من واشنطن

أميركا واللاجئون.. غياب الإستراتيجية أم الأخلاق؟

بحثت حلقة “من واشنطن” موقف أميركا من اللاجئين السوريين، وتساءلت عما يقف وراء الرقم 10 آلاف لاجئ الذين ستستضيفهم واشنطن، وهو رقم يعتبره منتقدو الإدارة الأميركية هزيلا مقارنة مع أوروبا.

أمر البيت الأبيض الأميركي باستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري، وهو رقم متواضع في رأي من يوجهون انتقادات للإدارة الأميركية.

يدافع مارك تونر نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية عن موقف إدارة بلاده من المأساة السورية، ويقول في حلقة 15/9/2015 من برنامج "من واشنطن" إن بلاده وفرت أربعة مليارات دولار دعما للاجئين في تركيا والأردن وللنازحين في الداخل السوري.

وأقر تونر بأن عملية التحقق من هويات اللاجئين بطيئة وأن السلطات الأميركية تبحث تبسيطها، دون أن يتعارض ذلك مع إتمام كافة الإجراءات "فنحن نريد أن نحمي شعبنا"، كما قال.

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة مريلاند شبلي تلحمي إنه لا يعرف لماذا اتخذ باراك أوباما قرار استقبال عشرة آلاف فقط، في الوقت الذي جرى اقتراح أرقام تصل إلى 100 ألف؟

ميراث 11 سبتمبر
وإذ اعتبر ذلك خطأ إستراتيجيا، أشار تلحمي إلى أن الميراث الذي تركته أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 كرست المخاوف التي تتبناها بعض الأوساط الجمهورية من العرب والمسلمين وكذلك المهاجرين المكسيكيين.

وقبل أن تصبح قضية لاجئين، قال تلحمي إن المشكلة السورية معقدة، ولكن الحرب العراقية هي التي ولّدت واقعا صعبا على كل دول الجوار ومنها سوريا، وكان ينبغي أن تكون المسؤولية جماعية خصوصا بين أميركا وروسيا والصين لإقامة مناطق آمنة للمدنيين.

أما مدير العلاقات الحكومية في المجلس السوري الأميركي محمد غانم فقال إنه ليس صحيحا أن أميركا ليس بوسعها أن تقوم بأكثر مما قامت به.

بدوره قال المحلل السياسي خالد صفوري إن الولايات المتحدة لا تعتبر نفسها مسؤولة عما يجري في سوريا، في الوقت الذي صرفت فيه أموالا على اللاجئين أكثر من غيرها، مضيفا أن نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة يثير المخاوف من أن يأتي إلى أميركا مشبوهون.

لغة مصالح
وفي الجزء الثاني تابعت الحلقة ملف الأزمة السورية الذي تتم مناقشته ضمن جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة في نيويورك.

وقال مراسل الجزيرة في مقر الأمم المتحدة رائد فقيه إن صورة الطفل السوري الغريق أثارت سخطا دوليا، لكن لغة المصالح هي التي تسيطر في نهاية الأمر. وأضاف "لو أن الصور في سوريا مؤثرة لكانت صور الهجوم الكيميائي في الغوطة قد غيرت كل شيء".

بدوره، قال شبلي تلحمي إن البعض في الإدارة الأميركية يرى أنه لا بد من الحفاظ على بشار الأسد أو على النظام حتى لا يكون البديل تنظيم الدولة أو النصرة.

أما محمد غانم فذكر أن وزير الخارجية الأميركية قال إن واشنطن تريد أن "تشكّ النظام بالدبوس"، فهي لا تريده أن يسقط لأنها تخشى تنظيم الدولة. وحين تسأل المسؤولين الأميركيين يقولون إن رأي أوباما لم يتغير تجاه ضرورة رحيل الأسد، أما كيف؟ فليس لديهم أي تصور.