطريقة التي تدار بها.

ومع أن السعودية لها شبكة كثيفة من المصالح مع أميركا فإن الحزبين الجمهوري والديمقراطي متفقان على أنها لم تعد صديقة أو -على الأقل- ولي عهدها محمد بن سلمان لم يعد كذلك، وستكون هناك تشريعات مضادة لها ما دام هو وليا للعهد.

حلقة (2018/11/9) من برنامج "من واشنطن" ناقشت هذه القضية مع ضيوفها متسائلة: إلى أي مدى سيظل خاشقجي أولوية في الكونغرس الجديد؟ وما حدود التحرك الذي يمكن الرئيس دونالد ترامب القيام به تجاه السعودية؟

قضية لن تموت
يرى الناشط والمحلل السياسي خالد صفوري أن ترامب إذا أراد فرض عقوبات محدودة فإن مجلس الشيوخ سيوافق عليها ولكن مجلس النواب سيعارضها، وما سيحدد الموقف الأميركي هو المسار النهائي للتحقيق لأن تركيا لم تعط النتائج النهائية حتى الآن. وإذا كان هناك تورط لأشخاص غير الـ18 المعروفين وكان بينهم مسؤولون كبار كولي العهد فسيكون هناك موقف موحد للكونغرس، وحتى ترامب سيُجبر على الانسجام معه.

وأضاف أن حادثة خاشقجي لن تموت لأن وراءها صحيفة واشنطن بوست التي توعدت بعدم تركها لأنه كان كاتبا فيها، ولذلك فإن القضية ستبقى حية لدى الكونغرس الجديد حسب تعهد كثير من النواب، وإذا كان الشارع الأميركي ليس معنيا بها فإن النخبة في واشنطن تتابعها باهتمام.

وأكد صفوري أن الديمقراطيين قد يحققون في تضارب مصالح ترامب مع السعودية وذلك سيضره كثيرا. وإذا ثبت تورط أعلى هرم السلطة السعودية فإن الكونغرس سيتخذ موقفا ضدها لأن المبادئ لها ضغطها الكبير على المصالح.

ويعتقد الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن حسن منيمنة أنه يجب التمييز بين ما يقوله ترامب للتنفيس الإعلامي وما يقوله للتنفيذ وتوطيد موقفه السياسي، ذلك أنه واجه أزمة ردة فعل اجتماعية إعلامية كبيرة على مقتل خاشقجي وكان مضطرا لمسايرتها حتى يحقق فيها الهبوط الهادئ، وهو لم يحمل القيادة السعودية بشكل قطعي بل قال إنه يثق فيها، وبالتالي ليس هناك افتراض لدى الإدارة بتورط بن سلمان شخصيا.

العدالة والمصالح
وأوضح منيمنة أن موضوع خاشقجي أصبح شأنا خاصا لا عاما وليس أولوية أميركية، وقدرة نواب الكونغرس على اتخاذ موقف بشأنه ليست ثابتة بل تتراجع حسب أولوياتهم لأن الكونغرس انتُخب لاهتمامات داخلية، لكن يمكنهم استخدام هذه القضية ضد إدارة ترامب حسب التحقيقات فيها ونتائجها النهائية. وشدد على أن المسألة تتطلب المتابعة أخلاقيا لكنها واقعيا لم تعد في صدارة الاهتمام الأميركي.

أما رئيس تحالف أميركا منتصرة ستيف روجرز فيقول إن الكونغرس الجديد فيه معتدلون من الديمقراطيين المنتخبين وسيقفون مع الرئيس ترامب الذي "يتحلى بالحكمة"، وهو سيطّلع على المعلومات الاستخبارية كاملة ثم يتخذ وفق ذلك موقفه النهائي.

وبشأن اتهامات الديمقراطيين لترامب بأنه لديه المعطيات الكافية لكنه يماطل في القضية؛ أوضح روجرز أن الديمقراطيين يقولون ذلك ولكن المعلومات المتاحة للرئيس ليست عندهم، ويجب على إدارته اتخاذ قرارات تخدم العدالة ومصالح الشعب في الوقت نفسه. وأكد أن الكونغرس سيوافق ترامب في موقفه من السعودية ولن تحدث أي تغييرات في مسار الرئيس وسياسته.