من واشنطن

الدين والعرق.. نزاعات السودان وصراعات الأميركيين

ناقشت حلقة “من واشنطن” أصداء قضايا السودان وجنوب السودان في أوساط السود بالولايات المتحدة، والأهمية التي تحظى بها لدى الإدارة الأميركية.

احتفلت جوبا بالذكرى الرابعة لانفصالها عن السودان يوم 9 يوليو/تموز الماضي في ظل حرب أهلية استعصت على كل الحلول المطروحة.

ورغم أن واشنطن ساهمت في قيام دولة جنوب السودان، فإن سياستها أصيبت بانتكاسات كبيرة في إدارة ملف الدولة الوليدة.

وانفصل جنوب السودان عن السودان بموجب اتفاقية السلام التي أبرمت في 2005 وأنهت واحدة من أطول النزاعات في أفريقيا ومهدت لإجراء استفتاء شعبي في يناير/كانون الثاني 2011 صوَّت فيه الجنوبيون بنسبة 98% لصالح الانفصال.

واندلع نزاع مسلح في ديسمبر/كانون الأول 2013 بعد صراع على السلطة بين الرئيس سلفاكير ميادريت ونائبه السابق رياك مشار. وأعاد القتال فتح نزاع على أساس عرقي بين قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها سلفاكير، وبين قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.

لكنّ الطرفين وقعا على اتفاق سلام الأربعاء الماضي يهدف إلى إنهاء عشرين شهرا من الصراع في أحدث دولة في العالم.

وسلطت حلقة 1/9/2015 من برنامج "من واشنطن" الضوء على سجالات الدين والعرق في تحريك توجهات السود في الولايات المتحدة، وكذا دوافع الإدارة الأميركية تجاه قضايا السودان وجنوب السودان.

تأخر أميركي
ويرى الكاتب والمحلل السياسي فتحي الضو أن حضور الإدارة الأميركية في ملف جنوب السودان تأخر كثيرا، وأن حلّ هذه المشكلة يوجد في الخرطوم. وقال إن ما حرّك الإدارة الأميركية دوافع انتخابية لأن ملف السودان وجنوبه كان مهملا منذ 2011.

وأضاف الضو أن الحزب الديمقراطي بدأ الخوض في ملفات ربما تثير اهتمام قطاع من الناخبين الأميركيين، لافتا إلى أنه بعد وصول عمر البشير إلى الحكم عام 1988 تم إضفاء الصبغة الدينية على الصراع مع الجنوب.

وعن اهتمام السود بقضايا السودان، قال الصحفي والإذاعي أزكيا محمد "في الولايات المتحدة أسمعونا قصصا عن العبودية في السودان لتشويه صورته في مخيلة الأميركيين السود".

وأضاف أن الحديث يدور هذه الأيام عن الخرطوم، لأن قيادتها -وفق رأيه- إسلامية وتنعم بنوع من الاستقرار، في حين أن المشكلة القائمة هي في جنوب السودان.

ويرى أزكيا أن السودان لا يشكل سوى جزئية صغيرة من قضايا الشرق الأوسط بالنسبة للإدارة الأميركية التي تصب كل اهتمامها على الاتفاق النووي مع إيران، واعتبر أن السودان لن يحظى باهتمام كبير من قبل الإدارة والسود لأن قضيته بالغة التعقيد.

وقال "لم نكن نعرف الكثير عن السودان الذي كان بلادا واعدة لكن تم تدميرها حجرا حجرا في عهد الرئيس بيل كلينتون".

مستقبل الجنوب
ويعتقد فتحي الضو أن اتفاق السلام في جنوب السودان حلٌ وقتي وقد لا يكتب له النجاح، متوقعا انهيار دولة جنوب السودان. ويرى أن تعويل واشنطن على البشير لإعادة الاستقرار للمنطقة ليس له سند.

من جانبه أعرب أزكيا محمد عن اعتقاده بأن ما يجري في جنوب السودان كان نتيجة "غطرسة" الرئيس السوداني عمر البشير في التعامل مع مشكل جنوب السودان. وقال إنه بدلا من تقديم بعض التنازلات تمسك بموقفه وكانت النتيجة الانفصال.

بدوره، يرى الباحث الزائر في جامعة كورنيل أحمد آدم أن سياسة عمر البشير هي من تسببت في انفصال جنوب السودان، ويعتقد أن فشل دولة جنوب السودان التي كانت إحدى إنجازات الإدارة الأميركية ستكون كارثة على الأمن الإقليمي.

وأعرب عن عدم تفاؤله باتفاق السلام الموقع، وقال إن نجاحه يتوقف على أهل الجنوب والنخبة هناك.