من واشنطن

المسلمون.. من جنازة محمد علي إلى هجوم أورلاندو

سلطت حلقة (14/6/2016) من برنامج “من واشنطن” الضوء على تداعيات هجوم أورلاندو على الصورة المشرقة التي عكستها جنازة الملاكم العالمي محمد علي كلاي عن المسلمين.

تناولت حلقة (14/6/2016) برنامج "من واشنطن" جنازة الملاكم العالمي محمد علي كلاي وما قدمته من صورة وطنية جامعة وتسويق لقضايا المسلمين في الولايات المتحدة، وتداعيات هجوم أورلاندو على الصورة المشرقة التي عكستها هذه الجنازة عن المسلمين، وكيف أعاد الحدث قضية العداء للمسلمين إلى الواجهة.

أستاذ الدراسات الأفريقية في جامعة ميزوري، الدكتور عبد الله علي إبراهيم وصف سيرة محمد علي بأنها نموذج قيادة مميز لا يخصّ المسلمين وحدهم، بل كل الأميركيين المضطهدين في هذه البلاد، مؤكداً أن هذا النموذج ساهم بشكل إيجابي في تحسين صورة المسلمين في الولايات المتحدة.

 بدوره الدكتور محمد أبو صالحة، والد يسر ورزان ضحيتي هجوم جامعة تشابل هيل في ولاية كارولاينا الشمالية، تحدث عن كيف أن جنازة محمد علي جاءت لتضع قضية المسلمين في الواجهة مجدداً، واستجلبت لها الكثير من المدافعين عنها في وجه الخطاب العنصري الذي تطرحه أطياف من الحزب الجمهوري وإعلام اليمين المتطرف ، كما قال أبو صالحة إن عائلته المكلومة قد تعلمت من محمد علي أن لا تنهار تحت الضغط، وإنها بناء على ذلك استمرت بتقديم العمل الخيري.

 أما أمين عام شبكة صنّاع السلام الدينيين والتقليديين، محمد السنوسي فتحدث عن نضال محمد علي وكيف أنه غيّر وجه أميركا، فهي اليوم أكثر تسامحاً وانفتاحاً بسبب نضالات هذا الرجل وأمثاله، ووصف الملاكم العالمي بأنها وحدت المسلمين معاً، كما قربتهم من الأميركيين على اختلاف انتماءاتهم كونه شخصية محبوبة ورمزية.

هجوم أورلاندو 
وعن تأثير هجوم أورلاندو- الذي نفذه المسلم الأفغاني الأصل عمر متين على ملهى للمثليين- تحدث الدكتور أبو صالحة عن عميق أسفه لما حصل، فهو كوالد لضحايا قضوا بسبب الكراهية، يشعر بحجم المصاب الذي كابده أهالي ضحايا أورلاندو بذات السبب كما قال، لكن وبصفته طبيباً نفسياً أشار إلى أن المعلومات تقول بأن معظم المتطرفين الذين قاموا بأعمال ارهابية في أميركا لديهم تاريخ مثبت بأنهم يعانون من علل نفسية، ما ينفي عنهم أن يكونوا ممثلين للمسلمين، علما بأن إعلام اليمين المتطرف يوفّر هذه التهمة -التبريرية فقط للمتهمين البيض الذين يقومون بأعمال مشابهة كما قال.

بينما وصف السنوسي أحداث أورلاندو بأنها حطمت ما بناه محمد علي من انجازات على مستوى الرأي العام تجاه المسلمين في الولايات المتحدة، مضيفا أنه رغم ذلك تبقى الولايات المتحدة بلد قانون، وأن هذه المحنة ستمرّ، مذكّراً بأن شبكته التي يديرها تلقت اتصالات من عدد من الاقليات والمنظمات الأميركية تطرح مساعدتها للمسلمين لتجاوز حالة التجييش التي يقوم بها المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب ضدهم في أعقاب هجوم أورلاندو.

 أما علي إبراهيم فرأى أن الهجوم فاجعة حقيقية أحيت خطاب ترامب الذي كان يبدو ناشزاً، فجاء الهجوم ليمنحه المبرر والحجة ليصعّد هجومه. وتوقع المتحدث أن تمرّ هذه الأزمة ككل الأزمات التي استطاعات هذه البلاد ابتلاعها كما قال، دون أن يقلل ذلك من الآثار السلبية طويلة الأمد التي سيخلفها الهجوم في أورلاندو.